كاتب الموضوع :
الوفى طبعي
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
رد: رواية لطالما احببتك .. بقلمي .. الوفى طبعي .. الفصل السابع عشر
ودا احلى اقتباس من الفصل الجاي... هدية لست العطاء ومفاجآة لاحلى ناس..
نظرت ايف اليها متشككة فأكملت ليليان قائلة:" لا بد انك تعرفين انني قد قضيت معظم حياتي في الميتم".
هزت رأسها بإيماءة، فقد سبق ان أخبرتها تونيا بهذا..
" لم يسبق ان حدثت احدا بهذا، او حتى تكلمت بالامر.. لكن أريدك ان تفهمي الفرق ما بين ان يرغب الرجل بالطفل او ان يرفضه...
حسنا... لقد تعرفت امي على ابي حين كانت في بداية العشرينات، أحبته حتى الجنون ورسمت الكثير من الاحلام على حياتهما المشتركة...
وحين حملت بي، لم تسعها الدنيا من الفرحة، كانت سعيدة جدا، لذا فتوجهت الى ابي لتخبره بحملها، فتخيلي ردة فعله على مفاجأتها...
اتهمها انها تحاول الايقاع به، فطلب منها اجهاض الطفل، حتى انه أعطاها المال لفعلها.. صعقت امي يومها، ولم تفهم ماذا يحدث..".
ابتسمت ليليان بمرارة ثم تابعت بسخرية:" يبدو انه نسي ان يخبر امي انه متزوج ولديه ابنا في الثالثة من العمر.. جنت امي حين علمت بالامر، وهربت من مكتب ابي وقطعت علاقتها به... لكنها لم تقبل ان تجهضني، لا اعرف.. ربما لانها اعتقدت ان حبه لها صادقا، وتمنت سرا ان يترك عائلته لاجلها.. او ارادت الاحتفاظ بذكرى عنه..
تراجعت صحة امي عبر السنين وهي تحاول ان تحقق لي كل ما احتاجه واتمناه، لكنها كانت تتعب نفسها كثيرا, لا بد انك تتساءلين كيف اعرف كل هذا، وانا لم أكن قد ولدت بعد..
ذات ليلة وحين كنت في السابعة من عمري.. شاهدت سيارة امام شقتنا، لم اعرف لمن، لكنني ادركت ان امي بالبيت.. لذا هربت من بيت جارتنا والتي كانت تهتم بي وبابناءها خلال وجود امي بالعمل..
فأسرعت الى المنزل... ووجدت امي تتشاجر مع رجل غريب، كانت تخبره انها مريضة وتحتضر، ولم يتبق لها سوى اشهر قليلة للعيش.. وأنها لا تريد ترك ابنتها لوحدها تواجه الحياة الصعبة...
ما زلت اذكر نظرة عينيه حتى هذه اللحظة.. كانت اشمئزاز واحتقار، ولم أنسَ نبرة صوته الباردة وهو يقول:" ألم اطلب منك اجهاضها من البداية.. لكن إن ظننت الان انني سأخذ هذه اللقيطة تحت جناحي وفِي منزلي مع ابني وابنتي فأنت مخطئة".
" كيف يمكن ان تقول عنها هذا وهي ابنتك ايضا؟".
هز راْسه رفضا قائلا بقسوة:" انها ليست ابنتي.. بل انت حملت بها ظناً منك انك ستجبرينني على ترك زوجتي والاقتران بك".
هزت رأسها رفضا قائلة وهي تبكي:" هذا كذب.. لم اعرف يوما انك متزوج، وإلا ما كنت قبلت بحبك وبمشاعرك.. ظننت كالغبية انك تحبّني فعلا.. ولم اعلم أنك كنت تستغل براءتي وسذاجتي.. كما تعرف جيدا انك الرجل الوحيد الذي كان بحياتي".
امسكها من ذراعها قائلا بغضب:" لا تكذبي، أتريدين اخباري انك لم تكوني تسعين وراء مالي ومركزي؟".
نفضت نفسها منه وقالت:" لم اعرف انك ثري حتى ذلك اليوم الذي ذهبت فيه اليك للشركة، لن أنكر انني كنت اعرف أين تعمل لكنني لم أظن ولا بالاحلام حتى انك صاحب الشركة، لذا صدمت، لكن بالتأكيد ليس اكثر من صدمتي حين رأيت صورتك مع طفلك والذي تضعها على مكتبك".
" انا أحذرك من ان تأتي بسيرة ابني على لسانك، هل تفهمين؟؟ تقولين انك تحتضرين؟ حسنا فلتموتين، ولكن بعيدا عني انت وطفلتك اللقيطة، انا أحذرك من ان تقتربا انت وهي مني، او ان تتصرفي بحماقة جديدة وتتصلي بي".
"إذن لما اتيتَ ما ان اتصلت بك؟".
ابتسم بسخرية قائلا بقسوة:" ربما لانني أردت ان اعرف الخدعة التي ستقومين بها بعد كل هذه السنين.. لكنني لم اعرف أنك أصبحت تحترفين التمثيل".
سقطت دموعها على خدها فقالت:" كنت مخطئة بظني انك رجل محل ثقة، لا اريد رؤيتك مرة اخرى، أخرج من هنا حالا..
ودعني اخبرك من الان انني افضل قتل ابنتي وخنقها بيدي قبل ان تعرف يوما انك ابيها، فأنت لا تستحقها ابدا، ومنذ هذه اللحظة لن افكر بك مطلقا وستكون ميتا بالنسبة لها".
"هذا جيد، على الأقل نحن متفقان على هذا، لا تتصلي بي مجددا".
فاستدار الى الخلف وفتح الباب ليخرج فنادته من جديد قائلة:" انتظر.. أريدك ان اخبرك ان ابنتي اللقيطة ستكون يوما فتاة مذهلة ورائعة، وانت من سيبحث عنها، ستطاردها من مكان لآخر فقط لأجل نظرة منها او ابتسامة لكنك لن تحصل عليها يوما، هل تفهمني؟".
لم ترى ابدا ابتسامته الساخرة، لكن ابنته رأتها... ولم تستطع ان تخرجها من ذهنها، ويمكنها ان تقسم انها ورثتها منه..
نظرت اليها ايف بتعاطف وسألت:" ماذا فعلتي؟ هل واجهته؟".
تحركت ليليان من أمامها لتجلس على مقعدها قائلة ببرودة اعصاب:" كنت صغيرة يومها، لكن انهيار امي وبكاءها الفظيع، جعلني أتردد في التوجه اليها، فلم اعرف ماذا افعل غير التسلل لمنزل جارتنا من جديد قبل ان تكتشف غيابي وتدرك امي انني سمعت كل شيء".
" ولم تقابليه مرة اخرى؟".
" لم أنسى وجهه مطلقا ومع ذلك لم اعرف اسمه... حتى قابلته في السنة الاولى لي بالجامعة.. قامت شركته باختيار الطلاب المميزين والحاصلين على اعلى العلامات في مختلف التخصصات لتقديم المنحة الدراسية لهم.. كانوا سيقدمون خمس منحات، لذا فبعد اختيار الطلاب قاموا بإجراءمقابلة معهم وقد كنت انا من ضمنهم..
لقد دُهِشْتُ حين ادركت انه شخصيا من سيقوم بإجراء المقابلة، لكنني تمالكت نفسي وأجريت افضل مقابلة في حياتي...
حرصت على اخباره انتي فتاة يتيمة الوالدين، وعشت طفولتي ومراهقتي في الميتم بعد وفاة امي.. وحرصت على اخباره انني انوي ان اصبح طبيبة بارعة فقط لأعمل في الميتم حيث يحتاجونني..
أردت اخباره انه سيدفع المبالغ الطائلة ليموّل تعليم لقيطة تسعى لمساعدة لقيطين اخرين".
" تظنين انه عرفك؟".
ابتسمت بسخرية قائلة:" لو تعرفتي بامي لأدركت اننا نتشابه كقطرتين ماء.. متطابقتان جدا.. لقد ميزني، هذا طبعا اذا لم يكن هناك العديد من العشيقات حول العالم بحيث لا يتذكرهن جميعا...
حصلت على المنحة، لكنني لم أره مرة اخرى، ولو مرة واحدة.. لم يتغير مطلقا.. ما زال جبانا حقيرا..
شاهدت في احد الصحف قبل عدة اشهر صورة عائلية له مع ابناءه وزوجته، وقرأت ان ابنه قد تزوج وأصبح نائب لشركته وان ابنته أنهت دراستها في الفنون.. كان فخورا جدا بهما..".
نظرت اليها ايف وسألت بهدوء:" هل كنت تتمنين ان تصبحي جزء من تلك العائلة؟".
" ابدا.. لا يشرفني مطلقا ان اكون ابنة لرجل نذل مثله، يتلاعب بعواطف الناس ويتنكر لمسؤولياته...
واعلن الان وبشكل رسمي عن الجزء الثاني للرواية.. اي ان الجزء الاول من سلسلة تدعى اسرار الماضي.. واما الجزء الثاني رح تكون باسم لعبة الانتقام, والابطال سبق وظهرو بشكل طفيف جدا بهذا الجزء
|