كاتب الموضوع :
ام حمدة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: رواية ... محيرة لولد عمج... بقلمي \ منى الليلي ( ام حمدة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل الحادي عشر...( الأخير )
وما الثقة بالنفس إلا هي مفتاح النجاح، فأعطي لنفسك الفرصة لتخوض غمار الحياة بثقة وعزم بأنك قادر على النجاح.
مر على عملها في المشفى ثلاثة أشهر... وخلال أربعة أشهر تغيرت بها حياتها، والأهم كان أن نالت كسر صك قيدها... لقد غدت طائر حر دون سلسلة وهذا بفضل جدها الذي سعى لتحقيق طلبها، فكما قال:
" أنا يلي أخطيت ووجب إني أصلح الخطأ.. حتى لو كان عكس ما كنت أبيه"
سارت بين الممرات متحركة باتجاه الكافتيريا بعد أن حلت فترة راحتها، ولوحت لإحدى الفتيات التي لوحت تخبرها بمكانهم... وما أن جلست حتى بادرتها بالسؤال بهمس خفيض:
" أقول... حصوه... صح يلي سمعته؟؟"
ابتسمت لصديقتها الصدوق مرام التي ما أن علمت بأنها ستستقر في وطنها حتى طالبت وترجت زوجها بشد الرحيل إلى هناك، وبالفعل وافق... فقد أراد هو أيضا ترك كندا والعودة، فلم يعد بمقدوره العيش فيها دون صحبه تماثله بالدين والوطنية، وقد اشتاق لأرض الوطن حتى لو لم تكن له عائلة تنتظره هناك، فقد كان يتيم الأبوين، وربته جدته حتى توفيت، وما أن أنهى دراسته حتى غادر طالبا العلم بالخارج واستقر هناك والتقى بزوجته مرام وقد وقع بهوى عفويتها واندفاعها وحكمتها ورجاحة عقلها فتزوجها وبقيت معه كزوجة تتبع زوجها أينما كان، لكن بعد هذه المدة الطويلة ارتأى أن عودته لدولته أفضل بكثير من بقائه لمدى الحياة في الغربة، وفضل العودة كي يتعلم أطفاله أصول بلاده، حتى خالها قد سار على نهجها وعاد هو مع زوجته وأطفاله للدولة التي كانت مرحبة بأبنائها التائهين.
" وشـ يلي سمعته؟؟"
سألتها حصة لتميل مرام ناحيتها وأسرت بوشوشة دون أن تسمعها باقي زميلاتها:
" إن الدكتور عادل ألحقوه هنا في المستشفى..."
أملت حصة على عامل الكافيتريا ما تريده ثم أجابتها دون مبالاة:
" هي... صح.."
" وانت شو رايج بالموضوع؟؟"
دارت برأسها باتجاهها وبحاجبين مقطبين تساءلت:
" راي بشو بالضبط؟؟"
أصاب الحنق صديقتها وقالت بسخط وهي تشد على نواذجها كي لا ترفع صوتها ويسمعها الباقون ويكونوا حديث القال والقيل:
" يعني قاعدة تستغبين؟؟.. الريال لاحقنج من كندا للإمارات بعد ما عرف إنج تطلقتي، وانت تقولي راي بشو؟؟"
رفعت كتفيها دون اهتمام وأجابتها بهدوء:
" ما يهمني.. وأظن إنج عارفة إني ما أفكر بموضوع الزواج لأن ودي أكمل وأتخصص بالجراحة...."
اعتدلت صديقتها وزفرت بغيض وقالت وهي تقضم شطيرتها:
" بس هو رايه غير، وأظن إنه لو تزوجتيه راح يكون مثلج.. يعني دكتور ودكتورة، وراح يوقف معاج ويعينج ويساعدج بشغلج... بعكس ولد عمج يلي يشتغل بالعسكرية، ما غير عندهم ضبط وانضباط..."
أمسكت حصة صحنها بعد أن قدمه العامل وشردت بابن عمها الذي تغيرت أحواله وصار يدهشها ويثير بداخلها العجب من معاملته الطيبة، ومن حديثه، ومن لباقته، وأسلوبه الجديد لمحاولة جذب انتباهها بكل شيء....
لكزتها صديقتها وحاجبيها الأنيقين يتراقصان بخبث....
" أقول يا الحلو.... ترى كل ما طرينا ولد العم طار العقل والفكر معاه..."
تنهدت حصة وصرحت:
" بصراحة يا مرام... صاير متغير معاي وايد وما عاد مثل اللول، صار يحاول يتكلم معاي، يسألني ويطلب النصيحة، ويسألني عن أحوالي وإن كنت بغيت شي، ويتكلم معاي عن عياله، ومن غير الهدايا يلي كل يوم والثاني تكون غير شكل، ومرات يطلب مني إني أروح معاهم السوق علشان يشتري ملابس ويتحجج إنه ما يعرف... وللعلم إنه عنده ذوق رفيع المستوى، حتى سألت اخته مين يشتري ملابس لعياله لأن ما شاء الله ذوق فقالت إنه هو يلي يشتري...."
اتكأت على الكرسي وصفرت مرام بإعجاب لتنهرها حصة بضيق:
" اسكتي يا حرمه... فضحتينا...."
لم تبالي وهتفت وهي تمسك بصدرها، وتسبل برموشها وتتنهد بحرارة:
" الحب.. الحب يا عمري وما يفعل.. يقولون ترى يأتي الحب بعد عذاب، والحبيب عرف قيمتج بعد ما رحتي من ايده..."
نهرتها وقلبها يطرق بين أضلاعها من غير ارادة :
" انت شو تقولين يا مرام؟؟.. بلا حب ولا خرابيط... ولد عمي ما يسويها!!. يمكن هو بس فعلا محتاي حد يساعده خصوصا إن عياله شوي مختلفين عن الباقين، تعرفين.. تراني قلتلج شو استوى معاهم..."
" صح قلتيلي... والحمدالله بنته بدت تتجاوب مع الدكتورة النفسية وتحاول إنها تتكلم، وولده ما شاء الله تبارك الرحمن صاير منطلق وطبيعي وكله لأنج كنت موجودة معاهم... بس ما فكرتي إنه يتعلث بعياله بس علشان تكونين معاه؟؟.. ما فكرتي إنه يحاول يخليج تنتبهين له وتنعجبين وتوافقين تتزوجينه؟؟....."
واستدار رأسها بحدة وتطلعت لصديقتها بمحجرين متوسعين وفم مطبق غير قادرة على البوح بشيء لتنكر ما قيل لها للتو، وعقلها توقف الزمن معه كأن تروسه قد جار عليها الزمن، وتساءلت ...
"هل صحيح ما قالته؟؟... هل هو بالفعل يحبني ويطلب ودي؟؟"
وجاوبتها صديقتها وهي تمسكك بكفها البارد، وبصوت جعلته ناعما رقيقا :
" هدي حبيبتي... الموضوع أبسط من جذا...."
هلع استبد فيها من أنها ستعود للقيود من جديد....
" انت شو تقولين يا مرام؟؟... احنا تطلقنا خلاص، وأصلا هو كان ييبي يفتك مني من قبل، وانت الحين ياية تقولين إنه يبي يرجعني!!..."
تلفتت مرام لما حولها ثم سحبت صديقها قائلة :
" تعالي معاي... الكلام هنا ما ينفع، واحنا ما نقدر ناخذ راحتنا بالكلام..."
وبالفعل... انساقت خلفها وخرجتا خارج مبنى المشفى وأخذتا تتمشيان في الحديقة مستمتعين بالطقس الرائع، حتى بدأت مرام:
" يا حبيبتي يا حصة، انت تغيرت وما عدتي مثل الأول....."
قاطعها صائحة:
" يعني يبي يرجعني علشان صرت أناسب مقامه العالي؟؟"
هزت مرام رأسها وعاتبتها:
" خليني بالأول أتكلم وبعدين قولي يلي تبيه.... وخليني أقول إنه ما يبيج ألحين غير لما عرف معدنج الأصيل، وإنج جوهرة... لؤلؤة مثل اسمج غالية وما في مثلج أبد، علشان جذا يبيج ألحين بعد ما تعرف على بنت عمه..."
لم تستسغ حديث صديقتها، وعقلها تجمد غير قادر لاستيعاب المعلومات التي استصعت الولوج لمركز دماغها، وما أن أرادت صديقتها البث بحديثها من جديد حتى هتفت حصة رافضة ما تريد اخبارها به:
" لا يا مرام... أنا ما بيه، ولا أبي حد... القصد من الرفض إن ودي أكمل دراسة ودي أكون مستقبلي وهذا هو الأهم... عارفة... بتقولي وجود ريال معاج ما راح يهدم مستقبلج، بس أنا أقول إن الزواج أبد مو هدف أو مستقبل للبنت، ممكن للوحدة فينا تنجح بحياتها من غير ريال، يعني يلي فاتها قطار الزواج لازم تموت لأنها ما تزوجت!!... لا طبعا.. هي بتعيش حياتها عادي وتحط هدف جدامها إنها تحققه، وإذا الله راد لها الزواج راح تتزوج وبتكون هي خلاص حققت طموحاتها وأحلامها، بتقولين والعيال أجيبهم بعد ما شاب الشعر وانحنى الظهر؟؟.. بقولج هذا رزق من رب العالمين، يعني عادي اثنين شباب يتزوجون وما يكون عندهم عيال، كله من الله، على الأقل أكون نجحت بمجهودي وما يي هذا الريال ويقول أنا يلي خليتج جذا وما أدري شو.... ويتمنن علي مثل ما يصير مع بعض البنات..."
ضحكت مرام وقالت توافقها القول:
" والله صدقج... كل شي ولا المنة.... "
حل الصمت عليهما وسارتا وكل واحدة منهم بفكر حتى قاطعت مرام السكون بشيطنة قائلة:
" مين قدج يا اختي؟؟.. اثنين يطلبون رضاج، وانت بإشارة من صبعج تختارين.."
زفرت حصة وهتفت :
" مرام.............."
" خلاص.. خلاص سكتنا وبنغير الموضوع.... تعالي بسألج عن بنت عمج العلة حنان وشو صار معاها؟؟"
زفرت وعانقت عيناها الأرض تتفكر بكم الحقد الذي تكنه لها ابنة عمها، فما دخلها إن كان جدها يحبها أكثر منهم ويفضلها عليهم؟؟.. فالمحبة من الله، فهذا ما أسرته لها بلحظة انفعال وغضب عندما حنق الجد منها بسبب ما كانت تنوي فعله.
" تراها تزوجت من شهر بعد ما تطلقت من ولد عمتي بعد ما عرفت إنه يبي يتزوج وما عاد يقدر يتحمل تصرفاتها بعد ما عرف إنها سافرت من غير شوره، ومن غير أشياء ثانية صارت بينهم، وهو خيرها وهي اختارت ترجع بيت أهلها ... بصراحة هو يستاهل كل الخير، والله رزقه بحرمة سنعة وطيبة، وإن شاالله تعوضه عن يلي راح، وعياله ما شاء الله تعلقوا فيها وايد..."
" مالت عليها من حرمة!!.. كيف قدرت تتنازل عن عيالها؟؟.. وكيف تزوجت وظروف أهلها صعبة؟؟... وثاني شي، يلي سمعته عن ريلها إنه لعاب ومايخلي مكان مسافر فيه إلا وياه وحدة شكل..."
عاتبتها حصة بضعف، فهذه حقيقة علمتها عائلتها وحاولت ردع ابنة عمها عن الزواج منه إلا أنها رفضت وقالت بأنها ستغيره، لكن قدومها قبل أيام للمنزل باكية شاكية الحال، وعلامات الضرب مشوه قسماتها الجميلة أنبأتهم بزواجها الفاشل، لكنها ما انفكت وعادت إليه بعد أن أتى مهادنا إياها بهدية قيمة.... لا تعرف لما هي ترخص من نفسها؟؟.. لقد أبدلت الذهب بمعدن باهت، صدأ، اختار الغوص بمباهج الدنيا وصارت هي فقط للواجهة والاستعراض أمام الوجاهة، فالمظاهر كانت أهم ما لديهم، أما ما بخلف الأبواب المغلقة فحدث ولا حرج.
" دواها.... خليها تستاهل هذي الحيوانة..."
" مرام... لا تشمتين..."
" أنا ما أشمت... بس من كلامج عن ولد عمتج أحس أنها كانت تعيش معاه مثل الملكة، وصدقيني... إن ما كانت هي ألحين تتندم بعد على يلي فرطت فيه ما أكون أنا مرام، هي بس قاعدة تحفظ ماي ويها مثل ما يقولون علشان الناس لا تضحك عليها، خليها... دواها، هذيلا البطرانين على النعمة ويرفسونها.. رب العالمين يعاقبهم على بطرتهم.. "
" خلينا من هذي العلوم .. تراه خلصت وقت الاستراحة...."
أوقفتها مرام وسألتها:
" بسألج آخر سؤال وجاوبيني عليه بصراحة...."
تطلعت إلى رفيقتها بتفحص، فهي تعلم بأنها لن تتركها إلى بعد أن تهديها الجواب الذي تريد... هزت رأسها توافق، فتابعت مرام:
"هل بتتزوجين صقر لو أعطاج الحرية إنج تختارين إنج تكونين حرمته مرة ثانية؟؟"
زفرت وتنهدت وسافرت عيناها للبعيد تتفكر بابن عمها وما يقوم به من أفعال.. وإن دلت إلا على شيء واحد ألا وهي محاولته أن يمحي ذنوب الماضي، وأن يضع صفحات جديدة ملأوها الفرح والسعادة فأجابتها:
" لا يا مرام... ما راح أوافق عليه...."
" بس يا حصة، ولد عمج مثل ما قلتيلي هو ماخلا شي إلا ما سواه علشان ترضين عليه، فليش ما تفتحين صفحة يديدة معاه؟؟"
فأجابتها :
" صدقيني يا مرام، أنا نسيت كل يلي صار بينا، أصلا أنا مو تافهة لهذي الدرجة علشان أبقى متمسكة بيلي صار من قبل..."
تنفست بعمق ثم استطردت:
" أنا رافضة رجعتي له لأن بدايتنا غلط... طريقة زواجنا خطأ، محد سألني، محد جا وقال ها يا حصة ولد عمج يبي يتزوجج، انت موافقة ولا مو موافقة؟؟... وثاني شي.. عمري ما فكرت بصقر... ولا مرة يا بخاطري حتى إنه يكون لي زوج، أحس إنه في شي غلط ....."
اقشعر جسدها واشمأزت ملامحها وتابعت:
" ما أتخيل إنه يجي ويلمسني، أحس إني راح أذبحة، يعني ذاك اليوم يوم دخل علي بالغرفة حسيت إني راح أموت بمكاني لما جافني مفصخة وأنا كنت أصلا لابسة، فشو على بالج لو كنا..... أمممممممم انت تعرفين شو أقصد..."
دست مرام ذراعها بذراع صديقتها وقالت وهي تسحبها لتعيدها للسير:
" أنا فاهمة عليج يا حصة، بس هذا كله بعقلج..."
"شو تقصدين؟؟"
"يعني... انت أمرتي عقلج انه يكرهه وما يدانيه ولا يواطيه بعيشة الله، تركت مكانته ما تتغير غير انه يكون بس ولد عمج، لكن لو انج عطيتي الفرصة لعقلج إنج تجوفين الموضوع بزاوية ثانية راح تجوفين نفسج انج تميلين لولد عمج، افتحي عيونج وانسي انه ولد عمج وجوفيه كريال وكزوج ...."
سحبت يدها ونهرتها:
" مرام... انت شو تحاولين تقولين؟؟... أصلا ليش تحاولين تجمعين بينا؟؟... احنا خلاص انتهينا"
" لأنه يا حصة هو ريال والنعم فيه، صحيح انه غلط قبل ولخبط الدنيا بس هو كان مراهق صغير وما يفهم الدنيا صح، وألحين تغير وصار غير وانت بعضمة السانج قلتي ولاحظتي هذا الشي، فليش ترفضين؟؟... من شو انت خايفة؟؟"
أشاحت حصة بوجهها بعيدا واستطردت مرام قائلة:
" خليني أنا أجاوب وقوليلي إن كان كلامي صح ولا خطأ... انت يا حصة خايفة إذا ارتبطي فيه وصار عليج شي.. يعني تغير شكلج، تغير جسمج، إنه يتخلى عنج ويدور على وحدة ثانية أحلى... لأن بكل بساطة عقلج ربط ولد عمج بأنه يحب الحلوين بس، وخايفة إن تزوجتيه تكوني مهووسة... وتصيرين تحافظين على نفسج علشان ديما تكونين حلوة جدامه، وبجذا تكونين عايشة بجحيم السعي للجمال...."
وحل الصمت بينهما لتجيبها حصة بعد برهة بكلمة واحدة:
" صح...."
" بس يا....."
فقاطعتها بشدة رافضة الانسياق خلف حديث صديقتها:
" خلاص يا مرام كفاية... ولد عمي ما هو في بالي ولا بخاطري فيه أبد، فانسي الموضوع، وهو لو كان يبي يتزوج الله يرزقه ببنت الحلال يلي تناسبه...."
وتركت صديقتها وانطلقت لعملها وبداخلها اصرار بأنها بالفعل لا تريد الارتباط به، ومهما فعل وحاول ليقنعها بأنه بالفعل يطلب ودادها فهي لن توافق أبدا .
**************************
عاد من العمل متعب منهك القوى والفكر، هو مرهق وضائع ولا يعرف كيف السبيل لجعلها توافق على الزواج منه!!.. لم يدخر جهدا في سبيل اقناعها بأنه قد تغير وأنه ما عاد كما السابق، صحيح أنه من الصعب أن تصدق هذا الشيء؛ لأنه قد نبذها بالسابق وهي كانت زوجته والآن يريد وصالها لأنها تغيرت وهذا ما سيتبادر لذهن كل شخص وأولهم هي من أنه يريدها لأنها صارت أجمل... لقد فقدت ثقتها به، بالأصل لم تكن هناك رابطة تجمعهما لهذا هو يحاول الآن بكل جهده كي يعيد روابط التواصل بينهما....
دلف للمنزل وسار باتجاه ملحقه وعيناه تتطلعان لكل شيء ومازالت تروسه تعمل بكيف السبيل بأن لا تضيع من بين يديه، وفكرة أنها ستفلت من بين أصابعه لتكون لغيره تقتله!!.. فلا يريدها أن تكون لسواه وينال الآخر هذا الكنز الثمين الذي فرط به بسبب غروره وسطحيته... والأهم من هذا .... توقف بمكانه ورفع عيناه للسماء يناجي ربه ليعينه على الصبر والجهد لإقناعها لأنه بكل بساطة...قد وقع بهواها..
" يا الله تعيني وتساعدني وتحنن قلبها علي...."
نداء باسمه انتشله من بؤرة تشتته وخوفه من الخسارة، ولأول مرة يشعر بطعمها الغير المستساغ، لم يذق هذه الأحاسيس بانفصاله عمن اختارها شريكة حياته، بل لم يشعر سوى بالراحة برحيلها، لكن مع ابنة عمه... فقد ضربته أحاسيس عنيفة تخبره بكم الخسارة التي سيجنيها ببعدها عنه.
" صقر... صقر..."
التفت مرحبا بوالده:
" هلا يا بوي.. شخبارك؟؟... عساك طيب؟؟"
قبل رأسه وأجابه والده وهو يناظره بتمحيص ويرى الحال غير الحال التي كان عليها من قبل.
" أنا طيب والحمدالله، انت وشـ هي علومك؟؟"
تنهد وأجابه بصدق وتوكل على الله :
" الحمدالله...."
ربت والده على كتفه ....
" خلها على الله يا وليدي، خلها على الله... تعال.... ودي أجوف عيالك وأقعد معاهم ..."
*********************
عادت للمنزل وقبل أن تدخل للملحق الذي تعيش فيه مع جدها ناداها عمها سلطان:
" حصة....."
التفتت وتطلعت لعمها بتأمل... لم تكن الوحيدة من دارت عليها رياح التغيير، فالزمن كان كفيل بتغيير الجميع.. وعمها كان أحدهم، وأجابته وهي تقترب منه:
" نعم يا عمي؟؟"
اقترب منها لتتقدم هي مقبلة كفه ورأسه باحترام وقال بهمس:
" بارك الله فيج يا بنتي.... بغيتج تطلين على خالتج شيخة، أحسها اليوم تعبانة "
أشارت لعينيها الاثنتين ...
" من عيوني يا عمي..."
وسارت بجانبه بصمت حتى دلفوا لملحقه ومن ثم ارتقت السلالم وبعدها دخلت لإحدى الغرف وهناك شاهدت زوجة عمها ترقد على سريرها وقد عانقها الهرم بلحظة اهمال كانوا هم سببا بصنعه لتجني يديهم ثمار ما زرعوه.
اقتربت من السرير ومالت ناحيتها مسلمة:
" هلا بخالتي... شخبارج اليوم؟؟"
كانت مقلتيها ساهمتان في الفضاء وما أن سمعت الصوت حتى دارت برأسها باتجاهه، وما أن لمحتها حتى سكبت دمعاتها بندم وحسرة وأسف على يلي ضاع، وهمست بصوت راجف ضعيف:
" ضاعوا عيالي... ضاعوا عيالي بسببي، أنا ما راعيتهم، ضاعوا مني.. ضاعوا مني، هذي حوبتي على يلي كنت أقوله عليج..."
هذي هي حال زوجة عمها... فما أن تراها حتى تبدأ بالهذيان والترديد بأنها السبب بخسارة أبنائها.
" عيالج بخير يا خالتي وما عليهم شر...."
وناحت باكية شاكية ومياه عينيها تنسكب مخبرة إياهم بكم الأوجاع التي تكابدها.
" وين بخير يا بنتي؟؟.. الكبيرة بكل يوم تي تبجي ودموعها أربع على خدها.. مضروبة ومذلولة من ريلها يلي طلع قليل أصل، وهي ما تقدر ألحين تطلق، خايفة الناس تاكل ويها، لو إني ربيتها صح كان هي الحين معززة مكرمة مع ولد عمتها، كان معيشنها ملكة، والحين حتى لو عندها فلوس وكل شي لكن ما في راحة بال، لأن ريلها فالنها بكل يوم ببلاد مع وحدة غير شكل، أما الثانية....."
وَأَنْت خالتها بونين موجع آلام قلب قلبها وتركت العنان لدمعاتها تشارك بأسهما الجليل، وناحت شيخة بقلب مفطور على فلذة كبدها التي غاب جسدها تحت الثرى بسنها الصغير والسبب... غفلتهم !!.
" بنتي... بنتي يا حصة راحت بسببي... بنتي ماتت وأنا السبب، بنتي ما انتحرت لحالها... أنا... أنا... والله أحس اني أنا يلي كنت ماسكة السكين وقطعت ايدها علشان تموت.. آه.... آه يا قلبي..."
وأخذت تضرب صدرها وتردد بصوت لعلع بعويل الانتحاب:
" قلبي موجوع منها.. موجوع!!... بنتي ضاعت بسببي!!.. أنا ما اهتميت فيها، ولا جفت شوتبي وشو عندها، جت لعندي قبل لا أسافر وقالتلي يومه أبيج... قالت يومه دخيلج لا تسافرين وخليج معاي....وأنا ما سمعتها، وهي ... وهي راحت تدور عند حد ثاني يلي ما حصلته عندنا...."
أضجعت حصة بجانب خالتها واحتضنتها وهي تقول بقلب راجف:
" كفاية يا خالتي... كفاية... اطلبي لها الرحمة يا خالتي... اطلبي لها الرحمة..."
وعادت تشهق بنشيجها، وأوتارها قد تقطعت من كثرة ولولتها:
" بنتي راحت... بنتي راحت... أنا يلي ذبحتها... أنا ذبحتها بايدي وخليتها تروح عند يلي ما يسوى... ذبحها وخذ يلي يبيه منها ورماها.. رماها بعد ماذبحها.. بنتي.. بنتي... ارجعي يا بنتي... ييبولي بنتي... خدوي... خدوي...."
وأدار العم وجهه يبكي بحرقة ضياع أبنائه، وارتفع نشيجه عاليا وانحنى ظهره مكسورا وسقط على ركبتيه غير قادر على الوقوف، لقد أضاع أولاده بغفلة بحثه عن شهوات الدنيا، أضاع بناته خلف سعيه لملذات الحياة، وتركهم يقاسون وحدهم شرور أنفسهم دون أن يكون لهم أبا مراعيا يمسك بأيديهم ويقودهم للطريق القويم.
" عمي.. عمي الله يخليك كفاية ... اطلبوا لها الرحمة، ما يجوز تسون بنفسكم جذا!!"
واحتارت حصة بمن تهدئ وعلى من تطبطب، فما حدث شيء عظيم... أن تنتحر فتاة بعمر الزهور لهو شيئ كبير!!... فقد أهملوها لتبحث عن صدر آخر تبثه همومها، وللأسف وقعت بيد ذئب بشري انتهكها بلحظة غفلة منها بأحلامها الوردية، وبفارسها الهمام الذي سينتشلها من بحور ضياعها بعائلة لا تهتم سوى بنفسها، لتقع مغمضة العينين بالهاوية، وعندما استيقظت من الغشاوة التي عمت عينيها وعلمت ما حدث من أنها خسرت نفسها وشرفها، حتى عادت باحثة عمن ينجدها ولكن لم تجد سوى الفراغ... ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تحولت حياتها لجحيم عندما أخذ يبتزها فما كان منها سوى الرضوخ للمجيئ معه خوفا من الفضيحة..... اسبوعين كانت فيهما خديجة تسحق وتتكسر وتموت، ولم ينتبه لها أحد لخضمهم بتحقيق ملذاتهم... حتى جاء ذلك اليوم الذي زلزل أركان المنزل والقلوب الغافلة، ولكن كان الأوان قد فات... وها هم ينعون فقدها منذ شهرين، وسقطت والدتها طريحة الفراش وها هي ما عليه من حال متردية منذ أن اكتشفت موت ابنتها في الحمام ورؤيتها مخضبة بدمائها وبجانبها رسالة تخبرهم ما ألم بها من أهوال جعلها تنقاد لشيطانها بالتخلص من حياتها كي تنهي مأساتها.
خرجت من عندهم بقلب مفطور وباكي على حالهم، وليس بيدها شيء سوى الدعاء ليكون الله بعونهم.....
مشت على مهل تفكر بحال عائلة عمها والمصاب الذي أصابهم، فتناها لمسامعها أصوات محببة لقلبها... فقد تعلقت بهم، ونشأت بينهم رابطة قوية متينة حتى صارت تعرف عنهم كل شاردة وواردة حتى الصغيرة منها.. حتى يعتقد من يشاهدهم بأنها أم مع أطفالها....
قاطع تفكيرها صوت صديقتها وهي تخبرها بأن تفتح عيناها وتراه من منظور رجل كامل بالغ لا ينقصه شيء.... وبالفعل ناظرت ودققت لترى ابتسامة كبيرة أظهرت أسنانه البيضاء على شيء ما أسره صغيره، كان يضحك ملئ فاهه، وسيم بهي الطلة، طيب وحنون، محب لأسرته، ومطيع وبار بوالديه، قوي وكلمته كالسيف بحدته لا يتنازل عنها أبدا، شامخ ورجل بمعنى الكلمة.... قصف قلبها لترتعد فرائصها، ودارت برأسها بعيدا ويدها على صدرها...
" يا الغبية .. يا الغبية.. كان لازم يعني تسمعين كلامها وتقعدين تتمقلين بالريال؟؟..."
اقتربت الأصوات واعتدلت مناديه قوتها التي تبعثرت بلحظة تأمل.
" خالوه.. خالوه.."
" هلا .. هلا بعلاوي حبيبي، شخباره الحلو؟؟"
حادثته وهي تنحني لتكون بمستواه وتحتضنه وهو يجيبها ويطبع قبلة على وجنتها:
" أنا بخير ..."
ثم التفتت لشقيقته وتفتح لها ذراعها الأخرى تناديها الاقتراب:
" والحلوه شو أخبارها؟؟"
احتضنتها الجوري وأجابتها بتأتأة:
" أنـ... أنا... أنـ.. بخـ... بخيـ.. ر..."
عادت تحتضنها وتعتصرها لصدرها بحب وهي تهتف بسعادة لمدى الإنجاز الكبير الذي حققته بسعيها للانخراط من جديد بالعالم.
" إن شاء الله دوم تكونين بخير..."
أحاطت ذراعيها على الطفلين وناظرتهم بحب ثم قبلتهم على وجنتيهم فقال صقر بقلب خافق بمدى ما يراه من حب تكنه لطفليه:
" وأنا مالي نصيب من.... احم...السلام هذا؟؟"
ونهضت فاردة ظهرها وأجابته وهي تعبث بشعر الصغيرين وعيناها تتهربان من النظر إليه، فعواطفها تمردت ولم تعد تستطيع السيطرة عليها:
" شخبارك يا ولد العم؟؟"
" أخباري ما هي بزينة يا بنت عمي، بس لو تعرفين بحالي وش صار فيني من لما حبيتج...."
أسرها لنفسه وأتبعها بصوت عالي:
" الحمدالله الأمور طيبة، وانت؟؟... شخبار شغلج؟؟.. عساج مرتاحة بهذي المستشفى؟؟"
" الحمدالله كل شي تمام..."
تطلع للمكان الذي خرجت منه ثم عادت مقلتيها عليها متسائلا بأسف:
" كنت عند عمي سلطان؟؟"
وأجابته بحزن وحسرة:
" خالتي شيخة تعبانة وايد وعطيتها مهدئ علشان تنام، وعمي قاعد عندها... الله يرحمهم برحمته.."
وهز رأسه الآخر بقلة حيلة:
" لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله يعينهم ويصبرهم.."
وأكمل قائلا وهو يوجه حديثه لأطفاله:
" يلا يا عيال... اسبقوني ليدكم وأنا بلحقكم ألحين..."
وتحرك الصغيرين ناحية جدهم وما أن أرادت أن تتبعهم حتى طلب:
" خليج يا حصة، ودي أكلمج بموضوع..."
وتوقفت... واهتاج قلبها بصواريخ عنيفة، وارتجفت خلاياها.. لا تعرف لما توقفت وهي تشعر ما هو الكلام الذي سيدور بينهما... وتساءلت ما بينها وبين نفسها...
"لما تريد الاصغاء إليه وهي تيقن بأنها لا تريده؟؟... "
ووعدت نفسها بعقاب صديقتها التي كانت السبب بوقوفها بانتظار ما يريد قوله، وارتد رأسها بذهول ناحيته بعد أن قال:
" أنا آسف على يلي سويته فيج من قبل، آسف لأني كنت مغرور وأناني وما جفت إلا نفسي، آسف لأني جرحتج وضربتج وسبيتج ولعنتج، آسف لأني كنت سطحي وما جفت دموعج يلي كنت أنا سببها، آسف لأني كنت غبي وما جفت الجوهرة ورحت أدور على الفالصوا ..."
تطلع لعينيها الغائمتين بمشاعر الألم والذكريات المؤلمة وتابع:
" آسف لأني كنت سبب أوجاعج، آسف لأني كنت ولد عم ما صنت الأمانة...."
وسألته وهي تحيط ذراعيها على صدرها كأنها تحمي نفسها من السؤال المحتمل قوله، ثم ما هي إلا ثوان حتى تركت يدها تسقط وقالت وهي تواجهه:
" أنا سامحتك من زمان يا ولد عمي، أصلا أنا أبي أشكرك على يلي سويته فيني..."
تفاجأ وانصدم من قولها وأنصت لها وهي تستأنف وتستمد طاقتها التي بعثرها بأسفه المفاجئ:
" لأن لو ما قلت يلي قلته، وسويت فيني يلي سويته، كنت ما صرت يلي أنا عليه من نجاح، كنت ما صرت حصة يلي تجوفها ألحين واقفة جدامك، تعرف؟؟... لو بقيت مكاني وما شردت وتقبلت انت زواجنا؟؟.. كنت راح أكره نفسي كل يوم، وكنت راح أكرهك وأكره كل شي حولي،.... فعلشان جذا كان لازم تعرف إني ما كنت ندمانة على شردتي من البيت، الشي الوحيد يلي ندمت عليه هو كان يدي... إني ما كنت على اتصال معاه...."
سكتت تتنفس بعمق واحساس عميق بالسلام يجتاحها بعدها أسرت:
" وألحين بعد ما صفينا النيا وتسامحنا أظن جذا خلصنا صح؟؟"
ناظرها بقوة وقال وعيناه تقبضان مقلتيها :
" لا يا بنت عمي ما خلصنا...."
وسألته ومازالت عيناه تأسر ذهبها المصفر:
" وشبقى بعدك ما قلته؟؟"
اقترب منها ومال باتجاهها وهمس على بعد :
" باقي كلام كثير يا بنت عمي، كلام كثير...."
ازدرت لعابها وشعرت بقلبها ينقبض ويتمدد، ينقبض ويتمدد، بحالة غريبة عن حالته الطبيعية، وأنفاسها تتهيج، وابتعد يعطيها المساحة لتستوعب ما سيقوله تاليا:
" بما انا استبينا وتصافينا وراح نبدأ من يديد....."
فتحت فمها ترفض ما كان سيلقيه عليها إلا أنه أكمل مشيرا بسبابته أن تتوقف:
" راح نبدأ من يديد كعيال عم، فحبيت أعرفج بنفسي لأنج ما تعرفيني زين، وأنا بعد حابب أتعرف لج لأني ما عرفج..."
فغرت فاهها ولم تعرف ما تقوله، لقد فاجأها بقوله، لقد اعتقدت بأنه سيطلب يدها للزواج... فالفرصة كانت مهيأة لهذا الشيء، لكن هذا!!...
ومد يده ناحيتها فترددت لثوان ثم رفعتها دون ارادة ليتلقفها... وبلحظة الملامسة سرت تيارات اخترقت خلاياهما لتجعلها تنبض بالحياة، وبعواطف شتى مختلطة ما بين الرهبة واللهفة، فضغط على كفها مستشعرا لمستها المرتجفة بداخل كفه، وهمس بصوت أجش، متخم بالفرحة والسرور على هذه البداية التي ستفتح له الباب ناحية ابنة عمه:
" أنا صقر ولد راشد صقر الزيودي... عمري 25 سنة، برتبة وكيل بالعسكرية، مطلق وعندي ولدين عمرهم 4 سنوات هم بالدنيا عندي، وفي أشياء ثانية بس عقب بقولها لج بلقائنا الثاني...."
مازالت على ذهولها بتعريفه هذا، ولا تعرف ما هي الغاية منه؟؟.. هز كفها ينبهها، فانشدت لابتسامته التي أسرت وجدانها:
" أترياج تعرفيني عليج..."
وعندها انفجرت ضاحكة وسارعت بوضع كفها الآخر على فمها إلا أن الموقف كان ساخرا ولم تستطع التوقف.
" يلا دورج.... ماراح أتركج إلا لين تقوليلي اسمج، تراني ما عرفه وودي أتعرف عليج...."
عندها فقهت لمراده... يريدها أن تتعرف عليه، أن تتعرف على صقر الجديد، استردت أنفاسها ....
" أنا حصة أحمد صقر الزيودي.. عمري 24 سنة... دكتورة وتخصصي أطفال... مطلقة وما عندي عيال... والباقي بعدين تعرفه...."
وعادت تقهقه بخفوت للموقف وحاولت استجماع شتات نفسها بعد أن قال:
" بما انا تعارفنا ألحينن ووافقتي على موعدنا الثاني....."
قاطعته بعجب وهي تشير لنفسها بيدها الأخرى:
" متى؟؟... أنا ماوافقت!!.."
" لا.. توج قلتي... والباقي بعدين تعرفه، وأنا أبي أعرف الباقي...."
قال آخر جملته بأمل أن توافق على اقتراحه المبطن بأن تهديهم فرصة أخرى لردأ الصدع الذي حدث بينهم، وعندها قالها جهرة يخبرها بصحيح ما توقعته:
" خلينا نعطي نفسنا فرصة يا بنت عمي، ونجوف بعضنا ونتعرف لبعض من أول ويديد، خليني أكون ولد العم يلي ماكنته قبل.. عارف بتقولي ألحين ما ينفع!!.. بس انت لوتعطيني فرصة راح يصير وتجوفيني انسان ثاني غير عن يلي عرفتيه.."
فتساءلت:
" طيب.. ولو صار يلي تبيه وتعرفنا.. بس ما صار يلي انت تبيه يصير، هل راح تجبرني عليه؟؟"
وأجابها بقلب يدعوا بأن يتمكن من اقناعها بأنه سيكون زوجا صالحا لها وسيظل طوال حياته يكفر عن أخطائه السابقة:
" ذيج الساعة راح تظلين بنت عمي غالية علي، ومتى ما احتجتيني راح تلاقيني جدامج..."
ضغطت على كفه وقالت:
" موافقة... وألحين ممكن كفي...."
وتركها على وعد بأنه سيفعل المستحيل لتكون تلك الكف بكفه دون أن يتخلى عنها، وسارا معا باتجاه منزل الجد وقال يشاكسها بعد أن ألم الصمت عليهما:
" طيب... انت ماقلتيلي متى موعدنا الثاني؟؟"
توقفت وناظرته بحدة ليسارع قائلا:
" لا تخلين مخج يروح شمال... شو رايج نقعد عند يدي وتخبرينا عن سوالفج بكندا؟؟... دراستج والأماكن يلي سافرتي لها ...."
هزت رأسها موافقة وقلبها يطرق بين أضلاعها ولا تعرف له سبب، هل هو خوف مما يريده ابن عمها أم هو تشويق واثارة للقادم، وأن بالفعل لربما هناك جذوة من الحب تمنو بينهم، فقط تحتاج للرعاية والحب والاهتمام كي تكبر لتغدوا شيء جميلا يستحق أن تحارب من أجله كي تنعم بحياة سعيدة ملؤها الأمل بغد مشرق.
تم بحمد الله
|