كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
كانت الصفحة الأولى من الجريدة تتناول موضوع سرقة طفل, تنهدت تانيا بأسى عند قراءة هذا الخبر المؤسف الذي يعبر عما يدور في العالم من جنون , وفضلت الانتقال إلى صفحة حظك اليوم لتقرأ طالعها , وكان برجها هو الجوازاء , يعلن لها انتبه , اليوم يدخل الحب إلى حياتك , مهم جدا ً الاهتمام بمالك.
اخذت الفتاة تضحك إذ لم يكن لديها لا الوقت ولا المال اللازم للحب كانت دراستها تستحوذ عل كل هذا , وايضا على كل طاقاتها , فعاودت النظر الى المحيط المتلألئ تحت اشعة الشمس.
صاحت متعجبة وهي تنتقل إلى الظل لكي تتمكن من المشاهدة بصورة أوضح.
- يا إلهي !
إذ كانت السفينة الكبيرة ذات الشراع الأبيض المشدود تخترق المحيط متجهة إلى الميناء. اسرعت تانيا بإحضار نظارتها المزودجة المكبرة , واستندت إلى درابزين الشرفة وكان من الحديد المصقول.منتديات ليلاس
قطعت السفينة مسافة خمسة عشر متراً, وكانت الأمواج تلاطف مقدمتها. وكان هناك على الكوبري رجلان منهمكان في عملهما بالقرب من كبينة من خشب الأكاجو وكان ثالثهما ممسكاً بالدفة.
اقتربت تانيا بعد ذلك من مقدمة السفينة ! لكي تقرأ اسم هذا المبنى المهيب!
الفكر الحر. ابتسمت الفتاة وهي تردد هذا الاسم بصوت عال. حقاً شعرت انها بعد ثماني سنوات من العمل المتواصل في الدراسة في امس الحاجة إلى هذا الاسم الذي قرأته لتوها.
واثناء مواصلة تانيا مراقبتها للباخرة لمحت زوج تنيس ابيض . صعدت ببطء, واكتشفت ساقين ذواتي عضلات قوية, وركبتين , واخيراً استقر نظرها على شورت , لن تسمح لنفسها ابداً بالإفصاح لأي شخص كان عما اوجدته فيها هذه الرؤية من افكار مفرطة.
خجلت لذلك في بدء الأمر, لكن بعد كل شيء ليس هناك من سيعلم بعدم تحفظها , قالت مازحة: لو كان الحب حقاً قد فكر في غزو حياتي , فلا اجد غضاضة في ان يأتي هذا المتنزه الساحر! ليستقر اسفل شرفتي. وفيما هي ترفع منظارها انقطعت انفاسها , وفارقت الابتسامة شفتيها.
متشبهاً بـ اتلاس رافعاً العالم, كان الشاب يرفع ذراعيه في وضع يظهر عضلات كتفيه الرائعة, كانت خصلات كستنائية تلاطفها نسمة المحيط تحيط بوجهه المربع , اما فمه فكان يظهر ابتسامة عريضة تكشف عن اسنان ناصعة البياض.
كان الشاب يضحك , كانت تانيا تشعر وكأنها تسمع ضحكاته ترن في أذنيها وفي رأسها. هو ايضاً كان ممسكا بيديه نظارةو مكبرة تحجب باقي وجهه . كان ينظر اليها .
عجزت تانيا عن الحركة , لقد رأت إحدى اليدين الكبيرتين تترك المنظار ,لترتفع إلى الشفتين الممتلئتين , وتأخذ منها قبلة قد ارسلها إليها بنفخة.ريحانة
اقشعرت تانيا لهذه الحركة , لأنها كانت تتسم بالغزل , رفعت نظارتها , وعادت الى مسكنها يلازمها إحساس بأن كرامتها قد جرحت .
كان قلبها يخفق بشدة عندما اعادت غلق الباب الزجاجي بسرعة, وشدت الستارة , لم تكن متحاملة على هذا المشهد البريء , كما انها كانت لا تبغي إلا ان تعلم ضحيتها ذلك.
سوف يلقنها هذا درساً في الا تهمل دراستها . ولو لثانية واحدة. خفضت تانيا عينيها على جسدها الذي كان لا يكسوه إلا المايوه.
|