لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-18, 09:55 PM   المشاركة رقم: 251
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

السلام عليكم..

ألف شكر وشكر على التثبيت! شرفتوني بتقديركم :)
والحمد لله أنا بخير. متاعبي مع النت ودوامي المرهق وظروف العايلة خلتني أبطي في التنزيل. للأسف مقدر أضمن متى يمكن أنزل بارت ذي الأيام.. فأتمنى أتمنى تتفهموا وضعي.. وآسفة على تقصيري المتزايد.

الخامسة والأربعون

=
=
=

هتفت لمار حال دخولها بيت جدها: "آه، يا محلاه الطلوع!" التفتت لأمها وخالها بحماس لا يوحي أنها كانت في حادث سيارة قبل أسابيع قلة: "أبي تنفيس عن روحي، حتى القعدة في البيت ما أبيها!"

ابتسمت أمها بضحكة: "أول شي فسخي عباتك وارتاحي ولنا كلام بعدين إن شاء الله.."

قالت بطواعية تتجه لغرفتها، تلتفت بوعيد لأمها وخالها بين خطوة وأخرى: "لا تظنوا إني بترك السالفة! تعرفون زني كيف شين."

رد خالها: "لو شفتك ثانية وحدة زيادة هنا بجرك لغرفتك بنفسي."

حسنا، حسنا! سترتاح. لكنها لن تستسلم حتى تنال مبتغاها!

حال خلعها لعباءتها وارتداء ثياب أريح لها، رن جوالها ينبئ برسالة. حتما كانت رسالة من هيفاء، فهي قد طلبت منها مكالمتها حال رجوعها.

لكن الرسالة لم تكن من صديقتها كما توقعت..

#عودة حميدة يا أم شاهين!

لم تدرك إلا وهي تتصل، تقول حال إجابة: "أم شاهين؟!"

ليأتيها صوته متسليا والحبور يملؤه: "إيه، ولدنا اللي بيجي يوم إن شاء الله. وللمعلومية، ترى من يومي ومسمي نفسي بأبو شاهين. حبيت أوصل لك العلم عشان ما تحجزين أسامي." تمهل لحظة ثم أضاف بإغاظة: "خالي علمني بالمجموعة حقتك."

ربما كانت فكرة سيئة أن تمازح خالها بمجموعة أسمائها، فقد كان جوابه أن توفر مجهودها ذاك على أولادها هي. لكنها لم تظنه سيعلم جلال!

لم ترد عليه بأنه لا يجب عليه القلق، فهي كانت تستلطف كنية أم شاهين في سرها منذ بداية تجميعها في الأسماء. فقط ردت بحزم تغالب به خجلها: "هذا كلام لبكرة.."

ليقول بنبرة خاصة: "وش فيها لو صار اليوم؟"

لسبب ما تذكرت ما فعله في آخر زيارة له في المستشفى، وككل مرة اشتعلت بالاحمرار وسرت قشعريرة على طول ظهرها. ظلت طيلة ذاك اليوم تتبع تشكيل شفتيها غير مصدقة، وحتى لهذا اليوم ما زالت غير مستوعبة: "تصبح على خير يا جلال."

ضحك: "يا حياتي، لساتنا بعز الظهر!"

لا تدري ما الذي أثر بقلبها ليتسارع بلهث أكثر، كلمة تحببه تلك، أم الأريحية والصدق التي نطقها بها؟

وحقا، منذ متى وهي تهيم حالمية برجل؟ منذ متى ورجل يكتسح أفكارها بلا رحمة؟ صحيح أنها رومانسية بطبعها، لكنها لم تتخيل انعكاسا لما قرأته أو شاهدته من حكايا في حياتها الخاصة. لم تكن حتى بالتي تلتفت لمرآى رجل وسيم، بل إنها لم تعر جلال في بادئ الأمر اهتماما أكثر من كونه ابن خالتها فقط، تضحك من اللواتي يلهثن هياما وراءه.

لكن منذ ربط جلال مصيره بها وهي أسيرة.. هواه؟ ربما..

كل الذي تعرف أنها لن ترضى أن تكون المتيمة لمفردها، لن ترضى بقصة ومشاعر تحاك من طرف واحد.

قالت، تدفع بحرجها جانبا لترد الصاع عليه صاعين، وبصدق ماثل صدقه: "وش أسوي، ما أحس بالوقت لما أكلمك.."

سمعت نفسه يتهدج بدهشة، ثم: "لمار.."

أيعقل أن يصدر اسمها بمثل ذاك الافتتان من شخص؟

كررت بمعنى، بضحكة: "تصبح على خير يا جلال."

عندها أقفلت الخط.

=
=
=

-: "ليه حضرتك تارك شغلك وقاعد تناظر فجوالك كأنه نعمة نزلت من السما؟"

التفت جلال لفادي مساعد أبيه، لا يهتم حتى لضبطه متلبسا في لحظة تهرب من عمل: "ممكن طلب يا عم؟"

قطب فادي حاجبيه، يقول بريبة: "يعتمد على الطلب. ما بوقع بالفخ مرة ثانية."

وعادة كان جلال ليعبر بزخم مسرحي عن انجراحه لريبة فادي (المبررة)، لكن باله كان مشغولا: "إدعيلي يتقدم موعد عرسي."

لم يكن بوسع فادي سوى قول: "هاه؟"

نظر جلال في جواله وابتسامة هائمة متيمة مرتسمة على شفتيه: "إنت دعيت مرة إني أنبلي فوحدة أراكض وراها، صح؟" لم ينتظر جواب فادي ليردف، يتنهد بحالمية: "أشهد إني منبلي، منبلي لأقصاي.."

=
=
=

دخل غرفته ليرى زوجته تحزم أغراضها، ليسأل: "وعلى وين رايحة إن شاء الله؟"

التفتت إليه وأجابته بهدوء: "بيت أبوي.."

رفع نواف حاجبا باستغراب وانزعاج: "وش حجتك ذي المرة؟ ما أذكر إني سويت شي لك تزعلين عشانه.."

ضحكت هي بلا روح: "وإنت متواجد أصلا عشان تسوي لي شي؟"

أهذه الزاوية التي تريد الهجوم منها الآن؟: "رؤى.."

قاطعته: "طلقني يا نواف."

لم يكن مطلبها هذا جديدا، فكل مرة غضبت منه كانت تلك كلماتها المشهورة. لكن شيء في طريقة كلامها اليوم كان مختلفا، فهي كانت بمطلق الهدوء على غرار كل المرات السابقة، هائجة صارخة سخطة لا نقاش يفيد معها.

تنهد نواف بضجر: "اقعدي فبيت أبوك اللي تبينه، ووقت ما تبين ترجعين اتصلي علي."

ما زالت بنفس الهدوء عندما ردت، لكنها زادته بحزم ويقين: "ما برجع. خلاص، عافك الخاطر."

نظر إليها بدهشة وشيء من التوجس، لكنها لم تعطه فرصة حتى يرد بكلمة، تقول: "ذي الأيام، أتذكر الرجال اللي تزوجته، رجال مو ذا اللي واقف اللحين قدامي."

سألها بقلة صبر: "وش اللي تبين تقولينه يا رؤى..؟"

كان في نظرة عيونها مزيج من العتاب والذنب والخيبة: "أعترف إني غلطت فحقك كثير.. كنت مغترة بروحي ومستمتعة أحركك مثل ما أبي، أقربك مرة وأبعدك مرة. كنت طايرة بغروري لأنك كنت تذوب بهواي. ما حسبت حساب إنك بتمل من الوضع ومن جفاي. صحيح إن خبر زواجك بثانية كسر غروري، لكنه طلعني من عماي. عرفت بغلطاتي وحاولت أصلح الوضع، بس إنت ما عدت الرجال اللي غلطت عليه، اللي.. حبيته."

الضيق كتم روحه، ينطق باسمها مرة أخرى، برجاء، بخوف؟: "رؤى.."

أكملت: "صرت واحد ثاني يا نواف. اغتريت بروحك، بالمنصب والمكانة، ونسيت الأصول. نواف اللي أعرفه ما كان بيفرغ قهره فإنسانة مالها ذنب. نواف اللي أعرفه ما كان بيلاحق ورى وحدة فذمة رجال ثاني."

لابد وأن شذى قد أخبرتها. تلك المتطفلة!: "وذيك غلطة أبي أصلحها."

لترد عليه: "تبي تصلح غلطتك؟ استسمح منها واتركها فحال سبيلها، لعل وعسى بيجي يوم بتسامحك فيه. بتكون أحسن مني لو سوتها صراحة، لأني لو كنت مكانها ومديت يدك علي، ما كنت بسامحك ولا بطيق شوفتك. اللي بتسويه ما يرضي لا دين ولا عقل." تنهدت، تذهب لالتقاط عباءتها ولبسها: "لكن بكيفك، ما بقعد هنا وأنصحك. كل اللي أبيه منك ورقة طلاقي لأني مقدر أعيش وأضمن عيالي مع واحد مثلك."

وكانت على وشك تخطيه ماشية عندما منعها من ذلك، يحيط بقبضته حول عضدها: "ما بتروحين مكان."

قابلت رؤى نظراته النارية ببرود، تتهكم بسخرية: "بتضربني؟ عجيب.. على بالي إنك تستعرض عضلاتك على الضعيفات اللي ما وراهم أحد بس." ردها ذاك جمده، والاحتقار البادي في عيونها كان أثره كالسم في جسده. "اتركني يا نواف، أخوي عايض ينتظرني تحت."

تركها تذهب، لا يستطيع النظر في عيونها، لأنه يعرف في قرارة نفسه أنها كانت محقة.

لا يدري كم مضى من وقت بعد رحيلها، مستلقيا على سريره ينظر في السقف بلا هدف، يفكر بالخواء.. خواء قلبه، خواء البيت بدون رؤى وأطفاله.. الخواء والخواء والخواء..

غريب، كيف أن للصمت صوت منفر.

سمع رنين جواله بنغمة خصصها للمرسل المجهول، ولأول مرة، تجاهله.

=
=
=

كان بعد رجوعه من صلاة الظهر بساعة عندما أتى لبيته زائر يسأل إذا كان البيت لحامد الطيب، ليجيبه حامد نعم، قد أصاب الهدف.

بطبيعته المضيافة رحب بالرجل داخلا دون أن يستوقفه على عتبة بابه، فلديه كل الوقت كي يسأل عن هدفه من الزيارة لاحقا.

لا ينكر أن الفضول اعتراه، لا سيما وهو لا يذكر رؤية الرجل مسبقا. كان شابا حسن الهندام والمظهر، تحيطه هالة من الثقة والاعتزاز. وإذا كانت السيارة المركونة أمام بيته له، فيبدو أنه رجل من الطبقة المخملية بحق.

ما الذي يمكن أن يريده منه؟

بدأ الرجل بهدوء مدروس يستطيع حامد استشعار نوع من الازدراء يشوبه: "السموحة إني ما زرتكم للحين وأنا مناسبكم. أتمنى تعذروني على تقصيري."

كلامه أثار في حامد التوجس والريبة. عن أي مناسبة يتحدث؟ لديه ثلاثة أبناء وابنتان، وكلهم كانوا متزوجين من عوائل يعرفها ويعرف أفرادها، ونفس المبدأ انطبق مع بنات إخوته. أيمكن..؟: "مين إنت؟"

أعلن ليؤكد ذاك الشك الوليد ويصعقه: "اسمي شاهين الجبر، وأنا زوج بنت أخوك فيصل، منتهى.."

منتهى..

ذاك الاسم الذي أرق فكره بالهواجس منذ معرفته حديثا بوفاة راضي، ليتجاهل خوفه من وصول طليق منتهى إليها بسببه، ليتبين أن العثور عليها لم يكن بتلك السهولة. قلة قليلون كان لهم دراية بعيشها عند راضي بسبب عدم اختلاطها بالناس، وأقل من ذلك كان لهم دراية عن مصيرها بعد وفاة راضي.

قيل أنها قد تزوجت. من تزوجت؟ لا يدرون. المهم أنها كانت في ذمة رجل آخر لم يكن لراضي علم عنه ولا ثقة لأهليته. أكد تلك الأقاويل زيارة نواف له، وعلى الرغم من استفزازه الظاهري له وإبداء الفرح لسماع الخبر، كان حامد متخوفا في سره، من كون نواف يعرف بالخبر ومن كون الخبر نفسه حقيقة.

كم تمنى لو بقي بعض من نفوذ منصبه ذات يوم، فربما عندها كان ليستطيع العثور على منتهى بالسهولة التي تخيلها، لكن تقاعده المبكر وابتعاده عن ذاك المحيط منعاه من ذلك.

مع ذلك، لم يوفر جهدا في البحث عن منتهى. حتى أنه سأل نواف عنها لتنقلب الآية ويرفض ذاك البغيض إجابته، يظهر عليه تمام الاستمتاع لرؤية قهره.

(ليأتيه زوج منتهى نفسه الآن عند عتبة داره.)

سأله أول شيء فكر فيه: "كيفها؟"

ليرد ذاك عليه السؤال: "مهتم؟"

التشكيك في نبرته أغاظه لأقصى حد: "أكيد مهتم..!"

تشدق شاهين ساخرا: "غريبة لكن.. مو إنت اللي كنت راميها كل ذي السنين؟" أردف بجدية صوت ونفور نبرة: "خسارة العزوة فيك."

ابتلع حامد مرارته، لا يستطيع الإنكار، يعرف استحقاقه لكلمات مثل تلك وأكثر. كم تطلب من الوقت ليدرك شناعة ما ارتكبه في حق ابنة أخيه المرحوم، الوحيدة اليتيمة؟: "أدري.." أردف يكرر بثبات: "كيفها؟"

نظر فيه شاهين مطولا قبل أن يجيب باقتضاب: "بخير وعافية.."

لا يبدو عليه أنه كان يكذب، فتنفس حامد الصعداء، عرف هوية زوج ابنة أخيه أخيرا، وعرف خبرا عنها: "الحمد لله.."

قال شاهين، يبدو عليه العزم بالرحيل: "جيت عشان أشوف وش اللي شافته منتهى فيك عشان تخصك بالمعزة.."

(وماني شايف شي..) كانت تكملة لم يزعج نفسه بنطقها.

وكان عند باب بيته أن قال حامد بعد تبادل وداعيات باهت: "بلغها سلامي.. وقولها تزورني.."

عزم على رؤيتها مهما حدث، سواء قبل زوجها هذا أو رفض. لكن على عكس ما توقع، قال له شاهين ببرود قبل أن يخطو مبتعدا لسيارته: "إن شاء الله.."

=
=
=

-: "عمك حامد يسلم عليك.."

ظلت منتهى تنظر إلى شاهين بعدم استيعاب لما قاله، تكرر بذهول: "عمي.. حامد؟" أومأ لها بنعم، لتسأله بعجب: "رحت له؟ ليه؟"

أجابها بغموض: "اعتبريه فضول مني.." أردف قائلا، يتمعن في النظر إليها، ربما ليرى ردة فعلها: "يبيك تزورينه."

فكرة رغبة عمها في أن تزوره.. لم تستطع تخيلها أبدا: "متأكد..؟"

بدلا عن الإجابة، وضع شاهين يدا على كتفها برفق، يطمئنها: "الخيار لك يا منتهى.."

نعم، نعم.. الخيار كان لها. احتاجت ذاك التذكير.

تستطيع الرفض، تستطيع تجاهل دعوة عمها هذه والتشاغل بالحياة الجديدة التي بدأت تبنيها لنفسها بعيدا عن خيبات الماضي.

لكنها تستطيع القبول، تستطيع الزيارة ومواجهة عمها بالماضي، بالسنين التي ترعرعت فيها في بيوت عدة، لتكون تلك خطوة أخرى نحو التعافي..

وجدت منتهى نفسها تحدق بلائحة الاتصال خاصتها، برقم عمها الذي حفظته ولم تتصل به مرة، لتفعلها الآن.

أجاب بعد محاولات متعددة، كعادته كلما اتصل به رقم غريب. ولكون رقمها غير محفوظا لديه، توقعت منتهى أن تكرر الاتصال لحين طويل. لكنها اليوم كانت محظوظة، وأجابها عمها بعد المحاولة الثالثة، بجفافه واختصاره المشهوران: "من معي؟"

أخذت نفسا لتثبت به نفسها، تجيب: "السلام عليكم عمي.."

ليرد: "وعليكم السلام.." صمت لحظات قبل أن يردف بنبرة صدق: "ما توقعت بتتصلي علي.."

لتسأل: "ما بغيتني أزورك؟"

أجاب: "إلا.. بس ما ظنيت تبين شي له علاقة فيني.. توقعت بيبغالي أجي عندك وأطلب أكلمك.."

إذا، يريد عمها محادثة..: "عادي لو جيتك بكرة؟"

دفء لم تسمعه في نبرته قط خالط رده: "حياك يا منتهى.." توقف لحظة قبل أن يستكمل، يتذكر شيئا: "قولي لزوجك إني أبيك تبيتين عندي.. ورانا كلام طويل.."

تساءلت ما الذي غير موقف عمها منها، ما الذي دفعه ليسعى للكلام معها. بمكالمة صوتية فقط، لاحظت منتهى الاختلاف في عمها، بدا أكثر لينا، أكثر.. حنوا. لم تستشعر فيه عدم الاكتراث أو البرود للحظة.

مزيج من الفضول والعزم والحنين دفعها لتقبل، فمهما حدث، يبقى عمها حامد فردا من عائلة تمنت الانتماء لها.

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
قديم 06-04-18, 12:50 AM   المشاركة رقم: 252
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 308877
المشاركات: 164
الجنس أنثى
معدل التقييم: Maysan عضو على طريق الابداعMaysan عضو على طريق الابداعMaysan عضو على طريق الابداعMaysan عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Maysan غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يااهلين بالألفي ربي يسعدك ياشيخه اكثر وزياده مما تحاولي تسعدينا وماتقصري معنا .. الحمدلله انك بخير ربي يدوم عليك الصحه والعافيه والقوه وربي يكرمك بكرمه ويفتحها عليك في دراستك وحياتك .. ربي يبارك لك فيما وهبك ورزقك واعطاك وفي وقتك .. ربي يفرجها على عائلتك وييسر امورهم وامورك ويسعدهم وينفس كربهم ويريح قلوبكم ويشرح صدروكم ويصلح احوالكم ويرزقكم راحة البال .. معذوره وانا اختك مااجى منك قصور 🌹❤.. متى مازانت احوالك بإنتظارك حبيبتي ودعواتي لك بإذن الله ..

تسلم يدينك يارب على الفصفص .. وربي يصلح لك احوال النت من لدنه سبحانه .. انا انصدمت من زيارة الشاهين لعمها !! وانصدمت اكثر من الهدف من وراء الزياره ؟! ههههههههه كيف يبقى يعرف ليه خصته منتهى بالمعزه !! هل هي مشاعره اللي قادته لبيت عمها علشان يعرف عمها عن قرب وايش اللي يتميز فيه وترك منتهى تحمل له معزه بقلبها !! بالرغم من كل الخذلان اللي شافته منه ؟! انقسمت في تحديد نوع المشاعر اللي اتبعها شاهين هل هي الغيره البسيطه من وجود عمها بقلبها خصوصا وهو مركز نظره عليها يرى ردة فعلها 🤔 .. او ممكن تكون مثل ماقال فضول .. لما هو يخص منتهى وقريب منها وخاصة قلبيا !! او ممكن تكون مع هذا وذاك من الاجنده اللي وضعها لتعامل مع وضعها لانه تخطي كل ماهو ماضي ومواجهته كفيل بالتقدم اكثر للامام !!

الشاهين ماتقبل عمها وزاد عليه معرفته انها خذلت منه في زواجها من نواف وكانوا جميعا بطريق غير مباشر مشاركون فيما حدث لها من وجع ومعاناه .. لكن مااعتقد انه راح يسمح لها انها تنام عند عمها !! لكن لو نامت ووافق اعتقد انه مشاعر الشاهين وقتها راح تطفو بقوه على السطح ..لكن يبقى السؤال ايش اللي يبقى يحكي فيه حامد ؟ مااعتقد انه في عذر للي عملوه لها نهائيا .. مافي شيء يشفع له تقصيره وخذلانه لها ؟!! ..

جلال ولمار ههههههههههه ام الشاهين 😍اهم شيء على شوشتنا الاسم خخخ .. فيه تطور في علاقتهم للافضل وتدرج جميل .. خاصة انه الاثنين يحملوا مشاعر لبعضهم البعض وماحدا يعرف عن مشاعر الثاني حاجه .. اتوقع شاهين ممكن يقدم الزواج لو لاحظ مشاعرهم ههههههه .. مااعرف ليه خروج لمار من المستشفى ذكرني بأسليوه يالله مااتمنى زيارتها لا هي ولا امها .. وربنا يستر ..

مواجهة رؤى لنواف وقرارها اتوقع جاء بعد مقابلتها لشذى بشكل اقوى من قبل !! ولو انه انا اشوف مواجهتها له جاءت متأخره يمكن لانها كانت تتأمل انه يرجع لها او انها تقدر تصلح علاقتها معه لكن معرفتها بأدق مايقوم به حاليا من ملاحقة لمنتهى اعدم كل حاجه كانت تتأمل فيها !! .. احيي شذى على البوح بصراحه يمكن يصحى الاخ من الوهم اللي معيش نفسه فيه !! وتكون رؤى هي الرادع له بحكيها وقرارها بترك البيت وطلب الطلاق .. نوافوه افسد حياته بيديه وامامه مشوار طووويل ليعيد بناء اسرته من جديد .. واهماله للرساله لأول مره اعتبره تحسن وفأل طيب << اخيييرا راح نرتاح من فيسك يابعيد 😭😭.. عقبال العجيز واسيلوه 😤😤..

شكرا لك الفي حبيبتي .. ربي يرزقك التييسر والراحه والبركه والتوفيق والسعاده ..

 
 

 

عرض البوم صور Maysan  
قديم 09-04-18, 06:16 AM   المشاركة رقم: 253
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2015
العضوية: 305275
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: د ا ن ة عضو له عدد لاباس به من النقاطد ا ن ة عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 128

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
د ا ن ة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

جلال خلاص وصل لأقصااه عجلي بزواجه الضعيف 😊
...

و شااهين موب بعيد عن حالة جلال .الأخ قام يتعنى لأجل منتهى ويحقق امانيها ويلبي مطالبها الا هو اللي مبتلي بالحب 😁

...

ترى البارت القادم نبي كل الكوبلات متشوقين للكوبل المتخاصم لحد الان ترانيم و وليد

وبعد شادية وعبدالرحمن ابي اجوائهم بعد معرفته بزيارت امه

...
كلهم كلهم متحمسه لهم يالله بالانتظار

 
 

 

عرض البوم صور د ا ن ة  
قديم 10-04-18, 02:02 PM   المشاركة رقم: 254
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

مساء الخير

طبعا بارت رهيب الفيورا جد أنتظر كل بارت بفارغ الصبر أحداث الرواية وتسلسلها يشد صراحة وفوقها هدوء الأحداث يمكن لو أنها روايتك تشد الأعصاب م كان تابعت لأن تركت كذا رواية هالفترة مالي ومال شده الأعصاب والله .. طبعا م عندي تعليق ع البارت من ناحية التوقعات لكن انتظر البارت الجاي يعطيك العافية وأعتذر ع التقصير بس جد م فيني طاقة جاري الشحن 😁😂

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد  
قديم 12-04-18, 10:39 AM   المشاركة رقم: 255
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

السلام عليكم.. طولت الغيبة آسفة.. بس زي ما قلت، وقتي صار ضيق حده، خصوصا مع اقتراب امتحاناتي..

السادسة والأربعون

=
=
=

لاحظت منتهى اكتساء الجمود لتعابير شاهين عندما أخبرته برغبة عمها في بياتها عنده: "هذا مو الكلام اللي قاله لي.."

قالت، تستشعر عدم الرضى في كلامه: "لو ما تبيني أروح.."

قاطعها: "تبين تبيتين عنده؟"

أومأت له بنعم: "أحس إن فيه أشياء بنطول في الكلام عنها.." ابتسمت لنفسها بسخرية: "تصدق؟ قبل لا ألتقيك ما ظنيت إني بكلمه مرة ثانية، بس اللحين جات الفرصة.."

سألها، بشيء من الغيظ يغطيه العجب: "ليه تهتمين له؟"

لتكمل عنه باقي السؤال: "وهو ما اهتم لي؟" أخذت لحظة كي تستجمع أفكارها، كلمات تفسر بها غرابة تعلقها: "عمي حامد إنسان نظامي، وما يرضى بالتسيب والاستهتار." ضحكت بشجن، تداهمها ذكرى: "كان يجبرني آكل لو لاحظني ما أمد يدي لصحن. كان يأمرني أروح لغرفتي لو شافني سهرانة على كتاب. كان يحاسبني على غيابي عن المدرسة، على نتايجي، يمنع زوجته تأمرني أشتغل فالبيت لو عندي امتحانات. كان يصحيني للصلاة بدون ما ينسى مرة، حتى لو غايب بسفر يتصل. أشياء بسيطة، أدري، بس أنا ما كنت متعودة عليها قبل لا أجي عنده. يمكن يقول إنه ما يهتم، بس أحسه كان مهتم.. أتمنى، على الأقل.."

رفعت نظرها تفيق من فيض الذكريات لترى شيئا في نظرة شاهين قد لان، يتنهد بقلة حيلة قبل أن يقول: "الخميس بنروح مع العايلة لشاليه في الخبر، فبخليك عند عمك لين مسا الأربعاء.."

ابتسمت، تجد في المهلة التي أعطاها لها شيئا طريفا. ابتسمت بالامتنان الذي تحسه نحوه: "اليوم أحد.."

ليرد الابتسامة لها بأخرى مائلة: "عشان تشوفي كرمي."

وكان في صباح اليوم التالي أن أوصلها شاهين بنفسه لبيت عمها وترى خياله ينتظرها عند الباب. قال قبل أن تترجل من السيارة: "اتصلي علي لو احتجتي شي.. أو بغيتي تروحين بدري."

=
=
=

حثها عمها أن تأخذ راحتها في البيت، فحاليا لا يعيش فيه إلا هو وزوجته وخادمة، ربما مستسلما لطلب زوجته الأزلي بمن يساعدها عندما اختلى البيت بهما بعد زواج ابنتيه وتفرق أبنائه أرجاء البلد بعائلاتهم.

بدت غرفتها القديمة مختلفة، بأثاث أكثر حداثة، مطلق البعد عن صورتها في الماضي. خمنت أنها تحولت لغرفة ضيوف بعد ذهابها.

وجدت عمها وزوجته في المجلس الذي اختلف أيضا، باديا عليهما انتظارها. لم تدر بما تبدأ سوى: "حلو المجلس.."

تهللت أسارير زوجة عمها، نورة، لما قالته. لطالما كانت محبة للثناء، خصوصا لذوقها ومقتنياتها. كم من مرة استغلت منتهى تلك النقطة حتى تتحايل من مرافقتها للسوق، تتحجج بجمال ذوقها وسبقه الكل في المعاصرة، بكون كل مافي السوق نظيرا أٌقل وهجا مما تمتلكه واشترته حديثا، وأبدا لم يكن هنالك داعي أن تذهب معها وهي تختار الأفضل.

لم تكن زوجة عمها بتلك المقيتة حقا.. سريعة الانزعاج وكثيرة التطلب، لكن يمكن العيش معها. مشكلتها الأساسية في بيت عمها كانت مع ابنتيه اللتان لم تخبآ ضغينتهما وغيرتهما تجاهها، من ماذا؟ لا تدري. الأدهى أن التأثير على زوجة عمها كان سهلا، واستغلت ابنتاها ذاك الطبع حتى تحرضاها عليها.

قالت زوجة عمها بفضول: "وين كنتي فيه يا بنت؟ عمك قال تزوجتي بس ما رضي يقولنا من مين..!"

قالت بتمويه سيحبط زوجة عمها، ما دام عمها لم يفصح عما حدث لها، فلن تتكلم: "قريبة.."

وقبل أن تعاود زوجة عمها بالسؤال، قاطعها عمها بنظرة ذات معنى، لتتحجج بتأفف وامتعاض واضحين بتفقد الضيافة، تتركها وعمها في المجلس لوحدهما.

قالت تعني زوجة عمها: "ما تغيرت بالمرة.."

ليقول عمها بتهكم: "وما أظنها بتتغير.."

ردت: "أشوفك مقتنع فيها زي ما هي، فليه تتغير؟"

أفلتت من عمها ضحكة، يقول بدفء خالطه الشجن والأسى: "وإنتي ما تغيرتي، تحرفين كلامي ضدي، مثل أبوك بالضبط.." فاجأها ذكره لأبيها بحق، فاجأها أكثر القلق والتوجس في نظرته عندما أردف سائلا: "وش صار لك بعد ما توفى راضي؟"

أخبرته نبذة عامة، بدون التفصيل في الأحداث، بدون الإفصاح عن دواخل نفسها، تتوقف كلما دخلت زوجة عمها تحمل الضيافة وتتلكأ لتسترق شيئا يرضي فضولها بدون جدوى. ليسأل أخيرا: "زوجك ذا، وش طينته؟"

كان جوابها فوريا، قاطعا، لا يحتاج للتفكير فيه حتى: "شاهين رجال طيب، وقليل اللي مثله."

بدا على عمها التفاجؤ، ثم القبول، ثم الراحة المطلقة: "طول عمرك تعرفين تحكمين على الناس، فما دام تقولين عنه كذا.. الحمد لله.."

دخلت زوجة عمها عنده للمرة العاشرة ربما، ليتنهد عمها ويقترح عليها أن ترتاح لوقت الغداء، في نظرته وعد بإكمال كلامهم لاحقا.

=
=
=

بدا أبوهما تمام التوقع لمجيئهما، يتشدق بسخرية: "ما شاء الله! طول ذي الفترة تتعذرون إنكم ما تقدرون تجون عندي، وأول ما تسمعوا إن بنت عمكم جاية أشوفكم طايرين هنا!"

قالت روعة تحاول مسايسة أبيها: "تلومنا نسلم على بنت عمنا بعد طول غياب يبه؟"

لتؤيدها روابي: "كنا شايلين همها. محد داري وين هي كانت فيه!"

شخر أبوهما بعدم تصديق: "كذبتوا الكذبة وصدقتوها..!" أردف بصرامة نظرة ونبرة: "على العموم الغدا بينحط بعد شوي، تفضلوا. ما أبي أشوف وحدة من حركاتكم معاها، فاهمين؟"

للحظة شعرتا أنهما عادتا لسنين الطفولة: "فاهمين يبه.."

وعندما دلفت ابنة عمهما منتهى للصالة لتشاركهم الغداء، تجمدت تعابيرهما ذهولا من تغير حالها..!

بدت بكل بساطة.. أفضل. صحيح أن منتهى كانت جميلة لحد موجع محرق غيرها بالغيرة، لكن جمالها ذاك كان معيبا بالنظرة الخاوية في عيونها، برودها وقلة تعبيرها، ذبولها وعدم اهتمامها بصحتها.. وزادت حالتها تلك سوءا بعد طلاقها من نواف المرزوق.

لكن الآن.. الآن بدت إنسانة مختلفة. بدت بصحة أفضل وضحت في لمعة عيونها، في نضارة بشرتها وصفائها. بدت بنفسية أفضل أيضا، تشارك في الحديث وتبدأه.. تبتسم حتى..! كان المنظر عجيبا بحق، هل ابتسمت ابنة عمهما تلك مرة معهم؟

التفصيل الذي استوقفهما بحق كان فخامة ما كانت ترتديه، فجلابيتها البيتية ذات اللون الأحمر القاني لوحدها بدت كما لو أنها كلفت ضعف ما تلبسانه في المناسبات. وليزيد الطين بلة، لاحظتا مع حركة يدها اليسرى بريق انتمى لخاتم ثمين من الماس!

وإذا عرف السبب، بطل العجب. فأبوهما أجاب عن منتهى قائلا أن بعد طلاقها من نواف، تزوجت منتهى بصديق قديم له، لتتزوج بعد وفاته ابن عائلة الجبر الشهيرة.

ساسرت روابي روعة: "يعني ما يكفي تزوجت نواف ذاك، تجي تتزوج شاهين الجبر! كيف لقطته والحريم بيقطعون نفسهم عشان يعطيهم نظرة؟!"

هزت روعة رأسها بعد تصديق: "علمي علمك.. حظها يفلق الصخر بنت الذين!"

صفى أبوهما حلقه بتقصد منذر، ليكفا فوريا عن التساسر.

=
=
=

في صباها، كان مكتب عمها مكانها المفضل في الدنيا. تذكر أنها كانت تتسلل إليه لتقرأ ملفات القضايا التي كان يعمل عليها عمها، وأحيان أخرى تقرأ الروايات البوليسية التي كان يمتلكها. أغلب المرات كان يؤنبها طاردا إياها من مكتبه، لكن في أحيان أخرى، أحيان قلة، كان يتركها لشأنها، وفي أحيان بينها، يطلب منها الفرز بين الملفات لإيجاد ملف معين.

(ما عمري شفت بنت أغرب منك..)

تذكر تمتمته بتلك الكلمات ذات مرة، تشاركه بالحل الذي توصلت إليه من قراءة ملف قضية ما. تذكر تمتمته تلك الكلمات بابتسامة أشبه بالفخورة، وربما كانت كذلك.

مضت سنوات منذ ذاك الزمان، ولم تعد تلك الفتاة. لم يعد هذا المكتب بذاك الملجأ من الوحدة، تغوص في غموض حيوات أخرى غيرها لتنسى..

قال عمها، يجذب انتباهها إليه: "كان فبالي كلام وكلام، بس أول ما شفتك.. تبخر.." نظرته لها كانت مثقلة بالذنب والخزي: "آسف.. اللي سويته فيك.. ما أظن يقدر يتنسى حتى بعد كل ذي السنين، ماله عذر ولا حجة.."

ألجمها ما تراه في عمها هذه اللحظة، ألجمها هذا الشرخ في درع صلابته، هذا الضعف..! لم تظنها سترى مثل هذه النظرة تمر في عيونه، والآن وهي كانت السبب، لم ترد رؤيتها..: "كنت دوم تمثل لي فكرة عن الإنسان اللي يمكن يكون أبوي. ذيك المرة لما رديتني، عرفت إن ما عاد لي أحد.."

الألم اعتصر ملامح عمها لسماع ما قالته، لترى التماع الدمع في عيونه، وكم هزها المنظر!

أردفت تكمل: "مدري وش اللي خلاني أطلب عونك مرة ثانية بعد اللي صار، يمكن كان عندي أمل باقي..؟ المهم، ذيك المرة ما رديتني، بالعكس وعدتني ووفيت بوعدك.. حتى لو أبعد صاحب قديم عنك.." صمتت لحظة قبل أن تعترف: "كنت أبي أتصل عليك مرة وأشكرك، يمكن عشان كذا ما مسحت رقمك من جوالي.. بس أنا بعد وعدتك بالقطع."

قال ليقطع نفسه: "منتهى.."

نطقت بكل اليقين الذي تحسه، بكل الراحة التي غمرتها بسبب اختيارها المواجهة بدل الهروب: "ويا عمي، صحيح إن يمكن مقدر أنسى، بس أقدر أسامح." الصدمة بدت على محيا عمها واضحة جلية، كأنه لم يفكر أبدا بكونها قد تسامحه. ألهذا لم يسأل الصفح؟

لا يهم، فمسامحته كان القرار الذي ارتاحت إليه، القرار الذي ستغلق به فصلا آخر من الماضي: "سامحتك.. سامحتك اليوم اللي جبت لي ورقة طلاقي فيه."

=
=
=

-: "كلمني عن أبوي.."

فاجأه سؤال منتهى المباغت بعد فترة قضياها بصمت في مكتبه، كل شارد بأفكاره. لم يسأل عن الأسباب وبدأ يحكي، هذا أقل ما يستطيع فعله لأجلها: "أبوك كان يشبهك بنواحي ويختلف عنك بنواحي ثانية. ورثتي عنه ملامحه إلا العيون. لا، عيونك كانت لجدتك أم أبوك.. كان صوت فيصل يوصل قبله أغلب الوقت، بس أوقات يصير هادي بشكل تتشابهون فيه. كان متمرد ومتهور ومستهتر. ما يسمع كلام إلا من جدك ومن بعد وفاته.. أنا.."

ابتسم بحنين وشجن، كما أصبحت عادته كلما تذكر أخاه المرحوم حديثا، ولم يكن شعور الذنب بعيدا عن ذاك الحنين، يلحقه خطوة بخطوة: "ما كان فيه أحد يتوقع إنه بيصير أب مسؤول، وتوقعت لما قال لي إنه بيطلق أمك بسبب مشاكل بينهم إنه بيتركك عندها، بس فيصل فاجأنا وجابك معاه وإنتي بنت خمس شهور، وفاجأنا أكثر بقدر اهتمامه ومداراته لك. صار يتصل فينا يسأل شور اللي عندهم عيال منا عن أتفه التفاصيل. كان مدلعك دلع ما شفت أب يعطيه لبنته.. وإنتي بدورك ما كنتي ترضين تفترقين عنه للحظة. قالي إنه سماك منتهى لأنك بالنسبة له كنتي منتهى فرحته."

أخبرها أكثر وأكثر عن أبيها. كل ما يعرفه عنه، كل أثر كان لديه منه، وكم فطر قلبه اندماجها التام بما يحكيه، الدموع المتشكلة بصمت في عيونها، تتبعها لملامح أبيها في إحدى صوره برقة مرتعشة، كأنها تخشى على الصورة الزوال.

اعترف في النهاية: "غلطنا فحقك.. غلطنا فحق أبوك. أظنه ما كان يفتعل مشاكل إلا عشان يحصل منا اهتمام بدون فايدة.. عقولنا وقلوبنا كانت مقفلة بحجر، وحملناه ذنب خيانة أبونا لأمي.."

مسح الدمع من عيون ابنة أخيه، يقول لها بحب صاف: "بس إنتي كنتي له العوض يا منتهى.. أغنيتي قلبه عن الكل.."

=
=
=

يعرفه، ذاك الرجاء بالحصول على ود ورضى الأب، من كان بمنزلة الأب، وذاك الحامد اعتبرته منتهى بهكذا مكانة. لا يحتاج لبصيرة خارقة ليعرف، فنظرة عيونها تكفي.

لم يكن الفضول وحده ما سير شاهين ليزور عم منتهى، بل شيء من الغيرة أيضا، احساس يدفعه ليرى كل من كان له قدر في قلبها.

طول اليوم حاول تجاهل واقع عدم وجودها بانتظاره في البيت، يشغل نفسه بعمل وراء عمل ليجد العمل ينتهي وأفكاره عنها تتجدد بلا هوادة.

وعندما عاد للبيت، اختار الجلوس في الحديقة بدلا عن الذهاب لجناحه، يتطلع بشرود نحو الشجرة الضخمة في الوسط. لم يدرك جلوس أبيه جانبه إلا عندما سأل: "متى بترجع زوجتك؟"

أجاب، ما زال متفاجئا من اختيار أبيه الجلوس معه: "الأربعاء.."

توقع نهوضه بعدها، لكنه ظل جالسا، يبتسم بشجن عاشق: "لما أمك كانت تبيت عند أهلها، ما كان يجيني لا نوم ولا راحة البال. كنت أرجعها أبكر من اللي اتفقنا عليه، أتحجج بأي عذر له علاقة بالشغل عشان ترجع عندي وتحت عيني. شكلك ورثت ذاك الطبع مني.."

تحشرج النفس في صدره، فكم مضى من زمن لم يحادثه أباه بهذه الأريحية؟ يخرج من غلاف الجمود والهيبة لدثار الحنان الأبوي..؟

وقت طويل. طويل جدا.

عندها فقط نهض والده من عنده، يقول: "تصبح على خير.."

ظل شاهين ينظر في إثره إلى أن اختفى.

(ربما.. ربما هنالك أمل في الصلاح بينهما.)

=
=
=

لا يدري شاهين كم مضى من وقت قضاه في مكتبه بعدها، يفضل السهر بين أوراقه على محاولات نوم يعرف أنها ستبوء بالفشل.

رن جواله ليلتقطه تلقائيا دون النظر لمن اتصل به، مخمنا أن المتصل كان مسؤولا يتوقع منه ردا على المعلومات التي أرسلها إليه، لكن الصوت الذي حياه لم يكن ذاك للمسؤول، لم يكن مزعجا ناخرا للمخ بحدته، بل العكس..

كان ذاك الصوت المغوي في هدوئه، بإيقاعه الرخيم. صوت يعترف أنه فتنه منذ أول كلمة: "ليه صاحي للحين؟"

عتابها المتسلي جعله يبتسم، يزيح كل فكر عن معاملات من باله ليعطيها كل انتباهه: "تشرفين على نومي حتى وإنتي فبيت عمك؟"

لترد ونبرة التسلي في صوتها تزداد درجة: "لازم أضمن إنك ما بتنام عالمكاتب.."

خالط صوته ضحكة: "إلى متى بتذليني على اللي صار؟" أردف بعمق متقصد: "ومو أنا قلتلك وقتها إن ما كان فيه شي يخليني أشتاق لنومة على سريري؟ أبشرك صار عندي، بس للأسف انقطع عني ذي الليلة.."

لم تنطق بكلمة، لكن شاهين سمع نفسها يتهدج بشيء من الارتباك، وذاك دفعه ليستمر: "أقولك الصدق؟ صرت ما برتاح إلا بدفاك جنبي.."

وكم سره سماع ارتباكها يزداد، يكتسب ألقا خجولا لم تستطع إخفاءه: "بديت تهذي من السهر.."

ليرد هو: "يمكن يكون هذيان، بس ما أظن إن السهر سببه.."

سألته عندها، بترقب وفضول، بذاك الخجل الذي لا يستطيع الاكتفاء منه: "طيب.. وش السبب؟"

قد لا تستطيع رؤية الابتسامة الخبيثة التي ارتسمت على شفتيه لحظتها، لكن مرادفاتها تسللت إلى صوته عندما أجاب: "بخليك تحزرين لين تلقين جواب.."

=
=
=

كتمت منتهى ضحكة من تساسر ابنتي عمها حولها، تساسر ظنتا أنها لا تسمعه، لكنه واضح فاضح لكل من جرب وتوقف ليستمع.

زوجة عمها أصرت ألا تقوم بأي عمل وكلفت بناتها بضيافتها. انقلبت الآية مما كانت عليه قبل سنوات. ابنتي عمها لاحظتا ذلك، ليشوب الامتعاض والسخط تعابيرهما.

سألتاها كثيرا وبإلحاح عن شاهين، وعن حياتها في بيت عائلة الجبر، لتجيب عليهما بإجابات قصيرة مبهمة لم تستطيعا الحصول على شيء منها. ربما كانت "نذالة" منها، لكن إحباطهما بأجوبتها كان مسليا.

حل المساء ليأتيها اتصال من شاهين، يتضمن كلمات قلة دون الإسهاب: "اطلعي، أنتظرك برى."

تفهم عمها اضطرارها للذهاب مبكرا، وعلى عتبة الباب استوقفها: "لو طلبتيني، ما بردك. أوعدك أكون السند والعزوة اللي ما حصلتيهم فيني قبل.."

ابتسمت له، تستشعر صدقه وإخلاصه. لم يكن عمها بالذي ينطق بالوعود عبثا: "إن شاء الله.."

=
=
=

كان أول ما قالته عند ركوبها لسيارة شاهين هو: "قلتلي مسا الأربعاء، والليلة ثلاثاء.."

ابتسم كأنه تذكر مزحة قديمة: "صارت تطورات في الشغل وما بيمديني أوصلك وقتها.."

اقترحت، ربما لتغيظه: "كان خليتني لصبح الأربعاء.."

ليسأل يلتفت إليها للحظة قبل أن يرجع بنظره للطريق: "إنت معترضة على جيتي اللحين؟"

أجابته بابتسامة وراء نقابها: "لا، مو معترضة.. اشتقت للبيت.."

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأرواح, الأقنعة
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t205440.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 11-12-17 04:58 PM
Untitled document This thread Refback 09-12-17 07:17 PM


الساعة الآن 03:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية