كاتب الموضوع :
Enas Abdrabelnaby
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية
الفصل السابع عشر
وتمر الأيام مرور الكرام ..
تسابق الريح فى جريانها ..
تتساقط كأوراق الشجر الخريفية ..
مر اسبوعان على حادثة أدهم !
لم يحاول خلالهما معرفة الفاعل .. بل الأدق أنه يعرف ولا يريد البوح بذلك للشرطى .
لا تعلم أتلومه لما يفعل .. ام تدعمه بصمت لحسن اخلاقه .. لاتعرف .. ولكن الاختيار خرج من طور يديها .
اما موضوع عمتها فلازال شائكا يحيطه الغموض من بعد زيادرة د/عمرو الذى لم يمنحها اى جديد فى المعلومات .. بل زاد من شعورها بالتخاذل ..
أما أدهم فلم يقدم أى جديد .. بعدما تعافى وخرج من المشفى ، أخذها من ذلك المنزل وذهبا إلى المحافظة حيث وجدت شقة خاصة مجهزة لهما ... لم تجادله حينها وتسأله لما لم يحضرها هنا منذ البداية .. بل آثرت الصمت والاكتفاء بنظرته الغامضة .
وضعت قدح الشاى على الطاولة أمامها .. بينما عيناها كانت تطوفان على صفحة النيل المقابلة لشقتها ..
من مميزات هذه الشقة أنها واقعة على النيل ، فتبدوا اشراقة اليوم من شرفة الشقة مختلفة تماما عن تلك التى كانت تقابلها فى منزلهم .
مدت يدها بشرود إلى قدحها .. ولكن حين لمسته شعرت بيدا تجذبه من تحتها لترفعه إلى أعلى .
إلتفتت ببطئ إلى أدهم الواقف خلفها مستندا بذراعه على مقعدها الخشبى .. بينما يمسك قدحها الخاص ويحتسى منه بأريحية .. ناظرا أمامه باعتدال دون حيادة .
ألتفتت تنظر أمامها إلى ذلك السطح الهادئ حيث تجرى المياه ببطئ دون ضجة مريحة للعين ..
إنتبهت فجأة لصوته الهادئ الذى قطع صمتهما :
_ لقيتها .
إلتفتت له حينها زهور تنظر إليه بعينان إتسعت بدهشة، لتسأله بسرعة مستفسرة:
_ فين ؟؟
تغضن بسيط كان بين حاجبيه .. تشعث غاضب سكن فكه، ليجيبها بهدوء حمل عاصفة خامدة :
_ فى مصحة .
إن كانت الدهشة هى ما لاقتها فى البداية فـ بالتاكيد لن تكون كـتلك التى تلاقيه بها الأن .
ماذا !! ... مصحة نفسية !!
عمتها هى فى مصحة نفسية !!
إلى تلك الدرجة تدهور حالها !!
ولكن كيف .. ولماذا طيلة تلك السنوات !!
عاودت النظر لأدهم مستفسرة، ليجيبها بنفسا عميق محتوى قدرا واسعا من الاكسجين .. ليقول بهدوءا شابه العاصفة الصامتة :
_ كنت بتتبع د/عمرو خلال الفترة اللى فاتت، واكتشفت أنه فعلا كان عارف كل حاجة عن عمتك بعد ما خرجت من البلد .
مكنتش متصور أنى هلاقي زهيرة عمتك فى مكان شغله .. ده كان ابعد تصوراتى، لكنه حصل .
زهيرة مريضة نفسية، ليها سجل فى المستشفى اللى بيشتغل فيها الدكتور .. والسجل بدايته من بعد خروجها من البلد بخمس شهور .. ومستمر ليومنا ده .
لحظة .. أمهلوها لحظة كى تعى كل ما يقال .
عمتها مريضة نفسية !! .. تجلس بالمصحة !!
بل ولديها سجل مرضى هناك !!
يا إلاهى ؟!!!!!!
دمعت عينا زهور بقهر .. إلا أنها أبت أن تنحنى بعجز او تحتاج لمن يواسيها .. فأشاح أدهم عنها بعدما كاد يقترب ليحتضنها ، ليقول بغلظة مكملا حكاية عمتها :
_ لما اتأكدت أنها عمتك واجهت عمرو وهو قدام الحقيقة الواضحة اعترف انه اخفاها عنا ... وقالى اللى حصل معاها فى الماضى .
( _ أنا مكنتش عاوزكم تلاقوا زهيرة لأنى عارف أنها هشة جدا ومش هتقدر تستحمل رجعة تانى للماضى بقصة القتل دى .. شوف تقاريرها الطبية والنفسية وهتعرف أن حالتها متستحملش أى ضغوط تانية .
زهيرة بعد ما خرجت من البلد بفضيحة راحت بلد تانية مجاورة .. طبعا لما بنت تروح لوحدها بلد جديدة من غير أهل ولا ناس بيشتبهوا فيها .. بس لقيت بردوا اللى ساعدها، وكانت واحدة كبيرة فى السن ..
أخدتها بيتها وخلتها تشتغل معاها فى بيع الجبن والزبد والحجات دى ، كانت معاملتها بردوا مش ملوكى .. يوم تاكل وعشرة لأ ..
زهيرة أصيبت بمرض الحمى وأثر على سمعها وطبعا لقلة الفلوس والامكانيات الطبية مقدرش حد يعالجها .. ده غير ان الناس اصلا كانوا بيعاملوها معاملة وحش علشان غريبة .
وفى يوم ماتت الست اللى كانت عايشة معاها ، وجت الناس طردوها .. بس بطريقة اسوء من اللى قبلها ، يعنى فيه ناس تعدت عليها بالضرب .. ووقتها اصيبت بالمرض النفسى المتعارف عليه بالعامى .. جنون !
مش قادر اوصفلك حالتها بعد اللى حصلها .. ولما الناس تعبت من شكلها فى الشارع وهى بتخوف الاطفال بعتوها للمستشفى هنا .
مش هقولك أنى قابلتها فى المستشفى لأنى كنت شغال فيها .. لأ انا دور عليها وبالمصادفة عرفت كل قصتها .
لما روحتلها المستشفى فى زيارة عادية، اكتشفت انهم كانوا هيطردوها لأنها معهاش ملوس تكمل علاج والناس اللى كانت بتساعدها شفقة خلاص نسيوها .
انا وقتها تكفلت بمصاريف بقائها .. وبعد ما اتخرجت من الجامعة اتعينت فى المستشفى ده وبقيت براقب حالتها .
خلال الوقت ده كانت اتعالجت ورجعلها عقلها، لكن كانت رافضة الكلام غير أنها مش بتسمع .
خلال السنين دى كلها اخد ميت قرار أنى أتجوزها وبعدها اتراجع .. اخدت ميت قرار أنى أفرج عنها واسيبها تخرج من المستشفى واتراجع .
للاسف زهيرة مكنتش هتقدر تتأقلم مع وضع تكون زوجة .. لا أنا اللى مكنتش هقدر أخليها مراتى .. وللأسف مكنتش هقدر أسيبها تمشى وتكمل حياتها وتلاقى اللى تكمل حياتها معاه .
زهيرة بالنسبالى كانت حب حياتى .. وطفلتى اللى بخاف عليها من أى راجل ميستحقهاش .
هتقول عنى أنانى ومستغل .. هقول للأسف أيوه أنا كده لكن بردوا مقدرتش اتغير .
وآه علشان تكرهنى كمان .. أنا أتجوزت وكملت حياتى وجبت عيال ومكمل مع مراتى . )
أنهى أدهم كل ما قاله عمرو بالتفصيل ، لينظر إلى زهور من الأعلى بحزن .
لقد كانت منحنية الظهر بعدما تعاهدت بعينيها ألا تتخاذل أمامه .. لقد كانت تبكى بحرقة بعدما منعت هذا الحقل لنفسها أيضا أمامه .
لقد كانت تحتاج حصنه !! ... وسيفعل !
إقترب منها ببطئ من الخلف محيطا بذراعيه كتفيها ، جاذبا إياها من الخلف تجاهه .. لتسلقى رأسها فى تجويف عنقه بسلام .. تاركة لشهقاتها العنان ..
............................................................ ........................................................
رغم كون البحر الصافى من أجمل المشاهد .. إلا أنه حين يكون ثائرا غاضبا وهائجا بتلك الطريقة .. فيفضل الابتعاد عنه .
ولكن لم تقول !! .. لزوج من المجانين مثلهما ؟!!
إتبعا سيرهما ببطئ على الرمال، متجاوران فى السير متفرقان فى العقل .. كلا منهما يسرم طريقا لحياته يخالف الآخر .. رغم كونهما يفكران ببعضهما ..
كانت أفكارها تدفعها لتلقي مسبب إزعاجها الاول والوحيد فى ذلك البحر الهائجى .. عله يبتلعه ولا تراه ثانية ..
بينما كان يجاورها السير تدفعه افكاره ليفصى عما بداخله .. ويترجاها كى تخبره بما بداخلها .
قد يكون من الغريب لمن هم فى مثل سنة مقبلين على الاربعين من العمل .. لديه طفل يماثله عقلا ... أن يظل على طيش الشباب فى اختيار من تريح القلب لتكون زوجة .
ولكن بما أنها تريح ابنه كذلك فلما لا تكون ؟؟!
الاستقرار حلم بعيد ، كان دائم الركض خلفه كالعداء السريع .. إلا أنه لم يلحقه فأى جولة من جولات حياته ..
فشابت جوانب رأسه .. إلا أنه لم يتوان للحظة عن إعادة تبديل لونها للأسود ، كى يظهر للعالم أنه مازال شاب طائش، بينما بداخله رجل مرهق من كل تلك الأحمال الثقيلة التى توالت على ظهره خلال تلك السنوات .
ألقت نظرة خاطفة على وجهه .. لتجده شاردا يحمل تعابير غير مقروئة ..
كنت لكَ طريق غير ممهد ، كلفك الكثير من مواد البناء لتقوم أعوجاجه .. أما أنتَ فسطر مظلل فى نص طويل ..أتجاهلك وكل قلبى منتبه أليك .
أغمضت عيناها متنهدة بإرهاق ، الارهاق لم يكن جسديا .. بل عقليا ، لعقل عنيد أتعب نفسه بماضى هو الألم بعينه .
فتحت عيناها بإنتباه حين شعرت به يقف بجوارها ليمسك يدها مانعا إياها من مواصة السير .
إلتفتت إليه بنظرة إستنكار متعجبة، لترى الجدية مرتسمة على وجهه بصلابة .. إتبعها قوله الهادئ :
_ بحبك !
وحين تصل إلى مرادك .. تشعر بالخواء !!
هذا ابسط تعبير لتعاقيد مشاعرها بتلك اللحظة .. ما زاد عجبها أنها تشعر بالفرحة وكأنها وصلت إلى حلم ثمين .. وتشعر فى ذات الوقت بأنها ناقمة عليه .. حاقدة على تلك الكلمة التى تكررت على فمه بعدد فتياته .
خلف عاصفة التناقض إرتدت قناع الصلابة، لتقول بترفع :
_ للاسف كلمتك دى مش محتجاها فى حاجة، ده إذا كانت صادقة اصلا .. يلا نرجع الشاليه علشان اطمن على زياد .
إلتفتت مغادرة بسرعة دون أن تنتظر رده، إلأ أنه أوقفها ممسكا بذراعها بحزم .. ليجذبها برفق كى تقف أمامه .
ليقول بهدوء حذر :
_ ينفع أعرف مشاعرى مش مهمة بالنسبالك ليه ؟
ابتسمت أهلّة بإستخفاف، لتجيبه بسخرية :
_ قلت مش محتاجاها .. لكن مهمة مسألة تانية .. ومش هنكر أنى مهتمة .
عقد أوس حاجبيه بضيق، ليقول مستفهما :
_ تقصدى ايه ؟
تقلبت ملامحها من السخرية واللامبالاة للغضب الحاقد .. لتصيح بحدة :
_ مطلوب منى إيه لما تقولى إنكَ بتحبنى، أقولك أنا كمان بحبك وأنا مش بحبك .. أقولك صدمتنى بكلمة على لسانك سهلة جدا وبتتقال لكل البنات ..
لما قولت أنى مش محتجاها .. فـأنا بعنى كل كلمة بقولها، وياريت تنهى الجدال الفارغ ده .. فيه أهم منه .
غادرت أهلّة بسرعة هذه المرة، ليقف أوس مكانه عاقدا حاجبيه بضيق ... يحاول ترجمة ما قالت وما كان سيقول ..
ليجد نفسه دون مجال .. يلوم نفسه لغبائه وتسرعه .
............................................................ ........................................................
_ إزاى كل ده يحصل فى المدة دى بس ؟!!!
تسائلت رغد بصدمة .. تنظر إلى العامل الواقف أمامها متحرجا ..
ليجيب بضيق :
_ كلها قرارات إياس باشا .
إياس .. إيااااااااس رمز وجع الرأس الحالى فى حياتها .
ماذا .. حقا ماذا الأن ؟؟ ... ألم يكتف من تعذيبها ؟؟
الأن يخرجها بمظهر المديرة الحمقاء .. والتى ستذهب بشركتها إلى الضياع !!
حقا ما عادت حياتها تنقص سوى ذلك الإياس بعقده النفسية من عائلتها ..
لقد غابت اسبوع واحد بسبب المرض المفاجأ الذى تملكها .. لتعود وتجد كل تلك المصائب التى لا دراية لها ..
كونها جديدة فى مجال عمل رجال الأعمال جعل منها سازجة فى أول إجتماع ضمها وإياه على طاولة واحدة مع الموظفين ..
نهضت بعنف جاذبة الأوراق التى أعطاها إياها العامل بالمصنع منذ لحظات .. لتخرج من الغرفة مندفعة بتجاه الغرفة التى إتخذها مكتب له .
طرقت بابها بعنف تبعت بأن فتحت الباب بسرعة لتغلق خلفها بقوة جعلته يصدر صوتا عاليا .
بحثت بعينها عنه بأرجاء الغرفة فلم تجد أحدا .. أنتظرته لدقائق ظننا بأنه خارج الغرفة وسيعود ولكنها إكتشفت عكس ذلك .. إنه غير متواجد !
هزت رأسها بإرهاق واضعة يدها على جبينها، لقد تحاملت عليها المشكلات فجأة .. سقطت جميعها على رأسها بقوة وسرعة لم تحسب لهم حساب .. وأكبر عقبات حياتها تتمثل به .
من يعلم كل مداخلها ولا تعلم عنه شيئ .. من يعلمها وتجهله .. من يستنزفها ولا تستطيع ردعه .
إنه ذلك الرجل الغامض .. محتل حياته الأخير .. إياس الشريف .
رغم كل الأحقاد التى تسيطر على تفكيرها فى تلك اللحظة لوالدها الذى كان السبب الرئيسي فى كل ما يحدث لها الأن .. إلا أنها ترغب بمقابلته بشدة ..
ليس حبا به بالتأكيد .. ولا خوفا عليه اوقلق إن ظن ذلك، ولكن الأهم هو المطلوب .. والأهم هى علاقة إياس الشريف بوالدها .
ما فعله والدها فى الماضى لإياس هو المراد ..
نهضت ببطئ لتقف أمام مكتبه بينما عيناها تدوران على سطحه بسرعة متفحصة ..
لم يكن هناك أى شئ غير عادى .. أوراق بلا قيمة .. وغيرها من الأشياء ، إلا من صورة كانت مدارة لها ..
فإلتقطتها بسرعة لتديرها وتجدها صورة قديمة لطفل مع سيدة ثلاثينية العمر .
دققت إلى ملامح الطفل الذى تجاوز السادسة من عمره .. لتجد إياس!!
فُتح باب الغرفة حينها ليدخل إياس بإندفاع .. إلا أنه توقف حين وقع بصره عليها واقف أمام مكتبه تمسك تلك الصورة .
ظل للحظات كل شيئ على موضعه .. هى لاتزال تمسك تلك الصورة وتقف مولية إياه ظهرها .. وهو لا يزال يقف مكانه ينظر إلى ظهرها بلا تعبير .
ليكون أول من خرج من حالة الجمود .. حين تحرك ببطئ ليقترب ويقف بجوارها ، ويقول بجدية :
_ نورتى مكتبى .
إلتفت لها ليختطف الصورة من يديها، مكملا بأناقة :
_ من الغلط اللعب فى حاجة الغير .
أعاد الصورة مكانها ليلتفت ويتجه إلى مكتبه مشيرا بيده أن تجلس .
زفرت رغد بحنق وهى تلعن غبائها .. لتجلس مكانها بقوة جعلته يرفع حاجبه فى إستهزاء صامت .. فقالت بسرعة مباغتة :
_ حضرتك إيه معنى الاوراق اللى وصلتلى دى .
ألقت بالأوراق أمامه بعنف .. فنظر إليها بسخرية قبل أن يلتقط الأوراق بصمت ويلقى نظرة سريعة على محتواها .
بينما تابعت بحنق :
_ ده ميدلش على أن حضرتك عندك خبرة واسعة فى السوق زى ما قولت .
إستند إياس بظهره إلى الكرسى ، ليجيبها بكسل :
_ سمعتى فى السوق مفيش عليها كلام وتقدرى تتأكدى بنفسك يا باشمهندسة ... لكن سمعة شركتكم فى السوق مممم أنتِ عارفة مش محتاج أقول .. وبالنسبة للورق ده، فأكيد المشكلات اللى والدك مسببها قبل كده هى السبب .. يعنى أنا مليش دخل ..
كظمت رغد غيظها بأعجوبة .. لتحاول رسم الهدوء على وجهها، فحربها مع ذلك الرجل لن تكون ابدا بالغضب .. فقالت بهدوء متماسك :
_ تقدر تسيب الشركة تقع لوحدها .. وأهو حضرتك المستفاد فى كل الحلول .
أخرج إياس من جيب بنطاله نفس الحجر المتدلى من علاقة مفاتيحه .. لينزعه من العلاقة ويتلاعب به بين إصبعيه كما فعل فى المرة السابقة .. بينما قال ببرود وهو يتابع تحرك الحجر بيده :
_ سبق وقلتلك أنى مش ناوى أسيب الشركة، وأنى راضى جدا بكل أوضاعها .
لقد أبتليت بكارثة بشرية .. رجل جاء ليكمل على البقية الباقية من روحها الضعيفة ..
ألا يكفيها إمتحاء كلمة رجولة من حياة كل الرجال الذين قابلتهم فى حياتها .. "بالطبع تخالف الأمر مع سيف الذى لم ينظر لها من الاساس .. بينما الآخرون إنطبق عليهم القول"
لتكتمل مصيبتها بذلك الرجل الصلب؟؟
أتستعين بقصى ليحميها ... ولكنها هى من جعلته يبتعد بتصرفها .. هى أبعدته لأنها تشبه ذلك الرجل .. ولأنها تشبهه ينتقم منها إياس ..
عليها أن تعترف ان مصيبتها الاولى فى الحياة كون مختار باشا والدها .
إنتبهت فجأة لإياس الذى قال بملل :
_ لو خلصتى تقدرى تشوفى شغلك .
الحقير يهينها فى شركتها !!
إلا أنها آثرت الصمت .. فمواجهتها التى لم تدم لدقائق لم تجلب لها سوى الألم .. بينما الألم الحقيقى يتمثل فى القادم ..
نهضت بإحباط مغادرة الغرفة .. إلا أنها وقفت بصدمة حين إندفع صوته كقذيفة :
_ رغد .. إنتقامى لسه هيبدأ، خليكى مستعدة .. عهد المغيرى غير .. وده وعد .
إلتفتت له بصدمة لتجده قد وقف بإعتدال مائلا قليلا إلى الأمام .. ينظر إليها بعينان ثابتتان .. وبهما سكنت نظرة إمتزج فيها الحقد بعضب أسود مندلع منذ سنوات فى ظلمة عينيه المخيفة .
لم تملك سوى الفرار فى تلك اللحظة .. فحقا هى خائفة من القادم، فما يبدوا أن ما فات لم يكن سوى مجرد لعب والأن يبدأ الإنتقام !!
وترسل لنا الحياة من يعاقبنا على ما لم نرتكبه
فنتسائل بذهول .. أهذا عدل ؟؟
وتأت الإجابة فى هيئة صفعة مؤلمة ..
وضحكة يتبعها .. إنه قمة العدل، لأنك ببساطة مشترك فى ما أرِتُكب .
............................................................ ........................................................
نظر بسأم إلى شقيقته التى تبكى وزوجها يحتضنها ليخفف عنها ..
لولا براء ما فعل ما فعله .. هو يبحث عن شقيقته التى لطالما مقت سيرتنا التى لم تنفك عن لسان والدته ؟!
براءه ... شبحه الذى خرج له من الظلمة فجأة، ليتجسد أمامها طالبا .. آمرا .. متسلطا، ولكن لا ينكر أنه مرتحا للفكر .
رغم أنه يبدوا طفولى فى تفكيره حين يغار من أخته التى أحبتها والدته طوال سنين حياتها وحتى فى لحظات موتها .. ولكنه راضى عن ما قاله لها ... و راضى عن أنه سيكون أخ .. يكمل كل حروف الكلمة .
أنتهز اللحظة التى بدأت فيها نهاد تهدأ ليسألهم باستفسار :
_ سمعت أنكم لسه مكتوب كتابكم .. ولسه الفرح .. فإيه الاخبار؟؟
نظرت نهاد لسيف بتوتر .. فأوما لها برأسه قبل أن يقول بهدوء :
_ أنا ونهاد كتبنا كتابنا فى ظروف مش مناسبة .. يعنى والدها قبل ما يموت أنا أتقدمتله وهو وافق .. بس حصلت ظروف وهو تعب وأجلنا الموضوع ..
لكن والدها أتوفى وهى كانت لوحدها فى ألمانيا وأنا مكنش المفروض أنزل مصر فى الفترة دى .. فقررنا نكتب الكتاب وتقعد معايا لحد ما ننزل فى الوقت المناسب ..
أهو نزلنا وبنجهز للفرح وإن شاء الله هيكون يوم الخميس الجاى .
ابتسمت نهاد بسعادة .. ليس لكل ما قال، ولكن لأنه أرادها مرفوعة الرأس أمام أخاها .. فغير الكثير من الحقائق وأولها بأنه تقدم لخطبتها وليس ما فعل والدها بأن طلب منه أن يتزوجها .
نظر راشد لوجه إخته فوجده متوردا سعيدا .. فابتسم لابتسامتها .. إلا أنه أنتبه فجأة لقول سيف المتأسف :
_ لكن للاسف أعمام نهاد مش مصدقين .. ورافضين لفكرة زواجنا وبيتهموا نهاد بحجات غير صحيحة .
إذا فهناك تعاقيد بالأمر .. فكر راشد قليلا قبل أن يقول بحسم :
_ عاوز تفاصيل .. يعنى عرفت نهاد أزاى فى ألمانيا .. إيه المشكلة اللى تخلى أهلها رافضين أرتباطكم ؟؟
نظر سيف إلى نهاد قليلا قبل أن يحسم أمره ويقول بهدوء :
_ أتعرفت على نهاد فى الشغل .. كانت بتشتغل معانا متدربة، وكنت المسئول عن تدريبها .. وحصل أنى أعجبتك بشخصيتها وطلبتها من مديرى .. وهو وافق وكان عاوز يكتب الكتاب بس ظروف مرضه منعته ..
مشكلة عيلة نهاد إنهم كانوا عاوزينها لابن عمها .. علشان الورث ميخرجش بره إطار العيلة .
صمت سيف منهيا ما لديه من حديث، لينظر راشد إليها قليلا بصمت .. بينما عقله يحلل القصة التى سمعها لتوه .. ليتخذ بالنهاية قراره ويقول مبتسما :
_ أنا هقف مع نهاد علشان ترجع ورثها .. أنا واثق أنها أختارت صح وإنك الشخص المناسب .
لم يكن قراره بناءا على كلامها .. بلى كان قليلا، ولكنه لديه خلفية عن حياة شقيقته .. فلم يكن من الجيد أن يخرج فجأة من الظلام ليتفاجأ بحياتها ... ومما عرف عن عائلة والدها ومما حكت له والدته عنه ... يستطيع القول بثبات أن أخته على حق وأنها بحاجة إلى مساعدته .
إتبع قوله بأن أكمل :
_ مش هقول أنهم أول ما يعرفوا حقيقتى هيوافقوا على زواجك او يدوكى حقك .. لكن أنا عامل قوى فى أنهم يرضوا ولو شكليا قدام الناس .
اومأت برأسها بثبات .. تعلم أنه على حق... ولكنها ستنتظر النتيجة، وعلها تكون مرضية .
أنتبهت فجأة حين نهضت ليقول معتذرا :
_ آسف أنى جيت فجأة من غير مواعيد .. بس عارف أن حاجة زى كده كان لازملها مقابلة ..
أنا عيشت فى مصر مدة طويلة ... وهفضل فيها الفترة دى معاكى .. وبعدها هسافر فرنسا .
وإن شاء الله المرة الجاية هعرفك على خطيبتى براء .. هى كمان مصرية، وبتمنى ليكم حياة هادية ..
ودع سيف ونهاد وغادر منزلهم .. ليتوجه إلى سيارته حيث إلتقط هاتفه ليحادثها قائلا بحب حين فُتح الخط :
_ شكرا .
قابله صمت كئيب من الطرف الآخر قبل أن يسمع صوتها :
_ العفو .
أغلق الهاتف متنهدا يشعر براحة غير معتادة .. يبدوا أن براء قد صدقت حين قالت بأنه سيتغير بعد لقائه بشقيقته .
............................................................ ........................................................
_ عاوزة أشوفها .
كانت تلك العبارة الوحيدة التى قالتها زهور حين بدأت تستعيد وعيها بعد بكائها الحزين لفترة .. فاومأ لها برأسه فى صمت ..
ليغيب بضع دقائق ويعود طالبا منها أن ترتدى ثيابها .. وقد فعلت على عجل .. شاعرة بأنها على موعد .
بلى إنها كذلك .. فهى على موعد مع الحقيقة، على موعد مع إنكشاف حقيقة القتل التى طال اختفائها .. على الموعد مع رؤية عمتها التى لم تكن تعلم بوجودها ..
بعد ساعة .. إنتقلت خلالها من قرية لآخرى، كانت تقف أمام ذلك المشفى الذى أخبرها عنه أدهم .
لم تشعر بقسوة كلمة "مصحة نفسية" إلا حين وقفت أمامها .. تنظر إلى سورها العالى كقلعة تخاف أن يهرب سجنائها .. بوابتها من الحديد الصلب .. وكأنهم مقدمون على دخول سجن عتيق .
كانت قديمة مهترئة، تجذم بأنها غير صالحة للإستخدام البشرى .. إلا أنها كانت تستعمل .
أخذت نفسا عميقا قلب أن تخطوا أول خطواتها خلف أدهم داخل ذلك المكان الغريب، لتتشبث به لا إراديا خوفا من القادم .. فقلبها المنقبض يدل على شدة إرتعابها .
وهو أبدا لم يقصر .. بل إحتضن يدها برفق، ابتسم لها مشجعا .. قال لها بأن حياتهم ستبدأ قريبا .. حين ينتهى الماضى .
وقد صدقت وحلمت بافتتان بأنه سيحدث !!
دخلا إلى مبنى المشفى بعد السير فى حديقتها، إلى أن وصلا لمكتب الاستقبال .. فواجهتم ممرضة واجمة الوجه سألها أدهم عن عمة زهور، فنظرت لهم مستغربة قائلة بتعجب :
_ طول السنين اللى إشتغلتها فى المستشفى دى مكنتش أسمع أن حد جه زار زهيرة .. ودلوقتى وفى الوقت ده جايين تزروها، ناس غريبة ؟!
نظرت زهور إلى أدهم بإستغراب .. ليلتفت إلى تلك المرأة ليسألها باستفسار :
_ يعنى إيه .. حضرتك تقصدى إيه ؟؟
نظرت الممرضة بين وجهيهما لتقول بسأم :
_ تقربولها إيه الأول ؟؟
تحدثت حينها زهور قائلة بإرتجاف :
_ بنت .. بنت أخوها .
شملتها الممرضة بنظراتها المتفحصة .. لتقول بخبث :
_ بس أنا معنديش دليل إنك تقربيلها ... ومينفعش أدى معلومات المرضى لحد غريب .
شعرت زهور حينها بقلبها سيتوقف من شدة إنفعاله .. لا ينقصها ابدا تلك المرأة المستغلة، إنها ستموت من الإنفعال لتقابل عمتها وتلك المرأة تتلاعب بها أكثر .
نظرت زهور حينها إلى أدهم .. الذى إقترب منها هامسا فى أذنها :
_ متخافيش .. ثوانى وهنعرف كل حاجة .
وبالفعل ثوانى وقد تم إرضاء الممرضة اللعوب ببضع وريقات مالية .. لبتسم برضى وتقول ببساطة غير مهتمة :
_ زهيرة بتحتضر زى ما بيقولوا .
شهقت زهور بصدمة .. لتشعر بأن قدماها لا تتحملانها من هول الصدمات المتدافعة فوق رأسها .. لتتهاوى على كرسى قديم ..
بينما وقف أدهم بمكانه جامدا .. يتذكر حين حادث عمرو وطلب منه مقابلة زهيرة فقال له بيأس :
_ فى الحالة بتاعتها بيقولوا .. "فات الآوان" .
لم يفهم كلمته حينها .. لم يفهم .. ولكنه الأن فهم ..
أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول للممرضة بهدوء :
_ هى فين ؟
نظرت الممرضة لحالة زهور لتقول بسأم :
_ أتنقلت للمستشفى اللى فى آخر الشارع .. مستشفى عادية علشان حالتها الصحية .
اومأ أدهم برأسه .. ليقترب من زهور ويهبط أمامها على قدمه هامسا :
_ لسه فيه أمل .. إن شاء الله فيه أمل .. عمتك لسه عايشة، ممكن تكون تعبانة بس .. لسه عايشة وده أكبر أمل ؟؟!
لا يعلم اكان يسألها أم يستفسر منها .. لكنه كان يحاول دفعها وإياه ليصلا إليها .
فنهض بعزم ممسكا بيدها بقوة .. دافعا إياها لتنهض معه وترافقه .
وحين وصلا لتلك المشفى التى ترقد بها .. أخبروهم عن غرفتها .. وكانت العناية المركزة !!
سقطت زهور بتهاوى أمام باب الغرفة .. لتحملق به بألم، متذكر تلك اللحظة التى خرجت من حجرة والدها .. ليعلن الطبيب أنه فقد حياته ..
فهل يعاد الشريط معها عند تلك اللحظة ؟
............................................................ ........................................................
الحب ليس عيبا .. الحب أسمى المشاعر .. الحب الأنقى .. هو للشخص الأنقى !
الحب يغفر الخطايا .. الحب ينشأ دربا جديد ..
بالحب تستطيع أن تنير الحياة !!
قرأت الكلمات ببطئ .. مرة تلو الأخرى .. حتى إلتصقت بجدار عقلها ..
بالحب تستطيع أن تغير حياة ؟!!
كانت تلك العبارة هى الوحيدة العالقة بعقلها، وكأنها تنير لها ما لم تعرف بأن مظلم فى عقلها .
ولكن هل تستطيع ؟؟ ... ومع ذلك الشخص تماما تسطتيع فعلها ؟!
حسام ليس بالشخص العادى الذى يتقبل النصح .. بل إنه عنيد .. عتيد حين يتمسك بشيئا ما ..
شيئا هو مجرد سراب !!
بالفعل كل ما يحدث معهما مجرد سراب !! .. فأكثر ما هى متأكدة منه أن حسام ضائع فى قصة مرام .. إلا انه أبدا لا يتركها، وكأنها شيئا غالى وبالوقت ذاته زهيد !!
بعد مقابلتها مع ميساء لثانى مرة .. شعرت بنفسها سيئة للغاية .. شعرت بنفسها مأجورة !!
بلى كذلك الوصف بالضبط .. تأخذ النقود والمعلومات كى تذهب للطرف الآخر وتقولها .. رغم كونها لا تتلقى المال ومجبره على فعل ذلك .. إلا أنها تصدق ذلك الوصف السيئ لها .
بعدما عادت من المقابلة .. قابلت حسام الذى كان يراقبها منذ البداية .. لتعطيه التقارير كاملة عما فعلت وقالت ورد ميساء .. فقابلها بأمر جديد .. وفى نفسه تتشكل الكارثة التى سيصنعها لمؤيد .
ألقت الكتاب الذى تحمله بين يدها بعنف .. حب مع ذلك الحسام مرفوض منذ البداية .. كان يجب أن تعلم ذلك قبل أن تتورط مع فى كل تلك الكوارث ..
والأن تجلس لتقرأ كتاب يتحدث عن الحب وكيف يستطع الأنسان تغيير من يحب .. إنه هراء لا جدوى منه .
أرجعت ظهرها إلى الخلف .. لتنظر إلى السقف بشرود .. تتسائل بداخلها ككل ليلة .
هل هى سيئة لتصل إلى هذا الحد ؟؟
والجوب يتمثل بخواء داخلى إمتزج بخوف نفسى من أن تكون كذلك !!
أغمضت عينها بإستسلام حين سمعت صوت الباب الخلفى للحديقة يفتح .. تبعتها خطوات سريعة أدركت بأنها لها حين أنتهت بأن وقف أمام الأريكة التى تجلس عليها .
قالت بسأم وهى لا تزال على وضعها :
_ ينفع أعرف سر زيارتك اللطيفة فى الوقت ده وفى بيت والدى ؟
شعرت به يجلس قبالتها على أحد الكراسى، ويقول بهدوء :
_ أنا عارف إن والديكِ مسافرين ، وإنك لوحدك .
_ عارفة .
قالت بسأم لتكمل مستفسرة :
_ وها ؟؟ .. جاى ليه ؟؟ هو ده الأهم .
تجمدت ملامح حسام كقالب ثلج ، ليجيبها ببرود :
_ التنفيذ خلال اليومين الجايين .
إنتفضت فى مجلسها لتفتح عيناها على إتساعهما ،وتكمل بأن سألت بذهول :
_ تنفيذ إيه ؟؟ ..حسام أنتَ ناوى على إيه ؟؟
ابتسم حسام حينها ابتسامة لا تمت للمرح والسخرية .. بل كانت تبدوا كتكشيرة منتصرة لذئب أوقع الفريسة بين شباكه .. وها هو يتقدم لينالها .. وبالفعل كان حين قال :
_ ناوى آخذ من مؤيد كل حاجة حلوة فى حياته .. مش هخلى ليه حياة بعد اللى هعمله، زى ما كانت ملهاش حياة .
من حقها الأن أن تصرخ بإرتياع لما تسمع منه، أسيكون مجرم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل سيقتل ميساء ؟؟
ياإلاهى إنها كارثة بحق السماء لا مجال لنكران ذلك !!!!
والأكثر صدمة أنها متورطة مع ذلك المجنون !!
عبث الهلع بملامحها .. فضحك حسام بإستمتاع .. ليقول ببطئ متلذذ :
_ تخيلى أنتِ مرعوبة وأنتِ فى صفى وتعرف حجات عن أنتقامى .. طب يا ترى مؤيد هيكون أزاى لما يعرف أن صديقه الأقرب ليه هو اللى هيدمر حياته ..
أنهى كلمته الأخيرة ليكمل ضحكه الذى إستشعرته دمويا !!
طافت عينها حولها بشرود .. عليها أن تجد حلا، إما ان تصمت وتشارك بصمتها فيما سيفعل حسام .. أو تتحرك وتخبر أحدهم .
وقد فهم !!
فلحظة واحدة وكانت أظافره تنشب فى رقبتها بضراوة .. وصوتٌ مزمجر بشراسة فى أذنها قائلا :
_ متفكريش حتى .. مجرد التفكير يا شذى فيه روحك، خليكى عاقلة وأقفى مع الكفة الرابحة .. لإنك للأسف مش هتقدرى تعملى غير كده او إنك تبقى معاهم وتكون نهايتك معاهم وعلى إيدى ..
الخيار خرج من بين إيدك من زمان يا شذى .
حاولت شذى التنفس تحت وقع يديه الضاغطة على عنقها وكأنها ستخنقها بالفعل، إلى أن سعلت بشدة فخفف من وقع أصابعها ببطئ إلى أن نزعها عنها ..
ليلتفت بهدوء عائدا إلى كرسيه ليضع قدما فوق الآخرى ويقول بتسلط :
_ تقدرى تقومى تجهزى حاجتك علشان هتنورينى شوية .
مسدت شذى عنقها بألم .. لتسأله بصوت متحشرج :
_ هنروح فين ؟
عاود حسام الضحك بطريقة جعلتها تجزم بأنه مريض نفسى وبحاجة ماسة للعلاج بأسر وقت ..
بينما إتبع قوله ببساطة مستنكرا :
_ من أمتى يا شذى أنتِ بتسألى الاسئلة دى .. حسام يأمر وأنتِ تطيعى .
شعرت شذى بإهانة فى كلماته .. فقالت بحقد :
_ زمن العبيد أنتهى يا حسام .. وأنا عمرى مكنت جارية تحت رجلك .. وإن كنت معاك كسبانة فأنا عاوزة أكون خسرانة مع غيرك ..
أنتَ إنسان مريض يا حسام ولازم تتعالج ... هوسك بالإنتقام من مؤيد بدأ بفكرة أفتكرت أنها أحسن عقاب ليه وصدقت أنه لازم يتعاقب علشان اللى عمله مع مرام ..
لكن لما أتعاملت مع مؤيد إكتشفت أنه ميستحقش يتعاقب على حاجة هو معملها .. وأن أكيد فيه حاجة ورا مرام مش عادية زى حياتها اللى كانت كلها مش عادية .
كلنا كنا عارفين ان مرام غير سوية وبتحب تأذى نفسها واللى حواليها .. ومع ذلك كنا جنبها علشان نساعدها .. لكن أحنا ظلما مؤيد .
فوق يا حسام .. مؤيد مش هو عدوك، عدوك ممكن يكون أقرب إليك من أى حد .. لأن عدوك جواك .
أنهت شذى كلماتها لاهثة .. وكأنها أخيرا أخرجت كل ما بداخلها تجاه حسام .. قالت كل ما كان يؤرقها .. قالت ما تظنه صحيحا، لتنتظر رده الذى طال بصمته ولا تعبير الذى حل وجهه .
لتنتهى حالت السكوت بقذيفة كلامية غير متوقعة تمثل فى كلمتين سوداوتين :
_ **** ****
............................................................ ........................................................
|