كاتب الموضوع :
عمرو مصطفى
المنتدى :
مدونتي
رد: أنا وأنا................
مشكلتنا الأبدية مع عدونا..
نحن قد نتقدم على الأرض.. وهو قد غرس راياته في سويداء القلب..
الاحتلال الحقيقي الذي نعانيه منذ عدة قرون.. هو احتلال العدو للأذهان والقلوب.. فنحن نفكر بطريقته ونعمل بقواعده..
بل وقد نحاربه بها كذلك.. فحتى إن انسحب من ميدان الحرب المباشرة، فهو يتقدم علينا في ميدان الحرب الفكرية والثقافية..
هو يلعب على شقاقنا في الداخل ونحن نغفل عن شقاقه التاريخي الداخلي.. هو لا يختزلنا في فصيل معين يسدد إليه سهامه عن قوس واحدة.. ونحن نختزله دائماً في فصيل بعينه ونغفل عن بقية الفصائل.. والنتيجة أننا من حرصنا على تجنب الحية نهمل وجود العقرب.. ونظن أنه بمجرد قتلنا للحية فقد أمنا سم العقرب.. وهيهات..
يقولون أن الحل في التعليم..
وهذا صحيح.. دعوة الانبياء قامت على تعليم الناس وتربيتهم على العقيدة الصحيحة التي تصح بها أذهانهم وأبدانهم فيقفون صفاً
واحداً في مواجهة عدوهم الخارجي.. لكن من الذي سيعلم النشء.. من الذي سيربيهم على منهاج النبوة.. إننا نتكلم عن مناهج
من الشرق والغرب.. مرة أخرى نتحرك في ظل أعدائنا.. لا نأخذ منهم سوى ما يضر بثقافتنا التي ترتكز على ثوابتنا الدينية
وأي ثقافة لقوم هي كذلك.. لابد أن تنبع من العقائد.. لكننا لا نفرق بين الثقافة وبين العلوم المادية التي خلقها الله لكل البشر كي يستفيدو منها في دنياهم ويعملون بها لأخرتهم.. فلا توجد هندسة أو طب غربي وأخر شرقي.. وليس لهذا علاقة بثقافات الشعوب
النابعة من العقائد كما أسلفنا..
مشكلتنا مع عدونا هي تلك.. معركة الغزو الفكري الثقافي.. هي أمنية أي غازي لأمة من الأمم.. فهو قد يحتلها لعقود عسكرياً
لكنه سيظل عدواً لها إلى أن تنصهر تلك الأمة في ذات عدوها ثقافياً.. فلا يصير هناك فارقاً بينها وبينه.. ساعتها لن تكون هناك مقاومة ولا جهاد لهذا العدو الذي لم يعد غاصباً للأرض.. لقد صار منا وعلينا..
لهذا هم يصدرون إلينا أزياهم وقصات شعورهم ولغتهم وفنونهم.. ولا يعطوننا مفاتيح الصناعات الحديثة التي بها ينهض اقتصادنا..
كما قال عبد الناصر رحمه الله : يعطوننا معونات ولا يعطوننا المصانع..
ولا ينبغي لنا أن ننتظر منهم هذا.. بل علينا ان ننتزعه انتزاعاً.. لابد أن نملك قوتنا.. كي نحافظ على استقلاليتنا ونحافظ كذلك على هويتنا الثقافية التي تنبع من إسلامنا العظيم..
|