لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-18, 11:22 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 


_ أجهزى وجهزى زياد علشان هنمشى من هنا .

بعدما قال تلك العبارة الباردة سارعت بتنفيذ طلبه ، ليس لهفة .. ولكن فضول قاتل يدفعها لذلك .
أوس الزهيرى سيترك القصر .. الأمر بدا عاديا بالنسبة لسفره الدائم ، ولكن أن يأخذ معه ابنه فهذا أمر جديد عليه .
بعدما أنهت تجميع أغراضها فى حقيبتها توجهت إلى غرفة زياد لتفعل معه المثل .
بعدما أنتهت أخبرت أوس بأنهما قد استعدا .
إستقرت بجواره فى الكرسى الأمامى ولم تحاول أن تمانع بعدما فتح لها الباب بنفسه مع ابتسامة ساخرة أنيقة من شفتيه ، جعلتها تبتلع لسانها وتصمت .. ولكن ليس كثيرا .
فما إن أنطلق حتى قالت بهدوء وهى تلتفت إليه :
_ هنروح فين .. المفروض أعرف يعنى ، علشان أقرر إذا كنت هوافق ولا لأ .
إلتقط أوس نظرة سريعة آخذا إنطباعات وجهها ، ليجيبها بهدوء حمل لهجة إستهزاء :
_ هيفرق ؟ ... لأ وده الأكيد ، بما انك شغالة علشان المرتب برضوا مش صح ؟ فخلاص هرفعه وهتيجى المكان اللى عاوزه .
تعمد إنهاء كلامه بوقاحة ، ليستشعر إشتعالها السريع والذى أطلقته فى صافرة حادة عبارة عن كلمات صارخة :
_ أنتَ عارف أنى مش محتاجة لمرتبك ده ..
ابتسم ببرود مستفز ، ليقول ببطئ مقاطعا لها :
_ أكييييد .. بس أنتِ عاوزة حاجة تانية وده اللى معرفهوش ، فأنتِ اللى محتاجة مش أنا .
أخذت أهلّة نفسا عميقا ، لتقول مدعية الهدوء :
_ ما جاوبتش على سؤال ، قولى هنروح فين ؟
إلتقط نظارته الموضوع على "التابو" ليضعها على عينه قائلا بلهجة أكتسبت مرحا غريبا :
_ هنروح مطروح .
جن هذا الرجل بلا شك أو جدال !!
مطروح اين أو كيف أو لماذا سيذهب لها !!
إنه جنون لا يسكت عليه !!
صاحت بعدما تدارك الصدمة بإنفعال :
_ هنروح فين ؟؟؟؟؟ ... مطروح دلوقتى فى الشتا !! .... أنتَ أتجننت ، لا أنتَ إنسان مش مسؤل .
التفت إليها مبتسما ابتسامة عريضة أخذت فكه كله وأظهرت أسنانه البيضاء ، ليقول بضحكة مرحة :
_ وقت ما تتعب نفسيا وتبقى مخنوق .. روح على مطروع علشان تروق .
وأنهى كلمته بغمزة وقحة إتبعها بأن أشعل المذياع لتنفجر أصوات أغنية أجنبية بصوت مرتفع .
كانت تراقبه بذهول .. كيف كان يحرك رأسه ويدندن بتجاوب مع إيقاع النغمات .
إلتفتت إلى الخلف لتجد ابنه يجلس بأدب فى كرسيه ينظر إلى الطرقات من النافذة المغلقة .
عادت بنظراتها المصدومة إلى أوس الذى كان يردد الكلمات الأجنبية بطلاقة ...
بين أوس وزياد مئة إختلاف !!!
هل هذا طفله من الاساس .. تكاد تشك بذلك !

............................................................ ........................................................

غمست فرشاتها فى اللون البنفسجى .. لترفعها إلى لوحتها وتخط بها مسار تلاقى مع آخر وآخر حتى شكل لوحة رقيقة .
كان الشرود يتملكها وهى منشغلة برسم آخر لوحاتها ، تفكر إلى أين ستصل بها ظروفها الحالية ..
لاتزال تشعر بالحرج والأسف لنفسها وله ، زوجها الذى صدق حين أخبر والدها بأنه مرتبط .. وهى بلا أى تفكير دفعت بنفسها تجاهه .
ليصبح هو بمظهر الرجل الكاذب و المخادع والمتلاعب بأعراض النساء .
ورغم كل هذا لم يشكوا أو يتذمر ، لم يعترض أو يقول بأنه أجبر على الزواج منها .. فقط تقبل بنفسا راضية كل ما واجه من نظرات وعبارات قاسية من جيرانه .
حاولت الحديث معه بهذا الشأن إلا أنه كان يوقفها ويتحجج بأى حجة كى يهرب من الحديث .
كان خوفها الأكبر يتمثل فى كون هناك مشاعر بينهما ، فالفتاة حين قابلتها رأت بعينها الحب المتألم ... وهو لم تقدر على قرأة ما بعينه .. لم تعرف أهو زواج تقليدى أم عن حب .. إذا كان الخيار الثانى فلا شك ستنسحب شاكرة ، وإذا ما كان الخيار الأول فستعتذر لكل القيم والمبادئ التى تحتم تركها له فى كل الابعاد وستستمر معه .
ولكن بين ذلك وذلك .. لا تجد ردا شافى لتفكيرها المتضارب .
إنحدرت فرشاتها لتخرج من المسار المحدد ، فنظرت نهاد لها بضيق وزفرت بحنق قبل أن تترك الفرشاة وتبتعد عن اللوحة ناظرة إليها بغضب .
مجهود ساعات ضاع فى دقيقتين ، زفرت ثانية وإقتربت لتنزع اللوحة إلا أنها سمعت صوته الهادئ من خلفها :
_ أستنى .
تركت اللوحة ببطئ لتلتفت له .. فأكمل بهدوء :
_ مش كل حاجة بتبوظ معناها أنها مبقتش تقدر تتغير ، عندنا فى المجال الميكانيكى كنا بناخد أدوات قديمة بايظة ونعيد تصليحها .
اللون الوردى اللى على الجنب اليمين .. ممكن يقرب من الخط البنفسجى الخطأ فى اللوحة ، ممكن ترسمى ورد هيليق مع الصورة .. أو تكملى باقى الرسوم وتدخليها مع الخط ده .
إقترب أكثر ليبدأ بشرح تفاصيل الأفكار لذلك الخطأ الذى إرتكبته ... كان يشير بإصبعيه ويرسم به ما يدور بخلده .
إلا أنها لم تكن معه بتركيزها او نظرها ، بل كانت تنظر له بإستغراب وعلى شفتيها شبه ابتسامة .
أنهى كلماته بأن إلتفت لها فوجدها لاتزال تنظر إلى متعجبة ، فقال باسما وهو لايزال يشير إلى اللوحة :
_ حطى هنا اللون البنفسجى .
وبالفعل غمست فرشاتها به ولكنها لم تتجه إلى اللوحة بل إلى وجهه .. على وجنته بالضبط .
عقد حاجبيه بإستغراب ليقول بدهشة :
_ اللوحة .. اللوحة مش وشى ، أنتِ روحتى فين ؟
سأل بدهشة عندما وجدها ترفع الألوان إلى وجهه ثانية ، وتهبط بفرشاها على أنفه نظر إليها متعجبا ، لتغمس ألوانها ثانية وتقترب منه كى تضع فرشاتها على وجهه ، إلا أنه أبتعد ممسكا بيدها ليقول وهو ينظر بعمق إلى عينيها الشاردتين :
_ نهااااااد ؟!
أجابته بخفوت كطفلة متذمرة :
_ عاوزة ألعب .
أجفل بدهشة لصوتها الخافت الحزين فلم ينتبه لفرشاتها التى لظخت لحيته باللون الوردى !!

ما بها نهاد هل جنت أخيرا ؟؟؟؟؟
إنتزع من يدها الفراشة بحزم لتصدر صوت ممتعض ولكنه لم يأبه به ، بل أعاد الفرشاة إليها فى هيئة شخابيط طالت وجهها الأبيض الناعم .
أمسكها سيف من كتفاها وقادها إلى المرآة ليقول مبتسما بمشاغبة :
_ إيه رأيك مش فنان ... بصى أنتِ عملتى إيه فى وشى وأنا عملت إيه فى وشك .
نظرت إلى وجهها الذى أخذ كلا من وجنتاها خطان متوازيان وعلى أنفها كره سوداء .. وفمها ملطخ باللون الوردى ... إنه صورة تقريبية للقطة !!
بينما هو حملت لحيته اللون الوردى .. وخده الأيمن البنفسجى وأنفه الأسود فى شكل لا يمت للأشكال بصلة .
حقا قد كان بين الشخابيط على وجهها ووجهه فارق ضخم .
إلتفتت نهاد لسيف مطرقة الوجه بألم ، لتقول بصوتا شاحب :
_ سيف هتسيبنى ؟
نظر سيف إلى منابت شعرها الذهبية ، ليمد يده ويدفنها بين شلالاتها بنعمة ممشطا لها إياه .. حتى وقف عند كعكة جمعت فيها خصلاتها بقوة .. فلم يقدر إلا أن يفكها ببطئ تاركا المجال لخصلاتها كى تتحر من أسرها فإنسابت بنعومة على ظهرها وكتفها .
إمتدت يده الآخرى ترفع وجهها من ذقنها ببطئ ، لتتلاقا عيناهما برقة .

"أسيرٌ أنا لعينيكِ الخضراوين
أتغنى بجمالهما سرا وأخشى العلانية"
سألها بخفوت ووجهه يميل ليقترب من وجهها :
_ ليه ؟
إلتمعت عيناها بدموع تلألأت بخضرة ناعمة ، لتقول بخفوت :
_ علشانها .
فقط ودن مماطة تعترف بوجود آخرى فى حياته !!
إزداد إقترابه حتى وضع جبينه على جبينها قائلا بهدوء :
_ بس أنتِ موجودة .
_ أقدر أمشى علشان أريحك .
ابتسم برقة ...كم تلك الفتاة عنيدة ورقيقة بنفس الوقت ، همس قائلا بنعومة :
_ بس مش هتقدرى .
_ ليه ؟
تسائل بتعجب ليجيبها بابتسامة عريضة :
_ لأنك مراتى .. وهتفضلى مراتى ومفيش خلاص منى .. وبكره هنسافر بلدك علشان نكلم عمك وبعدها هنعمل الفرح .
شهقت بصدمة مبتعدة عنه ، إلا أنه مد يده وجذبها مقربا إياه إليه ليهمس أمام وجهها :
_ مفيش خلاص منى .
أنهى كلمته بقبلة رقيقة بدأ بها عهدهما الجديد .. لتدرك نهاد بأنه على حق بكل ما قال .

............................................................ ........................................................

لم يتمالك نفسه حين رآى ذلك الرجل الذى أشار له احمد قائلا بأنه سائق السيارة التى إصطدمت بسيارة عائلة غنى عن عمد ... إنقض عليه مسددا عدة لكمات قوية إلى وجهها تلاها بالركلات العنيفة التى توجهت إلى خاصرته ..
كان يسمع صوت الرجل وهو يتأوه ويصرخ كلما ضربه ، لتشتد ضرباته فى المرة التالية .. وهو يتخيل غنى تصرخ بذعر حين صدمتهم السيارة .
لم يشعر بنفسه إلا حين أبعده أحمد بقوة عن ذلك الرجل الذى كاد يزهق أنفاسه على يديه .
لم يعرف كيف وصل إلى ذلك المكان الذى جلس به يلهث كعداء قطع مسافة طويلة ..
أنتفض بعنف شاهقا حين شعر بمياه باردة تسكب على رأسه ، رفع ناظريه ليجده صديقه أحمد واقفا أمامه عاقدا ذراعيه بحزم بعدما أفرغ زجاجة المياه على رأسه ..
تحدث أحمد قاطعا الصمت :
_ هااا .. بقيت أحسن ؟ ، نقدر دلوقتى نتكلم بهدوء ؟
أخفض قصى ناظريه ليومأ برأسه ، آخذا نفسا عميقا مع قوله :
_ أتكلم يا أحمد ... قولى الحادثة حصلت أزاى ، قولى هعمل إيه مع بابا .. قولى أنا عملت إيه علشان هو يعمل معايا كده .. قولى هبلغ الشرطة أن أبويا قتل عيلة مكونة من أربع أفراد ؟
جلس أحمد قبالته ليقول بحزم :
_ أرفع راسك يا قصى .. فوق وإنتبه للمهم .. كلام الراجل اللى جوه مش كل القضية .. لسه لازم نجمع أدلة تانية تثبت كلامه .. الموضوع كبير يا قصى ، غير أنه لو أثبتنا صدق المعلومات هتبقى لازم والدك يدخل السجن .
هل أنتَ عاوز والدك يدخل السجن بتهمة الشروع فى القتل ؟
أغمض قصى عيناه بقوة .. لايزال لايصدق ما آل إليه الحال !! ... يجلس الأن ليقرر أيدفع بوالده للسجن جزاء ما فعل ، أم يترك الأمر مغلقا ويهرب ؟؟
فتح عيناه لينظر تجاه صديقه بمرارة قائلا :
_ لو مكانى هتعمل إيه ؟
أخفض صديقه ناظريه بأسف فى إجابة واضحة عن كونه لن يكون بمثل هذا المكان ، بل ولن يستطيع الإختيار .

نهض قصى بعزم ليقول بقوة :
_ لو صدق أن بابا هو السبب فى موتهم فأنا مش هقدر أسكت ، لازم كل واحد يتحمل نتيجة أفعاله .
إلتفت قصى مغادرا تاركا صديقه تعلوا وجهه علامات الدهشة والإستنكار .

............................................................ ........................................................

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 29-05-18, 11:23 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 


أنتفض قائما من مجلسه حين سمع باب الشقة يفتح ، لتظهر أمامه شقيقته ممسكة بحقيبتها فى يدها بإهمال .. ابتسمت له حين رأته :
_ قصى أخيرا ظهرت .. قلقت عليك جدا .
لم يجبها وعاود الجلوس مكانه لتلاحظ ملامحه الغاضبة .. بل هى أقرب إلى أسد عاضب محتجز فى قفص .
ألقت حقيبتها بإهمال على أحد الكراسى ، لتجلس بجواره متسائل بهدوء :
_ قصى فى إيه ؟
إلتفت لها وكأنه لتوه تذكر شيئا فسألها :
_ كنتِ فين ؟
نظرت أمامها مرتبكة لتقول بصوتا كساه التوتر :
_ مع بابا .. أتصل بيها النهاردة الصبح وطلب منى أقابله .
إستشاط قصى غضبا وصاح بحدة :
_ وطبعا أنتِ رضيتى ومشيتى وراه زى الغبية .. مش فاكرة أنك من شهرين كنتى هترجعلى لطليقك بسببه .. ولا ياسين اللى كان هيسلمك ليه برضى ...
وفجأة بقا بابا طلب يقابلنى وجريتى عليه .
إلتمعت الدموع بعينا رغد ، إلا أن قصى لم يهدأ فسألها بعنف :
_ كان عاوز إيه ؟
اخفض رغد وجهها وهمست بصوتا باكى :
_ كان عاوزنى أدير شركة *** لأنه هياخد أجازة .
إنتفض صائحا بعنف :
_ أنتِ غبية ؟ .. وأكيد وافقتى ومشيتى وراه ، النهاردة تديرى الشركة وبكره هو يرجع يدير حياتك ..
مش عارف أقولك إيه غير أنى خلاص تعبت منك .. أنتِ عاوزة تحكماته ، أنتِ عاوزة ترجعى تحت إيده تانى وأنا بعد قرارك ده هسيبك ليه ، لإنك شبه .
قال كلماته بقسوة جعلتها تشهق باكية بعنف ، ليندفع مغادرا إلى غرفته .. وبعد نصف ساعة قضتها فى البكاء حائرة .. تعيد التفكير فى كلماته الصائبة ، وجدته يخرج من غرفته ممسكا حقيبة سفر .
نهضت بلوعة تقترب منه لتقف أمامه شاهقة ببكاء مع همسها المتألم :
_ هتـ .. هتسافر و .... وتسيبنى ؟
طالعها بنظرات جامدة .. لم تفهم معناها ، إلا أن قوله أرسل لها المعنى تام :
_ آه هسافر .. وأيوه من غيرك ، لأنك أصلا مش محتجانى .
كاد يغادر إلا أنها وقفت أمامه ثانية ، لتقول بصوت متألم :
_ أنا آسفة يا قصى .. آسفة ...
زفر قصى بغضب مكتوب ، ليقول بعنف :
_ لا متعتزليش يا رغد .. أنتِ عاوزة ترجعى لـ بابا وأنا أبدا مش هقف فى طريق ، أرجعيلته وارجعى لتحكمه .. لكن مترجعيش تندمى وتشوفى نفسك مقهورة ومظلومة .
أنا أنتهى وقت وجودى معاكى ، اللى إكتشفت أنه ملوش فايدة .. علشان كده هريحك وأريحه وأرجع ألمانيا .
إندفع بسرعة متجنبا إياها ليتجه إلى باب الشقة ، إلا أنه توقف قبل أن يغادر وإلتفت قائلا بمرارة :
_ خلى بالك من نفسك .. مش عارف لما أقابلك المرة الجاية هتكونى بأى حال ؟

وغادر .. هكذا ببساطة فعل ؟!!!
تركها وحيدة تتهاوى على الأرض الصلبة الباردة ، تبكى غبائها وتهورها .. تبكى حالها الضعيف ، تبكى انثى كل ما أرادت حضن والد دافئ .. وقلب أخوى محتوى .
ولكن الحقيقة هى النقيض لذلك ، لن تنكر بأن أخاها يحبها ويخاف عليها بشدة .. إلا أنه مندفع .. يتسرع بالحكم ويعود ليندم ..

............................................................ ........................................................

_مفيش خلاص منى .
كان وعدا رقيق .. حملته كلماته بنعومة ورقة ، ورست به فى أذنها لتتنهد بحالمية .. متذكرة بأنه سيبقى دائما إلى جوارها .

اليوم هما فى طريقهما إلى بلدها ، رغم توترها وخوفها الشديد من القادم الذى لايعلم أحدا كيف سيكون .. إلا أنها موقنة أن سيف بجوارها وسيساندها .
نظرت إلى يدها التى إستقرت بين يديه ، يطبق عليها بقوة حانية .. بينما كان يلتفت إليها بين حين وآخر مبتسما برقة مشجعة إياها .
وكانت تتقبل ابتسامته بروحٍ عذبة ، تدفع نفسها بالكلمات كى تثبت على ما هى عليه ، تقوي نفسها بأنها قادرة وستكون كذلك ... تردد بداخلها بأنها ليست وحيدة وأنه بجوارها داعمها وسندها .
أنتبهت فجأة إلى قربه وهمسه فى أذنها :
_ قربنا نوصل .. جاهزة ؟
أزدرت ريقها بتوتر ، لتجيبه بامائة وهمسها المتلعثم :
_ آه .. آه .
أبعد عينيه عنها إلى الطريق أمامه ، ليقول بهدوء :
_ لو مش عاوزة تقابلى عمك فـ بلاش ، أنا هقدر أدخل وأكلمه لوحدى .. وخليكِ أنتِ فى العربية .
نظرت إلى الطريق الصحراوى حولهما ، الافضل لها ألا تقابل عمها .. سيكون هذا لراحتها ولتجنب أى لقاء بذلك القذر كمال ..
ولكن بذات الوقت لا تريد أن تترك الأمر كليا لسيف .. تخاف عليه ، بلى هى تخاف عليه مما قد يقوله او يفعله عمها .
فمجرد فكرة أنها تزوجت وحدها ستقلب المجلس ، ناهيك عن تلك المدة التى إختفت بها ولا أحد علم عنها شيئا .. بالطبع إنتشرت الأقاويل عنها فى البلد ..
فركت يدها بتوتر .. تلك الأفكار الواقعية تكاد تقتلها منذ أخبرها سيف بقراره الحاسم فى مقابلة عائلة والدها ...
هى تعلم بأن حجة وصية والدها "الشفوية" مقنعة بالنسبة لـ سيف ، لكنها ابدا ليست مقنعها لأعمامها الذين يتلهفون لموت والدها كى يرثوا أمواله .
صحيح أن والدها قد أعلن افلاسه قبل موته ، وباع شركته .. إلا أنه كان لايزال يمتك الكثير من الأراضى الزراعية والخاصة بالبناء فى بلده ، بالإضافة إلى نصيبه فى منزل العائلة .. لذلك أشقائه لن يكون من السهل عليهم أن يأخذوا جزءا طفيفا من تلك الغنيمة الكبيرة ويتركوا الباقى لابنته المسكينة المشردة .
إنتبهت إلى كف سيف التى إشتدت قليلا على يدها ، مع صوته القلق :
_ نهاد ... نهاد أنتِ كويسة ؟
نفضت رأسها بحزم لتنتبه له قائلا بهدوء مصطنع :
_ آه كويسة .. في حاجة يا سيف ؟
نظر إلى الدينة التى بدأت تظهر أمامها ، ليقول متنهدا :
_ سألت كذه مرة عن العنوان وأنتِ مردتيش .
إلتفتت له قائلا بنفس الهدوء :
_ أنا هدلك على الطريق ، متنساش أنى متربية فى البلد دى سنين عمرى .
.........
بعد نصف ساعة كان سيف يصف سيارته بالقرب من منزل العائلة التى يسكنها أعمال نهاد .
إلتفت سيف قائلا بحزم :
_ خليكى هنا أفضل .. أنا هدخل وهـ.....
_ لأ .
قالتها بحزم مماثل ، لتكمل بنفس اللهجة :
_ أنا وأنتَ هندخل سوى ، وهنفضل سوى وهندعم بعض .
ابتسم سيف لشجاعتها ، وقال بصوته المرح :
_ ماشى .. هنفضل سوى .
ضغط فى نهاية كلماته على يدها برفق ، ليأخذ نفسا عميقا ويعود لرداء الجدية قائلا :
_ صحيح .. أنتِ ليكِ خال نقدر نتفاهم معاه قبل عيلة أبوكى؟
سألته نهاد باستغراب :
_ ليه ؟
_ علشان خالك مش هيكون مستفيد من ورث أبوكى .. وممكن يقدر يساعدنا .
ابتسم برقة لتجيبه :
_ بصل لشكلى كده .. مش مختلفة شوية عن أهل القرية .. طيب أسمى .. مش غريب بالنسبة لقرية ؟
عقد حاجبيه بتركيز ، ليقول بشك :
_ والدتك أجنبية ؟
مطت شفتيها بتزمر قائلة :
_ تقريبا .
إزداد إنعقاد حاجبية ، لتمنحه ابتسامة رقيقة مع قولها :
_ ماما تركية .. واسمى نهاد اسم تركى ، وبصراحة معرفش اذا كان ليا خال او خالة .. انا مشفتش ماما من مممممممم .. مش فاكرة أنى شفتها أصلا .
أنهت كلماتها برقة حزينة .. وإنقلبت ابتسامتها لشبح حزين خيم على ملامحها .. وضاعت البهجة .. وارتسم الحزن مختلطا بالألم على وجهها ..
جذبها سيف برفق من ذراعها تجاهه ليحتضنها هامسا بمرح :
_ شكلنا موووش لطيف خالص وأحنا كده وفى العربية وجنب بيت أهلك .. بس الحمد لله معايا قسيمة الجواز .
ضحكت نهاد بخفوت وابتعدت عنه تزيل دمعة تعلقت برموشها .. لتجيبه :
_ طب يلا يا بطل .. توكلنا على الله .
دفعته فى كتفه مشجعة ، فخرج من السيارة ليلتفت ويفتح لها الباب ، فخرجت ضاحكة وهى تهمس :
_ مش عارفة إيه الرومانسية اللى نزلت علينا فى الوقت ده بالذات وفى اللى احنا داخلين عليه .
إلتقط يدها فى يده ليقول بمرح :
_ رومانسية فى الوقت الغلط .
*****
وقفا أمام المنزل ، كانت نظرات نهاد تتفحص المنزل بإهتمام وكأنها تبحث عن تغيير او تجديد بهيئته ، بينما سيف كان يناظره بفضول .
اقتربا من البوابة الحديد المفتوحة المؤدية إلى المنزل ، ما إن عبراها حتى ظهر لهما رجل كبير بالعمر .. يرتدى جلباب بنى قديم .. يمسك بيده قدح شاي ..
كان يقف مصدوما ينظر إلى نهاد بذهول ... ليصيح بسرعة مخاطبا نهاد :
_ ست نهاد .. اهلا .. اهلا .. نورتى بيتك يا بنتى ، كنتى فين ؟ .... ده محمود باشا دور عليكى كتير فى بلاد الغربة .. وكمال بيه يا عينى عليه كان خايف عليكى موت ليجرالك حاجة هناك ولا حد يدرى بيكى .
خائف عليها !! .... كم هى عبارة رقيقة ساحرة .. كمال كان يخاف عليها من أن تنالها الأيادى القذرة فى البلاد البعيدة .. بينما هو لا مجال للخوف منه عليها .
لم تجب ذلك الرجل الذى إلتفت إلى سيف عاقدا حاجبيه وكأنه تبين فى تلك اللحظة بأن هذا الرجل "سيف" يجاورها .
قبل أن يسألها عن هويته ، قال سيف بثبات :
_ أنا زوج نهاد .
علت الصدمة ملامح ذلك الرجل ، فسارع سيف القول لـ نهاد :
_ يلا يا نهاد .
سارا بجوار بعضهما فى إتجاه باب المنزل المفتوح على مصرعيه ..
إقتربت نهاد من سيف لتتشبث بذراعه بقوة ، فاستدار لها مانحا إياها ابتسامة مشجعة واثقة .
وقفا على باب المنزل المفتوح .. ليطرق سيف على الباب بقوة .. بضع دقائق وظهر شابا صغير وقف أمامها ليسأل سيف بخشونة :
_ أنتَ مين ؟
سارعت نهاد بالرد ليلتفت الشاب لها :
_ معاذ فين عمى محمود ؟
عقد الشاب حاجبيه باستغراب ، ليقول بعد ثانية بهدوء عقلانى :
_ أدخلوا اقعدوا وأنا هطلع أشوف عمى .
قادته نهاد إلى غرفة جلوس واسعة .. فجلس بجوارها على الاريكة ممسكا بيدها بقوة .
كانت تلك اللحظات فاصلة بالنسبة لها ، مع كل نفس كان يخرج من رأتيها كان قلبها يقفز فى مكانه بإرتباك .. بينما عيناها تعلقت بـ باب الغرفة المفتوح فى ترقب .
حتى ظهر أخيرا عمها محمود .. بهيبته التى لا تنقص ، يتشبث بعصاء البنينة بقوة .. يسير بخطى سريعة تجاههم ممسكا بأحد جوانب جلبابه .. ليقف أمامهم ناظرا إليها بحقد وإليه بغضب .
كان سيف أول من قاطع ذلك الصمت وتحدى النظرات بأن قال بهدوء إتسم بالحزم :
_ أنا سيف حسن الأكمل .. زوج نهاد بنت أخوك .
عرف عن نفسه ببساطة ، لتلتفت النظرات الحارقة من نهاد إليه ، مع صياح هادر :
_ أنا معنديش بنت أخ .. بنت أخويا ماتت معاه .

شعر سيف بنهاد تضعف بجواره ، فزاد من تشبثه بيدها ، ليقول بجدية :
_ نهاد مرتكبتش أى غلط .. نهاد أتجوزت وده حقها ، غير أن دى وصية عمى أيمن الله يرحمه .
إتسعت عينا عمها محمود بذهول ، ليتحول لغضب أسود تأجأج فى عينيه بلا هوادة ، ليصرخ بعنف :
_ أنتَ كذاب ، أخويا كان عاوز بنته لـ كمال ابنى ... وهو راح علشان يقف جنبها ، والخاينة ضربته وأتهمته بالباطل علشان تجرى ليك وتتجوزك .
أنتفضت نهاد شاهقة بألم ، أهكذا أصبحت فى ناظريهم .. حاولت قتل ابن عمها الموعود لزواجها ، لتهرب لعشيقا !! .... يا إلاهى .
أنتبهت فجأة لسيف الذى قال بحزم غاضب :
_ مفيش داعى لكلامك .. عاوز تسمعنا وتعرف الحقيقة فإحنا مرحبين بالفكرة .. لكن تهين مراتى وإهانتها من اهانتى فده اللى مش هسمح بيه .
عقد عمها حاجبيه قليلا ، ليقول بثبات :
_ أطلعوا بره مش عاوز أسمع حاجة .

............................................................ ........................................................

شهقت باكية بعنف لتشعر بذراعه تلتف حول كتفها .. مقربا إياها إلى صدره لتسمع همسه بجوار إذنها :
_ خلاص أهدى مفيش حاجة .
إزداد وقع دموعها على وجهها ، لتلتفت لها قائلة :
_ أنا آسفة .
نظر إلى عيناها التى تحول لونها للأحمر بسبب بكائها ، بينما حدقتيها الخضراوان تلألأت خلف مرايا الدموع الكريستالية .
همس مشدوها ولا يزال يحدق بمقلتيها بإعجاب :
_ ليه ؟
أبتلعت غصة مؤلمة بحلقها ، لتقول بصوتها الباكى :
_ لأنى السبب فى طردنا وبهدلتنا فى السفر .
إقترب بوجهه من وجهها ليقول بثبات :
_ أنتِ مش السبب ، قدرى مكنش هيكتمل غير بوجودك ، أنتِ نصى التانى اللى كنت بدور عليه ..
وبصراحة أنا كنت متوقع اللى حصل ، بس قولت لازم أعمل محاولة ..
صمت حين وصلت شفتاه إلى خدها ، لتستقر عليه براحة .. بينما أكمل قائلا بأنفاس ساخنة :
_ من النهاردة هتبدأ تجهزى زى أى عروسة فرحها فى آخر الاسبوع .
انتفضت مبتعدة عنها لتنظر إلى عينيه بذهول :
_ عروسة !! .... آخر الاسبوع فرحى ؟!!!!
ضحك سيف باستمتاع ، ليقترب منها ثانية بسرعة ، متلقفا شفتيها المنفرجة بقوة كاتما شهقتها المتفاجأة .
تركها بعد دقائق ، لينظر بعمق إلى عينيها التى أسرته .. بينما كان الأحمر الوردى يكتسح وجهها بخجل ، لتقول ناظرة حولها من زجاج السيارة :
_ أحم .. سيف أحنا فى الشارع وفى مكان .. مممممم مقطوع ، يعنى .. بالمختصر هنتفهم غلط .
ضحك سيف حينها بمرح ليقول بلهجة متلاعبة :
_ أول مرة ألاقى نفسى فى موضع شبهة ... لا ومع مين مراتى ، وفى منطقة مقطوعة وبستفرد بيها ، مش ناقصنا غير بوليس الاداب .. بس الحمد لله معايا القسيمة .
نفس الحجة التى ستودى بهما إلى مركز الأمن لا محالة .
أخفت ابتسامتها وهى تتدل حجابها ، لتسمعه يكمل بمرح :
_ طب تعالى نروح بيتنا .. وفى أوضتنا نعمل اللى عاوزينه .
أنهى كلماته بغمزة شقية من طرف عينه بحركة عابثة ، لتزداد تورد وجنتيها بخجل .

............................................................ ........................................................

رفع سماعة الهاتف ليقول بثبات :
_ قصى سافر النهاردة ألمانيا .. كده مش مضطرين نجذبه بحاجة ليسافر ، بس الأكيد أن فيه حاجة دفعته لكده .. دورك الجاى أنتِ عرفاه كويس ، وزى ما خططنا سوى .. قصى ليكى بقلبه وجسمه .. وليا بعقله .
أغلقت الهاتف من جانبها ، لتضعه على مكتبها الأنيق برقة ..
إذا فـ قصى سيصل ضواحى ألمانيا اليوم ، مرحبا بك قصى ... مرحبا بك فى متاهاتى .

............................................................ ........................................................

انتهي الفصل

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 29-05-18, 11:26 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 


الفصل الخامس عشر

نظرت حولها بعينين غائمتين إلى تلك الحوائط التى تأسرها .. لا تعلم من قادها إلى ذلك المكان العجيب ام ماذا تفعل هنا .. كل ما تعلمه أنها أسير النسيان ..
لقد فتحت عيناها بيوما لتجد نفسها فى هذه الغرفة .. تجهل كل شئ عن الوقت والزمن .. لا تعلم أين او كيف هى هنا ؟!!
عادت عيناها تستقر على الحائط المقابل لها ، لقد كانت الغرفة مصنوعة من الطوب الأحمر وفقط ..دون أى محاولة لتجديدها أو طليها باحدى مواد الطلاء .
جالت نظراتها من الحائط إلى الفراش الذى تجلس عليه ، كم بدا باهتا بملائته البيضاء الشاحبة الوانها .. ووسادتها المهترئة .
إستقرت عيناها أخيرا على الأرض الغير ممهدة والتى لاتزال تحمل أثار البناء .
نهضت ببطئ لتسير بخطى بطيئة نحو المرآة الدائرية الصغيرة المعلقة بأحد الحوائط ..
نظرت إلى شكلها بالمرآة .. شعرها الأسود الطويل كان متناثرا بلا هوادة حول وجهها .. عينها البنية إمتج بها اللون الأخضر ليعطى لونا ضائعا بين الألوان .. كما هى ضائعة بتشتت أفكارها .
من هى ؟! .. أين هى ؟! ... لماذا تُحبس هنا ؟
لماذا يدخل لها الطعام من شقٍ صغير اسفل الباب ؟
لماذا لا يحادثها أحد ؟ ... لماذا هى وحيدة ؟؟
لا تعلم !..
فقط الوحدة هى رفيقتها - التى لا تجد لها جليس سواها - فى هذا المكان المنزوِ .. الذى خرج خارج نطاق الوقت والمكان ، لتغيب فيه دقات الساعة .. ويخفت ضوء الشمس .
حياة بلا حياه !!
عالم هو مجرد أحجار ..
فاصلاً زمنياً وبعداً مكانياً
لا أحد تعرفه .. ولا أحد يعرفها

............................................................ ........................................................

تبعثرنا الأيام بلا هوادة ..
ها أنا أمد يداى علي ألتقط ثانية مسروقة ، فأهديها إلى ملكة القلب كى ترضى
ولكنى إكتشفت بأنى هاوي .. ليس لى فى السرقة ، فقد مرت الثانية تبعتها أخرى وأخرى .. وظل حالى كما هو وحيدا بدونها !
.....
أخذ أدهم نفسا عميقا .. لايزال يقف محدقا فى الخضرة أمامه بلا هوادة منذ ساعتين .. يقف فى ذات المكان .. يراقب تحرك الاشجار بفعل الرياح ، يسمع حفيف اوراق النباتات .. يترك لعقله المجال للراحة ، ولعينه تأمل ما سيريحها...
الماضى وحشا أسود ذا مخالب ناشبة ، حين ينقض على فريسته يستحوذها تماما ، هكذا كان هو
مقيد بأغلال جراحه!
أسيرٌ لوحش الماضى!!
تحيطه غمامة تحجب عنه الواقع!!!
وكأسير إنصاع لحكم الماضى ، وخطى فى طريقه ليدمر حياته .. ويدمر أول من إرتاح لها القلب ..
زهور .. لقد كان ظهورها فى حياته كالدواء لجراحه .. كانت البلسم الرقيق الذى يطيب به الروح...ترياقه الشافى لتمزيقات نياط قلبه، وقد فعلت وشفت جراحه .. لكنها لم تستطع شفاء ندوب جسده الغائرة، فأصبحت الزهور ذات الأشواك هى ما تؤرق تفكيره ..
أيطيب لها البقاء معه ؟ .. أيستطيع أن يتغير من أجلها ؟ ... أتسطيع هى أن تذيب جليد قلبه المتحجر ؟؟؟
اسئلة دون جواب .. ولن يجد الجواب إلا إذا تشاركها السؤال ولكنه ببساطة غير قادر حتى الأن .
وسط ألحان تراقص الشجيرات .. تناهى إلى سمعه صوتا شاذاً، صوت أقدام ثقيلة .. صوت تحريك النباتات بقوة وكأنما أحدهم يفسح المجال لنفسه كى يسير .
إلتفت إلى الخلف حين شعر بأحدهم يقف ورائه ، وقبل أن تخرج الكلمات سائلة عن هويته الذى أخفى وجهه بعمته البيضاء .. كانت يد تلك الرجل تندفع بسلاحٍ لمع تحت وقع الضوء الخفيض إلى جانبه الأيمن .
صرخ أدهم بصوتا مكبوت .. لينحنى للأمام واضعا يده على جنبه حيث تلقى تلك الطعنة الغادرة ، رفع نظرة إلى الرجل الذى لايزال يقف أمامه ..
وقبل أن يبدر من أدهم أى فعل ، كان الرجل يمنحه ركلة قاسية إلى معدته لم يستطع إلا أن يرتد للخلف فاقدا توازنه .
خلال لحظات كان ذلك الرجل يتبخر من أمامه ، ليتركه ملقى على الأرض يحاول النهوض لينادى أحدهم .
بعد عدّة محاولات فاشلة ، تقهقرت قواه وفترت ، و تشوشت الرؤية .. وتقطعت الإنفاس .. وبات الامر صعبا فى محاولة الوقوف بثبات .
ليتهاوى جسده على الأرض، مغمضا عينيه بضعف .. يعدُّ أنفاسه الاخيرة فى الدنيا، ولم يكن بباله كيف سيصل إليه أحد وينجده .. بل إن ما حدث معه طعنة غادرة ، مشابهة لتلك التى تلقاها والده حين كان معه فى الحقل .. وعينان سوداوان إمتلأتا بالحقد .. كانتا نفس التى قابلهم منذ لحظات !!
*****
أغلقت هاتفها بضجر ، لقد حاولت الاتصال بـ أدهم ثلاث مرات .. وكل مرة تتوصل لنفس الإجابة بأن "الهاتف مغلق" .
لقد كانت تراقبه منذ الغروب حين أتجه إلى الحقل المقابل لشرفة الغرفة التى تقيم بها .. كان يقف مكانه جامدا .. لا يتحرك ينظر فقط أمامه بثبات .
قاطع مراقبتها أذان المغرب .. فذهبت لتصلى وحين عادت لم تراه .
إنتظرت قدومه الى الغرفة، ولكن إنتظارها قد طال وحين حاولت الاتصال به علمت بأن هاتفه مغلق ولم يفتح بعد حتى الأن .
مرت نصف ساعة آخرى ، فنظرت إلى هاتفها لتنهض بعزم مرتدية أحد عبائاتها السوداء مع حجاب بـ لون غامق ، لتخرج من الغرفة التى ولحسن الحظ قد تركها مفتوحة ..
عبرت الردهة الطويلة المؤدية إلى باب المنزل ، وحين كادت تخرج .. إصطدمت فجأة بهالة سوداء طويلة تبين أنه رجل .. إبتعدت عنه بحنق حين كادت تقع لتجده لايزال على إندفاعه يركض تجاه السلم .
لم تعر أمره أى أهمية ، وسارعت بالخروج واللحاق بأدهم ..
بعد لحظات كانت تقف بذات المكان الذى كان أدهم يقف به ، نظرت حولها بين الشجيرات العالية تبحث عنه .. ولكنها لم تجده .
كادت تعود أدراجها إلا أن صوت أنين متألم جذب إنتباهها ، إقتربت من مصدر الصوت الخافت .. شيئا فشيئا ، إلى أن رأت جسده ممدا على الأرض .
صرخت بفزع واضعة يديها على فمها ، كانت تقترب منه ببطئ دون أن تشعر ،ترى بعينيها التى أغشتها الدموع جسده المسجى أرضا، جسدها إعترته رعشة قوية .. بينما عيناها لم تفارق جسده الذى بدا ساكنا دون حراك .
هبطت إلى جواره على الأرض ، تنظر إلى جسده بألم .. ظلت تتفحصه حتى رأت السكين فى جانبه الأيمن .
نظرت لها بدموع تغشي عينيها .. ثم إقتربت بوجهها من وجهه لتهمس بصوتا باكى :
_ أدهم .. أدهم .
أتاها رده فى أنين مكتوم متأوه ، فإزدادت دموعها ثقلا فى مقلتيها لتشهق باكية بلوعة وهى تنظر حولها علها تجد من ينجدها .
*****
أغمضت عيناها بألم ، لقد ظلت إلى جواره تبكى كالحمقاء إلى أن سمعت صوته المتعب يناديها .. فإقتربت منه بسرعة ولهفة تسأله عن حاله .. وللعجب قد رد عليها بأنه بخير ، وطلب منها أن تذهب بسرعة وتحضر من يساعدها .
وحين إتجهت ناحية منزل عائلته قابلت السمج أسامة .. والذى إرتاع لمظهر الدماء فى يدها .. وطلب من أحد العمال أن يساعدهم فى نقل أدهم للمشفى ... وقد مرت ساعة ونصف حتى الآن وهو فى غرفة العمليات .
أنتفضت واقفة حين سمعت صوت باب الغرفة الخاصة بالجراحة ، لتتجه إلى الطبيب بسرعة تسأله عن حال أدهم .
أجابها بهدوء قائلا :
_ الجرح مش عميق .. لكن المريض نزف كتير هنحتاج ننقله دم .. وإن شاء الله بكره يفوق .
أنهى كلماته بابتسامة مطمئنة ، لتتهاوى على أحد الكراسى بإرهاق ، لتردد بخفوت "الحمد لله".

............................................................ ........................................................

ألقت بجسدها المنهك على الأريكة ، لترفع قدميها على الطاولة القريبة .. وترجع برأسها لتسندها على أحد الوسائد ..
طفلها المزعج .. العلقة الباقية من مؤيد بداخلها ، جنينها المُتعِب لا يكف عن إرهاقها مثل والده .
ولكن الفارق .. مؤيد ارهق العقل والقلب ، وطفله يرهق الجسد .. إنهما عصابة تجمعت عليها .
إلتقطت جهاز التحكم عن البعد من جوارها لتشَّغِل التلفاز وتقلب بين قنواته بملل .. وحين شعرت بأن النعاس يتلاعب بأهدابها ، أسدلتهم بهدوء وغطت فى نوم عميق .
فتحت عيناها بنعاس ، صوتاً حاداً يصدر قرب أذنها .. الرؤية لاتزال فى غشاوة النعاس ..
كان هاتفها اللعين هو السبب بذلك ، إلتقطت الهاتف بغضب لترد .. إلا أنه لم يحمل أى صوت ، هتفت عدة مرات بالمتصل لينقطع الخط .
بعد لحظات عاود الإتصال ، فـ أجابت بسرعة ليأتيها صوت لم تسمعه مسبقا ، خشن ،حاد ،قاذف للعبارات .. كان أول ما وصلها من الطرف الآخر هذا القول الغامض :
_ تعرفى مؤيد ؟
و دون الحاجة لإجابتها كان يجيب نفسه :
_ هتقولى طبعا عرفاه .
أصدر ضحكة متهكمة قاسية جمدتها بنهاية كلماته ، ليهمس مرة أخرى بسخرية :
_ تعرفى ماضى مؤيد .
وعاد يجيب نفسه :
_ هيبدأ الشك يلعب فى نبرة صوتك .. وهتقولى آ .. آه .
صمت قليلا ليهمس بفحيح أرعبها :
_ تعرفى مرام ؟
فى هذا السؤال تحديدا صمتت بعجز .. لتجده يكمل بسخرية :
_ أكيد لأ ..وعشان كدة.. يسعدنى أقولك إنك متعرفيش مؤيد ..
لينقطع الإتصال على تلك العبارة "يسعدنى أقولك إنك متعرفيش مؤيد"
نظرت لشاشة هاتفها .. ولذات الرقم الذى حادثها منذ لحظات ..
وسؤالا يطرح آخر .. من المتحدث ؟ ... ماذا يريد؟ ... ماذا فعل مؤيد ؟ .... من مرام ؟
كان أكثر سؤال يؤرقها .. من مرام وما علاقتيها بمؤيد .
وبالطبع لم تكن تعرف الجواب ،وظلت على حالتها من التجمد بمكانها.. لا تعرف ماذا تفعل ؟

............................................................ ........................................................

صوت الامواج يخترق أذناها ، بينما عيناها كانت تراقب أوس وزياد داخل البحر ..
لقد عارضت بشدة فكرة نزول زياد البحر فى هذا الوقت من العام ، لكن أوس الخبيث تلاعب بعقلها .. بقوله أن الشمس مشرقة والمياه دافئة ، وتحت إلحاحه الذى لا ينتهى وافقت .. بل كادت توافق أن تنزل معهم .
لقد تلاعب أوس بعقلها مجددا، جعل قناعاتها تتزحزح .. جعلها تبدأ فى التفكير فيه كونه ليس مجرما .
ولكن لا تزال المخاوف تؤرقها .. عقلها يراه مذنبا ولابد أن يدفع الثمن .. وقلبها يراه برقة أنه مظلوم من جميع الإتجاهات .
شردت عيناها تجاههما .. تنظر إليه بصورة أب للمرة الاولى منذ عرفته ، كان يُعلم ابنه قواعد السباحة .. يشرح له بحزم .. يساعده وينتشله من الماء حين يفشل ، يبعده عن الأمواج العالية ويرفعه قاذفا به إلى الأمواج بمرح .
إنتبهت فجأة له يشير إليها بأن تقترب ، لتجده يقول لها بحزم :
_ خدى زياد كفاية عليه كده علشان ميبردش .
حاولت وجاهدت كى لا تسأله إلا أنها فعلت :
_ مش هتطلع ؟
نظر إليها رافع حاجبه بتعجب ، ليسألها مدعيا الريبة :
_ أنتِ خايفة عليا مثلا ؟
زفرت بحنق مشيحة عنه .. لتقترب من زياد وتلفه بالمنشفة ، وتقول للآخر الذى ما زال واقفا أمامها :
_ هسيبلك فوطة على الكرسى .
إلتفتت مغادرة مع زياد .. إلا أنها وجدت أوس يتبعها ناظرا أمامه بعد إهتمام .
سألته بضيق حاولت إخفائه :
_ مش قولت أنك هتكمل سباحة ؟
أصدر صفيرا من بين شفتيه ، فإزداد غيظها .. ذلك الرجل يتعمد إستفزازها .. بتصرفاته الشبابية الطائشة وكأنه فى بداية العشرينات .. بينما لا يشعر بأى مسؤلية تجاه أحد .. فقط الشئ الوحيد الذى يُحسب له كونه ممتاز فى عمله .. غير ذلك فهو عابث من الدرجة الأولى .
أنهى صفيره بأن إلتفت إليها ليقول مبتسما بهدوء مغيظ :
_ علشان في حد مهتم بيا ومقدرش أزعله .
وقفت فجأة ليتوقف معه زياد الذى تمسك بيده .. بينما تابع أوس طريقه ببرود .. ليسمع صراخها يأتيه غاضبا من خلفه :
_ مين دى اللى مهتمة .. أنا ههتم بيك ليييييييييييه ..
وإزداد صراخها فى آخر كلمة ، لتسمع ضحكته تتعالى ، بينما يلتفت لها ليمشى بظهره قائلا بشقاوة :
_ يلا علشان هموت من الجوع .
طرقت بقدمها الأرض بغيظ لتهتف :
_ موووت .. موووت علشان أرتاااح .
ولكنه لم يسمعها فقد سبقها بعدة أمتار ووصل الى المنزل .
إلتفت إلى زياد الذى كان يراقبهما بحاجبين معقودين ، ليقول بهدوء وهو ينظر إلى يدها الممسكة بقوة بيده :
_ لو خلصتوا .. فأنا جعان وإيدى وجعتنى .
خففت ضغط يدها على يده ، لتتقدم بسرعة تجاه المنزل شاعرة بالغضب يتأجج بقوة بداخلها .. يكاد يحرق ذلك الـ أوس وابنه .
****
أنتهت من تجهيز الطعام بعدما فرغ الاب وابنه من حمامهم ، جلست على الطاولة الصغيرة فى أحد أركان المطبخ ، ليجلس أوس أمامها و زياد بجانبها .
بدأوا فى تناول الطعام فى هدوء ، كان الطعام مكونا من معكرونا نجريسكو وقطع الدجاج المتبلة المطهية على الفحم .
نظرت إلى الطعام أمامها بفخر ، إنها طاهية مبدعة .. ولكن ليس هناك من يمتدحها .
تنحنحت قائلة بطفولية :
_ احم .. إيه رأيكم فى الأكل ؟
نظر الأب وابنه إلى بعضهما عاقيدين حاجبهم ، ليلتفتوا له ناظرين إليها ذات النظر .. جعلتها تشعر بالخوف ، ليكون أوس أول من تحدث قائلا :
_ حلو .
واتبعه ابنه بنفس الكلمة ، فنظرت لهما بغضب لتصيح بحدة :
_ حلو بس !!
نظر الاب وابنه ثانية إلى بعضهما ، ليعاودا الإلتفات لها بنفس النظرة الواجمة ونفس التكشيرة التى تعلوها ..
فقالت مفسرة وجهة نظرها :
_ لازم تشكرونى على اللى عملته .. تقولولى تسلم إيدك ، انتِ مبدعة .. أكلك فظيع .... لكن حلو ناشف كده !!
عاود أوس النظر إلى أبنه عاقد حاجبيه ، ليغمز له خفية ، ويلتفت إلى أهلّة قائلا بحبور :
_ أكلك حلو أوى تسلم إيدك .
ردد زياد نفس الكلام بنفس طريقة أوس ، فنظرت شزرا اليهما بشك .. لتنهض اخيرا قائلة :
_ هجيب التحلية .
ما إن نهضت أهلّة .. إلتفت أوس إلى ابنه مقتربا برأسه منه ليقول بخفوت عاقدا حاجبيه بإهتمام :
_ الستات دول لازم تاخدهم على قد عقلهم ، عاوزة كلمة حلوة قلها كلمة حلوة .. مش مهم تكون حاسسها ..لكن أهو، إرضى الزبون .
نظر إلى وجه زياد فأشار بطرف عينه إلى الأمام ، فنظر أوس أمامه فوجدها تقف عاقدة ذراعيها على صدرها .. تطرق بإحدى يدها ذراعها برتابة ، تراقبه رافعة إحد حاجبيها .. لتقول اخيرا بهدوء يحمل صرامة :
_ أوس يا ريت قربك من زياد يكون بفايدة مش العكس .
إلتفتت مغادرة .. فنظر أوس إلى مكانها بشرود ، إلى أن إستفاق على هزة خفيفة فى كتفه .. فالتفت ناظرا لابنه بتعجب .. فقال زياد بهدوء :
_ الستات لازم تاخدهم على قد عقلهم .
نظر أوس لابنه بذهول ، ليقترب منه هامسا :
_ اخيرا عرفت أتواصل معاك ..
أنهى كلماته بأن عبث بخصلات شعره البندقية الناعمة ، إتبعها بقبلة على جبينه .. لينهض بسرعة تابعاً أهلّة التى إندفعت لخارج المطبخ .
بعدما بحث عنها بأرجاء المنزل ، رآها صدفة من أحد النوافذ تقف فى الخارج أمام البحر مباشرة .
خرج إليها بسرعة ، ليقترب منها حتى وقف أمامها .. لم يتحدث ولم تكن هى لتفعل .. فقط ظلت على حالها تنظر أمامها إلى البحر الهادئ نسبيا .. بينما مياؤه تلامس قدميها بنعومة .
كان أوس يأخذ لنفسه دقائق مسروقة من الوقت الهادئ .. يراقبها بنعومة كيف أغمضت عيناها وكأنه غير موجود ، لتترك لحواسها حرية التمتع بالمكان الهادئ .
لم يرد أن يقطع إستمتاعها ، ففضل أن يشاركها إياه .. فأغلق عيناه وترك لحواسه العنان ..
كان يشعر بـ صوت الأمواج كتناغم لإيقاع موسيقى رقيق وصاخب بذات الوقت .. يحمل الترتيب والفوضى فى آن واحد .. بينما كان يشعر بالماء يصطدم بقدميه بقوة ليعود ويتراجع ثانية ليصطدم بقوة مجددا .
أنتبه فجأة من وسط إنسجامه لصوتها الهادئ :
_ عاوز إيه يا أوس ؟
فتح عيناه ليلتفت لها مراقبا وجهها المسترخى وعيونها المنسدلة دون محاولة رقيقة لفتحهما والاهتمام بالنظر إليه :
_ آسف .
أكملت الهمس دون أن تفتح عيناها :
_ على إيه ؟
زفر بهدوء محاولا تجميع أفكاره ، ليقول بجدية :
_ على اللى قولته لزياد .
حينها فقط فتحت عيناها لتنظر له ، كانت نظرتها غريبة .. تجمع بين التساؤل والخوف .. الحقد واللهفة ، الألم والتشفى ؟
كانت مشاعر متضاربة لا تجمعها أى شابكة ، كلا يرمى بنظرة .. لتتجمع فى خطابا حكته أوجاعها .. ليحفظ فى بريق عينيها ، حيث فى أشد اللحظات سكونا يخرج ملتمعا وجاذبا النظر إليه .
أخذت أهلّة نفسا عميقا لتقول بحزم إكتسب طابع الجدية :
_ إعتذارك بيأكد إنك عارف أن الكلام ده مينفعش يتقال لطفل .. تربية زياد الحازمة على قواعد وإنضباطات خلته مفتقر لجانب المشاعر الأبوية سواء من والدته او والده .
لما شوفتك بدأت تقرب من زياد المدة القصيرة دى فرحت .. مش علشانك لأ علشان زياد اللى يستحق ياخد فرصة علشان يقدر يبقى أحسن .
لكن إنك توصل سلوكك السيئ لزياد ، فده اللى هيبوظ كل اللى فات وكل اللى جاى ..
إبنك حقك إنك تقرب منه بطريقتك ، لكن تبدأ من دلوقتى التعامل معاه كده وإنك تعرفه الكلام ده ، فلازم أتخذ موقف من الموضوع .
نظر أوس إلى البحر الأزرق التى بدأت أمواج تضطرب وتتلاطم بإندفاع قوى ، تلك الأمواج فى تلك اللحظة كانت تشابهه .. كيف تبدلت مشاعره بعدة لحظات من الهدوء إلى الإضطراب .
قال أوس وفى نبرته الثقيلة إستشعرت ألمه الذى تعجبته! :
_ هحاول مقربش منه مدام قربى بيبوظ شغلك .. وهيبوظ تربية زياد .
عم الصمت ثانية ، إلا أن هذه المرة لم يكن الإسترخاء هو المخيم عليهم .. بل الحزن والشعور بالأسف .
وضع أوس يديه فى بنطاله ليعاود النظر إلى البحر ، لم يعرف يوما بأنه سيكون له طفل ؟ .. بل لم يتخيل ذلك .. فقد كان أقصى أمانيه أن يحقق احلامه .. وحين جاء زياد إلى العالم شعر بأنه شئ إضافى غير مرحب به ، وللأسف كان نفس شعور والدته التى رفضته مثلما رفضه هو .
قد يكون من الغباء لثنائى لا يريد أطفال أن يرزق بطفل!! .. ولكنه حدث بعد عام من زواجهما حين اكتشفت زوجته بالمصافة أنها تحمل جنين فى بداية الشهر الثالث!
لقد كانت حينها صدمة كبيرة تلقوها ، وإكتملت حين ولادته التى تمت رغم أنفه وأنفها ، ولكنهما أتخذا الطريق الأمثل بعدها ..الا وهو الطلاق ، ثم تنازلت له عن حضانة الطفل بإدعاء أنها تريد بناء طموحها العالية ، ليتنازل هو عن ابنه لجدته شاعرا بكل الرضى والقبول لما فعل .
وبعد ثمان سنوات يرى نفسه كان مجرما ، بحق كل دقيقة قضاها فى العمل .. بحق كل دقيقة قضاها فى البعد عن ابنه ، بحق كل دقيقة امضاها فى العبث مع فتيات الغرب ليضيع وقته بينما كان طفله بحاجة إليه .
يقال أن الأمومة فطرة ... والأبوة تكتسب ، إذا لماذا لا يكتسب الابوة ؟ .. لماذا لا يستطيع منح ابنه الدعم والسند ...

............................................................ ........................................................
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 29-05-18, 11:27 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 


" وفى الرحيل الراحة المنشودة "
هكذا أقنع نفسه حين صعد إلى متن الطائرة ، وهكذا قال حين حط على أرض ألمانيا ..
تفقد بعيناه المنزل الخامدون دون أهله ، الحوائط التى بدأ يكسوها الغبار ، اللأرائك النوافذ .. السجاد .
كانت قدماه تدفعانه ببطئ تجاه ما يريد منذ البداية ، غرفة نومها .
دفع بابها برفق ليدخل الغرفة التى اشتاق إليها ، هذه الغرفة تحديدا إشتياقه لهما منذ خمسة عشر عاما .. منذ أتخذت خالته قرارا صارما بعدم دخول الأولاد إلى غرفة غنى .
وقد كان الأكثر تمردا على هذا القرار ، إلا أنه حين فهم الأمر أزعن بإمتعاض ... ليعد نفسه بأنه سيدخلها حين تكون غنى من نصيبه .
وها هو يدخلها ولكن بدونها ، يدخلها ليبحث عن أثرها بها .. يبحدث عن بقايا عطر عالق باحدى الوسائد او الألبسة .
تقدمت قدماه ببطئ على الأرض الخشبية ، طالعت عيناه بتفحص السرير الموجود بجوار الباب .. كان صغيرا يناسب ضئالة حجمها .. مرتب بعناية كما هى عادتها .. يعلوه طبقة صغيرة من الغبار .
جلس على طرف السرير ببطئ ، بينما أمتدت يداه لتلامس شراشف الفراش بعناية ، إلى أن وصلت لوسادتها فجذبها إليه ، ليحتضنها مستنشقا عطرها بقوة .
إلا أن سرعان ما تركها ببطئ والخيبة تعلو وجهه ، فلم تحمل وسادتها أى رائحة لها .. عدا رائحة المنظف النافذة منها .
أعاد الوسادة إلى مكانها ليلقى بجسده على الفراش مستلقيا .. ينظر إلى سقف الغرفة وكأنه ينظر إلى شريط حياته الذى تشاركه معاها .

لقد عاش حياته كلها ملازما لخالته ، كان الابن الثانى لها بعد إيهاب الذى يكبره بعام .. وكانت هى أخته وفتاته منذ لحظة مولدها .
كان صديقها وأخاها وطفلها المتذمر ، كان لها كل شئ مثلما كانت حياته .. وبعدها لم يعد هناك حياة !
علاقته معها لم تكن حب مراهقة إختطفها من نظرة لشعرها او جسدها ، بل كانت علاقة روحية تجمع بينهم .. علاقة أكبر من أن تقال أو تفسر ..
أغمض عيناه بقوة مانعا عقله من التفكير ، لقد تعب .. تعب من تذكر كل لحظة كانت معه .. تعب من كل لحظه كان فيها وحيدة يقتله ألمه فى غيابها .
أنتبه إلى صوت هاتفه الذى صدح فجأة، أمسكه لينظر إلى الرقم فبدا غير مألوف لعينه .. لم يعر الأمر أهمية كبيرة .. وترك الهاتف إلا أن صاحب الرقم لم يتركه .. وأعاد إتصاله ، فأجاب قائلا بوجوم -بالغة الألمانية- :
_ مرحبا .. من يتصل .
أجابه صوت أنثوى رقيق حمل بين حروفه لهجة الدلال :
_ مرحبا سيد قصى .. أنا ميس عماد .. أظن بأنك تتذكرنى سيد قصى .. لقد تقابلنا فى مصر منذ خمسة أشهر .
عقد قصى حاجبيه بتفكير ... ميس ... ميس ، إن الأسم ليس غريب .
أكملت ميس بالألمانية :
_ هل أزعجك إن دعوتك لفنجان قهوة غدا ؟
أجابها قصى بزفرة حادة .. تلاها قوله الهادئ :
_ لا بأس .. ليس لدى ما يشغلنى .
ابتسمت ميس على الطرف الآخر من الهاتف ، لتجيبه بثقة إمتزجت برقة أنثوية :
_ شكرا .
أغلق الهاتف بعد كلمتها الأخيرة ، فنظر قصى إلى الهاتف قليلا باستغراب ، بينما حاول عقله المرهق تذكر صاحبة الأسم إلا أنه عجز .. فألقى هاتفه بالأخير على الطاولة المجاورة للفراش بعدما أغلقه ... ليغمض عيناه محاولا النوم والاسترخاء .

............................................................ ........................................................
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 29-05-18, 11:28 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 


ألقت الاوراق من يدها بصدمة .. لتنظر حولها بذهول ..
لقد أوقعها والدها !!
ببساطة فعل .. وبغبائها أنساقت ورائه !
إلتقطت الاوراق ثانية .. تعاود قرائتها ، علها قد اخطأت بشيئا ما .. ولكن النتيجة واحدة .
سقطت على كرسيها شاهقة بألم ، لتوها صُدمت بوالدها .. لثانى مرة تشعر بأنها مطعونة بنصل الغدر منه .
كيف له أن يفعل هذا بها ؟!! .. كيف لأب أن يورط ابنته فى كل هذه المؤامرات !!
بل الأدهى أن تسأل .. كيف لها أن تنساق ورائه بمثل هذا الغباء ؟؟
لقد استغل والدها جهلها بأمور إدراة الاعمال ، ليوهمها بأنها كل أكور الشركة على ما يرام ولكن الواقع عكس ذلك .

أغمضت عيناها بألم .. لتنساق دمعة ثقيلة من بين جفونها إلى وجنتها .. تحفر مجراها ببطئ على وجنتها ..
أنتفضت من جلستها البائسة على دخول أحدهم .. نظرت إليه متعجبة ، لم يبدوا مألوف الوجه لها .
إلتفتت الى سكرتيرتها التى قالت بإرتباك :
_ الأستاذ دخل من غير معاد .. ومرضيش يستنى لما ابلغ حضرتك .
عادت بنظرها إلى ذلك الرجل الذى تراه للمرة الأولى .. يقف بخيلاء فى منتصف حجرتها .. ينظر حوله بسخرية نالت منها جزئا ، يرتدى سترة رسمية فخمة .. بعينه إلتمعت نظرة تشفى لم تفهما ..
تحدث أخيرا قاطعا نظراتها المتفحصة به :
_ إياس عمار الشريف .
قال اسمه بثقة لا متناهية .. أكملها بابتسامة ساخرة مع تغضن بزاوية شفتيه .
اشتعلت عينا رغد بحقد .. وكادت تصرخ به ، إلا أنه سارع بالتحدث قائلا لسكرتيرتها بتسلط :
_ أتفضلى أنتِ .. أنا مش غريب .
نظرت السكرتيرة بحيرة تجاه رغد ، إلا أنها أشارت لها بأن تغاد .. فلابد لها أن تواجهه .

بعدما غادرت السكرتيرة الغرفة ، جلس إياس بثبات على الكرسى المقابل لمكتبها .. واضعا قدما فوق الآخرى بعجرفة نالت منها نظرة غاضبة .
أخذت حقها فى فرصة البداية ، فقالت بحدة :
_ عاوزة أفهم إيه ده .
وألقت بالأوراق أمامه ، إلا أنه لم يلتفت ولو بنظرة لتلك الأوراق بل قال بسماجة :
_ هشرب قهوة مظبوطة .
طرقت بيدها سطح المكتب بعنف صائحة :
_ وحضرتك بقا أتفقت مع بابا على صفقة المرة دى .. ولا ناوي على حاجة جديدة ؟
ضحك إياس بإستمتاع .. لينهى ضحكته بقوله الهادئ :
_ رغد أنتِ ظلمانى ، الاوراق دى كلها حقيقة و والدك عمل كل ده .. لكن المشكلة أنه للأسف دخلك فى الموضوع .
لم تملك رغد فى تملك اللحظة إلا البكاء ، لم تقدر على منع نفسها من ذلك .. لم تقدر !!
إنفجرت فى بكاء حاد .. تعالت شهقاتها بألم نخرج ما بداخلها ..
لم تراعى كل ضوابط النفس المرجوة أمام رجل غريب تراه للمرة الأولى .. فقط إنساقت وراء شعورها بالغدر من الرجل الذى يفترص أن يكون والدها .. حضنها الدافئ وسندها فى الحياة !!
أمامها كان إياس .. يراقبها بوجوم ، يسأل نفسه بتعجب .. لما لم تؤثر به دموعها المنكسرة ..
بوضوح شديد رآى الفارق الكبير بينها وبين والدها فى الطباع ، إلا أنها للأسف حملت كل ملامح والدتها .
قال إياس بحدة جعلتها تجفل بفزع :
_ لو خلصتى ممكن نتكلم فى المهم .
كتمت رغد شهقاتها .. أغمضت عيناها ترجوها بأن تكف عن إذلالها أمام ذلك الحقير ..
فركت بيداها بقوة عيناها حتى تحول لونهما للأحمر القانى ، أكملت بأن مسحت وجنتاها بعنف .. لتقول بصوتا قاسى :
_ خلاص .. خلصت أتفضل .
لم يعر مشاعره أى أدنى تفكير .. فالتعاطف او الحزن او الذنب .. لغيت من قاموسه حين تعلقت بكل ما يخص مختار باشا .
إعتدل فى مجلسه ، ليقول بقسوة :
_ الأوراق اللى معاكى تثبت أن مختار باشا متورط فى صفقات غسيل اموال .. وصفقات غير مشروعة .. ده غير الاختلاسات .. والشيكات الضاربة ..
ورق زى اللى فى إيدك ده هيودى والدك السجن فى اقرب وقت ، لكن اللى مستغربله إنك مشاركاه بإسمك فى بعض الأوراق .
أشاحت رغد بناظريها .. عاجزة عن إجادة الرد المناسب .. فرغم كل شيئ تجد نفسها مشتركة لوالدها فى أعماله .
ضحكت بخفوت ساخرة ، لم تكد تفكر بإعادة ربط الوصال مع والدها حتى وجدت نفسها تقع بكارثة جديدة بسببه .
عادت رغد بناظريها لإياس لتسأله بحيرة :
_ المطلوب ؟؟ .. أنتَ عاوز إيه ؟
ببساطة ممكن تاخد الورق ده للنيابة من غير ما تيجى وتقولى .. لكن حضرتك عاوز حاجة تانية .. ينفع أعرفها ؟
ضحك إياس بخفوت ، ليقول بخبث :
_ أحلى حاجة إنك ذكية .. طيب ندخل فى المطلوب .. عاوز الشركة و...
_ و إيه ؟؟
صاحت بها رغد بإندفاع .. فابتسم إياس بسخرية شاملا إياها بنظرة مدققة .. ليقول فى النهاية ببساطة :
_ طيب خلينا فى المطلوب الأول .. عاوزك تمضى على تنازل ليا بالشركة .
ابتلعت رغد ريقها بتوتر ، لتهمس بتشتت :
_ مش هقدر .
نظر إياس إلى وجهها الذى بدأ يتعرق من شدة الإنفعال ، فقال بهدوء :
_ خمسين بالمية من الشركة .
رفعت ناظريها إليه بإستغراب ، لما تشعر بأنهما يفاصلان فى قفص برتقال !! ... إنه شركة عالمية .. عائدها الثانوى يقدر بالملايين !!
أخذت رغد تنهيدة طويلة قبل أن تقول بهدوء :
_ ليه عاوز الشركة ؟
_ لأنها حقى من البداية .
أجابها إياس ببساطة ، فنظرت له بذهول .. حقه !!
قالت ولايزال الذهول يلاعب حروف كلماتها :
_ حقك ؟!!
ابتسم إياس بسخرية .. يبدوا أن الرقيقة لا تعلم شيئا عن كوارث عائلتها .
_ مش هندخل فى تفاصيل ، هيجى اليوم اللى تعرفى فيه كل حاجة لكن مش دلوقتى ومش منى .
دلوقتى إيه قرارك النهائى ، ابعت الورق للنيابة ولا تمضى ؟
أغمضت رغد عيناها بعدما شعرت بالمكان يدور من حولها ، لم تكد تصدق ما فعل والدها بها .. لتتلقى الصدمة التالية وهو ذلك الكائن الذى لا تعرف عنه شيئ بينما يعرف هو الكثير عن حياتها .
رفعت رأسها ببطئ ، لتومأ بها بضعف ، فإبتسم إياس بتشفى ونهض بخفة من كرسيه متجها إلى باب الغرفة .. إلا أن همسها الضعيف أوقفه :
_ ليه .. ليه جاى تنتقم منى أنا ؟
إلتفت إياس بهيئة غير الهيئة .. تبدلت نظراته من تشفى وسخرية إلى آخرى حاقدة كارهة .. توحشت عيناه وإزدادت قتامة .. ليقترب ببطئ منها .. إلى أن وقف أمامها ليضع يديه على مكتبها ويقترب منها برأسه ليهمس أمام وجهها ببطئ بينما شعرت بكلماتها كأسهم نارية حارقة :
_ علشان أنتِ نسخة منها .. علشان أنتِ زيه ، علشان أنتِ تستاهلى .
شعرت رغد بالدموع تعاود لسع جفنيها بقسوة ، تشبهه .. هكذا قال قصى أيضا !
ولكن هى لا تعلم من تشبه .. ولكنها تعلن بأنها تستحق !!
إبتعد إياس فجأة ليسير بخطى سريعة تجاه باب الغرفة ، وقبل ان يفتحه قال دون أن يستدير إليها :
_ هتعرفى كل حاجة فى وقتها يا رغد .. متستعجليش .
وغادر مغلقا الباب خلفه بقوة جعلتها تجفل لى مكانها .

وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها التى تحررت من أسرها لحظة خروجه من الغرفة .
" قدرا عليها أن تقع فى رجال تجرى فى دمائهم الخبث ... لا تعلم أكان محقا فى قوله أنها تستحق أم لا ... لا تعلم أين سيتصل هذه المرة مع هذا الرجل الغريب "

............................................................ ........................................................
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسيرٌ, الماضي, الدامية, العشق, يروح, سلسلة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية