المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون
تمددت صوفى على الأريكة في غرفة الجلوس في الشقة الصغيرة التى تتشارك فيها مع ليزا قرب كلبها كومون و قد أكتسي وجهها الجذاب بتألق داخلى تُحسد عليه. رفعت نظرها لحظة وصول ليزا و قالت :
- يا إلهى, تبدين مخيفة!
على الفور جلست منتصبة الظهر و تابعت:
- ما الذى حدث؟ هل تودد إليك نيل مرة ثانية؟ هل اتصل بـ بين حتى بذهب إليه و يوبخه؟
لوت ليزا شفتيها, فـ صوفى دائماً تبالغ بردة فعلها. أما هى فتحتاج إلى من يساعدها لتتمكن من التحدث عن اهم حدث في الأمسية كلها, و هو رؤية الرجل الذى كانت مقتنعة أنه حب حياتها.
- لا. لا شئ من هذا القبيل, و الحمد لله!
رمت حقيبتها على الأرض, ارتمت على احد المقاعد الوثيرة و هى تتابع :
- الحفلات الخيرية للمجتمعات المخملية حقاً لا تحتمل.
علقت صوفى بدون اى تعاطف :
- انها غلطتك بالكامل. ما كان عليك ابدا ان تسمحى لهم بضمك إلى فريق عملهم. لقد حاولوا ذلك معى ايضاً, لكنى تمسكت بالقيام بعملى الخاص في قسم العلاج الطبيعى.
رفعت ليزا كتفيها بعدم اهتمام, و خلعت حذاءها. انها قصة قديمة.... فهى لم تدخل الجامعة و تحصل على مهنة خاصة بها. منذ عودتها من اسبانيا, انضمت إلى والدها للعمل في قسم الخدمات قرب المكتب الرئيسي للمجلة, بعد ان طلب منها ان تعيد فكرة التفكير في مستقبلها.
كانت شركة التوزيع و النشر تمر بصعوبات جمة. و تعمل على تخفيف النفقات, إما ببيع لوحات الإعلانات الضخمة الخاصة بالمجلة على الطرقات أو بإزالة تلك اللوحات. لكنهم عملوا جميعاً على حصر نفقاتهم. كان من واجبها ان تنضم إلى فريق العمل, بأجر زهيد, و ان تقوم بكل ما تستطيع القيام به للمساعدة في تبديل الأحوال.
في الوقت نفسه, كانت مرهقة من الناحية العاطفية, فلم تحاول المواجهة للحصول على ما تريده, حتى انها كانت في وضع لا تعرف فيه حقاً ما تريده.
- اعتقد أنك محقة.
نزعت ليزا الدبابيس التى كانت تبعد بنعومة شعرها الأشقر الطويل عن وجهها و هى تفكر أن عليها اخبار صديقتها الوحيدة عن رؤيتها لـ دييغو رافاكانى .
في تلك اللحظة لاحظت وجود كوبين فارغين على الطاولة المنخفضة.
رفعت حاجبها باستغراب و هى تنظر إلى صوفى متسائلة.
اصطبغ وجه صوفى بلون وردى قاتم, ثم ضحكت قبل ان تقول :
- جيمس طلب يدى هذا المساء, و انا وافقت.
كل النعاس و التعب اللذين كانت تشعر بهما ليزا تبخرا نهائياً. قفزت على قدميها لتضم صديقتها و تعانقها بقوة, و جلست متربعة قربها على الأريكة و قالت:
- هذا افضل خبر سمعته منذ فترة لا استطيع تذكر مدى طولها.
كانت صوفى تقابل الطبيب الجذاب منذ أكثر من سنة, و هى تحبه بجنون.
قال ليزا:
- إننى سعيدة جدا من اجلك, اخبرينى المزيد.
- سينضم إلى فريق العمل في وست كونترى. أنها منطقة ريفية جميلة جدا, و قد تم استدعاؤه إلى هناك. هل تصدقين ذلك؟
اضافت بحماس و ثقة:
- سنحظى بمنزل صغير هناك, و استطيع منذ الآن أن ارى نفسي زوجة طبيب, و لدى عدد كبير من الأطفال. كما اننى سأنضم إلى مجموعة ربات البيوت, و اضع نفسي بتصرف كاهن القرية, و سارتدى تنانير فضفاضة و معاطف خضراء ضخمة, و القبعات المزينة بريش الطيور. إنه سيناريو غير قابل للتصديق, هذا إذا كنت قد سمعت بمثله من قبل.
ضحكت ليزا و هى تبعد بحزم الأمنية التى شعرت بها بأن تكون مثل صوفى لجهة الحماسة بشأن الخطط التى تعدها لزفافها. فهى و بن لا يعيشان في عالم الرومانسية و الخيال, فهما صديقان و يتعاونان معاً لا أكثر و لا اقل.
بسرعة اخفت احساسا مزعجاً مليئا بالالم و الحسد و هى تقول :
- إذا, متى سيكون ذلك اليوم السعيد؟
- بعد ثلاثة أشهر. سأكون عروساً في منتصف الصيف.
اتسعت عينا صوفى بشكل كبير و تابعت:
- يمكننا ان نحظى بزفاف مزدوج! سيكون ذلك رائعاً. و هكذا يتمكن بن من الانتقال للعيش معك هنا. لقد حان الوقت لينهض بأعباء حياته و يغادر المنزل الأبوى.
إنه امر محتمل! هذا ما فكرت فيه ليزا و هى تصغى لـ صوفى و هى تتحدث عن فساتين الزفاف, و وصيفات العروس, و الأماكن المفضلة لقضاء شهر العسل.
ذكر بن لها انهما سينتظران سنة بعد الإعلان الرسمي لخطوبتهما غداً كى يتزوجا. كما انه يعيش في منزل العائلة في هولند بارك بسبب الأعباء المالية الجمة. لكن عندما ترحل صوفى, على ليزا ان تؤمن إيجار هذا المنزل, لذلك سيكون من العملى و المنطقى ان يشاركها بن فيه كزوج لها.
بعد مرور الوقت نسيت ليزا نفسها, و قالت بصورة لا إرادية:
- كان في الحفلة الخيرية الليلة.... تماماً كما اذكره.... لكنه مختلف ايضاً.
- من؟؟
سألت صوفى و هى تراجع قائمة الضيوف.
- دييغو!
كم كان من السهل لذلك الاسم الذى لم تذكره منذ تلك الليلة المخيفة ان ينزلق بهذه الخفة على لسانها. كم كان من السهل أن يُعيد ذكر اسمه احاسيسها المدفونة مرة ثانية..... آلام قلبها, غضبها, و ذلك اليأس المطلق الشديد. تلك العواطف التى اعتقدت أنها ماتت منذ زمن بعيد و دُفنت إلى الأبد عادت بسرعة إليها.
انتبهت إلى نظرة صوفى الغامضة فاندفعت قائلة:
- اسبانيا. ألا تتذكرين؟ تلك العطلة التى اصرتِ انت و بن على تقديمها لىّ؟
- بالطبع!
ضربت صوفى جانب رأسها بعقب يدها و تابعت:
- النادل الوسيم الذى اعتقدت انك كنت مجنونة بحبه... ذلك الشخص الذى تخلى عنك في تلك الليلة الأخيرة هناك. الحقير! ما هذا العالم الصغير؟ و ما الذى كان يفعله هناك بالاختلاط مع اولئك الناس؟
لا فكرة لدى مطلقاً.
وضعت ليزا كوبها جانباً على الطاولة, و هى لا تعلم حقاً لماذا بدأت بالتحدث عنه. حاولت جاهدة ان تتفهم حاجتها للحديث.... اتراها عقدة نفسية, و هى ترغب في التحدث عنها لتتخلص من آلم الخيانة المدفون بعمق داخلها؟
بدا كأنه يملك مليون دولار. حسناً! لنقل انه بدا و كأن هذا المبلغ مجرد فكة نقود بالنسبة إليه. اعتقد ان عمله الاجتماعى قد اوصله إلى مجالات واسعة.
عليها ان تقول ذلك, و تعبر عمّا يدور في رأسها بشأنه و ان تصفه بكل الصفات السيئة التى تخطر في بالها لكى لا تعود ابداً إلى ذكره من جديد, فلا تشتاق إليه او تحلم به بعد اليوم.
قالت صوفى باشمئزاز:
- يا له من مخادع متأنق! اتمنى ان تكونِ قد و بخته بقساوة!
- لم نتحدث مع بعضنا.
بل مجرد كلمة واحدة, فقد انزلق اسمه من بين شفتيها.
وافقت صوفى قائلة:
- ربما ذلك افضل. لو كنت مكانك لضربته بشدة, و اثرت فضيحة كبيرة في المكان. و الآن, لتنس ذلك اللعين, و لنتحدث عن شئ جميل. ما الذى سترتدينه في حفل خطوبتك؟ من جهتى, اعتقد اننى سأرتدى فستانى الأخضر الحريرى. يقول جيمس انه رائع جداً علىّ.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
|