كاتب الموضوع :
عمرو مصطفى
المنتدى :
مدونتي
رد: أنا وأنا................
ـ تسمع هذه الأيام عن كتاب أدب الديستوبيا؟
ـ واستبشر بهم خيراً!
ـ كيف؟ إنهم يتحدثون دائماً عن المستقبل الأسود للبلد..
ـ هؤلاء حينما يتكلمون عن أدب المدينة الفاسدة فعليك أن تستبشر خيراً.. لا تقلق إلا حينما يبدأ الكاتب السوداوي في التفاؤل.. هؤلاء لا يتفائلون إلا كما البوم والغربان.. تنعق على أطلال الخرائب.. فهذا هو وسطها الطبيعي.
ـ يا ستير!
ـ وأكثر..
ـ لكن أيضاً هناك المتفائل لحد التطبيل.
ـ التطبيل مذموم طبعاً.. والتفائل الحذر مطلوب.. دائماً الحق وسط بين طرفين أحدهما غالي والأخر مجافي..
ـ وكيف هو السبيل للتوسط في هذه المسئلة؟
ـ لقد نجونا بأعجوبة من مفرمة الربيع الهندي يا صديقي.. لكننا خرجنا بعاهات.. نحمد الله على السلامة أولاً وآخراً.. لكن لا تنس أبداً العاهات التي ابتلينا بها.. ومن إحدى ثمراتها المرة ما سيكون مصدر شقاء لنا كل أربع سنوات.. ما أردت قوله : أن الحياة ليست وردية تماماً.. والمستقبل مرهون بأشياء.. منها يقظتنا الإيمانية ويقظتنا العملية.. نحن نعمل قليلاً ونشتكي كثيراً.. والفساد لدينا قد فسد.. والفساد من التحديات الكبرى التي تواجه أي مصلح.. وكما أن نكسة يونيو لم تتكرر.. فنكسة يناير لن تتكرر إن شاء الله.. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.. وأنت لن تنزل البحر في نفس الموضع مرتين.. فلا الماء الماء.. ولا الزمان الزمان.. ولا أنت أنت.
|