كاتب الموضوع :
مها هشام
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية جنون العاشقين..بقلمي مها هشام..ج2 من سلسلة رفقا بالعاشقين.. الفصل الحادي عش
مدت كفها.. تربت على ظهره بحنان.. وفكرها يدور بالكثير من الأسئلة.. لكنها لن تجد إجابة الآن... ابتعد عنها.. ليمنحها أسفا واضحا على وجهه... وابتسامة لا تكاد ترى.. فكانت تشده من كفه هامسة بمرح..
_اليوم كان متعبا... كأنني غير مصدقة كوني عروس... سأنام واقفة في مكاني وستضطر لحملي ..
ندت منه ضحكة صغيرة.. يسايرها بالذهاب إلى السرير.. ثم يتمدد هناك... لتندس بين ذراعيه تضع رأسها على كتفه و صدره... تنام في ضلعه... همست بتحذير و عيونها مغمضة
_لا تتحرك كثيرا باسل... ستواجه ركلات حادة...
_لن أفعل.. فقط نالي نوما مريحا..
هزت رأسها بالموافقة... لتغفو بدون محاولة.. حتى شعر بها أخيرا نامت كان يطلق نفسا مهموما.. وشعور الخذلان يستوطن جسده.. متمنيا لأول مرة لو أنه لم يقدم على الزواج... بكل غباء ليثبت إنه قوي.. وبعقده هو ليس إلا جبان ..
_أنا آسف ...
&&&&&&&&
فتح الباب قليلا ليجدها نائمة.. ابتسم بحنان و حب لها.. احترام كبير.. كبير جدا يتخلل العلاقة بينهم.. هي من غيرت نظرته عن النساء بعد ما رأى من تلك السيدة التي عاش في رحمها..
دخل الغرفة ليدثرها جيدا بالغطاء.. وهو مشتاق جدا لها.. للحديث معها.. لكن.. ذلك متوقف حتى إشعار آخر.. فهو لا يستطيع البدء بالكلام بعد فقدانه لأعصابه أمام ابنتها المجنونة .. وهي لا تتحدث بكلمة.. تعاقبه بعدم الحديث معه..
لا يلومها.. إنه متعجب جدا من انقلاب حاله.. وبالمقابل يجد ان يبقى على شخصيته المنفجرة هذه.. طالما هي قادرة على التعامل مع تلك المدللة ..
دثر الغطاء حولها.. ثم أمسك بالمسبحة بين أناملها يضعها على المنضدة بجانب رأسها.. اقترب ليقبل جبينها برقة شديدة.. حرصا على عدم إيقاظها.. مستنشقا عبير الأمومة من رائحتها الطيبة..
شعر برفرفة جفنيها ليبتعد ناظرا لها.. فيجدها تكبح نفسها كي لا تفضح عدم نومها.. ابتسم على مشاكسة عجوزه.. هاتفا بروح مرحة مرتاحة بعد أن أغاظ ميسم ونجح في ذلك..
_مرحبا..!
قال بعدما فتحت عينيها تنظر له بعتب.. وتمثيلها للنوم قد انكشف.. لكنها دارت ذلك بنظراتها..
_بت تجيدين التمثيل يا وردة..
_كما أنت تجيد العصبية سيد زيد.!
قالت تخزه بكلماتها و نظراتها.. لينظر لها و الضحكة في نفسه.. عجوزه غاضبة منه بشدة..
_أوه.. هذا مفاجيء.. وهل أصبتك بعصبيتي يا عمة ؟
_لا.. لكنك فعلت بابنتي..!
هتفت تهز كتفها بحنق.. مشيرة له و نظراتها حانقة.. ليبتسم مستمتعا بالحنق على عمته.. و الذي عاد لها من جديد.. كانت كما السابق.. عندما تصبح مشادة كلامية مع العم طالب.. يتلبسها الحنق سريعا.. و يكون كلاهما مستمتعا..
_ها قد قلتها.. ابنتكِ..
_كلتانا واحد.. أنا أمها..
_أولست كذلك بالنسبة لي ؟!
قال بنبرة معاتبة.. ليتراجع الحنق سريعا.. يحل محله تأنيب الضمير.. و الخوف من أن يحدث سوء فهم..
_لا.. أنت ابني أيضا.. أنا فقط.. "صمتت لثواني تبحث عن كلمة تسعفها.. لكن لا يوجد.. هي لا تستطيع تبرير أفعالها.. انها ام ميسم.. و امه أيضا.. إلا أن كلماته و قراره المفاجئ أزعجها.. و جعلها علي هذا الحال.. تنهدت بضيق بعد فشلها في تبرير فعلها.. قائلة كأنها تتوسل.." هل قررت حقا ؟
_تقصدين بشأن الزواج ؟!
سأل متفهما ما أرادت قوله.. هو على العكس منها.. ومن شعور التأنيب الذي يصيبها.. لا يجب أن يلومها لأنها تأخذ في نفسها جانب ابنتها.. إنها عمته.. وليست ملزمة بأن تصارع بين كلاهما..
_لم أقرر بعد.. لازلت أفكر كثيرا.. وميسم لا تسهل أيا من قراراتي الذي أحاول صنعها..! "توقف قليلا عن الكلام.. قبل أن يناظرها.. يحاول أن يوصل لها ما يعانيه مع ميسم.. هاتفا بهدوء.." منذ زمن بعيد.. و أنا أريدها زوجة لي .. لكن الآن .. تصرفاتها لم أعد أحتملها.. لأبدأ بمراجعة ذلك القرار.. إن كنت حقا أريدها زوجتي.. وإن كانت لدي القدرة للزواج من أخرى و نزع حب ميسم من قلبي .. أنا لازلت أفكر عمتي...
عمته.. لم تجد الكلمات للرد عليه.. هي خير شاهد على جنون و حماقة ابنتها .. إنها بالأصح كانت قلقة جدا منذ زمن من هكذا قرار .. لقد ظنته سيستلم في إحدى الأيام .. لكنه أثبت مدى تحمله لسنتين كاملتين .. إلا أن قوته باتت تخور أمام قوة عنادها و جنونها الغبي ..
ربتت على كفه الساكنة عند يدها.. تخبره بابتسامة حزينة عن مدى تفهمها.. ليبتسم لها بحنان.. يمازحها قليلا يعيد البسمة أو الحنق.. أي شيء بدلا من هذا الحزن في عينيها..
في الخارج.. كانت تريد الذهاب لوالدتها تشكيها من ابن أخيها و مدى غروره.. فوجدته قد سبقها.. أرادت التراجع.. لتسمع تلك الكلمات.. و تسمع قراره.. الزواج بأخرى و نزعها من قلبه..
ليبكي قلبها ألما.. و شعور الخسارة مر.. و فكر يلوح في عقلها.. إن جنونها سكن الآن .. الشياطين التي تتقافز حولها كلما رأته باتت تختفي.. الحماقات التي تتصنعها لتزعجه لم تعد موجودة.. إنها الآن تريده..
الآن.. وعندما بدأت تدرك إنها تحبه.. تريده.. لكن بعد فوات الأوان.. فزيد قد مل منها.. بسرعة كبير.. واختبار صبره فشل بالنسبة لها.. هو لم يستطيع الصبر على جنونها...
تساقط دمعها على وجنتيها.. تساقط دمعها يبكي خسارته.. تساقط دمعها ليبكي فراق حبه...
&&&&&&&
_هل أصبحتِ بخير؟؟
هتف أيهم باهتمام.. لتهز رأسها بابتسامة على وجهها الشاحب.. تحاول دثر التعب عن وجهها.. ساعدها لتجلس على السرير قبل أن يُعدل الوسائد من خلف ظهرها..
كانت متعبة طوال الحفل.. تشعر بالدوار.. و وجهها شاحب.. ليخبرها عن ضرورة الذهاب للمنزل بحثا للراحة.. لكنها أصرت على البقاء حتى انتهاء الحفل..
كانت قلقة من أن يتهمها أحدهم بشعور الغيرة.. أو الغبطة لحفل الزفاف الذي لم تحظى به.. خاصة بمعرفة أصدقائه للأمر.. وبالأكيد زوجاتهم على دراية بما حدث لها..
_انا بخير..
_أنا آسف.. أنت هكذا بسببي.. أنا آسف..!
تمتم لها.. لتنظر له بدون تعبير.. أرادت ان تخبره أن ينسى الأمر.. إنها بخير.. مدركة إنه يعلم ما بها.. يعلم سبب إصرارها.. هو الأذكى دوما.. ولن يخفى عليه سبب حركاتها المتوترة.. لن يخفى عليه محاولتها لتكون الأقوى ..
حاولت مرارا أن تخبره إنها بخير.. لكن كان السبب.. وهذا شيء لا خلاف عليه... ابتسمت أخيرا بشفتين ترتجف..
_هذا شيء انتهى الآن..
_لكن ذكراه عالقة.. كحاجز بيننا..
نظرت له مليا.. قبل أن تبعد بنظراتها بعيدا متنهدة بحزن شديد.. وهم يثقل قلبها.. عتب يرتع فوق روحها..
_الحديث في الأمر لن يجدي نفعا.. ما حدث انتهى .. تلك الذكرى لا وجود لها لديك.. لا حاجة لتتعب نفسك أكثر في التفكير بالأمر..
_نغم.!
_لا تقلق أنا بخير..
كانت المرة الأولى التي تتحادث بها عن فقدانه للذاكره.. أرادت أن تعاتبه أكثر إنها نفسها لا أساس لها في حياته العقلية.. لكنها لا تستطيع.. فهو لا ذنب له.. حتى وإن كانت في داخلها تعاتبه..
_أنا آسف.. سأعتذر منك في كل دقيقة تمر.. حتى وإن كنت لا أملك الذكرى .. لكن كنت سبب لألمك..
اقترب منها يقبل جبينها باعتذار.. لتحبس الأنفاس في حلقها.. من اقترابه المفاجئ.. تفتح عينيها بسرعة تنظر له.. وتجد صعوبة في التنفس.. ليبتسم يزيد من معاناة قلبها المضطرب لقربه..
لكن نظراته المشاكسة انتقلت من عينيها إلى فمها.. ليجدها تضغط شفتيها تمنع نفسها من التنفس..
_هل اعتذر الآن عما سأفعله ؟؟ أم لاحقا ؟!
_ماذا ؟؟ ماذا ستفعل ؟!
قالت بتلعثم و صوت متقطع.. لتتسع ابتسامته و نظراته تحولت لإغراء.. تماما كما كان يفعل مسبقا.. عندما يقرر أن يقبلها.. و أكثر.. كانت ابتسامته تسحرها .. و نظراته المشاكسة تذيب عظامها.. فتستسلم كما الآن..
عندما اقترب يقبل شفتيها يأخذها لمكان آخر .. زاره مسبقا لكنه فقد العنوان .. فوجده الآن بقربها .. كما عرفه سابقا بقربها ..
&&&&&&&&
بتعب كانت تخلع الحذاء ذو الكعب العالي.. تمرر أناملها على مشط قدمها وكعبه.. تعيد الدماء لقدمها بعد العذاب الذي ناله لساعات..
ارتفعت نظراتها لتجده يخلع ربطة العنق.. يشدها من ياقة القميص.. ويبدأ بخلع الأزرار بمهارة شديدة..
_لقد فاجئتني كثيرا جودي.. ظننتها سترقص بحماقة.. لكن.. أوف.. كانت ماهرة..
قال بتعجب لها لتمنحه ابتسامة وهي تنهض لتضع حذائها في مكانه.. قائلة بتعجب بالمقابل..
_أنا أيضا تعجبت.. لم أراها يوما ترقص.. يبدو إنني فوتت الكثير..
عندما وقفت قربه تخلع زينتها.. ناظرها في المرآة.. و نظراته تتجه إلى منحنياتها الناضجة.. ترك جوانب قميصه.. ليضع كفيه حيث أرادت على خصر زوجته.. فتجفل و تناظره مباشرة بتعجب..
_هل تملكين تلك المهارة ؟!
_ماذا ؟؟
_الرقص ؟!
سألها يضع ذقنه على كتفها الظاهرة بعد أن خلعت سترة الثوب.. و نظراته كانت متلاعبة.. كفيه يحركان خصرها بتمايل قليل.. متابعا بنظراته توترها لقربه ..
_لا.. لا أجيده..
_ارقصي لي.. قليلا..
أدارها لتقف بين ذراعيه يحتضن خصرها و كفه تتلاعب على ظهرها.. يكاد يرفعها فوق أقدامه.. لتصل إلى طوله.. و نظراتهم معا.. لتهتف بنبرة منخفضة و قلبها يطرق بين جنباته..
_لا أعرف ذلك..
احتضنها أكثر.. ليضع قبلته الصغيرة على خط فكها.. عابثا بمشاعرها.. متنهدا و انفاسه تلفح عنقها.. ليتوقف الشعيرات الصغيرة في جسدها.. و تتشنج متوترة بقربه الشديد..
_خسارة.. عليكِ تعلم ذلك.. اطلبي من جودي أن تدربك..
_أكيد لن أفعل.. هل تسخر مني ؟!
قالت بحنق .. وقد وجدت الطريق لدحر كل تلك المشاعر الثائرة بداخله.. ليبتسم بتهكم قائلا ..
_لا.. هذا طلب من زوجك.. هل سترفضينه ؟!
ابعد رأسه عن كتفها.. لينظر لها يجد نظراتها الحانقة.. دون إجابة منها.. ليمسك كفها يلاعب أناملها.. هاتفا بهدوء كأن ما طلبه ليس بالمهم..
_شيء آخر.. أريد مناقشته..
_ماذا ؟؟ هل هو مهم ؟!
_امم.. ربما.. "هتف ملاحظا تقطيب جبينها الرقيقة.. ليمرر ابهامه بين حاجبيها يبعد التقطيب.." ستكملين دراستك ؟!
_ماذا ؟!
قالت متفاجئة من الأمر.. لم تتوقع الأمر أبدا.. دراستها.. لقد كانت قد نسيت ذلك.. أو تناسته.. فهي لا رغبة لديها لتكمل الأمر..
_الآن.. كل شيء بخير.. و تحت السيطرة.. اخوتك بخير.. إنها فرصة أيضا بعودتهم للدراسة.. و الأمور كلها بخير.. أظنه الوقت لتكملين دراستك..
_آه.. لم أفكر بذلك أبدا..
_لا يحتاج للتفكير.. عاجلا أم آجلا ستفعلين..
كان يلح جدا.. و هذا يعني إنه مهم له.. تنهدت قائلة بضيق.. كارهة لهذا الموضوع..
_حسنا.. لنرى الأمر لاحقا.. أنا الآن متعبة..
_ماذا ؟؟ متعبة..!
هزت رأسها بالإيجاب متعجبة من تقطيبه و سؤاله.. ليكمل بإلحاح..
_متعبة كثيرا.. أم قليلا ؟؟ فقط إرهاق ..
_لماذا ؟!
_لهذا !!
أجابها بقبلة سريعة.. أخذتها على حين غرة منها.. أوقفت أنفاسها.. قبل أن تبدأ القبلة الحقيقية باقتحام مشاعرها.. و سحب قوتها بمشاعر اندفعت في أوردتها.. فكان الإرهاق أو التعب يهرب من الإثارة التي صنعتها قبلته الرجولية...
&&&&&&&
تململت في نومها على صوت أمطار تطرق النافذة .. فكانت تنهض سريعا متناسية مكانها .. تتجه سريعا إلى النافذة تريد فتحها سريعا.. ليضربها إدراك إنها عروس ..
الآن كان وجوده يأخذ انتباهها .. عادت للسرير لتجده ينام بسلام تام .. يضع كفه تحت خده مصدرا صوتا صغيرا .. اقتربت تضع رأسها قرب رأسه..
تتأمل ملامحه الوسيمة .. وعيونها ترسمان قلبين عاشقين لهذه الملامح الوسيمة .. حتى بدأ يرفرف بجفنيه و قد استشعر بمن يراقبه..
_صباح الخير !!
اعتدل بجلسته و الابتسامة على وجهه.. يناظرها بحنان مبعدا النعاس عن عينيه .. يرد التحية عليها..
_تعال لترى المطر .. يبدو قويا ..
_انتظري !
هتف بها بسرعة .. و بعض الحدة مجفلا إياها لتنظر له بدهشة .. و للحدة في عينيه .. مندهشة منه .. عله يكون ممازحا .. لكن لا .. فهو يبدو جادا .. جدا ...
انتهى الفصل الثاني عشر..
|