نظرت حيث أشار وشعرت بأن سقف البناية وقع على رأسها .
هل ستعيش فعلا هناك ؟ في الملحق الضيق المخصص لمدبرة
المنزل ! هذا المكان لم يتم استخدامه سابقا وليست تعلم حتى
كيف تكون حالته ، نظرت له بغضب يغني عن الحديث الذي
ليس بمقدورها قوله فوضع يديه في جيبيه وقال ببرود
" آسف لا يمكنك العيش معي في الشقة وحدنا فلم أكن راض
عن مكوثي معك أنتي وصديقتك سابقا لكن الضرورة حكمت وقتها "
خرجت عن صمتها الغاضب ذاك وصرخت فيه
" أنت أنذل رجل عرفته هل تعلم هذا ؟ "
نظر لها نظرة سوداء وقال من بين أسنانه
" أظنك قرأت الشرط الذي يخص الشتائم والكلمات البذيئة "
شدت قبضتيها وقالت بحنق
" أين ذهبت فآبي "
قال بحدة
" وفرت لها عملا أفضل من عملها السابق بكثير وساعدتها
في دفع إيجار سكنها الحالي وانتهى دورها في حياتك للأبد "
ضربت بقدمها الأرض قائلة بغضب
" ولما ؟ هي صديقتي منذ كان مطر هنا ولم يكن يعترض على
وجودها معي "
قال ببروده وكأنها لا تشتعل أمامه
" الشرط في العقد لا صداقات أبدا ولا بالنساء "
صرخت فيه من فورها
" سحقا لك ولشروطك البائسة ولي معكما أيضا "
فتح باب الشقة وقال وهو يدخل " هذه المرة الأخيرة يا غيسانة
ومنذ الغد ستنفذ الشروط ضدك "
ودخل ضاربا الباب خلفه فصرخت تنظر حيث اختفى
" إذا سأقولها الليلة أنت أكبر متخلف عرفه التاريخ بربري
همجي رجل كهف أحمق وبدائي "
وتلقفت أنفاسها ما أن توقف سيل شتائمها ذاك وصرخت مجددا
" وأكرهك كرها لا حدود له أبدا "
ثم فتحت الباب المجاور للباب الذي دخل منه ومكان سكنها
الجديد ودخلت ضاربة إياه خلفها ووقفت مكانها تنظر للمكان
باشمئزاز ... غرفة ضيقة ذات ورق جدران قديم الطراز وكئيب ،
سرير ضيق وكرسي وحيد مع طاولة خشبية ، أرفف خشبية
عند الزاوية وخزانة صغيرة بجانبها براد صغير ... فقط هذا
هو قصرها الجديد الذي كانت تحلم به !
ولم يكن يفتح على ذاك المكان الخانق سوى باب حمام صغير ...
أي سجن انفرادي ممتاز ، فتحت حقيبة يدها بغضب وأخرجت
هاتفها تبحث في الأرقام الموجودة فيه ، لا يمكنها الوصول
لشقيقها لكن عمها دجى قد يكون لازال هنا أو في الفيلا في
فرنسا ، وكما توقعت أجاب على رقمه هناك فقالت ما أن فتح الخط
" عمي ... "
ملأت الدموع عينيها الخضراء الواسعة ما أن سمعت صوته قائلا
" مرحبا يا غيسانة ... تذكرت أخيرا أن لك عم ؟ "
تذكرت ... !! بل هي شعرت الآن فقط بمعنى تلك الكلمة ...
بل واشتاقت له ولشقيقها لأول مرة في حياتها ، مسحت دمعتها
وقالت بحزن
" هل سترجع للندن ؟ حتى متى ستطول إقامتك في باريس ؟ "
قال من فوره
" لن أرجع هناك أبدا يا غيسانة فلم يعد يمكنني ذلك ثم أنا
مسافرقريبا لإحدى الدول العربية وقد أستقر هناك للأبد إن لم
أرجع لبلادي "
عادت دموعها للنزول مجددا وزمت شفتيها الرقيقتان تمسك
عبرتها من الخروج فليس بإمكانها ولا أن تطلب منه أخذها معه
بعد عقد موتها ذاك الذي وقعته لكن بإمكان عمها التحدث مع ذاك
الرجل فيلغيه حينها وتتحرر منه ، كانت ستتحدث وتحاول شرح
الأمر له لولا أنه سبقها قائلا
" نحن مطمئنون من أنك مع خطيبك وهو سيهتم بأمرك جيدا فعليك
أن تعلمي يا غيسانة بأنه المسؤل عنك الآن وأن أوامره تنفذ دائما
بما أنك اخترت بمحض إرادتك أن تعيشي في بلاد والدتك "
قالت باستياء حانق
" لست من يريد هذا بل أنتم من يريد ، لم تشعروني يوما بأني
جزء من عائلتكم فقط لأني أرفض ديانتكم ، حتى ابنة مطر كان
احتكاكي بها بضوابط وأوامر صارمة وكأني وباء تخشون أن
يلوثها ، لم تتوقفوا يوما عن معايرتي ومقارنتي بابنتك زوجة
ابن شقيقك ذاك فكيف تريدون أن اختاركم وبلادكم "
قال باستياء مماثل
" توقفي عن إلقاء اللوم على من حولك في أي مأزق تمرين به
يا غيسانة فأنتي لم تعودي طفلة ، وغسق لن تستطيعي نكران
أنها نجحت وأثبتت للعالم أجمع أي امرأة تكون هي وهي في مثل
سنك تماما وعاشت في بلاد حروب وتربت فيها وابنتها طولها
بطولك الآن وأنتي لازلت تركضين في مكانك ، ولا تقولي أني
أقارنك بها فأنتي من تحدث عن الأمر "
مسحت دموعها بعنف وقالت
" وداعا يا عمي "
وأنهت الاتصال ورمت الهاتف وحقيبتها على السرير بطول يدها
هامسة بغضب
" غسق ... غسق ... غسق ، جعلتموني أكره تلك المرأة من قبل
أن أراها "
*
*
*
شقت بهما السيارة الطريق من المطار تعبر شوارع حوران
المضيئة مسرعة ، كان الطريق قصيرا نسبيا لكنه شعر بأن
الأمكنة التي مروا بها كثيرة ، كل شيء تطور بل كل شيء تغير
جذريا فلم يرى هذه المدينة منذ كان في الخامسة عشرة أي منذ
إحدى وعشرون عاما قضى منها ثمان سنين في أراضي الهازان
غريبا وسط بلاده .
" تغيرت البلاد كثيرا يا قاسم أليس كذلك ؟ "
نظر للجالس بجواره ينظر له مبتسما والذي لم ينتبه بأنه
انتهى من مكالماته التي لم تتوقف منذ غادرا المطار ثم نظر
أمامه وهمس
" المهم أن تكون نفوس أهلها تغيرت ولا يرجعوها كما كانت "
قال صقر من فوره وبذات ابتسامته
" مطر ورجاله يفعلون ما في وسعهم وهم يربطون ليلهم بالنهار
تقريبا ، ورجال أفنوا حياتهم من أجل إيصالها لما هي عليه الآن
لن يرضوا أبدا بأن ترجع كما كانت وأنت كنت ضمنهم لأعوام
وتعلم جيدا معنى ما فعلتموه "
عاد بنظره لنافذته ولاذ بالصمت مجددا وليس يعلم ما سر ما يشعر
به الآن وهل وحده من فقد لذة كل هذا الانتصار أم جميعهم شعروا
بذلك ما أن دخلوا البلاد ! وقفت حينها السيارة أمام باب المنزل
الضخم الذي انفتح أمامهم ليجتازوه فأصبح حينها وسط العالم
الذي شعر بأنه لم يتغير عما عرفه سابقا فلازال ذاك المنزل
يحتفظ بعراقته وبطرازه العمراني المميز الذي يحاكي جذور الحالك
العريقة ، وقفت بهما السيارة أمام باب المنزل المفتوح ففتح صقر
بابه وقال وهو ينزل
" حمدا لله على سلامتك وأنرت البلاد "
فتح حينها بابه أيضا ونزل ودخل خلفه وما أن اجتاز عتبة الباب
حتى وقف مكانه ينظر لكل شيء حوله واعتصر الألم قلبه فورا
فصورة والدته كانت أول شيء ظهر أمامه فقد عاش هنا معها بعد
وفاة والده بل وهناك عند ذاك الجدار كانت آخر مرة رآها فيها
وهو ابن الخامسة عشرة ، كانت تمسك بيده وتخاطبه برجاء
حزين ناظرة لعينيه
" قاسم ما الداعي لرحلات الصيد هذه ؟ أنت لازلت صغيرا على
المكوث في تلك الأمكنة لأيام ، ارحم قلب والدتك فأنت وحيدي
ومن خرجت بك لهذه الحياة فلا تكسرني فيك وتتركني وحيدة بعدك "
ابتسم بمرارة على حاله ووضعه فقد قال لها يومها بأنه ليس طفلا
لتخشى عليه وبأنها وسط عائلتها وليست وحيدة وحين عاش بعيدا
عنها وعاش وهي ليست في هذه الحياة علم معنى أن تكون وحيدا
وسط عائلتك وأهلك وفهم معنى ما قالت ذاك اليوم فذاك الفراغ
في نفسه لم يملأه بعدها أحد ولا شيء ولا حتى وجوده مع أقربائه
في لندن ... فراغ لا يعلم لما بات يشعر به أوسع وأوحش منذ
ترك تلك البلاد وعاد إلى هنا !
" مرحبا بك في منزلك يا قاسم "
نظر للذي اقترب منه وقد خرج من جهة الممر الغربي للمنزل
فابتسم له فورا وما أن وصل عنده تعانقا عناقا رجوليا طويلا
وقال قاسم مبتسما وقد ضرب بقبضته على ظهره
" ظننت أني لن أراك حتى الغد يا رئيس البلاد الجديد "
خرجت منه ضحكة صغيرة وابتعد عنه قائلا
" لن أكون رئيسا لها أبدا ، ثم كيف أعلم بأنك ستصل الليلة
ولا أكون في استقبالك "
ونقل نظره بينهما وقال متابعا
" كيف كانت رحلتكما ؟ "
قال عمه هذه المرة
" بالنسبة لي متعبة وسأترككما لأرتاح وأنام قبل أن تصطادني
ابنتك وتنهال عليا بالأسئلة عن جدها "
وغادر ما أن أنهى جملته تلك فنظر مطر للواقف أمامه وقال
" أنت أيضا قد تكون متعبا ... جناحك جاهز "
حرك رأسه نفيا وقال
" لا أحب النوم في هذا الوقت وبما أنك هنا في انتظاري فثمة
ما قد نتحدث عنه قبل أن تسرقك مشاغلك صباحا "
ربت على كتفه ودفعه ليسير معه قائلا
" لنذهب لمكتبي إذا ، وإن كان حديثك عن فترة مكوثك هنا
فأعلم بأنها لن تطول أما فكرة سفرك وترك البلاد فأخرجها من
رأسك حاليا "
ابتسم وحرك رأسه بيأس من عناده وتابعا سيرهما وقد أشار
للخادمة التي خرجت من تلك الجهة قائلا
" أدخلوا حقيبة قاسم لجناحه واجلبي لنا القهوة في مكتبي "
أشارت برأسها بحسنا من فورها تراقبهما حتى اختفيا خلف ذاك
الممر ثم تحركت من مكانها جهة باب المنزل ووقفت فجأة ما أن
وصلته بسبب التي كادت تصطدم بها وهي تدخل مسرعة وقد
قالت بنفس لاهث
" هل وصل عمي صقر ؟ "
حركت الواقفة أمامها رأسها إيجابا وقالت
" أجل
سيدتي منذ لحظات فقط "
أزالت حجابها متأففة بضيق منه وقالت من فورها
" ووصل الضيف الذي معه ؟ "
أومأت لها بالإيجاب فورا فابتسمت بسعادة وقالت
" وأين هو الآن ؟ "
قالت الواقفة أمامها باستغراب
" مع الزعيم مطر في مكتبه "
مدت الحجاب لها مع حقيبتها واجتازتها مسرعة قائلة
" أوصليهما لغرفتي "
*
*
*
تأففت ورمت اللحاف من على رأسها فالنوم يرفض أن يزور
عينيها وهذا حالها منذ ساعات ، ستذهب لجامعتها باكرا وسهرها
طوال الليل ليس في صالحها أبدا وإن تغيبت عن الجامعة هذه
المرة أيضا فلن تستبعد أن يأتي هنا بنفسه ليضربها ، نامت على
بطنها ودفنت وجهها في الوسادة وهمست بمرارة
" يأتي ... !! لن يفعلها ولا من أجل قتلي "
ليست تفهم ما هو وضعها في حياته تحديدا ؟ هل يعتبرها زوجة
فعلا أم ليست سوى واجب إنساني وحمل ثقيل رماه غيره عليه ؟
قبضت أصابعها الرقيقة على القطع النقدية التي تدسها تحت
وسادتها والتي لا تفهم أيضا موضعها في كل هذا فقد وجدتها
ضمن الأشياء التي أرسلها لها في ذاك الظرف البني ، قطعتين
منها كانت تخصها ولازالت تذكر حتى الآن حين أعطته إياها
في الماضي فكل ما أخبرها به عقلها الصغير حينها بأنها ستكفي
لشراء دواء والدته ، ولم تكن تتخيل أبدا أن يكون قد احتفظ بها كل
هذه الأعوام حتى أن عملة البلاد تلك تغيرت منذ توحيدها ، كانت
ستفهم الأمر بأنه إهانة أخرى منه وهو يسلم لها كل ما يملكه من
مالها لولا قطعة النقود الأخرى التي وجدتها معهما ، قطعة نقود
رومانية قديمة لو أمسكتها منظمة حماية الآثار لديه لسجن بسببها
لباقي عمره ، القطعة النقدية التي لم تفارقه في طفولته أبدا وكم
كانت تحلم بأن تفعل مثله وهو يرميها بإبهامه عاليا ليرجع
ويمسكها بقبضته ما أن تنزل ووحدها من كان يسمح لها بأن
تمسكها وتلعب بها محاولة تقليده ، شدت أناملها أكثر على تلك
القطع الباردة وشعرت بقلبها يتفطر أسفا على حالها ووضعها
معه فهل دروبهما شائكة ومتعاكسة لكل ذاك الحد ؟ كم تمنت
لحظتها لو أنها لم تراه مجددا ولم تسمع صوته وأنها دفنت
ذكرياتها مع صورة ذاك الفتى للأبد وما تركها تحترق شوقا إليه
هكذا وهو يرفض وجودها في حياته ويتركها هنا وهو من تبرأ
من هذه العائلة ولا يعترف بأي شخص منهم ... أي لن يزور
هذا المنزل أبدا وتحت أي سبب كان .
قفزت جالسة ومسحت الدموع من عينيها ونظرت جهة النافذة
بتوجس فقد خيل لها أنها سمعت صوتا ما هناك ! علت ضربات
قلبها بصخب حين طرق شيء صلب على النافذة من الخارج قبل
أن يصلها ذاك الصوت الرجولي الذي انغرس عميقا في ذاكرتها
هامسا
" ماريا "
المخرج ~
بقلم / Saker Fatma
أُحِــــبُــــكَ وحُـبـي لـكَــ كَلَـــلــتُهُ بِــالـعِـفَـــة
أحــفَـظُـه وَلَـم أَكُـــ فـي حـَقــِه مُـجحِـــفة
فكن لي كما انا في مشاعري مُتشدقة
واصنع لي بين حنايا ضلوعك مكتبة
ارى فيها ان كنت تبتـغي منـي مقربـة
فأفهم ما يعزفه قلبك من الحان صاخبة
التي امامها نفسي تقف عاجزة حائرة
ولا تَجُرَنِي للفُجور كي لا أغدُوَ فاسقة
وابـنـي لـي مـن صـرح المـحبـة مَـنزلــة
وكـن لـي فـي دنـيـا الاغــراب مَـلـجَأـَـــة
كَـــي لا ابــتـغــي مــن غــيــرك صَــدقـــــة
فَـ حَقا انا لا أرتجِي مِـن بـعـدك مَــذلَــــة
وصدقا انا لم أكُـ في حُبك يومـا كاذبة
لكن حبك همجي ان حل احدث صاعقة
لا يفهمه عاقل ولا يرده قانون محكمة
ماطلبت منك الا ابتسامة صافية
وفتح ابواب قلبك المتصدئة
ومانِلتُ مِنك إلا غطرسة عالية
فيا سيدََ على نفسي وروحي العاشقة
عدلتُ الدستور لأجلك مره تلوى مره
وغفرت زلاتك واحدة تِبعَـ واحدة
ولازال نفسك النازي بالغرور مُتجبرة
أَوَ تَعلَم مُصيبتي و لعنتي الملعونة ؟
هي دائمة ..وعلى ربوعَـ قلبي جاثمة
جذور حبك التي في الوريد قابعة
قطعها داخلي يُحدث فاجعة
فموتي حينها آتِيِن لا محالة
أما استمرارها لهو اكبر كارثة
جحيم تستوطنه نار عارمة
تكوي صدري بأسياخَـ حارقة
قنوط تصحبه مشاعر جارفة
فهل مِن إغاثة ؟؟....
أنثى جنوبية انا...في الحب طفلة
أمام تعكُارت مزاجك مُتعذبة
وسيدة شرقية ..على نفسي ملكة
لا حبذا ان اكون في قصرك سجينة
وزهرة ربيعية ..بِعَبيري زاهية
اخشى الوقوع بين يديك ذابلة
وانت لازالت اساليبك بالفخر قائمة
وكأن النرجسية منك موروثة
دمث ونضراتك عنوان للوقاحة
سيدُُ والكرامة كأنها فيك مُستأصلة
ومع كل مافيك انا في قُربك متشككة
هي صدفة عابرة جعلتني بك هائمة
لكن ما يفدني حبك ان غَدَوتُ هالكة
المخرج ~
بقلم / Saker Fatma
أُحِــــبُــــكَ وحُـبـي لـكَــ كَلَـــلــتُهُ بِــالـعِـفَـــة
أحــفَـظُـه وَلَـم أَكُـــ فـي حـَقــِه مُـجحِـــفة
فكن لي كما انا في مشاعري مُتشدقة
واصنع لي بين حنايا ضلوعك مكتبة
ارى فيها ان كنت تبتـغي منـي مقربـة
فأفهم ما يعزفه قلبك من الحان صاخبة
التي امامها نفسي تقف عاجزة حائرة
ولا تَجُرَنِي للفُجور كي لا أغدُوَ فاسقة
وابـنـي لـي مـن صـرح المـحبـة مَـنزلــة
وكـن لـي فـي دنـيـا الاغــراب مَـلـجَأـَـــة
كَـــي لا ابــتـغــي مــن غــيــرك صَــدقـــــة
فَـ حَقا انا لا أرتجِي مِـن بـعـدك مَــذلَــــة
وصدقا انا لم أكُـ في حُبك يومـا كاذبة
لكن حبك همجي ان حل احدث صاعقة
لا يفهمه عاقل ولا يرده قانون محكمة
ماطلبت منك الا ابتسامة صافية
وفتح ابواب قلبك المتصدئة
ومانِلتُ مِنك إلا غطرسة عالية
فيا سيدََ على نفسي وروحي العاشقة
عدلتُ الدستور لأجلك مره تلوى مره
وغفرت زلاتك واحدة تِبعَـ واحدة
ولازال نفسك النازي بالغرور مُتجبرة
أَوَ تَعلَم مُصيبتي و لعنتي الملعونة ؟
هي دائمة ..وعلى ربوعَـ قلبي جاثمة
جذور حبك التي في الوريد قابعة
قطعها داخلي يُحدث فاجعة
فموتي حينها آتِيِن لا محالة
أما استمرارها لهو اكبر كارثة
جحيم تستوطنه نار عارمة
تكوي صدري بأسياخَـ حارقة
قنوط تصحبه مشاعر جارفة
فهل مِن إغاثة ؟؟....
أنثى جنوبية انا...في الحب طفلة
أمام تعكُارت مزاجك مُتعذبة
وسيدة شرقية ..على نفسي ملكة
لا حبذا ان اكون في قصرك سجينة
وزهرة ربيعية ..بِعَبيري زاهية
اخشى الوقوع بين يديك ذابلة
وانت لازالت اساليبك بالفخر قائمة
وكأن النرجسية منك موروثة
دمث ونضراتك عنوان للوقاحة
سيدُُ والكرامة كأنها فيك مُستأصلة
ومع كل مافيك انا في قُربك متشككة
هي صدفة عابرة جعلتني بك هائمة
لكن ما يفدني حبك ان غَدَوتُ هالكة
نهاية الفصل