المنتدى :
المواضيع الجانبية
عندما تسقط البقرة..
بقلم : محمد واموسي °
و ما أكثر الجزارين و السلاخين بعدما سقطت البقرة..السكاكين لم تكثر فجأة، بل كانت موجودة حتى لدى أقرب المقربين و شحذت مبكرا ..كانوا ينتظرون فقط يوم التعثر لينقضوا عليها..
حتى و هي على الأرض واصلوا تلميع سكاكينهم أمام أعينها المفتوحة لعل و عسى تخاف فتموت قبل الذبح..
هكذا هي مبادئهم..حين تسقط بقرة فعلى كل من يحمل سكينا أن يغرسه في جسدها..
سقطت البقرة بغبائها و لم تكن تعي أن السكاكين من حولها كانت تشحذ و تلمع استعدادا ليوم السقوط..جلها سكاكين صديقة..و أي سكاكين بل هي مناشير..
لن يرحموها أبدا..
و لن يتركوها تعيش بعد أن تعثرت و سقطت..
ينظرون إليها و يتسائلون مع بعضهم البعض “هل ستذبح البقرة أم لا ؟”..
حتى دون انتظار الجواب يعيدون النظر في سكاكينهم التي تلمع في الأيدي البارزة..و في نفس الوقت ينظرون للبقرة التي تلهث في شدة و قد فار الزبد من فمها..
بعد إطالة في التفكير..و بعد جهد فكري و إعلامي مضن و تردد مطول،أقر القوم العزم على مصير البقرة..لابد أن تذبح حتى قبل محاكمتها بالجرم المنسوب إليها..
حتى من لا خبرة له في الذبح سيذبح..و الموعد حدد مسبقا..السكاكين جاهزة و السواطير تطل برأسها من كل حدب و صوب..
السكاكين العديدة لم تبال بأن قرينة البراءة تعني أن الكل بريء حتى تثبت إدانته..فهي مقتنعة أن ذبح البقرة بات ضرورة..و لم يعد أحد يطمع حتى في نجاتها.
ضوابطهم في الحياة واضحة، كل واحد يعمل لمصلحته..فعندما يغيب الكبير يكبر الصغير..وعندما تقع البقرة تكثر السكاكين و يستنفر الذباحون.
إنه قانون الحياة عندهم..
أخلاقهم لا تمنع هذا..
قوانينهم لا تحاسب على هذا..
المهم هو السقوط و لا شيء آخر غير السقوط..
يا ويلي إن لم تسد البقرة (بعد أن تذبح شر ذبحة) جوع الجزارين فيبحثوا عن أبقار أخرى..
هم يظنون أنها بقرة لذلك أشهروا سكاكينهم..
و لا يعلمون أنه ليس بقرة..
بل جواد..
..و لكل جواد كبوة.
° اعلامي و كاتب صحافي مغربي
ملحوظة : هذه القصة مستوحاه من الخيال و أي تشابه بينها و بين الواقع، فالمشكلة تكمن في الواقع
|