كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون
ضغط جستن زراً صغيراً ثم فتح خزانة من الخشب المحفور واخرج منها سطل الثلج المطلي بالفضة واعطاه الى الخادم الذي دخل لتوه.
"رجاء يا طوم ,احضر لنا كمية جديدة من قطع الثلج وكأسين من الشراب الخاص للآنسة وجولييت "
ثم حول نظره نحو هيلين قائلاً :
"اني افكر جديا في الانضمام اليكما قليلاً. طوم يحضر مشروباً منعشاً تشرب منه ابنتي كميات كبيرة. تفضلي من هنا"
وفي اجمل زوايا الحديقة, كانت جولييت مستقلية على احد المقاعد و قربها خادمة سمينة تخيط بعض الستائر .وما ان شاهدت هيلين حتى هرعت لملاقتها قائلة :
"اعتقدت انك لن تأتي ابداً. ثم ان ألي لم تسمح لي بانتظارك خارج الفيللا "
وبعد انت تبادلت جولييت وألي الاتهمات المرحة حول تصرفات الشيطانة الصغيرة وتقيّد الحضانة الحرفي وبالتعليمات الصادرة اليها, وقبلتها بحنان طالبة منها التصرف بطريقة لائقة وتوجهت الى داخل المنزل. وفجأة تحولت جولييت نحو هيلين قائلة لها :
"لم تذكري لي ابداً انك كنت راصقة باليه, وأنك اتيت الى سمندر نتيجة لسقوطك عن دراجة هوائية وعدم قدرتك على الرقص بعد ذلك الحادث. هل هذا صحيح؟ هل رقصت حقاً على خشبات المسارح ؟"
نهرها و الدها مؤنباً, فاعتذرت قائلة :
"اني آسفة. لقد نسيت. ولكن اردت فقط ان ..."
ولما لاحظت هيلين ان جولييت توقفت على اتمام جملتها نتيجة لتلك النظرة القاسية من والدها, تدخلت بتهذيب قالت :
"لا, ارجوك. دعها تسأل, فلست متضايقة من الاجابة "
ثم التفتت نحو جولييت وتابعت حديثها :
"نعم يا عزيزتي, لقد رقصت على خشبة مسرح. إلا انني لم اكن راقصة باليه بالمعنى الصحيح. كنت قد بدأت لتوي بتقديم وصلات صغيرة بمفردي, وكان يحدوني امل كبير في امكانية وصولي يوماً ما, اذا اجتهدت كفاية, الى مرتبة الراقصات الرئيسيات "
"ولكن لماذا لم تخبريني بذلك من قبل؟ "
ابتسمت هيلين وقالت :
"كنت اشعر بتعاسة يا حبيبتي. ولو بدأت في الحديث عن مشكلتي آنذاك لكنت جعلت من نفسي سخرية امام الناس الموجودين في الطائرة "
تأثرت جولييت كثيرا و دمعت عيانها, ثم قالت لهيلين بحنان :
"ولكنك ستعودين الى المسرح عندما تتحسن رجلك, أليس كذلك؟ "
"لا ... لا اعتقد ذلك ,لأنني ..."
تدخل جستن فجأة عندما شعر بأن هيلين تحاول جاهدة السيطرة على مشاعرها, وقال لابنته :
"انهضي قليلاً يا جولييت, لأنني اريد تلك الطاولة الموجودة وراء الكنبة "
الا ان هيلين كانت قد احضرت طاولة اخرى فيما وصل طوم ومعه المرطبات. وقد نسيت جولييت موضوع الرقص واهتمامها به واخذت كوب عصير وبدأت تشرب. وما هي الا لحظات حتى عادت الى الحديث :
"ارجو الا اتقيأ هذا الشراب. فجسمي بحاجة اليه كثيراً بعد ان تقيأت اربع مرات نهار الجمعة ومرتين ......"
قطب جستن حاجبيه وقال لطفلة الصغيرة :
"لا تتحفينا بهذه التفاصيل, ارجوك. الأفضل ان تغيري الموضوع مرة اخرى "
وتنهدت جولييت وردت عليه قائلة :
" اوه, حسناً. كم اتمنى ان اكون شابة كبيرة. فالكبار يتحدثون دائماً عن امراضهم ولا احد يطلب منهم ان يخرسوا. عم يجب ان اتحدث يا ابي؟ "
نظر إليها بحنان وقال لها مازحاً:
"عن لا شيء, لحين الانتهاء من شرب العصير ,انه طلب ظالم, أليس كذلك؟ "
رفع جستن كأسه الى شفتيه وافرغ بقية شرابه دفعة واحدة. ثم طبع قبلة حنونة على رأس جولييت قائلاً :
" سأغادركما الان ختى تتمكني من اطلاع هيلين على كل ما يدرو في رأسك من اراء وافكار .ولكن لا تلوميني اذا ضجرت منك هيلين كثيراً وفرت هاربة"
|