كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون
"هذا لطف منكم. ولكن الحقيقة, كما قال السيد مانتون, هي اني متعبة جدا"
وترددت قليلا ثم تابعت حديثها :
"ارجوكم ألا تفسدوا سهرتكم بسببي. فانا يمكنني البقاء وحدي, ان لم يكن لديكم مانع"
ضحك كيت مانتون وقال :
"المسألة بسيطة للغاية .هيلين ترتاح و تنام ,ونحن نذهب الى النادي .فما رأي السيدتين الكريمتين ؟"
اتفق الجميع على هذا الحل. فذهب الثلاثة الى سهرتهم وتوجهت هيلين الى الغرفة المخصصة لها .وخلال دقائق معدودة ... كانت تغط في نوم عميق.
ازاحت الغطاء الرقيق ثم سارت نحو النافذة ورفعت الستارة المعدنية. الشمس الذهبية الساطعة, والخضرة الاستوائية الجميلة و الشاطئ الرملي الجذاب و اغاني العصافير.
هل هي حقيقة ام خيال؟ هل تحلم؟ هل من المعقول انها ستفيق صباح كل يوم على هذه الموسيقى الرائعة واللوحة الفنية الاخاذة؟! نعم, انه الواقع. انه الحاضر و المستقبل, ولا عودة الى الماضي. فكل صباح جديد سيبعدها خطوة بل خطوات عن ذلك الماضي الحزين وتلك الذكريات المؤلمة. ولكن, هل ستخف وطأة الحنين و الشوق ؟
استحمت ولبست ثيابها, ثم خرجت تتنزه على الشاطئ بعد ان لاحظت ان ماريز و نورين كانتا خارج المزل. مشت بخطوات بطيئة تتأمل البحر والجبال القريبة .... وتفكر ,ماذا سيكون مستقبلها! وكيف ستمضي الدقائق والساعات, والايام, لا بل السنين القادمة ! في الماضي كانت كل دقيقة مخصصة لشيء ما وكل يوم يمضي وفق برنامج معد سابقاً, اما هنا, فماذا ستفعل ؟
في انكلترا كان الجميع يعتقدون شبة جازمين بأن الانتقال الى الجزيرة استوائية في المحيط الهندي هو افضل وسيلة لمساعدتها على تقبل الواقع الجديد الذي فرضته النهاية المأساوية المفاجئة لمهنة كانت تعتبر انها خلقت لها وتذكرت كلمات صديقتها ليزا :
"اوجه جديدة, امكنة جديدة, شمس مشرقة طوال السنة. انك فتاة محظوظة جداً. تمتعي بالدفء ... بالحرية ... باللامسؤولية. وعندما تشعرين بمسحة من الملل, وهذا امر مستبعد جداً, ما عليك الا ان تتذكري بردنا القارس ... وارهقنا اليومي و..."
وشعرت هيلين بالدموع تسيل على خديها. آه, لو كان بالامكان ان تعود ! انها مستعدة للتخلي عن كل شيء في العالم, اذا كانت قادرة على العودة ! انها ...
"هذا تعد لاملاك الغير, ايتها الآنسة "
استدارت هيلين بسرعة نحو مصدر الصوت وقالت لجستن فالمونت مدافعة عن نفسها :
"اني اقوم بنزهة على الشاطئ, وهذا لا يمكن اعتباره تجاوزاً او تعدياً "
اقترب منها فالمونت وقال لها باصرار :
"قطهة الارض هذه ممتلكات خاصة, و الشاطئ..."
وتوقف فجأة, فما كان منها الا ان اكملت جملته ببرودة :
"والشاطئ ايضا... ممتلكات خاصة !"
تأملته لحظة و قالت لنفسها من المؤكد ان جولييت فالمونت لم ترث سحرها ولطفها و حسن معاملتها من والدها ! ثم مضت الي القول بأنقة وكبرياء :
"لم تكن لدي اي نية او رغبة في انتهاك حرمة الاراضي الخاصة. ارجو ان تقتبل اعتذاري عما حدث وتأكيداتي بأن ذلك لن يحدث مرة اخرى "
واستدارت الى الناحية الاخرى لتعود الى المنزل فسمعته يقول وقد اصبح امامها :
"لا داعي للاعتذار, اذ كيف يمكنك معرفة هذه الممتلكات من تلك و انت لم تصلي الا بعد ظهر امس !"
ظلت هيلين واقفة في مكانها بدون ابتسام او تعليق على جملته, وكأنها لا تريد منه سوى الابتعاد عن طريقها ولكنه مضى قائلاً بهدوء :
"اسمحي لي ان اعرفك بنفسي ! انا جستن فالمونت. واعتقد اني مدين لكي بالشكر الجزيل على اهتمامك بابنتي ورعايتك لها اثناء الرحلة من انكلترا "
|