5ـ ذلك الدجال
تم تحديد موعد الزفاف بعد الاتفاق على مقر السكن، والذي سيكون في شقة قمت باستئجارها في البندر الذي تتبعه القرية .. وهذا طبعاً بعد جدال طويل حيث يعتبر هنا السفر للبندر تغريبة كتغريبة بني هلال.
وأخيراً انتهت المفاوضات .. واندلعت الزغاريد التي تشبه أصوات أجهزة الإنذار من كل شق في بيت الحاج جابر ..
الأيام التالية سيكون على أن أمارس دور الخاطب الولهان الذي يهرول كل يوم جمعة إلى منزل خطيبته حاملاً كيس الفاكهة المعطوبة أو علبة الشيكولاتة الحجرية في يد وباقة من الورد في الكف الأخرى.. طبعاً لغة الورود هنا غير رائجة وكذلك الشيكولاتة فسأكتفي إذن بكيس الفاكهة لحين إشعار أخر ..من يدري ربما أدخل عليهم يوماً بقفص طيور !! المهم كان كل شيء يمضي بسهولة ويسر وإيجابية وشعرت أن أيامي صار لها مذاق خاص مرهف ..وعبير مميز .. كل شيء صار مصبوغاً باللون الوردي حتى أني نسيت هدفي الأسمى، باختصار ..كانت هناك مصيبة في الطريق تتجه أنت إليها كالأبله أو تتجه هي إليك كالعمياء..
***
إن موعد الزفاف يقترب ...
لكن مع اقترابه لاحظت أن أهل فاطمة يضطربون..
من الطبيعي أن تضطرب فاطمة الفتاة البكر المقبلة على الزواج لكن لماذا يضطرب أبوها؟ ما سر ذلك القلق ؟ وهل هناك سر ما يخفونه عني ؟..
أذكر جيداً كيف جاء الحاج جابر وولده مداح وجلسا إلى جواري في إحدى ليالي الجمع، وكيف قامت فاطمة وأخلت لنا حجرة الضيافة، قلت لنفسي :المصيبة قادمة إذن لا محالة. بعد دقائق من الإقبال والأدبار تكلم الحاج جابر :
ـ هناك شيء لابد منه قبل الزفاف يا بني...
ابتلعت ريقي منتظراً المصيبة التي سيتحفني بها حماي، قلت له من بين اسناني :
ـ أعتقد أننا اتفقنا على كل شيء...
ـ بقي شيء مهم حتى يتم الزفاف بسلام..
بدأ صبري ينفذ.. لست مستعداً لبذل المزيد من المال، سيفتضح أمري أمام أسرتي في القاهرة لو طلبت منهم المزيد..
ـ هل قصرت في شيء ..؟
ـ حاشا لله ..إنه مجرد عرف في قريتنا دأبنا عليه من قديم..
عرف! هذا العرف لابد أنه سيكون سعره فلكياً، هذا واضح في لهجتهم معي.
وتنهد الحاج جابر قبل أن يقرر إفراغ ما لديه دفعة واحدة :
ـ بصراحة لابد أن تذهب للشيخ علوش قبل الزفاف ..
في البداية شككت فيما سمعته أذناي؟.. قلت له في غباء :
ـ الشيخ علوش هذا هو المأذون هنا..
تبادل الحاج جابر النظرات مع ولده مداح ثم قرر أن يوضح ..
ـ إنه شيخ القرية يا بني...
شيخ القرية هذه تحتمل شيئين، إما أن يكون شيخ مسجدها أو...
ـ هذا أمر لا بد منه.. لقد دأبنا عليه منذ ظهر الشيخ علوش في قريتنا.. حينما يقدم أي واحد من أهل كفور الصوالح على الزواج لابد أن يذهب للشيخ علوش ويعطيه (الحلوان) كي تتم الزيجه على خير..
حاولت أن أتمالك أعصابي قائلاً :
ـ لكنني لست من أهل القرية..
ـ لكنك على أرضها و ستتزوج بنت من بنات القرية..
ـ إنها إتاوة إذن..
قلتها ونبرة الغضب تعلو تدريجياً في صوتي.. لاحظ الحاج جابر ذلك فابتلع ريقه قائلاً :
ـ إنها أعرافنا..
ـ هل ذهبت إليه؟..
أطرق الحاج برهة ثم رفع طرفه وقال :
ـ لقد ذهبنا.. والدور دورك..
استندت بكفي اليسرى على فخذي متسائلاً :
ـ وإذا لم أذهب؟..
أحمر وجه الحاج جابر ولم يستطع النظر في عيني، ولم أفهم السبب،
ـ الزواج لن يتم بدون إرضائه.. إنه يقوم بربط المقبلين على الزواج..
قالها جابر وهو يعصر فخذه بكفه في عصبية، سألته في غباء متوقع :
ـ يربطهم أين بالضبط؟..
نظر لي في دهشة ثم فهم أنني أجهل من دابة فبدأ يشرح لي معنى الربط هنا..
علوش هذا يقوم بما يشبه الإخصاء الذي كانوا يصنعونه للعبيد قديماً.. لكنه هنا بدون جراحة.. إنه عن طريق السحر الأسود كما يدعون..
الآن أفهم لما لم يسمحوا لفاطمة بالجلوس معنا..
قلت لجابر بامتنان مصطنع :
ـ الحقيقة أنك أفدتني كثيراً يا حاج جابر..
قال لي متلهفاً :
ـ ستذهب إليه يا ولدي؟
نهضت مكشراً عن أنيابي ..
ـ تريد لضابط النقطة ان يذهب لاسترضاء دجال كلعوش هذا
لابد أنني بدوت له كالمسوخ بسبب نظرة الرعب التي تجسدت في عيني الحاج جابر..
ـ يا ولدي علوش هذا قادر..
ـ حسناً سأذهب إليه ..
ثم استطردت في قسوة :
ـ لكن ليس لدفع الإتاوة بالطبع.. بل للقبض عليه بتهمة ممارسة الدجل والشعوذة..
نهض الحاج جابر محاولاً تهدئتي :
ـ لا تكبر الموضوع يا ولدي..
ـ لقد كبر.
ـ نحن لا نريد له أن يؤذيك..
ـ يؤذيني!!
قلتها متقززاً كأني أتقيأ وكل خلجة من خلجاتي تنتفض غضباً.. لا داعي للإفساد الزيجة الآن، سأنصرف قبل أن أرتكب جريمة.
مررت بفاطمة عند باب الدار فرأيت نظراتها تقول لي الكثير ..
نظرت لها بمعنى : اطمئني سألقن هذا الدجال درساً وأعود إليك، تباً لماذا تشيعيني بنظراتك الملتاعة كأنني لن أعود..
صبراً أيها الدجال... صبراً يا كفور الصوالح..
في الطريق فكرت، هذا الوغد يسيطر على عقول القرويين هنا بالإيهام، الإيهام وحده كان الحل المنطقي الذي توصلت إليه.. وطبعاً لن ينجح ذلك المأفون معي لأنني لن أسمح للإيهام بالتسرب إلى روحي..
إنني أشعر بالإهانة، مجرد أن يطلب مني أبو فاطمة هذا الطلب يعد إهانة..
وصلت إلى النقطة فجمعت ديريني وعبد الرحيم وسألتهما عن مكان علوش هذا..
رأيتهما يتبادلان النظرات الجانبية وقد فهما ما وراء سؤالي..
هما يعرفان معنى إقدامي على الزواج في كفور الصوالح، وربما كانا يتوقعان سؤالي هذا بل ينتظرانه..
هنا أخبرني ديريني أنه يسكن في ذلك البيت الطيني الخرب وسط المقابر .. توقفت قليلاً وتحسست عنقي لا إرادياً وقد تذكرت تلك الليلة المرعبة التي قضيتها هناك وما قاله لي ديريني يوم عدت..
" النداهة نفسها لا تجرؤ على الذهاب لهناك في مثل هذا الوقت يا فندم.. "
صحت في صرامة :
ـ رجل واحد يخيف قرية بأكملها.. كيف؟..
قال عبد الرحيم وقد قرر أن يدلي بدلوه :
ـ إنه ليس بمفرده يا فندم..
ـ لديه تشكيل عصابي إذن..
ابتلع ريقه قبل أن يردف بصوت مبحوح :
ـ لا يا فندم.. إنه (مخاوي)..معه بسم الله الرحمن الرحيم.
قلت لهما بلهجة آمرة :
ـ هذا الدجل لابد أن ينتهي من كفور الصوالح..
قال ديريني :
ـ يا فندم أنت لا تعرف ما حصل للضباط الذين سبقوك هنا في النقطة مع الشيخ علوش..
هناك تاريخ أسود إذن مع هذا العلوش.. لكن لماذا لم يحك لي ديريني
قصص هؤلاء الضباط السابقين بدلاً من قصص أخواله المعاتيه؟
الأمر واضح، علوش هو تابو القرية، لذا هم يكتفون بالتلميح دون التصريح قدر الإمكان.
قال ديريني:
ـ لقد احتك ضباط كثر بالشيخ علوش.. خالد بك وعلي بك وإسماعيل بك.. أذكر خالد بك كيف زاره أحدهم في الحلم وأملى عليه طلب النقل إملاءً.. في الصباح نهض ليكتب طلب النقل وهو يرتجف كالمحموم..
وطقطق عبد الرحيم بلسانه وهو يقول متذكراً :
ـ و علي بك الذي استيقظ يوماً ليجد النار قد شبت في ثيابه دون سابق إنذار.. ولم يستطع الخروج من النقطة وكلما أحضرنا له ثياب جديدة تعود النيران لتشتعل فيها.. وتتحول إلى رماد.. وفي النهاية استسلم الضابط وأعلن التوبة عما بدر منه تجاه الشيخ علوش..
وسكت عبد الرحيم ليكمل ديريني بقية المآسي قائلاً :
ـ أما إسماعيل بك.. فقد تفاجأ الناس به وهو يدخل على الشيخ علوش بيته وسط مريديه عاري كيوم ولدته أمه ..وكالمنوم جثي على ركبتيه مقبلاً قدم الشيخ وهو يهذي كالمحموم .. طبعاً بعدها لم يعد يصلح لشيء.. لقد ترك كفور الصوالح والخدمة كلها ...
كنت استمع لهما عاقداً ساعدي أمام صدري ودمي يغلي..
" لا تغتر بالريف يا مجدي.. من يدري ما الذي قد تواجهه هناك..."
هل كان نقلي لكفور الصوالح بعينها صدفة، لابد أن سمعة القرية وصلت للقاهرة وصار الكل يهرب من الخدمة هنا، طبعاً فيما عدا واحداً كان يسعى حثيثاً بحماقة منقطعة النظير للفرار إلى الريف..
الرسالة التي وصلتني واضحة تماماً.. لن يجرؤ أحد على مواجهة علوش هنا..
حتى ممثلي السلطة..
طبعاً لم أصدق حرفاً مما سمعت.. غاية ما هنالك أن الرجل يملك نوع من التأثير في الأخرين.. جو المقابر الذي يحيا فيه وادعائه أنه على صلة بالشياطين يكفيان في بيئة تقتات على الخرافة كي يصير وثناً يعبد..
أين أنت يا ماركس الآن؟.. أتمنى الآن لو كنت حقيقة وليس مجرد وهم وخيال في عقلي لترشدني الطريق..
لكن علي أن أهدأ بالاً.. لقد بني الشيخ علوش هذا جداراً صلباً من الخوف بينه وبين الناس.. ولن يكون هدمه سهلاً .. لكنه ليس مستحيلاً.. لابد من هدم أسطورة هذا العلوش في قلوب أهل القرية أولاً.. لابد من استغلال موضوع زواجي كفرصة لهدم تلك الخرافة..
سأذهب إليه وحدي..
***
شواهد القبور..
مشهد لا يتناسب مع شاب مقبل على الزواج مثلي، لكنني مقبل على ما هو أسوأ من مشهد القبور هذا، مقبل على لقاء علوش.
توقفت وجذبت نفس عميق وأنا أنظر للكوخ إياه..
أمام الدار يجلس رجل نحيل يشبه الفأر المذعور عرفت فيما بعد أنه مساعد علوش ويدعى عطوة، يقوم هنا بدور مساعد الشيطان .. يتناول عطوة العطايا من الزوار ويدخل بها الدار ثم يعود بعد قليل ليسمح لصاحبها بالدخول على حضرة الشيخ علوش .. تجاهلت نظرات مريدي علوش من أهل القرية التي أعرف فحواها: لقد جاء البيه الضابط بنفسه صاغراً للشيخ علوش قبل الزواج..
الشيخ علوش سره باتع ..بركاتك يا شيخ علوش.. حتى الحكومة لا يمكنها مقاومته!
وابتسم مساعده الوغد ابتسامة منتصرة حينما رآني قبل أن يستدير ليعلم سيده بخبر الموسم لكنني استوقفته وقلت ضاغطاً على حروف كلماتي :
ـ أخبره أنني انتظره هنا ..
ثم استطردت في اشمئزاز حقيقي :
ـ لن أتقدم أكثر فالرائحة لا تطاق ..
هنا تجمد الحاجب ولم يعلق ولا أدري هل صدم من الإهانة أم لكوني أجد المكان كريه الرائحة فعلاً..
ـ لكن..
قاطعته في صرامة :
ـ سأقابله هنا أمام الناس..
هرش في فوديه متردداً للحظات ثم حسم أمره واستدار ليغيب داخل الدار..
نظرت لمريدي علوش فرأيت عيونهم تقول الكثير ..
إصراري على مقابلة علوش أمامهم حيرتهم.. وأشعرتهم أن القادم لن يكون كما يتوقعون..
قلت لهم باشمئزاز :
ـ كيف تتحملون تلك الرائحة ؟..
انتفض الجلوس وهم بعضهم بالقيام لكنني أشرت لهم في صرامة أن اجلسوا .. العرض لم يبدأ بعد يا سادة..
ولم ألبس قليلاً حتى انفتح الباب مصدراً زئيراً مرعباً كبيوت الرعب وشممت رائحة مجرور عفن أدارت رأسي..
في البداية تصورت أن علوش هذا يربي قرداً في داره ثم تبين لي أن القرود لا يلبسونها ثياب الريف.. إنه علوش ذاته..
عجوز متغضن الوجه عينه اليمنى عوراء.. واليسرى تلتمع كقرص شمس صغير يشع شراً وشرراً.. وتذكرت أساطيرنا التي تتحدث عن الأعور الدجال.. هذا الرجل هو نموذج مجسد لتلك الأسطورة..
عينه السليمة ترمقني بحقد رهيب.. هذا الرجل يكرهني بشدة..
سألني بطريقته متأففة :
ـ خيراً يا بك؟..
ـ سيكون خير بلا شك .. فلعلك تعلم أنني مقبل على الزواج وبما أنك مهم جداً لأهل القرية فيمكننا اعتبارك من أعيانها.. لذا جئت كي أدعوك لحفل زفافي ؟
تبادل العجوز النظرات مع ذيله ثم عاد ليقول لي بنفس الطريقة الباردة الخالية من أي مشاعر :
ـ هذا واجب يا حضرة الضابط ..
لوحت له بكفي صائحاً :
ـ سأنتظرك يا شيخ علوش ..
قال مؤمناً وهو يشير إلى عينه العوراء :
ـ (عيني) ..
ثم أخرج من بين طيات ثيابه لفافة مريبة لوح بها لي في بطء مستطرداً :
ـ وهذا حجاب مجاني إكراماً للحكومة ..
نظرت إليه وقلبي يغلي حقداً.. لابد أن أنهى تلك المهزلة لصالحي قبل أن أصير أضحوكة القرية.. قبضت على يده الممسكة بالحجاب المزعوم وقلت له ضاغطاً على حروف كلماتي :
ـ شيخ علوش.. سأعطيك مهلة كي تبحث لك عن عمل محترم غير الدجل.. وإلا...
ـ يا حضرة الضابط أنا لا أوذي أحداً..
ـ هذا لأنك لا تفهم معنى الإيذاء أصلاً .. ماذا تسمي استغلال حاجة الناس وإرهابك لهم بأمور الدجل والشعوذة تلك؟
ـ هل اشتكى لك أحدهم مني؟
ـ وهل يجرؤ أحدهم على شكايتك؟
ثم لوحت له بسبابتي مهدداً..
ـ لديك مهلة حتى أعود من أجازة الزواج..
ثم التفت إلى القوم الجلوس الذين تجمدوا في أماكنهم فبدو لي أقرب للأنعام منهم للبشر.. ربما هم يستحقون ما يفعل بهم حقاً..
ـ متخلفين..
قلتها ثم تركتهم وانصرفت..
رباه كيف كان يرمقني الشيخ علوش في تلك اللحظة وقد أوليته ظهري .. لقد اهنته وتحديته امام أهل القرية وليصنع أقصى ما عنده .. وليركب أعتى ما لديه من خيل دجله وشعوذته ولنرى ما يصنع..
هذا ما كنت أفكر فيه في تلك اللحظات ولم أكن أعرف ما تخبئه لي الأيام وقتها.. لكنني أراني الأن عائداً إلى النقطة مختالاً كالطاووس الأحمق الذي استفز لتوه غولاً جائعاً لا يرحم ...
***
الحقل والظلام وصوت العواء إياه..
كنت أعدو فراراً من شيء ما يطاردني وهو يلهث والزبد يتطاير من شدقيه.. كيان أسود أشبه بكلب.. ولم يكن له ظل ..كيف أدركت هذا في الحلم وأنا أجري أمامه ؟.. لا ادري لكن هذا هو ما بثه الحلم في عقلي..
ولم تدم المطاردة طويلاً ..سرعان ما لاحت لي شواهد القبور ثم ذلك البيت الطيني الخرب.. وشممت الرائحة الخبيثة إياها ..منزل علوش في الحلم يبدو كالكابوس داخل كابوس .. ولا مناص إلا بالدخول فراراً من الكلب الأسود الذي لا ظل له ..
وبالفعل دفعت الباب ودخلت ..
كان هناك يبتسم بعينه الواحدة ويشير لي أن هلم.. كأنه يدعوني لوليمة..
ما سر هذا الترحيب الغير معتاد؟
حاولت أن اقول شيئاً لكن صوتي لم يغادر حنجرتي ..
هناك مائدة خشبية عليها ساعة رملية غريبة الشكل .. في أعلاها سائل أحمر كالدم ينساب ببطء للجزء السفلي ..ما معنى هذا .. صرخت ..
وكالعادة لم يخرج صوتي للفضاء .. كررت الصراخ .. حتى تحررت صرخة مدوية ادركت على إثرها انني تحررت من ذلك الكابوس وعدت إلى عالمي حيث حجرة الاستراحة القابعة فوق النقطة ..
ما معنى هذا الكابوس ؟ ومن قال أن للكوابيس معنى أصلاً؟ هذا تجده عند العوام أما عندي فلم يكن هذا سوى نتيجة حتمية للقائي بعلوش
وتأثر عقلي الباطن بذلك، وهكذا عدت أغوص في فراشي من جديد،
وما زاد في ثقتي أنني استيقظت في اليوم التالي نشطاً فلم يحدث لي شيء كما توقع لي أهل تلك القرية وعلى رأسهم فاطمة وأهلها، لكن لسان حالهم كان يقول : الانتقام موعده يوم الدخلة، حينها سيقرر الشيخ علوش أن يسلب الضابط القادم من مصر فحولته وسيخرج في اليوم التالي مثل الطائر المنكس منتوف الريش ..
وكنت أنا أقابل كل ذلك بابتسامة هادئة غير مهتمة.. يا حمقى أنتم لا تفهمون، هذا أخر شيء يمكن أن يشغل بالي، أنتم لا تعرفون مجدي سليمان..
وابتسمت أكثر..
***