كاتب الموضوع :
الفيورا
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا
هلا هلا، يشرفني انضمامكم معي في رحلتنا هذي! جدا آسفة على تأخري ذي الأيام، بس زي ما قلت، عندي موسم امتحانات الشهر كله ويا دوب عندي وقت أكتب. أتمنى تعذروني حبايبي..
التاسعة عشر
=
=
=
انتشر خبر خطبة شادية كانتشار النار في الحطب، وبدأت التوقعات والحكايات والإشاعات تنتشر بدورها واحدة تلو الأخرى.
لكن غالية لم تلق بالا لأي من الأحاديث التي تُحاك عن خاطب شادية الغريب عن القرية، واتجهت مباشرة إلى المصدر تستفسر منها.
أصغت غالية لشادية تحكي عن خطبتها وموافقتها، حدث بدا أكثر واقعية وهو يُحكى على لسانها مقارنة مع جموح الإشاعات التي تدور في القرية. أخبرتها أيضا عن تقديم خطيبها الفوري لمهرها المعتبر بكل المقاييس، لتسأل: "ومتى حددتوا الملكة؟"
أجابتها شادية بخفوت خجول، تتفادى النظر إليها: "الملكة والعرس بيكونوا مع بعض، وباقيلهم شهر.."
صفرت غالية كرد، وابتسمت بخبث: "أثاريك مو هينة يا شدوي، ضعيتي علوم الرجال وخليتيه يعجل لوصلك..!"
ضربتها شادية بخفة على كتفها، لتنطلق غالية ضاحكة من احمرار شادية المفرط. لم تتوقعها خجولة هكذا، لكن على ما يبدو عريس الغفلة تمكن وبنجاح من إظهار جانبها الدفين هذا.
سألتها بعد أن هدأت: "باقيلك شهر ولساتك قاعدة هنا؟"
لترد: "والله كنت بقولك اللحين تروحين معي نتقضى في الرياض، تعرفيني ما كنت أزورها إلا في الأعياد مع عمي."
إذا كانت شادية تريد التبضع في المدينة، فحتما لن يتكفل في توصيلها إلا عمها..
عندها خطرت لغالية أفكار وأفكار..
حركت شادية يدها أمام وجهها، تحاول إيقاظها من دوامات أفكارها: "إنتي معي ولا وش..؟"
وضعت غالية يديها على كتفي شادية، تقول بكل جدية: "تدرين إنك نعمة في حياتي يا شادية؟ تدرين إن خيرك كل يوم يهل علي بشكل ما أتوقعه؟"
بدا العجب التام على ملامح شادية، لتسأل بشيء من التشكيك: "يعني بتروحين معي؟"
=
=
=
كان سالم ينتظر في سيارته عندما فُتح المقعد جانبه، ودلفت داخلا من عرف بنظرة أنها لم تكن شادية. تجمد من صدمته، على الرغم من أنه كان يجب عليه توقع هذه الاحتمالية، كان يجب عليه إعداد نفسه من أجلها، فطبعا ستحتاج شادية لمساعدة زوجته في التبضع!
حيته غالية بكل أريحية، لا تدري عن الفوضى التي تبعثها في روحه بمرآها جانبه، على بعد لمسة منه.
وحتى وهي متشحة بالسواد، فملامحها وهيئتها مطبوعة في قلبه قبل ذاكرته، من قامتها القصيرة التي أغاظها بسببها في الصغر، وفتنته بها في الرشد، إلى شعرها الغجري المخضب بالحناء ليكتسب لمعة حمراء كلما سقط الضوء عليه، إلى عيونها الناعسة التي شابهت الليل في لونها، إلى يديها التي لم تخلو من حناء أو بناجر أو طلاء الأظافر الأحمر الذي أحبه بسببها.
رد هو تحيتها بلا وعي، يجاهد نفسه في إشاحة نظره بعيدا عنها والتركيز على النظر أمامه فقط.
دخلت عندها شادية تعتذر، تتخذ مكانا في المقاعد الخلفية: "معليش نسيت لي غرض وكنت بدور عليه.."
ردت غالية عليها بمودة: "عادي يختي، احنا رايحين عشان مين يعني؟ صح سالم؟"
اكتفى فقط بالإيماء بنعم وهو يبدأ مشوار الخروج من القرية، يوبخ نفسه على عدم قدرته على تمثيل البرود، على ظهوره كأبله مرتبك جانبها. ومهما حاول، فلن يستطيع، فتعامله مع غالية اتسم بالوضوح وعدم اللف والدوران فيه. ولمعرفته بطبيعته تلك حاول تجنب رؤية غالية والاسترسال في الحديث معها، فمن شوقه لها حتما سيفسد ما عزم عليه.
أيقظته لمسة ناعمة حانية على قبضة يده المشدودة حول المقود، لتقول عندما نظر إليها: "لا تسرع.." جزء مبتور مما كانت تعتاد قوله له كل صباح قبل خروجه..
(لا تسرع.. أبغاك ترجع لي..)
حقا، لا تدري غالية أي أعاصير تثيرها فيه..
"الله يعين.. الله يصبرني.."
=
=
=
هل عليها التدخل والقول لغالية أن ترحم عمها من كيدها؟
المسكين، لم تره يصل لأقصاه هكذا قط، لا يعرف حتى كيف يتصرف وهو من اختار البعد ليسلم من ضعفه أمام غالية.
وغالية، غالية التي كانت تدير عمها حول نفسه بتصرفاتها العفوية المتقصدة.
فتارة تتقصد إظهار أناملها المطلية أظافرها بالأحمر القاني في السيارة، ليلحظها عمها وينسى نفسه ويقول بجدية خالطتها الغيرة عن تحذيره ذات يوم لها ألا تخرج وأظافرها مطلية هكذا دون قفازات، لترد هي: "السموحة، مرت فترة ما ذكرتني فيها ونسيت.." وكان رد عمها أن يبدو عليه الألم للحظة قبل أن يقول بنفس الجدية تلك: "وأنا بذكرك هاللحين.." لتمتثل غالية لأمره دون نقاش.
تارة تتعثر عندما "صدف" أن عمها كان يمشي وراءها، ليثبتها هو وتشكره هي بهمس مغناج بالكاد يُسمع، لكن أثره واضح على عمها الذي بدا كالمسحور للحظات حتى بعد أن ابتعدت غالية عنه تكمل سيرها.
وتارة كانت تسأله عن رأيه في ملابس تقتنيها، باستمرار مصر حتى عندما لم يكن رأيه بالشيء الجديد.
أخيرا تكلمت شادية في أحد المولات وفي أحد أركان القسم العائلي المعزولة في المطاعم، تستغل ذهاب عمها ليحضر طلباتهم: "خلاص زودتيها على المسكين، ارحميه..!"
لترد غالية عليها: "أحسن، عشان يحس فيني شوي!"
تنهدت: "والله يحس فيك، ما كان بيضيع كذا لو ما كان منتهي ومخلص من سنين ما كنتي تراكضي بقرونك!"
قاطع كلامهم رجوع عمها، ولوهلة ظنت شادية أن غالية قد قررت الكف عن تعذيب عمها لليوم، لكن تبين أن ظنونها كانت خاطئة، فعندما انتهوا من الغداء وأحضر عمها المثلجات المحببة لهم، مدت غالية ملعقتها تحثه على تجريبها، وعندما فعل بعد تردد لحظة، سألته عن رأيه بكل براءة.
أجاب عمها بـ"حلو" وكان واضحا وضوح الشمس أنه لم يكن يقصد المثلجات.
"قسم شكلي غلط بينهم!"
طفح الكيل بشادية وتعذرت بعذر واه لتخرج من الركن وتعطيهما بعض الخصوصية. تقرر إكمال تبضعها بنفسها. لكن بعد فترة قصيرة سمعت صوت عمها يخاطبها بقلق، بشيء من التأنيب.
همست لغالية عندها: "هذا جزاتي لأني بغيت أعطيكم وقت لحالكم..؟"
لتهمس لها غالية بحدة بدورها: "اسكتي يا هادمة اللذات! أول ما رحتي لاحظ وقعد يدور عليك لين ما لقاك. كان يختي بقيتي شوي وكملنا الجو!"
تمتمت شادية بسخرية: "لا والله! عشان أشوف المسلسل اللي كنتوا تمثلونه؟"
لترد غالية بنبرة أعلمت شادية أن الأخرى تحرك حواجبها بإغاظة تحت غطاء وجهها: "عادي وش فيها؟ شوفي وطبقي على أميرك."
اشتعلت شادية غيظا وخجلا، نادمة أشد الندم على إخبارها غالية بما حدث في خطبتها. من سيخلصها الآن من إغاظاتها بسبب ما تفوهت به؟
برأيها، ردة فعلها لرؤية خطيبها كانت طبيعية جدا جدا. هي أبدا لم يكن لديها أي تصور لما سيكون عليه زوج المستقبل، لم يكن لها متطلبات سوى أن يكون ذا خلق ويحقق لها شرطها.
رؤية أن من خطبها، من رضي عمها به، ومن قبل بتحقيق شرطها بعد رفض كثيرين كان بمظهره، بملامح وسيمة سمحة، وعيون بنية حانية.. لم تصدق. وعلى الفور تقافزت الاحتمالات إلى ذهنها، تخرج أخيرا بسيناريو جامح نطقت به أمام عمها ليضحك عليها.
(شادية.. تسلمين، عيونك الأحلى..)
وذاك الخبيث سمعها أيضا!
كل مرة تتذكر فيها أنه سمعها تريد الغرق في ملابسها حرجا، أن تلتحم مع الأرض ولا يكون لها وجود بعد اليوم. كيف عساها مواجهته في العرس؟
لكن.. هناك ما نغص عليها غير حرجها ذاك، ما جعلها تتردد: أمر أمه.
ربما تسرعت في القبول به، وربما أعماها شعورها بالامتنان لما فعله لعمها، شعورها بالراحة الغامرة نحوه فور استخارتها. ربما أثرت بها تلك اللمزات والحكايا التي تلقتها منذ رفضها لأول خطابها أكثر مما كانت تظنه، وربما طفح كيلها وأرادت في لحظة تهور أن تثبت خطأهم بافتراضاتهم. ربما بدأت تضعف أمام سؤال جدها المستمر المشكك عن سبب رفضها الحقيقي..
تساءلت عن سبب تأجيل خطيبها هذا لإخبار أمه بأمر زواجه، أمر لم تؤيده، بكل صراحة. تساءلت ما كان يعنيه بقوله أنه يريد التأكد من شيء قبل إخبارها. لا تظن أنه بسبب حرج بسبب مناسبته لعائلتها، فهو قد أخبر عمه، رأس عائلته الكبيرة، بكل شيء.
مهما كان السبب، كان الأمر متعلقا بأمه فقط، لا عوامل خارجية تلعب دورا في قراره ذاك.
سمعت صوت غالية المتسلي يقاطع أفكارها: "اللي مأخذ عقلك.."
لترد شادية بنفس التسلية، تعرف ما سيحول انتباه غالية عنها: "كأني شفت وحدة من ذولي البنات ترقم عمي.."
=
=
=
ابتسم جلال بخبث عندما سمع صوتا خافتا أنثويا في خلفية مكالمته مع خاله: "آسف يا خال، قطعت عليك خرجة مع المدام. مع إني زعلان إنك عرست من ورانا، بس يلا، نمشيها لك يا الغالي.."
رد خاله ببرود: "خلصت من كتابة الرواية حقتك؟" تسلل إلى صوته الخبث ذاته عندما أردف: "على الأقل كنت صادق لما قلت إني مع المدام. عزمت لمار على غدا نحتفل فيه بتقييم مشروعها بالدرجة الكاملة."
كان متفاجئا، رغم أنه لا يعرف السبب. كان يعرف أن خاله غالبا ما أخذ ابنة خالته لمار معه في نزهات، سواء بسبب أم بدون سبب منذ سنين مراهقته. لا ينكر أن الأمر أثار غيرته في الطفولة، يحسد لمار على تلقيها كل ذلك الاهتمام من خاله، لكن السنين مضت ونسي أمر غيرته تلك: "أها.. قولها مبروك طيب.."
ليرد خاله: "وليه ما تقولها بنفسك..؟"
وقبل أن يرد جلال بشيء، سمع من الجهة الأخرى صوت خاله يحاول إقناع لمار بمكالمته، بحنو كان ليضحك منه لو لم يخنقه شعور ترقب غريب.
مضت بضع لحظات بدت كدهر قبل أن ينطق ذاك الصوت الأنثوي الذي سمعه مكتوما خافتا غير واضح سابقا، ليسمعه هذه المرة بوضوح، صوت ذات بحة حلوة وارتباك عذب: "ألو..؟"
أدرك جلال أنه أطال في سكوته، أنه نسي ما كان بصدد قوله، عندما كررت هي قول "ألو؟"، ليسلم عليها ويبارك لها بثقته المعتادة.
سمع خالها يقول شيئا، لتضحك هي وتتسلل ضحكتها تلك في صوتها عندما ردت عليه: "الله يبارك فيك.."
لم يدر أنه بقي صامتا دون استجابة إلا عندما توقف خاله عن ترديد اسمه ليقول بدلا: "خير يا الحبيب، سكرت الخط؟"
انزعج جلال من قصر محادثته مع لمار وهو أراد الإطالة، لكنه مثل عدم التأثر وهو يجيب خاله: "معك، معك.."
=
=
=
مهما كان قلبه مثقلا باللوم والغضب على راضي، لم يستطع عبد المحسن تجاهل اتصاله به وهو على فراش الموت، لم يستطع إلا القبول بما أوصاه به، احتراما للأيام التي جمعت بينهما في الماضي، خصوصا بعد أن عرف حقيقة تساءل عنها لأعوام.
(-: "تعرف قضية البادي اللي أخذتها قبل سنين؟"
-: "مين ما يعرفها..؟ بس وش دخل قضية البادي في اللي تبغى تقوله؟"
-: "له كل الدخل.. كان فيه نقيب متكفل بذيك القضية، وكان له فضل بعد الله في حلها وكسبي في المحكمة. لكن بسبب ربحي، أطراف متورطين بغوا يعطوني جزاتي ويتخلصوا مني، لكن النقيب تدخل وحماني، وجاته إصابه أجبرته على ترك الشغل الميداني.. بسببي تدمر مستقبله وهو في القمة.."
-: ".. كمل يا راضي.."
-: "مع السنين تصادقنا أنا وهو، وعمري ما نسيت إني مدين له بحياتي. كنت دايم أقوله إن لو طلب مني شي بنفذه بدون أي نقاش، وكان دايم يرفض.. اللين قبل أربع سنوات.."
-: "لا تقول.."
-: "إيه، طلب مني أتزوج بنت أخوه، وما قدرت أرفض. كيف أرفض وأنا كنت دوم أذكره بالدين اللي لازم أوفيه له؟ أدري، يمكن لساته مو عذر للي سويته في حق منال، بس هذا كان السبب."
-: "ما أظن إنك اتصلت فيني عشان تقولي ذيك القصة وبس.."
-: "معك حق.. اللي تزوجتها، ماعندها أحد يدير باله عليها، حتى عمها. أبغاك تتكفل فيها بأي طريقة..").
لو لم يشرح له راضي سبب زواجه بأخرى غير ابنته، ربما كان ليرفض وصيته في التكفل بمن تسببت في جرح ابنته. لكن معرفته بالسبب الحقيقي أثر به، فهو رجل وعود ومواثيق وإيفاء للمعروف. لو كان في موقف راضي، كان سينتهي المطاف به في نفس الوضع.
كان سيكتفي بتخصيص مصروف لأرملة راضي لتكمل عيشها في بيته دون أي منغصات، لكن تبين أن ذلك البيت لم يكن مكتوبا باسم راضي، وأنه كان لمنال حرية التصرف فيه، ولم تخفي عنهم مخططاتها في بيعه، شيء لم يرضي عبد المحسن إطلاقا.
تشكلت في خاطره طريقة أخرى في الوفاء بوصية راضي، ولكن تلك الطريقة تطلبت استعانته بشخص لم يظن أنه سيلجأ إليه، ليس في ظروفهم هذه.
اتخذ ابنه مقعدا أمامه، ينظر إليه بثبات سائل عن سبب مخالفته المعهود واستدعائه لمكتبه.
بدأ: "راضي الله يرحمه وصاني أتكفل بالمرة اللي تزوجها، وأنا ناوي أوفي بوصيته."
سأله شاهين ذلك السؤال المتوقع: "وكيف بتوفيها؟"
ليعلن دون أي مقدمات: "تزوجها.. تزوجها وبعطيك الحق تترأس كل المفاوضات اللي تبغاها."
لا يستطيع إجبار ابنه على شيء، ولا يستطيع ربط موافقته برضاه، فهو لا يظن أن شاهين يسعى وراء الحصول على رضاه عليه، ليس وعبد المحسن لم يظهر له سوى الجفاء لسنين وسنين. شاهين فقط يريد إثبات جدارته له واستحقاقه لمكانته، وهذا سيكون الوتر الذي سيلعب عليه.
ظهر التفاجؤ واضحا جليا في عيون ابنه، لينحسر ويجيبه ببرود: "وأنا موافق.."
=
=
=
يعرف شاهين والده، ويعرف أكثر تمسكه في مبادئه وأصوله. لا يهم ما حصل بينه وبين راضي، ما دام قد وافق على أداء وصيته، فإن أباه سيبذل الغالي والنفيس في سبيل الوفاء بعهده.
كإستعانته به، آخر من يريد طلب عونه.
لم يأخذ شاهين وقتا في التفكير في جوابه، ونطق بالموافقة دون تردد.
لم يوافق بسبب عرض أبيه، بل بسبب ما عناه عرضه ذاك، ما دل عليه: خشية أبيه من رفضه طلبه دون مقابل.
تساءل ماذا سيقول أبوه لو عرف أنه وافق لأنه لم يرضى أن يكون سببا في إخلاف وعده، لو عرف أنه وافق لأنه يريد رضاه، لو عرف أنه وافق لأن لجوء أبيه له في أمر عده مهما سره.
تنوعت ردات الفعل بعد إعلان أبيه تقدم شاهين بالخطبة لأرملة راضي وموافقتها التي أتت بعد أيام، ما بين العتاب واللوم وعدم التصديق، ما بين الحيادية المطلقة والقلق والعجب.. لكن أهم ردة فعل بقيت مجهولة، فمنذ معرفتها بالخبر ومنال تتجاهله، ولا عجب، فضرتها التي تسببت في طلاقها ستصبح زوجة لأخيها الذي ربته كالأم..
مرت الإجراءات والأيام سراعا، وهاهو الآن ينظر في ورقة رُبط فيها اسمه باسم من أصبحت زوجته..
منتهى فيصل الطيب.
انتهى البارت..~
|