كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
ذهب جين واخرج بيضاً, وبدأ في إعداد الوجبة التي وعدها بها , كانت تانيا تنظر اليه, وهو يعمل في صمت مقدرة دقة واقتصاد كل من حركاته.
سألها :
- تانيا , وجب ان اعلم فإن فضولي قوي, لماذا تجوبين الشوارع في مثل هذا الزي؟
عضت الفتاة على شفتيها , ورفعت اساورها بعصبية على مقدمة ذراعيها , وعندما لاحظ جين عصبيتها ابتسم بمرح, ولم يلح في سؤاله. اجابت بعد لحظة :
- إنك اول جين اتقابل معه, إنه اسم غير مألوف, أليس كذلك؟
قال مفسراً:
- إن والدتي اعطتني هذا الاسم تيمناً بجين كيلي إذ كانت تحلم بأن تجعل مني راقصاً.ريحانة
- وفشلت؟
- لا , إنها لم تعش طويلاً لترى ذلك.
- المعذرة , أنا آسفة . ماذا حدث؟
ارتسمت حينئذ على شفتي جين ابتسامة ساخرة , ثم ضحك قائلاً:
- ماذا حدث لك؟
اثرت تانيا الصمت واكتفت بوضع مرفقها على المائدة, وذقنها في كفها , والنظر إليه وهو يصب البيض المخفوق في اناء . ليس هناك ما يقطع الصمت الذي يسود المكان إلا صوت الطهي , بعد ذلك أتى جين ليلحق بتانيا حاملاً بين يديه طبقين مليئين . عاد بعد ذلك لإحضار الخبز والزبد , وزجاجة كوكا وكأسين غاية في الجمال.منتديات ليلاس
قال:
- لم تكشفي لي حتى الآن عن سر تخفيك.
اجابت تانيا:
- عندما تكلمني عن التذكر , انت لا تعمل اكثر من الاسترسال في افكارك المحدودة. إن هذه الملابس يا جين هي ببساطة ملابس مهنتي.
- ببساطة , اسلوب يبدو لي في غير مكانه , لأني اجد عكس ذلك إذ إنه ليس ما يشير إلى البساطة في كل ما يخصك .
مد جين يده واخذ يداعب قرط الفتاة الطويل الذي كان يتدلى من اذنيها, وحينما لمس اصبعه عنقها فجأة احست وكأن شحنة كهربائية سرت تحت الجلد. كانت تانيا قد ظنت انها بعد ان استعادت قوتها ستكون اقل حساسية للملامسة , لكنها تأكدت من ان هذا لم يحدث.ريحانة
اما عن جين فهو لم يبدُ غير حساس لهذه الظاهرة الغريبة , ولكي يتأكد من ذلك , امسك بوجه تانيا بين كفيه , وقطب حاجبيه , ثم قال :
- أتعلمين انك تتمتعين بشخصية محركة للفتنة , مثيرة ؟
دافعت عن نفسها قائلة :
- لا , أنا لا أرى , ولا افهم ما تريد قوله.
فجأة اتت فكرة إلى ذهن الفتاة , إذا كان مجرد لمسات يديه تتسبب لها في رد الفعل هذا فماذا إذن سوف يحدث إذا ما وقعت في حبه؟ ثم طردت هذه الفكرة في الحال.
قال مبتسماً:
- احب جيداً هذه الفكرة التي اتتك الآن.منتديات ليلاس
- لم يكن لدي شيء في فكري.
- قد لا تكون الفكرة في ذهنك , غير انها كانت مكتوبة بكل حروفها على وجهك .
ولما لاحظت تانيا ان عينيه بدأتا تلمعان وانه يريد ان يستمر في لمسها قالت:
- توقف , إننا كنا نتكلم عن ضيق افقك .
اخذ يكرر:منتديات ليلاس
- تفكيري محدود ...
ولما كانت تانيا قد فقدت قدرتها على احتمال بقائها بالقرب منه, نهضت واخذت تذهب وتجيء في المطبخ , وهي تعلم انه يسلط نظره عليها.
|