المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون
الليلة سيعلن ما يريد منها. و إلا لماذا اقترح عليها ان يلقاها مع رفيقي رحلتها بن و صوفى في منتديات ليلاس المقهى, في هذا الفندق الفاخر؟
أنه يعلم كم هما مقربان منها, فهما الأبن و الأبنة التوأمان لشريك والدها في العمل. لقد كانت دائما صديقة لهما, لا سيما بعد وفاة والدتها منذ اربع سنوات مضت, حيث اعتنيا بها و ضماها تحت اجنحتهما بعنايو و محبة.
عقدت ليزا اصابعها, و اخذت تصلى متمنية ان يجرى اللقاء بهدو و ود, و الا يصدر عن بن اى تصرف يسئ إلى كبرياء دييغو الإسبانية التى تدفعه إلى عدم المغفرة و التسامح ابداً. لن تستطيع تحمل فكرة ان يكون الاشخاص الثلاثة الذين هم اكثر من تحب في هذا العالم على وشك القتال مع بعضهم.
رفعت كتفيها و شعرت بمبلامسة شعرها الأشقر الطويل الناعم كالحرير لبشرة ظهرها. خاطرت بإلقاء نظرة خاطفة على ما يحيط بها, كان بن يتجول في مكان قريب, و هو على ما يبدو, يراقب السيارات الفاخرة التى تمر امام البحر رائع الجمال.
لم يكن ينظر إليها, لكنها تعلم أن ملامحه الوسيمة ستنكمش بإزدراء إن استدار و نظر إليها.
أنه في العشرين من عمره و يكبرها بعامين فقط. مع ذلك كان يتصرف احيانا و كأنه جدها! تنهدت ليزا و هى تتذكر تعليقاته اللاذعة عندما اعترفت له و لصوفى أنها قابلت شخصاً مميزاً, و ذلك لتبرر عدم قضائها معظم الوقت معهما.
توهج خداها, و شعرت بالتعجب لأنها وجدت حب حياتها في اسبانيا, في حين أنها لم تكن ترغب ابداً بالقدوم إلى هنا, بل كانت ترغب بقضاء فرصتها السنوية بالتسوق في اوروبا. يومها اخبرتهما ان اسمه دييغو رافاكانى, و اضافت من دون داع لذلك أنه اسبانى الأصل. لكنها لم تذكر أنه الشخص الأكثر وسامة على سطح الكوكب, بسبب دقات قلبها التى تتسارع بجنون كلما فكرت فيه.
رماها بن بنظرة من تحت حاجبيه, ما اعلمها أنها ستتعرض للتو إلى محاضرة.
- كم يبلغ هذا الشاب من العمر؟ بما انكما تمضيان كل الأيام معاً, افترض أنه عاطل عن العمل ايضاً!
رفعت ليزا ذقنها بكبرياء, و قالت تدافع عنه :
- افتراضك خاطئ. دييغو يعمل معظم الامسيات في احد مطاعم ماربيلا, و لهذا هو حر في قضاء ايامه معى. و إذا كنت حقاً مهتم للأمر, فهو في الثانية و العشرين من عمره.
أكبر منها باربع سنوات فقط, و هو وسيم بشكل لا يوصف, رشيق, رياضى الجسم, و يجعل قلبها يذوب من الشوق لمجرد النظر إليه.
قال بن بفظاظة:
- إذن لقد وقعت بين براثن نادل اسبانى, ما هذه الصيغة المبتذلة التى تتكرر على الدوام؟!
ضحكت ليزا بصوت عالى, و لن يسامحها بن على ذلك, فهى تعلم أن بن يضع دائماً النقاط على الحروف. استعادت بمخيلتها ذلك اليوم منذ ثلاثة اسابيع مضت. لقد امضت الاسبوع الأول هنا منشغلة بما يفعله صديقاها. كانوا ينزلون تلال المزرعة المخصصة للعطل, و التى استأجروها لأنها المكان المناسب للقيام بكل النشاطات. و قد فعلت كل ما يسعد بن و صوفى, لعب الغولف, التبضع و التسوق, شرب القهوة في المقاهى الموجودة على الارصفة, و اكتشاف كل الأماكن الفخمة و احدث ما يتعلق بطبقات المجتمع العليا قرب منطقة بورتو بانوس. في ذلك اليوم المحدد نقضت اتفاق معهما, و قد شعرت بالملل.
فضلت أن تمضى بعض الوقت و هى تكتشف التلال القريبة و المناطق الريفية المحيطة بها على قدميها. ارتدت بنطلوناً قصيراً و قميصاً صفراء اللون قصيرة الأكمام تناسبه, و حذاء رياضى مريحاً.
سمعت ازيز دراجة نارية, فيسبانو, كما يدعوها دييغو, لكن حركتها اتت متأخرة جداً. التقيا عند منعطف في مكان شديد الانحدار في طريق ضيقة. تراجعت ليزا و سقطت إلى الوراء على مرجة اعشاب برية, اما الشاب الاسبانى الوسيم فسارع إلى إيقاف دراجته على ارض مليئة بالحصى, فانزلق إلى جانب الطريق مترنحاً.
قفز الشاب عبر الفسحة الضيقة, و ساعدها بلطف لتقف على قدميها.
نعم! لقد التقطها بالمعنى الحرفى للكلمة! رفعت نظرها إلى تنيك العينين الغامضتين المليئتين بالاهتما, و رأت ملامحه الارستقراطية. الكبرياء و الجسارة بدتا واضحتين في ذلك الجسم الاسمر الطويل و الذى ينم عن تكامل وسامة و جاذبية لا تقاوم.
كان يرتدى بنطلوناً من الدنيم ذا جيوب كبيرة, يلتصق بوركيه الضيقين, و قميصاً اسود قديم تحول لونه إلى رمادى. شعرت كأنها مشلولة بالكامل, و كأن قلبها يقفز إلى حلقها ثم يتخذ سبيلاً لولبياً ليهبط بطريقة مدمرة نحو معدتها.
التقت عيونهما بينما راح الشاب يؤكد لنفسه أنها لم تصب بأى آذى.
بدأ يصوغ اسئلته بنعومة و بلكنة إنكليزية خفية, و قد لمعت اهدابه السوداء المغطأة برموش كثيفة, كأنها ترسل رسائل متهورة صامتة إلى عينيها الزرقاوين الواسعتين. يداه القويتان و الثابتتان اللتان احاطتا بكتفيها النحيلتين ارسلتا إحساسً بطيئاً و ألما عنيفاً ناعما لا يحتمل في داخلها.
هكذا بدأت الأمور بينهما.... و هى لن تسخر مطلقاً بعد اليوم من فكرة الوقوع في الحب من النظرة الأولى.
اطلق بن تنهيدة قلقة, بينما راح يراقبها و هى تُعد قهوة الصباح فيما صوفى تضع بعض الإجاصات الطازجة على صحن وسط طاولة الفطور. قال بصوت منخفض :
- كل فتاة يمكنها قضاء عطلة رومانسية مرة في حياتها, طالما بقيت الأمور ضمن نطاق السيطرة.
تابع سيره و قد ازداد وجهه تجهماً :
- لم تخرج الأمور عن نطاق السيطرة, أليس كذلك؟
و كأنها ستخبره! و لكن لا, لم تخرج الأمور عن السيطرة. فلمسات دييغو و عناقه يُشعرها كأنها و سط ألسنة من النار, لكنه يبتعد عنها دائماً في اللحظة المناسبة. و قد شرح لها بصوته الناعم الجذاب قائلاً :
- أنت يافعة جداً, عزيزتى. يوماً ما ستصبحين عروسى. و حتى ذلك الوقت, يا ملاكى, براءتك هى اغلى ما لدى.
قالت بصوت مرتجف ملئ بالعاطفة, و قد شعرت بغصة في حلقها:
- هل هذا طلب زواج؟
هذا كل ما ارادته يوماً... و كأنها تعيش قصة من نسج الخيال.
- بالطبع يا عزيزتى. فأنت ملاكى, و أنا احبك من كل قلبى و بكل صدق.
لمس بأصبعه حدود شفتيها الجميلتين بنعومة, ما جعلها ترتجف. بالكاد استطاعت ان تتكلم و قد غمرتها موجة سعادة عارمة, لكنها قالت و هى مقطوعة الأنفاس :
- متى؟
اجاب برقة:
- عندما يحين الوقت المناسب, حبيبتى, عندما تتخرجين من الجامعة.
قالت بسرعة:
- هذا يتطلب سنوات طويلة!
ابتعدت عنه و هى تشعر بصدمة. لقد قدم لها الجنة, و الآن ها هى تراها تنزلق بعيداً عنها كأنها مياه تتسرب من ثقب كبير.
أمسك بيديها و قال:
- ليس هناك من نهاية لحبنا, الوقت لن يغير ذلك.
ابتسم لعينيها بدف و حنان, و تابع:
- انا ايضاً لدى اشياء علىّ القيام بها. سيمر الوقت بسرعة, اعدك بذلك. ستحظين بكثير من العطل, و سأخبرك اين اكون فتأتين إلىّ.
اتسعت ابتسامته لتصبح ابتسامة ساخرة و قال:
- لديك أب غنى جداً و سيدفع لك تكاليف سفرك.
سحبت يديها من يديه, و قطبت جبينها رافضة الكلام لما تبقى من ذلك النهار, لو أنه يحبها كما تحبه ما كان لينتظر....
بقاؤها مستيقظة في تلك الليلة جعلها تضع افضل خطة ممكنة. ستعود إلى بريطانيا في نهاية عطلتهم كما كان مقرراً, و ستسوى الأمر مع والدها. لطالما كان والدها بعيداً عنها, و لا يهتم بمكان وجودها طالما لا تسبب له أى ازعاج. ستمضى ما تبقى من عطلتها السنوية هنا مع دييغو. في نهايةة السنة سيصبحان مقربان جداً, و يعشقان بعضهما بقوة لدرجة أنه لن يستطيع بعدها تحمل فراقها, و لن يسمح لها بالرحيل.
- هل فكرت بالأمر جيداً؟
سؤال بن اعادها إلى ارض الواقع, إلى مطبخ المزرعة. كان ذلك منذ اربع اسابيع مضت. اخذ من يدها فنجان القهوة الذى سكبته له و تابع:
- افترض أنك اخبرتيه من تكونين؟
- بالطبع هو يعلم من أكون.
لم يكن لسؤال بن أى اهمية إلى ان فسر ما يقصده.
- أى ان والدك شريك في مجلة شهرية لامعة. و أننا ننشر "لايف ستايل", و هى من اهم المجلات و اكثرها شهرة في الأسواق, بأن عائلتينا لديهما الكثير و الكثير من الأموال؟
علقت ليزا بلطف:
ها هو المحاسب يتحدث الآن!
كان بن قد انهى لتو دراسة فصل في الاعمال الحسابية, و عند عودتهم مباشرة إلى انكلترا في نهاية عطلتهم سينضم إلى قسم المحاسبة في "لايف ستايل".
رد بن عليها بهدوء و لطف:
- لا! الآن يتحدث صديق قديم, يهتم كثيرا بشأن سعادتك. ماربيلا هى مركز هام جداً للأثرياء. و هى تجذب الرجال المتملقين و صائدى الفرص كما تجذب الفراشات النار. هؤلاء الرجال يتقربون من النساء الثريات لكى يحصلوا على أى شئ منك بالتملق أو بطريقة ما؟
- بالطبع لا!
لكن ليزا ادركت أن خديها يشتعلان من الشعور بالذنب. قالت لنفسها محاولة تبرير تصرفاته إنه لم يحصل على تلك الساعة غالية الثمن منها بالتملق, فذلك أمر بعيد عنه. لقد اضاع ساعته, و اخبرها ان طوقها قد انقطع دون أن يلاحظ. و لم يفتقدها إلا حين نظر إلى رسغه ليتأكد أن الوقت قد حان لمغادرة المكان المنعزل على الشاطئ الذى اخذها إليه.
في ذلك المساء بينما كانت صوفى مع بن ينظران بإعجاب إلى اليخوت التى تساوى ملايين الدولارات في حوض رسو السفن, غادرت خلسة لتشترى له بديلاً عنه. كانت تعلم أنه لا يملك ما يكفى من المال لشراء واحدة, فاجر النادل زهيد جداً, و هو لن يكتب لأهله ليقول لهم أنه بحاجة إلى ساعة....
بحكمة بدلت الموضوع قائلة:
- دييغو لا يحب ماربيلا, فنحن لم نذهب إلى هناك ابداً. و هو يقول إنها كليئة بالبهرجة, و هى لا تشبه اسبانيا الحقيقية بشئ. نحن نذهب إلى القرى المنتشرة على التلال الجميلة, أم نسير بعيداً عن الطرق المكتظة قرب الشاطئ.
أنها تحب بن كـ أخ لها, لكنها شعرت في تلك اللحظة بالكره نحوه لأنه يلمح إلى ان حبيبها دييغو يهتم بها فقط من اجل ما يستطيع الحصول عليه منها. و لا رغبة لديها ابداً في ان تحدثه عن الساعة المطلية بالذهب التى اهدتها إليه.
حاولت صوفى ان تزيل التوتر بين صديقتها و أخيها, فما أن عادت إلى الطاولة و مدت يدها إلى رغيف الخبز الجاف و وعا العسل حتى قالت :
- إذا, متى سنقابله؟
لم تجب ليزا, إذ لك يكن لديها اى جواب عن سؤال صديقتها. لقد اقترحت مرة على دييغو يجتمعوا هم الأربعة, لتعرفه على اعز و افضل صديقين لها, لكنه اكد لها انه رجل انانى و هو يريدها لنفسه فقط.
و الآن ها هم اخيراً في طريقهم لمقابلته, و ذلك بناء على اقتراح منه.
جاء تعليق بن قاسياً و جافاً جداً:
- لقد اختار اكثر الملاهى فخامة في المنطقة. اتساءل من الذى سيدفع ثمن الشراب و الطعام الذى سنتناوله.
اقتربوا من المكان الذى سيتم فيه اللقا, و هو فندق مطلى باللون الأبيض, يطل على الشاطئ المتعرج المليئ بأشجار النخيل الباسقة.
امتلأ قلب ليزا بعاطفة قويةز شعرت ان الأمور ستسير على خير ما يرام و فكرت أن هذا بالضبط ما يجب أن يحدث. عندما يدرك بن مدى روعة دييغو و تميزه سيتراجع عن كل كلمة مهينة او حتى تلميح قاله عنه.
بطريقة ما استطاعت ليزا ان تتفهم تحفظاته, فمنذ أن كانوا اطفالاً و هو دائم الاهتمام بها, و مازال يفعل ذلك. قد يكون لنحافة و رقة جسمها علاقة بذلك, فهى متوسطة القامة, رقيقة العظم, نحيلة برقة و أناقة, و لديها عينان واسعتان. لو أن بنية جسمها تشبه بنية صوفى, طويلة و ممتلئة الجسم لكانت لديه ثقة اكبر بقدرتها على الاهتمام بنفسها.
هذا لا يعنى ان رأيه سيشكل اى فرق بالنسبة لما تشعر به تجاه الرجل الذى صممت على الزواج به. لكنها لا تريد ان تتشاجر مع بن, فهم عزيز جداً عليها.
صرخت صوفى :
- بن, ليزا.... تعالا و انظرا إلى الداخل.
اقتربت صوفى من متجر للثياب النسائية و هو نوع المحلات المفضل لديها, و نظرت إلى الداخل و قد الصقت انفها بالزجاج
- هل سأبدو جميلة بهذا الثوب؟
ارادت ان تأخذ رأى أخيها في الموضوع, فاستدار بن ليعود و يقترب من اخته و هو يبتسم. بينما وقفت ليزا في مكانها, منشغلة بما فيه الكفاية كى لا تتأوهـ أو تتأسف على اى شئ تتمناه صوفى و تشتهيه.
نظرت إلى ساعتها المصنوعة من البلاتين, و هى هدية والدها لها في عيد ميلادها الثامن عشر. لطالما اعتقد والدها ان الاشياء المادية تعوضها عن ايه علاقة عاطفية ابوية. لاحظت انه مازال امامهم ثلاثين دقيقة قبل أن يجتمعوا بـ دييغو. شعرت ليزا بأنها اطول ثلاثين دقيقة في حياتها.
بدأت البلدة تكتظ بالساهرين, و تزايد عدد الذين يتجولون على الأرصفة راغبيين في التفرج على كل شئ. كما تزايد عدد السيارات المتجولة. إلا ان سيارة واحدة بالذات اثارت انتباهها, سيارة رياضية مكشوفة قرموزية اللون تقودها امرأة فاتنة, تبدو كأنها خرجت للتو من غلاف مجلة تعرض افخر الازياء و اثمنها. لكن الشخص الذى كان برفقتها هو ما جعل عيناها تتسعان و تحدقان..... أهو دييغو؟ مستحيل!
إنه فعلاً دييغو, بشعره الداكن الأسود الكثيف المصطف بطريقة جيدة, مرتدياً بدلة من الشينو و قميصاً مفتوح عند العنق ذات لون فاتح مناسب للبدلة, يبرز لون بشرته السمراء, بدلاً من تلك السراويل القصيرة و القمصان القطنية التى اعتادت على رؤيه يرتديها.
هدرت السيارة و توقفت في مكان لا يسمح فيه بوقوف السيارات امام متجر للمجوهرات.
ابعد دييغو ذراعه عن ظهر المقعد و خرج من السيارة.
من الواضح أنه اهتم كثيراً بمظهره من اجل لقائهم في الفندق, فهو يبدو وسيماً جداً. يا لـ دييغو الغالى! لقد وصل قبل الموعد بنصف ساعةمثلهم. لابد ان المرأة الثرية قد رضيت بنقله و هى في طريقها إلى هنا. من المحتمل أنه تقيم في الفندق الذى يعمل فيه, و قد تعرفت عليه كنادل يخدم الطاولة التى تجلس عليها عادة, لذلك اقلته معها.
لمع هذا التفسير في فكرها, ما جعلها تشعر بالارتياح.
منتديات ليلاس
|