لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-17, 07:04 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


البداية جميلة و فيها غموض ، مثلا شو قصة زوجة راضي الثانية؟؟! شو سرها اللي مو قادر راضي يبوح فيه؟!

شاهين على مايبدو اتهم ظلم او اتدبرت له مكيدة وانطلت على والده وصار بينهم شرخ كبير.


شادية شو هو شرطها التعجيزي يا ترى ؟؟


لمار اتوقع رح تتورط بهالروحة لعند شذى .


يسلمو ايديك يا قمر

وكلي شوووق لمتابعة الآتي

تقبلي خالص ودي

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 11-12-17, 03:51 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

تسلمولي حبيباتي على ترحيبكم بي، وجدا أتمنى تعجبكم الرواية بمختلف مساراتها..

الثانية

=
=
=

لفت نظر عبد الرحمن المطعم الصغير جوار مبنى شقته، ولفت نظره أكثر ازدحام الناس فيه. لم يكن من المطاعم الفارهة التي اعتاد الأكل عندها.. لكن فضوله سيره ليعرف ما سبب الإقبال على هذا المطعم ذو الإسم العادي والمظهر المتواضع.

بعد زيارة اتضح له السبب، فأطباق المطعم شهية وأسعاره زهيدة بشكل لا يصدق.

دخل ليرى أن المطعم مزدحم، ربما لأن هذه فترة الغداء. كان عبد الرحمن يهم بالخروج والعودة في وقت آخر ليقول شاب حليق الرأس يجلس في الطاولة التي كان واقفا جانبها: "تعال اجلس هنا ماحد عندي.." أكمل يقنعه: "صدقني ما راح تلاقي المطعم هذا بالذات فاضي. ما لقيت الطاولة ذي إلا بالواسطة."

جلس بتردد، يريحه بعض الشيء أريحية الشاب وروحه المرحة البادية فيه. أخذ يستطلع القائمة الموضوعة على الطاولة ليطلب طلبه وسرعان ما وُضع أمامه.

قال الشاب عندها بضحكة يلفت نظر عبد الرحمن إليه: "شكلك جديد على ذا المطعم."

استغرب عبد الرحمن منه: "كيف عرفت؟"

أشار إلى ما طلب: "ما بيطلب طلبك هذا إلا واحد ما يعرف عن المشكل."

كرر: "المشكل؟"

أجابه: "اللي قاعد آكله اللحين.." التفت حينها الشاب إلى الجرسون طالبا: "واحد مشكل."

اعترض عبد الرحمن: "ما كان له داعي تطلب عني.."

لكن الشاب لم يعطه أذنا تسمع:"بتشكرني بعدين."

وحقا، عندما أكل من "المشكل" المشهور، أعجبه وبشدة. أجاب استفسار الشاب الصامت: "يمكن أحسن شي أكلته.."

ابتسم الشاب عندها بينه وبين نفسه، يتمتم: "لا فيه أحسن منه بكثير.." قبل أن يعيره انتباهه مرة أخرى وينخرط معه في الحديث عن مواضيع شتى بعيدة عن أي أمر شخصي، لكنه عرف في نهاية الأمر أن اسم الشاب كان سالم المنصور: "لنا ساعة نهرج ونطفح ونسينا نقول اسماءنا، قسم حالة!"

ضحك عبد الرحمن بفعل طرافة الوضع وكون ضحكة سالم العالية معدية بشكل عنيف: "والله حاولت مرة بس إنت ما شاء الله عليك، تنتقل بين المواضيع بسرعة!"

افترقا بعد أن اتفقا على اللقاء مرة أخرى.

طول عمره لم ينخرط ويصادق إلا بمن هم في شاكلته، لكن يبدو أن التجديد في حياته صاحبه التجديد بمن يصاحبه.

=
=
=

كان في مكتبه، غارقا في تفكيره إلى درجة عدم ملاحظة من دلف داخلا، إلا عندما أتى ذلك الصوت المحبب إلى قلبه يسأله بدلال: "والحلو وش شاغل باله؟ أمي تعبت تناديك للعشاء.."

رفع نظره إلى ابنته ترانيم، تلك التي ما زال يعاملها بحكم الأميرة المدللة كأختها التي تصغرها. ابتسم بحنان يخفي الأفكار والهواجس التي تدافعت إليه لمرآها.

عتبة بابه لا تخلو من خاطب ينشد عن ترانيم منذ أن بلغت الخامسة عشرة، لترفض هي كل طارق لأسباب واهية مدفوعة بغرورها وعنادها، إرثان حصلتهما من عائلة والدتها، وهاهي الآن في الخامسة والعشرين ولا زالت ترفض. يعرف أن استمرار هذا الوضع سيودي بتمادي ألسن الناس في الحديث عن ابنته، في حبك الحكايات عن أسباب مبطنة لرفضها الزواج.

جلال كان مثلها تماما، لا ترضيه أي من المرشحات اللاتي ترشحهن أمه، لكن جلال رجل بينما ترانيم لا، وعواقب رفضها كانت أشد وأقسى في قلوب الناس.

هتفت ترانيم بضيق حقيقي، توقظه من أفكاره للمرة الثانية: "خير يبه، فيه شي؟ خوفتني.."

هز رأسه بـلا: "أبد ما في شي. خلينا نعجل وننزل قبل لا تزعل أمك علينا."

=
=
=

لم تكن لمار بالتي تتأنق غالبا، فأكثرية ملابسها كانت ما بين الرياضي إلى الكنزات والقمصان الواسعة، لكنها تعرف متى يتطلب منها الأمر بذل جهد أكثر في ملبسها. بحثت في أدراجها إلى أن احتارت بين فستانين، أحدهما بأكمام إلى المرافق ويمتد إلى منتصف الساق، ذا قماش ناعم وردي براق، والآخر دون أكمام وقصير للركبة، ذا لون أصفر فسفوري تكمله ببوت أسود كالحزام الملتف في خصره.

كادي كانت من تأخذ برأيه في مثل هذه الأمور، لكنها كالعادة كانت متأخرة في عملها في تلك المدرسة المتوسطة. لا تظن أن بإمكانها انتظار كادي إلى حين حضورها، فهي تريد الانتهاء من التجهز على صلاة العصر، فكما نصت الدعوة، ستبدأ حفلة شذى بعدها مباشرة.

لم يبق سوى أبيها والذي طبعا لن تسأله.. وزوجة أبيها.

مطت شفتيها بضيق، هي حقا محتارة، وقد لاحظت أناقة زوجة أبيها في لباسها. صحيح أن كل ما تلبسه كان قاتما واسعا طويل الأكمام، لكن أسلوبها ذاك أضفى لها فخامة خاصة.

"الضرورة لها أحكام، مو..؟"

بمضض خطت نحو غرفة الجلوس، لترى أن زوجة أبيها كانت تقرأ مجلة غير منتبهة لدخولها.

وقفت أمامها قبل أن تسأل بتردد وفي كل يد ترفع فستانا: "أي واحد أحلى؟"

رفعت زوجة أبيها نظرها من المجلة ليبدو في عيونها الغريبة الاستغراب والعجب قبل أن تلقي نظرة إلى الفستانين، لتجيب وهي تعود بالنظر إلى مجلتها: "الوردي بيطلع أحلى عليك."

نظرت لمار إلى الفستان الوردي حينها لتقتنع. لكن قبل أن تلتفت خارجة، استوقفها صوت زوجة أبيها تسأل بنبرة فضول: "وين بتروحين؟"

أجابتها، طبيعتها المنطلقة تتغلب على شعور التحفظ الذي يجب أن تشعر به: "حفلة تسويها شذى، وحدة من زميلاتي في الجامعة."

كأن الاسم استرعى انتباهها، أعطتها زوجة أبيها كل اهتمامها عندما سألت: "شذى؟ لا يكون اسمها الكامل شذى المرزوق والحفلة باستراحة؟"

رمشت لمار بعدم تصديق. كيف عرفت؟: "إيه.. "

وليكتمل عجبها، وقفت زوجة أبيها والصرامة بادية في تعابير وجهها: "مافي روحة."

احتاجت لمار بضع لحظات حتى تستوعب تصرف زوجة أبيها الخارج عن المألوف وتغتاظ من أمرها: "مالك سلطة علي!"

خطت خارجا قبل أن تنطق الأخرى بكلمة، واستغرقت في تجهيز نفسها مرتدية الفستان الأصفر بعد صلاتها. كانت في خضم لبس عباءتها والخروج مع السائق عندما أتاها صوت أبيها مستوقفا لها: "وين رايحة؟"

أجابته بتوتر، ما بال تلك النبرة الجافة في صوت أبيها؟: "للحفلة اللي قلتلك عنها يبه.."

ليرد بنبرة غير قابلة للنقاش: "طلعة لحفلة مافي، وشذى ذي راح تقطعين كل صلة فيها، مفهوم؟"

ردت بطاعة رغم كثرة الأسئلة التي ضجت في خاطرها، فليست هي من تعصي أباها: "مفهوم يبه.."

عندما تركها والدها توجهت على الفور إلى غرفة الجلوس، لتهتف بسخط: "إنتي..!"

لم تكلف تلك عناء النظر بعيدا عن مجلتها، رادة ببرود وابتسامة مائلة مغيظة مرتسمة على شفتيها: "مو إنتي قلتي مالي سلطة عليك؟ خلاص استعنت باللي له كل السلطة."

زفرت لمار بغضب كاسح متجهة إلى غرفتها، مرسلة رسالة إلى خالها شاهين دون تفكير.

وعندما اتصل بها خالها يخبرها أنه أمام الباب بعد ساعة، ذهبت إلى أبيها تخبره بخروجها معه ليتركها تذهب دون أي اعتراض، وفي طريقها إلى الخارج التقت بزوجة أبيها. سألتها عندها: "رايحة مع خالي، ولا عندك اعتراض على روحتي ذي بعد؟"

أشرت لها بالذهاب في حركة غير مبالية، مبتعدة الخطوات عنها: "أبد، تروحي وترجعي بالسلامة."

ظلت لمار تحدق في إثرها باستغراب غلب سخطها. ما قصة هذه المرأة؟ لطالما عهدتها لا تتدخل بهم بأي شكل من الأشكال. ما الأمر المتعلق بشذى وحفلتها الذي جعل تلك الصرامة تظهر فيها، إلى درجة تحريض أبيها عليها حتى؟!

=
=
=

عندما راسلته ابنة أخته تسأله إذا كان متفرغا لحظتها، لقي شاهين في دعوتها لعشاء كما كانت العادة بينهما أمرا سيشغله عن التفكير.

يحب أبناء أخواته ويعاملهم كالأخ الكبير بدلا من الخال، لكن للمار في قلبه معزة خاصة وحنانا لا يوليه غيرها. سألها حال ركوبها سيارته: "وش اللي حصل وخلاك تتذكرين خالك المسكين بعد كل ذا الوقت؟"

ضحكت لمار حينها: "حرام عليك خالي، والله كنت مشغولة بالجامعة وكرفها، ولا فيه أحد مستغني عن الطلعات معك؟ مجنونة أنا؟"

ليضحك: "إيه إلعبي علي بذا الكلام الحلو.."

استغرقت لمار عندها بملء طول الطريق بثرثرتها، إلى أن وصلت لسبب اتصالها به وحيرتها المغتاظة تجاه زوجة أبيها.

على الرغم من بغضه وتحفظه تجاه تلك المرأة نظرا لما سببته لأخته الكبيرة من جروح، لم يكن بوسعه إلا تأييدها في منع لمار من الخروج لتلك الحفلة.

هتفت لمار رادة عليه: "لأنك يا خالي العزيز ما تحب الواحد منا يطلع لأحد إلا لما تفصفص سيرته الذاتية تفصيص. حتى أصحاب أولاد خالتي تحقق معاهم. طبيعتك كذا تحب السيطرة."

ابتسم بتهكم: "على بالي تخصصك إدارة أعمال مو علم نفس." استطرد يغير الموضوع الذي بدأ يتطرق لحدود حمراء: "وما دامني جبت الطاري، أحوال الدراسة معك؟"

=
=
=

قد لاحظت منال السرور البادي في عيون أخيها الصغير هذه الليلة بعد عودته من العشاء الذي قضاه برفقة ابنتها لمار، سرور لا تراه كثيرا فيه هذه الأيام. تذكر عنفوان أخيها في سنين مراهقته، والابتسامة الصادقة التي لا تفارق محياه.

في ظرف ليلة تغير حاله، وأصبحت الابتسامات التي تراها تلك التي تخفي ما في قلبه، تغذي قناع البرود والغرور الذي يتجلد به أمام الكل وبالأخص أبيها.

لم تصدق قط ما قاله أبوها عما ارتكبه شاهين، لم يستطع قلبها التصديق، فشاهين كان أكثر من أخ صغير بالنسبة إليها. كان ولدها، وكانت له الأم التي لم يعرف.

لكن، تبين لمنال بعدها أنها الوحيدة التي ظلت واقفة في صف شاهين، فقد سلكت أختها الكبرى غادة موقفا مغايرا لها، وأخذت صف أبيها ضده، وحتى اليوم، ما زالت متحفظة تجاهه.

تساءلت متى سينتهي هذا الوضع، ومتى سيلتم شملهم.

أخرجها قوله من كآبة أفكارها: "لمار وكادي بيجون بعد بكرة بدل الجمعة، يبغون يتمون عندك الأسبوع كله."

ابتسمت بحب خالطته المرارة، فتلك عائلة أخرى لها مفرق شملها: "الله يحيهم.."

وضع شاهين يده على كتفها، يقول بحنان اكتسى صوته: "أبو كادي لسى على وعده.."

قاطعته بعناد يثبت أنها ابنة للجبر بحق: "وأنا لسى على موقفي. ما برجع لرجال تشاركني ثانية فيه."

=
=
=

بدأت شادية تتكلم وهي تضع العشاء الذي أعدته وقتا أبكر هذه الليلة لتعيد تسخينه من أجل عمها الذي لا يرجع سوى قريب منتصف الليل: "كنت عند غالية اليوم.."

تجمد عمها للحظة ثم أكمل مد يده إلى صحن الخبز، فأكملت بنبرة أريحية: "أبوها بدا يجيب أقمشة أزين ذي الأيام، الجلابية الحمرا اللي كانت لابستها عجبتني، شكلي بشتري زيها."

لاحظت سرحانه ومنعت نفسها من الضحك: "قالتلي أوصل سلامي لجدي، ولك طبعا."

رد بهمس وابتسامة لا يبتسمها سوى من كان غارقا تماما إلى أذنيه: "الله يسلمها.."

عمها إنسان مباشر لا يعرف للف والدوران، تعرف أنه يظن كلامها هذا عفويا بينما هو أبعد ما يكون عن ذلك، تنفذ ما قالته غالية المكتفية انتظارا على أمل أن ينتهي هذا الوضع الغبي بينها وبين عمها قريبا.

=
=
=

يكاد جلال يضحك من وجه فادي، صديق أبيه الأمين ويده اليمنى في إدارة شركته، المحمر غضبا وهو يتمتم عن عدم ذهابه معه في رحلة أخرى ولو بقطع الرؤوس، فلم يسلم من تهوره ولا من إزعاج "معجباته" على حسب قوله.

رد بغرور كان صفة متجزأة فيه أكثر من غيره، وربما لا ينافسه عليه سوى أخته ترانيم: "وش أسوي لو الله أنعم علي بالزين؟"

لم يكن بالذي يغازل الشابات أو يعطيهن اهتمامه، فهو يعرف دينه وحدوده. لكن تحفظه لم يردع من تلقيه الاهتمام أين ما حل.

لم يكن فادي منبهرا البتة من تصريحه: "الله يعين مكسورة الحظ اللي بتاخذك.."

صحح: "قصدك اللي داعية لها أمها في ليلة القدر."

ضحك فادي رغما عنه: "حالتك مستعصية والله. ما أدري كيف إنت ولد سامر المتواضع حده.." استطرد بابتسامة: "عسى تنبلي بوحدة تراكض وراها زي ما بنات الخلق يراكضوا وراك."

هز جلال رأسه بأسى مصطنع: "أشوف سنين الخرف بدت فيك يا فادي."

ضربه فادي بخفة فوق رأسه، فعلى الرغم من أنه موظف لدى أبيه، فإن جلال كان يعتبره كأب ثان: "خرف فوجهك! يلا عجل ورتب أغراضك قبل لا الطيارة تفوتنا!"

=
=
=

عرفت كادي ما استدعاها أبوها من أجله، وهذه المرة كان لديها جواب.

بدأ أبوها بذاك الحنان الذي تعهده: "تعرفين يا بنتي إني ما بأغصبك على شي، بس ولد آل جميل ينتظر ردنا وطولنا عليه.."

عندما أتى أخو صديقتها المقربة عبد العزيز لها خاطبا، لا تعرف لم توقفت عنده ولم ترفضه كغيره. أربما أدركت أن لمار قد كبرت ولا تحتاج مراعاتها؟ أربما احتراما لقدر صديقتها هدى في قلبها؟ أربما إدراكها أنها بلغت السادسة والعشرين والسنين تمضي؟

لا يهم.. المهم أنها توقفت وردت أنها ستفكر. وحقا ذلك فعلت.

في قرارة نفسها، تعرف أن سبب ترددها في أمر الزواج هو ما حصل لأبيها وأمها، أن تُقابل بجرح يدمي روحها بعد بذل حب طال عقودا.

من يحب يُجرح، وكادي لا تريد أن تحب.

أمها اعترفت لها وللمار ذات سهرة أنها في طريقها إلى البيت من المدرسة تعرض لها عابثون، ليصادف ذلك الموقف أبوها الذي كان في ذلك الوقت متدربا يعمل لدى جدها عبد المحسن، تعارك معهم جميعا وعلى الرغم من أنهم فاقوه عددا إلا أنه تمكن من جعلهم يتراجعون هاربين متحملا ضربات موجعة. رافقها بصمت إلى عتبة بابهم ورتب الأمور بحيث لن يشك أحد بما حدث لها، فهو أدرك أن كلام الناس لن يرحمها. قالت أمهما أنها أعجبت به "ووقعت وماحد سمى عليها" منذ تلك اللحظة، وكم كانت سعادتها بالغة عندما أتى خاطبا لها بعد سنة.

يوما من الأيام، كانت تلك القصة المفضلة دون منافس إلى قلبها.. لكن بعد ما حدث قبل أربع سنوات.. لا تحتمل كادي ذكرها حتى.

لكن.. وضعها مختلف تماما عن أمها، فلا هي عندها مشاعر مسبقة لأخ صديقتها، ولا هي تعرفه أصلا. وعندما استخارت، شعرت بالراحة تعتريها.

إذا، لم لا؟

زواج تقليدي في ظروف عادية، لا شغف، لا عنفوان. هدفها تماما.

أعطت أبيها إجابتها: "أنا موافقة يبه.."

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
قديم 11-12-17, 04:30 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


اما موقف !!!! وطلع توقعي صحيح بخصوص شذى، اما العجيب الغريب امر زوجة الاب اللي لسوء الحظ اني ناسية اسمها ، مدري انتِ ماذكرتيه لسه لووول


التقاء سالم مع عبدالرحمن هل سيؤدي الى شادية او هاي شطحة مني لووول


ترانيم وسبب عزوفها عن الزواج هل وراه سبب ؟! ما بعرف ليش ربطتها بفادي .

يسلمو ايديك يا قمر

وكلي شوووق لمتابعة الآتي

تقبلي خالص ودي

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 11-12-17, 07:21 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 613
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

عودا حميدا ألفيورا ..

عنوان شيق .. و شخصيات عديدة تبدو أيضا حكاياتهم شيقة.

متابعةبإذن الله ..🌷🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 12-12-17, 06:35 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

سعدي في التوقعات اللي أصبتي في جزء منها يا بلومي (فيس يغمز) ومشكورة حبيبتي أبها، يفرحني انضمامك لي :)

الثالثة

=
=
=

سحبه صوتها الرخيم من رحلته في أعماق ذكرياته: "تفكر فيها؟"

لم يجبها راضي، فاستطردت تسأل كأنها تكلم نفسها: "ليه طلقتها لما طلبت منك؟"

ويجعلها كالمعلقة؟ لا يرضاها على منال. أبدا لا يرضاها.

قال بدوره: "اللي يسمعك بيقول تغارين.."

ابتسمت تلك الابتسامة الباردة التي يكره، التي دائما ما أشعرته كأنه جزء من عرض يسليها: "وليه أغار على شي ما كان لي نصيب فيه يا أبو كادي؟"

=
=
=

صدت هيفاء النظر عنها عندما رأتها: "أفا بس أفا! كذا أخرة العشرة يا هيوف؟"

تكلمت هيفاء ببرود، تختار النظر في كتاب تعرف لمار أنها لا تقرأه هذه اللحظة: "والله إنتي اللي سويتي سالفة وزعلتي وأنا أدورلك الخير. عسى استانستي بحفلة شذى بس؟"

ابتسمت لمار: "من ناحية إني استانست، فأنا استانست وبقوة، بس حفلة شذى علمي علمك عنها."

عندها فقط التفتت هيفاء إليها: "وش قصدك؟"

هزت لمار كتفا: "ما رحت."

عقدت هيفاء حاجبيها باستغراب: "ليه؟ كنتي مصممة تروحين والعناد راكب براسك.."

أخبرتها بكل ما جرى بالأمس، لترد هيفاء بعد تفكير: "تصدقين زوجة أبوك ذي المرة سوت خير.."

قاطع كلامهم رؤية شذى تنظر إليهما من بعيد، أو بالأحرى تنظر إلى لمار. كانت نظرتها مختلفة تماما عن تلك الودودة التي تلقتها منها عندما أعطتها الدعوة: "وراها تناظر لي كأني أعطيتها امتحان لغة هيروغليفية لازم تشتغل عليه في خمس دقايق؟"

هزت هيفاء رأسها بقلة حيلة: "عمري ما راح أفهم مصطلحاتك ذي.."

انطلق صوت زميلة لهم في الكلية رباب: "يمكن ست الحسن زعلانة لأن اللي فموالها ما صار.. إحمدي ربك ما رحتي الحفلة يا لمار. أنا مثلك اندعيت وما رحت، واللي سمعته عن اللي صار خلاني أحمد ربي إني بقيت." استطردت بسخرية: "شكلها قررت تنهيها على أكبر بلاوي يمكن تلاقيها وتبلي بنات الناس فيها بما أن تخرجها الشهر هذا، بس ربي ستر وما طاح فيها إلا هي."

أخذت رباب تتحدث عن كل ما سمعته عن حفلة الأمس، لتتسع الأعين بصدمة من هول ما سُمع.

=
=
=

دق قلب أسيل طبولا عندما رأت منال تجيب عن هاتفها، تنطق محيية باسم ذاك الذي احتل أفكارها، تودع أمها بقول أن أخاها في عجلة من أمره، واعدة لها بزيارة قريبة.

أيعقل أن يُحدث ذكر اسمه فيها كل هذا الاضطراب؟ أيعقل أن تعود مراهقة لذكرى محياه؟

قد كان شاهين أول من دق قلبها له، تراقبه كصبية ينتظر أخته ليوصلها حتى لو مشيا، تستمع لحكايا أخته المحبة عنه، تشهد نضوجه من فتى مغتر إلى رجل ذا هيبة وجاذبية طاغية تدير رؤوس النساء نحوه.

كم كانت خيبتها أليمة لمعرفة اختياره أخرى كزوجة، إلى درجة دفعتها بالقبول بأول من طرق بابها خاطبا بعد أن كانت ترفض، تنتظره لتقبل به. لا تذكر أن طلاقها قبل سنتين من هذا اليوم أحدث فيها نفس الخيبة. وكم بلغت من السعادة حد الهذيان لسماع خبر طلاقه بعد ذلك بقليل.

لكن، إلى متى ستنتظر؟

=
=
=

قال الخال سامر بعد السلام الذي أعلن حضوره إلى المقهى الذي أصبح محل اجتماعهما، يجلس في الكرسي المقابل له: "تأخرت عليك يا ولدي؟"

هتف الوليد: "لا أبد، توني وصلت. طمني عن أخبارك، من زمان عنك والله."

ابتسم الخال سامر بمودة ضاحكة: "أجل شوف لسفرياتك اللي ما تنتهي حل. ما صارت شغلة هذي اللي ما تخليك تقعد في البلد شهر حتى!"

ضحك الوليد عندها، فكما يرى ما زال تشكي الخال سامر من مهنته لم يتغير حتى بعد أن مرت سنة من تعرفهما على بعض.

يحمد الله على إعطائه هذه الفرصة في معرفة الخال سامر، ليكون له نعم مواسي له بعد فقده لأمه ومؤنسا للوحدة التي شعر بها بعد ذهاب ضياءها من حياته، فأبوه توفي قبل أمه بشهور وكان مقطوعا من الشجرة وأمه لا يُسأل عنها. فقط تبقت لها صلتها بالخال سامر، ابن جارتها القديمة وأخوها من الرضاعة، لتدل الوليد عليه عندما أحست بقرب أجلها.

(منذ الصغر، عرف أن أباه قد أجبر أمه على الزواج به، مغريا أبيها الطماع على الرغم من ُيسر حاله المادي بثروته الهائلة. لكن بعد زواجه من أمه، انخرط أبوه بسلسلة من القرارات أودت بفقدانه لثروته التي كان يفتخر ويتجبر بها، لينقلب ويبدأ في استنزاف كل فلس لدى أمه وإهداره بلا نفع.

منذ الصغر، كان الوليد شاهدا لتطاول أبيه على أمه بالكلام، وأحيانا باليد، يعايرها بسوء حاله بعد ارتباطه بها، بعائلتها التي باعتها مقابل أمواله، متناسيا أنه هو من سعى إلى الزواج بها، يسوقها مجبرة مهانة في ليلة يجدر بها أن تكون الأسعد.

موته حررها من قيد أصبح جزءا منها لسنين.

منذ الصغر، قطع الوليد على نفسه عهدا بألا يتزوج إلا بمن كانت راضية تمام الرضا بالارتباط به، بألا يجبر إحداهن على البقاء معه حتى وإن بلغ فيه حبها الشيء العظيم).

أعلمه الخال سامر عندما التقاه بنصيب أمه من ورث عائلتها الذي أنكرت وجوده لزوجها، ذاك الذي أودعته عند الخال سامر طالبة منه الاستثمار به، لعل وعسى سيثمر بشيء سيعين ابنها بعد رحيلها من الدنيا.

لم يتوقع الوليد حصوله على مبلغ بالضخامة التي لاقاها، وكم طلب من الخال سامر إثباتا على أن ما كان يريد تسليمه إياه هو حقه صدقا. إلى أن اقتنع، واقتنع أكثر بطيب أصل الخال سامر وثبات إيمانه، فكم من سنة مرت على وصية أمه تلك وما زال حافظا لها بالصون.

يذكر تأثره البالغ وهو يقول بصوت أثقله العرفان: "مدري كيف برد جميلك.."

ليرد الخال سامر بابتسامة دافئة الود: "ما عليه يا ولدي، احنا صرنا أهل خلاص."

(احنا صرنا أهل..).

ما أروع تلك الكلمات.

=
=
=

رمش جلال بعدم استيعاب لرؤية خاله شاهين موجودا في بيت جده في هذا العصر، إلى أن التفت له وسأله بحاجب مرفوع: "مضيع شي في وجهي؟"

هز جلال رأسه بـلا: "وأنا أقول البيت منور بزيادة ليه، أثاري أبو جلال مقرر ياخذ له إجازة اليوم!"

ابتسم له خاله بسخرية: "لساتك مصر على أحلام إني بسمي ولدي عليك أشوف.."

ليرد جلال بثقة: "مو أحلام، حقيقة. أبو نادر ذا اللي يعرفوك الناس فيه ما بيصير واسمي موجود ومتوفر. خلي بس تجي مدموزيل المستقبل وبتدرك الحق."

اكفهرت ملامح خاله بشيء من الضيق، ليكمل: "بصراحة تعبت من كثر ما أصد بنات الناس وأقول استنى خالي يتزوج ويجيب لي حرمي المصون."

كان هذا كفيلا بجعل ضحكة تفلت من خاله: "بايعها بنتي عشان أرميها عليك..؟" استطرد، ينظر له بمعنى: "أخبارك توصلني بالتفصيل من فادي.."

في خضم دفاعه عن نفسه، أدرك جلال أن خاله قد غير الموضوع.

=
=
=

قد يبدو عبد الرحمن للوهلة الأولى أنه "ولد عز" بكل ما في الكلمة من معنى، وربما كان كذلك، ولكنه أيضا كان متواضعا بشكل عجيب.

كانت صحبته مغايرة لما عهده سالم، لكنها لم تكن أبدا بالمزعجة أو الغير مرحبة.

لفت نظر عبد الرحمن الصحيفة المطوية على جهة سالم من الطاولة، ليجيب على تساؤله الصامت: "أدور لي وظيفة يا شيخ، شي يجيب الهم!" زفر بضيق، يبدأ بالحكي عن مأساته اليومية: "تخيل يكون عندك كل المؤهلات الكافية، بس نقطة إن ما عندك سيارة تخليك تنرفض. طيب يا عالم السيارة يبغالها فلوس، والفلوس يبغالها وظيفة، والوظيفة على قولتهم يبغالها سيارة.. حشى صارت دورة الماء في الطبيعة على غفلة!"

بدا على وجه عبد الرحمن التفكير العميق، أمر استغربه، فقد توقع الضحك أو التعاطف الساخر من تشكيه، ليقول ويفاجئه: "معك سيرتك الذاتية اللحين؟"

باستغراب هز سالم رأسه بنعم، يلتفت للملف الذي يحتوي سيرته الذاتية بكل تفصيل.

توقف عبد الرحمن مرة ليتمتم "ما شاء الله" بإعجاب، ربما على مؤهل الماجيستير الذي أخذه في تخصصه، المحاسبة. وخبرته في عمله في شركة مرموقة سابقا.

أخرج من جيبه بطاقة ليعطيها له وهو يسأل: "تعرف بنوك الجبر؟"

مرة أخرى هز سالم رأسه بنعم: "مين ما يعرفها؟"

-: "روح للفرع الرئيسي وأنشد عن شاهين. قل له جاي من طرف عبد الرحمن وعطيه ذي البطاقة وبيفهم السالفة."

اعترض سالم عندها: "ما اشتكيت لأني أبغاك تدلني على وظيفة!"

ابتسم له عبد الرحمن: "أدري. هذا رد جميل لأنك دليتني على المشكل."

لم يكن بوسع سالم إلا أن يضحك. أحيانا، فقط أحيانا، وجد عبد الرحمن غريب الأطوار: "مصطلح رد الجميل عندك اكسترا يا دحيم!"

في طريق عودته ظل يقلب البطاقة بين أصابع يده تارة، ويحدق بها إلى أن حفظ كل تفصيل فيها تارة أخرى.

لم لا يجرب؟ ليس خاسرا شيئا بأية حال.

=
=
=

هتفت هدى بفرح وهي تمشي جانبها في فناء المدرسة كالمعلمة المناوبة اليوم: "ما أصدق للحين إنك وافقتي على أخوي! أحس إني فحلم والواقع إنك لسى بتنشفي ريقنا بسكوتك."

قالت كادي بعد تحية طالبة مارة لها، شيء من الاحراج يتسلل إلى صوتها: "ما تعلي صوتك أكثر وتعلمي المدرسة بكبرها.."

ضحكت هدى غير مبالية بالنظرات الفضولية التي تلقتها: " وأنا شعلي من الناس؟ أهم شي فرحتي بدخلتك لبيتنا. أشهد إن أمي كانت فرحانة أكثر من العريس نفسه!"

لا تنكر، سبب كبير لموافقتها الزواج بأخ هدى، عبد العزيز، كان بسبب أهله وحبها لهم.

قبل أن ترد رأت طالبة تركض هاربة من أخرى تلاحقها، غير منتبهة للمسمار الصدئ الكبير الناتئ من أحد عواميد المنصة الخشبية المتهالكة. كم من مرة اشتكت كادي للإدارة عن وضع المنصة، لكن شكاويها لم تُسمع.

لم تحس بجسدها يتحرك ولا بأخذها الضربة بدلا من الطالبة، لم تحس حتى بالألم عندما اخترق المسمار ذراعها، إلا عندما سألتها هدى بجزع إذا كانت بخير.

=
=
=

استوقف عبد العزيز همس امرأة منزعج لحوح وصوتها الذي وجده أكثر من مألوف. اقترب منها يسأل بتشكيك: "هدى؟"

حتى مع عباءتها ونقابها، وضح عليها تنفس الصعداء: "جيت الله جابك! مدري وش فيهم الدكاترة هنا ما يعطوك وجه!"

سحبها له وراءها بهذه اللهفة أقلقه: "صار لأمي شي؟ أبوي؟ غازي..؟"

هزت رأسها: "لا، لا.. ولا واحد من ذول..!"

دلته على أحد الأسرة في القسم حيث كانت تجلس امرأة تمسك بذراعها وبادي من انحنائها في الجلوس الألم.

سأل: "وش صار؟"

أجابته هدى بدلا عن المرأة: "حادثة في المدرسة، قطعها مسمار كبير ومتصدي.." خاطبت المرأة بأمر: "وريه جرحك.."

لم تفعل، بل بدا كأنها تصم أذنيها عن أمر هدى. تشيح بالنظر بعيدا عنه ومتحاملة للألم: "قلتلك جيبي لي دكتورة.."

رد ببرود وآلية: "للأسف ما في دكتورة مناوبة ذي اللحظة. يمكن تنتظرين لك ساعة أو شي بس ما أنصحك، لأن كل دقيقة تتأخري فيها احتمال يسوء وضعك أكثر."

سمعها تهمس بغيظ بدورها: "امحق دكتور.."

تأففت هدى بسأم: "يلا كادي بلا حيا ماصخ!"

استوقفه الاسم، لكنه لم يكمل خيط أفكاره ذاك بسبب همس تلك الـ"كادي" بسخط: "قوليله يدور.."

خرج خارج محيط الستارة العازلة دون انتظار هدى لتنقل أوامرها، ليعود عندما سُمح له ويرى حرص زميلة هدى البالغ على عدم إظهار إلا المنطقة المصابة من ذراعها.

في سره، لم يستطع إلا الإعجاب بحيائها هذا.

توجه بمهنية ليرى تلك الذراع، ليجد أن الجرح لم يكن بالسيء، لكنه كان بإمكانه التسبب بشيء خطير، خصوصا عندما كان المسمار الذي سببه صدئ.

وبعدما أنهى عمله من تنظيف وتخدير وتخييط، وصف لها مضادات حيوية ومسكنات آلام، وأوصاها بمراجعته بعد أيام.

لم يدرك لحاق هدى به بعد مشيه مبتعدا إلا بعدما هتفت تناديه: "خير؟ ما بتروحين معاها؟"

ردت أخته بنفي: "أبوها أصر يجي يوديها للبيت." تنهدت بأسى: "امحق طريقة تتقابلون فيها.."

عقد حاجبيه بعدم فهم: "وش قاعدة تتكلمين عنه؟"

أجابته: "اللي عالجتها تو.."

أخذ لحظة ليتفقد ملفا لمريض: "مريضة وجت، وش لي فيها..؟"

الضحكة بدت في صوت أخته: "في ذي غلطان يا عزوز. المريضة على قولتك لك كل شي فيها، مو هي راح تكون حرمك المصون؟"

لو كان بوضع آخر، كان لينهر أخته عن منادته بذاك اللقب، لكنه هذه اللحظة لم يستطع سوى نطق "إيش؟" وهو يتوجه بنظره إلى ظهر من تبين أنها خطيبته المبتعد برفقة والدها.

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأرواح, الأقنعة
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t205440.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 11-12-17 04:58 PM
Untitled document This thread Refback 09-12-17 07:17 PM


الساعة الآن 03:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية