لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-18, 06:11 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289774
المشاركات: 1,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: شيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسي
نقاط التقييم: 4305

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شيماء علي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 

الخميس دا اللي هو بعد بكرا صح ؟؟
طيب اعتبريه بكرا او النهارده
عادي يعني كلها ايام
.
.
.
I think Misa' is pregnant
بسس بنشوف بعدين

 
 

 

عرض البوم صور شيماء علي   رد مع اقتباس
قديم 31-01-18, 01:00 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عوداً حميداً انوسة

نورت برجوعك

وحمستيني اقرأ الجزء الاول لأتابع التاني إن شاء الله


بالتوفيق يااا رب

لك ودي

منور بوجودك يا قمرة

يلا قواااام الحقينى القافلة هتبدأ بكره

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 31-01-18, 01:01 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Om Malak مشاهدة المشاركة
   عودة سريعة انوس

مع الجزء الثاني من السلسلة المشوقة

فى انتظار الفصل الاول

تسلمي لى يا قمرة 😘

غدا ان شاء الله 😋

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 31-01-18, 01:02 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء علي مشاهدة المشاركة
   الخميس دا اللي هو بعد بكرا صح ؟؟
طيب اعتبريه بكرا او النهارده
عادي يعني كلها ايام
.
.
.
I think Misa' is pregnant
بسس بنشوف بعدين

ههههههه لا الخميس بكره 😈

يابنت متستعجليش 😈😈

انا حذرت 😇😇

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 02-02-18, 12:03 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 


الفصل الاول

و ما الماء المالح المتدفق من العيون الجاحظة،
و انسيابه من الروح المجروحة ، ماهو إلا شوق محب ، وقلبٌ كسير ، وروحٌ متداعية !!..
إن تلك العلاقة والعناق المتواصل بين انسياب اللآلئ المبركنة على الرصيف الجلدي ،
علاقة كامنة منبعها القلب وأنفاسها الروح الملتهبة ،
تعمل حرارة الصيف على تجفيف مستنقعاتها وتجفيف بركٍ آسنة الألم والوجع ،
ثم يعود الشتاء بكل قوته وجبروته ،
فيعمل على تحطيم ذلك الجفاف القابع خلف القبضان ، فتمتلئ الأرصفة والأزقة بأمطاره الغزيرة فيغرقها من جديد ،وكأنها لم تكن خاوية الوفاض ، فتحرك رياحه الباردة الدمع المترقرق بين جنباتها ، رغم صمتها الكسير ..
رغم بكاء القلب وتدفق الدماء على وجناتة بحرارة كالبركان ، إلا أنه يأبى أن يقطع أحدٌ صمته الموحش ، وبركانه الثائر ، يرغب الانعزال التام و الانطواء على صماماته بدون الأعين المترقبة ، والمشاعر المشفقة..
مريم أحمد
*********************
تتلاطم أمواج البحر بشدة ،تعبر ببطئ إلى داخله .
المياه تصل إلى خصرها ... وكلما إزدادت تعمقا ارتفعت المياه أكثر ... حتى وصلت إلى أسفل أنفها ... فلم تأبه وهى تكمل ... لتغرق المياه جسدها تماما .
بدت كالعاجزة عن تحريك أى جزء من جسدها تحت الماء ... وهى مستسلمة تماما لإنسياق جسدها الغر إلى الأعماق .
ربما هى أعماق نفسها الضائعة ... أو التى أستطاع أن يضيعها من أحبته .
بخنجر الانتقام قتلها .... بدماءٍ باردةٍ غرز خنجره ليترك أثرا عميقا على جسدها الغر .
أىُّ جرحٍ هذا الذى كانت تود أن تضمده له ...
أى جراحٍ هذه التي ستضمدها لنفسها ....
الجرح هذه المرة أكثر عمقا .... و المقتول فقد القدرة على الإحساس ... بعدما فارقت الروح الجسد ...
ليبقى بلا روح .
كالغريقة هى .... لا تعرف العوم ولا السباحة .. فماذا أمامها سوى ترك نفسها للأمواج لتنال منها .... كما تركت له نفسها فنالها ونال معها أنتقامه .
نظرت إلى الورقة المستقرة بيدها مرة أخرى .. وعيناها تلتهم السطور للمرة الألف ربما ... عقلها لا يستوعب مرارة ما كُتب فيها .....قلبها ينكر بأن من خَط تلك الكلمات هو من عاشت معه ليلة العمر .....
ليلة الغرام و العشق ... ليلة نست فيها من تكون وكذلك هو !!
ولكنها كانت ليلة !!
والليل ينقضى ليهجم الصباح بنوره ... ليزيل عتمته .... كما أزال الغمامة حول عينيها !!
تساقطت دموعها بألم ....وحرقة إمتزج بالقهر .
قهر عاشقة ....خدعها من عشقته
قهر إنسانة ذاقت ألم الخداع
قهر مظلومة ، جلدها ظالم !!

لقد استيقظت الأن وأدركت بأن الدفئ إختفى .... وبأنه رحل .
رحل تاركا خلفه ورقه بيضاء ....كُتِبت بخط يده عليها قدر حبهما ... نقشت عليها سطور النهاية لقصة لم تبدأ بعد !!
و أدركت ... أدركت بأنها كانت غبية ....ساذجة وحمقاء للغاية .
و قد استطاع تملكها بكل سهولة ....وهى سلمت له مقاليد قلبها على طبقا من ذهب ظناً بأنها هكذا تمحي الماضي .... وتنير له درب المستقبل .
و كان ثمن التسليم أغلى ما تمتلك الأنثى ....
فأصبحت كالآثمة تحمل إثم حبها له ......
أصبحت تكرهه وتكره حبها له ......
فحين يلوث الحب الغدر ......
ينتهى الحب ولا يبقى سوى حب الانتقام والثأر !!

نهضت بضعف ترتدى أول ما حطت عليه يدها ويا ليتها لم تفعل فقد إلتقطت يدها عذابا جديدا يذكرها به ..
نظرت بعينين غائرتين إلى قميصه الابيض .... والذى كان يرتديه قبل ....قبل ... وتحشرجت أنفاسها بألم حارق .
فاغمضت عيناها وهى تحاول جاهدة إزاحة الذكرى من عقلها ومسح الصور العالقة بمخيلتها لليلة أمس .
كيف تنسى أنها كانت بين ذراعيه بالامس .... كيف تنسى إستسلامها له بكل سهولة ورضا .... كيف تنسى تلك الساعات التى أمضتها بين أحضانه مستكينة بوداعة .. كيف تنسى لهيب جنونه .....
كيف تنسى قبلاته الحارة ..... أنفاسه المتسارعة على بشرة جسدها الرقيقة .
كيف تنسى لمساته الجريئة ... كيف تنسى ذوبانها بين يديه وهى تغرق بعالما للمرة الاولى تعرفه !!؟
وكيف تنسى مزجه بين الحنية والشراسة ....
كيف تنسى بأنها بين يديه خُلقت امرأةً جديدة امرأةً خُتمت بإسمه هو ..... امرأته هو .
والادهى من ذلك .....كيف تسطيع نسيانه .... وهو كان لها كل شيئ ......الحب الابدى ..... الجنون الازلى .....والعشق الاعمى ؟!
أحبته حتى نست ما فعله معها .
أحبته حتى نست من هو .... ومن هى بالنسبة له !!
أحبته حتى نسيت سبب زواجه منها .
وياليت حبها شفع لها عنده .

استنشقت عبيره الرجولى القوى .....والذى كان عالقا بقميصه الذى إرتدته بدون وعى تقريبا .
وكأنه يرفض أن يتركها وشأنها .....يرفض أن تنعم بالقليل من الراحة فى بعده ...... يرفض أن تنساه وتنسى ما فعله بها .
أى ظالما جبار هو لكى يعذبها بهذه الطريقة ... وأى خطأ يعاقبها عليه بتلك القسوة .....

ما ذنبها أنها ابنه الرجل الذى يريد الانتقام منه ؟!
ما ذنبها وهى لا تعرف سبب إنتقامه ..... او لما ؟!
يحملها خطيئة لم تقترفها .
ويحاسبها بقسوة لم تعتدها .
يجلدها بسوط ألامه بدون رحمة .

دائرة الانتقام دائرة مغلقة
يدور بها الجميع حول بعضهم البعض
لا أحد يعلم أسبابها
ولكنهم يعلمون مركزها
ومركزها هو مقتل والدها !!

أصابها الصداع الشديد نتيجة لكل هذا التفكير الدائر حول حلقته ...ولا يزال عقلها يعمل بسرعة يحاول إيجاد الحلول لكل الاسئلة .... وما إن يجد حلا لأحد اسئلته حتى يظهر مئة سؤالا آخر ... أكثر تعقيدا وتسائلا مما سبقوه .
تنهدت بألم واختناق ......واتجهت الى الحمام تريد أن تنسى ..... ولكن كيف السبيل ؟!

نظرت بعينين غائرتين الى المغطس الممتلئ بالماء .....خلعت قميصه واستلقت فى المغطس ببطئ .....حتى غمرتها المياه تماما .
اغلقت عيناها بقوة .....وكتمت انفاسها ..... لتغمر وجهها بالمياه أيضا .
طفا شعرها الاسود الطويل على سطح الماء ...
وسكن جسدها تحت الماء بهدوء .
وليا ليت بيدها أن تستكين هكذا للأبد .
*****
بعد نصف ساعة
خرجت من الحمام و وقفت أمام المرأة .... تنظر الى نفسها بتمعن .
أنت أخترت ذلك يا أدهم
أنت نسجت خيوط إنتقامك ببراعة
وبكل سداجة وقعت فى الفخ
مغمضة العين واثقة بك حد الغباء
حين يشوب الحب الانتقام .....
يضيع الحب ليولد الكراهية .....
والانتقام !!
وحلقت الإنتقام لا تنتهى يا أدهم .....
وأنا سأثأر للانثى التى دمرتها بيديك .....
بعد أن خططت بيدك النهاية ... لكنها ليست إلا البداية ... بداية لإنتقام جديد ولد بين يديك ... لينتهى بين يديك أيضا ...
ولكن هذه الجولة من نصيبى ... ولنرى من الفائز فلست أنت الوحيد القادر على نسج الشباك يا أدهم ....
فللضعف نهاية ... كما لحبى نهاية .
إنزاحت الغمامة التى كانت تحاوط عيناى منذ ساعات ... وظهرت الحقيقة جلية أمامى .
لقد خُدِعَت وأنتهى الامر ؟!
وعلىّ الإنتقام .
سأختفى خلف رداء السواد ..
سأصنع وجها قاتما ..
وسيكون الحلم ..
نيل الإنتقام ..
******
لا يعرف كيف إستطاع قولها ... كيف؟!
نظرت له بذهول ممزوج بالصدمة ... هل حقا فعلها او أنها تحلم .....؟!!
هل قال كلمة السر لإطلاق سراحها من سجنها الأبدى معه .
شلت الصدمة تفكيرها لبضع دقائق ....حاولت وحاولت أن تفهم معنى كلمته المتخاذلة ولكن أبى عقلها أن يعمل .
فغرت شفتاها بذهول ....وأغمضت عيناها على ألم حارق يحرق أحشائها ببطئ .
" إنتى طالق "

تردد صدا صوت الكلمة بعقلها بقوة ....و مع تردد الكلمات كان الصوت يرتفع أكثر ....حتى أحست بأنه سيصم أذنها .
نظرت له بعدم تصديق .. والكلمات عجزت عن التعبير .
رهبة اللحظة جعلت الصمت يخيم عليهما بقتامة .
بينما يقف هو أمامها مطرق الرأس بخنوع .... وقد إكتست ملامحه الوسيمة الألم والحزن .
لا يعرف إن كان الألم نصيبها أم نصيبه ...
فهو الان أصبح مثيرا للشفقة أكثر منها .....
أصبح الجانى والمجنى عليه بذات الوقت ....
أصبح .....بل هو كان كذلك ......
هو الحقير .... القذر !!

فلا شئ يسوغ ما إرتكبه بحقها ....ولا شئ يغفر لذنبه الأسود .
ولكن هو له العذر ...عليها أن تلتمس له العذر فهو رجل ... وأكثر ما يقهر الرجل الخيانة ... وهو ظنها خائنة ....
وهذا كان أول الطريق إلى الفراق المحتوم .
صمت مشحون غلفهما .....ما بين ذهول وضياع إنتشلهما بعيدا عن الواقع .....
بصيص أمل اُخمد بقوة قبل أن يضاء !

همست بألم وقد أستفاقت بعض الشئ من صدمتها :
_ليه ...؟؟!
رفع عيناه الحمراء كالجمر المتقد إليها ... ونظرة ضياع سكنتهما بأريحية ، فأجابها بغباء :
_ليه ...إيه ...؟؟!
صاحت به متألمة وصوتها يخرج متهدجا بسبب تلك الغصة التى أستحكمته :
_ليه عملت فيا كده ....؟!
همس بألم وقد بدأ بالإستيعاب :
_ميساء ....؟!
أنتفضت صارخة بقوة وهياج :
_لا مش عاوزة أسمعك .... أسكت ...أسكت أنا مش عاوزة أشوفك تانى .
نظر لها مؤيد بألم و عجز عن الرد عليها .... ماذا يجب عليه أن يفعل ......كيف يهدأ من روعها ....كيف يشرح لها مشاعره المضطربة ؟!
_ميساء أسمعينى .....
صرخت بعنف وهى تضع يدها على أذنها بهستريا :
_مش عاوزة أسمع حاجه ... مش عاوزة ....
وإنفجرت فجأة فى بكاء حاد .. صرخت بصوتا عالى ، إنتحبت بقوة وتعالت شهقاتها الجزعة بهستريا .
وهو وقف مصدوما عاجزا ...لا يعرف ماذا عليه أن يفعل ؟!
أيقترب وتبعده عنها .....أم يتشبث بها بقوة ويعلمها بأنه رجل للمرة الاولى ويساندها ..... أم يقف متخاذلا ينظر إليها وهى تبكى بألم .
عجزت قدماه عن الحركة .....والاختيار من بين الأجابات أصبح تحديدا لمصير حياتهم .
فعجز عن القرار .....فهو لم يعتد أن يواجه مثل تلك الخيارات المصيرية فى حياته .
و أتخذ منها محددا لإتجاه حياتهم ، لذا وقف متسمرا ينظر إلى بكائها العنيف ..... شهقاتها المتلاحقة .....إرتجافتها الشديدة والتى تدعوه إلى أن يدفنها بين ذراعيه لتنسى ما فات .
ولكنه ظل يحملق بها .....مشاعر تقوده إلى الإنقضاض عليها وجذبها لأحضانه ... والهمس فى أذنها طالبٍ العفو .
وأخرى تمنعه وتخبره بأنها سترفضه ......لذا فليبقى فى مكانه حتى لا يشعر بالإهانة أكثر من ذلك .

توقفت شهقاتها فجأة .....تليها دموعها ..... وعاد السكون ليخيم على الغرفة .....سكون أسود ....ومصير سيُحَدد بين بضع لحظات .
نهضت ببطئ متيبس ، وجهها مظلم بفعل الظلام الحالك الذى إنغمست فيه الغرفة ... عيناها تلمع بضوءا غريب ..... تقترب ببطئ منه وكأنها ستنقض على فرسية .
توترت نظراته وابتلع غصة مؤلمة ....وشئ ما بداخلة يصيح أن النهاية اقتربت ....وأن حلمه أنفلت من بين يديه فتحول الى سراب أبيض لفحهه .
وقفت أمامه مباشرة ....عيناها تشابك عيناه بقوة .... ونظرة مشتعلة تحرق ما حولها ، إن كانتا تستنجدان به .. فهو خذلهما لتوه ، وإن كانتا تستوعدانه .. فهو مرحبا بوعيدهما .
نظر إلى عينيها بتوتر ... يحاول فكاك حصارهما ولكن سلطانها تعدى سلطانه بمراحل .
أين الضعف وسط تلك الكومة الملتهبة ؟؟
أين الألم بين تلك النيران الحارقة ؟!
أين أنا وسط كل ذلك ...؟!

خرج السؤال من بين شفتاه وهو لا يشعر بنفسه تقريبا .. فأجابته بشراسة :
_أنتَ مش حاجة ... أنتَ اسوأ انسان قابلته ... و أضعف راجل شوفته .
أغمض عيناه بألم وكلماتها الجارحة تنساب إلى أذنيه لتترد بقوة .....فلم تصمت بعد أن فكت عقدة لسانها فإسترسلت قائلة :
_أنتَ انسان ضعيف ....جبان .....مجرد هوة فى حياتك دمرتك زى ما بتقول ...... أنت أكبر غلطة وقعت فيها .....ويا ريتها كانت بإراتى ... شايف نفسك راجل ... طب عملت ايه تثبت بيه كد
كل مواقفك متخاذلة ...ضعيفة .
أنتَ مجرد إنسان عايش على فلوس أبوه ... الحياة بالنسباله مجرد أمنيات بيحققها و نزوات بتجرى وراها .
صمتت وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة لتعاود الصراخ :
_أنت عارف إن مرات أبويا أخدت كل اللى أدتهولى .....الهدايا والمهر والعربية وحتى الڤيلا ......لا ومسبتليش بيت أمى اللى كتبتهولى قبل ما تموت ....ولا الأرض اللى ورثتها .....كل حاجة أخدتها ......كله إبتزاز علشان أتجوزك .
طب تعرف أنها مكنتش هتعمل كده غير علشان أقبل بيك ... يعنى أنا أترغمت أتجوزك ....
ولو خيرونى .. عمرى ما كنت هقبل بيك .
صمتت بعدما ألقت بوجهه أقسى الكلمات ليقف أمامها مصدوما ....مذهولا من قسوتها ، وإذا كانت الصدمة من الإستماع ، فالصدمة الأشد للترجمة التى كانت أقسى وهى تضربه فى كرامته برعونة .
هل أُجبرت على الزواج منه ...؟؟!
صدمة السؤال جعلته يجفل وهو يشعر بنفسه يتهاوى ....حين تزوجها أعتقد بأنها شعرت بالإنجذاب له كما حدث معه ......إلا أنه عندما رأى الصور اعتقد بأنها فقط أرادته من أجل المال .
ولكن الأن ....أدرك أن الحقيقة أقسى مما كان يتصور ....أنها مرغمة عليه !!
تجمدت ملامحه ....واصتبغت بالاسود الحالك دون تعبير .
رغم القسوة التى تشربتها ملامحها قبل قليل ......إلا أنها ارتعدت حين شعرت بتغيره
وإقترابه البطيئ منها ....خطواته ثقيلة ..... ملامحه تحولت من اللا تعبير ثم إلى الغضب الأسود بعينين حمراء تماثل لون الدماء .
******
هل ينكر أن حبها توغل بداخله !!
بلى لقد أحبها بكل دوافعه ، غضبه وجنونه ، حزنه وفرحه ، تألمه وسعادته .
الأن ستكون أكثر سعادة وهى بعيدة عنه ، بعيدة عن شره الذى لا يستطيع السيطرة عليه .
كوابيس الماضى تؤرق مضجعه ،و لازال يشعر بأنه أسيرٌ للماضى اللعين .. عائش بين قضبانه
فقد تعايش مع كوابيس والده وجده لسنوات طويلة .
يُعاد تكرار المشهد الدامى بعقله كلما أراد التسامح ، مشهد مقتل والده وتلك النظرة التى رماها له ذالك المجرم قبل أن يولّ هاربا بفعلته .
ماذا عساه يفعل إن لم يستطع أن يتناسى الماضى ، إن لم يستطع تناسى صوت جده الغليظ القاسى وهو يقول له " تارك تاخده بيدك "
ولكن أى ثأر هذا الذى سيناله وممن .. منها هى !!
أضعف كائنات الاسرة ، جوهرتها المنيرة ؟!
بلى لقد اختار أن يكون إنتقامه منها ، ولكن للصراحة لم تكن هذه هى خطته ، فخطته كانت تشمل العائلة كلها ..

ولكن إن كان يظن أن ما فعله أعاد له الروح أو جعل كوابيسه تخمد فهو غبى ، فهو لم يزد عليه سوى تأنيب الضمير اللعين .
كانت أجمل ساعات حياته تلك التى ضمها فيها إلى قلبه ، تلك التى تلمسها فيها بحب يخمد ألم الماضى ، يتذكر فقط بأنه أدهم زوجها وبأنها زهور زوجته .
ولكنه ختم كل ذلك بنهاية درامية مأساوية ، برسالة قصيرة أو طويلة لم يحدد ، إلا أنها حملت الكثير من الألم لها ، تكفى آخر كلمة خطها بالورقة
" أنتِ طالق "
لم يعرف إلى الأن كيف سولت له نفسه فعل ذلك ، ولكنه فعلها وها هو الأن يسترجع نفحات الماضى ومن بينهم ليلة أمس !!
لقد خسرها ... وأصبح النذل الذى تخلى عنها بعد ليلة قدمت له عذريتها قربانا لحبها .
******
كالحلقات هى تتابع .. سيناريوا حياتها ربما ؟!
ببطلة فاشلة وبتمثيل ردئ ..
اليوم تشهد كما شهدت كل يوم بأنها ضعيفة !!
خاضعة لوالدها حتى الإدمان .. برغم ما فعله لها وما نالته منه .. تعود إلى وكره .
كالقطة الغبية تعود إلى وكر الذئاب ، لتفاجأ بالنذل الذى تزوجته بإرادة والدها ، يجلس بخيلاء واضعا قدم فوق الأخرى بتكبر .. يرمقها بنظرات منتصره وكأنه فاز عليها فى معركة !!
جلست بتشتت كالبلهاء تستمع إلى كلمات والدها وهو يدعوا " طليقها " إلى إرجاعها إلى عصمته .
هل هى عنزة تساق إلى زوجها ؟!
وقتما يريد يرجعها إليه ووقتما يشاء يطلقها ؟!
لقد طلقها بليلة زفافها !! .. وقبل أن يتمم الزواج .. ليجعل منها حقيرة ينظر الناس إليها بسخط وكلا يحيك قصة لطلاقها بيوم زفافها !!
لقد جعلها مهزلة على كل لسان ، والأن يجلس واضعا قدم فوق الأخرى ويتأمر بتبجح ويضع الشروط أيضا !!
هل جن العالم أم ماذا ؟!
وماذا عساها تفعل .. إن والدها يضعها أمام الأمر الواقع .. ستعود إلى هذا النذل ؟!

فكرت بتوتر ... من سينجدها من هذا المأذق ، لقد وعدت أخاها حين خرج صباحا بأنها لن تذهب إلى والدها والأن هى هنا ... وبكل ذل العالم ستعود إلى زوجها ، والذى لم تقترف بحقه أى شيئ .
خرجت إلى الشرفة سريعا ، تدق رقم أخاها ولكنه مغلق !!
إتصلت بعمها فهو بالتأكيد سيغير رأى والدها ، فُتح الخط لتسمع صوت عمها الدافئ يسألها عن حالها .
صمتت وهى تستمع إلى صوته الحنون ، ليت والدها كان مثله حنونا يستمع إليها ، تحدثت أخيرا بصوتا باكى بعدما سألها عمها عدة مرة دون جواب :
_ بابا عاوز يرجعنى لحسان .
أنتفض عمها فى غضب :
_ هو أبوكى أتجنن ، ده الحيوان طلقك فى يوم الدخلة !!
تعالى صوت بكائها بألم لتقول :
_ أنا مش عارفة أتصرف معاه ، ده بيتشرط كمان علشان أرجعله .
شتم عمها بغضب شديد وأغلق معها الهاتف على وعد بأن يصل بأقرب وقت .
مرت ساعة طويلة عليها وهى تجلس بمنتصفهم تستمع إلى " المهزلة " بخنوع .... إلى أن جاء عمها اخيرا ولكن ليس وحيدا ، كان معه إبنه ياسين .

زفرت بحنق أسود ، لماذا جاء هو بالذات ؟!
هل جاء ليطالع معها " المهزلة " الكامنة بين طليقها ووالدها ؟!
أم ليشمت فيها بنظراته الساخرة المعتادة .
تفاجأ والدها بقدوم أخيه وإبنه ، فنهض ليستقبله متوترا ولكن الأخر باغته بصراخه عليه :
_ أنتَ أتجننت يا مختار ؟ عاوز ترجع بنتك للحيوان اللى طلقها من غير ذنب وشوه سمعتها .
تقلبت الألوان على وجه مختار بإحراج ليقول بإختناق :
_ عماد .. البنت ملهاش إلا جوزها ، هو غلط وجاى يصلح غلطه وهى عاوزاه يبقى مفيش حاجة .
صرخ عماد بغضب وهو يشير تجاهها :
_ دى شكل واحدة عاوزة ترجع لجوزها ، أسمع يا مختار أيا كان العائد اللى هتاخده من ورا الموضوع ده ، أنا مش هسمحلك تأذى بنتك أكتر من كده .. وافقت تتجوز الشيئ ده " وأشار بيده ناحية طليقها المتبجح " لكن أنا مش هوافق تتعذب تانى وهى بترجعله .
إلتفت إلى رغد الباكية ليقول لها بحنان :
_ يلا يا رغد هتيجى معانا .
صاح أخوه بإعتراض :
_ رغد مش هتمشى من هنا ولا هتتحرك لمكان غير لبيت جوزها ... أنا مش ناقص فصايح .
كان الإعتراض التالى من نصيب الصامت المتفرج ، ليبدى اخيرا بكلمات صادمة :
_ عمى أنا عاوز أتقدم لرغد .
علّ الذهول ملامح رغد ووالدها .
وفكرة واحدة تدور بخلد رغد "ياسين يريد الزواج منها !! "
فتبدلت ملامح والدها سريعا ، وقد إرتسمت إبتسامة خبيثة على محياه ليقول أخير بتفكير مصطنع :
_ اممممم ، أنتَ أبن أخويا وعزيز عليا أوى يا ياسين ، أحنا ممكن نتفق .
إتسعت عينا رغد بذهول ، لقد كان منذ لحظات يريد أن يعيدها بأى طريقة إلى ذلك الحسان والأن يتفق مع ياسين ... هل هى سلعة رخيصة إلى هذه الدرجة ؟!

إمتقع وجه حسان ونهض بسرعة مغادرا ، بينما ألقت نظرات متسائلة إلى عمها فإبتسم لها بحنان مطمئنا .
ولكن الإطمئنان لم يطرق لها بابً قط ، فها هو ذلك الياسين قدِم محملا بطلبه النارى ، والذى على ما يبدوا قد أعجب والدها .
ماذا الأن .. بأى سعر سيبيعها والدها له ؟!
وما هو عقد الألم الجديد الذى ستعقده مع ذلك الشخص الغليظ ؟!
********
الحب جنون !!
العشق سراب !!
الخداع وهم !!
وحبه كان سراب !!

حين ينجلى السراب من أمام عيناك ، تشعر بأن النور يضربها بقوة ، لتغمضها تارة وتعود وتفتحها تارة آخرى ، لكن بإدراك آخر ، وبعيون آخرى .
قلبٌ ذاق مرارة الألم ، والتى تجسدت فى إنتقام !!
لا تعلم ما تفعله هنا ، أو ما جاء بها .. كل ما تعرفه بأنها لن تسكت ، لن تصمت وتسمح له بجلدها بدون ردة فعل !!
هى ليست صغيفة .. و هى ليست بالتأكيد خانعة .
تسارعت خطواتها لتدخل المبنى الضخم ، أوقفها مدير الأمن يسألها عن من تكون أو إذا كانت بحاجة إلى مساعدة ، فلم تعره إنتباه وأكملت الخطى إلى حيث تريد ، أو إلى حيث يتواجد .
إستقلت المصعد برعونة ، وكل أفكارها غُطت بالأسود .
إتجهت إلى غرفة المدير والتى أرشدتها لها إحدى العاملات .
لم تعبأ بالسكرتيرة التى كانت تصرخ بها كى لا تدخل ، ولا لأى شيئ .. فكل ما تفكر به .. هو !!
فتحت الباب بعنف وإندفعت بقوة أكبر لتجده أمامها ، حبيبها .. زوجها .. طليقها !!
يجلس على مكتبه الاسود العريض ، بخيلاء ذئب ماكر أجاد الإصطياد .. وببراءة ألقى بنظرته لها .. " براءة الذئب فى عينيه " و كانت هذه الجملة المناسبة لنظرته الباردة .

أشار بيده إلى سكرتيرته التى بدأت بالإعتزار والصياح بأنها دخلت بالقوة ، ليوقفها عن الحديث ويشير لها بالخروج وتركهم بمفردهم .
أرجع ظهره للخلف يستند بهِ على الكرسى ، يطالعها بنظرة ناقضة .. متسائلا فى نفسه إن كان تغير بها شيئ بعد ليلة أمس ؟!
عينيه كانت تتطوف بوقاحة على منحنيات جسدها ، ليغمض عينيه ببطئ وكأنه يتذكر شيئ ثم يعود ليكمل مسح جسدها بتمهل وتباطئ ، جعلها رغما عنها تحمرا خجلا وهى تجزم بأنه يتذكر ليلة أمس .
الوقح يستمتع بنظراته القذرة ، وبخيالاته المريضة وربما بالذكريات العالقة من ليلة أمس !!
نفضت رأسها بقوة وهى تتذكر ليلة أمس ، لا بل ورقة إعترافه بحبه المؤلم .
قررت قطع الصمت المتأمل .. فقالت أخيرا بهدوء متجمد يخالف ملامح وجهها العاصفة :
_ ماضى .. موت .. حب .. إنتقام !!
ماضى مكنتش أعرف عنه حاجة ، قصة قتل فيها قاتل ومقتول ، الإنتقام هو اللى جمعنا وهو اللى فرقنا ، أما الحب فأشك فى إنه موجود .
تلكأت إبتسامة هادئة باردة على محياه قائلا :
_ الحب اللى أنتِ شيفاه مش حقيقى لولاه مكنش ده هيكون الحال ، صدقينى يا زهور أنا لو كنت عاوز أنتقم بجد مكنش هيكفينى الجواز بس ولا أنتقام من فرد واحد فى العيلة.
واجهت بسؤالها المتردد دائما على بالها ، وبما أنها ساعة الصراحة فلن تخفى أى شيئ بجعبتها .
_ إيه سبب جوازك منى ؟! ... السبب مش الإنتقام لأن واضح أوى إن أنتقامك لسه مبدأش ، أو كنت أنتقمت منى بعد الجواز علطول ، بس أنتَ سيبتنى فترة طويلة من غير ما تقربلى بأى شكل .
إتسعت ابتسامته رويدا حتى تفلتت ضحكاته عالية بضخب ، بينما كانت تراقبه واجمة تطالع ضحكته الصاخبه لينهيها أخيرة مزمجرا وهو ينهض بعنف عن كرسيه .
_ ذكية .. جريئة .. قوية .. رقيقة .. حلوة وعجبانى ، برئيك كل ده مش يخلينى أتجوزك ؟!
بما إنها ساعة الصراحة يبقا هقول كل اللى عندى ، أنا أدهم عاصم العامرى اللى اتربى على إيد جده أقسى تربية ، اتربى على مبدأ واحد
" لازم تاخد حق أبوك بإيدك " ، اللى شاف الدنيا بتيجى كلها عليه .. اللى شاف أبوه وهو بيتقتل ومقدرش يعمل حاجة ، اللى عاش زى الخدام فى ملك أبوه .
سنين من التعب والظلم من أقرب الناس ليا جدى وأعمامى ، وأنا بكافح علشان مبقاش الضعيف الجبان ، دخلت كلية الهندسة و أملى واحد إنى أشتغل واجيب لأمى بيت بعيد عن أعمامى وإنى أريحها من شغل الخياطة ، يوم ورا يوم والزمن بيجرى بيا .. ما بين شغل ومذاكرة ، لشغل مستمر علشان أبنى شركتى وإسمى الخاص ، وشوفت أيام صعبة .. ومنافسين عالين أوى ، لدرجة إنى لما أكسب صفقة كبيرة لشركتى يبعتوا ناس تضربنى وكأنهم عاوزين يكسرونى ، وكنت أبقى عارفهم وأسكت ، لحد ما وصلت للى فيه وبقيت أنا اللى بقضى عليهم وبرجعلهم كل ضربه بحقها .. أعمامى اللى من دمى متهاونتش معاهم لحظة وأنا باخد ورثى اللى أكلوه سنين وبرضوا كان ليهم نصيب من الإنتقام .
عارفة كل ده ليه ، لأن والدك هو السبب إنى أكون يتيم ، هو السبب اللى قتل أبويا قدام عينى ، بدون أى رحمة وكل ده علشان ست !!

إلتفتت له مذهولة ، لقد ظهرت أبعادا آخرى للقضية المجهولة .. امرأة !!
همسا بصوتا مهزوز متوتر :
_ ست ؟!
إبتسم بسخرية متجهمة وهو يتابع تغير ملامح وجهها ، ليقول أخيرة بصوتا قاتم :
_ أيوة ست ، كانت من عيلة بابا وبباكى أتقدملها وهى رفضته ، بس هو كان عاوزها بالإجبار وجدى قرر إنها هتتجوز والدى علشان كده والدك قتل والدى .
علّت الصدمة ملامحها ، وهى تهز رأسها بذهول فمن المستحيل أن يكون والدها بمثل هذه الأخلاق ، فقد عرفته دائما شخصا يخاف الله ، شديد الإيمان ، كيف لها أن تفوق من صدمة كونه قاتل إلى صدمة سبب القتل ؟!
هل هو والدها حقا الذى يتحدث عنه ؟!

طفرت الدموع فى مقلتيها ، وتسارعت أنفاسها بإضطراب ، تكاد تصرخ قهرا مما تسمع ، لا تريد أن تصدق ولكن ..
قفز إلى ذهنها المشهد الذى إتهم أدهم فيه والدها بالقتل ، لقد صمت حينها !!
نعم لقد صمت على إتهامه ولم يجبه ، وكذلك على هتافها الصارخ به .
ما الذى يعنيه هذا ؟! هل حقا ما يقوله أدهم صحيحا ؟!
شعرت بأن إعصارا هائج عصف فأفكارها ، بثورتها و .. وبذكرياتها !!
شهقت باكية بقوة وهى تضع كفيها على وجهها ، تنتحب بقوة .
تساقطت ببطئ كوردة ذابلة .. لتتلقفها أرض مكتبه الباردة .
هى تبكى حبها .. تبكى صدمتها .. تبكى خداعها .. وتبكى والدها أيضا .. تبكى جريمة زوجها أو طليقها .. تبكى على ماضيه المؤلم .. ولكن من سيبكى عليها ؟!
شعرت به يقترب منها بهدوء ، ينخفض بطوله المهيب ليجلس بجوارها على الأرض ، يلتقط كفها البارد الصغير بكفه ، ويسحبها إلى أحضانه لتكمل سلسلة دموعها المتألمة على صدره .
بهدوء كان يربت على ظهرها ، وكلماته المواسية التى تدفعها لتهدأ لا تجدى نفعا ، فتركها واجما تبكى ، فقد توقف عن الإحساس منذ زمن بالألم !!
همست بصوتا مختنق :
_ أنتَ عديم الإحساس ، حقير أتجوزتنى ليه وخلتنى أحبك ، ليه أنا اللى قررت تنتقم منها .
رد عليها بهمسا مشابه ولكن نبراته أكثر تشتتا :
_ لإنك من اللحظة الاولى اللى شوفتك فيها قررت أنك مش هتكونى لغيرى ، مش أنانية لكن ده أسر القدر يا زهرتى .
إزداد نشيجها المتألم ، لتجيبه بسؤالها المؤرق لمضجعها :
_ أنتَ بتحبنى ؟!
والإجابة كانت تنهيدة طويلة ، وزفرة حادة ، ومحاولات عديدة لخروج الحروف منتظمة ، ثم صمتٌ طويل ، وتغيير فى إتجاه النظر .
وفقط !!
إندفعت مبتعدة عنه لتدرك بأنها كانت بين أحضان الذئب ، تبكى بضعف طالبة منه الدعم .
يا لكِ من خائنة ، جبانة إرتميتى بين ذراعيه حين شعرتى بالألم ، كان هو أول شخصا تلتجئ إليه يا غبية ، وها هو الأن يناظرك ببروده المعتاد وبمشاعره المثلجة التى ترسل إليكِ القشعريرة .
إستند بظهره على مكتبه وجعل قدم منطوية فوق الآخرى ، ليخرج لفافة تبغ أو " سيجارة " يشعلها بهدوء ، وبأكثر منه هدوئا كان ينفث دخانها الأبيض بأكثر من التمهل وهو يطالع صفحة وجهها الغارقة بالدموع .
سمع همسها المذهول :
_ أنتَ من أمتى بتشرب سجاير ؟
والإجابة تجاهل ، أو ربما إجابة لسؤال سابق توانى عن الرد عليه ، أو بالمعنى الأدق تراجع فى الرد عليه .
_ أصل الغباء يا زهرتى السؤال عن الحب ، الحب مشاعر وأنتِ عارفة كويس أن مشاعرى داخلة فى حالة تجمد ، الحب بالنسبالى مرض أُوصبت بيه .
جائه صوتها متهدجا بألم :
_ مر .. مرض ؟!
لحظة ضعفا تلك التى إستحكمتها وهى تخفض وجهها ، تعجز عن النظر بوجهه أو لا تريد فعل ذلك ، فهذا سيكلفها من مخزون حبه عندها !!
أكمل بصوتا قاسى لا يحمل لهجة اللين :
_ دلوقتى خلاص يا زهور ، طرقنا أتفرقت وكل واحد راح بطريقه ، تقدرى تعملى كل اللى عوزاه ، ومتخافيش أنا هدفع كويس تمن ليلة إمبارح وهعوضك ، وكمان ممكن أدورلك على شغل مناسب وعريس لو عاوزة ، وبكده أكون عوضتك .
قال كلماته الباردة من خلف سحابه العازل لهما ، لتصفعها بقوة وتجعلها تستفيق لنفسها وتتذكر بأنها ليست خانعة له .
لقد جائت إلى هنا من أجل شيئ واحد ، لن تهدأ حتى تفعله وبعدها فليذهب للجحيم إن أراد فلن يهمها .
نهضت ببرود بعدما نهض هو أولا ، لتقف أمامه مباشرةً ، عينيها السوداء التى واجهت عينيه الرمادية .
تعجب من ملامحها الغير مقروئة ، وأنتظر بصبر ردة الفعل والتى كان يتوقعها صرخة .. أو ربما المزيد من البكاء ، ولكن جائه ما لم يرضه أو ربما أصابه بالذهول .
فيدها الصغيرة الباردة التى كان يمسكها قبل قليل ، هبطت على وجنته الخشنة بقسوة وبقوة لم يعدها منها .
صمتا درامى ذالك الذى هبط على رؤسهم لتجده يلتفت لها ببطئ ، بعينان أسودتا دون تعبير مقروء ، و وجهٌ حكى بوضوح مزاج صاحبه ، لتقول بصوتٍ قوى جامد :
_ إن كنت أنتَ أدهم عاصم العامرى ، فأنا زهور الكامل ، أنا بنت خالد الكامل اللى عمرها ما تحتاج لحد .
إلتفتت بقوة مغادرة إلا أنه أمسك ذراعها بقوة وهو يقول ببطئ أمام وجهها :
_ مش أدهم عاصى اللى يضرب ....
وقطعته بصرختها وهى تنفض ذراعها :
_ ومش أنا المتسولة اللى أتجوزتها ، إفتكر يا أدهم أن الجاية زهور تانية خالص ، ولو فاكر أنك معدش حاجة تربطك بيا تبقى غلطان ، دائرة الإنتقام لسه شغالة ، والفوز للأقوى يا أدهم .
قال أدهم أخيرا ببرود وهو يتأمل ملامح وجهها المنفعلة :
_ وإن كنتِ فاكرة أنى هتهاون معاكى تبقى غلطانة ، القلم ده رجع حجات كتير ، والساحة ليكِ وورينى شطارتك .
نزعت ذراعها بعنف من يده لتستدير عنها ، نتطلق العنان لقدميها وتركض خارجة من مكان وجوده .
بينما وقف ينظر بجمود إليها من زجاج نافزته وهى تعبر الطريق ، تلك الغبية بجنونها ستفعل الأعاجيب .
لم يكن أحدا يجرأ على ضربه على وجهه سوى جده القاسى ، والأن دخلت هى الموسوعة المحظورة .
لم تعد القطة التى قابلها منذ بضعة أشهر ، فقد أصبحت نمرة شرسة بإستعداد كامل للفتك به ، ولكنه أدهم عاصى العامرى و الذى يعشق تدريب النمور ، فلنرى إذا يا هرتى .
********

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسيرٌ, الماضي, الدامية, العشق, يروح, سلسلة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:29 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية