لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-12-17, 12:19 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 620
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

شكرا ألفيورا على الفصل الخفيف اللطيف ..

عرفنا جانب من حياة شادية الاجتماعي ،،
حلو التواصل و الترابط ما بين أبناء الحي الواحد .👍🏼🍃
الحمدلله عوض مو من نصيب شادية أبد ما حبيته ما دري ليش..
صح ..ما هو الشرط التعجيزي اللي تفرضه شادية على الخطاب 🤔

لمار بادرة جميلة و إن كانت متأخرة للتقرب من زوجة الأب ( ليال &#128522

( ليال ) باين قصتها قصة عويصة ..🤨
ايش اللي يخليها ترضى بالحياة الباردة المملة ؟؟

سالم جاك الفرج بإذن الله و هاذي الجميلة غالية بانتظارك
على أحر من الجمر .. أتمنى ما يكون فيه عقبات تمنع رجوعهم لبعض.

كل الشكر والتقدير زهرتنا الجميلة ألفيورا 🍃🌷🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 18-12-17, 08:29 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

أوهوووه! صايدة توقعات صحيحة من هنا وهناك (غمزات وغمزات) ما شاء الله على العقول النظيفة. تلقطوها وهي طايرة :)

السادسة

=
=
=

"هذي آخر مرة أفكر أبدع في المطبخ.."

نظرت لمار أرجاء المطبخ الذي وسخته أثناء محاولاتها لخبز كعكة بوجل وتوجس، تحس بمدى الورطة التي ورطت نفسها بها هذه اللحظة.

ميشا خادمة البيت كانت مع كادي التي كانت تتبضع المقاضي، وأبدا لا تود لمار أن يريا المطبخ في هذه الحالة المزرية عند عودتهما القريبة جدا! من الذي سيعتقها من محاضرات كادي، ومن إحساسها بالذنب تجاه ميشا المسكينة؟

المشكلة أنها بطيئة جدا في أعمال البيت..

كادت تصرخ مفزوعة عندما أتاها صوت زوجة أبيها سائلا: "وش هببتي هنا؟"

لم تنظر إليها عندما ردت، متنفسة الصعداء أنها لم تكن كادي، تحاول فرك بقعة عنيدة من الفرن: "كيكة.."

صمتت زوجة أبيها للحظات قبل أن تأمرها: "اطلعي واغتسلي." أكملت قبل أن تسأل لمار أو تعترض، تجعلها تنهض بخفة واقفة: "بنظف بدلا عنك.."

انصاعت لأمرها متعجبة، وكانت بعد فترة قصيرة أن رجعت لترى المطبخ يبرق نظافة، وزوجة أبيها تقف وسطه تنظر إذا فاتها شيء.

شكرتها لمار بذهول، لترد: "اشتري كيكات من برا أبركلك.."

نسيت لمار نفسها تماما ومن كانت تكلم: "عنادا لك بسوي كيكة بتراكضي وراي عشانها!"

عندها وياللعجب، افلتت من زوجة أبيها ضحكة، لتخلف في إثرها ابتسامة متسلية: "نشوف كيكة الأحلام ذي كيف بتصير.."

لتؤكد لمار بإصرار: "بتشوفين، استني علي بس!"

-: "لمار؟"

صوت كادي المستغرب جعلها تتذكر ماذا كانت تفعل ومن كانت منخرطة في تحديه بطيب نية. تلعثمت، لا تعرف ماذا تقول.

تكلمت زوجة أبيها عندها، كأنها أحست بمعضلتها، تعابيرها حيادية لا أثر لتلك الابتسامة فيها: "كنت بسوي شي ووسخت المطبخ واللحين نظفته." أشارت ببرود إلى لمار: "جت هي تشوف سبب الفوضى."

مشيت مبتعدة عنهما.

سألتها كادي بقلق وشك عندما اختفت من الناظر، تضع يديها على كتفيها تستحثها الإجابة: "صحيح كلامها؟"

لتجيب لمار على مضض من جهة، وتشتت انتباه من غرابة تصرفات تلك المرأة وتناقضها من جهة أخرى: "إيه.."

=
=
=

أصر عليه سالم أن يستضيفه في بيته، ولكونه لا يريد مضايقته برفضه المستمر، قبل عبد الرحمن دعوته على وعد الزيارة يوم الجمعة.

رحلته خارج حدود الرياض على سيارته كانت سهلة، وإيجاد القرية التي كان يعيش فيها سالم لم يتطلب سوى بضع إرشادات منه. حال وصوله على أعتاب القرية وجد سالم واقفا بانتظاره، يلوح له بحبور.

قال وهو يركب في المقعد المجاور له، يشير بيده إلى الطريق المؤدي لبيته: "والله مخك نظيف ما شاء الله، ما توقعت بتدل بذي السرعة!"

أجاب عبد الرحمن بابتسامة، يمسح بنظره على ما رآه من القرية، من البيوت المتفاوتة في الحداثة والقدم، والطرق الوعرة والمستوية، بين المحلات البراقة والغبرة..: "تعليماتك كانت واضحة، وأصلا لي خبرة في السفر البري.."

أوقفه سالم أمام بيت كبير، عتيق إلى درجة الأثرية. من نظرة عرف عبد الرحمن أن هذا البيت احتوى قصصا عدة بين جنباته.

دخل سالم أولا، يعلن عن حضوره بصوته الجهور، ومن ثم أشار له باللحاق به إلى الملحق. كان الملحق صغيرا، يتألف من صالة وحمام وغرفة موصدة خمن عبد الرحمن أنها غرفة نوم سالم.

في الصالة فُرشت سفرة عامرة بما لذ وطاب، وحقا يعترف عبد الرحمن أن عصافير بطنه بدأت في الصدح تشوقا.

وعلى مائدة الغداء، أخذا يتحدثان كالعادة، وأغلب الحديث كان يقوده عبد الرحمن يستفسر عن القرية والمعيشة فيها، عن حياة سالم وما دفعه للعيش هنا والسكن في الرياض أسهل وأكثر منفعة له.

ابتسم سالم بشجن عندها: "من ثمان سنين ووضعي يتطلب مني أتم هنا.." صمت للحظة قبل أن يستطرد، يحكي من البداية: "أبوي ما كان من أهل القرية، بس لما تزوج أمي سكن واستقر فيها واشترى له ذا البيت. ولدت له أمي أربعة كنت أنا أصغرهم وتوفت بعدها بعشر سنين. أكبر إخواني كان محمد، وهو اللي كان يتكفل في البيت وأبوي وأختي ويصرف على دراستي، بس قدر الله وتوفى في حادث هو وزوجته وتركوا بنتهم يتيمة. وقتها كان باقي لي سنة من الجامعة، وصارت مسؤولية أخوي محمد مسؤوليتي، وصرت أداري بنته بعد ما أختي تزوجت وسكنت في الشرقية. ما قدرت أتم عايش في الرياض زي أول."

لماذا كان الأصغر هو من تحمل تلك المسؤولية الضخمة لوحده؟: "مو إنت قلت إنكم أربعة؟"

ظهر الضيق والخذلان في ملامح سالم عندها: "بعد أخوي محمد يجي ثنيان، بس ذاك الله العالم وين أرضه. من راح وسافر برى الديرة ما سمعنا منه خبر. تبرى منا وتبرى أبوي منه."

تشعب الحديث بعد تلك الاعترافات إلى مسارات أقل ألما ووقعا على القلوب، لكن عبد الرحمن لم يستطع إلا أن يفكر ويقارن..

من يرى سالم وأريحيته لن يظن أن وراءه هكذا مسؤوليات. ورغم ذلك، درس وتفوق وعمل بجهده. كم كانت حياتهما مختلفة، فهو على الغرار تماما وُلد وملعقة ذهبية في فمه، وظيفته جاهزة قبل أن يدرس حتى. مهما حاول أن يبتعد عن تأثير عمه، فإنه لن يفلت من الرخاء الخانق الذي لاحق انتسابه لعائلة الجبر.

حرك سالم يده أمامه، يوقظه من سرحانه: "وين سافرت يالأخو؟ إذا الأكل مو عاجبك.."

قاطعه: "لا، لا.. أبد! من كثرة ما أكلت مستحي منك والله." لا يذكر أنه أكل بهذا القدر في حياته، حتى في المطعم. لا ينكر أنه فكر للحظة أن يطلب من سالم إعطائه قسطا يأخذه لشقته وينقذه من الشطائر الجافة التي يعدها لنفسه على عجل.

ضحك سالم بصخب بعيد تمام البعد عن شجنه السابق: "كُل وأنا أخوك! خلص بدل الصحن صحنين!"

وهكذا مضى الوقت بهما، إلى أن صلا العصر في جامع القرية وبدأ رحلة العودة إلى الرياض بعدها، ومعه حافظتا طعام أصر سالم أن يأخذها معه.

=
=
=

سأل ابنة أخيه مستأذنا، فهو لا يريد الإثقال عليها مهما كان: "عادي لو صرت أعزم الرجال؟ شفت طبيخك عاجبه وقلت في نفسي ما ينحرم منه."

ناولته شادية فنجان قهوته والجدية مرتسمة في ملامحها: "أفا يا عمي، إعزم ولا تسأل إنت تامر بس! الرجال سوى فينا معروف عظيم. أقل شي نقدر نسويه نعزمه."

ابتسم بفخر، وصورة أمه المرحومة ترتسم أمامه في كل ما يرى ويشهد من شادية، تلك الأصالة التي أوقعت أباه صريع هواها ليهجر المدن ويعيش في كنف القرى: "أجودية من يومك يا بنت محمد.."

=
=
=

كان جالسا في الصالة يرد على رسالة من أحد أصدقائه عندما رأى بطرف عينه يدا تمتد ناوية إفساد هندام شعره.

ابتسم بانتصار لرؤية الغضب في وجه أخيه الصغير سيف، محكما قبضته حول رسغه.

أمره سيف بصرامة بدت غريبة كل الغرابة مقارنة مع ملامح وجهه الطفولية: "إمسح الجلي من شوشتك."

وضع جلال جواله جانبا ليولي انتباهه لأخيه وطرافة تصرفاته. حرك حاجبيه يغيظه: "اسمه جل يا فالح.."

كشر: "جلي ولا جل، لا عاد أشوف شوشتك طايرة كذا!"

اكتسى صوت جلال الجدية عندها: "شكله من كثرة القعدة مع جدي عبد المحسن نسيت إني أخوك الكبير.."

مط سيف شفتيه بضيق وربما الحزن: "القعدة مع جدي أبرك من القعدة معاكم. يا إما مدلعين، يا إما شايفين أنفسكم على الفاضي، ولا ما ينشافون من كثرة أصحابهم.."

قرأ بين السطور وفهم على أخيه، وارتخت ملامحه من الحزم إلى المودة الباسمة: "ياخي لو تبغاني ألعب معاك جولة على البلايستيشن قول كذا بلا لف ودوران."

استنكر سيف بطفولية مرتبكة: "مين قال؟!"

رد: "إذا ما تبغى، روح.."

مرت لحظة ثم لحظتان ثم سأل سيف بتردد: "من جد.. بتلعب معي؟"

ابتسم له: "إيه.. شغل لنا شي حلو وأعرف له. تراني مغبر.."

راقب ارتسام الفرح في عيون أخيه، يخرج راكضا من الصالة لغرفته للتجهيز.

منذ بدء عمله مع أبيه وسيف محتد في طبعه، وبينما عزى الكل السبب في كونه قد بلغ الثانية عشرة من عمره، إلى أن جلال يعرف أن هناك سبب آخر في تغير أطباعه.

في غياب أمه وأبيه المستمر، وبسبب عدم توافق اهتماماته مع تلك لأختيه، فإن سيف كان مقربا بشكل كبير إليه.. إلى أن مرت السنين وكثرت مشاغله التي أبعدته عن البيت وعن الاهتمام بسيف كالسابق. ربما كثرة جلوس سيف عند جده عبد المحسن كانت محاولة تعويض، لكن على ما يبدو، ما زال يفتقده، كما يفعل جلال بكل صراحة.

=
=
=

لمح أباه يسترق النظرات المتعجبة إليه، ربما بسبب الابتسامة المتسلية المنتصرة التي ارتسمت على شفتيه وهما في طريقهما إلى بيت أبو كادي.

"الشوفة بعد أسبوع.."

ماذا لو قدم الموعد إذا؟

تطلب الأمر بضعة مكالمات وحجج وأعذار عن جداول العمل وقلة الفرص، لكن عبد العزيز حصل على مراده. وهاهو الآن يحصل على تلك الرؤية الشرعية بعد لقائه بخطيبته بيوم فقط.

(تلك الخطيبة التي ترجف دقاته ترقبا لمرآها).

لا يدري كيف مر الوقت بين سلامه لأبيها وانتظارها، لكن بعد طول انتظار ساعة الصفر حلت.

دخلت هي بخطوات بطيئة مثقلة بالخجل، بتنورة سوداء مخملية، وقميص سكري حريري طويل الأكمام، رابطة شعرها الأسود الطويل الناعم لأعلى. كانت مطرقة رأسها للأسفل، تحرمه من رؤية وجهها إلى آخر لحظة. لكن من أين ستفلت منه؟

لم يلحظ انسحاب أبيه وأبيها من المجلس، تاركين لهما بمفردهما، إلا متأخرا. وعندما فعل لم يضيع الفرصة وجلس بقربها، غير مكترث البتة بمدى جرأة تصرفاته. مرر إبهامه برقة فوق ذراعها المسكوة بالحرير، على أثر ذاك الجرح الذي أحضرها له. همس بمعنى: "كيفه..؟"

سؤاله ذاك كان ما جعلها ترفع نظرها إليه، ليبتسم عبد العزيز برضا للقيا محياها أخيرا.

ناعمة جدا. هذا كان رأيه الأولي فيها. من ليل شعرها إلى عيونها البندقية، من استدارة وجهها إلى عذوبة ملامحها، من الاحمرار الذي امتد من رقبتها إلى وجهها.

فقط ارتسام شفتيها بسخط بالكاد يُكبح دل على ألق آخر مغاير تخفيه تحت نعومتها.

حتى وإن شاب نبرتها التهكم والحرج، وجد صوتها الرقيق ساحرا: "ما تغير حاله من أمس.."

ازدادت ابتسامته اتساعا. صوته ومظهره كانا كفيلين في جعل رجال بطوله يتشنجون متوترين متوجسين منه، لكن هذه الحريرية عاملته كند ودون أي خشية، وهذا أرضاه أكثر من أي شيء: "مشكلتي ما أعرف أصبر، كان لازم أتطمن.." نهض على مضض عندما سمع تنحنح أبيه ينبئ بقطع خلوتهما هذه، ثم استطرد بخبث زادها احمرارا: "الله يصبرني بعد هاليوم.."

في طريق العودة إلى البيت قال أبوه بابتسامة ذات معنى: "من الابتسامة اللي شاقة الوجه، واضح إن بنت راضي عجبتك.."

لم يزعج نفسه بالإنكار: "ما يبغالها سؤال يبه."


=
=
=

ما إن دخلت كادي غرفتها حتى اقتحمتها لمار، تقفز على السرير وتتطلع إليها بترقب، وقبل أن تهتف بأسئلتها قاطعتها: "أنا لما قبلت فيه ما كان همي شكله.."

نظرت إليها لمار لحظات كأنها تتفحصها قبل أن تعلن بثقة: "عجبك عريس الغفلة، عجبك للآخر!"

استنكرت والحمرة تعتليها، لا تستطيع سوى سؤال: "وشهو؟"

أجابت لمار تفسر: "قاعدة تكابرين وتخلينه شي عادي وحصل.. معناته أثر عليك، وما دامك وافقتي عليه، يعني إنه عجبك." ابتسمت بانتصار ورضا تام بمنطقها، تكمل: "عشرة سنين يا وخيتي.."

لمار كانت.. محقة.

لدى خطبيها جاذبية خشنة جعلتها تحس بأحاسيس غريبة على قلبها. ربما كان عليها الشعور بالتوجس لرؤية آثار الندوب المتفرقة على صفحة وجهه، واحدة تقطع حاجبه الأيمن وأخرى على جسر أنفه وأخيرة على خده، لكنها رأتها تضفي ألقا غريبا على ملامحه التي ذكرتها برمال الصحراء في سمرتها، وعيونه بقتامة القهوة.

لا يبدو أبدا كطبيب، بل كبطل أحد أفلام الحركة الخطيرة. كانت تركيبة لا تنكر أنها شدتها.

تداركت كادي استغراقها في التفكير عند رؤية التسلية في عيون أختها: "وإذا عجبني، مو معناته بيغير فكري.."

تنهدت لمار بتأفف: "ويقولون إنتي العاقلة فينا.. يختي لا تحكمي على الناس من تجربة وحدة! عيشي حياتك."

هزت كادي رأسها بأسى: "مقدر يا لمار، مقدر."

تجربة أمها وأبيها ستقف دوما حائلا أمام نظرتها في الارتباط بشخص.

ستحترم عبد العزيز، ستعامله بالذي يرضي ربها، لكن أن تأمنه بقلبها؟ عذرا، لا تستطيع..

=
=
=

هتفت منى بصخب كاد يصم أذنيها: "مرام الهبلة تزوجت أول واحد تقدم لها. وش بيقولوا الناس، ما صدقت خبر؟!"

لترد أريج بغيظ وحقد مبطن للكل، لكنه واضح لها، تنظر إليها بمعنى: "كل وحدة ورزقها، مو كلنا عنده صفوف خطاطيب متروسة فوق بعضها."

قهقهت ضيفاتها بالضحك، وابتسمت ترانيم بغرور، تعد في سرها الثواني قبل الدقائق لانتهاء هذه السهرة: "هذيك قلتيها، كل وحدة ورزقها.."

حقا لا تدري لم تزعج أريج نفسها في حضور التجمعات التي ترتبها والمنطق كان في تجنبها.

ما ذنب ترانيم إذا تقدم إليها ابن عم أريج الذي اعترفت لها أريج في السر عن حبه؟ ليست هي من طاردته وزرعت فيه فكرة خطبتها. كل اللوم كان على أمه التي رأتها في أحد حفلات الزفاف وأُعجبت بها.

وحقا، ما ذنبها إذا تقدم ابن العم ذاك لأريج عندما رفضته، لترفضه أريج أيضا بسبب غيرتها وحسدها وعقد النقص التي وجهتها نحوها؟

كان بإمكان أريج المضي قدما ونسيان ما فات، لكنها فضلت البقاء على حماقتها هذه.

إذا، فلتتحمل القهر.

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
قديم 18-12-17, 05:29 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


بارت جميييل ولطيف ..

اهم شي عريس شادية عجبو طبخها >>> آه خلص خطبتهم وجوزتهم لووول

اما الرومانسي من العيار الثقيل ابو العز...فيا غبنتي عليك >>> يا رب ما اكون خربت اللهجة >_<

وقعت يا مسكين مع كادي اللي مقررة تسكر قلبها بوجه الحب وكل السبب انه ما بدها يصير فيها متل ما صار بإمها .

بتوقع انه رح تنتظره خيبات امل لما يشوف برودها او عدم مبادلته المشاعر .
لكن ابو العز مو خصم يستهان فيه وبتوقع انها ما رح تصمد من طوفان مشاعره.


لامار وفزعة ليال الها كتير عجبتني ، بس ما عجبني رد كادي ع التقارب اللي صار بين اختها وليال
وكأنها خيانة لأمها.

تصرف ليال فظيع عن جد بتفع ممثلة درجةاولى .

يسلمو ايديك الحلويين

متشوقة للقادم

تقبلي مروري وخالص ودي

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 18-12-17, 05:45 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 620
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

شكرا شكرا الفيورا المبدعة ...

و هذي أول خطوة يا عبدالرحمن و سحبناك لبيت العروسة 😁

شادية أصيلة هالبنت و كريمة نفس .. باين تدور رضى عمها دوارة
و يحق لها تسوي المستحيلات لراحته ..
هو اللي اهتم فيها و رعاها و ما قصر عليها بشي ..

يقول المثل العريق (( الطريق إلى قلب الرجل معدته . ))
أليس كذلك ؟؟؟ 🤔
هذا عبدالرحمن رجع بحافظتين مرة وحدة .. 😁
ان شاءالله هالوجبات اللذيذة تقصّر الوقت و تسرع
في ارتباطهم ..😂

أطن و الله أعلم إن شرط شادية ما تترك عمها و تظل ساكنة
معاه في البيت ..🤔

لمار يا حلوك و انت عافسة المطبخ علشان كيكة ..
اشلون لو كان غدا محترم !؟؟

هاللحظات البسيطة اللي ترتسم فيها الابتسامة على
وجوهنا ليش نحرم انفسنا منها ..
ابتسموا و اضحكوا و انشروا الفرحة في بيتكم ..
ليش التعقيد ؟؟. يمكن مثل ما قالت بلومي يحسون بخيانة
لامهم إذا بادلوا زوجة ابوهم المودة ؟؟
بس واضح من الموقف هذا ان لمار أكثر مرونة و شفافية
من كادي .. الله يعين الدكتور عبدالعزيز عليها .

كل الشكر و التقدير الفيورا ..🍃🌷🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 19-12-17, 11:04 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

تسعدوني حبايبي بحسن متابعتكم. إن شاء الله تظل الرواية تعجبكم لنهايتها..
بقدم تنزيل البارتين 7 و 8 (القصير حده ويحكي عن حدث واحد) شويتين لأن وراي أشغال، وموعدنا بيكون السبت إن شاء الله..

السابعة

=
=
=

عرفتها أسيل من اللحظة التي رأتها تدخل صالونها، كيف لا وملامحها حُفرت في ذهنها كالوسم؟ تلك المرأة التي اختارها حب الصبا والرشد كزوجة لها الأحقية في الجلوس كملكة على "الكوشة" جواره.

نسيم.. اسمها كان نسيم، قريبة لأم عبد الرحمن ظهرت من العدم لتُدمر فرصتها.

تقدمت أسيل إليها، متجاهلة النظرات المتعجبة التي وُجهت لها سواء من موظفات أو زبونات، فهي رئيسة العمل ولا تعمل شخصيا إلا على شخصيات متميزة.

لا يعلمون، لكن نسيم بحق كانت مميزة بمعان أخرى بالنسبة لها.

نظرت لها نسيم بمزيج من العجب والشك وهي تجلس بطواعية حيث أشارت أسيل، تطلب منها قصة شعر بسيطة. سألتها عندما انتهت من العمل عليها: "شفتك قبل فمكان..؟"

أومأت لها أسيل بنعم فقط، مشغولة الفكر بظهور هذه المرأة أمامها دون أي إنذار.

حقا لا تستطيع رؤية ما يعجب شخصا كشاهين بها، فالذي شهدته منها لم يعطها سوى انطباعا سيئا عنها. حتى في أكثر الأشياء سطحية كمظهرها، وجدت أسيل الكثير الذي تنتقده، فالمكياج هو ما أعطاها قسطا من الجمال وبدونه كما كانت الآن، فإنها تبدو عادية، عادية جدا.

موضعها كابنة صديقة منال المقربة جعلها تشهد عددا من التجمعات التي صادفت فيها نسيم. لكن على ما يبدو، فإن نسيم لا تتذكرها، فالعجب في ملامحها ازداد بتأكيدها: "من وين تعرفيني؟ أنا ما أطلع كثير ذي الأيام ومتأكدة ما شفتك قريب.."

أجابتها بابتسامة مهذبة، تخفي وراءها بغضها: "قبل سنتين ونص، مرة ولا مرتين في عزايم عبد المحسن الجبر.."

عندها بهتت نسيم وبدا اليقين جليا في نظرة عيونها: "اللحين تذكرتك.. بنت صاحبة الأخت.." استطردت عندها بتردد.. وشيء من الوجع: "تزوجتيه؟"

استغربت أسيل سؤالها، فالمقصود بالكلام كان واضحا، لم تجبها، بل بادلتها السؤال: "وليه تبين تعرفين؟"

ابتسمت نسيم بسخرية: "كنت متوقعة بيتزوجك بعدي..واضح إن الأفضلية كانت لك حتى لما كنت زوجته.. بس الحق ينقال، الذنب كان ذنبي وورطت نفسي فدوامة ما لقيت منها مخرج.."

لماذا كانت هذه المرأة تحكي بالطلاسم؟: "وش قصدك..؟"

التفتت إليها بكل جدية قبل أن تدفع ثمن قصتها وتخرج، تاركة لها مستغربة متساءلة لأبعد حد: "من اللحين أقولك، لا تمشي ورى كلام أم عبد الرحمن. اعتبريها نصيحة مجربة.."

=
=
=

كانت في المطبخ، يد تقلب في القدر ويد تمسك بجوالها، تحكي لغالية عن آخر اقتحام لقط القرية المعروف بـ"بوند" وتذمرها من سرقته لقطعة دجاج عندما سمعت إعلان عمها دخوله للبيت واتجاهه للمطبخ.

أمرتها غالية حال التقاطها لصوت عمها المقترب: "خلي السماعة مفتوحة وقربي الجوال له."

بالكاد كتمت شادية ضحكتها، تهمس: "خفي علينا يا ليلى زمانك."

سمعتها تزفر بسخط: "وإنتي ما تعرفين تسوين للناس معروف إلا بالدف؟ سوي اللي قلتلك إياه بسرعة!"

انصاعت بتأفف مفتعل: "حاضر عمتي."

كالعادة، ثارت: "تبيني أتطوى فبطنك يا بنت محمد؟! كم مرة قلت.."

أبعدت جوالها من أذنها ونفذت ما أمرته به غالية. تعرف ما يجب عليها فعله، فهذه ليست أول مرة تفعلها.

قالت بعد ردها تحية عمها، تستدرجه في الكلام: "أحوال الشغل؟"

رد وهو يسكب لنفسه كوب ماء: "تمام.." فكر للحظة قبل أن يستطرد: "تصدقين؟ أحس إني مرتاح في شغلي أكثر من الأولاني حتى. صح إن المسؤول عني شديد، لكن ممشي الشغل صح."

ابتسمت، قد لاحظت تلك الراحة والرضا في محيا عمها منذ بدء دوامه الجديد، ودعت ربها دوام تلك الراحة له.

مال عمها للأمام ينظر لما كانت تطبخه: "الريحة تهوس، وش يصبرني على العشا اللحين؟"

ابتسمت: "ما فيه أحد رافع معنوياتي فطبخي إلا إنت!"

ليرد: "أي رفع معنويات؟ هذي حقيقة الكل موافقني عليها! ما راح تصدقين كثر اللي يتمنون يطولون طبيخك." تنهد عمها عندها بشجن محب ليس له حيلة إلا ذكر محبوبه في كل موضع: "غالية كانت فالحة بس تسوي كبسة، ومالحة بزود بعد.."

كادت شادية تنفجر ضحكا، تغيظ تلك التي تتنصت على كل كلمة تُقال: "إيه مسكينة على قد حالها، ما تعرف الحلو من المالح.."

ضيق عمها عيونه، ممثلا الصرامة: "حدك على الغالية يا بنت!" لتكتسي ملامحه الهيام وهو يتنهد مرة أخرى: "فديتها وفديت الكبسة المالحة حقتها.."

ترك شادية بعدها ليسلم على جدها، وحال عودتها على الخط مع غالية سمعتها تتنهد هي أيضا، تهتف بخليط من اللوعة والغيظ: "يفداك قلب وروح غالية يالظالم!"

هزت شادية رأسها بأسى وعجب من هذا الحال، تتحلطم: "مالت بس مالت، وش اللي حادني على العيشة في المسلسل هذا؟"

=
=
=

هذا خامس عرس لزميل حضره هذه السنة، وفي كل عودة إلى شقته، يضايقه منظرها أكثر وأكثر، جعل الوليد ينخرط في التفكير.

إلى متى سيظل في عزلته هذه، دون أن يكون له شخص يرد عليه، يؤنسه، يحاكيه؟

بدت فكرة الزواج مغرية مع كل يوم يمضي. لم لا؟ وضعه مستقر وأفضل مما كان عليه بفضل إنعام الله عليه بورث من حيث لا يحتسب، وعلى الرغم من أفعال أبيه إلا أن نسبه عريق وأمه مثله.

السؤال كان: من؟

=
=
=

فكر بتسلية رغم وضعه الحالي، كيف أن مكتب رئيس قسم الطوارئ أصبح مألوفا بكل تفاصيله من كثرة زيارته له.

اليوم كان مستنكرا للإجراءات الغير تقليدية التي اتبعها عبد العزيز في إسعاف ضحية حريق. أجاب عندما طلب منه الرئيس مبررا لما فعله: "الطريقة مو مهمة بقدر صحة وحياة المريض، والحمد لله هو بألف صحة وعافية اللحين."

هز الرئيس رأسه بعدم رضا: "مقدر أتغاضى عن خرقك للبروتوكول.."

للحظة، كاد عبد العزيز أن يزمجر بنبرات التهديد، تلك النبرات التي اعتادها في العراكات التي شابت ماضيه، لكنه سرعان ما تدارك نفسه قبل أن يخرق الرئيس بحدة نظراته: "ما بكررها.."

تنهد الرئيس، قائلا بصبر ناصح: "ما أنكر إنك موهوب وفيك إمكانيات هائلة، بس مواقف زي ذي بتدمر مسيرتك المهنية وتعب سنينك. أتمنى إنك تلتزم بوعدك وما اضطر استدعيك هنا. راح أشرف عليك شخصيا في أي حالة تتولاها لوقت معين، وأي خرق بيكون محسوب عليك." أكمل، يشير له بالذهاب: "تقدر تتفضل اللحين.."

لم يستطع عبد العزيز منع تكشيرة من الارتسام على ملامح وجهه، فأكره ما عنده مراقبة أحد لتحركاته. سنواته التطبيقية كانت كابوسا بسبب طبعه ذاك.

لكنه سيتحامل ويذعن، لإكرام الرئيس الذي صبر عليه بينما آخرون كانوا ليسأموا منه ومن تمرده منذ دهر.

=
=
=

كادت رؤى تصرخ غيظا لرؤية زوجها يشرد في تفكيره مرة أخرى، في تذكر تلك الغريمة.

تزوجت نواف فقط لأن أبوها رأى فيه مقدرات من شأنها أن تنفع مجموعته بشكل عظيم، وبارتباطه بها، سيكبله لجانبهم وسيكون له الإمكانية في الضغط عليه كما يريد.

لم تكترث رؤى لأمر نواف لذاك الحد. صحيح أن العشرة والأولاد الثلاث بينهما حسنا من الوضع، لكنها أبدا لم تكن شغوفة به كما كان شغوفا بها، فنواف أحبها بقدر تقديره لاسم عائلتها وجاهها.

قد استغلت محبته المضنية لها كل الاستغلال، واستلذت بدوام محاولاته إرضاءها. حكمه قد أشبع غرورها الأنثوي لأقصى مدى.

لكن بعدها أتى تغير في تصرفات زوجها، بشكل شديد البطء لم تلاحظ سببه إلا بعد فوات الأوان، بعد أن كثر غيابه، بعد أن بدأ يتمرد عن طبعه المطيع الوديع الذي عهدته.

وعندما استسلمت لهواجس الغيرة، كلفت سائقها بتتبعه مرة ورؤية أين يذهب في فترات الغياب و "السفر" تلك، لتُفجع بخبر زواجه بأخرى ومنذ سنة أيضا!

قد ثارت واستعانت كالعادة بعائلتها لتلوي ذراعه، لكن على غرار تصرفه المعتاد ثار هو بدوره رافضا تطليق تلك الثانية، حتى بعد أن هُدد بسحب كل الدعم منه. رد بكل ثقة أنه سيستطيع الحصول على داعمين غيرهم.

عندها أدركت رؤى أنها ستفقده لأخرى، وجن جنونها لذلك، وكم كانت فرحتها بالغة عندما أتى لها يقول أنه طلقها بعد مواجهتهما بقليل.

لكن فرحتها لم تدم طويلا، ليس عندما عرفت أنه لم يطلق غريمتها من أجلها، بل لأن تلك الغريمة من هربت إلى بيت عمها وطالبت بالفراق بإصرار.

وإذا كانت تظن أن وضع نواف وتغيره كان متطرفا سابقا، فإن حالته ازدادت سوءا بعدها بأشواط. قد أصبح يشرد في تفكيره، ويكثر من الغياب هائما، قد أصبح يناجي ويهذي بلهيب ملتاع باسم غريمتها في عمق أحلامه، حتى كرهت أحرفه قبل كل ما ذكرها به.

كما فقد تلك، بدا لرؤى أنها مهما فعلت، فإنها قد فقدت نواف.

=
=
=

رد جلال قبل أن تبدأ في الخوض في الموضوع حتى: "إذا كانت السالفة عن بنت الظافر، الله يكتب لها نصيب مع غيري."

تنهدت غادة بسأم: "وإلى متى بترفض كل وحدة أجيبها لك؟"

ابتسم يسترضيها بتقبيل كفها، ليتركها بعدها بسبب اتصال عمل: "والله بالي أبدا مو في الزواج حاليا يمه. أول ما ما أبدا أفكر بقولك، لا تخافين.."

اكفهرت ملامحها بضيق، تراقب ظهر ولدها المبتعد بعدم رضا من حاله، فهو قد بلغ السابعة والعشرين وما زال غير مبالي، مستمر في رفضه للزواج وحرمها من رؤية أطفاله.

تخاف على جلال أكثر من أي طفل لها، فهو شابه خاله في أطباعه وحتى مظهره، ولا تريد أن تُفجع بمصير مماثل لمصيره. لا تريد أن تشعر بالخذلان تجاه بكرها كذاك الذي تشعر تجاه أخيها الوحيد، بأن تعامله بنفس التحفظ والبعد.

=
=
=

على مائدة الفطور، أعلن أبوها بشكل مفاجئ: "اليوم أخذت إجازة من شغلي وأبغاكم تسوون المثل.."

سألته لمار مستغربة، فلطالما كان أبوها حريصا على انتظامهما في الحضور، سواء في المدرسة أو الجامعة أو العمل: "ليه يبه، صار شي؟"

ابتسم أبوها بتسلية وحبور: "هو يبغاله يصير شي عشان أعزم بناتي برا؟"

صفقت لمار يديها بحماس بدأ يسري في كادي أيضا: "في ستين داهية الجامعة اليوم! من زمان عن عزايمك والله!"

صدقا، كم مضى من وقت لم يحظيا بوقت قيم مع أبيهما؟ أشغلتهم الحياة والتحفظات عن بعضهم حتى مضت سنين..

صلت هي ولمار الظهر وتجهزا، فأبوها قال أنه سيجول بهما الرياض بأسرها اليوم. وعندها لاحظت كادي تجهزهم كلهم، إلا زوجة أبيها..

سألتها من باب التهذيب والأدب فقط، فهي آخر من تريد رفقته في نزهة مثل هذه التي يعتزمها أبوها: "ما بتروحين معانا؟"

هزت تلك رأسها بـلا: "مقدر، تعبانة.."

شكت كادي في ذلك، فهي تبدو في أحسن صحة. لكنها لم تعطي لكلامها تفكيرا مطولا وخرجت من البيت بصحبة أبيها ولمار.

كما وعد أبوها، جال بهم الرياض كلها، اشترى لهما كل ما أعجبهما من الغالي والزهيد، واسترجع معهما الذكريات والطرائف والحكايا، وأدركت كادي وهي ترى فرح أبيها بصحبتهم مدى اشتياقها له..

كانت الساعة العاشرة ليلا عندما عادوا، منهكي القوى منتشي الروح.

=
=
=

كانت قد انتهت من وضوئها لصلاة الفجر عندما لاحظت ضوء مكتب أبو كادي ما زال مضاء..

دلفت داخل المكتب باستغراب، فما عهدته من أبو كادي أنه كان ينام مبكرا ليستيقظ عند الفجر. رأته مسندا رأسه على طاولة مكتبه بلا حراك فنادته: "أبو كادي.. أبو كادي الفجر أذن.."

لا مجيب.

لا تدري ما الذي سيرها لعدم تركه لشأنه والتوجه إليه لتفقده. هزت كتفه دون استجابة، لتكرر فعلها مرة أخرى ونفس الشيء حصل. أخيرا رفعت رأسه من الطاولة لتراه غائبا عن الوعي.

=
=
=

لتوها استيقظت كادي من نومها عندما سمعت طرقا على بابها، وتوجست ريبة من كون الطارق زوجة أبيها تلبس عباءة وبيدها نقابها، باديا فيها عزمها على الخروج: "أبوك بينقلوه الاسعاف وأنا بروح معه، اتصلي على خالك يوديك إنتي ولمار لأمك، فيه احتمال ما نرجع لوقت متأخر.."

وهكذا خرجت بعد وصيتها تلك دون انتظار رد منها والنظر خلفها، ربما عندها كانت لترى انهيار رجلي كادي تحتها من الصدمة.

=
=
=

ليلة أخرى لا ينام فيها..

لا يدري شاهين هل أرقه نعمة تنتشله من ظلمة كابوسه، أم نقمة مبتلى هو فيها ليجهد نفسه في تفكير لا يفيده مقدار ذرة.

كم من مرة نُصح أن يأخذ حبة منوم ويريح نفسه ويرحمها، ليرفض وبشدة.

لا يريد أبدا أن يدمن على شيء، حتى ولو كان منوما. يكره فكرة أن يتحول كابوسه، تلك التهمة التي لم ينزع لوثها عن روحه، لواقع. يكفيه تذكره لكل لحظة مؤلمة من أعراض الانسحاب التي أودت به لشبه الجنون.

زفر بحرقة ثم نهض من سريره، خارجا من غرفة نومه إلى صالة جناحه وبيده مصحفه، يقرأ زيادة على ورده اليومي ليرتاح بكلام الله. لعل الشيء الوحيد الذي خرج به بنفع من تلك الحادثة هو أنه أصبح أكثر التزاما في القراءة.

عليه التحلي بالصبر، فسيحل يوم ويرزقه ربه البراءة مما اتهم به، حتى لو كان بعد حين.

مضى الوقت ولم يدري إلا وأذان الفجر يصدح. كان بعزم التجهز للخروج عندما رن جواله.

قطب شاهين حاجبيه لرؤية المتصل به في هذه الساعة: "كادي..؟"

أبدا لم تفعلها ابنة أخته. رد وعشرات الهواجس تعيث في خاطره الفساد من القلق، ليثبت صوتها الباكي المنهار وهي تحكي عن الذي يحدث صحة ظنونه.

لا يدري ما الذي لبس وكيف بدا وهو يخرج ولم يهتم، المهم أن يصل لابنتي أخته بأسرع وقت ممكن.

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأرواح, الأقنعة
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t205440.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 11-12-17 04:58 PM
Untitled document This thread Refback 09-12-17 07:17 PM


الساعة الآن 03:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية