المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون
امرهما دييغو بصوت عصبي و بشدة:
- انتقلا إلى الظل.
جاء صوته من وراءهما مما جعل ليزا تقفز من جلدها.
هل سمع تلك الكذبة السخيفة؟ على الأرجح انه فعل. ترنح قلبها في صدرها بسرعة لم تستطيع السيطرة عليها. يمكنها أن تشرح له الأمر في ما بعد.... بالطبع يمكنها ذلك. ادارت رأسها باحثة في عينيه, لكنه كان يسير برفقة إيزابيلا إلى الطاولة.
لابد أنه سمع ما قالته إيزابيلا. لقد تلفظت بتلك الكذبة بتأكيد و حزم, و هو ليس أصم. من المؤكد أن هذا الأمر لم يزعجه البتة إذ كان يبتسم و يبدو مرتاحاً بشكل واضح و هو يمسك الكرسي لأخته.
بالنسبة إليه, يمكنها أن تذهب و تتزوج من الشيطان نفسه. لم تشعر ليزا يوماً أنها بائسة إلى هذا الحد.....
شعر دييغو بالألم في وجهه من كثرة الابتسام و التحدث مع إيزابيلا بثرثرة لا طائل منها, و شعر بالألم في قلبه بسبب ما سمعه.
أتراها ما توال تخطط للزواج من كليتون؟
لن يسمح بحدوث ذلك! لا بد أنه اخطأ السمع. لا يمكن أن ينمو ذلك الحب و الشوق بينهما إذا كانت تحب رجل آخر, فـ ليزا ليست من هذا النوع من النساء.
إلا إذا....! فكرة غير مرحب بها أظلمت روحه, و جعلت دمه يجري في عروقه بارداً كالثلج: إلا إذا كانا قد اتفقا على ذلك معاً!
خطر أغلاق المجلة, الديون المتراكمة على والديهما, فقدانهما لما يعتبرانه ميراثاً لهما, هذا بدون ذكر عملهما.... كاد ان يسمع كليتون يقول لها:
"افعلي ذلك من اجلنا, من اجل مستقبلنا. افعلي ما يشاء, و فكري فقط بازدهار (لايف ستايل) ثانية. و عندما يبعدك عنه سنتزوج بكل الأحوال.
لا! لا! إنه كلام لا قيمة له مطلقاً!
لن يسير في ذلك النفق المظلم الذي سارت فيه ليزا من قبل وقت قصير, عندما اعتقدت أن إيزابيلا زوجته. و من خلال ما سمعته من روزا يمكنه أن يفهم لماذا توصلت إلى ذلك الاستنتاج, لا سيما انها مزجته مع سوء التفاهم الذي حدث منذ خمس سنوات.
بإمكانه أن يفهم و يسامح.
لكنها كانت تعانق كليتون و كأنها لا تستطيع الانتظار لتبقي معه بمفردهما.
تمني لو أنه يستطيع نسيان ذلك المشهد الحار الذي يجعله يشعر بالتشتت, تلك الصدمة التي تحولت بسرعة إلى مرارة و غضب. بكل الأحوال, ليزا لم تقم يوماً علاقة حميمة مع كليتون. هو يعلم ذلك بالتأكيد, و يراهن على ذلك بحياته.
يا إلهي! لو يستطيع ابعادها إلى مكان ما يبقيان فيه بمفردهما في غضون الدقائق القليلة القادمة سيصاب بالجنون! يريد أن يوضح كل الأمور. يريد أن يعرف إذا كانت مشاعرها نحوه عميقه و قوية كما هي مشاعره نحوها.
عيناه الثاقبتان استقرتا عليها لفترة طويلة, اطول مما سمح لنفسه بالنظر إليها حتي الآن. رمقها بنظرات سريعة جانبية, و بسرعة ايضاً ابعدها عنه.
لاحظ أنها على غير عادتها, اضافت كمية من الكريما و عدة ملاعق من السكر إلى فنجان قهوتها. و شربت بعطش كوب الماء المثلج الذي قدمته لها روزا. بدت شاحبة من القلق عندما انضمت إليهما تحت الظل لكنها, و الحمد لله, تبدو بحالة أفضل الآن.
إنه يحبها كثيراً, حباً يقارب العبادة. شعر بقلبه يتلوى في صدؤه1 كانت تُصغي إلى وصف إيزابيلا المفرح و هي تتكلم عن مباهج سيفيل, مركزة بالتحديد على المتاجر الفخمة و المطاعم و النوادي الليلة, بلازا دو إسبانيا, و الحدائق الغناء في ماريا لويزا بارك.......
بذلت ليزا ما في وسعها لتظهر اهتمامها, فراحت تبتسم و تلقى بعض الأسئلة عندما تستطيع أن تتلفظ بكلمة, لكن عيناها الجميلتين بدتا مضطربتين.
حان وقت التدخل. سيقدم اعتذاراته لـ إيزابيلا, و سيأخذ ليزا إلى مكان ما حيث لا يمكن لأحد ان يزعجهما.... إلى الشاطئ, كما خطط منذ البداية. بإمكان إيزابيلا ان تضجر قدر ما تشاء حتي يصل سيزار.
احست ليزا بنظرات دييغو عليها. شعرت بتلون خديها, و حاولت أن تركز على ما تقوله إيزابيلا. بدت المرأة الأخرى سعيدة, غير مدركة للقلق الذي يعتمل تحت المظاهر المصطنعة, و من أين لها ان تدرك؟ تساءلت عمّا يفكر به دييغو ؟ تفاجأت عندما ظهرت روزا و هي تحمل هاتفاً نقالاً, و قدمته لها.
- ليّ؟
أي سؤال أحمق هذا! و لأي سبب آخر ستحضر روزا الهاتف لها؟
انقلبت معدتها بسبب إحساسها بالغثيان. اصرت علي دييغو أن يترك رقم الهاتف لدي والدها, فلعله أراد ان يتصل بها, فقط للتحدث معها. مع انها كانت تعلم في قرارة نفسها أنه لن يفعل. بالنسبة إليه, إن كانت بعيدة عن عينيه فهي بعيدة عن افكاره.
ارتجفت يدها ما أن امسكت بالسماعة..... هل حدث له مكروه؟ عاودها الصداع الذي تخلصت منه لتوها.... عاد بقوة اكبر.
ما ان ذكرت اسمها بصوت كالهمس حتي سمعت صوت صوفي عالياً, واضحاً ممزقاً من التوتر.
- بن تعرض إلى حادث سير مروع, و هو في غرفة العمليات الآن. آخر ما قاله قبل ان يدخل إلى هناك: اطلبي من ليزا أن تحضر. أريد أن اراها. لذلك من الأفضل لك ان تنسي ما تفعلينه هناك.
تلون صوت صديقتها بازدراء واضح و هي تتابع:
- أنت تدينين له بالكثير........ و هو قد يموت جراء الحادث. لا اعتقد أنها مجرد صدفة أن يتحول رجل يقود بحذر لا مثيل له إلى نقيض ذلك بعد ان تخليت عنه, أليس كذلك؟
شعرت ليزا بالصدمة فلم تستطيع الكلام. تحركت شفتاها من دون أن تتفوه بكلمة. بالكاد استطاعت استيعاب ما تسمعه. آه بن العزيز! صديق عمرها الذي اهتم بها لسنوات و سنوات... ربما هو يحتضر. يجب ألا يحدث هذا.
بنبرة عصبية ذكرت صوفي اسم المستشفى الذي يُعالج فيه, و تابعت بغضب:
- قولي شيئاً, لًمَ لا تتكلمين؟ حتي لو قلت فقط آسفة!.
تنفست ليزا بسرعة و قد جعل القلق صوتها ضعيفاً. قالت:
- قولي له أنني سأكون معه في اقرب فرصة ممكنة. سأستقل أول طائرة عائدة إلى لندن. و قولي له......
منتديات ليلاس
طغت عاطفتها علي صوتها لكنها تمكنت من المتابعة:
- .... ليتمسك بالحياة و ينتظرني.
إن مات بن فسيكون الأمر صعباً عليها, لأنها ستخسر اخاً. كما انها ستخسر صوفي التي كانت كـ اخت غالية لها. لأن هذه الأخيرة ستلقي اللوم عليها دائماً.
تعثرت و هي تنهض, و سقط الهاتف من اصابعها المتوترة. حاولت ان تبعد الرعب و الخوف من صوتها, فقالت لـ إيزابيلا التي اتسعت عيناها من الدهشة:
- اعذريني, عليّ الذهاب.
ألقت نظرة سريعة باتجاه دييغو, و لاحظت انه التقط الهاتف و كان قول شيئاً ما لـ صوفي, فركضت إلى غرفتها.
ما ان اصبحت هناك حتي راحت تتنفس بهدوء لتجبر نفسها علي التفكير بطريقة صحيحة, علها تستجمع قوتها. لابد ان تطلب من احدهم ان يوصلها إلى المطار, أو ان تطلب سيارة اجرة. و الشيء الأكثر اهمية هو ان عليها توديع دييغو و ان تشرح له ما الذي يحدث.
تركته و هو يتحدث إلى صوفي الشديدة الاضطراب, فلابد أنه علم بالأمر الآن. لن تكون هناك أية مشكلة معه.
مجرد التفكير في وداع دييغو جعلها ترغب في رمي نفسها على السرير و البكاء. فكرها المليء بالشك أعلمها انها خسرته إلى الأبد. انهمرت الدموع علي خديها الشاحبين ما أن بدأت تضع الأشياء التي رمتها علي السرير في وقت سابق في حقيبتها المفتوحة.
كانت ترغب في ان تحظي بفرصة للاعتذار, لتقول له إنها ستندم علي كل شيء بدءاً من تصرفاتها السخيفة منذ خمس سنوات إلى موجة الغضب التي اجتاحتها بشكل مزعج, حتي آخر يوم في حياتها.
مجرد التفكير ان العلبة التي رأته يضعها في جيبه في قاعة الاستقبال في الفندق كانت تحتوي علي خاتم اراد تقديمه لها جعلها تكره نفسها. تنهيدة كبيرة ولدت في داخلها, في اللحظة التي دخل فيها دييغو إلى الغرفة.
قفز قلبها, و كاد ان يتوقف عن الخفقان, ثم اندفع الدم سريعاً فيه بطريقة مؤلمة. بدا شديد التوتر, عناه السوداوان تلمعان بشدة و كتفاه متوترتان بشكل زاضح. بدا وسيما و رائعاً. فكرت ليزا انها فقدته إلى الأبد! قبل ان تتمكن من قول كم هي نادمة علي كل شيء, قال دييغو ببساطة:
-أنا آسف لسماع الأخبار السيئة. لابد انك و عائلته قلقون جداً.
الكلمات المتعاطفة التي صدرت عنه زادت من آلامها كثيراً.
الاحساس بالذنب طعنها في قلبها, مذكراً إياها كم هي انانية. فهي تبكي بسبب خسارتها للفرصة التي قد تجعل دييغو يقع في حبها مرة اخرى, في حين ان صديقها العزيز يحارب من اجل بقائه حياً.
عاودتها الذكريات عن لطف بن الدائم, و عن مساندته المستمرة لها, واضعاً إياها تحت جناحه منذ وفاة امها و هجران والدها لها. لطالما تشاركت هي و صوفي الضحك و التسلية من تصرفاته القديمة الطراز, لكن كان هناك دائما حب كبير بينهم.
ملامح وجه دييغو الوسيمة لم تكن تحمل اية تعابير عندما سألها:
- هل تحبينه؟
الاحساس القوي بالذنب من التفكير فقط بمشاكلها الخاصة و يأسها القاتل جعلاها تقيّم كثيراً علاقتها مع الرجل الذي ستحبه حتي اخر يوم في حياتها, مما دفعها للقول بصوت كالنحيب خرج من بين شفتيها المرتجفتين:
- بالطبع احبه!
لمعت عيناه بالألم, و استدار خارجاً من الغرفة. كان عليه ان يعلم..... و الآن أسوأ كابوس ف حياته يحدق به وجها لوجه.
إلي متي كانت ستستمر بالتظاهر, تشاركه ايامه, حتي بعد ان قال لها إنها حرة في الذهاب؟ إلى متي كانت ستستمر بخطتها في جعله احمق, لتحصل منه هي و بن علي كل ما يستطيعانه؟ و الآن ها هو الرجل الذي اعترفت بحبه يتصل بها و هو علي فراش الموت....
عندما وصل إلى الباب استدار ليحدثها. لكن رؤية دموعها علي الرجل الذى تحبه اصابته بـــ آلم بارد في صميم قلبه. أما الكلمات الأخيرة التي قالها لملاكه المخادع فكانت: (سيوصلك مانويل إلى المطار. ما إن تنتهي من توضيب حقيبتك, حتي يكون جاهزاً, و بانتظارك.)
نهاية الفصل العاشر
قراءة ممتعة
|