المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون
منتديات ليلاس
- إذا كانت هذه دعوة فأنا ليس سعيداً على الإطلاق.
ظهر الضيق في فمه القاسي. يا إلهي, إنها قاسية كالمسمار! كان عليه ان يتوقع ذلك, أليس كذلك؟ فهي لم تُظهر أي تردد من فكرة استعمالها كآلة لإنقاذ المجلة. منذ خمس سنوات وقع في اوهام الحب بعمق مع ملاك رائع كريم برئ. أي قدرة تمثيل تمتلكها!
مع ذلك فهى لا تزال جميلة, و ربما ازدادت جمالاً. فعيناها لا تزالان قادرتين على جعل روحه ترتجف, و جسده يتألم من الشوق إليها. سوف يحصل عليها, لكن ضمن شروطه هو....
تراجع خطوة إلى الوراء, و أشار بيده إلى طاولة وضعت امام نافذة كبيرة تطل على المدينة المليئة بالأضواء و الحياة, و قال بهدوء:
- أفضل ان تكون علاقتنا مميزة, و هكذا سنبدأ و نتابع حتى النهاية. طلبت العشاء, و بينما نحن نأكل سنبحث باتفاقاتنا المستقبلية.
بعد أن انهي تلك الملاحظة الباردة, وضع دييغو يده بنعومة على ظهرها ليشجعها كي تسير نحو الطاولة الأنيقة. في تلك اللحظة وصلت العربة من قسم خدمة الغرف, يقودها ببراعة نادل هادئ الوجه.
كانت ليزا ترتدي الثوب الذي ارتدته في الحفلة الخيرية. لاحظ دييغو انه ثوب انيق من الحرير, صُمم ليُظهر رشاقة قوامها و جمال جسمها. شعر بأوصاله تؤلمه بشدة. لو انهما بمفردهما لضمها بين ذراعيه...
آهـ! لكنه بذلك يُفسد خطته.... المطلوب ألا يلمسها.... ليس بعد.
ابعد يده بهدوء, و سار امامها ليمسك لها الكرسي لتجلس عليه, ثم جلس على الكرسي المقابل, و هو يشعر بالغضب من نفسه لأنه لا يستطيع السيطرة على نفسه عندما يتعلق الأمر بها.
اخذت تراقبه, و قد تعمدت ان يبدو وجهها جامداً كالحجر. فكرت كم اثرت بها لمسة يده! حسدته ليزا على كياسته و هو يتحدث إلى النادل بشأن الطعام و الشراب الذى طلبه. كان يرتدي بذلة رمادية انيقة المظهر و قميصا ابيض عليه خطوط رمادية باهتة اللون, تناسب تماماً بشرته السمراء....
رفعت شوكتها ما ان انسحب النادل من الجناح, لم تكن جائعة ابداً, لكن هذا الطعام الشهي في الصحن سيعطيها شيئاً تفعله.
قالت تتحداه:
- اعتقد انك تريد ان تبحث بوضعي المؤقت كمرافقة لك.
تمنت ان تجعله نبرتها العملية يشعر بأنها تريده و ترغب به بقدر ما ترغب بحشرة ضخمة سوداء في وسط صحن سلطة.
لكن رد الفعل الوحيد الغامض الذى قام به هو رفع احد حاجبيه بازدراء قائلاً:
- وضع المرافقة ليّ هو اكبر بكثير مما اخطط له.
رفع كوبه ليشرب منه, و تابع يسألها:
- هل يمكنني ان اعتبر انك تملكين جواز سفر صالح الاستعمال؟
كلامه هذا اعادها إلى وضعها. إنه فعلا لا يحترمها!
جاء صوتها حاداً و هي تجيب عن سؤاله:
- بالطبع! لماذا؟
- سنغادر إلى احد المنازل التي امتلكها في اسبانيا. اما في الوقت الحاضر فسأكون منشغلاً جداً مع المحاميين بتنظيم الشؤون المالية للمجلة, و بتعيين ممثل شخصي لىّ ليتمكن من نقل لايف ستايل إلى القرن الحادي و العشرين. لن نتقابل ثانية حتى نهار الجمعة عندما سأذهب لأقلك معي في طريقي إلى المطار .
ما كان على ليزا ان تتفاجأ و تصاب بالذعر من تلك الكلمات, لكن هذا ما حدث لها. فخلال المقابلة مع والدها في الصباح شعرت بالذهول للسرعة التي تصرف بها دييغو. اما ما اثار غضبها فهو انها لم تستطيع ان تبدل رأيها لأنها لا تستطيع تحمل خسارة ما لم تحظ بهمن قبل ابداً, و هو رضي والدها. كما ان مسألة إخلاء مكتبها لم تثر لديها أي رد فعل, ايضاً. فبوجود محررين اكفاء جدد لا احد يريدها هناك, لأنها ستكون كالسمكة خارج الماء.
شعرت بالغثيان في معدتها لم تشعر به من قبل, مع انها اصبحت معتادة على هذا الأمر منذ ان عاودت الاتصال بـ دييغو رافاكاني ثانية.
ما دامت هنا في لندن في هذا الطقس البارد لأوائل الربيع, ستتمكن من التظاهر بعدم المبالاة, على الرغم من صعوبة ذلك. لكن هناك في اسبانيا, حيث بدأ كل شيء بينهما, لن تتمكن مطلقاً من تحمل ذلك الألم الحلو المر.
وضعت ليزا شوكتها جانباً, و اشتبكت نظراتها بنظراته. احتاجت لبعض الوقت لتتمكن من كبت وخزة الألم الحاد المفاجئ في اوتارها الصوتية. علقت بضيق:
- صحيح ليّ أن اخطأت, انت لم تذكر أي كلمة عن الذهاب إلى اسبانيا, اعتقدت.....
قاطعها دييغو بقسوة:
- اعتقدت اننا سنلتقى عدة مرات اثناء وجودي هنا في انكلترا, و سيكون ذلك كافياً لدفع دينك.
ضغط بقوة على قاعدة الكوب الذى يحمله و تابع:
- لا! ليس الأمر كذلك. عندما ستعوضين عليّ عن تصرفك السابق منذ خمس سنوات, سيكون ذلك في الوقت و المكان اللذين اختارهما بنفسي.
و تابع في سره: عندها لن تعتبر هذه الوقحة ان البقاء معي عمل ضروري, و مزعج و يشبه القيام بالأعمال المنزلية. ستكون راضية و مشتاقة كما كانت منذ خمس سنوات. و سيجعلها تعلم للمرة الأخيرة ما المعني الحقيقي لرفض شخص ما و نبذه.
لاحظت اللون الداكن المفاجئ الذى ظهر على خديه, و لمعان عينيه القاسيتين تحت رموشه الكثيفة. و قررت ان الوقت حان لتوضيح كل الأمور. عندئذ لا شك انه سيعيد التفكير بما يفعله, و يدعها ترحل, و ربما سيعتذر منها و يعدها و هو نادم انه لن يسحب عرضه في الاستثمار في المجلة.
لكن هل تريد ذلك حقاً؟ في مكان ما داخلها, سمعت صوتاً ينتقدها بشدة لأنها ما زالت تشتاق إليه على الرغم من تظاهرها بالعكس, و لأنها مازالت تتمسك بأمل احمق يحثها على التفكير بأنه سيقع في حبها من جديد. أتراه سيقع في حبها فعلاً هذه المرة, و لا يعتبر علاقتهما مجرد لهو مع فتاة مراهقة حمقاء؟ في ما مضى لم يكن يقصد كلمة واحدة مما قاله لأنه كان يمضي امسياته, ليس بالعمل كما كان يقول, بل المرح مع فتاة فاتنة ثرية من مستواه. فتاة تعرف تماماً كيف تسعد رفيقها.
لا انها تدين لنفسها بالتملص من اتفاقه المهين إذا كان بإمكانها ان تفعل ذلك. تدين بذلك إلى ما تبقي من سيطرتها على نفسها و كرامتها.
امسكت الكوب الذي لم تمسه حتى الآن, و سألته :
- ألا تعتقد انه يجب علينا التحدث بالأمر؟
رفع حاجبه الأسود قليلاً, و كان ذلك التعبير الوحيد على ذلك الوجه الوسيم الخطير, ثم قال:
- اعتقد اننا فعلنا ذلك.
-لا! لا اعنى الشروط و الاتفاقات المتبادلة.
قالت ذلك بقوة, و هي تعي بخوف اللون الأحمر الذي اصطبغت به بشرتها.
- استغرب انك ما زلت غاضب جدا منى على ما حدث تلك الليلة منذ سنوات. إنه وقت طويل جداً لحمل ذلك الحقد كله, دييغو.
تابعت بنعومة, آملة ان يستمع إليها, أو علي الأقل أن يفهم ان اللوم لا يقع عليها بالكامل:
- أعلم انني تصرفت بغباء كامل, لكن.....
- توقفي عن الكلام ! لا رغبة ليّ لأصغي إلى سلسلة اكاذيب كان لديك الوقت الكافي لتخترعيها!
لمعت عيناه السوداوان بازدراء كبير, و قال لها بوضوح تام:
- قد تبدين كأنك ملاك, لكنك تكذبين كـ الشيطان! لقد رأيت ما رأيته, و سمعت ما سمعته, و انتهي الأمر!
نهض واقفاً على قدميه, دافعاً كرسيه إلى الوراء.
ارتجفت ليزا, و قد احست كأنها اصيبت بجرح اخترق قلبها لأنه يكرهها بهذه القوة. امتلأت عيناها بدموع لا ترغب بها بينما راح دييغو يذكرها بصوته الهادئ :
- الماضي اصبح بلاداً بعيدة جداً, فأنسيه. ركزي على المستقبل, و على دفع ديونك. و عندما ينتهى ذلك العقاب, يمكنك أن تنسيه ايضاً.
..... و هي ايضاً ستصبح منسية, تماماً كما يقول! وقفت ليزا ايضاً بقوة. إنه شرير, متحجر القلب! كيف يمكن لها ان تكون بهذا الغباء لتتخيل ان علاقتهما قد تتطور؟ لقد تغيير دييغو بشكل لا يمكن إنكاره.
واجهته, و عيناها مليئتان بالدموع, فتقابلت عيونهما.... فكرت أنه ربما لم يتغير ابداً.... أتراه كان قاسي القلب هكذا؟
قالت له منقادة بعنف قوي:
- اكـــرهــــك!
- آهـ, هذا امر جيد.
سار ببطء و يتعمد حول الطاولة ليصل إليها. غلفت فمه ابتسامة ناعمة جعلتها تشعر بالرغبة في الابتسام. امسكت يدان قويتان بوجهها بلطف مؤلم جعلها ترتجف. قال دييغو:
- أية عاطفة قوية هي افضل كثيراً من عدم المبالاة. أليس كذلك؟
بعدئذ قام بما كانت تتمناه في سرها, و تخاف منه في الوقت نفسه.
ضمها إليه و عانقها......
منتديات ليلاس
|