كاتب الموضوع :
مها هشام
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية جنون العاشقين..بقلمي مها هشام..ج2 من سلسلة رفقا بالعاشقين.. الفصل الحادي عش
هتف سريعا يعترض على اقتراح باسل الذي هتف بذلك والقلق ينهش قلبه.. إلا أن أيهم لا يريد أن يسبب ضوضاء بلا داعي في زفاف صديقه.. استلم كوب الماء من زيد.. ليجترعه محاولا تخطي صدمته.. في حين تحدث هاشم بقلق..
_هل أنت خير حقا.؟ ماذا حدث لك؟؟
_لقد شعرت كأن سهما اخترق رأسي..
_تذكرت شيئا؟!
سأل زيد بسرعة.. ولهفة إزاء ما قاله.. والأعين من حوله تراقبه بقلب مرتجف مما سيقوله.. مسجلين اضطرابه وجبينه المقطب بتفكير وغير ثقة مما رأى..
_لا أعلم.. هل كانت ذكرى؟! لا علم لي بما رأيت..!
هي ليست ذكرى بالنسبة لأيهم.. فهو لا يعلم ما مر به خلال تلك السنوات الضائعة من ذاكرته.. لن تخطر بباله ما فعله بأصدقائه مسبقا..
تبادلوا الأصدقاء الثلاثة النظرات القلقة والمرتعبة مما قد رأى أيهم.. لكن أيهم كان قد وقف بينهم يمنع تلك النظرات والكلمات غير المنطوقة بينهم..
_أنا بخير يا رجال.. لا داعي للقلق.. وصنع ضوضاء في زفاف صديقنا.. هيا.. لا نريد أن يتأخر العريس على عروسه..
قال بابتسامة يناظر أصدقائه القلقين.. دون ان يدرك سبب قلقهم الحقيقي.. ليبادله باسل الابتسام باهتزاز وغير ثقة.. وفي داخله فكر مشغول..
&&&&&&&
_لم تأتي..!
كان تقريرا مؤكدا.. أكثر منه سؤالا.. لتناظرها عمتها بقلق دون أن تجرؤ على رد سؤالها.. اقتربت منها ترتب وضعية الطرح حول وجهها.. والحجاب الذي يلتف على رأسها يغطي شعرها..
_هي.. لابد إنها...
_لا بأس عمتي.. أعلم إنها لن تجرؤ على القدوم بسبب جدي..
_ريفال.!
بشخصيتها التي صنعتها بنفسها.. رفضت ريفال أن تشعر بالأسف على نفسها .. وعلى المرأة التي رفضت القدوم في يوم زفاف ابنتها الوحيدة.. تجبر نفسها على البحث لأعذار لها.. لا تريد أن تفكر كثيرا بالرفض.. هو أكيد خوفها والدتها من جدها ليس أكثر..
ابتسمت لصورة عمتها القلقة لتخبرها إنها على ما يرام.. تمسك بثوبها المنتفخ وطبقاته العديدة.. تلتف حول نفسها لتقول بمرح..
_كيف أبدو؟؟ هل سيجن باسل حين يراني؟!
_سيفقد عقله حتما.. تبدين كالبدر يا حلوتي.. لا أصدق إن الفتاة التي تعلقت بثوبي طوال الوقت.. وسببت لي الكثير من التعنيف من والدي.. قد أصبحت عروس..
تعالت ضحكات ريفال بقوة.. متذكرة وقوف شهد أمام جدها تتلقى الكلمات القاسية بسبب شقاوة ريفال.. لكزتها شهد بغيظ.. قبل أن ترفع ابنتها التي تعبث بثوب العروس الكبير.. وقد كانت ترتدي ثوبا أبيض صغير.. بدت كحورية صغيرة..
قبلتها ريفال بعشق.. لتحملها من بين يدي والدتها.. التي اتجهت لتفتح الباب الذي يطرق بقوة.. وإيقاع عال..
_ريفااال عروووس..
صرخت ريما بذلك.. بفرح وسعادة حقيقية لريفال.. لقد كانت معها كثيرا طوال اليومين الماضيين.. من حفل حناء طالت حتى ساعات الفجر قبل يوم من الزفاف.. ثم العناية الكاملة للعروس.. وبمساعدة ميرال..
_مبارك لك يا حبيبتي.. تبدين جميلة جدا.. ما شاء الله..
عانقتها بفرح شديد.. والابتسامة الجميلة تشق وجهها.. دون ان تمنع نفسها من القول بإغاظة لريما..
_هذه سعادة حقيقية لإزاحتي من طريقك.. خوفا من سرقة الوسيم راكان..
_أيتها الـــ..
نالت ضربة علي كتفها لتمسك ريفال كتفها متأوهة بكذب.. والضحكات تتعالى بشدة..
_ما هو رأي الباسل عندما يعلم إنك تتغزلين بزوجي؟!
_لا تقلقي.. باسل ديمقراطي..
قبل ان تنال ضربة أخرى.. كانت تنقذها عمتها التي أتت قائلة بابتسامة سعيدة على وجهها..
_هيا يا فتيات.. النساء في الخارج.. يريدون إسعاد ريفال وتوديعها قبل قدوم أهل العريس..
اتجهن للخارج.. ليجدوا زوجات أعمامها.. وبناتهن.. والكثير من الجارات السعداء بالعروس.. وبمجرد دخولها لصالة المنزل الصغيرة والمحتشدة بالضيوف.. كانت تتعالى الزغاريد..
رقصن وفرحن حتى سمعوا أصوات أبواق السيارات في الخارج.. ليدركوا قدوم العريس وأهله..
&&&&&&&&
بعد ان غادروا منزل العروس.. في زفة كبيرة مكونة من الكثير من السيارات.. ليصلوا إلى قاعة الأفراح..
في سيارته.. كان يناظرها بقلق.. واهتمام شديد.. فقد كانت تبدو مرهقة.. شاردة الفكر.. وحزينة.. صامتة!. ليظن للحظة إنها لم تكن تريد القدوم لزفة صديقه.. لكنه لم يجبرها على ذلك.. على العكس فقد أبدت موافقة سريعة على اقتراحه.. وقد كانت متلهفة طوال الطريق لمنزل العروس.. لكن الآن..؟؟
_هل تشعرين بالمرض؟!
سألها باهتمام شديد.. رافضا أن يفكر كثيرا.. رافضا أن تأخذ أفكاره منحنى آخر.. فربما هي تشعر بالتعب فجأة.. هذا شيء وارد لسيدة حامل..
_لا.. أنا بخير.!
هتفت برعشة في صوتها.. ردا على سؤاله.. بعد ان حاولت اجتراع كل الألم والعتب في قلبها..
_أتشعرين بالغثيان..؟ سأوقف السيارة إن أردتِ..!
_لا.. لا بأس..
نطقت بضيق.. ليقطب جبينه بتعجب من نبرتها تلك.. وإصرارها على الحديث بكلمة واحدة "لا"
_ما الأمر نغم ؟! كنتِ بخير حتى الذهاب لمنزل العروس.. هل أزعجكِ أحدهم ؟! أم....
توقف للحظة.. وقد طرقت عقله تلك الفكرة.. لا.. هي لن تنزعج من أحدهم.. إن فعلت ستأتي باكية.. لا شاردة الذهن.. لا يدرك كيف أتته تلك الفكرة عن بكائها.. لكن في داخله كان يعلم إن هذا ما تفعله...!
_لم...
_يذكركِ بحفل زفافنا..؟!
قاطع نفيها بتلك الكلمات المفاجئة.. لتنظر له للحظة.. ثم تشيح بنظراتها بعيدا.. تمسك دمعها عن التساقط.. الهروب من عقاله.. لا تريد أن تظهر كما كانت من قبل.. مثيرة للشفقة..
|