كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
استفسرت غرايس بحدة " اين خافيير ؟"
وهي مدركة لشحوبها مقارنة مع جمال هذه الفتاة الإسبانية الرائعة الجذابة.
قالت لوسيتا بتجهم" انطلق مسرعاً الى مكان ما مع لوكا بعد ان القى علي محاضرة ملؤها التأنيب . هل كان عليك ان تدخليني في عراككما السخيف؟"
اطلقت غرايس ضحكة خشنة , وقالت " أنت أدخلت نفسك . إذا كان خافيير غاضباً منك , فلا تلومي إلا نفسك . حان الوقت لكي يقول لك احدهم بأن تنضجي"
قطعت كلامها وعضت على شفتها عندما حدقت لوسيتا مشككة بحقيبة أغراضها.
استفسرت المرأة اليافعة بنبرة حلوة عذبة " آه, يا إلهي! انت لست راحلة . اليس كذلك؟"
غمغمت غرايس" أنا ذاهبة لزيارة والدي ... لبضعة أيام"
فيما رفضت ان تعترف ان لا نية لها بالعودة .ريحانة
التمعت عينا لوسيتا السوداوين فجأة وقالت " أحقاً؟ بعد ان تبتعدي عن طريقي , سوف تسنح لي الفرصة لأتصالح مع خافيير"
رمت رأسها الى الوراء بحيث تطايرت خصلات شعرها المجعدة حول كتفيها , وتابعت تقول " اسديني خدمة , ولا تسرعي بالعودة"
تمسكت غرايس بكرامتها , فأخرجت مفاتيحها ومشت بسرعة خارج القصر, لكنها احست بالدموع تغشي عينيها وهي تركض نزولاً على الدرج.
كانت يائسة للابتعاد من هنا قبل عودة خافيير , لذا انزلقت وراء مقود السيارة الرياضية الفاخرة التي كان قد اشتراها لها وادرات المحرك.منتديات ليلاس
إن الثلوج التي تغطي عادة قمم جبال السييرانيفادا لم تصل الى مستوى القصر, لكن الامطار الغزيرة كانت تعيق رؤيتها , بالرغم من ان مساحات الزجاج الأمامي كانت تعمل بسرعة مزدوجة. بعد دقائق على مغادرة غرايس للقصر بدأت تحاول يائسة ان تقطع الطريق المنحدرة الملتوية . قبضت بقوة على المقود, فيما تذكرت اول مرة قادت فيها سيارتها الى قصر الاسد.
تساءلت غرايس فيما انهمرت الدموع بغزارة على وجهها, لو انها علمت حينها انها سوف تخسر قلبها لصالح الدوق المتصلب الوجه, هل كانت ستأتي ؟ اما الجواب فهو نعم بكل صراحة . كانت مستعدة لأن تفعل أي شيء من اجل مساعدة والدها , أما الآن فيجب ان تحمي طفلها.
ما إن استدارت حول المنعطف التالي , حتى رأت سيارة متجهة نحوها, ولصدمتها الكبرى ادركت ان الرجل خلف المقود هو خافيير , اصابها الذعر فضغطت على دواسة المقود, بحيث انطلقت السيارة الرياضية القوية بسرعة الى الأمام , فانحرفت الإطارات على الطريق المبللة بالماء, وفجأة بدأت غرايس تندفع بعنف نحو الأشجار التي تقف حاجزاً بين الطريق والهاوية السحيقة.منتديات ليلاس
راحت تندفع بسرعة قصوى ولم تقو على التوقف, فصرخت قبل ان تغوص في السواد و الظلام.
***
- غرايس , افتحي عينيك.
سمعت غرايس مجدداً هذا الصوت غير المرتبط بشخص محدد, فأجبرت نفسها على فتح جفونها لتحدق الى الأعلى نحو وجه غير مألوف.
- من...؟
همست غرايس ذلك بوهن, فابتسم الشخص الغريب برقة , وقال " تعرضت لحادث سيارة , لكن كل شيء سيكون على مايرام, إن زوجك هنا"
بالكاد سمعت غرايس كلمات الطبيب التي بدت لها مبهمة , وراحت تومض في ذهنها صورة متكسرة : الأشجار تتسارع باتجاهها بسرعة لا تصدق, صوت الزجاج الأمامي يتكسر... ملأها شعور بالهلع التام وقالت "طفلي...؟"
|