كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
ترددت تانيا لحظة , هكذا فهمت انها ليست وحدها التي تشعر بتلك الجاذبية التي تفوق الطبيعة تقريباً, التي تربطهما . اخيراً حكت رأسها وكانت عيناها تلمعان بقوة .منتديات ليلاس
ضمها جين إليه بحركة حانية, رفعت عينيها نحو عينيه العسليتين ذواتي الرموش السوداء الكثيفة.
فجأة ولا إرادياً اضاء وجهها ابتسامة عريضة مشرقة فاجابها جين بمثلها في الحال .
قطع جين فترة الصمت هذه بقوله :
- منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها اتتني فكرة, وليس غيرها , ان اقبلك . كم أنت جميلة يا تانيا ! كم احبك!
ارتجفت تانيا متبسمة لهذا الاعلان , وعجزت عن الكلام , كما انها كانت تشعر بخفقان شديد في قلبها , وان دوامة سحرية قد اعترتها , وانها سوف تغرق فيها .
تمتمت حينئذ:
- الفكر الحر , إني في اشد الاحتياج إلى الفكر الحر.
وعندما بدأ جين في التمادي بأن يغرق وجهها بسيل من القبلات الصغيرة دفعته رغماً عنها, وقد جمعت كل قواها حتى لا تستسلم للتجربة.منتديات ليلاس
- لا يا جين لا .
- لا تستطيعين قول لا , يا تانيا , كم ارغبك! إني لم اشعر قبل الآن بمثل هذا الانجذاب إلى فتاة .
استمر جين في النظر إليها , ثم بنبرة استجواب . قال , نعم .
اجابت الفتاة بإصرار :
- لا .
ثم امسك بيدها , وقبلها . ابتعدت بعد ذلك عنه قائلة :
- انا آسفة يا جين . كان لا ينبغي ابداً ان اذهب إلى بعيد هكذا.
تنهد حينئذ جين بتنهدات وكأنها خارجة من اعماق روحه , مرر يده في شعره الكثيف , ثم ألقى إليها نظرة استعطاف. قال بصوت أبح:
- إنك تحلمين دائماً برؤية شاب يبكي.منتديات ليلاس
قالت مازحة:
- لو انك بكيت , اعتقد اني سانتحب .
- لماذا ترفضين حبي يا تانيا مادمنا نشعر كلانا بنفس الأحاسيس المتبادلة؟
- لأن مايحدث عجيب جداً, وقوي جداً, إني خائفة يا جين , واخشى من ان افقد تحكمي في حريتي.
استطردت :
- نحن حتى الآن لا يعرف احدنا الآخر جيداً حتى نتمادى في تصرفاتنا . من جانب آخر فإنك غير مقدر لما اقوم به , وانا ايضاً لا استطيع ان اقدر تصرفاتك حتى الآن , أنا لا استطيع إعلان حبي , انا لا ارغب في تحميل نفسي للألم يا جين.منتديات ليلاس
اجابها :
- و لا أنا, إني لست متمسكاً بذلك. والآن ليس امامي إلا ان اعود إلى منزلي, وان اغرق في حمام به ماء مثلج.
وقف يتأملها لحظة, وهو يقطب حاجبيه , ثم ألأقى إليها ابتسامة ساخرة . واخيراً قال :
- إن شيئاً ما يدعو للغرابة يسري بيننا , أليس كذلك؟
- نعم وأنا خائفة.
|