المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون
رأت ليزا منزل هولند بارك في ابهى حلة للاحتفال. كان معظم الضيوف في الانتظار عندما وصلت. كانت الزهور منتشرة في كل مكان و قد عبقت رائحة الربيع في الغرف الأنيقة الجميلة. حتى وفاة والدتها كان والداها يعيشان في منزل كهذا, بالكاد يبعد عن هنا مسافة خمس دقائق سيراً على الاقدام. كانت لا تزال في المدرسة الداخلية و لم يتجاوز عمرها الرابعة عشر, عندما تلقت ذلك الخبر المشؤوم.
تماماً بعد الجنازة اخبرها والدها ببرودة انه سيبيع منزل العائلة, لينتقل إلى شقة مناسبة اكثر لرجل يعيش بمفرده. و في تلك اللحظة وعت للخسارة الفادحة التى تعرضت لها. لقد احبتها أمها كثيراً, و الآن رحلت المرأة الرائعة اللطيفة زهرة منسية التى كان يسيطر عليها زوجها القوى الشخصية إلى الأبد.
اعتقدت بساذجة انها و والدها سيتقربان اكثر من بعضهما البعض بسبب حزنهما الشدي على امها. لكنه كان يبعد نفسه عنها اكثر فاكثر, لا سيما عندما اخبرها انه سيشترى منزلاً جديداً قائلاً:
- اقترحت عائلة كليتون أن تقضى ايام العطل المدرسية معهم. فلطالما كنت سعيدة مع التوأمين بن و صوفى, و رفقتهما ستكون افضل بكثير لك من رفقتى.
اغمضت ليزا عينيها لفترة وجيزة, راغبة فى التخلص من الذكريات المؤلمة غير المرغوب فيها. فهذه مناسبة سعيدة, حباً بالله! وضعت ابتسامة على وجهها, و سلمت معطفها إلى الموظفة التى تم استخدامها لهذا العمل في الحفلة, و دخلت لتبحث عن بن.
امتلأت الغرف بالضيوف, لذلك اخذت تسير ببطء, و هى تحيي اصدقاءها و زملاء العمل, و اشخاصاً لم تعرفهم من قبل تمت دعوتهم من قبل والدىّ بن على ما تعتقد.
كانت قطع المفروشات قد ابعدت إلى حدود الغرف و منها ما ازيل بالكامل, و وضعت مائدة مليئة بالطعام السخى الشهى في غرفة الطعام الكبيرة, يخدم حولها موظفون يرتدون ثياباً انيقة مرتبة. رأت بن و والديه يقفون قرب إحدى النوافذ الطويلة, مستغرقين في حديث خاص جدى.
حديث انتهى على الفور ما ان وصلت ليزا و لمست كم بن لتحظى بانتباهه.
سألتهم و قد عقدت حاجبيها البنيين الناعمين:
- هل هناك خطب ما؟
بدا على ملامحهم القلق بشكل غريب, لكن هونور كليتون نفت ذلك على الفور و قالت:
- بالطبع لا! كم تبدين جميلة, عزيزتى. اليس كذلك, بن؟ هل اتت صوفى معك؟ لماذا تأخرتما هكذا؟
- انها بانتظار جيمس. سيذهب إلى الشقة لإحضارها و سيأتيان معاً.
وضعت ليزا يدها تحت ذراع بن و تابعت:
- لا اعتقد انك سمعت بآخر الأخبار, أليس كذلك؟
كانت تعلم أن هونور علمت بالأمر. كانت موجودة عندما اتصلت صوفى بأمها, و رأت تعابير القلق على وجهها, و كيف رفعت كتفيها بلا اهتمام و هى تقلب عينيها إلى اعلى.
رفعت هونور كتفيها بطريقة تُظهر عدم رضاها عن الأمر, و قالت :
- بالطبع علمت. لكن, هل تبدو صوفى مناسبة كزوجة لطبيب متواضع في الريف في المستقبل؟
عملت ما في وسعها لتتمكن من الابتسام قبل ان تتابع :
- الوقت وحده سيعطينا الجواب على ما اعتقد.
قالت ليزا بلطف:
- أنها سعيدة جداً.
حماتها العديدة متكبرة لكنها لا تتمنى إلا الافضل للجميع. و ليزا لن تنسي مطلقاً الإحساس بالعطف الذى اظهرته لها هذه المرأة في العطل المدرسية بعد وفاة والدتها.
كانت ليزا يافعة, و مع ذلك علمت بحدسها ان هونور لا تملك الكلمات المناسبة لتعزية الطفلة اليتيمة لشريك زوجها. لذلك عمدت إلى القول :
- و الآن عزيزاى, جِدا شيئاً مفرحاً للقيام به مع الصغيرة ليزا, لا مجال للتكاسل داخل المنزل! هناك الكثير من الأشياء التى يمكنكم القيام بها, كالذهاب إلى السينما, المنتزهات, المقاهى....
بعد الصمت المطبق الذى ساد عقب جملتها الأخيرة, فكرت ليزا بتعجب, لماذا على العائلة ان تشعر بكل هذا التوتر لأن شاباً رائعاً كـ جيمس تقدم بطلب يد ابنتهم للزواج. سألت فجأة:
- اين ابى؟
ساد الاحساس الغريب للمرة الثانية. نظر آرثر كليتون إلى ابنه اولاً ثم إلى زوجته. تحدث للمرة الأولى منذ ان انضمت ليزا إليهم, فقال:
- في المكتب, في اجتماع مع اكبر مُعلن لدينا. و لن يتأخر كثيراً. علم ان هذا ليس تصرفاً مثالياً في احتفال عائلى خاص, لكن من الواضح ان إقامة الرجل ليس طويلة في المملكة المتحدة و علينا استغلال هذا الأمر.
قالت هونور بحماسة:
- حان الوقت لنتحدث مع الضيوف. هيا آرثر يمكنك أن تبدأ بالكلام ما ان يظهر والد ليزا, و اعتقد أنه يريد قول بعض الكلمات بنفسه.... بالمناسبة اعلم ان الجميع هنا على علم بالموضوع, لكن علينا ان نجعل الخطوبة رسمية.
ابتسمت بثبات, و امسكت بذراع زوجها لتسير برفقته نحو قاعة الاحتفال الرئيسية.
عندما سألت :
- هناك أمر غريب يحدث, أليس كذلك بن؟ في البداية اعتقدت أن والديك غير مسرورين بشأن زواج صوفى. لكن ليس هذا ما في الأمر, أست محقة؟
- المشاكل تتعلق بريع الاعلانات.
تابع معترفاً و قد ابقى صوته منخفضاً, كى لا يسمعه احد غيرها:
- لكن لا شئ بالنسبة لك يدعو إلى القلق, فهه الأخبار قديمة. هل هذا الفستان جديد؟ يبدو أنه قد كلف ثروة.
سرعان ما تبدل الحديث, و بدا غير راغب بمواصلته. ظهر بعض العبوس على وجهه و هو يقطب جبينه و ينظر إلى الثوب الانيق الذى ترتديه, و هو ثوب من الحرير الشفاف بلون القهوة الباهتة, ينساب فوق جسمها على شكل طبقات, اما الجزء الأعلى منه فمعقود حو رقبتها بشريطين من الترتر الرفيع.
ابعدت اصابعها عن ذراعه و هى تنتظر ان يهدأ غضبه غير المبرر. إنه دائما شديد الحذر بالنسبة إلى المال, و هى تعلم ذلك.
لم يكن هذا الأمر يقلقها ابداً, فهى ترى ذلك الجانب من شخصيته مسلياً. لم تتوقع منه أن يتغير لكنها تفضل لو أنه اظهر بعض الإعجاب بمظهرها قبل ان يبدأ بانتقاد ثمن الفستان.
ابتسمت له ابتسامة متآمرة و قالت:
- لقد استأجرته لهذه الأمسية فقط, لكن لا تخبر أحداً بذلك!
تقبلت ابتسامته كمكافأة على عملها. وضع بن يده الدافئة حول خصرها الناعم. التوت شفتاها فظهرت ابتسامة صغيرة ابرزت الغمازة في خدها, لكنها ادركت انه يخفى عنها امراً هاماً.
- لا تتظاهر امامى, بن. إن كانت لدينا مشاكل مالية, فيجب أن اعرف بها.
القسم المالى اختصاصه هو و ليس اختصاصها, و هو بدوره لا يتدخل في عملها لتحريرى, لكن هذا أمر مختلف كلياً.
احنى بن كتفيه إلى الأمام ليظهر عدم ارتياحه. و للحظة اعتقد ليزا انه لن يخبرها بما يحدث. لكنه رماها بنظرة قلقة و قال:
- لم نكن نرغب في إثارة قلقك. ففى النهاية, قد يتمكن والدك من تغيير رأيه.
- رأى من؟
- رئيس الشركة الدولية للاستيراد و التصدير. انه يهدد بسحب اعلاناته من مجلتنا.
- و هل لهذا الأمر اهمية كبرى؟
- يمكنك المراهنة على حياتك بذلك, فـ إعلاناته تضم الثياب الجلدية الفاخرة, سلسلة محلات "لويس كلاسيوس" للمجوهرات, انواع متعددة من العصير, افخر انواع الأجبان, و العديد من الفنادق الفاخرة و المبانى المنتشرة عبر العالم. مع سحب تلك الإعلانات كلها سنصبح في النهر بدوان اى مجداف.
- يبدو الأمر سيئاً جداً.
عضت ليزا شفتها السفلى بقوة. كانت تعلم ان هذا سيحدث. اى معلن يرضى بالاستمرار مع مجلة تتجه نحو الاقفال الحتمى؟
- ما هى فرصة والدى ليتمكن من جعله يبدل رأيه؟
رفع بن كتفيه و هو يقول:
- الله وحده يعلم!
سار معها ليبتعدا عن النافذة و هو يتابع :
- ما كان على اخبارك.... لا تدعى هذه الاخبار تفسد علينا سهرتنا ليزى. إذا سارت الأمور على نحو الأسوأ و توقفت لايف ستايل, فنحن سنتدبر امرنا بخير. مع اختصاصى و خبرتك سنجد عملاً آخر. احتفظى بتلك الفكرة و نحن نختلط بالناس.
ابتسمت و قامت بكل ما بوسعها لتظهر ان كل شئ بخير في عالمها. لكن ليزا شعرت بالفراغ في داخلها, و راحت عيناها تنظران بصورة دائمة نحو المكتب, حيث كان والدها يعمل على إقناع رجل الأعمال البارز المتكبر بألا ينتزع صمام الأمان في حياتهم جميعاً. عدد كبير من الزوار كانوا من فريق عمل منتديات ليلاس لايف ستايل. لكن, بعد مرور شهر واحد فقط قد يصبحون بدون عمل, فوالدها و آرثر كليتون على ما يبدو يواجهان الإفلاس بوضوح.
كيف يمكن لـ بن أن يتوقع منها إبعاد تلك الأفكار عن رأسها, و تعزية نفسها بفكرة أنهما سيكونان بخير؟
لا يعقل ان يكون بهذه الأنانية, أليس كذلك؟ هزت رأسها بصورة لا شعورية رافضة تصديق ذلك. بالطبع هو ليس كذلك.... لابد أنه قال ذلك فقط كمحاولة منه ليسعدها, فهو غير راغب في إفشال تلك السهرة المميزة لهما.
ما إن امسكت بكوب الشراب الذى قدمه لها احد الخدم حتى رأت والدها, فشعرت بقلبها يضرب بقوة بين اضلاعها.
من المستحيل عليها ان تعلم من تعابير وجهه إن كان قد نجح في مهمته أم لا, لأنه كالعادة يحتفظ بما يشعر به لنفسه.
ساد الصمت و كأن حضور الرجل القوى قد فرض ذلك. عندما تحدث عن سعادته بالعلاقة المميزة بين العائلتين, دخلت الكلمات من إحدى اذنيها لتخرج من الأخرى. و عندما وضع بن الخاتم الماسي في إصبع ليزا شعرت الألم في وجهها من الابتسام المصطنع و التهانى المفرطة.
و مرت السهرة بدون وعى منها. و في الواقع, لم تترك المناسبة أى أثر جميل لديها على الإطلاق.
كل ما كان يهمها هو ملامح وجه والدها الصارمة التى اظهرت التوتر القاسي. كان يقف وراء المجموعة التى تحيط بها و تتحدث معها و مع بن. و بانحناءة خفيفة جانبية من رأسه فهمت أنه يريد محادثتها فقدمت اعتذاراتها, و توجهت مباشرة نحوه. قال:
- هناك من يحتاج إلى رؤيتك في المكتب.
- إلى رؤيتى انا؟
لاحظت ليزا تعابير الضيق و عدم الصبر على فمه القاسي بسبب سؤالها الأحمق بعد جملته الواضحة التامة. و لتتجنب الرد الساخر الذى تعرفه من خلال التجارب السابقة اسرعت بالسؤال:
- كيف سارت الأمور؟ اخبرنى بن ان هناك الكثير من المشاكل.
ما الذى يمكن ان يطلبه منها الثرى الكبير؟ قراءة المزيد من المقالات المثيرة التى تخطف الأنفاس في مجال عملها؟ و كان جميع المشاكل ستُحل فورا خلال لقاءات المحررين الشركاء!
تجنب والدها الرد على سؤالها, و علق ببرودة:
- كما قلت لك, يبدو اننا نحتاج لمساعدتك, و كل ما استطيع قوله هو ان تحاولى بجهد ألا تجعلى الأمر اكثر سوءً لن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً, و بعدها تستطيعين التمتع بما تبقى من سهرتك.
نعم, ربما يكون محقاً.... هذا ما فكرت به ليزا. لذا بدون أى تذمر, سارت نحو المكتب لتعرف ما يريدونه منها. وضعت يدها على باب المكتب, و توقفت للحظة, تراجع نفسها و لتتمكن من التحدث بهدوء.
إن امكنها ان تكتب الافتتاحية في المستقبل و هى صفحة مهمة فربما تستطيع ان ترجح كفة الميزان لصالحهم. مع ان مواضيع الافتتاحية بعيدة عن الصفحات التى تهتم بها عادة و هى اخبار المجتمع المملة او مقالات الازياء التى تهم الأثرياء فقط.....
ان افسدت الأمور فلن يسامحها والدها مطلقاً! لم تكن المرة الأولى التى تتساءل فيها لما تزعج نفسها بمحاولة إرضائه. لماذا ترغب في الحصول على شئ لن تحصل عليه ابداً, و هو دفء رضاه و محبته؟!
جعدت انفها الصغير بحركة ما, و ابعدت علاقتها بوالدها عن تفكيرها. رفعت رأسها لتتمكن من التنفس بقوة و لتريح عمودها الفقرى, ثم وضعت ابتسامة على وجهها, و دخلت إلى المكتب.
هناك رأته! يتكئ على حافة مكتب آرثر كليتون, ساقاه الطويلتان متقاطعتان عند الكاحلين, و عيناه السوداوان القاسيتان تنظران ببرودة وضيق إلى وجهها.
تقلصت معدتها من الصدمة!
بدا صوتها كالصدى عبر الطنين و الأزيز اللذين ملأ اذنيها و هى تقول :
- لابد من وجود خطا ما!
تراجعت خطوة إلى الوراء, و مدت احدى يديها لتلمس الباب.....
فرؤية دييغو رافاكانى وجها لوجه ليلة البارحة أمر سيئ جداً, لأنه اثار كل الذكريات المؤلمة و اعادها إلى الوجود, لكن رؤيه هنا متظاهراً انه معلن مهم و اساسي....!
- ابدا. ليس هناك أى خطأ. اؤكد لك, آنسة بنينغتون. اجلسي.
تحرك ليقف منتصباً و قد تباعدت قدماه, فيما وضع يديه ذات الأصابع الطويلة على وركيه الضيقين. كانت سترة بذلته مفتوحة لتُظهر صدرية متناسقة, ملتصقة بنعومة على جسده القوى الرائع. إنه صورة واضحة للأناقة المترفة. لم يكن هناك اى اثر لثيابه العادية او الرديئة.
حين تعرفت عليه في اسبانيا كان يرتدى ثيابه بدون اهتمام, أما هذا الشخص الأنيق فل يمت بصلة إلى حبيبها الإسبانى الذى مزق قلبها.
خاطبها بنبرة صوت رسمية جداً ما ساعدها على استجماع قوتها. لقد مر وقت طويل على قصتهما.... وقت طويل جداً يمنع الذكريات من العودة مجددا. هذا ما حاولت إقناع نفسها به. إن كان هو قد تغير, و هو أمر مؤكد و واضح في وجهه الوسيم القاسي, إذا فهى ايضا تغيرت.
راقبته زهرة منسية يجلس على الكرسي الدوار وراء مكتب آرثر فشعرت بقلبها يخفق بقوة قرب حلقها. إنه لا يزال يتحرك بتلك الرشاقة الفطرية العفوية نفسها, و لم تستطيع إلا أن تتذكر كم كانت تشعر بالسعادة و هى تراقبه.
جلست ليزا على المقعد المقابل له و يداها مرخيتان في حضنها.
ضغطت عليهما بقوة باحثة عن القليل من التماسك, و قالت تسأله بصوت هادئ بقدر ما استطاعت: منتديات ليلاس
-إذا أن تعمل الآن في الشركة الدولية للاستيراد و التصدير؟
كبحت في داخلها التعليق الوضيع الذى قفز إلى ذهنها : إنها خطوة كبيرة بالنسبة إلى نادل متواضع. فمن اجل مصلحة الجميع لا يمكنها ان تضايقه او تغضبه, مع أنها لا تزال ترغب في انتزاع عنقه بسبب ما فعله بها.
- منذ تقاعد والدى استلمت مكانه في "الشركة الدولية للاستيراد و التصدير"
وضع مرفقيه على ذراعي المقعد الذى كان يشغله. اخذت عيناه الضيقتان تراقبان عدم تصديقها و الصدمة الواضحة التى لمعت على وجهها.
وجه ملاك و جمال اسطورى, مع اخلاق بهرة متشردة! هذا ما فكر به و هو يراقبها.
بدت اكثر جمالاً مما يتذكر, فجسمها الناعم الرائع التقاسيم مازال فاتنا بشكل لا يصدق.
منذ خمس سنوات كان بإمكانه الحصول عليها لكنه لم يسمح بذلك لأسباب تخصه. ضاقت عيناه السوداوان المبهمتان و لمعتا بشدة من خلال رموشه السوداء الكثيفة . منذ خمس سنوات حرم نفسه من الحصول علي تلك السعادة بامتلاكها مع كل الإغراءات التى احاطت به. الآن بطريقة أو بأخرى, سيتمكن من الحصول عليها. سيحصل على ما يريده من فترة طويلة, سيتعلم اسرار هذا الجمال, ثم سيرميها ثانية إلى حيث تنتمى.
ابعد يديه, و إتكأ بارتياح على المقعد.... فكر ببطء بالسعادة التى سيحظى بها إن انتزع المشبك الذى يرفع شعرها إلى اعلى ليتمكن من رؤية جدول الحرير الذهبى يتهادى على بشرتها البيضاء.
قال بنبرة واضحة أكثر من العادة بصوته الناعم:
- لدى اقتراح سأعرضه عليك, آنسة بنينغتون.
نهاية الفصل الثانى
قراءة ممتعة
|