المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون
ما ان اُغلق الباب وراءها حتى بدأ دييغو يبذل جهدا كبيرا ليوضح الأفكار المضطربة في رأسه. بدت له هذا الصباح شاحبة كأنها طفلة متشردة, ترتدى ثياب لا تشبه مطلقاً الثوب الأنيق الذى ارتدته ليلة امس.
رأى بشرتها الناعمة بيضاء كالحليب, و خالية من مساحيق التجميل. جعله مظهرها هذا يشعر برغبة في إبعادها عن محيطها الكئيب, و يأخذها بعيداً إلى بلاد الشمس كي يعتنى بها و يدللها. و يرى تينك العينين الواسعتين تعودان إلى الحياة لتبدوا مليئتين بالمرح و الحيوية, فتبتسمان له كما كانتا تفعلان في السابق.
أيعقل ان يصل إلى هذا الحد من الجنون؟
بالرغم من مظهرها البسيط فإن ليزا بنينغتون امرأة ماكرة. لن يسمح لأى احساس من التعاطف ان يردعه عن الانتقام الذى يخطط له منذ ان علم ان لايف ستايل تسير نحو الهاوية بشكل محتم.
بإمكان ليزا بنينغتون ان تعتنى بنفسها بصورة جيدة, فهي معتادة على إيقاع الرجال في شباكها و رميهم بعيداً حين تشعر بالملل. لا شك لديه مطلقا انها امضت وقتها في الجامعة و هي ترمى بشباكها و تغري الطلاب برموشها الجميلة, مما جعل العديد من الشباب بالتأكيد يصدقون انها تبادلهم الحب بشغف.
صرّ على اسنانه ليتخلص من احساس مفاجئ بالغضب.... أنه بالتأكيد شعور بالغضب لا بالغيرة... اخذ يتجول في الغرفة الضيقة متسائلاً لماذا قررت اخيرا ان تتزوج من ذلك الرجل المغفل كليتون, أ لأنها اعتبرته وجبة سهلة؟ ربما.....! فنظراً لمحيطها, لا يبدو انها تعيش حالة اقتصادية جيدة.
فكر دييغو انها على الرغم من خطوبتهما, قد تتخلى عن كليتون فارتباطها بأي رجل من دون حب لن يكون مشكلة بالنسبة إليها, أليس كذلك؟
هو يعرف سجل حياتها, فما ان بلغت الثامنة عشر حتى بدأت تتصرف كعابثة. عندما عاملها بكل لباقة, بسبب حبه و احترامه لها حوّلت اهتمامها إلي اقرب شاب وجدته بالقرب منها, و هو كليتون.
اظهر دييغو تكشيرة, و اطلق شتيمة بصوت منخفض. فذكريات تلك الليلة لا تزال تلاحقه و تعذبه حتى في احلامه. لكنه سينتقم منها الآن, و هو متأكد من ذلك.
قرر التوقف عن ذرع الغرفة ذهاباً ة إياباً فوق السجادة الرثة, و رمى بنفسه على احد المقاعد. اغمض عينيه, مستمتعاً بالنصر القادم الحاسم الذى سيجعله يتخلص من تأثيرها عليه.
أخيراً سيصبح حراً. و سيتمكن من العيش بسعادة. عندها فقط سيجد الرضي و الفرح مع امرأة تستحق ان تشاركه ما تبقى من حياته, ليُنشئ معها عائلة و يُرزق بأطفال.
لا مجال لـ ليزا ان ترفض عرضه. مع ازدهار و نمو لايف ستايل ثانية على يدي دييغو سيصبح لدى والدها ما يكفى من مال لتدليلها, فلن تحتاج للعمل ثانية لتأمين معيشتها.
تذكرت ليزا و هي تضع الفنجان الخزفي الوحيد و صحنه قرب إبريق القهوة على الصينية ان دييغو يحب قهوته قوية بدون حليب او سكر.
بدأت يداها ترتجفان. تشجعي! قالت ذلك لنفسها و هي تسحب نفس قوياً تسير خارجة من المطبخ. هيا انتهي من هذه المسألة برمتها!
إنها بالتأكيد أنانية لتسمح بإفلاس لايف ستايل. لكن كما قال بن, لا احد سيموت من الجوع سيتمكن فريق العمل من إيجاد عمل آخر.
و ماغي التي هي مركز اهتمامها ستحظى بمعاش تقاعدي.
اما موافقتها على عرض دييغو بمرافقته حتى يمل منها, فسيلحق بها ضررا يتعذر اصلاحه. هي تعلم ان هذا العرض سينعكس بالسوء على دييغو ايضاً. آهـ, هو الآن يعتقد ان انتقامه سيسعده, و هي تتفهم ذلك, لكن خلف ذلك القناع الوسيم البارد الذى يختبئ وراءه, لابد من وجود ذرة من الاحترام لنفسه. في وقت ما, سينتهي به الأمر كارها نفسه على ما قام به.
لكنه لم يتصرف بشهامة من خمس سنوات, أليس كذلك؟ مجرد التفكير بالمرأة التي كانت بقربه تجعل معدتها تنقبض. و مع ذلك ها هو يُلقي اللوم عليها بسبب ما حدث, و لديه ميل جنوني للانتقام منها!
توقفت لتدفع باب المطبخ بقدمها كي تفتحه, و قد تجعد جبينها. أيعقل ان يكون غروره كبير لدرجة لا يستطيع تحمل فكرة ان مجرد امرأة, أية امرأة, بإمكانها ان تتخلي عنه, حتى لو انه وجد امرأة اخرى تحل محلها؟
أو...... هل من الممكن ان يكون هناك تفسير برئ لطريقة تصرفه مع تلك الفتاة التي رأتها برفقته؟
بدون وعي منها هزت رأسها نافية ما تفكر فيه. لقد رأت بأم عينها.... ألم تفعل؟ لكن بالطبع بعد ان عرفت مؤخراً هويته الحقيقية قد يتغير السيناريو كله. إذ لا حاجة به ليتودد إلى النساء الثريات للحصول على منافع مالية منهن....
بدا الأمر كله مشوشاً, و بات رأسها في فوضى كاملة, و لم تعد تستطيع ان تفكر بطريقة جيدة.
دفعت الباب بكتفها و دخلت منه. حبست انفاسها في حلقها من الدهشة. كان دييغو منطرحاً على الكرسي القديم و قد اغمض عينيه. كم يبدو جميلاً! لكنه يبدو ايضاً متأثراً بشكل يدعو للغرابة إلى درجة انها شعرت بقلبها يتوقف عن الخفقان لأجله. في تلك اللحظة, عاودتها تلك الأحاسيس القديمة. عاودها ذلك الحب العميق الذى شعرت به نحوه, و الذى لا تزال تشعر به إلى اليوم!
شعرت بوخز في مؤخرة عنقها, بينما زادت دقات قلبها في صدرها. احست بألم مرارته حلوة, جعل انفاسها تنقطع.... و كان شهقتها غير الارادية نبهته إلى وجودها, ففتح عينيه بقوة.
في تلك اللحظة العفوية, التقت عيونهما, فرأى كل منهما في عيني الآخر مرآة لروحه. توقفت ليزا عن مواجهة الأمر بقساوة, و قالت بصوت مرتجف:
- سأفعل ما تطلبه منى.
علمت اخيرا انها لن تستطيع تحمل ابتعاده عنها, و خسارته مرة ثانية.
قفز دييغو على قدميه, فيما مازالت عيناه تحدقان بوجهها الذى اصطبغ فجأة باللون الأحمر. شعر بصدمة ممزوجة بالفرح سرت عبر جسده المتوتر. لقد حصل عليها! و هل خالجه شك في ذلك للحظة واحدة؟ ألم يكن يعلم ان هذه الفتاة الوقحة الجشعة ستأخذ هذا القرار و تلجأ إلي الخيار الأسهل؟
ردة الفعل الوحيدة التي سمح لنفسه بإظهارها هي انحناءة صغيرة من رأسه ذي الشعر الداكن. مد يده إلى جيب معطفه الداخلي, و اخرج بطاقة كتب بسرعة علي ظهرها و هو يقول:
- هذا رقم هاتفي الجوال و عنوان الفندق الذي اقطن فيه. اذهبي إلي هناك غدا عند الساعة الثامنة مساءاً. سنبحث خطة رحلتنا اثناء تناول العشاء.
اسقط البطاقة المستطيلة بلا مبالاة, على صينية القهوة التي احضرتها و استدار مبتعداً. مذكراً نفسه بقوة انه لم يعد ذلك الأحمق المشتاق المسلوب العقل. و بحزم منه, قمع إحساسه الفطري بأن يأخذ ها بين ذراعيه. لكن بإمكان ذلك ان ينتظر, فلا حاجة لإظهار ذلك الشوق الذي يسيطر عليه.
تسمرت عينا ليزا على كتفيه العريضين و علي رأسه ذي الشعر الأسود اللامع الذى يرفعه عاليا بكبرياء, فيما راقبته و هو يسير نحو الباب. ارادت ان تناديه, لتخبره انها تحبه, و انها اعتقدت انها توقفت عن حبه, لكنها الآن تعلم انها لم تفعل. ارادت ان تشرح له بالتحديد لماذا تصرفت بتلك الطريقة السيئة منذ خمس سنوات.
لكن كبرياءه و قسوته, و ردة فعله القاسية, او بالأحرى المشمئزة على موافقتها, منعتها من القيام بما تشعر به. بالنسبة إليه ما يحدث الآن هو عمل خاص به, انتقام قاس لرجل متكبر, و لابد انه سينظر إلى كل الكلام......... او الاعتراف بالحب بكره و سخرية.
ما إن اغلق الباب وراءه حتى وضعت قبضة يدها بين اسنانها و عضت عليها بقوة إلى ان شعرت بدموعها الحارة تسيل على خديها.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
|