كاتب الموضوع :
ام حمدة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل الرابع.....
بعد مرور 7 سنوات....
تسير بثقة ورزانة ورأسها مرفوع للأعلى وعيناها مصوبة للأمام ولم تحد عنه أبدا فهذا ما بقي لها... أن تحقق أحلامها التي تجلت بعد جهد جهيد وتأقلم مع الحياة الجديدة التي بنتها بقوة عزمها كي تصبح وتغدوا كما حلمت وتمنت والدتها لها.
" حصة.. حصة... دكتورة حصة..."
والتفتت وابتسمت لمحدثتها بحبور:
" هلا ومرحبا بالغوالي..."
احتضنتا بعضهما البعض بقوة، وقالت حصة وهي تبتعد وتناظر صديقتها مرام:
" حمد الله على السلامة، متى وصلتي؟؟"
" وصلت أمس على الليل...."
" طمنيني.. كيف الأهل والبلاد؟؟"
قالتها بغصة استحكمت صدرها من الحنين للوطن الغالي، ولأحباب تركتهم خلفها مجبرة لتعرف بأنه نعوا موتها...
" كل شي بخير والحمدالله... وانت على وين ماشاء الله رايحة؟؟"
أجابتها وهي تعود للمسير ساحبة صديقتها معها:
" رايحة ألف على المرضى بغرفهم... وانت... بعدج عن دوامج؟؟"
زفرت وقالت بحنق:
" اليوم ببدأ الدوام، المدير مارضى يعطيني اجازة زيادة... جنة من كيسة ولا من كيس أبوه.."
ضحكت حصة بخفوت وردت عليها وهي تبتسم بانشراح:
" لا حرام عليج!!.. هو بس في نقص بالدكاترة بسبب الاجازة، والكل يبي يسافر للبلاد..."
سكتت وأكملت سيرها لتسألها مرام وهي ترى الحزن يجثم بمقلتيها:
" وانت يا حصة... متى راح ترجعين؟؟"
توقفت فجأة وكأن السؤال كان كالحاجز المنيع دون تقدمها وهمست بحزن:
" أرجع...."
وساقتها الذكريات لذلك اليوم الذي جعلوها تتسلل من منزلها كما اللصة، لقد حدوها لفعل هذا، وكانت بذلك الوقت مشتتة، ضائعة، والخوف من ولد عمها وما سيفعله بها عندما يجمعهما منزل واحد جعلها تهرب في عتمة الليل مجبرة خالها على الخضوع لرغباتها وإلا ستتخلص من حياتها.
" وأنا موافقة على السفر معاك يا خالي..."
بهت لثوان ثم تساءل:
" كيف يعني؟؟.. تراني أقولج إنج متزوجة و......"
لم يكمل حديثه فقد ارتدت بسرعة البرق وكأن طاقة نافذة قد اجتاحت جسدها باتجاه غرفتها ليلحق بها يريد معرفة ما الذي دهاها لتفز هكذا فجأة، وهناك شاهدها وهي تسحب حقيبة من تحت السرير وتسقطها على الفراش وفتحتها، فهتف والتبلد قد أصابه ولم يدرك ما تفعله:
" شو ناوية تسوين؟؟"
أجابته :
" بروح معاك... ما بي أقعد هنا.."
فصاح بها :
" انت أكيد جنيتي؟؟.. وين تبين تروحين معاي؟؟.. ويدج شو راح يقول؟؟.. وريلج....."
صرخت به ما أن نطقت التسمية التي ألحقت بها :
" ما يهمني حد، ما عاد يهمني حد، الكل قاعد يسوي يلي يبيه، ويتأمر ويتشرط.. وأنا... وأنا مالي راي بأي شي... بس يلي يبوه هم"
وتهادت إليها كلماته الغاضبة والناقمة وهو يهددها بالويل والثبور:
" إن مارفضتي الزواج راح أذبحج، فاهمة!!..."
أخرجت ملابسها وألقتها في الحقيبة كيفما شاء ثم التقطت برواز لصورة تضم جميع عائلتها وناظرتها بحنين وحسرة قليلا وهمست بأنين خافت ومؤلم لروحها:
" ما عاد حد يهم، ويلي يهموني كلهم راحوا وتركوني لحالي..."
وضعتها بالحقيبة برفق ثم أغلقتها وسحبتها للخارج ثم سارت باتجاه أحد الغرف وتوقفت عند عتبة بابها وتأملت غرفة والدتها وتطلعت لأركانها بحزن، فدلفت للداخل تتلمس كل شيء وتوقفت عند دولاب الملابس وفتحته ليواجهها الخلاء من عطرها ورائحتها، فقد أمرت زوجة عمها أم صقر بالتخلص من ملابسها.. بل من كل ذكرى تخصها كي لا تحزن وتتذكرها، ولم تعلم بأن الذكرى ليست بالماديات بل تكون مختزنة في القلوب. أخرجت صندوق صغير وفتحته لتخرج جواز سفرها لينهرها الخال بشدة:
" حصة... اعقلي... يدج ما راح يخليج تروحين.."
وأجابته وقد شعرت بقوة خارقة تدفعها للإقدام على هذه الخطوة، لطالما كانت ضعيفة وخاضعة للكل، ولأول مرة تشعر بالحرية تناديها لتكمل مشوار تحقيق طموحاتها:
" وأنا لأول مرة أكون عاقلة، وثاني شي مين يلي قال إني بشاورهم..."
وخرجت ليتبعها رافضا ما تريد فعله، فالتفتت إليه بعيون دامعة ومترجية:
" ولي يرحم والديك يا خالي خذني معاك، ماراح أتحمل قعدتي هنا.. لا أب ولا أخ ولا أم، أنا صرت يتيمة يا خالي.. يتيمة، وهو ماراح يرحمني، والكل ماراح يسوي شي علشان يوقفه عند حده... وتتوقع يدي لين متى راح يظل ويدافع عني؟؟.. بي اليوم وبيمل وأنا يلي بروح فيها...."
علم عمن تتكلم، وهي محقة بالفعل بخوفها من ولد عمها، فقد شاهد الغضب يكمن بداخل مقلتيه من هذا الزواج، ولابد بأنه لن يرحم حالها حتى لو كانت ابنة عمه.
اقتربت منه وأمسكت كفه بتوسل:
" الله يخليك يا خالي.. الله يخليك خذني معاك، وأوعدك إني ما أسبب لك أي حشرة، ودي أكمل دراسة، ودي أصير دكتورة، ومعاهم هنا ما راح يتركوني أسوي يلي أبيه.."
يعلم ويعرف ولكن.....
عادت تترجاه بشلالاتها، وبمقلتين قد عانتا الكثير فقال وهو يشد من عزيمته:
" خلينا نروح بسرعة قبل لا يعرفون..."
وتحرك يستعجلها فهتفت:
" لحظة يا خالي..."
دخلت غرفة نوم والدتها وأمسكت بورقة وكتبت بعيون تقطر دمعات سخية:
" سامحني يا يدي، أنا ما أقدر أمشي بالطريق يلي اخترته علشاني... حصة"
ورحلت من منزلها كما اللصوص بعتمة الليالي، فأي ظلم هذا الذي يجعلها تتخفى بالظلام راغبة بالفرار ممن وجب أن يكونوا حاميها؟؟..لقد أجبروها على هذا، فقد لفوا حبالهم حول رقبتها ليجعلوها غير قادرة للتنفس، فما كان منها سوى الابتعاد كي تلملم شتاتها وتحقق أحلامها وبعدها ستعود.
تطلعت للمنزل من نافذة سيارة الأجرة وهمست بنحيب صامت:
" برجعلك.. صدقني برجعلك يا يدي بس بعد ما أكبر وأكون قوية...."
لكن العودة لم تحصل، فبعد مدة من قدومها إلى كندا اتصلت لمحاولة طلب السماح من جدها ليأتيها الرد منه:
" بنتي حصة ماتت من زمان..."
عادت لواقعها وسارت ببطء وهمست:
" يوم الله بيكتب راح أرجع...."
احتضنتها مرام من أكتافها بمآزرة وقالت:
" ماعليج حبيبتي، إنت ألحين صرتي دكتورة قد الدنيا، وحققتي كل أحلامج، ولما ترجعين اصرخي وقولي جوفوا أنا شو صرت..."
وأكملت مهمهة بسخط:
" ودي أعرف... الأهل لما يوقفون بويه عيالهم وما يخلونهم يحققون يلي يبونه شو راح يستفادون؟؟.. ما غير الأولاد يصيبهم احباط ويتعقدون، ويصيرون مجرمين أو أشخاص مالهم هدف بالحياة... وانت أهلج منعوج من إنج تكملين دراسة على ساس إن ماعندهم بنات يكملون دراسة وإن مكانها بس بيت ريلها....."
شعرت بألم ثاقب يخترق صدرها وهي تسمع للاتهامات التي تسرها صديقتها، وأشاحت بوجهها بعيدا وطعم الخيانة والكذب تشعر بمذاقه كريها مقيتا....
قاطعهم وقوف رجل بهي الطلة، بشوش الوجهة، وسيم، وطبيب امارتي مغترب:
" السلام عليكم....."
وردوا تحيته ووقف يتطلع إليها بانبهار فقالت مرام تقاطع هيامه:
" شخبارك دكتور عادل؟؟.. وأنا بخير والحمدالله وصلت أمس"
تنحنح وأجابها وهو يبعد مقلتيه عن من استهواها قلبه:
" حمدالله على السلامة..."
تحركت حصة مغادرة فأوقفها طالبا:
" دكتورة حصة، ممكن أتكلم معاج بموضوع شخصي..."
ورددت خلفه بعجب:
" موضوع شخصي!!... ممكن أعرف شو هو؟؟"
تلفت حوله وهو يرى الناس تسير بينهم وبجوارهم وأشار:
" مستحيل نتكلم هنا فممكن بمكان خاص..."
رفعت حاجبيها للأعلى فقال مسارعا:
" ممكن الدكتورة مرام تكون موجودة..."
صفقت مرام صائحة بسعادة وهي ترى زواج ترن موسيقاه بالأجواء:
" تمام يا دكتور، بنلاقيك في الحديقة يلي ورى المستشفى.."
وسحبت صديقتها قبل أن تعترض، فملامحها كانت تشي بهذا...
مر الوقت وحل موعدهم وسارت حصة بملل وتأفف وصاحبتها تسحبها خلفها فهي تعلم على ما ينتويه الطبيب عادل، بل الكل يعلم عن اعجابه بالدكتورة حصة التي تعرف عليها منذ أن دخلت كتلميذة راغبة بتعلم الطب، وكان هو في السنة الأخيرة من دراسته.
جلسوا على احدى الطاولات التي أعدها الطبيب وانتظروا حديثه الذي بدأه قائلا:
" أنا مثل ما تعرفون اسمي عادل الزيودي، دكتور أعصاب، ما عندي في هذي الدنيا غير أمي وبس وأنا........."
انقبض قلبها ما أن سمعته يعرف على نفسه، وعلمت على ما هو موشك على قوله وما أن نطقها:
" أنا ودي أتزوجج يا دكتورة حصة.... "
حتى فزت صارخة:
" مستحيل......"
وتحركت بسرعة وبخطوات مترنحة وهي تتذكر القيد الذي استحكمها منذ أن كانت فتية، ولم تعد مخيرة لتختار.. بل ماتزال مقيدة بسلسال لا تعرف إن كانت قادرة على فكه أم لا......
" حصة... حصة... وقفي يا حصة..."
ركضت خلفها مرام وهي تناديها وعندما وصلت إليها أمسكتها من عضدها وأدارتها هاتفة:
" وشفيج جذا ركضتي جنج جفتي جني؟؟"
لم تجب وتابعت مرام الضغط عليها راغبة بمعرفة ما يحدث معها؟؟.. ولما الرفض!!.. فالطبيب لا يعيبه شيء.
" قولي وجفيج؟؟"
" مافيني شي..."
" بلى... فيج شي، ولا ماكنتي هبيتي في الريال المسكن، كل يلي طلبه إنه يبي يتزوجج وانت صرختي وركضتي، وجاية ألحين وتقولين ما فيج شي!!"
فصرخت حصة وهي تشعر بغصة تتكوم في بلعومها:
" قلتلج مافيني شي.. مافيني شي..."
وأصرت، واشتعل فتيل التحدي بعيني صديقتها:
"بلى... انت فيج شي وراح أعرفه وانت تعرفيني زين لوبغيت أعرف بعرف..."
وعندها قالت بقوة، تكشف عن سرها الدفين، سر قد أخفته عن الجميع وكذبت من أجله لأقرب الناس إليها:
" رفضته لأني متزوجة.. أنا متزوجة من ولد عمي...."
صدمة أصابت مرام والدكتور عادل الذي جاء خلفهم يستسقي الخبر أصابه الذهول، وأخذت حصة تتنفس بصعوبة وهمست بتعب:
" أنا متزوجة من ولد عمي من كان عمري 16 وشردت من البيت، ارتحتي ألحين؟؟"
وتركتهما راحلة ولم تستطع صديقتها ايقافها عن الابتعاد.
****************************
وفي مكان آخر....
جلس الجد وقد انحنى ظهره وتقوس، والهرم قد اجتاحه ليتركه عليل الصحة وواهن القوى، ولكن بمقلتيه التي حاكت الكثير ظلت شامخة محتفظة بشكيمتها....
أمسك بفنجان القهوة وهزه رافضا المزيد وتلقفه ابنه راشد وعاد الجد مضجعا بجسده على الفراش وهو يزفر بتعب وعندما أراح جسده سأل:
" الساعة جم ألحين يا وليدي؟؟"
هز راشد رأسه بحزن لحاله وأجابه وهو يناظر معصمه:
" الساعة خمس يا بوي...."
أدار رأسه للجهة الأخرى وسقط بؤبؤية على جهازه وما هي إلا لحظات حتى صدر رنين من هاتفه القديم الطراز، وأغمض عينيه واستلقى بمكانه دون أن يحرك ساكنا وبقي ابنه الكبير أيضا جالسا بمكانه دون أن يبدي أي التفافة للرد عليه، فهم يعلمون ويدركون من هو المتصل، فبكل يوم منذ سبع سنوات وبوقت محدد يرن الهاتف ولكن.. تبقى القلوب تعاتب بألم وتقسوا بوجع.
حل السكون بعدها بفترة بعد أن مل المتصل من عدم الرد عليه ولكنه لا ييأس وناظرت العيون السقف وسافرت العقول للبعيد فمهما هرم الجسد ووهن إلا أن الذاكرة ظلت تتمسك بأحزانها....
جلس في مكانه المعتاد يفكر بها، فحالها لا يعجبه، فهي قوية بالرغم من الضعف الذي تبديه، فهو يعلم أن بداخلها قوة جبارة ما أن تخرج لن يستطيع أحد ايقاف طوفانه ولكنه لم يعتقد بأن هذا الطود سيجرفهم جميعا ويرتد عليهم ما أن يخرج من مكمنه.
دخلت زوجة ابنه أم صقر وهي تصرخ والهلع استبد بملامحها:
" عمي.... عمي الحق علي.... أبو صقر الحق..."
وفز الجميع من ندائها المفزع الذي جعل قلوب الجميع تجتث من مكانها.
" وشفيج يا أم صقر؟؟... شو صار؟؟"
هتف الجد واقترب زوجها منها يسألها أيضا لتصيح بانفعال كبير:
" حصة... حصة شردت من البيت..."
جمود وعدم تصديق أصابهم ثم عادوا يتساءلون ويتأكدون مما سمعته أذنهم، واقتربوا جميعا منها:
" انت شو تقولين؟؟"
فصرخت بهم وصدرها يعلوا ويهبط، ودمعاتها جرت على خديها تبكي يتم تلك الصغيرة التي لم تلاقي الخير في حياتها:
" شو... انتوا ما تسمعون؟؟.. أقولكم حصة شردت، طلعت من البيت وما عاد ترجع...."
فصاح أخ زوجها سلطان:
" وانت شو دراج؟؟.. يمكن هي هنا أو في الحوش أو وراه، سرتي دورتي عليها هناك؟؟"
أمسكت برأسها وصداع حاد فتك به وأجابتهم وهي تهديهم ورقة مطوية:
" ماله داعي أدور، خذ واقرأ..."
أمسك بالورقة وجرت عيناه على جملة واحدة جعلت عيناه تخرج من محجرها فصرخ الجد بقوة:
" انطق... وشفيك انخرست؟؟"
ابتلع لعابه وأمسك رأسه وشعر بالأرض تتزلزل تحت قدمه، ومع صرخة والده الثانية خضع غير راغب بقولها، فهو يعرف وقعها عليه:
" سامحني يا يدي، أنا ما أقدر أمشي بالطريق يلي اخترته علشاني... حصة"
تراجع الجد للخلف من هول ما سمعه، حفيدته.. محبوبته التي فضلها على الجميع تطعنه بالظهر.. "ويا لحجم طعون الأحبة " سقط متراخي الجسد على الكرسي وصرخ ولده سلطان والشياطين تتقافز أمامه:
" والله إني أذبحها هذي الملعونة مسودة الويه...."
وتحرك يتبعه أولاده وصراخ النساء تردد صداه بالأرجاء، وبركن غير ببعيد عن الأحداث المستجدة وقف يصغي بعجب... بأن تلك البومة قد هربت!!.. تراقص قلبه طربا من عقدة قد حل وثاقها والنجاة من رب العباد قد أزفت، فها هو الآن حر طليق من قيود ابنة عمه .
ظل يراقب التطورات ومع صراخ عمه برغبته بقتلها تقدم يهدئ النفوس المثارة.
" خلونا نلحقها... يمكن الطيارة بعدها ما طارت.."
قالها العم سلطان والغضب من العار قد تمكن منه فأجابه ابنه:
" بس يا بوي إذا سافرت مع خالها فأكيد الطيارة طارت ألحين وما بتلحق عليهم، لأنه طالع من 3ساعات وأذكر إنه قال هو متأخر وباقي ساعة لين اتطير الطيارة"
هدر العم دون أن يبالي بما قيل للتو:
" ما يخصني... هذي البنت ما حد راح يردني عنها غير الموت..."
ولكن قول الجد جعل الجميع يسكن بمكانه:
" كيف تلحق بالميتين وانت حي؟؟"
ودارت كل العيون باتجاهه والشلل قد أصابهم، فأن يصدر حكم الموت على أحدهم من الجد فهذا يعني شيء كبير وخصوصا إن كانت حفيدته المفضلة.
أغلقت صفحتها عند تلك النقطة ولكن رنين نغماتها في كل يوم وفي وقت محدد يعلن عن وجودها بهذا العالم.
فسأل الجد :
" صقر وينه؟؟"
"راح يودي بنته الجوري المستشفى، عليها شوية حرارة"
تنهد الجد ثم قال بثبات وعيناه تناظران السقف:
" صار الوقت يلي يرجع فيه الطير لعشه يا ولدي يا راشد..."
|