كاتب الموضوع :
عمرو مصطفى
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يوتوبيا الشياطين (النسخة المعدلة)
8ـ الصدمة
مازال يذكر أول يوم وطأت قدمه أرض كفور الصوالح..
لا أحد يدري من أين جاء تحديداً، المهم أنه جاء هنا ليبقى..
مشي بخطوات جنائزية بين شواهد القبور، بحث عن مكان مهجور يصلح للإقامة، ثم توقف أخيراً عند ذلك البيت الطيني الخرب القابع على أطراف المقابر..
القاذورات في كل مكان حوله والرائحة خانقة لا تطاق، وهذا مهم جداً لما سيقوم به، وما سيحصل عليه..
تأكد بطريقته الخاصة أن البيت لا يخص زميل مهنة حالي ثم جلس ينتظر..
الطقوس ستكون عند منتصف الليل..
أشعل مصباح الكيروسين وأخرج أدواته من جعبته التي جاء بها للقرية، كل شيء سيتم بهدوء ويسر، وتمنى أن يحالفه الحظ ويلقى رضاهم هذه الليلة..
ذبح أرنب وفرق دمه على شكل نجمة خماسية على الأرضية، ثم جلس ينتظر ..
في الليلة الأولى لم يلق استجابة، وكان هذا متوقعاً، فالأسياد يحتاجون إلى ما هو أكثر من مجرد أرنب.
في الليلة التالية عاد بكبش سرقه من أحد بيوت الفلاحين في غفلة من أهله، دماء أكثر سالت لكن بلا استجابة ..
الأن لم يعد هناك مفر من الخطوة التالية ..
الضحية البشرية ..
لن يستطيع اختيار ضحية بشرية من أهل القرية سيقلب هذا القرية رأساً على عقب، عليه أن يستدرك طفل من قرية بعيدة، يقوم بتخديره ويأتي به في جوال..
ذبح البشر ليس سهلاً، خصوصاً الأطفال، لكنه تعلم كي ينجح في عمله هذا لابد أن يصير قلبه مجرد مضخة تضخ الدماء وتبقيه على قيد الحياة، لا أثر هنالك لأي مشاعر سخيفة قد تعطلك..
المجد ينتظره وعنق هذا الطفل هي مفتاح العبور لذلك المجد..
تناول المدية الحادة وقام بشحذها عدة مرات على قطعة حجر وتوجه إلى الجوال، فك ربطته وأخرج الطفل فاقد الوعي..
ما حدث بعد ذلك كابوس اتركه لخيالك..
المهم أن الضحية هذه المرة أثمرت، حيث سمع العواء الطويل الحزين بالخارج، وتهلل وجهه وهو يرنوا جهة الباب..
ـ يا مرحب بالأسياد ..
بالخارج جاء يمشي حثيثاً، أسوداً كالليل البهيم ، عيناه جمرتان من جهنم، أسنانه تبرق كالماس تحت ضوء القمر..
كلب أسود بلا ظل..
وأمام الباب خر علوش على ركبتيه في تبجيل مستقبلاً ذلك الذي وفد عليه من الجحيم ، أخيراً لبى الأسياد نداءه ..
تجاوزه الكلب متجهاً ناحية جثة الطفل المذبوح، دار حولها وهو يتشمم الدم، ولغ فيه فتوهجت عيناه، وأغمض علوش عينيه وقلبه موشك على التوقف، فتح عينيه فلم ير شيئاً، لقد اختفى سفير الأسياد..
إنها علامة القبول إذن!
أغمض عينيه ثانية وبدأ يرتجف من الرهبة والنشوة..
قال بصوت مبحوح كأنه يجيب على سؤال لم يسمعه سواه :
ـ فقط أريد الخدمة..
شعر أن جدران البيت الطيني كأنها ترتج، وبرعدة تسري في أطرافه، ثم بدأ الجنون..
زام مثل القط، مرغ وجهه في الدم، كتب على الجدران بمداد من بوله، جلد ظهره بالسياط، انهار على الأرض فارداً أطرافه الأربع، عيناه جامدتان تحملقان في السقف، ومن فمه الفاغر سال خيط طويل من اللعاب إلى صدره..
هناك أصوات تتردد في ذهنه، عشيرة محترمة تتبادل الحديث هنالك، رجال ونساء، جدال عنيف يدور في رأسه..
ـ مقبول؟..
ـ لا بعد..
ـ نريد.. مزيد..
ـ دماء.. نريد.. مزيد..
ـ خذ سكين.. خذ سكين..
ـ دماء.. مزيد..
ـ هلم..
ـ هاتها.. مزيد..
وجد المدية في يده، والصوت الرهيب يلفح أذنيه، مزيد، نريد مزيد، هذا الصوت يصهر إرادته ذاتها، هناك ألم لا يمكن وصفه، ألم تشعر به أنت وحدك، أنهم يسلبونك شيئاً ما، حتى هذا لا تستطيع أن تميزه، يصرخ بلا صوت، هو يريد أن يفعلها كي يتحرر، إنه يعلم أن تلك التجربة ليست سهلة، أنت في يدهم كالعجين، سيشكلونك من جديد، سيعيدونك إلى بطن أمك، وربما لا يعيدونك أصلاً.
وأخيراً...
ـ مقبول.. مقبول..
الأصوات تخفت بالتدريج.. ووعيه يعود إليه شيئاً فشيئا..
لكن ذلك الألم الحارق لا يزول، إنه يزداد كلما استعاد وعيه أكثر..
تحسس وجهه، سائل الحياة الساخن اللزج يتدفق عبر تجويف عينه اليمنى، جراحة بدائية وناجحة أجريت له أو أجراها هو بنفسه لنفسه،
صرخ أخيراً فشقت صرخته قلب الليل الساكن..
ثمن الخدمة كان غالياً، لكن الأسياد قالوا له أن المقابل أغلى، وعينه الباقية ستكفيه وزيادة، سيرى بها أبعد مما يتخيل..
وبالفعل.. من يومها بدأ اسمه يتردد في القرية..
الشيخ علوش يمكنه أن يرد لك ضالتك، يمكنه أن يخبرك عن موضع العمل الذي صنعه لك ابن خالتك، أو يصنع هو عمل لابن خالتك، يمكنه أن يرشدك لمكان المال الذي سرقه منك جار السوء، ويمكنه كذلك أن يؤذيك بشدة لو لم تنصاع لطلباته..
الغريب الذي جاء من المجهول صار كابوساً جاثماً على قلوب أهل كفور الصوالح..
عليهم أن يخافوا من علوش وحده..
حتى الحكومة هنا كانت تصنع له ألف حساب، هو لا يحب الحكومة ولا رجالها القادمون من مصر، لقد حدثت له مشاكل كثيرة معهم.. لكن في النهاية كانت تنتهى سريعاً بتعهد عدم تعرض من الجانبين..
منذ أيام علم أن ضابطاً جديداً حل بالنقطة، يقولون أنه شاب وسيم ويبدو من عائلة، وابتسم وهو يتذكر عشرات الوجوه التي مرت به من قبل على نفس الشاكلة..
ضباط مصر المرفهون يأتون دائماً وهم منفوشي الريش كالطواويس، ويرحلون وهم يهذون..
وابتسم أكثر وهو يتذكر وجوه كل الضابط الذين مروا عليه..
من قال أن كفور الصوالح تحتاج للحكومة ؟ هو كان السلطة الزمنية المتحكمة فعلياً بأهل القرية، إنه المنبع والمصب، من يجرؤ اليوم على الزواج دون زيارته؟ من يجرؤ اليوم أن ينجب ويستهل ولده صارخاً قبل أن يضع الحلوان في حجره ؟ بل من يجرؤ على أذية جاره خوفاً من لجوء جاره إلى ..
العمدة زوج ولده الشهر الماضي ولقد وضع في حجره مبلغاً يسيل
له اللعاب غير المواشي والطيور، فقط.. دع ولد العمدة يتزوج في سلام، بعدها بعدة أشهر سيدعه كي ينجب وكي (يسبع) وكي.. وكي ..
وكل كي بكية! وابتلع ريقه وعينه السليمة تتوهج جشعاً..
ـ فاطمة بنت جابر الصوالحي بالباب..
انتزعته عبارة عطوة مساعده من شروده فالتفت إليه وهو يشعر برجفة في قلبه..
فاطمة بالباب!..
فاطمة جاءت إليه أخيراً بعد طول انتظار..
يا لك من وغد قاسي يا عطوة وكيف تتركها بالباب..
ـ ادخلها بسرعة أيها النطع ..
ولمعت عينه الباقية بنظرة افتتان وهو يراها تدلف إلى الغرفة على استحياء..
وارتعشت شفتيه وهو يهمس لها:
ـ خطوة عزيزة يا فاطمة ..
قالت له في رهبة وهي تضع كفها على صدرها :
ـ أمي ترسل لك السلام..
ـ سلمك الله من كل مكروه يا فاطمة..
ابتلعت ريقها وقررت الدخول في صلب الموضوع..
ـ وتسألك عن الخدمة التي طلبتها منك ..
ـ أه.. عمل المحروس مداح..
وبدأ يعبث ببعض اللفائف التي أمامه وعينا فاطمة تتبعانه.. ثم تناول واحدة رفعها أمام عينه السليمة كأنه يتأكد من إتقانها ثم ناولها للفتاة..
ـ عمل مخصوص لأخيك مداح كي ينصلح حاله بإذن الله..
قالت وهي تناوله كيس من القماش:
ـ الحلوان يا سيدنا..
ابتلع ريقه وهو ينظر لها بعينه الوحيدة في ثبات :
ـ بدون حلوان يا فاطمة .. يكفي تشريفك..
لوحت له بالكيس في تصميم :
ـ العفو يا سيدنا.. لكن لابد أن تأخذ الحلوان..
تناول الكيس في رفق ثم فوجئت به يضع لفافة أخرى في كفها الممدودة..
ولما تساءلت ابتسم لها فبدت أسنانه النخرة وهو يجيب بود مفزع :
ـ الأخر في اللفافة البنية هدية لك من عمك علوش حتى يرزقك الله بالزوج الصالح..
تورد خدها ولم تدر بماذا ترد، قبضت على العملين واستدارت لتنصرف فاستوقفها قائلاً :
ـ ولا حتى كلمة شكر..
لم ترد، كانت من داخلها تشعر بمزيج من الخجل والسعادة، لقد سعت في خدمة أخيها مداح فعادت بعملين، لها ولأخيها، أمها لم تفكر فيها لأنها جميلة والعرسان يأتونها ليل نهار لكن فاطمة تعلم أن مشكلتها كانت في أبيها جابر الصوالحي، لماذا حتى الأن لا ينجح واحد من هؤلاء العرسان في إقناعه، ثم يأخذها في لمح البصر على حصان أبيض ويطير بعيداً إلى حيث قباب قصور ألف ليلة ..
كانت فتاة طيبة وساذجة إلى أبعد الحدود ..
ظل يتبعها بعينه الوحيدة وهي تغادر كوخه حتى اختفت عن ناظره فجلس متنهداً في حسرة..
يبدو أنه قد وجد في قلبه أخيراً وظيفة جديدة غير ضخ الدماء، لأول مرة يستعمل سحره لنفسه..
العطف..
كثيراً ما عمل العطف لرجال ونساء ولم يفهم سر طلب الناس أن يحبهم فلان ويهيم بهم علان، وما فائدة الحب أصلاً ؟ لكن حينما قابل فاطمة فهم، صحيح أن فرق السن والهيئة وطبيعة عمله تجزم أنه ليس عريساً مناسباً لواحدة من الأحياء، لكن من قال أن الأمور هنا تخضع لقانون الناس ؟ قانون علوش هو الذي سيمضي ولن يعترض عليه أحد.
لكن هذا قد لا يعجب الأسياد..
ـ تباً للأسياد ..
لقد قرر أن هذه الفتاة له وليست لأحد غيره، والويل كل الويل لمن تسول له نفسه الاقتراب من طرف ذيلها..
***
طبعاً لم يكن يدري أنني سأظهر و سأطمع فيما هو أكثر من ذيلها.
قال علوش في حقد :
ـ لقد أحببت فاطمة مثلك تماماً.. وكنت أنوي مسحك من فوق الأرض لكنهم رفضوا ذلك..
سألته :
ـ من هم؟..
قال في غل :
ـ الأسياد طبعاً.
***
فاطمة ستتزوج ضابط النقطة ..
البك الضابط الذي جاء من مصر ليخطف فاطمة على حصان أبيض..
لم يتوقع علوش أن يكون الصدام بينه وبين ضابط النقطة سيصل إلى حد فاطمة ..
لا بد أنه شاب ووسيم، ومغرور كذلك، والفتيات لا يمكنهن مقاومته، كما أنه عجوز قبيح ضحى بعينه اليمنى كي يرضي الأسياد، وليزداد قبحاً..
والأن ماذا حدث للعمل الذي أعطاه لفاطمة ؟ هل أخطأ في شيء ؟..
هل تخلص أحدهم من العمل الذي صنعه لها؟
لا يمكن لفاطمة أن تفعل، ربما كان أبوها أو أمها، أو حتى أخيها مداح المعتوه..
ـ هل أصرف الزبائن بالخارج ؟
التفت إلى عطوة بوجه خالي من التعبيرات وتمتم :
ـ اصرفهم ..
لا زبائن لحين إشعار أخر، سيكرس مجهوده كله في حل ذلك اللغز .
ترى هل تخلت عنه الأسياد بعد كل ما فعل من أجلهم؟
أي شيطان جاء من مصر كي يعكر عليه صفو الأيام ، سيقضي الليل كله متفنناً في عمل واحد ينتقم به من ذلك الضابط، سيخرج كل مواهبه الشيطانية فيه كي يجعله عبرة لمن يعتبر، سترتجف جدران البيوت في كفور الصوالح من هول ما سيكون و...
لكن عليه أولاً أن يتأكد من أن الأسياد ما زالوا في صفه ..
وهكذا جلس أمام صفحة مليئة بالرمل وبدأ يخط عليها ثم أغمض عينيه وبدأ يقرأ ..
يهتز ويقرأ، يحرك رأسه يمنة ويسرة ويقرأ ..
أخيراً تشنجت قبضته وهي تقبض قبضة من الرمل، أصدر أنيناً كأنما يعذب في سقر، ثم فتح عينه السليمة حمراء كالدم وهو يردد في حنق :
ـ لكن لماذا هو ؟!
و ضرب صفحة الرمل بقدمه فتناثر الرمل في كل مكان قبل أن يرفع عقيرته صارخاً :
ـ لماذا ؟!
***
وأكمل علوش بصوت ملتهب :
ـ الأسياد رفضوا إيذائك وجعلك عبرة .. لذا قررت أن أكرس انتقامي من تلك التي فطرت قلبي حين تزوجتك ..
قلت له شاعراً بالدوار :
ـ لـ ..لماذا؟.. لماذا رفضوا إيذائي ..؟
قلتها كطفل تائه تركه أبواه في دهاليز عالم مزدحم بالطلاسم والأحاجي ، وكان صوت علوش هو المرشد لي في تلك المتاهة :
ـ لأنك .. لأنك مهم جداً بالنسبة إليهم..
ـ لا أفهم ..
صاح علوش متلذذاً :
ـ بل تفهم وتدرك في قرارة نفسك ..لكنك تكابر .. كل منا يخدم الأسياد بطريقته الخاصة.. وجهان لعملة واحدة .. لكن يبدو أنك في الوقت الراهن الأهم بالنسبة إليهم..
***
ـ مجدي لا تأكل بشمالك..
ـ لماذا يا أمي؟
ـ لأن الشيطان هو الذي يأكل بشماله يا حبيبي.
أنظر إلى الملعقة التي تجمدت في طريقها لفمي الدقيق وأقول :
ـ أبي يقول عني أنني شيطان صغير..
فتضحك وتربت على رأسي، لكنني لم أكن أمزح يا أمي..
لقد كان أبي دقيقاً، أنا شيطان صغير ينمو حثيثاً بين أظهركم وأنتم لا تدرون..
ـ مجدي كف عن اختلاق الأكاذيب..
ـ مجدي يا لك من وغد صغير.. لا تعبث بمصحف أبيك..
أبي يلوح في وجهي بسبابته محذراً :
ـ إياك يا ولد..
هنا أقوم بإفلات المصحف من بين أصابعي..
الفكرة التي سيطرت علي وقتها : ماذا لو تركناه يسقط يا أبي؟..
ماذا سيحدث لنا؟..
و يثب أبي ليتلقف المصحف قبل أن يسقط على الأرض، يومها تلقيت ركلة في مؤخرتي مازالت تؤلمني حتى اليوم..
ـ هذا الولد معجون بماء العفاريت..
يقولها أبي لأمي التي قطبت جبينها علامة على عدم الرضا..
وفي الليل كانت تنام بجواري لتلقنني بعض التعاليم..
ـ عليك ألا تستجيب لوسوسة الشيطان.. إنه يجري في عروقك مجرى الدم.. ولو استجبت له ستصير من حزبه وفريقه المخلد في جهنم..
لكنني بالرغم من كل تلك التحذيرات كنت أتلذذ بكل الموبقات التي يقع فيها طفل من سني ثم أنسب ذلك إلى الشيطان..
وما ذنبي أنا يا أماه، إنه الشيطان!
ولما كبرت وداهمتني أفكار اليسار أمنت أنه لا غيب وبما أن الملاك والشيطان غيب فهما لا وجود لهما على الحقيقة، وكل ما يصدر مني هو مني ولا دخل لعوامل أخرى خارجية، والخير والحق والعدل أمور نسبية تختلف من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان، ومن شخص لأخر..
هل عشت قرابة الثلاثين عاما خادماً للشيطان ..
وتذكرت ماركس وحواراتي معه، هل كانت محض خيال أم وساوس شيطان مريد..
هل كنت مجرد مهندس في معمار الأسياد المسمى يوتوبيا ؟
وهل يمكن أن أعود بعد قرابة الثلاثين عاماً إلى نقطة البداية مرة أخرى؟ الإيمان بوجود نازع الخير ونازع الشر، الملاك والشيطان وما فوقهما من تدبير كوني بيد الله..
الله !..
كلمة لم أرددها منذ زمن طويل..
رباه لقد كان بإمكاني إنهاء عذابي، فقط لو كنت لجئت إليك وحدك.
لقد وقعت فاطمة البريئة الندية ضحية لذئبان ضاريان لا مكان للرحمة في قلبيهما، أنا وعلوش.
ـ لقد تعقدت الأمور جداً يا رفيق..
انتزعني صوته من وسط دوامة الذكريات والتأملات، التفت فرأيته يقف بجوار الباب عاقداً ساعديه أمام صدره وهو يهز رأسه في أسف مصطنع..
إنه الرفيق ماركس أو من كنت أعتقده كذلك..
***
|