لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-20, 02:21 AM   المشاركة رقم: 1511
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

*
*
*


وضعت الشال الخريفي الكبير على كتفيها وشدته على جسدها من

الأمام ، وبالرغم من ارتدائها لفستان طويل واسع وحجاب محكم

إلا أنها اختارت ستر جسدها أكثر به وغادرت الغرفة كما السلالم

القريب منها نحو الأسفل نظراتها الشاردة المتجهمة على

خطواتها فوق الأرض حتى وصلت باب المكتب الشبه مفتوح

وطرقته طرقتان متباعدتان قبل أن تدفعه وتدخل حيث يجلس ابن

خالتها برفقة الرجل الذي يستضيفهما في منزله والذي لازالت

تخشى أن تكون السبب في خسارته لوظيفته فقرارات وأوامر ذاك

الزعيم القائد لن يقف في وجهها أحد ولا أصوات شعبه

المنادية بالرفض .

ألقت السلام بصوت منخفض وجلست في الكرسي الموجود بجانب

المقابل لقائد في الطرف الآخر والجالس مقابلاً لطاولة المكتب

وحيث الجالس خلفها والذي تحدث أولاً ينظر لها مبتسماً

" كيف حالك الآن يا غسق ؟ "


نظرت ليديها في حجرها وهمست بحياء

" بأفضل حال شكراً لك "

وعادت ورفعت نظرها له ما أن قال بهدوء

" لقد فعلت كل ما في وسعي وأكثر من ذلك لتكون القضية حسب

شروطك وإن خالفت القوانين المعتادة فستكون سرية تماماً

ووضعنا أقرب وقت بين جلساتها بالرغم من أنها في المعتاد

لا تقل عن شهر ، كما وألغينا جلسات التراضي التي تقررها

المحكمة كقانون إلزامي في القضايا المشابهة "

همست بتأني ولازالت تنظر لعينيه

" هذا جيد "

فتبدلت ملامحه للجدية وقد تابع من فوره

" إذاً عليك أن تعلمي أيضاًً يا غسق بأنه سلطة فوق القانون

ويمكنه إيقاف القضية أو إلغائها "

فاشتدت أصابعها تقبضها في حجرها بقوة وقالت

" في تلك الحال سيكفي أن يشاع فقط خبر القضية ورفضه

إياها ومخالفته لقوانينه التي يطبقها على الناس "

قال الذي فرد يديه مبتسماً

" وهل سيوصلك ذلك لما تصبين له ؟ "


فابتلعت غصتها وأبعدت نظرها عنه للأرض وهمست بأسى

تغلب عليها

" ستكون حينها بمثابة التضميد للجراح فقط وقد تنفع وإن

قليلاً وكرد إعتبار جزئي "

فقال من فوره وقد خَلت نبرته من أي مرح أو ابتسام هذه المرة

" توقعاتك جميعها في محلها إذاً "

فرفعت رأسها سريعاً ونظرت له بإستغراب تحاول ترجمة ما قال

وما يعني تحديداً ؟

ولم يتأخر ذاك التوضيح عنها فقد قال وهو يرفع ورقة

ويمدها ناحيتها

" لقد تم إبلاغه عن جميع النقاط التي اشترطتها أيضاً في القضية

وموعدها وعدد جلساتها ووصل هذه المرة الرد من مكتبه "

علق نظرها عليها ووقفت بساقان تشعر بأنهما تعجزان عن حملها

وأخذتها منه وجلست مكانها سريعاً كي لا يخونها جسدها بسبب

ارتجافه ونظرت لها بين يديها تقرأ بقلب مرتجف كلمات البيان

الخطي الصادر بالفعل عن مكتبه وكما قال والذي لم تتوقعه بعد

وجود كل تلك القوة التي تحاصر المكان الموجودين فيه الآن ولم

تفهم كما جميعهم حتى الآن السبب وراء وجودهم ولم يقتحموا

المكان للقبض عليهم وإخراجها ولم يمنعوا أحداً من ضيوف

صاحب المنزل من الدخول !! .

كانت تشعر بالكلمات تتقافز في مكانها لا تعلم بسبب ضربات قلبها

المجنونة أم ارتجاف يديها المتناغم معه حتى أصبحت تقرأ الكلمة

ذاتها أكثر من مرة بالرغم من أنها ليست سوى عبارات اعتيادية

عن استلامهم البلاغ وكأن آلة كتابة طبعتها بنفسها أو شخص ما

غيره ! ابتلعت ريقها بصعوبة ما أن وصلت لإسمها الثلاثي

والحقيقي أيضاً وهذا ما يؤكده بأنه ليس أي شخص ذاك الذي

كتبها إلا وهو يعلم بحقيقة نسبها .

وقفت على طولها تنظر للأحرف التي وصلت لها بصدمة والتي لم

تكن رفضه للقضية ولا لأنها موافقة تامة منه كما كُتب فيها فذاك

ما كانت تتوقعه منه بل ....

رفعت نظرها للجالس خلف مكتبه ينظر لها بصمت وأنزلت الورقة

بحركة قوية جانب جسدها تشد على طرفها بين أصابعها بقوة

وقالت بضيق خرج عن سيطرتها

" ما معنى هذا ؟ كيف يوكل من ينوب عنه في القضية ؟ "

ولاذت بالصمت تنتظر جوابه وأنفاسها الغاضبة لم تهدأ بعد ،

بينما كانت نظرات قائد والصامت طوال الوقت والموجهة له أيضاً

يملؤها الاستغراب وقال المعني بالأمر رافعاً كتفيه بينما يجمع

كفيه فوق طاولة مكتبه

" ذاك حق مشروع له وقانوني بما أن القضية ليست جزائية "

رفعت الورقة تمدها أمامها وحركتها بقوة وقالت وذات الضيق

لازال يسيطر عليها

" وأنا لم أعترض على ذلك بل على أن يسخر بنا ويستهين بالأمر

هكذا درجة أن يسلمها لابن شقيقته وهو محامي مبتدئ ! "


*
*
*


كتب آخر الكلمات الانجليزية السريعة نهاية الورقة ووضع توقيعه

المتناسق بإسمه الكامل تحتها ودفعها للجالس بقربة قائلاً ونظره

انتقل سريعاً للحاسوب الشخصي أمامه

" أضف هذه للملف أيضاً "

بينما حملها ذاك بأطراف أصابعه ووضعها برفق في الملف

المفتوح أمامه وقال ونظره قد انتقل أيضاً لشاشة الحاسوب

المضاءة

" كم مرة ستكرر مشاهدة هذا يا وقاص ؟ "

فلم يعلق ونظره وتركيزه على ما يعرض أمامه وكأنه بالفعل يراه

لأول مرة فعليه أن يفهم سر وجود هذا القرص والأوراق

المسروقة من شركة جده تخص أسهمها في خزانة غرفتها !

فمنذ أن سلمته الشرطة إياه ضمن الأشياء التي تم التحفظ عليها

من ساحة الجريمة وهو يحاول فك رموز كل هذا فهل نجيب من

أعطاها إياها أم شخص آخر ؟

راقبت عيناه بتركيز القدمان والساقان المغطاة ببنطلون أسود من

القماش الفاخر والتي كانت تصعد العتبات الخشبية بخطوات بطيئة

بينما كان السائر خلفه هو من يقوم بتصويره وبدون علمه على

ما يبدو ! انحرفت الكاميرا للأعلى قليلا وظهرت يده هذه المرة

وهو يفتح باب المنزل الريفي المحاط بشرفة وسياج خشبي

تسلقته الأشجار الخضراء بأوراقها اللامعة .

أعاد مشهد فتح الباب مجدداً وبالحركة البطيئة قائلاً وسبابته

تشير لعلاقة المفاتيح في يده

" أنظر يا اوستن هل ترى العلامة الذهبية هنا ؟ "

فاقترب ذاك بسحبة لكرسيه الجلدي ذو العجلات وقرب وجهه من

الشاشة ينظر بتركيز للمشهد الذي قام وقاص بإعادته وبالبطيء

مجدداً فحدق باستغراب في عينيه الناظرتان له قبل أن يمد يده

نحو الحاسوب قائلاً

" لنوقف المشهد على أوضح صورة له لنسحبها "


وترك له وقاص ذلك لعلمه بخبرته وبراعته في هذا ، وما هي إلا

لحظات وارتفع صوت الضجيج الخفيف للطابعة الكهربائية

وخرجت منها الصورة المطبوعة على الورقة وأخذها منه فور أن

رفعها وأخرج أخرى من الملف أمامه ووضعهما على الطاولة

تحته متجاورتان وأشار بسبابته بينهما قائلاً بدهشة

" أنظر هو ذات النقش فعلاً يا وقاص والذي كان في غمد

المسدس !! "


ونظر له متابعاً بتوجس

" هل يعني هذا أنه صاحب المسدس الأساسي ؟ "


همس بخفوت

" لا أعلم "

وعاد بنظره للشاشة أمامه يتابع باقي التسجيل ويراقب الأقدام

التي دخلت ولم يظهر وجه صاحبها لأن من يقوم بتصويره كان

يبدو يفعل ذلك دون علمه ! وما أن جلسا اختفت الصورة تماماً

وبقي الصوت مما يعني أنه تعمد ترك الكاميرا مفتوحة رغم أن

التصوير توقف وهنا ظهرت الأصوات لتثبت بأنه نجيب أما

الشخص الآخر فهو المجهول !! .

قال الجالس قربه

" من يكون هذا الشخص إذاً ؟ "

حرك رأسه ببطء متمتماً بوجوم

" لم نتوصل له حتى الآن فلا شيء يوصلنا له ولم يظهر سوى

خاتمه الفضي ذو الجمجمة ثلاثية الأوجه ولم نجده لدى جميع

زمرة أصدقائه أولئك "

قال الذي نظر لعينيه بتركيز

" قد يكون تخلص منه "

أومأ برأسه مجدداً وقال بعدم اقتناع

" كيف سيتخلص منه وهو لا يعلم بأمر هذا التسجيل

ووجوده لدينا ؟ حتى أن كل واحد منهم أثبت مكان

تواجده وقت الجريمة ! "

قال الذي مرر أصابعه في شعره الناعم القصير متنهداً

" أجل معك حق فحتى من حامت الشبه حول اختفائه المبهم

أكدت المستأجرة لصديقته أنهما كانا في الشقة معاً "

أومأ له بصمت وتحول نظرهما لباب المكتب الذي انفتح فجأة

ودون طرق وللداخل منه يلوح بورقة في يده وابتسامة واسعة

تزين شفتيه .. ابتسامة يعرفها كليهما جيداً مما جعلهما يقفان معاً

بينما اقترب منهما قائلاً بحماس

" كدت أطير من لندن إلى هنا بلا جناحين "


وتابع من فوره مبتسماً وما أن وقف أمام وقاص تحديداً ولوح بها

" لقد ظهرت نتائج تقرير البحث الجنائي حول سحب البصمات

عن المسدس وثمة بصمة ثالثة بالفعل"

فالتقطها منه سريعاً يشعر بالفعل بقلبه سيقفز من بين أضلعه

ليخرج منه ينظر مبتسما للمكتوب في الورقة وقد قال الواقف

أمامه يمد رأسه وينظر لها بينما سبابته تشير للصورة المطبوعة

بالأبيض والأسود

" أرأيت هنا .. هذه بصمة شقيقك والأخرى زوجته وهناك ثالثة

غير واضحة كثيراً لكنها لا تخص أياً منهما "


وما أن رفع وقاص نظره له قال مبتسماً

" أعلم السؤال الذي تفكر فيه وإن قرأت باقي التقرير ستجده

يتحدث عن أنه ثمة بقايا أتربة رطبة وجدت في حوافه وتم التأكيد

على أنه لم يمر سوى دقائق على إخراجه من مكان مدفون أي

أنه أية بصمة موجودة عليه ستكون وقت الجريمة "

وابتسم لابتسامة وقاص المتفاجئة بل لتحقق ما كان يحاول

إفهامه للجميع وقال مبتسماً أيضاً

" وليس ذلك فقط فقد طلبت من رجال الشرطة الدخول لمنزلكم

والبحث في حديقته والمكان حوله وقد عثروا على الحفرة قرب

نافذة الغرفة التي وقعت فيها الجريمة "

وازدادت ابتسامته اتساعاً بسبب الذي ابتسم هامساً

" رائع "

فقال وكأنه يهنئه على ذكائه بالفعل

" جميع شكوكك يا وقاص حول شخص ثالث ارتكب تلك الفعلة

تبدو صحيحة "

وقال الواقف بجانبه هذه المرة وفي أول خروج له من صمته منذ

دخل رفيقهما

" أجل لكن الحلقة المفقودة لازالت موجودة وقد تعرقل جهود

القضية كاملة أمام المحكمة "


فأومأ الواقف أمام المكتب برأسه موافقاً لما قال قبل أن يعلق قائلاً

بينما نظره انتقل لوقاص

" الأجوبة جميعها ستكون لدى زوجته وعلينا التحقيق معها

يا وقاص فلن يؤكد جميع ما تبحث عنه سواها بل وقد تتعرف

على صاحب الخاتم أيضاً "

وكان جوابه أن زم شفتيه يحرك رأسه برفض قبل أن يهمس

"ليس وقته يا أيدن .. لا أراها مستعدة نفسياً لهذا ولن نستعجل "

فعلق مبتسماً وهو يسحب الورقة منه

" بالطبع فبما أنك وكيل النيابة العامة في أولد بيلي الجنائية

فستقرر ولن يعترض أحد "

وتابع من فوره يخرج ظرفاً ورقيا مستطيلاً من جيب سترته

الداخلي

" وثمة أمر آخر "

فتح الظرف الذي كان واضحاً عليه أنه يخص مختبراً طبياً وأخرج

الورقة منه ومدها له قائلاً ومن دون نبرة الحماس السابقة

هذه المرة

" هذا تقرير طلبه الطبيب الذي قام بتشريح الجثة وبسحب

عينة من دمه "


أخذها وقاص منه وانتقلت نظراته في أسطرها سريعاً قبل أن

ترتفع له بصدمة فقال من حرك كتفيه متمتماً بوجوم

" إختبار ( hiv ) إيجابي ...

مما يعني أنه كان مصاباً بالايدز "


*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور missliilam   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 02:23 AM   المشاركة رقم: 1512
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

*
*
*

تنهدت بعجز بسبب عنادها الذي يكاد يتفوق عليها وهي التي لم

تيأس حتى الآن تصعد لها كل حين وتحاول إقناعها وإن بشرب

بعض العصير فحاولت مجدداً ودون يأس وهي تمده لها بينما يدها

الأخرى تلامس كتفها منحنية جهتها قليلاً قائلة بهدوء

" اشربي كوب العصير إذاً كي لا يكون وقاص هنا ما أن يعلم

لأني أعرفه جيداً سيفعلها رغم ابتعاده ومشاغله "

وابتسمت برضا ما أن مدت يدها تسحبه منها وشربت ما فيه دفعة

واحدة قبل أن تضع الكوب بحركة قوية على طاولة السرير

بجانبها وها قد نجح إلحاحها المستمر كما تسميه هي والمزعج

كما يراه الجميع ، كانت لتّتبع معها ذات الأسلوب لتأكل لكنها

خشيت أن لا تتعامل معها بالصمت والتجاهل كالسابق وتصرخ بها

أو ترميها بصينية الطعام وكل ما فيها هذه المرة لذلك أخذتها من

يدي الخادمة التي كانت تمسكها واقفة قربها ووضعتها لها على

السرير أمام قدميها المضمومتان لجسدها وقالت

" جربي تناول القليل يا زيزفون من أجل صحتك رجاءً بنيتي "

وتنهدت بقلة حيلة بل وحزن حين لم تعلق بشيء بل ولم يبتعد

نظرها عن الفراغ حيث كانت تكتف ذراعيها لصدرها بينما تجلس

منكمشة فوق السرير على جانبها الذي يتكئ على ظهره الخشبي

، نظرت للخادمة وأشارت لها برأسها فخرجت أمامها وهي تتبعها

حتى كانتا في بهو الجناح الواسع وهمست لها حينها

" إبقي هنا قليلاً وإن لم تأكل أنزلي الصينية معك ولا تنسي

إغلاق الباب "

وكان رد فعل الواقفة أمامها أن نظرت لها بصدمة فتنهدت بضيق

وقالت بصوت منخفض قبل أن تفكر في الرفض أو قول ما

تتوقعه جيداً

" هي لن تقتلك بل ولن تؤذيك أبداً فافعلي ما قلت لك "

فأومأت لها منصاعة وإن كانت مكرهة كما يبدو بل ومذعورة إن

صح التعبير خاصة وإن خمنت بأنها ترفض ترك الصينية هنا

وتغلق الباب عليها ويوجد بها سكين حاد وإن كان صغيراً وشوكة

أيضاً ، ويبدو فهمت السبب على طريقتها ولا تعلم بأنها ليست

سوى وصايا وقاص والذي يبدو خائفاً من أن تؤذي نفسها

وليس الغير .

حركت رأسها متنهدة بأسى وغادرت المكان تاركة التي كانت

تراقبها نظراتها الوجلة وكأنها تستجديها بل تتمنى عودتها فهي

لم تفعلها سابقاً وتعلم أن انتظار ابنها لها في الأسفل السبب ،

وعم الصمت المكان تماماً وكأن كل شيء يتفق ضدها ولإرعابها

بينما انتقلت نظراتها المتوترة بين باب الغرفة وباب الجناح

وساعتها تحسب الوقت بالثانية لتغادر هذا المكان أو تعود لها

من غادرت للتو .

وحدث ما تمنت بالفعل لكن بطريقة مختلفة تماماً بل وشخص آخر

قد وجدته فجأة يقف أمامها عند الباب المفتوح وكان ... جمانة ،

والتي أشارت لها بيدها بأمر لتغادر فبلعت ريقها بتوتر وقالت

" لكن السيدة رقية طلبت أن ... "

قاطعتها هامسة بأمر حازم

" أعلم ما طلبته فغادري هيا "

فتحركت حين لم تجد أمامها خياراً آخر حتى كانت ستجتاز الباب

لولا أوقفتها التي همست لها بوعيد تمسكها من ذراعها بقوة

" لا يعلم أحد بهذا وسأغلق أنا الباب مفهوم ؟ "

فأشارت برأسها منصاعة لأنها تعلم ما سيكون مصيرها إن هي

رفضت أو أخبرت أيا كان عن هذا وغادرت من فورها تاركة التي

ودعتها بابتسامة انتصار ونظرها ينتقل لباب الغرفة المفتوح

فهي انتظرت هذه اللحظة ومنذ ساعات تراقب صعود ونزول التي

تملك وحدها الرمز السري لهذا المكان وكانت تعلم بأنها ستغفل

في أي وقت وتتاح الفرصة لها .


*
*
*

تأففت ورمت اللحاف بعيداً عنها وجلست فلا يبدو أنها ستنام أبداً

لا بعد الفجر ولا صباحاً ! بل ولم يغمض لها جفن ليلة البارحة

ومر عليها الليل بطوله عيناها تحدق في الظلام كقطة صغيرة

ضائعة .. ولا تفهم تحديداً ما الذي جعل النوم يجافيها هكذا ؟!

شقيقها قائد وما حدث معه وسيحدث ولم يترك مصيره تفكيرها

مطلقاً أم شقيقه التوأم وسام والذي علمت من زوجته أنه لازال

يبحث عن شقيقه ؟ ولم تستطع ولا إخباره بأنهم وجدوه وأين

يكون كي لا يتعقد الأمر أكثر مما هو عليه من تعقيد .

بل ولا صورة ذاك الرجل غابت عن مخيلتها ولقائها القصير به

فقد كان حدثاً مفاجئاً دون تخطيط مسبق ويصعب تخطيه
بسهولة ، بل وحتى ابنة خالتها وصديقة طفولتها التي لا تعلم

عن مصيرها وما يحدث معها الآن ؟ فكيف لكل تلك الأفكار أن

تتركها تنعم بالنوم وإن لدقيقة واحدة ؟ .

ارتفع نظرها ببطء ورغماً عنها ناحية الجدار الذي يفصل

غرفتيهما عن بعضهما واعترفت مستسلمة بالأمر الآخر الذي لم

يفارق أفكارها أيضاً وإن أنكرته ، فارتفعت يديها لشعرها ورفعت

غرتها عالياً تتخلله أصابعها وأطلقت نفساً طويلاً تبعد نظرها عن

كل تلك الجهة وكأنها مجرد حاجز زجاجي يراها منه وتراه !

كل ما مرت به من تعقيد في حياتها تشعر به يتلاشى الآن أمام

تعقيدات هذا الرجل !

مؤكد لجميع تصرفاته المتناقضة سبباً ما يفسرها بل وسيفسر

بالتأكيد سبب زواجه منها والذي يرفض الإفصاح عنه

حتى الآن !!

تنهدت بضيق مستغفره الله وأنزلت قدميها للأرض ووقفت وبدأت

بجمع شعرها متوجهة ناحية طاولة التزيين وأخرجت مشبكاً

بلاستيكيا من درجها العريض وأمسكته به ووقفت مكانها ترعي

سمعها للباب الذي فُتح في الخارج وهذا باب غرفته بالتأكيد ومن

الغريب أن يغادر في وقت متأخر هكذا بالرغم من أنه أبعد ما

يكون عن التأخير ! لكنها لا تراها طباعه ولا طباع عمله الذي

يحتاجه اليوم بطوله بل ومنذ يخرج ليصلي الفجر فلا يرجع بعدها

سوى ليلاً بل وفي وقت متأخر ! وهذا ما لاحظته عليه في الأيام

القليلة جداً التي قضتهما هنا .

لا تعلم فضولها الغبي والذي لا تفسير له أم ما يكون ذاك الذي

جعلها تقترب من باب غرفتها وفتحته ببطء ونظرت من خلاله في

الوقت الذي سمعت فيه باب غرفته يغلق فنظرت من شق الباب

الضيق جداً لظهره وجسده الطويل باللباس الرسمي المعتاد وهذا

يعني أنه متوجه لعمله وخانها توقعها بأن يكون ثمة مخطط آخر

لديه ، ويبدو كان يلبس ساعته أو أزار قميصه وهو يتوجه ناحية

السلالم ومنشغل بها قبل أن يتوقف فجأة ما أن وصل إليه ورفع

رأسه ونظره عما كان يفعل .. بل وتوقفت حواسها هي جميعها

واتسعت عيناها وهي ترى سبب وقوفه المفاجئ وهو التي ظهرت

أمامه فجأة حجابها المتراخي على رأسها تضعه بإهمال كعادتها

تحمل في يديها طبقاً يشبه الذي وجدته هنا بالأمس بعد أن التقتها

تنزل السلالم ، وما أدهشها أكثر حينها كانت الابتسامة التي

تظهر لها من كل هذا البعد على وجهها وعيناها المعلقتان بوجه

الذي يوليها ظهره ولا تراه .

وكان ذاك ما جعلها ودون شعور منها أو حتى تفكير تفتح باب

غرفتها وتخرج منه أيضاً .


*
*
*

أوقف سيارته وأطفأ محركها حيث المكان الذي كان يقصده

ووصل له وإن بعد تردد كبير لم ينكره بينه وبين نفسه ونظر

لشاشة هاتفه الجديد والذي اشتراه منذ أيام .. بل وكانا اثنان

والآخر لها لولا النهاية المأساوية التي انتهت لها تلك الليلة ،

فتح الخط ووضعه على أذنه قائلاً

" مرحباً يا أبان "

فوصله صوته البارد سريعاً

" مرحباً بالقاطع المقاطع ... "

فتمتم ببرود مشابه

" كنا معاً بالأمس فلما سأتصل بك ؟ "

وكما توقع هاجمه ذاك من فوره

" سحقاً لقلبك المتحجر ... إسأل عن شقيقتك على الأقل أم

تملصت من إخبارها ومن سماع صوتها بعدها أيضاً ؟ "

اشتدت أصابعه على الهاتف فيها يُخرج كل انفعاله به ، وخرج

صوته رخيماً منخفضاً ما أن قال

" ولما تهتم يمامة بأمر من كانت تمارس عليها جميع

أنواع التعذيب ؟ "

وأتاه التعليق سريعاً من الذي قال بضيق

" تباً لك يا صعلوك ، أقسم لي الآن أن ما حدث لم يؤثر بك "

فتنفس بعمق وقال يغير مجرى الحديث

" لن أقلق بشأن أي أمر يخص يمامة وهي معكم "

قال ذاك من فوره وبجدبة ظهرت جلية في صوته

" وإن يكن .. فأول ما سألت عنه والدتي هو أنت وشقيقاها

وبكت كثيراً ولم تسعد ولا بخبر دخولها للمدرسة ، ووالدتي

طلبت مني أن أخبرك لتأتي وتحضرهم معك لزيارتها "


اتسعت عيناه وقال وكأنه لم يسمع إلا ذلك

" ستذهب يمامة للمدرسة حقاً ! "

وشعر بضربات قلبه ترتفع بتسارع قوي وهو يستمع للذي

قال مبتسماً

" أجل ومع من هم في سنها أيضاً فهي كانت تدرس طوال الأشهر

الماضية في المنزل ووالدتي اتصلت بشقيقها من أجل هذا الأمر

تحديداً وهو لم يمانع في تسخير قدراته القانونية لأجلها

وستخضع لإمتحان صغير إن اجتازته فسيكون لديها ورقة

من الوزارة بل ووزير التعليم شخصياً بأنها مؤهلة للإلتحاق

بطالبات السنة الثانية الإعدادية ، ومتأكد بل وواثق بأنها

ستجتازه بسهولة "

مسح بقوة عيناه والدموع التي ترقرقت فيهما .. بل وأمسكهما

بأصابعه بقوة فلم يكن بإمكانه إجبارهما على ذلك لينصاعا له ، لم

يكن يعلم عن كل هذا سابقاً ولم يخبره أحد وكان يعتقد بأن فرصة

الدراسة ضاعت منها وانتهت بالرغم من أنه سبق وعلمها الكثير

كالكتابة والقراءة وجميع العمليات الحسابية إلا أنه لم يكن يتخيل

بأنه ثمة من يستطيع القفز بها كل تلك السنوات لتكون في صفوف

الدراسة ومع من هن في ذات سنها وهي التي لم تدخل

المدرسة يوماً ! "

مسح عيناه مجدداً وما أن وصله صوت الذي قال مبتسماً

" أين أنت يا رجل ؟ "

فخرج صوته مبحوحاً وهو لازال يمسح عيناه بكفه بقوة

" ما يشعرني بالألم أني عاجز عن إيفاء أفضال والدتك ناحيتنا "

فقال أبان بضيق

" إعتبرها لزوجة إبنها وليس لكم يا معقد "

فلم يعلق لأن هذا الأمر كان سبب خلافات طويلة بينهما ومنذ كانا

طالبان في الثانوية ، بينما لم ينتظر ذاك تعليقه كالعادة وقد تابع

من فوره

" أخبرني ماذا حدث معك وكيف هما شقيقاك ؟ "

همس مبتسماً بحزن

" الأمور جميعها جيدة "

وصله صوته سريعاً

" جيد ... حمداً لله أنك متزوج لكنت في مشكلة كبيرة الآن مع

وجودك خارج المنزل طوال النهار لتوفير ما يأكلانه "

عادت أصابعه للشد على الهاتف الصغير التقليدي رخيص الثمن

فيها وتمتم بوجوم

" وإن لم أكن كذلك لكنت تزوجت من أجلهما "

قال الذي وصل لما اتصل من أجله أيضاً
" أرى بأنه عليكم الانتقال لمنزل والدك "

اتسعت عيناه وهمس باستغراب

" منزل والدي !! "

قال ذاك من فوره

" أجل بل ومنزلك أيضاً فهل ستقيمون جميعكم في

غرفة واحدة ؟! "

اشتدت قبضة يده الأخرى وقال بجمود ونظره على مقود

السيارة أمامه

" ذاك المنزل لوالدي فهو لم يمت ولم ينتهي التحقيق في

قضيته بعد "

وشعر بإنقباض قوي وغريب في قلبه ما أن وصله صوت

الذي قال بجدية

" يا رجل أنا وكمحامي أؤكد لك ومن الآن أن الجريمة تتلبسه

والأدلة جميعها ضده ، هذا إن لم يكن هو من قتل الرجل أيضاً "

" قتله !! "

همس بها بدهشة وتابع ذاك من فوره

" لا يمكنني تأكيد ذلك لكن آخر ما حصلت عليه من معلومات من

داخل جهاز المخابرات الموجود لديهم أنه اعترف بقتله لهما

كليهما وبأنه وصفه بالرجل الذي خانته زوجته معه لأنه وجده

معها في منزله "

ارتفعت يده لزر قميصه العلوي وفكه بسبب الاختناق القوي

الذي اجتاحه حينها وخرج همسه المصدوم دون شعور منه

" خانته !! "

فقال الذي لم يرحمه ولا قليلاً

" الرجل من المخابرات يا يمان وكان مكلفاً بمراقبتها وثمة لبس

ما في الأمر بالتأكيد فملابس الرجل الذي رآه والدك داخل منزله

ليست ذاتها التي كان يلبسها القتيل ويبدو أن غضبه أعماه عن

التفكير في كل ذلك وأنه ثمة رجل ثالث في الحكاية "

مسحت أصابعه المرتجفة جانب وجهه وقفا عنقه الذي تعرق

بشدة ، وبالرغم من تصرفه القاسي معه بالأمس تحديداً إلا أن

قلبه آلمه عليه وبقوة وخرجت كلماته حزينة متأسية

" والحل الآن ؟! ألا يمكن مساعدته ؟ "

قال الذي يفهم ويعلم جيداً ما قد درسه وتفوق فيه

" لا يمكننا فعل شيء والقضية لم يتم تسليمها لمكتب المدعي

العام بعد .. حينها يمكننا فعل ما في استطاعتنا أمام القضاء .. "

وشعر بقلبه يئن بتعب ما أن تابع من فوره

" أي أنه أكثر ما سيكون بإمكاننا فعله له هو تخفيف عقوبته كي

لاتكن الإعدام فضع عقلاً في دماغك يا يمان وتصرف بحكمة "


سحب نفساً عميقاً لصدره وقال بصعوبة بسبب كل سمع وعلم منه

" وإن يكن .. وإن فرضنا ذلك فهو ليس من حقي "

وصله صوته الغاضب هذه المرة

" من حق من إذاً ؟ إشرحها لي رجاءً "

فقال والضيق ظهر جلياً في صوته أيضاً

" من حق من قام ببنائه من جديد فأنا أعلم جيداً عن وضعه بعد

الحريق فحتى سقفه تهاوى أمام عيناي "

قال ذاك من فوره

" وإن يكن فهو منزلكم ووالدي فعل ذلك هدية ليمامة التي حزنت

من أجل شقيقاها اللذان أصبحا بدون منزل ، أم كنت ترضى بأن

يعيشوا في خيمة في أرضهم كما قرر والدك ونسيبه يكون ابن

عائلة الشعاب ؟ "

زم شفتيه وتمتم ببرود

" هو منزل والدك إذاً وإن كان فوق أرضنا "

وصله صوته المصدوم سريعاً

" ما هذا الذي تقوله يا يمان !! "

قال بضيق وسبابته تشير لصدغه

" أنا هكذا ولا يمكنني أن أكون غير ذلك "

وتابع بذات ضيقه ويده تلوح في الهواء وكأنه موجود أمامه الآن

" وإن حدث ما كنت تقول وتم تفويضي كوكيل على أشقائي

فحصتي من الأرض ثمن السيارة المتبقي ولا شيء لديا هناك "

فقال الذي يبدو ضاق ذرعاً منه

" سأتحدث مع والدي يرى حلاً معك في هذا .. أو أرى أن

والدتي الحل الأنسب تماماً "

وتابع قائلاً باستعجال ومن قبل أن يفكر في التعليق

" وداعاً يا معقد فثمة مكالمة أخرى دخلت على الخط "

نظر لهاتفه مبعداً إياه عن أذنه حين توقف عن إصدار أي صوت

وتنهد بضيق قبل أن يعيده لجيبه ونزل مغلقاً باب السيارة خلفه

نظره على المبنى المطلي باللون الأخضر الباهت أمامه وعلى

جداره الأيمن علامة هلال طبي أحمر كبير وتحركت خطواته

نحوه فإن عاد أدارجه الآن فلن يفعلها مجدداً .

اجتاز الباب الذي كان يخرج منه شاب يدفع بيديه كرسياً متحركاً

يجلس عليه شيخ كبير وألقى عليهما السلام وهو يجتازهما ووقف

في الممر الطويل ذو الأبواب الكثيرة المفتوحة تفوح منه رائحة

المعقمات القوية الخانقة ونظر ناحية الممرضة التي خرجت من

إحداها تحمل في إحدى يديها صندوقاً أبيض اللون ممزق من

الأعلى ترفعه أمام جسدها ووقفت مكانها تنظر باتجاهه فتحرك

ناحيتها ووقف أمامها وقال ببعض التردد

" أين أجد الممرضة المدعوة فجر ؟ "

وراقب سبابة يدها الحرة التي تحركت في الجانب الآخر وقالت

قبل أن تجتازه مغادرة في الاتجاه المعاكس

" في تلك الغرفة هناك "


*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور missliilam   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 02:24 AM   المشاركة رقم: 1513
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

*
*
*

أمسك وسطه بيديه وأشار للبناء الطيني القديم الموجودة أمامهما

وقال بضيق

" ألم أطلب سابقاً أن تُردم هذه البئر ؟ "

قال عيسى والواقف معه وببرود

" إسأل نوح عن هذا فهو من كلفته وها هي كما هي مكانها "

نظر له وقال بضيق أشد من سابقه

" لا أفهم لما لا تتحدث أنت عما يستهتر هو في القيام به أو

تفعله بدلاً عنه ؟ هل سأقوم أنا بكل شيء نيابة عن الجميع ؟ "

تمتم الذي أبعد نظره عنه وببرود

" ولما تقوم بشيء غير إسداء الأوامر ؟ "

" عيييييسى !! "


كانت صرخته الغاضبة تلك بمثابة إضافة البنزين للنار بدلاً

من إسكاته وقد تابع بحدة ما أن عاد ونظر له

" ولما تلقي باللوم عليا دائماً فيما يخطئ فيه شقيقك ؟ "

فأسكته مجدداً وبحزم بينما سبابته تشير لما يقفان أمامه

" لننهي النقاش في الأمر وهذه البئر تُردم سريعاً ، لا أريد لما

حدث سابقاً أن يتكرر فلن نجد حجة في كل مرة يسمع فيها أحد

العمال صوتاً يخرج من هنا "

فهف بيده على وجهه يطرد الذبابة من أمامه قائلاً

بابتسامة ساخرة

" هم صدقوا بالفعل أنها لعنة تصرخ من تحت الأرض بعد أن

أخذت من سمعها سابقاً لعالم الأموات ولن يفكر أحد مجدداً في

الاقتراب منه ليلاً كي لا تأخذه ذات اللعنة لمصير رفيقه "


فقال الذي لم يقنعه كل ذلك

" وإن يكن فلن نعتمد على غباء أولئك العمال وتعلقهم بالخرافات

ولا أريد أن يسمع الصوت أحد مجدداً "

ونظر عاقداً حاجبيه بغضب للذي كتف ذراعيه لصدره وتمتم

بضيق من بين أسنانه

" قلت سابقاً عليهما أن يموتا بالفعل بدلاً من تحمل نتائج ما

يحدث وقد يحدث بسببهما "

فاتسعت عيناه وقال بحدة

" عيسى أتعي أنت ما تقول ؟ "

نظر له وقال بضيق

" لن تقنعني بأنك تهتم لأمر شقيقاك أولئك بالفعل وقد

فعلت ما فعلت "

فواجهه بجسده كما كلماته المتعودة قائلا بتهديد مبطن وواضح

تماماً له

" لوجودهما منافع تعلمها جيداً ، بل ومكان عليك أن تأخذه أنت

في تلك الحال "


فاتسعت عيناه بصدمة بسبب ما سمع وتفكيره فقط في

أن ينفذ ما قال .. وذاك ما كان يراه واضحاً في عينيه ونظرته

الحادة القوية مما يعني بأنه قد يفعلها وبقلب ميت تماماً ، ولم

تترك له السيارة التي توقفت قربهما مجالاً ليعلق بأي شيء وقد

نظرا معاً للذي فتح بابها ونزل وقال عيسى بضيق يرفع قدمه

وينفض التراب عن قماش بنطلونه الجديد

" كم مرة قلت توقف بعيداً عني يا جاهل "

بينما تحرك نحوهما من كان يحمل مجموعة أوراق في يده

متجاهلاً كل ما قال وسمع ونظر لشقيقه الأكبر ما أن وقف أمامه

تحديداً ورفع الأوراق بجانب وجهه قائلاً بإبتسامة انتصار

" ليست في المستشفى بالفعل ولا في منزل زوجها ولا حتى

شقيقها وهما مختفيان منذ تلك الليلة وهذه من مكتبه الخاص "

أخذها شعيب منه سريعاً بينما قال عيسى بدهشة ونظره عليها

" ماذا يوجد فيها ؟! "

قال نوح مبتسماً بانتصار بينما نظره على الذي لازالت يديه

تقلب الأوراق فيها بسرعة " فيها كوارث كبيرة تستحق المال

الذي أخذته عاملة التنظيف تلك "

فنظر لهم عيسى بين يدي شقيقه بفضول بينما رفع شعيب نظره

للواقف أمامه بصدمة يمسك إحدى الأوراق فيها فابتسم نوح

ابتسامة انتصار واسعة خالطها الكثير من الشر وقال متمتماً

" أجل إنها ابنة دجى الحالك كما توقعت دائماً يا شعيب ولازال

هناك المزيد من المفاجآت هنا "

لكنه لم يبحث أكثر بل نظر للواقف بجانبه وقال بأمر حازم

" أريد عشرة رجال من كبار قبيلتنا سريعاً ومكان اجتماع الجميع

محكمة حوران "




*
*
*

أخفضت رأسها تشد خصلات شعرها المبلل والماء ينزل عليها في

رذاذ قوي وأغمضت عينيها بقوة تكتم شهقاتها الباكية بأسنانها

التي آلمها الشد عليها بقوة وهذا حالها منذ منذ أن غادر غرفتها

وسجن نفسه في غرفته بعيداً عنها ، كانت تأمل بل تتمنى أن

يوافق على مغادرتها من هنا والإبتعاد وإن غاضباً منها لكنه

أعند من الصخر ولم يبالغا والده ورئيسه ذاك حين قالا ذلك وبحثا

عن أصعب الطرق وأشدها قسوة لجعله ينصاع لما يريدون .


مدت يدها لصنبور المياه وأغلقته بإحكام حتى توقف شعورها

بقطراته على شعرها وجسدها وغادرت الحوض الرخامي الواسع

وسحبت روب الإستحمام الخاص بها من علاّقته الخاصة ولفته

حول جسدها تدخل يديها في أكمامه الطويلة وربطت حزامه حول

خصرها وبدأت بتجفيف شعرها بالمنشفة ونظرها على ملامحها

الحزينة الباكية في المرآة .. عيناها الدامعة الذابلة وأنفها المحمر

ووجنتاها المتوردتان بشدة ولا تعلم ما الذي تنتظره هنا ؟

لما لا تهرب وتختفي عن الجميع وتخلصهم من عنائها ؟

ليته يمكنها اللجوء لشخص ينصفها الآن ويقف معها ، ليته كان

لها والد قوي يقف في وجه الجميع ويقول

( أرفض أن تفعلوا هذا بإبنتي وسآخذها من هنا ولن يقترب

منها أحد الا قتلته )

مسحت دموعاً جديدة تقاطرت من عينها في المنشفة المبللة

ودفنت وجهها فيها هامسة ببكاء موجع

" كم أحتاجك أبي ... كم أحتاجك الآن تحديداً "

مسحت عيناها مجدداً مستغفرة الله بهمس مرتجف ورمت المنشفة

من يدها وأبعدت خصلات غرتها الرطبة خلف أذنيها بينما تركت

باقي خصلاته المشبعة بالماء تنزل بنعومة على ظهرها وكتفيها

وتوجهت ناحية باب الحمام تمسح أنفها بظهر كفها وأدارت

مقبضه وفتحته وخرجت للغرفة لتتجمد مكانها تنظر بصدمة للذي

كان يقف قرب سريرها ومن ظنت بأنه لن يفكر ولا في رؤيتها

الليلة بعد خروجه غاضباً أو أن يكون نائماً منذ وقت فما الذي

أعاده إلى هنا...!

بل وكان يمسك هاتفها وسبابته تتحرك على شاشته بسرعة قبل

أن ينظر ناحيتها نظرة جعلتها تلتصق بالباب المفتوح خلفها ودون

شعور منها وبدأت تشعر بكل شيء في ذاك الجسد المبلل يرتجف

تنظر بخوف لعينيه التي رأت فيهما شيئاً مخيفاً يشبه اللهب الذي

لا لون له وبنار سوداء كالجحيم سمعت عنها سابقاً وعرفتها

الآن .

وعلمت حينها بأن مخططهم ذاك قطف أول ثماره بطعم العلقم

لتأكلها هي وأن النمر الوحشي المفترس الذي أرادوا تحريره

من معقله ها قد خرج فعلاً وضحيته هي .

" ما هذا ماريا ؟ "

كان ذاك ما نطق به بنبرة مصدومة لم تعبر قطعاً عن الغضب

الأسود المخيف في عينيه والموجه نحوها بينما كانت سبابته

تشير للهاتف في يده الأخرى فكان تعليقها الوحيد هو صوت

أنفاسها القوية التي خرجت من فمها يعلو معها صدرها ويهبط

بقوة ولازالت تلتصق بالباب خلفها وكأنه سيحميها أو يهرب بها

بعيداً عن كل هذا !

وارتجف جسدها بقوة ما أن صرخ

" ما هذا ماريا تحدثي ؟ "

فتلعتم صوتها وخرجت الحروف متقطعة من بين أنفاسها

المتعاقبة ودموعها تملأ عينيها المحمرة أساساً من كثرة البكاء

" ما... ماذا.... لست أعلم عما... "

وأخفت وجهها في ساعدها صارخة ما أن رمى إبريق الماء

بضربة من يده صارخاً حتى شعرت بشظايا زجاجه الصغيرة

ترتطم بالباب قرب قدميها ... وبكت ... كان بكاءً لا صوت له

مثلما كانت صرخته تلك تماماً خرجت من عمق الرجل داخله

دون حديث .


وعلمت بأنها ليست سوى البداية .. وذاك ما حدث بالفعل ما أن

شعرت بأصابعه التي اشتدت على ذراعها بقوة آلمتها وأبعدها

عن وجهها بقسوة ونفض جسدها صارخاً وهاتفها في يده الأخرى

يوجه شاشته نحوها

" ما هذا هنا ماريا ؟ هل صحيح ما يقوله هذا النجس

ويهددك به ؟ "

وحين لم يصدر عنها شيء سوى أنينها الباكي المكتوم نفض

جسدها بقوة أكبر صارخاً

" تحدثي قبل أن أقتلك "

فلم تعلق بل ولم تستطع قول أي شيء وأغمضت عينيها بقوة

وخصلات غرتها الرطبة تتطاير أمام وجهها بسبب أنفاس شفتيه

الغاضبة ما أن تابع صارخاً بعنف

" كيف علم برقم هاتفك .. هل اتصلت أنت به ؟ "

ولم ينتظر تعليقها أيضاً ويده ترتفع عالياً وضرب هاتفها بالأرض

صارخاً بكل ذرة هواء تحتويها رئتيه

" ما هذا الذي بينكما ماريا تحدثييييييي "

ونظر بعينان بدأت تتقد كالجمر المشتعل للتي أخفت وجهها في

كفيها بشهقة باكية ما أن اصطدم هاتفها بالأرضية الرخامية تحتها

متحولاً لأشلاء وشدها من كتفيها ورفع وجهها بحركة قوية

أجبرتها على إبعاد يديها والتفت أصابعه حول رأسها تخترق

خصلات شعرها الرطب وقال بانفعال حاد ناظراً لعينيها الباكية

" صحيح هذا أم أنه يكذب ماريا تكلمي أو ارتكبت فيك جرماً "

فتزاحمت الدموع في عينيها المحدقة به كما العبرات في حلقها

ما أن همست ببكاء

" كان رغماً عني "

هذا فقط ما خرج من بين شهقاتها الباكية وأرادت به الحقيقة وهو

الحقيقة فعلاً ... الحقيقة التي ينطق بها قلبها وتعلم بأنها ستصله

بطريقة مغايرة تماماً لواقعها ، وهذا ما حدث بالفعل وقد نفض

يداه عن وجهها بعنف وتطايرت معها خصلات شعرها المبلل

صارخاً

" رغماً عنك !! "

وضربت كفه على صدره بقوة صارخاً بكبرياء رجل مذبوح تراه

يخرج من كل شيء فيه ويقتلها قبله

" تخونين زوجك معه وتتحججي بأنه كان رغماً عنك ؟ "

فتحرك رأسها نفياً ولم تستطع التحدث ليس لأنها لا تستطيع قول

الحقيقة ولا لأن عبراتها الباكية تمنعها بل لأنه أيضاً لم يترك لها

المجال وهو ينفض سبابته نحو البعيد صارخاً

" لهذا كنت تريدين العودة له هناك ؟ "

" لاااااا "

خرجت تلك الكلمة الصارخة من أعماق قلبها المحطم ومن بين

عبراتها الباكية لترتفع فوقها فعاد لإمساك ذراعها وهزها منها

بقوة صارخاً في وجهها

" بلى ولأجل هذا كنت ترفضينني دائماً ... يالك من نجسة "

وتركها بعنف صارخاً يكرر كلماته ذاتها حتى شعرت بكتفها خلع

من مكانه تمسك ذراعها بيدها وتراقبه باكية بحرقة وألم وهو

يصرخ بهستيرية ترمي يداه كل ما كان على طاولة التزيين يرفعه

بالتتابع ويقذفه بعشوائية ، بل ونزع حتى شاشة التلفاز من

مكانها ورماها على الجدار بقوة صارخاً مما جعلها تصرخ ببكاء

ولازالت تمسك ذراعها بقوة وصرخت باكية تنظر له

" يكفي تيم أرجوووك "

لكنه لم يستجب بل يبدو لم يكن يسمعها فأغلقت أذنيها بكفيها

باكيك ما أن ضرب مرآة الخزانة بحذائة بقوة مما جعلها تتساقط

قطعاً كبيرة بضجيج مرتفع رافقه صوت صرختها المفزوعة أو لا

تعلم المفجوعة كتعبير أفضل تنظر باكية للذي نظر ناحيتها صارخاً

بعنف هستيري يوجه صراخه لها هذه المرة
" سأقتلك وأقتل نفسي ما أن أستوعب حقيقة هذا ماريا قسماً "

فركضت دون شعور منها ناحية باب الغرفة المفتوح باكية فهي

تعلم بأنه لا يكذب في هذا مطلقاً وعليها أن تتصرف وتفعل أي

شيء .. ولا شيء أمامها سوى الابتعاد عنه وإغلاق أحد الأبواب

بينهما فهو لا يعي ما يفعل بالتأكيد ، لكنها لم تستطع ولا اجتياز

الباب لأن ذراعها أصبحت وفي لمح البصر في قبضته وسحبها

منها بقوة ناحية سريرها صارخاً بغضب

" إلى أين فنحن لم نصفي حسابنا بعد "

ورماها على ظهرها عليه بقوة فرفعت جسدها قليلا بمرفقيها

وزحفت للخلف قليلاً وقالت باكية بنحيب تنظر له فوقها

" كان رغماً عني تيم أقسم لك "

كان يستحيل عليها التراجع حينها لكانت اعترفت له بكل شيء

ليس لأي سبب تلك اللحظة سوى خوفها منه فهذا الوحش لا

تعرفه سابقاً ولم تتوقعه هكذا ولا في أبعد خيالها ! كانت تحاول

الاستناد بمرفقيها لتجلس حين لم يصدر عنه شيء سوى أنفاسه

الغاضبة التي كانت تخرج من بين أسنانه المطبقة بقوة كوحش

جريح لكنها وفجأة تغير كل مخططها ذاك ودفنت وجهها في

السرير بصرخة باكية وشدت قبضتاها باللحاف نحوه تدفن نحيبها

الباكي فيه ما أن فتح حزام بنطلونه وسحبه بقوة مخرجاً إياه

يرفع يده الممسكة به عالياً وجسدها بأكمله يرتجف انتظاراً

لمصيره المحتوم وهمست من بين بكائها المرتجف المدفون

" يا رب ... أنت تعلم كم أحبه "


***********

المخرج : ــ


بقلم/ إنتقآئيّة!


مطر وغسق


ضآع العمر يا رفيقه.. مِنّا..
بل أنا التي ضآعت منك.. ومِنّي!
ما بين جرحك الأول والأوسط .. أضعت الطريق
ما زلت أبكي وأنوح
أواسي قلبي.. أن إنتظر
لا بدّ أن يكون هناك تبرير
إنتظر..
لقاء يُعيد لكَ الأمآن
ويهديك السلام
فأنا وإن كنت أحتضر
ما زلت أبحث عن السبيل
أين طرف الخيط؟
لثقة تُعيد لي أنوثتي المسفوكة
مكانتي المخلوعة
شخصيتي المدفونة
أحاسيسي المتبلدة
وإنسانيتي المرجومة؟!
أيكفيك مني أن أبكي خِلسةً.. حُبنا دهراً ؟!
فعفواً منك إن كُنت قدّ احتفظت بكبريائي
وإن عاندت كل ما قدّ كان
ولم أُبدي للخلائق إنكساري!



وما كُنتِ إلا عمراً بأكمله
حسرة تأكل القلب.. وتشغله
يبكيك كُلّي.. بدمي.. لا بدمعي
كم اشتهيت أن أترك كل شيء
العالم بأكمله
وأتيكِ لآجيء
أتدثر بنبضك
وأختبيء خلف ستار شعرك
أبوح لكِ بضعفي
أشكو لكِ.. مِن همِّكِ.. لا من شيء أخر
وأخبركِ.. قهر الرجال.. كيف يكون!


غسق..
يا جمرة في الفؤاد لا تنطفيء
كم تمنيت أن آهتدي بعينيكِ
أيّ سلام ذلك الذي تسأليني؟ .. بربك أخبريني!
أما عرفتني؟
رجل حرب.. هكذا كان قدري
منذ أن كنت طفل وليد
في عُنقي أرواح عباد
وآمان الوطن.. ووعد بالتطهير
من كل من دنّسها
من كل من كان همّه أن يشيع الفساد
ويسفك دماء العبيد


افهميني .. يا توأم الروح
وإن أردتي فاسأليني
فقط اصبري.. ثقي
أقسم لك أن أعوّضك..
أن أفديكِ بالروح
أسهل حب رجل مثلي؟!
أعذركِ..... فاعذريني
تمّهلي ولا تهجريني.
فغسق هي إنسانيّة مطر
هي تلك النبضة التي تنشر فيه الحياة
هي وجعه.. ونقطة ضعفه
مِنكِ لا تحرميني
تمرّدي.. اقتليني
لكن إياكِ برجل أخر أن تُعاقبيني!
فقسماً لكِ مني .. أن أقتلع قلبي
ثم أقتله لكِ أمام عينيكِ
قسماً أن أُشعل حرائق وجعي
في ذلك الوطن الذي جعلني أخسرك
أقسم لكِ أن لا أغفر لكِ!



أأرثي فؤادي أم أطبطب عليه
جلمود هو يا قلبي
لم يعرف الحب يوماً
قادر هو على كل شيء
الأذى لم يكن يوماً إلا منه
ما زالت تيماء..
"إبنتي" سكيّنته المغروزة في قلبي
تؤلمني رؤيتها.. كما ألمني غيابها!
ماذا منه ترتجي؟!
لا تنتظر...




أيّ صبر تسألني!
أأبقيت لي ذرة منه
أيّ رحمة تُطالب بها؟
هل أنت من قبل رحمت؟!
غفران؟!.. حقاً تعبت
وما كان بنقُصني إلا هذا..
جرح جديد!
أأقسمت ؟!
طيرك أنا.. وعلى يديك كان الذبح
روحي تتمّرغ بدمائها
لا تعي أحقيقة هي... أم موت!
تلبّسني الجنون.. جنون الغسق.. أتذكره؟
ذلك الذي لا يُخلّف من بعده إلا الدمار!
حقاً لا يرهبه.. كان جنون المطر أو إعصار
اكتفيت أنا منك.. وعن عالمك أبغي الفرار
لا يمكن أن أنتمي لك بعد اليوم
يفوح منك الكذب والخداع
وأنا الآن أبغي ردّ اعتبار!



قد قلت من قبل أنكَ .... ماذا؟
رفيق؟
ألقب كهذا بِكَ يليق ؟!
أحبيب.. أو صديق؟
صدقاً لا أستطيع التصدّيق
أنت بعد الأن لست إلا عدّو لدود؟
وأعدك أن تجدني خصماً لكَ.. به لا يُستهان
أتعلم ما أنا الأن؟
أنا كابوسك المرعب الذي تخشاه
أن السيف الذي به سوف تُغتال!
أعلنها لك والبشر.. عليك تمردّت
أرفع ها أنا رآيات العصيان




ليس هناك بعد الأن
لا يجتمعان
غسق المطر
ولا مطر الغسق
هما الآن شيطانان
هما لبعضهما الدمار
أويعودان
أيستسلمان
لا تفعلي ذلك بنا
مطر هنا يختنق
أويذوق منك قهر الرجال
بعد أن كان كل ما فعله
هو في الحقيقة من أجلكِ
أيرضيكِ إنكساره
إنكسار مطر لا جبر له
أيا غسقه..
إنكسار مطر لا شبيه له
هو حدث يدوّنه التاريخ
لتشهد عليه الأجيال
تتشمّت به بلاد الأرض أجمعها
أيرضيك هكذا حال؟!





سحقاً لمطرٍ
منه لا يُغاث
لا توبة منه
ومن أخطاءه
لا اغتسال!
سحقاً لغسقٍ
إن عادت مرة أخرى للإنتظار
سحقاً لها إن شفعت
أو اختبأت مرة أخرى..
تحت جلد التبلّد والآمبآلاة!
فلنحترق معاً
هكذا يكون العدل يا " حاكم البلاد"!



نهاية الفصل


كلمة برد المشاعر

السلام عليكم ورحمة الله
.. وأسعد الله أوقاتكم بكل حب أعزائي .


أتمنى يكون الفصل نال رضاكم ولو لجزء بسيط وأتعذر لنفسي بسرعة كتابتي له خوفاً من ضياع الفرصة لتنزيله قبل شهر رمضان فتغاضوا عن أي هفوات أو تراجع عن المستوى السابق .


وأوعدكم إن شاء الله أحاول الفصل القادم يكون عيديتكم إلا لو منعني عارض صحي أو أي ظرف كان فالتمسوا لي العذر حينها .


أنتظر تعليقاتكم الحلوة وإلي هي بالنسبة لأي كاتبة أغلى وأعلى ثمن تتقاضاه على مجهودها وتعبها وأنا أنتظر بالضعفين أكيد ... فيس مبتسم



أشكركم لدعمكم وتشجيعكم وأتمنى من قلوبكم الطيبة الدعاء لبلادي الحبيب وأن ينصر الله أنصار دينه على أعدائه الخوارج المارقين .






حفظ الله ليبيا وكافة البلاد الإسلامية بعينه التي لا تنام ... اللهم آمين .

 
 

 

عرض البوم صور missliilam   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 04:57 AM   المشاركة رقم: 1514
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 


السلام عليكم

حصلت عندي مشكله الصفحه 301 ماهي راضيه تفتح معي حاولت اكمل نقل

ماقدرت لهذا السبب وماأعرف بالضبط فين وصلت عندكم في تنزيل الفصل

كلمت للوش تشوف إذا عندها نفس المشكله أو لا وإذا لا تكمل نقل الفصل لكم

وطلعت عندها نفس المشكله

المهم ما أعرف بأي طريقه قدرت تنزل باقي أجزاء الفصل

ولأن ممكن تكون المشكله موجوده عند غيرنا وماراح يقدر يقرأ الفصل كامل

وتحسبا لأي نقص ممكن يكون في تنزيل الفصل بين اللي أنا نزلته واللي نقلته للوش

راح أضع لكم رابط لتحميل الفصل كامل ملف وورد

الفصل الخامس والعشرون

هنــــــــــــــــــــــــا

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 24-04-20, 12:24 AM   المشاركة رقم: 1515
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327145
المشاركات: 68
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت الفارس عضو له عدد لاباس به من النقاطبنت الفارس عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت الفارس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

😭😭❤ ادخل الموقع كذا تحديث القا الفصل نااازل 😍😍😍
والله احلا مفاااجأه 😭😭😭 شكرا شكرا برد المشاعر ، فيتامين سي

الصراحه البارت خياااااالي ولا غلطه ياااااحلوك برررد منتكة من الحجر الصحي وغيرتي جوي 😘😘😘

مطر 😢 يصيح رحمته ياروحي ووش علاقته بغيسانه اذا موب اخته 💔
يمان 😭 بسميه اسير الاحزان مناسب له بالحيل
زيزفووون 😭😭 اكيد خالها بشير اللي تتستر عليه 💔 وراه خل يمسكونه جعله للماحي
وقاااص يفووووز بأجمل بطل عندي 😫❤❤❤
تيم وماريه ، لاتعليييق 😭😭😭
عمير اخخخ ياطعمه لذيذ 😂😂❤ وجليله باقي نص خطوه وتطيح بغرامه 😂❤

واخيرا غيلوان 😫😫😫 وش ذا ووش ناوين عليه ومن اللي يسمعون صوته بالبير معقوله الاثنين اللي قتلهم دجى ماماتو 😢

مشكوووره برررد الله ييسر امرك وتعايدينا أجمل عيديه والله 😍😍❤

 
 

 

عرض البوم صور بنت الفارس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, المشاعر, المطر, الثاني)،للكاتبة, الرااااائعة/, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t204626.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-06-17 09:03 PM


الساعة الآن 10:29 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية