لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-19, 03:05 PM   المشاركة رقم: 1371
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2018
العضوية: 330235
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: فريحة محبوبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فريحة محبوبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

شكرررررررا حبيبتي فيتامين سي والله يخليكي لينا يا قلبي يا برد وتبردي قلوبنا متحمسة كثيييييير للبارت 😚😚😚

 
 

 

عرض البوم صور فريحة محبوبة   رد مع اقتباس
قديم 10-06-19, 03:10 PM   المشاركة رقم: 1372
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2018
العضوية: 330235
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: فريحة محبوبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فريحة محبوبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

يا بنات يا بنات البارت في الطريق يا الله اعطينا الصبر لوقت نزوله ☁😊☁☁😊☁😁☁
☁😊☁☁😊☁☁☁
☁😊😊😊😊☁😊☁
☁😊☁☁😊☁😊☁
☁😊☁☁😊☁😊☁
☁😘😘☁😘😘☁
😘😘😘😘😘😘😘
😘😘😘😘😘😘😘
☁😘😘😘😘😘☁
☁☁😘😘😘☁☁
☁☁☁😘☁☁☁
🔥💋💋🔥💋💋🔥
💋💋💋💋💋💋💋
💋💋💋💋💋💋💋
🔥💋💋💋💋💋🔥
🔥🔥💋💋💋🔥🔥
🔥🔥🔥💋🔥🔥🔥
Miss you so much!

 
 

 

عرض البوم صور فريحة محبوبة   رد مع اقتباس
قديم 10-06-19, 07:51 PM   المشاركة رقم: 1373
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162744
المشاركات: 20
الجنس أنثى
معدل التقييم: شذاوي الحلوه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شذاوي الحلوه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

😻🤭💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻الحماس مليوووووون

الحمدلله ان برد المشاعر صحتها احسن 💛

والحمدلله ان فيه بارت اليوم 😭

والحمدلله استجاب لدعواتنا 💛💛

انتظر بفارغ الصبر 💛🤭

 
 

 

عرض البوم صور شذاوي الحلوه   رد مع اقتباس
قديم 10-06-19, 07:53 PM   المشاركة رقم: 1374
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 


مساء الخير على الجميع

حبيباتي بأبدأ أنزل الفصل وهو طويل مره بطول روايه

رجاء لا أحد يرد بعد مشاركتي هذه حتى مايفصل بين أجزاء الفصل

حتى أنتهي من تنزيل الفصل كامل والله يعين

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 10-06-19, 08:09 PM   المشاركة رقم: 1375
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 




الفصل الثالث والعشرون



المدخل ~~

بقلم / طموحه ولكن (أميمه راجح)

حبيبتي شرسة

كقطة ناعمة تبدو لطيفة وجميلة ورقيقة وهادئة هكذا هي كنانة قبل أن تقع في شراكي وتصبح حبيبتي قبل أن تحدثني عيناها بالخذلان الذي تظنه فيني والذي بسببه تحولت لقطة شرسة تكشر عن أنيابها وتتباهى بمخالبها تسعى لتمزيق ما أسعى أنا لبنائه وأنا لها لتلك الجميلة الشرسة أنا لها لتعود من جديد فراشة رقيقة وقوية كتلك التي قابلتني في المطار أول مره مبتسمة أنا لها وسأنتصر حتما وستكون هدية انتصاري قبلة تشبهها وحدها.

*********


كانت أنفاسها المتلاحقة وحدها ماعبّر عن النار المشتعلة بداخلها

ذاك الحين وهي تقف أمام الاحتفال المعد من أجلها ودون

علمها ...!! لا بل كان ثمة دليل آخر أقسى من ذلك وهو شعور

الانكسار الذي بدا جلياً في عينيها وما هي متأكدة من أنه لم

يستطع قراءته أحد غير الواقف هناك ومن كان منذ ساعات قليلة

فقط يسخر منها وبكل بساطة وهو يقدم عرضه المسرحي ذاك

ليوهمها مجدداً بما لم يكن الواقع ! ألهذا هو هنا بل وهؤلاء

جميعهم ؟ ألأجل هذا أخّرها مديرها هناك متعمدا ؟ بل ومكالمة

ماريه .. ؟! زيارة ساندرين ..؟! هل كانت تُحاك مكيدة ما حولهما

هما الاثنتين وبكل غباء أوقعت كل واحدة منهما الأخرى فيها ؟

فرواح بالتأكيد كان يعلم بأن ساندرين ستفكر في الهرب من الحفل

ولكي يتجنب أن يذهب ولا يجدها فيه جعل منها الطعم لتحضرها

له بقدميها بينما يكسب الجميع وقتاً بإبعادها هي عن هنا

وخصوصاً ذاك الذي تركته في المطار وهي تغادر ...

أهذه إحدى طرقه الجديدة لإذلالها ؟ لما لم يأتي هنا رأساً ويجعلها

مفاجأة لها بالفعل دون أن يتخذ ذاك الأسلوب في إذلالها

والاستهزاء بها لترفض خاتمه ثم تلبسه هنا مرغمة دون أي

رفض لتناقض نفسها مجدداً ولتثبت له مرة أخرى بأنها ليست

سيدة قراراتها كما سبق واتهمها في وجهها لتقف أمامه الآن

موقف البلهاء .


شدت قبضتيها بقوة ونظراتها تتبع الذي تحرك من هناك ناحيتهما

ولم يكن سوى رواح فلم تستطع منع نفسها من النظر لعينيه

بعتاب وخيبة أمل لكنه وكالعادة قابل نظرتها تلك بابتسامته

المشاكسة رافعاً كتفيه فهدفه لم يكن هي على أي حال بل التي

أمسكها من يدها قبل أن تفكر فعلياً في الخروج والفرار كما

تخطط .... لكنه أيضاً لم يغادر المكان قبل أن يهمس لها مبتسماً

ويده تقبض بقوة على رسغ التي لازالت تحاول باستماته

الفكاك منه

" كنانة الرجل لا يتمسك بامرأة ترفضه إن لم يكن يعنيه أمرها

فعلا فليس ثمة من يسمح بهدر كرامته ولأي سبب كان إن لم يكن

حقيقياً وموجوداً "


دس بعدها صندوقاً مخملياً مستطيل الشكل في يدها وتابع بصوت

مرتفع قليلا وهو يخرج بالتي أصبح كتفاها أيضاً في قبضة

ذراعه القوية

" سننتظركم هناك فثمة حفل آخر في انتظاركم "


وغادر تاركاً خلفه ضجيجاً من نوع مختلف لم يكن في رأسها

وأذنيها فقط بل ومن الموجودين هناك جميعهم وعبارات التهاني

والتصفيق تتداخل وذاك الجسد الطويل المغطى ببدلة الطيران

الزرقاء يتجه نحوها حتى وقف بجانبها مواجهاً للجميع وتخللت

أصابعه الطويلة القوية كفها الرقيق الناعم مروراً بأصابعها وشد

عليها بتملك ذكوري فطري جعل تلك الرجفة تسري في جسدها

بأكمله ابتداءً من كفها البارد الناعم وصولا لقلبها المنفعل بجنون

وتقدم بها نحو الداخل حيث استقبلتها كل تلك التبريكات والتهنئات

بل والقبلات من الحضور الأنثوي الطاغي على الموجودين هناك

وتلك اليد لازالت تتمسك بها حتى كانت في مواجهة من امتلأت

عيناها بالدموع ما أن أصبحت تقف أمامهم وهم عائلتها ...

والداها الحبيبان وتلك النظرة والابتسامة في عينيهما المحبة

وصولا لشقيقها الوحيد وهي ترى نظرة الفخر في عينيه فهو

شخص آخر وقع في تأثير ابن شقيقة مطر شاهين بالتأكيد ...

دموع اعتقد كل واحد منهم بالتأكيد بأنها دموع الفرح ليس فقط

بمفاجأتهم التي يفترض بأنها رائعة في نظرها بل وبالواقف

بجانبها وهو يجعل ارتباطهما رسميا هكذا وبحضور جميع من

تربطهم بهم صلة هنا حتى زملائها في عملها .. لكن الواقع عكس

ذلك تماماً فما تحمله بداخلها قلب مكسور ومشاعر مشتتة تائهة

بين كرامتها المجروحة وولائها لعائلتها وذاك الغبي الموجود

بداخلها ينبض بجنون كلما اقترب منها هذا الرجل أو لمحته

من بعيد .


وكان دور والدتها حينها لتقترب منها وحضنتها بقوة وشاركتها

هي ذاك الحضن رغم رفض ذاك المتمسك بيدها أن يتركها لتكتفي

بيد واحدة فقط وخرج صوت والدتها الحنون مختلطاً بعبرة بكاء

" مبارك لك يا كنانة .... مبارك بنيتي الغالية "


وخانتها هي الكلمات حينها كما الدموع التي ملأت عينيها محدقة

بعيني والدتها ما أن ابعدت عنها وهمست بخفوت وصوت مبحوح

" لما لم تخبروني أمي ؟ "


قالت التي مسحت عينيها بمنديل أخرجته من جيب بلوزتها

" غيهم من أرادها مفاجأة لك فما كنت أبداً لأختار أن نحتفل

وأنت بثيابك التي تخرجين بها لعملك "


وتابعت بابتسامة تخللت ملامحها الدامعة

" كما أن حماتك كانت تصر على حفل كبير في أحد الفنادق وأن

تحضره هي وزوجها ما أن تتناسب الظروف مع أعماله لكننا

رفضنا أن تهتم بكل تلك الشكليات التي لا تعني كلينا في شيء

فجميعنا يعلم بظروف عمل زوجها "


كانت تنظر لها بصدمة لم تجاهد لإخفائها .. أكل هذا كان يحدث

في الخفاء ولا تعلم !

كانت تلاحظ أنه ثمة اتصالات كثيرة تجري بين والدتها ووالدته

لكنها لم تتخيل للحظة أن يكون حفل الخطوبة السبب ؟

ولما يهتمون بهذا أساساً ولما يجب أن يكون ثمة حفل خطوبة

فلا ضرورة لذلك فهو ليس حفلا لزواجهما !!

تحركت كالمنومة مغناطيسياً مع حركته وهو يتوجه بها ناحية

الطاولة الطويلة التي كانت تتوسط المكان حتى أن والدها

وشقيقها لم يهنئانها كما فعلت والدتها !!


وصل بها لطرف الطاولة التي تحلق حولها الجميع وسحبت يده

الأخرى هدية رواح من يدها الحرة ووضعها حيث هدايا الجيران

وزملائها عند المكان المخصص لها من طاولتهم المليئة بالأطعمة

تلك وتعالى التصفيق وعبارات التهنئة حين ترك يدها وأخرج تلك

العلبة ذاتها من جيب سترته وأخرج الخاتم منها ورفع يدها له

يقفان تحديداً أمام الكعكة الضخمة والتي كم تمنت لحظتها أن رمت

خاتمه وهو في علبته عليها بل وأن رمتها على الأرض وغادرت

جهة غرفتها وتركتهم جميعاً وكل هذا الحفل لتريه قبلهم حقيقته

لكن الأمر الوحيد الذي لازال يمنعها هم عائلتها ... لا تستطيع

فعلها فقط بسببهم ومن أجلهم بل وفعلت كل ما فعلته سابقاً وما

اتهمها بأنها السبب فيه من أجلهما .. لكن حتى متى سيستمر

هذا ! كم ستهدر من كرامتها أمامه من أجل الجميع ؟

كانت لتفعلها بالفعل حينها وقد تنقبض أناملها لا إرادياً رفضاً

لارتداء ذاك الطوق الوهمي لولا أن منعتها الصدمة التالية التي

كانت في انتظارها وهو يرفع يدها اليسرى ويدس خاتمه في

خنصرها أمام التصفيق وعبارات التهاني من المحيطين بهما ...

خطوبة !! لا ليس هذا ما كانت تتوقع فخواتم الخطوبة لا يتم

ارتدائها في هذه اليد ! وما أن رفعت نظراتها المصدومة لعينيه

التفت أصابعه حول يدها ورفعها لشفتيه وقبّلها ونظراته لم تفارق

عينيها تزين شفتيه تلك الابتسامة التي تخبرها دائما بأنها حمقاء

مغفلة وساذجة بل ومدعاة للسخرية قبل الشفقة .. بينما همس

مبعداً يدها ببطء

" كنت هناك لأضعه في إصبعك الآخر ثم نحتفل هنا بنقله ليدك

هذه لكنك لم تسطيعي منحي ثقتك يوماً وتفسدين الأمر دائماً "


قالت وهي تسحب يدها منه

" لا لم يكن ذاك غرضك أبداً... "


لكن عبارتها الخاوية الميتة تلك لم تجعل ابتسامته تتغير كما لم

يعلق عليها ولا بإنكار الأمر بل ما فعله حينها أن انحنى ناحيتها

وطبع قبلة رقيقة طويلة على وجنتها جعلت عيناها تغمضان مع

انسحاب أنفاسها القوية لصدرها كما جعلت التصفيق الحار من

حولهما يزداد أكثر ، ولم ينتهي العبث بأعصابها كما مشاعرها

عند ذاك الحد وشفتاه تنتقل من وجنتها لأذنها وهمس فيها

" زوجتي ... لي وحدي يا كنانة "


*
*
*

استدارت قبضتاه حول الطرف العلوي للمقود قبل أن تنزلقا إلى

وسطه وأداره دورة كاملة متخذاً الطريق المؤدي فوراً لمدينة

بريستول وحيث وجهتهما الأساسية لتبدأ تلك السيارة الفاخرة

بمسابقة الريح على الطريق المفتوح والمحفوف بالأشجار

والشجيرات ، وعلى الرغم من توجيه كامل انتباهه للطريق أمامه

وهو يقود كعادته إلا أن عيناه لم تغفل لحظة الجالسة في الكرسي

المجاور له والتي لم يعد يمكنه فعلياً تصنيفها من أي نوع من

النساء تكون بعد أن قامت بتقييمه وبكل جرأة عند الجسر !!

لازال لا يظهر له من ملامحها الكثير فلازالت تتمسك بقلنسوة

قميصها الطويل الفاخر كما تتمسك بصمتها منذ أن غادرا لندن !


انحرف نظره ناحية ساقيها ما أن مالت بجسدها ومدت أصابعها

لحذائها ذو الكعب العريض المرتفع ومررت سبابتها ببطء بين

حزامه وبين قدمها وكأنها منزعجة من وجوده أو غير معتادة

عليه !! وما أن استوت جالسة مجدداً أدار مقلتيه بعيداً عنها

للطريق أمامه مجدداً لكنها سرعان ما عادت وسرقت نظراته

الجانبية لها وهي تنزع النظارات السوداء عن عينيها تخرجها

من تحت قبعتها التي لازالت تحجب أغلب ملامحها عنه وما أن

أدارتها بيد واحدة لتغلقها وصله بوضوح همسها الشاتم بلغة لم

يفهمها فقد كسرت تلك النظارة الفاخرة على ما يبدو وهي

تعاملها كأي قطعة أخرى رخيصة الثمن متناسية أنها تختلف عن

مثيلاتها حتى في طريقة فتحها وطيها !! وهذا مؤشر آخر على

أنها لا تستخدم هذه الأشياء الفاخرة أو لا تحبها فما يجبرها على

ارتدائها إذاً إن كانت لا تعلم أساساً بوجهتهما وبأنه لن يأخذها

لمكان غير منزله ! أم أنها وصلت لدرجة من البذخ المسرف

الذي يجعلها لا تهتم حتى بالمحافظة على شيء بسيط كهذا ؟

ولم يستطع منع عينيه بل وجانب وجهه من الانحراف ناحيتها ما

أن مررت تلك النظارة بين يديها بسرعة خاطفة ثم ... اختفت !!

لم تضعها في جيبها ولم تقع منها فأين ذهبت بها !.

أبعد نظره ووجهه عنها وتفس نفساً عميقاً وهو يعود بنظره

وتركيزه للطريق أمامه فمراقبته لتحركاتها الساذجة تلك لن تعطيه

أي انطباعات حمقاء عنها يكفيه ما تحصل عليه حتى الآن فهي

على الأقل لا تبدو بصفات تلك المجنونة التي تركها خلفه وأولها

لا تذمر ولا كثرة حديث فتلك الغيسانة كانت تجعله وبكل بساطة

يفقد تركيزه ما أن تبدأ كلماتها بالانزلاق مع عجلات سيارته ولا

تتوقف إلا بتوقفها وإن تدمرت من الطقس الصباحي !

" أيمكنني استخدام هاتفي قليلا ؟ "

انحرفت مقلتاه مجدداً ناحية ذاك التمثال الأنثوي الرشيق والمغطى

بقماش أزرق فاخر في أول خروج لها من صمتها المبهم ذاك ولم

يستطع منع نفسه من التحديق فيها باستغراب وإن كانت لا تراه

ولم تنظر ناحيته ولم يرى من ملامحها شيئاً فهل بالفعل كان

يلزمها أن تطلب الإذن لذلك ! هل تخشى مثلا أن تزعجه إن هي

تحدثت بهاتفها ....!!

لا يبدو له أنها من ذاك النوع بتاتاً ! ما عرفه من النساء في

عالمه عدد محدود جداً أو لنقل أنواع محددة فزوجته السابقة

كانت امرأة بسيطة لا تحمل أي تعقيدات .. كانت تلك التي يتمناها

الرجل المماثل لها في كل شيء تهتم بملابسه بطعامه بأن ينام في

هدوء وسكينة وأن يستيقظ نشيطاً في الصباح ليجد ذاك الطعام

الساخن الذي تعده بنفسها في انتظاره ولا يراها وهو يخرج لأنها

بالطبع تغسل كل تلك الأطباق .. لتستقبله مساءً بذات المشهد

الصباحي وذاك روتينهما لكل يوم ، ورغم كل ذلك أحبها ...

تعلق قلبه المليء بالألم والهموم بها ..

لا يعلم لأنها قبلت به وهو ابن الهازان المحكوم عليه بالموت

والمتهم بالخيانة كما جميع من تسري ذات دمائه في عروقهم

أم لأنها كانت من واسى لحظات ضعفه القليلة التي انهارت فيها

عزيمته كرجل صمد أمام كل ذلك ؟

أم لأنها امتلكت ما يتمناه أي رجل في امرأة تشاركه مضجعه ..

فتية جميلة حسناء ما كان ليستطيع أي ناظر لها أن يجد فيها

عيباً واحداً ....؟

أم لأن كل ذلك اجتمع فيها وزاده أن وهبته الابن الذي ما كان

لابن راكان أن يسمح له بالحصول عليه لأنه سيُصلب وبكل

بساطة على مرأى من الجميع كما حدث مع باقي أفراد

عائلته ....؟
وانتقالا من تلك المرأة التي آلمه موتها كألم ابتعاده عنها وعن

ابنه مجبراً ليجد نفسه مع واحدة أخرى تقتحم عالمه وإن كان

برباط مزيف تختلف عن تلك كل الاختلاف بل النقيض تماما ..

منحلة كاذبة منافقة ومراوغة ... بل ولا يمكنه أساساً حصر

أو جمع عيوبها تلك التي تمثلت في امرأة تسير على الأرض

تجعلك لا ترى مع كل ذلك أياً من مزاياها الخارجية كامرأة بل

تنجح وببراعة في جعلك تراها كأبشع امرأة في الوجود ....

ومنها انتقالا لهذه الجالسة بقربه الآن ! من لازال يجهل من

تكون منهما وأين يتم تصنيفها بينهما تحديداً ؟

وما أقسى أن تجد نفسك في غيسانة أخرى يا شاهر !! .

لم يستطع منع ذاك الهواء الذي خرج كزفير قوي من صدره

العريض فلن يتخيل نفسه أبداً بين اثنتين من تلك المرأة ...

على شقيق تلك أن يجد لها حلا يكفيه هذا اللغز القابع بجواره

حالياً بما أنها لم تختفي من واقعه كما كان يتخيل فشرط مطر كان

ومنذ البداية أن ذاك العقد مرتبط برأي الطفلات ما أن يكبرن ومن

رفضت من وجدته زوجاً لها ألغي العقد فوراً حتى إن لم تكن تعلم

هويته ، وإن كان العكس فهو ملزم بالحفاظ على أمانته تلك حتى

يموت وهذه لم يتخلص منها بذاك السبب الذي وحدها لها الخيار

فيه ولم ترفضه ما أن كبرت إذا ..... !!

لو يفهم فقط كيف جعله ذاك المدعو مطر شاهين يوافق حينها !

هل حزنه على زوجته وابنه السبب ؟

أم لأنه لم ينظر للأمر سوى من جانب إنساني وبأنه سينتهي

في وقت ما ولن تقبل تلك الطفلة القاصر بأن ترتبط مستقبلا

برجل لا يفصلها عن ابنه سوى أعوام فقط ؟

أم لأنه كان يحتاج وقتها بأن يشعر بأنه أقوى مما بات عليه ؟

بأن يُشبع غريزته الحمائية ذاك الوقت وكأنه يغطي شعوره

بالعجز عن إنقاذ عائلته الصغيرة تلك مما آلت إليه بإنقاذ تلك

الطفلة التي لا يعرفها وكأنه يثبت لنفسه بأنه لازال الرجل

الشريف القوي في نظر نفسه ؟ .


أبعد نظره عن يديها والهاتف الذي تديره بين أناملها البيضاء

الرشيقة لازالت تنتظر جوابه الذي امتد بطول أفكاره تلك

وتمتم بهدوء

" يمكنك فعل ذلك بالتأكيد "

كان بذلك اختصر عليها وعلى نفسه تكرار ذلك مستقبلا لكن

تقليبها لهاتفها الأنثوي التفاصيل استمر لبضع لحظات قبل أن

ترفعه قليلا لمستوى نظرها واختارت سريعا ما تبحث عنه قبل

أن تدسه تحت قبعة سترتها ووصله صوتها المنخفض الحازم

بعض الشيء

" أجل .. هذه أنا ..

كيف تسير الأمور لديك ؟ "

فرفع حاجبه يرمقها بطرف عينيه ... جميل هذا يبدو رجل من

تتحدث معه !!

أم أنها امرأة من في الطرف الآخر ؟

لا ويتحادثان هكذا ومن دون مقدمات ولا ترحيب !

بل ومن في الطرف الآخر يبدو أن سؤالها ذاك لم يرق له فقد

قالت وبعد تنهيدة عميقة

" لا .. لا يمكنني التراجع الآن "


" نعم ... "

" لا .. ليس بعد ... "

" سأحاول ... "

" وداعا الآن سنتحدث فيما بعد "


وهكذا انتهت تلك المكالمة القصيرة الغامضة الوجهة والهوية

فتنهد بعمق وأولى الطريق وقيادته كل اهتمامه فلازال أمامهما
وقت طويل ليصلا .

*
*
*


رغم احتجاجها ورفضها ومحاولاتها لينزلها ولا يصل بها حيث

اشقائها كما فهمت إلا أنه لم يرضخ وسار مجتازا بها حديقة

المنزل الواسعة حتى ظهرت لها الأنوار الكثيفة الموزعة في كل

مكان وصولاً للأشجار التي التفت حولها وكأن النجوم نزلت من

السماء مما جعل تلك الحديقة تسبح في نور قوي يشبه ضوء

النهار ! ولم تفهم تحديداً ما هذا الذي يخططون له في هذا الوقت

من اليل !! وما أن أصبحا وسط تلك الكور الصغيرة المضيئة

والمعلقة في الهواء ظهر لها ما هما قادمان من أجله بالتأكيد

وهي المنصة الخشبية المرتفعة والمثبتة بالأرض ترتفع من

زواياها أعمدة مرتفعة تلتف حولها أسلاك مضيئة تجتمع فوقها

كقبة ملونة وتعلوها طاولة بيضاوية كبيرة تبدو وزعت عليها

الأطباق وملحقاتها وصولا للكؤوس الطويلة اللامعة كما حاملات

الشموع والأزهار الموزعة في باقات جميلة ومنسقة يجلس

حولها أشقائها .. رماح ، رعد وزوجته ، الكاسر .. والذين

استدارت رؤوسهم نحوهما فور اقترابه بها وابتسامة السعادة

تنير تلك الوجوه المحببة لها .


وما أن دارت حولهما التي تبعتهما من الداخل والتي كانت تسير

خلفهما ولم تكن سوى ابنتهما وقف وأنزلها ذراعه لازالت تحيط

بخصرها واقفة ملتصقة به فحضنتهما من فورها وقالت بسعادة

وعيناها الجميلتان تدمعان فرحاً

" مبارك لكما .... كم أنا سعيدة بهذا "

وتابعت ما أن ابتعدت تمسح عينيها ودموعها بظهر كفها ناظرة

لهما يبتسمان لها

" لا يضاهي سعادتي الآن سوى معرفتي سابقاً بأنكما لا زلتما

زوجان "

فضحك الذي اشتدت أصابعه على ذاك الخصر النحيل قائلا

" ولا بيوم رأيتها ؟ "

فنظرت له بصدمة قبل أن تتحول نظرتها للتوبيخ ضاربة بقبضتها

في الهواء تنظر له بعبوس فضحك ولم يعلق وانفتحت عيناها

بصدمة وقد شعرت حينها بشيء ما دفعها للخلف مبعداً إياها

يشدها من ظهر ثوبها ولم يكن سوى الكاسر الذي وقف مكانها

أمامهما ونظر لتلك التي كانت أقرب له ممن أنجبته يحدق في

عينيها بعينين دامعة وهمس بتأني

" حقاً أمي سيكون لي شقيق ؟ أريد أن أسمعها منك تحديداً "

رفعت يدها لوجهه وامتلأت عيناها بالدموع وأناملها تلامس

بشرته التي شعرت بملمسها ذاك في أول مرة رأته وعرفته فيها

ناعمة دافئة وهو بين يديها رضيعاً حديث ولادة فأمسكها بيده

يحضنها لوجهه بقوة وقال بصوت منخفض ضعيف تخنقه عبرة

بكاء مكتوم

" قولي نعم أمي فلن يهب لي ذلك أحد غيرك "

شدته لحضنها وحضنته بقوة وقبلت رأسه تغمض عينيها التي

تقاطرت منها الدموع رغماً عنها فالكاسر أكثر من كانت تخشى

ردة فعله بسبب هذا الحمل كخوفها حين عادت ابنتها وهو من

ليس له والدة غيرها ولا ابن لها غيره لكنه خان توقعاتها

ومخاوفها في الحالتين ويبدو بالفعل جل ما يعنيه أن يكون له

عائلة .. أم وأب وأشقاء ولن يستطيع أحد غيرها أن يهب له

ذلك كما قال .


أبعدته عنها وأمسكت بوجهه تمسح الدموع من رموشه بإبهاميها

هامسة ببحة وابتسامة صغيرة رقيقة كسرت حزن عينيها الدامعة

" وماذا إن كانت فتاة أخرى ؟ "

فابتسمت ملامحه الرجولية التي بدأت تكتسب تلك الصفات للتو

وقال بصوت مشابه

" لا يهم فسيأتي شقيقها فيما بعد "


فاختلطت ضحكتها الصغيرة الخجولة بضحكات من يجلسون

حول الطاولة وما أن صفقت تيما بيديها تنوي قول شيء ما

حتى ارتفعت الأبصار جميعها للسماء السوداء حين تعالت تلك

الأصوات المتلاحقة بانفجارات قوية مع الأضواء الملونة التي

اخترقت سوادها القاتم وتصاعدت أصوات كما اضواء ودخان

الألعاب النارية المتسابقة لها من كل مكان بعضها يبدو قريباً

جداً والبعض الآخر قد يصل حتى منتصف المدينة وكأنها تتباعد

بتدريج مقصود لتكون لوحة فنية رائعة أضاءت في تلك الأحداق

المحدقة بها عاليا كما أضاءت في تلك السماء العالية سوى من

تلك النظرات الرجولية التي تعلقت بعيني الواقفة ملاصقة له

وكأنه لا يرى شيئاً غيرها ! وما أن عاد للسماء سوادها الساكن

واستدارت ناحيته حتى ابتسم وأمسك وجهها وقبّل جبينها وشدها

لحضنه بقوة هامساً في أذنها

" أهكذا تتركيني آخر من يعلم ؟ "


ابتعدت عنه ونظرت لعينيه وهمست أيضاً ترتسم على شفتيها

ابتسامة جانبية

" بل أنت كنت تعلم قبلهم جميعاً "


وسرعان ما استدارت ناحية الصوت الذي ظهر من خلف

الشجيرات القريبة المنسقة والأشجار المحيطة بها ... صوت

رجولي حانق ميزته سريعاً وصاحبه يظهر من هناك قائلاً

" حتى متى عليا أن أنتظر ؟ يبدو أنكم نسيتم أمري تماماً "


فابتسمت من فورها والدموع تملأ عينيها السوداء الواسعة

هامسة

" أبي ....!! "


وركضت نحوه من فورها مغادرة تلك المنصة الخشبية لم تنتبه

أو لم تهتم ولا بالذي كان يقف بجانبه وخرج من حيث خرج هو

ونامت في حضنه تحيط خصره بذراعيها بقوة وحضنها هو من

فوره ما أن همست متمتمه

" اشتقت لك أبي "


قبّل رأسها وقال مبتسماً

" إن كنت تشتاقين لي بالفعل ما تركت المنزل وابنتك معك

متناسيتان العجوز الوحيد المسكين "


فابتعدت عنه ونظرت لعينيه وتاهت الحروف من شفتيها تمسح

جفنيها والدموع العالقة في رموشها بظهر سبابتها المثنية تنظر

له باعتذار وخجل فأمسك وجهها وقبل جبينها ونظر لعينيها

هامساً بابتسامة

" أعلم يا غسق وأعذرك أيضا بنيتي "


فنامت في حضنه مجدداً ليتخلل تلك اللحظات التي أحزنت جميع

العيون المحدقة بهما صوت الواقف بجانبه والذي وصل لحظة

وصوله ولم يكن سوى شقيقه صقر والذي قال مبتسماً بحزن

" هل لي بالقليل من هذا يا غسق ؟ "


ابتعدت حينها عن حضن والدها ونظرت له وقد فرد ذراعيه لها

قائلا بابتسامة دافئة

" هل لوالدك الثالث من مكان في قلبك المسامح ؟ "


فابتسمت بحزن وعينان دامعة واقتربت منه بخطوات بطيئة

وكأنها تسحب قدميها سحباً ونامت في حضنه مغمضة عينيها

الدامعة تشعر بذراعيه تطوقانها بقوة وقبّل رأسها هامسا

" سامحيني يا غسق فما كان الأمر بيدنا جميعاً "


ابتعدت حينها عن حضنه تنظر للأرض تمسح عيناها بظهر كفها

متجنبة الخوض في أي حديث يخص الأمر فلازال جرحها من

إخفائهم نسبها عنها عميقاً ونازفاً وإن غفرت لهم ولا تريد

التحدث عنه كي لا تَجرح أحداً وأولهم الذي اقترب منها حينها

وطوقت ذراعه كتفيها ومن كانت تقف بقربه حين كانت أعلى

المنصة وقد قال مبتسماً بثقة رجولية يشدها بذراعه بتملك

" هذه لا تخص أيا منكم الليلة "


وسار بها جهة المنصة المضاءة حتى أطراف أرضيتها في مشهد

من الخيال وصعد بها وجلسا حيث جلس الجميع ... جميع أفراد

عائلتيها أو الموجود منهم ... رماح ، رعد وزوجته ، الكاسر

والجالس يبتسم لها عند الطرف الآخر للطاولة ، والدها خالها

صقر وابنتها ... طفلتها التي لم ترى السعادة تشع من عينيها منذ

رأتها كما الآن ... عمتها وحدها من لم تكن هناك ولها أن تفهم

السبب بل ولن تتوقع منها غير ذلك .


أنزلت رأسها ونظرها لأطراف المفرش الحريري الفاخر الذي كان

يغطي الطاولة البيضاوية الطويلة تزينه خيوط ذهبية في نقوش

تصاعدت مع قماشه الناعم في شكل أوراق وأزهار صغيرة رائعة

التصميم لكنها سرعان ما تلاشت أمام الدموع التي ملأت حدقتيها

الواسعة وغابت تماما عما حولها أو ما حول تلك الطاولة

المضاءة بالشموع الموزعة في حاملات مذهبة وأنيقة التفت

حولها مجموعة كراسي عالية الظهر مشغولة بإتقان .. ولا

لكلمات رماح حين قال بما لا يشبه المزاح أبداً مقارنة بملامحه

المتجهمة ناظرا لأحدهم تحديدا

" عليك في الغد أن تقدم تبريراً مقنعاً لشعبك حول هذا الاحتفال

المضيء والتاريخ لا يمد للمناسبات الوطنية بأي صلة !! "


فكانت الضحكات المتفرقة ردة فعل الجميع تقريبا بينما اكتفى

المعني بالأمر بالابتسام دون تعليق ليتولى رعد زمام الأمور

وهو يمد ذراعه على الكرسي بجواره والذي تحتله زوجته وقال

بابتسامة ماكرة ينظر لذات الهدف


" هذا وهي حامل فقط فما ستفعل حين ستلد ؟ أخشى أن يكون

احتفالا بالقذائف والصواريخ ؟ "


واختلطت ضحكته الرجولية بنهاية جملته من قبل أن يكملها وكان

التعليق هذه المرة من مطر حين قال ببرود ناظرا لعينيه الساخرة

" بالتأكيد ولك أنت خصيصا سنشحن دبابة روسية الصنع "


فامتزجت نظراته المصدومة بالضحكات المكتومة والتي ما أطلق

عنانها سوى الشهقة التي صدرت من زوجته والجالسة بجانبه

ليتحول اللون الخفيف في وجنتيها لأحمر قاني وهي تنزل رأسها

لأسفل بإحراج جعلها تتمنى وبأمل كسير أن ينقذ أحدهم الموقف

بل أن ينقدها هي مغيراً مسار دفة الحديث لآخر لكن ذلك لم يحدث

أبداً والجالس بجوارها يلف ذراعه حول كتفيها قائلا بضحكة

" حسنا لا مانع لدي فثمة من سيتلقى قذيفتها عني على

ما يبدو "


فنظرت له بصدمة وتحركت في مكانها مبعدة ذراعه عنها وتمتمت

هامسة بضيق

" هذا بدلا من أن تخجل من نفسك ! انظر كيف احتفل بحملها ؟


هذا وليس طفلهما الأول ! "


وحدقت فيه بصدمة حين قال بصوت سمعه الجميع

" يا ناكرة ! ومن هذا الذي جاب بك المنزل يحملك بوزنك

الثقيل هذا ؟ "


واختلطت ضحكة الكاسر تحديداً والمرتفعة بالتعليقات المتفرقة بل

وبالعرق الذي شعرت به يتصبب من كامل جسدها تتمنى وقتها أن

تختفي فقط من ذاك المكان وجاءها المنقذ حين قال صقر مبتسما

" أنت إذا الثنانية التي تزوجها ابن شراع ؟ لقد أثرت صخباً كبيراً

حتى أن البعض كان يكذب الخبر "


قال الكاسر بضحكة وقد لف يديه وشبك أصابعه خلف رأسه

وهو يرفعه

" بل التي فرت من مدن ثنان ودخلت أراضي صنوان لتقع في

أيدي المتمردين ودُفعت اليرموك مهراً لها ! ... ذاك ما كان يجب

أن يثير الضجة الأكبر "


فكانت الضحكة التالية نسائية رقيقة صدرت من الجالسة بجانبه

وهي تدير حدقتيها الزرقاء الواسعة قبل أن تسقط على ضحيتها

وقالت برقة مزجت البسمة مع التسلية

" أبي لا تنسى بأنك قدمت مدينتين كمهور واستثنيت ابنتك

حين زوجتها "


فابتسم لها وقال

" يمكنك طلب المهر الذي تريدينه وعليه أن ينفذ "


فرفعت قبضتها قائلة بحماس " يسسسس "


قبل أن تضع أناملها على شفتيها بابتسامة محرجة لم تخلو من

المرح تنقل نظرها بين الأعين الباسمة المحدقة بها وكان التعلق

من جدها الذي نظر لها بطرف عينيه مكتفا ذراعيه لصدره

وقال ببرود

" أعان الله الرجل عليك "


فرفعت كتفيها بضحكة صغيرة وقالت

" لن أكون أقل قدراً من والدتي ولن يكون بأقل كرماً

من والدي "


قال حينها الكاسر بضحكة

" أخشى أن تطلب آخر إصدار من لعبة ألكترونية نزلت

الأسواق "


فرمقته بحنق بينما قال رعد ضاحكاً

" لا تسخر من التي أوقعته صريعاً في حبها فهي طفلة

أمامك فقط "


فخرجت شهقتها دون استئذان تنظر له بصدمة واختلطت

الضحكات بالأحاديث المتفرقة مجدداً وكأن كل واحد منهم انصب

اهتمامه بالجالس بجواره فقط في عالم خاص بهما وفي أجواء

عائلية تمنى كل واحد منهم أن كانت منذ وقت طويل بل وأن تمتد

للأبد .. باستثناء التي كانت لاتزال نظراتها المشبعة بالدموع

الصامتة بل والسجينة بين تلك الأهداب الطويلة تسرح في عالم

بعيد كل البعد عن ذلك تفرك كفيها وأناملها الناعمة ببعضها

فوق الطاولة تحتها وكأنها تعتصر ألماً يصعب عليها إخراجه بل

وكتمانه أكثر من ذلك ..أمر لم يكن ليخفى عن الجالس ملاصقاً لها

والذي التزم الصمت مثلها أغلب الوقت .. بل والذي ما أن نظر

ناحيتها ولنصف وجهها المقابل له أحاطت ذراعه بكتفيها وأحنى

رأسه ليصبح وجهه في مستوى وجهها وهمس برقة رجولية

متأنية

" غسق ... علينا أن ننظر لما نكسبه لا لما نفقده فقط فتلك

حكمة الخالق في الأرض "


وما أن اكتشف أن كلماته تلك لم تزد الأمر إلا سوءا وأول قطرة

تنزلق من وموشها السوداء الكثيفة الناعمة لتستقر على كفيها

المشدودان ببعضهما تنهد بعمق مغمضاً عينيه ورفع يده الأخرى

لتحضن أصابعها الطويلة جانب وجهه وضمها لكتفه بقوة وقبل

رأسها بعمق ليعم الصمت تلك الأجواء حينها وانتقلت الأنظار

جميعها نحوهما وقد عاد لهمسه الخافت تمسح إبهامه الدموع من

رموشها

" انظري لما تكسبينه يا غسق ... أنا نفسي كلما تذكرت والدتي

التي لم أراها يوماً ووالدي الذي فقدته حين أصبحت كما أراد

دائماً صرفت أفكاري عن الماضي للحاضر وما أن أفكر فقط في

أنك أنت وابنتي موجودتان في هذا العالم أشعر بالرضى والاكتفاء

فعليك أن تنظري أنت لها وللكاسر لتعلمي بأن الله يهبنا مثلما

يأخذ منا "


ارتفعت أناملها ليده التي لازالت تعانق بأناملها وجنتها برقة

والتفت أصابعها حولها بقوة جعلته يشد عليها أيضا وهو يرفعها

لشفتيه ويقبّل ظهر كفها قبل أن يحررها فوقفت حينها وغادرت

منصتهم الخشبية المضيئة تلك بل والمكان بأكمله في صمت

حتى لم يعد يُرى من ذاك الجسد الأنثوي الرشيق شيء ليزداد

ذاك الصمت الذي غلف المكان المليء بالضحك والأحاديث منذ

قليل وكأنها غادرت جميعها معها حاملة ضحكاتهم وصخبهم !

وكان أول رد فعل قد صدر من التي دفعت كرسيها للخلف قليلا

لتقف لولا أوقفها الصوت الرجولي العميق الآمر والذي لم يكن

صاحبه سوى رماح

" اجلسي يا تيما ... عليها أن تكون لوحدها الآن "

ففهمت الرسالة من فورها وهي تعود للجلوس بحزن فهؤلاء

الرجال تربوا معها وعرفوها أكثر منها وكانوا على حق دائما في

نهيها عن اللحاق بها .. لكنها أرادت فقط أن تطمئن عليها ولن

تجعلها تشعر بوجودها ولتفهم على الأقل سبب حزنها ودموعها

تلك ! رفعت نظراتها الحزينة بوالدها تحديداً والجالس عند رأس

الطاولة وامتزجت الحيرة بذاك الحزن العميق في عينيها وهي

تراقب نظراته الساكنة المحدقة في الفراغ ومن كان وضعه مثلهم

تماماً لم يفكر ولا في اللحاق بها وتساءلت عما حدث وما الذي

همس به لها وإن كان .....؟

ولم يتأخر الجواب عنها أكثر من ذلك منقذاً إياها من دوامة

تساؤلاتها حين اخترق صوت رعد العميق الخشن صمت الأجواء

وكأنه يوجه حديثه لشخص معين في تلك المجموعة بينما نظره

يهيم للبعيد بشرود حزين

" غسق لم ولن تستطيع تخطي ذكرى وفاة والدي وبأنها فقدته

للأبد ولا الكاسر من قبله ... ليس لأننا لم نحاول بل لأن قلبها

وعقلها يرفضان ذلك "


فنظرت له بحزن وملأت الدموع الدافئة عينيها فها هم يثبتون لها

مجددا بأنها آخر شخص يمكنه فهمها دون توضيح ...!!

وانتقلت نظراتها سريعاً لشخص معين وهو جدها دجى ومن كان

حديث رعد يعنيه بكل تأكيد ولم تستطع قراءة شيء في نظراته

المركزة على حركة إبهامه على مقبض الشوكة الفضية اللامعة

المستقرة على الطاولة تحته ضمن المجموعة المرتبة بأناقة

عليها فقد كانت تلك النظرة مشوشة غامضة لم ترى فيها الغضب

ولا التفهم ولا أي شيء يمكن قراءته !

بينما أضاف رماح بذات النبرة العميقة التي لم يجاهد لإخفاء

لمحة الحزن فيها

" هي لم تستطع تخطي فقدها لزوجها وابنتها مهما امتدت

الأعوام ... ذاك وهما ضمن الأحياء فكيف بمن لم يعد لهم وجود

سوى في قلبها المذبوح ! "


ليغشى الحزن ذاك المكان أكثر كما الصمت الكئيب وكان التعليق

من صقر والذي قال بهدوء مبدداً كل تلك الشكوك يوزع نظراته

بين رماح ورعد

" حسناً .... لا عليكما يا أبناء شراع أنتما لستما ملزمان

بتوضيح الأمر له ودجى لا يفكر فيما تعتقدانه مطلقاً "

لتتحول أغلب تلك النظرات المحدقة به للصدمة وإن لم يكن كذلك

فالاستغراب كان فريستها بسبب تصريحه أو توضيحه المباشر

هكذا وكأنه يرفع الرسميات عن جلسة تجتمع فيها أسرة مشتتة

من أعوام طويلة .....!

أو ليست الحقيقة كذلك ؟

سؤال جال في تلك العقول جميعها فلما يحتاجون بالفعل لتزيين

العبارات وتنميقها خشية قسوة حقيقتها ؟

لكن ما يجول بذاك الرأس لم يكن ليعرفه أحد كصاحبه والذي

خرج من صمته المبهم أخيراً وهو يرفع بصره للبعيد حيث

تشابكات أوراق الشجيرات الخضراء اللامعة تحت الأضواء تملأ

الأحواض المنسقة وقد قال بهدوء ناقض قسوة كلماته عليه قبلهم

" لا أنكر قَطعاً بأن شعور الغيرة تملكني ولأعوام وما كان ذاك

بإرادتي فوالدكم هو الرجل الوحيد الذي امتلك كل ما فقدته وعشت

محروماً منه وحيداً منفياً وبعيداً عن كل شيء وتيما كانت الشيء

الوحيد الذي ملأ تلك الهوة فيما بعد فوحدها الشيء الذي كان

سيكون له وصار لي .... أنا لم أكره شراع صنوان يوماً لكني

نظرت له فقط كما ينظر كل واحد منكم لمن يمتك ما هو ملك

له ويتمناه ويعيش محروماً منه "

كانت عباراته تلك كالضرب بالسياط بالنسبة للجميع مما جعل

الأعين جميعها تحدق فيه وبصمت بينما من حاول تبديد كل ذلك

كان وبكل تأكيد الكاسر والذي قال متعمداً وبابتسامة واسعة

وبحماس

" أجل يا إلهي .... حين كنت صغيراً رفضت والدتي أن تشتري

لي دارجة كانت تعرض في واجهة أحد المحلات والتي كانت

تسحر عيون الأطفال جميعهم بينما يعجز أباءهم عن دفع ثمنها

وكانت حجتها بأن التباهي بهذه الأشياء أمام من هم أقل منا

جريمة بشعة وحين فوجئت يوماً باختفائها من واجهة ذاك المحل

اصبت بإحباط مريع لكن المفاجأة لم تكن هناك بل أن من امتلكها

كان يدرس في ذات مدرستي ليستخدمها وسيلة نقله المفضلة ....

كنت كلما رأيته تمنيت أن يقع من عليها ويموت "


شهقة تيما المكتومة كان ما أيقظه من سبات حديثه المسترسل

عن ذكرياته التعيسة كما يسميها ويتهم أكثر شخص يحبه في

التسبب فيها ذات الوقت وهي المرأة التي أرضعته وربته ....

نظرة واحدة باتجاهها كانت كفيلة بإفهامه بأنه تسبب بكارثة ما

بما قال وكاد يغص بريقه ويموت حين تذكر آخر كلمات قالها فلم

يكن في نيته سوى توضيح الأمر وبأنه شعر بشيء مشابه بسبب

أمر يشتريه المال فكيف بما هو أعظم من ذلك لكنه أفسد كل شيء

على ما يبدو ... ولم ينقذ الموقف سوى خروج دجى عن صمته

مجددا وهو ينقل نظراته بينهم عائلة شراع تحديداً قائلا برزانة

تشبه شخصيته القوية

" أنا لم أكره والدكم مطلقاً عليكم أن تصدقوا هذا فثمة فرق شاسع

بين أن تكره شخص ما أو أن تنظر لما لديه وخسرته أنت نظرة

حسرة وألم لأنك لم تملك يوماً الخيار لامتلاكه ولا حين فقدته ،

ولن أنسى أبداً ما قدمه شراع صنوان لي حين قام بحماية زوجتي

وابنتي من الموت معاً وهي جنين في أحشائها ولا رعايته لابنتي

لتكون امرأة ناضجة متكاملة قوية صادقة ومؤمنة .. وحتى حين

سلمها لابن عمها وهو لا يعلم من يكون سلمها من أجل سلامتها

فقط لا من أجل أي شيء آخر ولا أكذب عليكم أبداً إن قلت أني

تمنيت أن التقيته في حياته وعرفته عن قرب "


وعلت ابتسامة الارتياح كما الرضا ملامحه الرجولية الفخمة

حين قال رماح مبتسماً بتفهم

" أنت رجل كان لنا الفجر بأن كانت زوجتك وابنتك من

عائلتنا ... تلك عبارة قالها والدي لي قبل وفاته ولم أفهم

مقصده منها إلا اليوم فهو علم بالتأكيد وبطريقة ما بأنك

لازلت على قيد الحياة "


واكتسى الارتياح قلوب جميع المتحلقين حول تلك الطاولة حينها

وليس المعني بالأمر وحده فرماح تحديداً من كان يُخشى من ردة

فعله وبالنسبة لهم جميعاً ... بينما وقف مطر حينها وغادر حيث

اختفت من استغرب اغلبهم كيف لم يقرر ذلك ويلحق بها حتى

الآن ! .


وما أن فارقته نظرات ابنته المحبة حتى ارتكزت على رماح

تحديداً وقالت بضيق تمثيلي تمسك خصرها بيديها لتبدد ذاك

الجو المشحون

" لما سمحت له ومنعتني أنا ؟ "


فرمقها بطرف عينيه وقال ببرود

" سيد دجى الحالك أليس ثمة فرد من عائلتكم ليس هنا

أم أني مخطئ ؟ "


ضحك دجى وقال ينظر أيضاً للتي كانت تنظر لهما بصدمة

" لم أكن أراه مقتنعاً أبداً بهذا لولا تهديدها السابق له بأن

لا يدخل منزلكم كما قال "


وضحك دجى مجدداً بينما قالت هي ملوحة بيدها بضيق

" أقتله إن فعلها فذاك ليس اتفاقنا "

وكانت الضحكة من نصيب رعد حينها وقال يهددها بسبابته

" اسمعي هيه لا تحتكي بزوجتي كثيراً لا أريدها أن تصبح

أمرأة متمردة "


فأمسكت خصرها بيديها مجدداً بينما انتقلت نظراتها العابسة

بين تلك الوجوه الضاحكة وقالت ما أن استقر نظرها على

أحدهم تحديدا

" عمي صقر لا تكن معهم ضدي أيضا "


ضحك صقر وقال فاردا يديه

" لو أنك سمحتِ له بدخول هذا المنزل لكان لديك من يدافع

عنك وبشراسة الآن "


فقالت من فورها وبحدة

" لا لن يحدث ذلك .. وإن فعلها لما رآني ما عاش "


نظر حينها رماح عالياً وقال بضحكة مكتومة

" حمدا لله ... اللهم جنبنا نساء عائلة الشاهين "
*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, المشاعر, المطر, الثاني)،للكاتبة, الرااااائعة/, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t204626.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-06-17 09:03 PM


الساعة الآن 02:27 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية