المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الباسمة
الباسمة
كان يتحرك وهو يحدثها لم يهتم بأن يتخفى فقد شاهدها وهي تُلقي بسماعة الأذن خاصتها على الطاولة كان يُجري المحادثة بأريحية شديدة حتى إنه تركها على السماعة الخارجية أيضا متمادياً ليصدح صوت غريمتها في غرفتها الخاصة... غرفة العروس ...
نظر لها وهي تخرج من حمام الغرفة وهي تتحرك كملكات الجمال على منصة العرض الشهيرة ..خطوات ثابتة.. رأس مرفوع.. ضحكة لا تفارق شفتيها وتجرأت عينية على منحنيات جسدها الملفوف بمنشفتها الوردية التي أخفت عن نظراتة القليل ..ومنشفة أخرى تركتها الأن تسقط على الأرض تاركة شعرها الليلي يتساقط ليصل لمنتصف ظهرها كاشفاً وجهها الفاتن متتبعاً بشغف قطرات الماء المتناثرة وهي تتساقط على صفحة وجهها بنعومة...
كل ذلك وهو يستمع بتشوش لثرثرة عشيقتة في حين لسانه عقد فأسبوع عسل غير كافي أبداً مع ابنة عمه الذي تزوجها مرغماً وأصبح مغرماً بكل تفاصيلها ... ..
يستيقظ من سُباتة على نداء صاخب فيرد بتلكؤ
:لا لن استطيع القدوم اليوم نؤجلها ليوم آخر ..
تقاطعة بنعومة :مر أسبوع يا حبيبي وكل يوم تقول غداً ..ما بك أصبحت غريب ..لا أعتقد أن ابنة عمك الصماء قد أدارت عقلك ..
زمجر غاضباً يمنع تماديها متحركاً بعصبية ناحية المرآة
: بماذا تهذي ..أنتِ تعلمي تماماً إنه لا توجد إمرأة على وجه الأرض تستطيع إلهائي ..
تقرأ الشفاة كعادتها وتتجرع السم كعادتها مبتسمة ..رأته يضع هاتفة على المنضدة يكمل محادثتة القبيحة دون مراعاة لها وكأنها طيف ... أغتصب حقها في الإحترام واعتبرها كائن لا يشعر ...وقفت خلفة وتناولت المشط من يدهِ وأجلستة برفق على مقعد أمام المرآة دون أن تفقد ابتسامتها المريرة وهو ترك لها نفسه تحركها كما تشاء .. تتبع حركة يدها وشفتيها الندية تردد ببطئ
:أحب أن أمشط لك شعرك ..
أول مرة بحياتي أشعر بهذا الشعور ..شعور أن تحاوطك رائحة الياسمين وكأنك بحديقة ..شعور الدفء وكأنك تحت أشعة الشمس في يوم قارص البرودة ..شعور القشعريرة اللذيذة وكأن الماء يتلمسك في يوم شديد الحرارة ..
هذا ما شعرت به وأنا بين يدي ابنة عمي ..
لكن لازالت أذني تسمع صرير نعم إنها صوت نشاذ داخل الحلم الذي أعيشة واكتشفت إني لا أريد الاستيقاظ منه ..إنه صوت الهاتف مددت يدي واغلقت السماعة الخارجية ولكن لم أغلق المحادثة نهائياً ..
رفعت سماعة الأذن من على المنضدة لأناولها لها رفضت بابتسامتها الرائعة
: تسبب لي الصداع ..
أعدتها وأنا انظر للسماعة شذراً لمجرد تخيلي انها تؤذي زوجتي..
عندما انتهت وارادت الإبتعاد امسكت معصمها الرقيق وقبلت العرق النابض به وحثثتُها للاستمرار فاستمرت سعيدة بتمشيطها لشعري ..
رفعت عيني لإنعكاس صورتها بالمرآة رأيت عينيها مع الهاتف وبسمتها لم تَخْفُت ويدها مستمرة بتمشيط شعري واليد الأخري تعيد بعد كل ضربة للمشط تمليسة وكأنها تربت بهدوء على كل شعرة أن لا تحزن من ضربات المشط الرقيقة علية ..
لا زلت بحلمي ولا زالت بابتسامتها مددت يدي وأغلقت الهاتف منهياً المحادثة وتتبعت يدها فوجدتها تتوقف في الهواء وتنظر لإنعكاسي على المرآة واختفت ابتسامتها ...
..بمرور الثواني كانت تزداد عقدة جبيني مع تلاشي بسمتها وانطفاء اللمعة بعينيها ..
..لماذا خفتت ابتسامتك يا حبيبتي ..نطقتها دون أن أدري ..
ليفاجئني ردها ..
:حقاً حبيبتك ..
ماذا ...قلتها وانا أقف لاواجهها وأمسك مرفقيها بحزم
: هل تسمعي ..
قالت باكية : إذا كنت تقصد بأذني لا ..وإذا كنت تقصد بعيني وقلبي نعم ..
لم اتركها ولم توضح أكثر من ذلك..
وأنا أحادث نفسي متى كنتِ ابنة عمي وأصبحتِ زوجتي وصرتِ حبيبتي ..والأهم متى كان النفس الذي يمدني بالحياة هي بسمتك..
فزوجتي الباسمة لم تتساقط دموعها لخيانتي لها ولكن لخوفها أن يكون قولي أحبك من كل قلبي نزوة وتنتهي ....
تتلاقى الأعين في حوار صامت
فبعد قولي أحبكِ لن استطيع خيانتكِ ..
فبعد قولك أحبكِ لن استمر لو خدعتني ....
حملتُ الهاتف أعبث به أمام انظارها الحائرة لأكسر بعد فترة الشريحة الخائنة بأمل أن تعود لي حبيبتي الباسمة .
.....تمت.....
التعديل الأخير تم بواسطة روتيلا ; 11-02-18 الساعة 11:59 PM
سبب آخر: الغلاف
|