المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون
استيقظت ليزا صباح اليوم التالي, بسبب اشعة الشمس القوية. سمعت اصوات الطيور تزقزق في الحديقة... اصواتاً ناعمة تناسب مزاجها فعلاً. نهضت من السرير و هي تحدق بالمكان حولها كأنها تراه لأول مرة. اليوم, شعرت أن كل ما حولها اكتسب معني جديداً, و اكتسي بحلة أكثر بهاءً.
لابد ان دييغو قد نهض. تنهدت بارتياح عندما فكرت به. بإمكانه تغيير مزاجه كما يغير جواربه, لكن هذا ليس مهماً, فهي تعرف انه يهتم لأمرها. ما يشعر به نحوها أعمق بكثير من مجرد اعجاب و انتقام, و هي تعلم ذلك. ألم يعرض عليها ان تذهب إذا ما رغبت بالمغادرة؟ ألم يعترف لها انه يريدها ان تبقي, لكن فقط إذا ارادت هي ذلك؟
لا يمكنه أن يُظهر لها عواطفه الحقيقية بصورة افضل, أليس كذلك؟
ضمت ذراعيها حول صدرها. شعرت ببعض الارتباك من شدة السعادة. علي الرغم مما قاله, بإمكانها استعادة الماضي. و إذا كان لا يزال ينكره, عليها ان تعمل علي تبديل رأيه.
سمعت طرقة خفيفة على باب غرفتها, فارتدت عباءتها علي عجل و سارت لتفتح الباب. دخل دييغو إلى الغرفة مبتسماً, و هو يحمل باقة من الأزهار البرية لها. إلا أن عينيها تركزتا عليه فقط, مأخوذة بسحره الفاتن.
بدت نظرة عينيه دافئة, و انتقلت عدوي ابتسامته إليها. لاحظت أنه يرتدي قميصاً قطنياً بدون اكمام, التصقت بكتفيه العريضين, و قد بدت ساقاه طويلتين في بنطلون جينز بلون الرمل. اصطبغت بشرتها الشاحبة بلون زهري ما ان رأت عينيه ترمقانها بنظرات الأعجاب. اسبلت جفنيها, إذ لم تعد تستطيع النظر إليه. إنها تحبه و تريده بكل جارحه من جوارحها.
سار دييغو نحوها و تابع سيره من دون أن يلمسها. بدا الحزن على وجه ليزا, لكنها نسيت ذلك بسرعة عندما رأته يضع الازهار على الطاولة قرب السرير يستدير نحوها قائلاً:
- قمت بنزهة صباحية, و قطفت هذه الأزهار لك.
توقف قليلاً عن الكلام و تابع و قد التوي فمه بابتسامة ماكرة:
- قبل ذلك قمت بإعادة الماس الذي تركناه في الحديقة البارحة إلى مكانه.
استقام في وقفته و قد ابعد قدميه عن بعضهما. بدا شعره الناعم مشعثاً بسبب النسيم الناعم الذى عبث به, اما عيناه فكانتا تبتسمان لها, و تابع :
- تركنا هناك ثروة من الماس. أتذكرين؟
شهقت ليزا عندما تذكرت الأمر. لكنه طمأنها بقوله:
- الماس اصبح في الخزانة الحديدية. و كل شيء على ما يرام.
بعد ان فعل ذلك سار عبر التلال ليوضح افكاره, أنه لم يكن راضياً عن نفسه. يمكنه فقط ان يصف تصرفاته بالمرعبة. لقد انجرف بطبع غاضب مخز لم يعان منه من قبل, بعد ان اعترفت له ان السبب الوحيد لموافقته على عرضه هو رضى والدها عنها. لم يدرك ما الذى كان يحدث لع فعلاً! صفعته تلك الحقيقة في وجهه, فقرر ان يعاقبها.
كان في الواقع مغرم بها من جديد, لكنه عنيد جداً, ليعترف بذلك امام نفسه. أنه لا يهتم مطلقاً لكيفية تصرفها في الماضي. يا إله السماوات! كانت اكبر قليلاً من طفلة في ذلك الوقت!
اقترب منها برقة ليضمها بين ذراعيه ليعانقها, كأنه اراد ان يعوضها عن ذلك الألم الذي سببه لها ابتزازه لها و عناده في الاعتراف بحبه لها. شعر بها تذوب بين ذراعيه, لكنه احبر نفسه على الابتعاد عنها, ثم نظر إليها متسائلاًً و قال:
- سيصبح الفطور جاهزاً بعد نصف ساعة, أيناسبك ذلك؟
هزت ليزا رأسها بصمت, فأحنى دييغو رأسه متفهما. كانت تقف وكأن قدميها قد التصقتا بالأرض, فتراجع خطوة إلى الوراء, واضعاً يديه في جيبي بنطلونه. قال بصوت أجش مليء بالتفهم:
- اعلم انني إن لمستك ثانية فلن اتمكن من مغادرة الغرفة. و أنا لدي خطة اخرى لقضاء هذا النهار. هناك كهف اعرفه لا يبعد عن هنا أكثر من ساعة في السيارة. لا أحد ابداً يذهب إلى هناك, و سنكون هناك فقط نحن الأثنان.
اراد ان يضمها بين ذراعيه مرة اخرى, و ان يشعر بجسمها الجميل قربه. اراد ان يعانقها حتي ينسيا معاً في أي كوكب هما. كان يريد ذلك بقوة لدرجة انه لم يعرف كيف تمكن من الخروج من الغرفة. لكن كيف يمكنه التحدث معها بمنطق و هما معاً في موجة من الحب العارم؟
علي الشاطئ الفضي السري, سيكونان فقط هما الأثنان, و لديهما كل وقت العالم. عندها يمكنه ان يفتح قلبه لها. بإمكانه إعادة النظر بكل ما حدث في الماضي, ليخططا معاً للمستقبل. مستقبل طويل و سعيد لهما معاً, إذا رضيت ان تتزوجه, و تقع في غرامه من جديد.
اما إن كانت لديها مشكلة بشأن هذا الأمر , فسيعمل على إقناعها بكل ما يملك من حب و شوق إليها. هذا ما قرره و قد سيطر عليه شعور قوى بالتملك الإسباني, قبل ان يعيد تفكيره إلي الأمور العادية. سار باحثاً عن روزا لتحضر لهما سلة كبيرة مليئة بالطعام الشهي للنزهة.
منتديات ليلاس
لم تستطيع ليزا التحرك لبعض الوقت و هي تحتفظ بابتسامة لطيفة على وجهها. هي و دييغو سيمضيان النهار معاً. لن يكون كيوم البارحة, حيث كان يتجول قربها و وجهه غاضب كالرعد, منفقاً المال عليها و كأنها واجب ضروري و غير سار. او كالأيام الماضية التي مرت دون أي لقاء باستثناء اوقات الطعام. سوف يمضيان النهار كحبيبين حقاً! إنها متأكدة من ذلك.
شهقت بغتة عندما ادركت ان الوقت يطير بسرعة. استحمت و عادت بسرعة إلى غرفة النوم لترتدي ثيابها. ارتدت قميصاً قطنياً ناعمة بدون اكمام, لونه كلون عينيها مع ازرار صغيرة من الأمام. آهـ! تستطيع تخيله و هو ينظر إليها بإعجاب.....
قبل ان تستولي عليها تلك الأفكار ارتدت تنورة واسعة بلون القشدة واضعة طرف القميص تحت خصرها الضيق. سرحت شعرها حتي عاد إلى طبيعته الناعمة, و تساقط على كتفيها كالشلال.
بدت متوترة كأنها عصفور في قفص. اعترفت بذلك ما إن انتعلت حذاء يناسب زيها. و شعرت بالخوف مما سيُجلبه لها المستقبل.
ماذا إذا رأى دييغو المستقبل مجرد اسابيع قليلة أو ربما عدة ايام فقط, قبل ان يعود ثانية إلى حياته المليئة بالأعمال؟ ليقول بعد ذلك
"الوداع.... من الرائع اننا التقينا ثانية... اراك في وقت ما.... ربما...."
تنفست بعمق لتتمكن من تهدئة اعصابها, و امرت نفسها بالتوقف عن الخوف بدون مبرر. فهي بدون شك تعني الكثير له, أليس كذلك؟
بالطبع, تعني له الكثير.
لتمنه نفسها من التفكير في ذلك السيناريو السيء, قررت ان تتوجه إلى غرفة دييغو لكي ينزلا معاً لتناول الفطور.
وجدت باب الغرفة مفتوحاً, لكن دييغو لم يكن موجود. دخلت لتلقي نظرة إلى الداخل بدافع الفضول. كانت هذه الغرفة بسيطة و بعيدة عن كل زينة, يحتلها سرير كبير . ارضها تلمع كالرخام و ليس عليها أي سجادة. فيها خزانه كبيرة, محفورة بأشكال الفواكه و اوراق الكرمة. رأت مكتباً وحيداً في احد جوانب الغرفة بين نافذتين كبيرتين. و اقتربت من المكتب, و لاحظت المصباح المنحني و الأقلام الموضوعة في كأس كبيرة علي شكل قرن.
ثم رأت صورة في إطار فضي بسيط, زوجان جميلان في منتصف العمر. هل هما والديه؟ مررت اصبعها فوق الإطار , و تساءلت إن كانت ستقابلهما يوماً. حاولت ان تلغي من ذاكرتها كلامه الجارح:
"هناك نساء يسعد الرجل بتعريف اهله عليهن, و من الواضح انكِ ليست منهن"
كان ذلك قبل ان يجدا بعضهما مرة ثانية. اصبحت الأشياء مختلفة كثيراً الآن. بالطبع اصبحت مختلفة! اكدت لنفسها بقوة.
لمحت إطاراً اصفر اللون شبه مختبئ وراء صورة الزوجين تلك. بفضول رفعت الصورة لتراها بوضوح. و علي الفور توقف قلبها عن الخفقان, ثم انسحق بقوة. لن تنسى مطلقاً صاحبة الوجه الرائع الفاتن.... وجه المرأة التي رأتها معه منذ خمس سنوات. شعرت بالغثيان و دفعت الصورة بعنف بعيدا عن ناظريها.
ما كان ليحتفظ بصورتها قرب سريره لو كانت مجرد علاقة عابرة في حياته, و جزء من حياته العابثة. هل يفعل؟ لابد أنها شخص مهم و مميز بالنسبة إليه. معرفة ذلك جعلت ليزا تشعر بالبرد و الخوف. أتراها فهمت الأمور بصورة خاطئة؟ هل سيحطم قلبها من جديد؟ و هل ستتمكن من تحمل ذلك؟
هل تزوج من تلك المخلوقة الرائعة زهرة منسية التي تضج بالحياة؟ و لهذا السبب يحتفظ بصورتها بجانب صورة والديه؟ أهي جزء من العائلة؟ هل يخون دييغو زوجته, و يعاملها هي نفسها, ليزا, كأنها لا شيء أكثر من عمل غير منتهِ؟
لقد اعتاد على التلاعب بالنساء و خداعهن. أليس كذلك؟ إنها تعلم ذلك بنفسها. كان عليها أن تتذكر ذلك.
غظت فمها المرتجف بيدها لتخنق صرخة الألم. تزايدت شكوكها بسرعة و كثافة. لماذا لم تفكر بأن تسأله عندما كان في لندن إن كان متزوجاً؟
خرجت من الغرفة و هي تترنح. عليها ان تعالج هذه المسألة على الفور. هذه هي المرة الأخيرة, التى تواجه فيها برهاناً عن خيانته. لقد ابعدته بقسوة عن حياتها في السابق من دون ان تقول له السبب.
هذه المرة سيكون الأمر مختلفاً جداً.
نهاية الفصل الثامن
قراءة ممتعة
|