المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون
بدا وجهه الجميل القاسي مليئا بالتوتر, و تابع قائلاً:
-لقد احببتك لكنك رميت ذلك الحب في وجهي. كانت مكافأتى على اهتمامى بك من دون انانية. و الآن حان الوقت لكى تسددى دينك لىّ. ستة اشهر أو ربما ثلاثة فقط قد تكون كافية لأنزعك من افكارى.
ظهر بريق في عينيه, و التوت شفتاه بطريقة جعلتها تشعر بانزلاق مياه باردة على ظهرها و هو يقول :
- حين تجرحين كبرياء رجل اسبانى, عليك ان تتوقعى و تنتظرى انتقامه المحتم.
ارتجفت ليزا. رفعت يديها المرتجفتين وغطت فمها, محاولة ان تفهم ما يطلبه منها. جاهدت بقوة لتتمكن من إضفاء بعض المنطق على الوضع برمته. و قالت تتهمه :
- قلت انك مجرد نادل, بينما انت في الواقع رجل فاحش الثراء. لقد كذبت علىّ.
ظهرت السخرية على وجهه و استدار مبتعدا عنها.
- لم اكذب عليكِ. أنت, ببساطة, قمت بذلك الاستنتاج بنفسك. كنت سعيدة بتسلية نفسك حين اعتقدت اننى شاب لا قيمة له. اردت البحث عن عطلة رومانسية رخيصة, و عندما لم اوافقك على ما تريدينه اقمت علاقة مع الرجل الذى اعرفه الآن باسم بن كليتون.
غادر اللون وجهها و هي تقول:
- حبا بالله! كنت فقط اراقصه, كيف تجرؤ على قول ذلك؟
عاد إلى مقعده في الجهة المقابلة من المكتب, رفع يده بوقاحة ليمنعها من التلفظ باى كلمة.
- كنت مرتمية عليه تعانقيه بشدة, و إذا كنت قد نسيت ما قلته لىّ, فانا ما زالت اذكر.
اجفلت ليزا من القسوة التي التمعت في عينيه السوداوين. بالطبع هي تتذكر...! انها تتذكر كل كلمة قالاها لبعضهما البعض. أما بالنسبة للكلمات التافهة الأخيرة التي قالتها له, فهي لن تستطيع تبريرها, و هو بدون شك لن يصغى لما ستقوله. فلقد تحدث عن جرح كبرياء الرجل الاسبانى.....
- العرض امامك!
تابع بنبرة لاذعة وضعها في صوته, مما جعل ليزا تشعر كأنها سمعت للتو انها مصابة بمرض مميت:
- ستعيشين معى, ترافقينى حيثما اذهب لمتابعة اعمالى, فتهتمين بشؤونى و تنفذين اوامرى إلى ان اشعر بالضجر منك. و في المقابل لن الغى إعلانات شركتى, و لن الجأ إلى مجلة منافسة لكم, بل سأزيد مدخول الشركة, و سأعمل على ضخ دم جديد فيها لأحسن صورة "لايف ستايل" المظلمة, و اعيدها إلى سابق عهدها من النجاح. لكن إن رفضتِ .... و هذا ام يعود إليكِ بالطبع, عندها....
بحركة خفيفة من كتفيه العريضتين سمح للتهديد ان يبقى معلقاً في الهواء, الهواء الذى اصبح الآن خانقاً كما يبدو, بسبب كثاثفته و ثقله.
لم تعد ليزا تستطيع التنفس. فعقلها لم يعد يعمل كما يجب. لم تعد تسمع سوى تلك الكلمات التي راحت تضج في رأسها : ستعيشين معى.... تهتمين بشؤونى.... تنفذين اوامرى.... تساءلت بكره لنفسها لما لاتزال تشعر بذلك الانجذاب إليه! فبعد مرور هذا الوقت كله لا يزال يستطيع ان يؤثر فيها. كم مرة قالت لنفسها إنه لا يستحق حتى التفكير به للحظة واحدة؟ لقد قالت ذلك ملايين المرات! و مع ذلك كل ما تريده الآن هو ان تكون بقربه.
- لقد عقدت خطوبتى للتو.
قالت ذلك فجأة بإندفاع من بين شفتيها المرتجفتين.
- افسخيها!
نهض على قدميه.... بدا ضخماً, مخيفاً, لكنه فاتن جدا, ما جعل فمها يجف ما ان نظرت إليه, باحثة عن الرجل الذى عرفته.... الرجل الذى وقعت في غرامه بجنون.
- سأتصل بك صباح الغد باكراً, لأعرف ما هو قرارك.
خرج دييغو من الغرفة, و اغلق الباب وراءه بطريقة حاسمة. ارتجفت ليزا و لفت ذراعيها حول جسمها الذى بدا لها كأنه سينهار.
فكرت و هي ترتجف بأن الغرفة بدت باردة و فارغة حالما خرج دييغو منها. لكن ما الجديد في هذا؟ فهو دائما يملك القدرة على اضفاء جو من الحيوية حيثما يكون, بحيث يبدو الهواء الذى يحيط به مشحونانً دائماً بطاقة من الجاذبية و الحياة.
شعرت بالألم بسبب توتر اعصابها, فما تحدث عنه دييغو و ما طلبه منها مستحيل! فقط لو انه أتى و اخبرها انه بحاجة إليها, و اعترف و هو نادم, انه كان يخونها في تلك الفترة الماضية التي امضياها معاً, لسامحته و عادت إليه مسرعة.
لكنها عادت توبخ نفسها بقوة لتفكيرها بطريقة غير منطقية, فهو على عكس ذلك تصرف كأى متفاخر متكبر و اتهمها بكل وضوح انها هي من كانت مخطئة. صحيح انها قامت بتصرف بغيض, لكنها كانت يافعة جداً لتتمكن من التعامل مع خيانته بكريقة متعالية, كما انها كانت تشعر بالقلق و التوتر لذا تصرفت كالمجنونة.
- إذا كيف سارت الأمور؟
اجفلت ليزا بقوة, إذ كانت مستغرقة في افكارها الخاصة التي تعذبها و لم تسمع بن يدخل الغرفة, و يضع يده على كتفها.
-رأيت السنيور رافاكانى يغادر لتوه. يبدو هذا الاسم مألوفاً لدى!
رفع كتفيه ليتخلص من تلك الفكرة لعدم اهميتها, و تابع :
-لا اعتقد انك تحدثت معه عن سحب استثمارته الإعلانية معنا, فوالدينا لم يصلا إلى اى اتفاق معه, كما هو واضح.
قال تعليقه هذا و هو يشعر بالهزيمة مسبقاً.
بسبب القلق الواضح في صوته تعثرت ليزا و هي واقفة. فرفع بن حاجبه متسائلاً. لا يحمل بن هالة من الجاذبية حوله, هو متبلد الحس. إنه بكل بساطة, إنسان عادى. لأول مرة في حياتها ارادت الارتماء بين ذراعيه, و ان تتوسل إليه كى ينقذها من اشواقها القديمة الخائنة التي احياها دييغو داخلها. لكن علاقتها العاطفية ليست قوية مع بن لكى تتمكن من القيام بذلك. منذ سنوات, و هي تحاول ما بوسعها لتبدو هادئة و مسيطرة على نفسها تماماً, و هو بالتأكيد سينزعج إن رآها ينهار و تضعف.
شعرت بألم في عينيها بسبب دموعها, فانحنت لترتب شريط حذائها كى تخفى دموعها. يا لـ بن العزيز! إنه عملى و منطقى, و سيشعر بالرعب إن اعتقد أنها تفكر, و لو للحظة واحدة, ان تضحى بنفسها من اجل انقاذ المجلة.
لكنها لا تفكر بالقيام بهذا, أليس كذلك؟ ناشدت نفسها بصمت. لا مجال مطلقاً! استقامت في وقفتها و اجبرت نفسها على ان تبدو عادية و هي تقول:
- لا يمكننا التحدث عن ذلك الآن. سنفعل ذلك في ما بعد. يمكننا البقاء لمدة ساعة, ثم ستوصلنى إلى منديات ليلاس منزلى و هناك سنتحدث بالأمر.
ظهرت نظرة من الشك على ملامح وجهه المرح و قال :
- الوالدان يريدان ان يعرفا ما قاله لك. ان تعلمين انهما سيسألانك عن ذلك, و لا يمكننا ببساطة ان نخرج من سهرتنا المميزة دون كلمة توضيح. سيجد الناس هذا الأمر غريباً, هذا اقل ما يمكن قوله.
تنهدت ليزا باستسلام و قالت:
- لا! لن يقولوا شيئاً. سيعتقدون أننا كأى شخصين مرتبطين حديثاً, نتلهف البقاء مع بعضنا على انفراد.
- لا تكونى فظة, ليزى. فهذه الصفة لا تناسبك.
اذداد وجهه تهجماً و تابع :
لِمَ كل هذا السيناريو التآمرى؟ فإما أن ينهي هذا الشاب اعماله معنا, أو أنه لن يفعل. كلمة نعم أو لا ببساطة و وضوح تكفى.
تجاهلت تأنيبه, وضعت يدها تحت ذراعه و قالت بجدية:
- ليس الأمر سهلا كما تعتقد. قدم رافاكانى لىّ عرضاً, لكنه مرتبط بعقبات كثيرة. و انا بحاجة لأخبرك عنها على انفراد, قبل ان يتحطم كل شئ فوق رؤوسنا.
فاجئها من ما قالته بنظرة حائرة, لكنها تمكنت من جعله يتوقف عن الجدال و المناقشة, و هكذا انضما إلى الحفلة. طوال فترة الخمس عشرة دقيقة أو اكثر التي امضياها يختلطان مع الناس و يتحدثان معهم, كان رأس ليزا يدور و كأن الأمور قد اختلطت عليها بقوة. فاليأس المطلق جعل معدتها تتقلص, و جعل قلبها يضرب بقوة بين ضلوعها.
لديها القدرة لتنقذ عمل زملائها, و لتضمن لهم مستقبلاً أكث امانا و اشراقا. كلمة واحدة منها ستمنع آرثر كليتون و والدها من مواجهة الفشل و الخسارة. أنها تدين لهما بشئ ما, أليس كذلك؟ لمسة خفيفة على كتفها جعلتها تتوتر حتى اطرافها. كانت تلك اللمسة من كاغى دفونشير, محررة الصور.
اشرق وجهها اللطيف من الفرح و هي تقول :
أخيراً رأيتك! إننى سعيدة جداً لأجلكما. فانتما شابان, و ستبدأن بالنجاح معاً. هذا شئ رائع و جميل جداً.
ظللت عيناها المتعبتين ذات اللون البندقى دموع حارة و هي تتابع:
دعينى ارى الخاتم.
ما إن وضعت ليزا يدها في يد المرأة الأكبر سناً حتى شعرت بعينيها تخزانها. كانت ماغى واحدة من اعظم النساء, فهي تتحمل اعباء مشاكلها بثبات و إيمان. فأبنها بيلي مصاب بقصور في الدماغ منذ ولادته, و هو يملك عقل طفل في الرابعة من عمره لكن جسمه جسم رجل شاب. و لأن زوج ماغى تخلى عنها منذ سنوات عديدة, فهي تعيش بمفردها. تأخذ بيلي إلى مركز العناية اليومية و هي في طريقها إلى العمل, و تأتى لاصطحابه عند عودتها مساء إلى المنزل. لم تتذمر يوما او تتلفظ بكلمة لتشفق على نفسها, و إن فقدت عملها فلن تجد عملاً آخر. إنها في منتصف الخمسينيات من عمرها, و كل ما تستطيع ان تجده هو عمل وضيع بأجر زهيد كتنظيف المكاتب أو شئ من هذا القبيل.
رعشة باردة سيطرت على كل جزء من جسم ليزا. ما إن انتهت ماغى من إظهار اعجابها بالخاتم الماسي و تركت يدها, قالت لها:
- علىّ حقاً الذهاب الآن. سيمضى بيلي الأمسية عند إحدى الجارات, لكننى لا أريد أن استغل طيبتها, فلا احد يعلم متى سأحتاج إليها ثانية. ربما سيدعونى مليونير وسيم لتناول العشاء خارجاً.
ما ان استدارت ماغى و هي تسخر من نفسها بخفةحتى وضعت ليزا يدها بتوتر على ذراع بن, و تمتمت بحزم:
- لنذهب.
هل يمكنها ان تضحى بنفسها من اجل مصلحة المجلة؟ لماذا تشعر بتلك الحرارة الغامضة في عروقها لمجرد التفكير بما سيحدث فعلاً ؟
عليها ان تعيد الخاتم لـ بن.... كم سيؤلمه هذا الأمر!
لكن هذه العلاقة العابرة مهما طالت ستنتهي حين يقرر دييغو ذلك.
و عندها لن يتبقى لديها إلا الشعور بالفراغ العميق.
لا شك أنها ستشعر بالمهانة لأنها ستضطر إلى مرافقته إينما يذهب, و إلى رؤيته كل يوم. هذا ما فكرت به, و هي تشعر بالغضب من نفسها لأن جسمها بدأ يرتعش و دقات قلبها أخذت تتسارع لمجرد التفكير بالبقاء بقرب دييغو رافاكانى.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
|