كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
التوى فم خافيير في شبه ابتسامة جميلة لم تبلغ عينيه , فقال " اتظنين ان بمقدوري ان أنساك؟ ليتني أقدر على ذلك عزيزتي , لكن الواقع انني قضيت كل دقيقة وأنا فكر بك, واحلم كل ليلة بأنك مستلقية الى جانبي , وبأن وجهك قريب جداً, وانني اذا ادرت رأسي يمكنني ان اعانقك ... هكذا"
تحرك خافيير نحوها برفق ولطافة, كما لو انه يرغب بأن يعوض في هذه اللحظة عن كل الايام التي امضياها بعيدين عن بعضهما . فكرت غرايس ببساطة ان هذا هو المكان الذي يرغب بالتواجد فيه, فلفت ذراعيها حول عنقه وتجاوبت مع عناقه بشغف رقيق.
عندما رفع خافيير رأسه لاحظت خطوط الارهاق البادية حول عينيه, فغمغمت قائلة " يجدر بك ان تحاول النوم"
- ليس الليلة .. أرغب بالبقاء مع لوكا, فلربما تحرك.منتديات ليلاس
- حسناً! على الأقل استرح لبضع دقائق , يمكنك ان تستحم وتتناول بعض الطعام, انا ساجلس معه , واعدك انني سأناديك إن طرأ أي تغير في حالته.
كانا ما يزالان راكعين على الأرض الى جانب سلة لوكا . اخيراً وقف خافيير وجذبها لتقف على قدميها , قال بصوت أبح" غرايس , أنا لا استحق لطفك , انت هي من يجدر بها ان تنام قليلاً , فسوف تستقلين الطائرة الى إنكلترا غداً"
قفزت الى ذهنها أفكار متسارعة , فتلعثمت قائلة" اتقصد انك... سترسلني بعيداً عن هنا؟ لكن لماذا؟"
أتراه سئم منها ومن مبادئها الأخلاقية ويريد ان يبعدها عن طريقه ليتمكن من إحضار عشيقته الى القصر؟
انخفض حاجبا خافيير في عبوس يدل على الارتباك والحيرة بسبب انزعاج غرايس الواضح , وقال " فقط لمدة اسبوع . ادرك كم تفتقدين الى والدك , لذلك رتبت الأمر لكي نزوره سوياً , لكنني لا استطيع ترك لوكا بهذا الوضع "
غمر الارتياح غرايس فوجهت له ابتسامة غير واثقة , وقالت " بالطبع لا , لكننا نستطيع تأجيل الرحلة الى ان يصبح بحال أفضل "
- انا وثق من انك لم تنسي ان عيد مولد أنغوس بعد عدة ايام. تحدثت الى عمتك هاتفياً , فقالت لي إنه ينتظر رؤيتك بفارغ الصبر.
مسد خافيير شعر غرايس بعيداً عن وجهها , ثم قال " لا يمكنك ان تخيبي ظنه عزيزتي"
أقرت غرايس بأنها فعلاً لا تسطيع تخييب ظن والدها , لكن ذهنها انشغل بخافيير الى درجة نسيت معها عيد مولده . سألته بهدوء " متى سأغادر ؟"
- غداً باكراً , يجدر بك ان تذهبي الى السرير , وسأراك في الصباح.منتديات ليلاس
أومأت غرايس برأسها وهي لا تثق بنفسها لكي تقول شيئاً . لكن ما إن وصلت الى الباب حتى اسوقفها صوت خافيير وهو يقول " غرايس! سوف تعودين أليس كذلك؟"
بدت التعابير في عيني خافيير غامضة , لكنها لاحظت اللون الباهت الذي علا عظمتي خديه الحادتين , وعدته بنعومة " بالطبع سأعود , لقد عقدنا اتفاقاً اتذكر ؟"
لكنها تعذبت لماتبقى من الليل بسؤال نفسها كيف يمكنها ان تحيا من دون خافيير بعد ان تنتهي مدة عقد زواجهما . كذلك فهي لم تقو على إخفاء بؤسها عندما قاد توريس السيارة بعيداً عن القصر صباح اليوم التالي.منتديات ليلاس
***
فكرت غرايس ان الخريف قرر كما يبدو ان يصل باكراً هذه السنة الى شاطئ إنكلترا الجنوبي , و ذلك بعد مرور اليوم الخامس المشحون بالأمطار الجارفة الغزيزة . حدقت خارج نافذة منزل الضيوف الخاص بالعمة بام, و نظرت باتجاه العشب الأخضر المغمور بالماء , فيما فكرت بتوق وكآبة بأشجار النخيل الاستوائية و بالحشائش النامية في حدائق قصر الأسد.
|