لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-19, 01:57 PM   المشاركة رقم: 1276
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمه


البيانات
التسجيل: Jul 2015
العضوية: 298978
المشاركات: 876
الجنس أنثى
معدل التقييم: نادين آراي عضو جوهرة التقييمنادين آراي عضو جوهرة التقييمنادين آراي عضو جوهرة التقييمنادين آراي عضو جوهرة التقييمنادين آراي عضو جوهرة التقييمنادين آراي عضو جوهرة التقييمنادين آراي عضو جوهرة التقييمنادين آراي عضو جوهرة التقييمنادين آراي عضو جوهرة التقييمنادين آراي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1392

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نادين آراي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

الف الحمدلله على سلامتك حبيبتي ميشو وشكراً لفيتامين سي ..
منتظرة الفصل بفارغةالصبر وبالنسبه للمقتطفات ماعرفت ولا كدرت اخمن لانو ذاكرتي عامله دليت بانتظر الفصل حتى استعيد حضره الذاكرة ...

 
 

 

عرض البوم صور نادين آراي   رد مع اقتباس
قديم 13-02-19, 03:23 PM   المشاركة رقم: 1277
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2013
العضوية: 252822
المشاركات: 111
الجنس أنثى
معدل التقييم: Queen to00ofy عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Queen to00ofy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

❤❤مساااء الورد ناطرين البااارت على نار🚀
عندي استفسار زيزفون خالها دجى الحالك وبشير اهو زكريا الغيلون صح
شلون خالها الاثنين بالرضاعة 🥺

 
 

 

عرض البوم صور Queen to00ofy   رد مع اقتباس
قديم 13-02-19, 08:51 PM   المشاركة رقم: 1278
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

دقائق وينزل الفصل رجاء لا أحد يرد حتى ما يفصل بين اجزاء الفصل

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 13-02-19, 08:58 PM   المشاركة رقم: 1279
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 







الفصل الثاني والعشرون


المدخل :


بقلم / ساره الحالك

من مطر الى غسق

يا عشقي الدفين رفقا بقلب في هواك سجين
يا من سكنت قلبي و عزفت على اوتاره
يا من توطنت عقلي و سبرت اغواره
يا مهجة الروح لا تغلقي بيننا الابواب
يا بلسم الجروح لا تذيقيني العذاب
لا تزيدي جراح روحي ملحا اجاج
إِكوِي بعشقك قلبي فالكي لقلبي علاج
يا زائرة الليل بسِهامِها ، اصابني سهم عينيك .
يا ساكنة الروح ،روحي ِفدًى لشفتيك
رفعتُ الرُّمح و السهم في حرب العشاق
فاردتني حوراء العين حالكة الاحداق .
فيا قرة العين ، انصتي لأنين قلبٍ حزينٍ .
مزّقه و اضناه عشق السنين .



*****

بقلم / وعودي للأيام

من غسق إلي مطر

أتعلم

أتعلم شيئا يا مطر أتعلم أن حبك في قلبي أمسي حجر
'''
من كان يظن أن ألتقيك بعد سنين مرت كالدهر و لا أشعر نحوك سوي بالغضب و بالندم
'''
قهرتني يا رجل و لتعلم أن قهر النساء خطر
'''
أتعلم يا مطر .. أتعلم كم كان حبك في قلبي كبيرا .. و بفعلك جرحت القلب الذي أحبك ؛ فما الذي حصدته بظنك سوي ذلك الحجر الذي أردم به الثقب الذي خلفه جرحك لي ، لا تعود إلي يا مطر لن تجد عندي شيئا أنت لم تترك لي شئ ... فحتي ذكرياتك أصبحت أطردها كي لا تقتلني !
'''


*******


لم يكن ما يشعر به من ألم في أحشائه ولا رئتيه يساوي شيئا

مما كانت تشعر به الحاضنة لكتفه بقوة تخفي بكائها الموجع في

ذراعه وأصابعه تشتد على كفها بقوة لازال يحاول إخراج ما

باتت موقنة بأنها روحه تلك التي ستخرج وتفارق جسده ليتركها

في هذا العالم الكئيب وحدها بعده ... أمر التفكير فيه فقط يشعرها

بالموت .


اشتدت أناملها على قميصه بقوة هامسة بعبرة

" لا تتركني تيم حلفتك بالله ... لا تفعلها بي أرجوك "

ازداد شده على أناملها حتى كانت ستتحطم بين أصابعه وقبضته

القوية قبل أن ترتخي يده ببطء وتوقف صوت تقيؤه فابتعدت عنه

تتراجع للوراء وتبدلت نظراتها له للذهول حين استوى واقفاً

وفتحت يده صنبور المياه ليخرج متدفقاً منه بقوة وبدأت يده

الأخرى تحرك تلك المياه المتجمعة في الحوض الرخامي

بعشوائية وكأنه يبحث عن شيء ما فيها وراقبت نظراتها الدامعة

الذاهلة يده التي أخرجها منه والمعدن الصغير اللامع الملفوف

الذي يمسكه بين أصابعه وقد نفضه في الهواء متمتما بحنق

وصوت مبحوح

" سحقا كاد أن يتلف "

نظرت له بصدمة بينما التفت هو جهة المغسلة مجددا وكأن شيئا

لم يكن وانحنى برأسه تحتها تنزل عليه المياه الباردة وما أن رفع

حركه بقوة نافضا المياه منه ورفع شعره بأصابعه ناظرا ناحيتها

فأشارت لما في يده هامسة بذهول وصوت ضعيف مرتجف

" كنت تخرج هذا من معدتك ! "

أخرج يده من شعره ونظر لما في يده الأخرى وقال ببرود

" أجل فثمة شيء مهم بداخله تكتشفه الأجهزة في المطار

بسهولة وهذه الطريقة الوحيدة لأعبر به "


زمت شفتيها بقوة تتجمع الدموع في عينيها الواسعة قبل أن

تقترب منه وبدأت بلكم صدره بقوة تتقاطر الدموع من عينيها

هامسة بصوت متقطع لم يخفى الغضب فيه

" لماذا لم تخبرني ... يالك من تافه .. أحمق ومعتوه "

وما أن اكتفت من ضربه وشتمه أمسكت فمها بيدها وانهارت

باكية حتى أن قواها خارت تماما ولم يعد يمكنها الوقوف من شدة

تبعات صدمتها تلك فاستندت بظهرها على جدار الحمام ونزلت

عليه ببطء وما أن استقرت في الأسفل دفنت وجهها وبكائها في

ركبتيها فتحرك نحوها ونزل أمامها مستندا بقدميه وتخللت

أصابعه غرتها يحاول رفع رأسها برفق متمتما

" ماريا ما يبكيك الآن يا حمقاء ؟ "

وحين لم تعلق أو ترفع رأسها حاول مجددا رفعه وبكلتا يديه

خصلات من شعره الرطب انزلقت علي وجهه ملامسة أعلى أنفه

وتمتم بما يشبه السخط

" من هذه التي كانت تدعوا الله منذ قليل كي لا أموت وأتركها

...! أيبكيك أني لم أمت ؟ "

رمت يديه عنها قائلة بضيق تقطع عبرتها كلماتها

" بل مصالح متبادلة فلا أحد لي "

استند بيديه خلفه حيث الأرضية الرخامية كي لا يفقد توازنه

بسبب دفعها له وقال بابتسامة مائلة ينظر لعينيها المجهدة

من البكاء

" كاذبة ... لديك عم والدتك "

شدت على أسنانها بقوة وغيظ من بروده وتملقه قبل أن ترمي

بيدها قائلة بغضب

" وأنا لا أريدهم لأنهم تخلوا عني وتركوني هناك لعمي قيس ...

ليس الأمر حكرا لك وحدك "

ضحك رافعا رأسه للأعلى فنظرت له باستغراب أنساها حتى بكائها

فهذه المرة الأولى التي تراه فيها يضحك هكذا....!

كأي بشر طبيعي...!

وما أن أفاقت من ذهولها وتحديقها الأحمق به تحركت من مكانها

ودفعته من أمامها دفعة أجلسته على الأرض هذه المرة ووقفت

وغادرت المكان تتبعها نظراته مبتسما ووقف وخلع قميصه

الداخلي بحركة واحدة متقنة ورماه جانبا ووجهته حوض

الاستحمام .


وبعد حمام سريع كعادته غادر الغرفة مرتدياً بنطلون جينز

وقميص أسود كلونه تماما ووصل غرفتها يلبس سترته الرمادية

الخفيفة وما أن أدار المقبض وفتح الباب نظر للجالسة متربعة

على السرير تمسك إحدى مذكراتها وقلما في يدها المرتجفة حتى

الآن لازالت شهقاتها الصغيرة المتفرقة تقطع أنفاسها وقد رفعت

يدها ومسحت بظهر كفها عينيها مما يعني أن تلك الدموع لازالت

تنزل بصمت ، اقترب منها حتى وقف قرب السرير ولازالت تنظر

للمعادلة الطويلة المعقدة التي تقوم بحلها ولم ترفع رأسها ولا

نظرها له رغم علمها بوجوده .. ترفع غرتها بمشبك ذهبي صغير

تنزل خصلات قليلة منها على جبينها الصغير وشعرها البني

الناعم يعانق كتفيها وذراعيها منسابا على ظهرها بنعومة ترتدي

بجامة بنية غامقة مزجت لون القهوة الداكنة فيها مع تلك

الخصلات بلون العسل الطبيعي متناثرة عليها .


أمال رأسه لتظهر له ملامحها وقال ونبرته تحتفظ بجمودها

المعتاد ويديه في جيبي بنطلونه

" ما رأيك في عشاء في الخارج ؟ "

وابتسم فجأة مناقضا ذاك السلوك الملتصق به ما أن توقفت يدها

عن الكتابة لكنها سرعان ما عادت كما كانت ولم تعلق فاستقام في

وقفته قائلا بابتسامة متكلفة

" معدتي فارغة منذ ليلة أمس فتحدثي قبل أن آكلك "


رفعت حينها رأسها ونظرت له ببرود فقال بابتسامة مائلة

" هيا ماريا يمكنك الصمت طوال الوقت لكن التأخر ممنوع "


نظرت خلف كتفه الأيمن ثم الأيسر ودون أن تعلق فدار برأسه

للخلف قبل ينظر لها وقال ببرود

" عما تبحثين ؟! "


عادت بنطرها لعينيه وقالت بتملق تلوي شفتيها الجميلتين

" عن زوجي طبعا فهلا أرجعته "


ولم تؤثر بها قطعا نظرة الضيق في عينيه من مقصدها ولم يتأخر

ما تتوقعه جيدا حين قال ببرود

" ستذهبين معي أم أذهب لوحدي "


عادت بنظرها لمذكرتها متجاهلة له فابتسم بمكر والتفت وغادر

جهة الباب متمتما بجدية

" لابأس لن اجبرك على ما لا تريدين "


" هيه انتظر "


وصلته كلماتها المندفعة تلك وكما توقع تماما بل وكما عرفها

لأعوام تلك الطفلة المشاغبة فوقف مكانه ورفع رأسه للأعلى

يسمع خطواتها حين وقفت خارج السرير وقد قالت من خلفه

بضيق تمسك وسطها بيديها

" سحقا لكم معشر الرجال لا تعرفون كيف تسترضون امرأة
غاضبة أبدا "

فابتسم وتابع سيره حتى وصل الباب ووقف والتفت لها بكامل

جسده واتكأ بكتفه على إطاره لازالتا يديه سجينتا جيبيه وقال

بابتسامة جانبية

" لتعلمي فقط أنكن السبب في خسارة العروض المماثلة "


لوت شفتيها وتمتمت بتملق تقلده فقال ببرود

" ماذا تقولين ؟ "


أمسكت خصرها بيديها أكثر تشد أصابعها الرقيقة عليه

وقالت بضيق

" لم أقل شيئا طبعا .. فهل يمكنك انتظاري قليلا لأغير ثيابي أو

أخبرني من الآن كي لا اتعب نفسي وأخرج ولا أجدك "


أمال طرف شفته متمتما

" لابأس ها أنا أنتظرك هنا لتطمئني "

نظرت له بصدمة فأخرج يديه من جيبيه وكتف ذراعيه لصدره

العريض وأضاف بتهديد

" لا تستمري في إضاعة الوقت "

زمت شفتيها بحنق وتعلم ما سيكون مصيرها إن هي عاندت ،

توجهت للخزانة أخرجت فستانا وتوجهت للحمام مسرعة قبل أن

يفقدها ورقتها الرابحة ودخلت وأغلقته خلفها بالمفتاح ، غيرت

ثيابها سريعا ونظرت لنفسها في المرآة ... نزعت المشبك من

شعرها ورتبت غرتها وباقي شعرها على كتفيها وخرجت وكان

واقفا مكانه فوقفت تنظر له ونظراته تنتقل على جسدها صعودا

وما أن عاد بنظره لعينيها تمتم ببرود

" غير مناسب "

فانزلقت كتفاها نحو الأسفل بإحباط وهمست بأسى

" لماذا ... ؟ إنه رائع "


نظر لعينيها بتركيز متمتما

" لأنه كذلك لا ماريا ... غيريه بسرعة بآخر يغطي ذراعيك

كلاهما "

نفضت يديها متأففة وتوجهت للخزانة وفتحت بابها بقوة وأخرجت

فستانا آخر لكنها لم تتحرك به بل رفعته أمامه قائلة

" ها هو طلبك "


شمله بنظراته البطيئة الجامدة المشابهة لعينيه وحدة نظراته

الواثقة قبل أن يشير له برأسه بهزة خفيفة متمتما

" ألا ترين طوله ؟ "


أدارته جهتها قليلا قائلة بإحباط

" لكنه تحت الركبتين ! "

نظر لعينيها وقال بضيق

" ومن أين جلبت هذه الفتوى الرائعة ما تحت الركبتين يمكنه

استنشاق الهواء الطلق ؟ "

نفضته في يدها قائلة بضيق مماثل

" تيم ماذا تريد تحديدا ؟ أن أغضب وأعفيك من أخذي معك "


عاد لبروده المميت معلقا

" لو أردت ذلك ما أخبرتك .. لكنت خرجت لوحدي "

وما أن كانت ستتحدث سبقها قائلا بجدية

" ماريا سبق وأخبرتك أني أتغاضى عن مسألة حجابك لأسباب

أمنية فقط وغيره لا ... أنا لست راض مطلقا عما اعتدت عليه في

حياتك السابقة مع عمك ذاك "


تأففت نفسا طويلا غاضبا ودارت جهة الخزانة وعلقت الفستان

مكانه بحركة عنيفة وأخرجت سترة من الحرير قصيرة أنيفة

ومميزة ولبستها فوق فستانها الذي كانت ترتديه وفردت ذراعيها

قائلة

" وهكذا ؟ "


استوى في وقوفه مبعدا كتفه عن إطار الباب وقال

" هكذا جيد "

مطت شفتيها متمتمة بحنق

" أهذا ما استطعت قوله ... جيد ! "

دس يديه في جيبيه متمتما يقلدها

" حسنا ممتاز "

عبست ملامحها الرقيقة هامسة بحنق

" يالك من بارد "

فابتسم وتوجه نحوها وسحبها من يدها مغادرا بها وقال يجتازان

باب الغرفة

" جميلة رائعة وفاتنة يرضيك هذا ؟ ... تحركي هيا فأنا جائع "

قالت بضيق تجاري خطواته الواسعة

" ها أنت تعرف تلك الكلمة ولها وجود في قاموسك البالي ...

لما كان عليا أن ألقنها لك تلقينا "


وقف حيث وصلا عند باب الشقة وألتفت لها وأمسك ذراعها

وسحبها نحوه وقبل شفتيها بقوة وما أن أبعد شفتيه قال من

بين أسنانه

" أتعلمي إن لم تطبق هذه الشفتين على بعضها حتى نصل ما

سأفعل بك "


أجفلت تنظر له ترمش بعينيها قبل أن تبتسم ولسانها يلامس

طرف شفتها وقالت بضحكة صغيرة

" ترميني من الشرفة ؟ "


أشار برأسه خلفها وقال بضيق

" بل آخذك لتلك الغرفة وآكلك أنت "

نظرت له بصدمة فتأفف في وجهها عمدا واستدار للباب وفتحه

وخرج يسحبها من يدها معه تتبعه يدها في يده وجسدها خلفه

تنظر له مبتسمة وما أن وصلا السيارة وقفت وقالت

" هل لي أن اقول شيئا صغيرا ؟ "

التفت لها وعد بأصابعه أمام وجهها قائلا

" قلت الآن ست كلمات بقي لديك أربعة فقط "

لوحت بيدها بسخط فقاطعها من قبل أن تتحدث يهددها بسبابته

بأنها ستضيع باقي الكلمات فتأففت وأشارت للسيارة قائلة بضيق

" لن أجلس في الخلف مجددا أو سأرجع للأعلى الآن "

قال مبتسما ببرود

" ولغرفتي طبعا "

قالت بحدة

" لا بالطبع لأنك ستذهب لتناول الطعام أنا لا أؤكل "

أشار بعينيه للأعلى هامسا

" تعالي لنرى "

ضربت الأرض بقدمها قائلة بحنق

" تيم لا تكن سخيفا "

أشار للكرسي الخلفي في السيارة بسبابته وقال بحنق مماثل

" اركبي هيا ولا تلمسيني مطلقا مفهوم ؟ "

قالت ساخطة

" لما هذا التعذيب النفسي ؟ "

أشار بإبهامه للمبنى السكني خلفه دون أن يتحدث فتأففت بسخط

ولكمت صدره بقبضتها وفتحت باب السيارة وجلست غاضبة

ونظرت له من خلال الباب المفتوح قائلة بعبوس

" أغلق الباب هيا ماذا تنتظر "

اتكأ بساعده على سقف السيارة ونظر لها في الداخل وقال

بابتسامة مائلة

" أتعلمي لو لم نكن في الشارع ما فعلت الآن ؟ "

نظرت له بصدمة وزحفت على الكرسي الجلدي حتى منتصفه

فأهداها ابتسامة جانبية وأغلق بابها وفتح الباب الأمامي وجلس

خلف المقود وشغل السيارة وغادرا فورا محبطاً أملها الصغير

مجددا في أن يغير رأيه نهاية الأمر .


وكان لجلوسها في الخلف ثمنا غاليا هذه المرة أيضا رغم أنها لم

تحضنه وكرسيه معه فجلوسها منتصف الكرسي أعطاها مساحة

أوسع لتكون بجانبه تتكئ بمرفقيها على ظهر كرسيه والكرسي

المجاور له تجلس على حافة الكرسي تحتها ووجهها بجواره

تقريبا واختارت هذه المرة ما سيكون خيارا أفضل لها وهي تغني

أغنية طفولتها التي كان يتدمر منها غالبا يدها تلوح أمام وجهها

مبتسمة لازالت تذكر كلماتها وكأنها اليوم وكانت الأغنية عن

طفلان يصعدان جدار الجيران ويسرقان من شجرة توت ويمسك

بهما صاحب المنزل وتسقط الفتاة وينقذها ويتلقى ضربات عصى

الرجل ... وكان هو يستمع لها مبتسماً يتعمد تلك الابتسامة التي

تفهمها منذ طفولتهما لتخبرها بأنها سخيفة كأغنيتها تلك

وتتجاهلها هي بالطبع كالماضي تماما ، وما أن انتهت رمقته

بطرف عينيها مبتسمة بمكر قبل أن تنتقل لأغنية أخرى لكنها لا

تمد لطفولتهما بصلة هذه المرة بل أغنية عاطفية بإيقاع مرتفع

تفرقع بأصابعها وقد اتكأت برأسها قرب رأسه تكرر

" حبيبي .. حبيبي وبقلبي أريد أضمك ... من غيرك ... أحسك ...

مثل الهوى وأشمك"

فابتسم ودفع وجهها بيده للخلف دفعة جعلتها تسقط على ظهر

الكرسي خلفها ضاحكة وسرعان ما جلست مجدداً لكن خلفه تماما

هذه المرة وحضنته ساعديها يلتفان حول كتفيه فلا مفر له

منها أبدا وعليه أن يستسلم لذلك .

*
*
*

نظر باستغراب لذراع الواقفة بجانبه تلتف حول ساعده قبل أن

تهمس بصوت مرتجف خائف

" لا تنظر جهة مدخل القاعة "

نظر لوجهها باستغراب فكانت تنظر حولها بتشتت وكأنها تبحث

عن أحدهم وما أن حاول أن يسحب ذراعه من قبضتها تمسكت

بها أكثر وقالت

" لا ... انتظر حتى يغادر "

نظر لها وقال باستغراب

" من هذا الذي سيغادر وعما تتحدثين ؟ "

قالت ناظرة للبعيد وبصوت مرتجف

" عن زوجي السابق أتحدث "

قال يحاول سحب ذراعه منها مجددا وبطريقة لبقة قدر الإمكان

" وما علاقتي أنا بزوجك ؟ "

فشدت على ذراعه التي كادت تفلت منها قائلة بخوف

" ها هو هناك لا تتركني وحدي أرجوك "

نظر حيث نظرت منذ لحظات ووقع نظره فورا على الرجل
الإنجليزي الطويل العابس تلتف حول جسده بدلة سوداء فاخرة

وكان نظره مسلط عليه تحديدا فنظر للتي كانت تشتت نظرها بعيدا

عن تلك الجهة بأكملها وقال ببعض الضيق

" إن كان ثمة مشاكل بينك وبين طليقك فلا تقحميني فيها رجاء

واتركي يدي لأغادر فورائي ما أفعله "

نظرت له برجاء قائلة

" إن ابتعدت فسيأتي ووالدي ليس هنا ليدافع عني وسيأخذني من

هنا فهو سبق وتوعد بذلك ، أيرضيك أن يحدث كل هذا بسببك ؟

انتظر قليلا وسيصل والدي وتذهب أرجوك "

نظر لعينيها عاقدا حاجبيه وهو يقول

" وما يدريك بأنه لن يفعلها وأنا موجود ؟ "


قالت تنظر لعينيه

" لا لن يفعلها فأنا أخبرته في شجارنا الأخير بأنه لدي صديق

وسنتزوج وبأنه رجل لا يمكنه التغلب عليه لأنه ذو نفوذ وسلطة

وهذه الصورة التي سيكونها عنك الآن "

حرك يده بانزعاج يريد الفكاك من هذا الإزعاج والتمثيلية السخيفة

التي وجد نفسه فيها لكن تركها وإثارة مشكلة بسبب ذاك الرجل

سيسبب له هو مشكلة أيضا فها قد ظهر السبب الحقيقي وراء ما

فعلاه وقالاه ، هم يبحثون عن طريقة للتخلص من طليقها السابق

إذا وهو الطعم ؟ أو هذا ما كان يعتقد ولم يكن يعلم بأن مخططهم

لم ينتهي عند ذاك الحد فقد اختفى ذاك الرجل فجأة فحاول سحب

ذراعه منها بسرعة لكن تشبثها به كان أكبر من أن يستطيع

التخلص منه وهي تتحرك به من هناك قائلة

" خذني لمواقف السيارات إذا حيث والدي ولا تتركني

هنا وحيدة "

تحرك معها متنهدا بضيق وقد دس يده الأخرى في جيب سترته

وأرسل الرسالة التي يتركها جاهزة دائما ولشخص معين سبق

الاتفاق بينهما على ما يفعله ما أن تصله وكان فيها

( حدد مكاني وتابعه )

لكن المفاجأة كانت في انتظاره من قبل أن يغادر المكان حين

توقفت تلك المرأة المتشبثة بذراعه فجأة ونظرت لجهة بعيدة من

القاعة حيث يقف أربعة رجال وامرأة أحدهم من قالت عنه منذ

قليل بأنه طليقها وإثنان لا يعرفهما والرابع والذي تقف بجانبه

المرأة الوحيدة في المجموعة هما من جعلاه يقف متسمرا مكانه

ينظر لهما بصدمة بل لصاحبة الفستان النيلي الطويل بلون

عينيها تحديدا والتي كانت تنظر له والواقف بجانبها قد انحنى

جهة أذنها يهمس لها بشيء ما ينظر ناحيته أيضا مبتسما بمكر

وكل ذلك بعد حديث قصير دار بين المجموعة بدأه ذاك الرجل

الغاضب أو من كان يدعي ذلك فمؤكد قد قدمه لهم على أنه

عشيق طليقته فنفض ذراعه منها بحركة غاضبة جعلتها تنظر له

مجفلة بصدمة فنظر لها وقال بضيق

" يكفي انتهت المسرحية لا مزيد من التمثيل "

وغادر وتركها لكن وجهته لم تكن الباب بل سار يجتاز

الموجودين في تلك الجهة حتى كان عند الذين اجتاز حلقتهم

الصغيرة دافعا الواقف أمامه بل وكانت وجهته للتي أمسك برسغها

تلتف أصابعه الطويلة حوله بقوة وسحبها معه بالقوة من هناك

متجاهلا الجميع وأولهم الذي لحق به قائلاً بغضب

" لما لا تنتظر قليلا يا صعلوك فهذه لا تخصك "

لكنه تابع سيره متجاهلا عباراته الغاضبة وشتائمه المتتابعة بل

ومقاومة التي كانت تحاول الفكاك منه حتى غادر بها المكان

وكانوا في الممر الشبه فارغ حيث أدركه الذي أمسك بكتفه

وأداره بقوة مجبرا إياه على الوقوف وقال بحدة ناظرا لعينيه

الغاضبة

" أخطأت في العنوان سيادة نائب المدعي العام فليس هنا

منزل عائلة زوجتك "

التفت أصابعه حول رسغها أكثر بتملك وقال بحدة

" هذه آخر مرة تأخذها فيها لتعرفها بالمنحرفين أمثالك ولن

تخرج بها مجدداً ولا على قطع عنقي يا نجيب أتفهم ذلك "

أمسك رسغيهما وفكها من قبضته بالقوة وقد تركها هو خوفا

فقط عليها وقال الذي أصبحت يدها في قبضته

" هذه تكون زوجتي ولها رأي ولسان إن أرادت الرفض ولا

أحد له الحق في التدخل فيما يخصنا "


فتجاهله ونظر لها قائلا بحدية

" زيزفون لا يجرفك هذا الإمعة لعالمه أنت أنزه من كل ذلك ..

هم وحوش وسيؤذيك صدقيني "

كانت تنظر لعينيه بصمت وجمود فتابع مشيرا بيده خلفه

" زيزفون كان كله مخطط منهم ، تلك المرأة التي لا أعرفها

أساسا وطليقها وكل شيء فلا يخدعك بما يقول ويفعل "

ونظر بحقد يشد على أسنانه للذي رفع رأسه ضاحكا بصوت

مرتفع قبل أن ينظر له قائلا بابتسامة ساخرة

" كم أنت مثير للشفقة يا شقيقي ، هل تراها غبية لتصدق ذلك ؟

أنت حقا لا تخجل من نفسك ..! بأي صفة تشرح لها وتقدم

التبريرات ؟ لا وتنكر بأنكما عشيقان "

وما أن أنهى عبارته تلك ارتد رأسه للوراء فجأة بسبب الألم

القوي في طرف أنفه وفكه بل بسبب اللكمة التي تلقاها وما أن

استقام في وقوفه واقترب منه وفي نيته رد الدين أوقفته التي

وقفت بينهما قائلة بضيق تنظر للذي كان ينوي ضربه مجددا أيضا

" غادر من هنا يا وقاص ولا علاقة لك بما يخصني ... ثم أنا لا

علاقة لي بحياتك الخاصة وإن خرجت برفقة جميع النساء "

نظر لعينيها أنفاسه الغاضبة تخرج بقوة تظهر معها تفاصيل

صدره العريض بوضوح من تحت سترته السوداء الفاخرة

يظهرها القميص ناصع البياض وقال بجمود

" لن أسمح له بأن يشوهك مثله وأن يجعلك نسخة عنه يا

زيزفون ولن أقف أتفرج كالبقية وإن قتلته وأخذت فيه حكما

بالإعدام أتفهمين هذا ؟ "

وغادر وتركهما نظراتها المصدومة تتبعه بينما همس الواقف

خلفها بسخرية

" لنرجع للداخل واتركينا من ترهات ذاك المنفصم شخصيا

فزوجته البدينة تلك سببت له عقدا لا نهاية لها "

دارت ناحيته بكامل جسدها وقالت بضيق

" ألأجل هذا نحن هنا ؟ لأرى ذلك "

رفع يده بجانب وجهه بحركة كسولة كعادته وحرك كفه قائلا

بسخرية

" لا بالطبع فمن يهتم بحياة ذاك النزيه ؟ أنا لا أهتم وأنت تقولين
ذلك أيضاً وأعتقد بأنك اقتنعت الآن أم تضنين فعلا بأنه

سيقتلني ؟ "

وأتبع جملته تلك بضحكة عالية يدس يديه في جيبي بنطلونه

الكحلي الفاخر فاكتفت بأن أشاحت بنظراتها الغاضبة عنه فهي لم

تستفد من هذا الصعلوك في شيء حتى الآن ولا يبدوا أنه يفكر

لأبعد من أنفه ولن يعتمد عليه أحد ليجعله تابعاً له فمن يكون إذا

الذي أخبره بكل ذلك وما صلته باختفاء مربيتها والذين تعمل

لصالحهم وهو يعلم عنهم ؟ لا شيء في حياة هذا الممل سوى

مجموعة من الرفقاء الكسالى لا شيء مهم لديهم أو مثير للانتباه

سوى أحاديث مملة ورموز مبهمة لم تهتم ولا لفكها وفهمها .

" أظن أنه علينا أن نغادر الآن فلم يعد لوجودي ضرورة "

قالت جملتها تلك وتحركت من تلقاء نفسها دون أن تنظر إليه

لكن يده كانت الأسبق لذراعها وأوقفها قائلا

" لا بالطبع فليس أنت من يقرر هذا "

وتابع ما أن أدارها ناحيته مجبرة

" وسبق وأخبرتك أن أمر ذاك الصعلوك لا يعنيني أم أنه أنت

من انزعج من ذلك ؟ "

سحبت ذراعها منه بالقوة وقالت بضيق

" لما لا تتوقف عن التفوه بالحماقات ..؟ أنا لست غبية كي لا

أفهم ما يجري أمامي فغرضك لم يكن أن أراه أنا مع تلك المرأة بل

أن يرى هو أني رأيتها "

تأفف بتذمر وسحبها من يدها قائلا

" اسمعي يا فتاة .. المرأة الذكية كثيرا لا تخدم أحدا أكثر من

نفسها ، كانت لتجدي واحدة بلهاء ندفعها فتسير طوعا "

وقفت مجبرة إياه على الوقوف معها وقالت بضيق تحاول سحب

يدها من قبضة أصابعه القوية

" أنت من عليه أن يسمع يا فتى ... عليك أن تفي بشروط الاتفاق

وتخبرني الآن من أخبرك عن كل ذلك ومن وراء اختفاء مربيتي

وإحضارها ؟ "


ترك يدها بعنف بسبب محاولاتها المزعجة للفكاك منه وقال

بضيق أشد

" دعي ذكائك يخبرك عن كل ذلك أما اتفاقنا فلم ينتهي بعد وأنت

تعلمين ذلك جيدا "


مسدت معصمها بانزعاج وقالت تنظر لعينيه

" هل أفهم ما علي فعله أيضاً ؟ "

حرك رأسه بحركة خفيفة حيث كانا منذ وقت وقال بتذمر

" ستعلمين تباعا ... هيا نرجع للداخل فسهرتنا لم تنتهي بعد "

فكت يديها من بعضهما قائلة بإصرار

" لا أريد أعدني للمنزل "


مد يده لوجهها ومرر طرف سبابته أسفل ذقنها الصغير قائلا

وبابتسامة ساخرة

" لا يا فاتنة الأمر ليس بيدك أبدا .. أعلم جيدا ما تخططين له "


أبعدت يده قائلة بضيق

" أنا لا أخطط لشيء مما يخبرك به عقلك المريض بل أريد العودة

لغرفتي الآن "


دس يديه في جيبي بنطلونه وقد عاد لنبرته الكسولة المزعجة

تلك قائلا

" حسنا إن كنت منزعجة من الأجواء هنا نذهب لمنزل خالك فهو

يصر على أن نقوم بزيارته "

" لا أريد "


قالتها مباشرة وبرفض قاطع فرفع حاجبيه ناظرا لعينيها

وعلق سريعا

" عجبا !! ألا تريدين زيارة خالك ! "

شدت قبضتها وسحبتها نحو الأسفل قائلة بإصرار

" أجل وقلت بأني أريد العودة للمنزل الآن .. سنغادر معا

أو غادرت لوحدي "
*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 13-02-19, 09:01 PM   المشاركة رقم: 1280
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 


*
*
*

رفعت غرتها للأعلى وتنفست بعمق مغمضة عينيها أصابع يدها

الأخرى تشتد بقوة على طرف السرير تحتها حيث تجلس وقدماها

على الأرض ، نزلت بأناملها لعنقها ببطء وصولا لذراعها العاري

ورفعت حمالة القميص المتدلية عليه وأعادتها مكانها على كتفها

ونظرت خلفها وللنائم بسكينة يتنفس بعمق تتنقل نظراتها من

ملامحه المسترخية لذقنه لشفتيه وصولا لصدره العريض العاري

وتاهت نظراتها بل ومشاعرها هناك وارتفعت أصابعها طوعا

ناحيته .. تعلم جيدا معنى ما تشعر به الآن فقد سبق واختبرته قبل

خمسة عشر عاما تقريبا حين كانت تتلهف له تشتاق له وهو

أمامها

هكذا .. حين اكتشفت بأنها تحمل طفله في أحشائها ولازالت تذكر

عبارة عمته تلك حتى الآن

( وحمك عليه إذا ... أعانك الله وأعانه )


انقبضت أصابعها ووقفت يدها في الفراغ بينهما وامتلأت عيناها

بالدموع ... جل ما تخشاه أن تحرم منه مجددا وفي ذات الوضع

والوقت ... في الوقت الذي تحتاجه تقلبات جسدها بأكملها وكل ما

لا تفهمه ويحدث داخلها ! انفردت أناملها مجددا وببطء وقربتها

منه حتى لامست بشرته وشعرت بتلك القوى الغريبة تشدها له

كالمغناطيس فلامست كتفه برقة وصولا لشعر صدره وانحنت

ناحيته تباعا حتى عانقت ذراعها صدره واتكأت بخدها عليه

وأغمضت عينيها مبتسمة بحزن وخبأت ملامحها في صدره

ما أن التفت ذراعاه حول جسدها يحضنها بقوة ووصلتها

كلماته المرتخية المبحوحة مبتسما

" هل فارق النوم عينيك وعلينا أن نتحدث حتى تنامي ؟ "

شدت ذراعها حول خصره لازالت تدفن وجهها في صدره

العاري مبتسمة بحياء وهمست

" بل أريد فقط أن أنام هنا "


ابتسم وارتفعت يداه يحضنها أكثر ما أن تحرك بشكل مائل وفي

لحظة أصبحت هي النائمة على السرير على ظهرها وهو فوقها

ونظر لعينيها قائلا بابتسامة دافئة

"لماذا تركته إذا لأكثر من ساعة وأنت لازلت هنا على السرير؟ "

تبدلت النظرة في حدقتاها السوداء للاستغراب هامسة

" كنت مستيقظاً ؟ "

ابتسم وانحنى لخدها يقبله بخدر هامسا

" بلى فذاك يحدث حين تبتعدين فقط وحتى تعودي له "

داعبت أصابعها شعر قفا عنقه وقبلاته تنزل لعنقها وهمست ببحة

" إذا أنت لم تنم جيداً هنا أبدا ؟ "

حرك رأسه نفيا يدفن وجهه في شعرها وقال ما أن رفع رأسه

ونظر لعينيها

" كنت سأطلب لك الطبيب مرغمة من كثرة ما تدخلين الحمام

بين الحين والآخر "

رفعت أناملها لغرتها ورفعتها للأعلى مشتتة نظرها عنه جهة

الشرفة المغلقة وقالت بهدوء حذر

" المكان هنا ... لا أعلم أشعر بالدوار باستمرار "

تحركت أنامله على خدها الناعم وهمس بابتسامة

" لو كنا في سفينة لعذرتك ! "

لم تعلق نظرها على يدها التي كانت تلامس صدرها العاري

صعودا لعنقها فدفن وجهه في عنقها ينحني له مجددا ووصلها

همسه الرجولي المبحوح بما كانت تتوقع أغلبه

" إن لم تشرفنا وتعكر مزاج كلينا غدا فسيكون شاهين

لا محالة .. لن تخفي الأمر عني يا غسق "

نظرت للسقف فوقهما بصدمة وذراعاها تلتفان حول عنقه تحضنه

بقوة بينما عادت شفتاه للعبث ببشرة ذاك العنق الناعم .. بهذا

علم سابقا عن حملها إذا ؟ ألا زال يذكر موعدها ! ارتخت ذراعها

عنه وما أن ابتعد عنها همست تنظر لوجهه وهو يفارق عنقها

وخصلات شعرها التي اختار بعضها الصعود مع شعر ذقنه

متشابكا به

" كيف علمت عنها سابقا ؟ "

رفع أصابعه له يبعده وأمال شفتيه بابتسامة مائلة وهمس

ناظرا لعينيها

" تذكرين ليلة أصبت ونزف جرحي بالتأكيد يا أبرع طبيبة

عرفتها حينها ؟ "

اتسعت حدقتاها السوداء الواسعة بذهول قبل أن توجه قبضتها

بضربة خفيفة ناحية صدره قائلة

" يالك من وقح لهذا صباحا وجدت ..... "

وقطعت كلماتها تغطي عينيها بكفها وكأنها تسترجع ما حدث

تشعر بنعومة شفتيه على أناملها وهمس مبتسما
" زوجتي أم لديك اعتراض ؟ "

أبعدت يدها وقالت تنظر لعينيه المحدقة بها

" السنين طويلة والبشر يتغيرون يا ابن شاهين "

اتكأ بمرفقه بجانب كتفها وقال مبتسما بمكر ناظرا لعينيها

" وأنا أعطيتها أسبوع حتى الآن ألا يكفيها دلال ؟ "

ولم يكن جوابها سوى الصمت فلا مجال للنكران أكثر بل وكان

الجواب أقسى من صمت كليهما وتلك الاحداق الواسعة الفاتنة

تمتلئ بالدموع وكان إبهامه الأسبق لانزلاقها من طرف تلك

الرموش الطويلة وقال مبددا ما استطاع قراءته فيها فورا

" لن يحرم كلانا منه ولن نتحدث عن أمر لم يئن أوانه بعد

ولم نتأكد منه "

ارتفعت أصابعها لوجهها وحضنت يده المحتضنة له وهمست

ناظرة لعينيه بحزن وعينان دامعة

" لن تفعلها يا مطر .. لن تقتلني بها مجددا فقسما أن أفقد

عقلي هذه المرة لا محالة "

أمسك يدها ورفعها لوجهه وقبل باطنها مرارا قبلات متتابعة

ودفنها في جهة فكه وقال ناظرا لذاك السواد السابح في الدموع

" لن آخذه منك يا غسق وكما أخبرتك لن نستبق الأمور فلن

نتوقع حملك من تلك الليلة فقط "


مسحت بظهر كف يدها الأخرى على أنفها هامسة ببحة

" إن لم يكن سابقا فسيكون الآن "

أبعد يدها وقبل شفتيها قبلة صغيرة وهمس وبالكاد

أبعد شفيه عنها

" لن نفترق ولن آخذ طفلك منك يا غسق أخرجي هذه الأفكار

من رأسك "

نظرت لعينيه القريبة منها وهمست وعيناها تمتلئ بالدموع مجددا

" تعدني بذلك ومهما حدث يوماً ؟ "

اتكأ بطرف جبينه على جبينها الصغير وهمس مبتسما ينظر

لعينيها

" اقسم بأني لن أحرمك من طفلك يا غسق ولن آخذه منك

أنت فقط آت لنا به "

ابتسمت من بين حزنها تطوق عنقه بذراعيها وقبلته بعمق قبلة

شاركها إياها سريعا تحضن ذراعاه جسدها لجسده بقوة ولهفة

تشبه قبلتهما الشغوفة تلك والتي قطعها رنين هاتفه المرتفع مما

جعل ذراعاها ترتخيان وأبعدت شفتيها ببطء لكن أيا من ذلك لم

يجعله هو يتوقف واستمرت قبلاته القصيرة تداعب شفتيها

فهمست تبتعد عنه

" مطر هاتفك "

شدها من ذراعها وانحنى نحوها مجددا هامسا

" لا تكترثي لأمره "

قالت تحاول الابتعاد مجددا

" لكنك لا تهمله أبدا وقد يكون أمرا مهما "

فتأفف وجلس وقال بضيق يستدير بنصف جسده جهة طاولة

السرير

" إن كانت ابنتك مجددا فسنرجع الآن فورا فقط لأحطمه

فوق رأسها "

ابتسمت بحزن ترفع الخصلات التي تناثرت على وجهها

ورفعت حمالة القميص فوق كتفها تنظر له وقد عاد بجسده

ناحيتها مجيبا على من كان في الطرف الآخر تنظر باستغراب

لحاجبيه المعقودان

" ماذا بكم .... ؟ "

وسكت قليلا يستمع لمن قال في الطرف الآخر

" آسف سيدي لكنك طلبت أن نبلغك عن أي أمر طارئ يحدث

هنا ونحن مع حفيد الزعيم شراع في المستشفى من أكثر من

ساعة ، لم أكن أريد إ... "

" ما به الكاسر ؟ "

أمسكت الجالسة أمامه قلبها وارتفعت أنامل يدها الأخرى

تغطي بظهرها شفتيها ما أن سمعت تلك الكلمات من شفتيه

وما أن قال بضيق

" ولما يتركه يمسكه هل فقد عقله ؟ "

امتدت يدها ليده الممسكة بالهاتف لا شعوريا فأمسكها

برفق بيده الأخرى وقال لمن في الطرف الآخر

" أرجعوهما للمنزل ما أن يسمحوا له بالمغادرة "

وما أن أبعد الهاتف عن أذنه أمسكت يده مجددا وهمست

ونظراتها الوجلة مركزة على عينيه

" ما به ابني ؟ "

نقل الهاتف ليده الأخرى وشد على أناملها قائلا

" هو بخير يا غسق لا تقلقي "

سحبت يدها من يده قائلة بقلق

" لا ليس بخير خذني له الآن يا مطر "

استدار في جلوسه أكثر مقابلا لها وأمسك ذراعيها العاريتان

وقال بجدية ناظرا لعينيها

" غسق ابنك بخير .. إنه مجرد جرح في يده وسيرجع

للمنزل الآن "

لكنها لم تسمع شيئا مما قال وغادرت السرير تنظر حولها

كمن يبحث عن شيء لا يعرف ما يكون وحين أدركت ذلك

أمسكت رأسها وهمست بضياع حزين

" يا رب لا تفجعني في الكاسر مرتين يا رب "

غادر السرير أيضا وأمسك ذراعيها وأدارها ناحيته قائلا بجدية

" غسق توقفي عن قول ذلك ... أخبرتك أنه بخير .. أقسم أنه

مجرد جرح في يده وهو بخير ألا تصدقينني ؟ "


رفعت غرتها للأعلى قبل ان تحررها بتحرر أناملها منها

وأمسكت يده بقوة قائلة

" بلى أصدقك لكني أريد رؤيته الآن وفورا يا مطر أرجوك

لن أرتاح مالم أراه أمامي "

تنهد بعمق وأمسك وجهها وقبل جبينها وضمها لحضنه

يدفنها فيه بقوة وقبل رأسها قائلا

" حسنا ستريه الآن فقط أمهليني قليلا حتى يحضروا لك

ثيابا ويجهزوا طائرة خاصة "

*
*
*

وضع الملعقة على طرف طبقه واتكأ على ظهر الكرسي ترتسم

على طرف شفتيه ابتسامة رجولية خفيفة مميزة يستمع بانتباه

للتي كانت تأكل وتتحدث تحكي له وبعشوائية متداخلة وكأنه لن

تتح لها الفرصة مجددا لتروي له كل تلك الأحداث تبتسم تارة

وتضحك تارة أخرى ترافقها حركة يدها وهي تميل رأسها جهة

كتفها أحيانا مبتسمة تنظر لتلك العينين التي تنظر لعينيها

بانتباه .. طفلة بلدة حجور لم تتركها في جميع تفاصيلها غير

أنها أصبحت بجسد أكبر وأنضج يصرخ أنوثة فريدة من نوعها

لكن تلك الطفلة البريئة الرائعة لم تخرج من روحها ولا قلبها ..

ابتسامتها ضحكتها براءتها ... أخذتها جميعها معها عبر

السنين للمستقبل وكل شيء جميل كانت تنفرد به عن غيرها .

لو كانت امرأة أخرى وأيا كانت ولا تلك الانجليزية ما كان

ليستحمل حديثها خمس دقائق متواصلة هو الذي لا يحب

ولا مشاركة الرجال في أكثر من الأحاديث المهمة وعلى أن

لا تطول طبعا لكن هذه ....! تلك السنين التي عاشها هنا

بعيدا عن ثرثرتها تلك تبدوا علمته أن تلك الأحرف الصغيرة

المتعاقبة والشفاه الصغيرة المبتسمة كانت الترياق للكثير

مما يعاني وقد افتقد ذاك البلسم هنا ويبدو أنه لم يكتشف

ذلك فعليا إلا حين أصبحت هنا في عالمه وحاضره وحياته .

نظر لطبقه ورفع ملعقته مجددا مجيبا على سؤالها

" لا شيء مهم في ماضيا هنا أحكيه لك ماريا "

نظرت ليدها تشد أصابعها على الملعقة فيها وأغمضت

عينيها متنهدة بحزن بل وتمنت أن قتلت نفسها وما طرحت

ذاك السؤال وهي من تعرفه منذ طفولته لا أصدقاء له ولا

رفاق .. عاش واعتاد على ذلك وعلى أن يكون وحيدا بينما

وجدت هي بنات عمها طفلة ثم زهور حين انتقلوا من بلدة

حجور لمنزل والديها لكن الاختلاف أنه ... .

قالت بحزن ونظرها على أصابعها

" الوضع كان مختلفا ونحن طفلان ثم حين كبرنا ... "

قطعت كلماتها بتنهيدة خفيفة حزينة قبل أن تتابع تشد

أصابعها بقوة

" لقد أصبحت أنت رجلا مهما رائعا تخدم وطنك ووطن

غيرك ولك أصدقاء بينما ماريا الطفلة كلما كبرت كانت تجد

نفسها وحيدة بلا نفع ولا شخصية ولا حتى وجود ، لقد

نبذني الجميع لأني مشوهة من الداخل وحتى والدا زهور

كان لديهما تحفظات على علاقتنا رغم أنهما لم يظهرا ذلك

يوما لكني أعلم وأرى ذلك بوضوح "

ورفعت نظراتها المليئة بالدموع له ما أن لاحظت بأنه رفع

يديه ونظرت له من بين دموعها الحارة يخلل أصابعه في

شعره وصولا لعنقه وأمسكه بكلتا يديه بقوة يسند مرفقيه

بالطاولة تحته ينظر للأسفل فغرست أسنانها في شفتها بقوة

فها هي تفسد الأمر مجددا ، حاولت أن تجد صوتها الطبيعي

وهي تقول

" تيم لا يمكنك أن تلوم نفسك أبدا فأنا أعلم الناس بموقفك

حينها ، لقد فكرتَ وتصرفتَ وقررت كرجل لم يفكر في نفسه

بل بي أنا وما كان إنكارك لتلك التهمة سيعالج الأمر مطلقا "

رفع رأسه ونظر جانبا وابتسم بسخرية متمتما

" شيخ القبيلة قال للزعيم مطر أني اعترفت ولم أعطه

الفرصة ليبرئني "

نظرت له من بين تلك الدموع الدافئة سجينة مقلتيها تحاول

تنظيم أنفاسها المضطربة وهو يتابع وقد نظر لها وملامحه

تقسوا مع كلماته

" لكن عمك ما كان ليتوقف عند ذلك ماريا فغرضه كان المال

وكانوا ليسعوا لفعل أي شيء من أجل ذلك وكنتِ ستكونين

زوجة لأحد أبنائهم طال الوقت أو قصر لكن... "

حرك رأسه بقوة وشد على أسنانه هامسا

" كنت أعلم .... التهمة كانت ستلتصق بك والحكاية لن

تنساها الناس ولا حتى زواجنا سيوقف ما قيل ، ما كان

ليجعل الأفواه تصمت سوى زواجك من رجل آخر يكشف

الحقيقة "

شعرت بقلبها انقبض بقوة لمجرد الفكرة وهمست من بين

أنفاسها التي بدأت تخونها أكثر

" تفكر في فعلها تيم ؟ "

عقد حاجبيه وقال بضيق

" وتغضبين حين أقول حمقاء ؟ لو كنت كذلك ما كنت لأوكل

محامٍ لأعوام طويلة كي لا يبطلوا عقد زواجنا .. "

واتكأ بظهره الكرسي وكتف ذراعيه وقال ببرود ينظر لعينيها

" وما كنت رهنا لتقلبات مزاجك ترفضينني في كل مرة أقترب
فيها منك "

نظرت لطبقها ولملعقتها التي حركتها بعشوائية وتمتمت

تعاند ابتسامتها الخجولة

" طعامهم رائع هنا "

فتمتم الذي ابتسم بخفوت وقد استند بمرفقيه على الطاولة

وانحنى جهتها

" أتعلمي لو لم نكن في هذا المكان ما فعلت بك ؟ "

نظرت له بصدمة تلصق ظهرها بالكرسي مجفلة ترمش ناظرة

للذي عاد للوراء مبتسماً وأمسك ملعقته وانشغل بطعامه مجدداً

فمدت شفتيها قليلاً بعبوس ونظرت حولها فهو أصر على مكان

مكشوف عكس رغبتها في الأماكن الخاصة المغلقة وظنته يتعمد

ذلك كي لا يكسبا بعض الخصوصية لكنه أقر نهاية الأمر هامسا

من بين أسنانه ينظر لها بحنق

( نحن لا نجلس في الأماكن المنعزلة حين نكون في مكان عام

ماريا .. هل يكفيك هذا ؟ )

فتنفست حينها الصعداء وابتسمت له وكأنه ليس غاضبا منها ولا

أنها المستاءة قبل قليل ، انطفأت ابتسامتها الشاردة في ملامحه

الرجولية فائقة الوسامة حين قال ونظره لازال على طعامه

" أكذب عليك ماريا إن لم أقل بأني فكرت أحيانا في أني أستمر

في ظلمك معي بذاك الرباط الذي بني على الأكاذيب لأني كنت

أعلم جيدا ما كنت تتحدثين عنه وأتوقع جيدا ما سيحدث لك هناك

مع مرور الأعوام "


تنقلت نظراتها بحزن في ملامحه وهمست بأحرف بالكاد

خرجت منها

" ندمت ؟ "

حرك رأسه بالنفي دون أن يرفعه ولا أن ينظر لها واستمر

يأكل طعامه فقالت ونظرها لم يفارقه

" لكني نسيت كل ذلك تيم ولم أعد أذكره منذ ... منذ دخلت

منزلنا وواجهت عمي قيس بما لم يفعله أحد قبلك ومنذ

أمسكت يدي وسحبتني من ذاك المكان وخرجت بي منه "

وتابعت تنطر لعينيه التي رفعها لعينيها وملامحه الرجولية

الوسيمة تتلاشى تدريجيا بسبب تلك الدموع التي غطت

مقلتيها الذهبية الواسعة

" لم أعد أذكر كل ذلك وكل ما قاسيته من الجميع ما أن

أصبحت هنا ورغم خلافاتنا السابقة جميعها والألم الذي

قاسيته من حقيقة وجود تلك الإنجليزية في حياتك إلا أني

نسيت كل ما تركته خلفي هناك فكيف بعد أن أصبحنا معا ؟ "

امتدت يده لوجهها ومسح إبهامه الدمعة من رموشها ونزل

به لشفتيها وكأنه يمسحها فيها وهمس مبتسما بخفوت

" إذا لن أرى هذه مجدداً ماريا مفهوم ؟ "

ابتسمت بحزن وأنزلت رأسها للأسفل مع ابتعاد يده عن وجهها

وما أن رفعت نظرها له كان ينظر لطبق السلطة الذي كان يقلبه

بالشوكة دون أن يأكل منه فنظرت حولها باستغراب قبل أن تدير

رأسها للخلف ووقع نظرها فورا على الطاولة الأقرب لهما

وللشقراء التي أنزلت نظرها عنه للكأس الذي تحركه في يدها

التي كانت تتكئ بمرفقها على الطاولة تحتها وادعت الانشغال به

ما أن نظرت هي لها فعادت بوجهها للأمام ولجلستها السابقة

تشعر بالأبخرة بدأت تتصاعد من ذاك الشعر البني الناعم الذي

كان يغطي رأسها تنظر للذي رفع كأس العصير وشرب منه يتجنب

النظر أمامه فنظرت للخلف مجددا وبسرعة لم يعنيها أن تكون

حركتها تلك غير لبقة وهي تجلس في مطعم فغرضها كان الإمساك

بالتي كانت تنظر للجالس أمامها مبتسمة بإغراء تنتظر فقط أن

تصطادها نظراته التي كان يتعمد وبشكل واضح أن لا تقع عليها ،

وما أن اكتشفت بأنها أصبحت مكشوفة لمرافقته لم تهتم بل

ورمقتها بنظرة جعلتها تشتعل أكثر فرفعت لها قبضتها متعمدة

تريها خاتم الزواج فيها تنظر لها بغضب واستدارت بعدها على

الفور ونظرت للجالس أمامها والذي تابع حينها كل ما حدث

أمامه وقد نجح ببراعة في أن يظهر العكس ينتظر ما يتوقع جيدا

وما حدث بالفعل حين قالت التي تململت في جلستها بضيق

" تيم "

رفع نظره لها ونظر لعينيها فنظرت جانبا قبل أن تنظر للطعام

تحتها وقالت

" هل أطلب منك طلبا لا ترفضه هذه المرة ؟ "

وكما توقع ها هي على استعداد لأن تحارب وهو ضحيتها بالطبع

وها هي ستبدأ المعركة ، كتف ذراعيه لصدره وقال ببرود

" جميل ... وكم طلب هذا الذي رفضته لك يا جاحدة ؟ "

ضمت أصابعها في قبضة واحدة تريحها على الطاولة

وقالت بضيق

" قل كم مرة طلب شيئا ولم ترفضه .. أنت تستخدم كلمة

لا أكثر من أي كلمة أخرى في لغاتك جميعها "

نظر جانبا وتمتم ببرود

" إذا ... لا "

ضربت بقبضتها بخفة على الطاولة تحتها وقالت بذات ضيقها

" أرأيت نفسك ؟ أنت لا تسعى أبدا لإرضاء كلينا بعدل "

نظر لها وقال بضيق مماثل

" صدق الصادق فيما قال ... تكفرن العشير "

أشارت لنفسها قائلة بحنق

" أنا تقصد ؟ "

انحنى جهتها يسند بساعديه على الطاولة وقال بابتسامة باردة

" لا الموجودة خلفك "

اشتدت أصابعها مجددا في قبضة واحدة فوق الطاولة وما أن

كانت ستتحدث سبقها وقد عاد لجلوسه السابق وأمسك ملعقته

قائلا بانزعاج

" هيا ماريا بالله عليك لا مزاج لي للشجار معك الآن "

قالت من فورها وبضيق

" أجل فأنا التي تفتعل الشجارات دائما "

رفع نطره لها وقال بضيق مماثل يشير بالشوكة في يده

" أتعلمي لو رميت هذه الشوكة هكذا الآن ماذا ستصيب ؟ "

قالت تقلده وبنزق

" المرأة الموجودة خلفي بالطبع "

ضرب بطرف الشوكة على الطاولة تحته وقال بحنق

" ها أنت ذكية فيكفي افتعالا للمشكلات تعاقبينني على ما

لا دخل لي به "

قالت بحنق

" ستجلس مكاني إذا "

دفع الكرسي للخلف وهو يقف قائلا

" بل سنغادر هذا المكان سيدة كنعان يرضيك هذا ؟ "

رمت المنديل من يدها بقوة واستياء ما أن مسحت به شفتيها

ووقفت وما أن تحرك من مكانه نظرت باستغراب ليده التي

مدها ناحيتها وهو يستدير حول الطاولة فمدت يدها وأمسكتها

وهي تغادر كرسيها أيضا وما أن مرا قرب الطاولة المجاورة

لف ساعده حول خصرها فرفعت نظرها مبتسمة له فكان ينظر

لمدخل المطعم بعيدا فرمقت التي مرت بقربها بنظرة

( احترقي مكانك )

وبادلتها تلك النظرة بواحدة حاقدة تجاهلتها تماما ، وما أن

وصلا السيارة وانطلقا مغادران المكان تحدث قبلها لأنه يتكهن
جيدا بما ستقول ولما سينتهي فقال بجدية ونظره على الطريق

أمامه

" ماريا عليك أن تفهمي أمرا مهما عن النساء هنا فلا وجود

لرجل محدد في حياتهن إنهن ****** بجميع أنواعهن .. تواعد

رجلا لا تعرفه تنام معه ويفترقا صباحا لا أحد فيهما يعرف اسم

الآخر لأنهما اتفقا على ذلك ... يعجبها هذا الرجل وذاك وذاك

والآخر فلن نصنع مشكلة بسبب إحداهن كلما خرجنا معا "

نظرت له تزم شفتيها بحنق وقالت ما أن حررتهما

" لكنها لم تنظر لباقي الرجال في المطعم بل لك أنت "

همس بتوعد أقرب للتهديد يحرك أصابعه على المقود

" مارياااا "

فتأففت ونظرت جهة النافذة مكتفة ذراعيها وهمست بتذمر

" ها هي ماريا ستخرس نهائيا "

قال بابتسامة جانبية يرمقها بطرف عينيه

" ولن تقول ما هو الطلب الذي كانت ستطلبه ؟ "

أصدرت صوتا بكلمة لا دون أن تفتح فمها ولا أن تتحدث فأدار

المقود قائلا

" جيد لا تذكريه لاحقا إذا "

استدارت جهته بسرعة وقالت بضيق

" بل سأقول الآن وافعل ما يحلو لك "

نظر لها وقال بتملق

" أنت من قرر الصمت أنا لم أطلب منك ذلك "

تنهدت بضيق قبل أن تقول بأمل يحتضر

" عمي حارثة أخبرني عن حفل خطو.... "

" لا ماريا "

كان جوابه مباشرا بل وآمراً من قبل أن تنهي حديثها وهو يعود

بنظره للطريق فقالت بضيق تراقب نصف وجهه المقابل لها

" أرأيت نفسك وتتهمني بالنكران ! "

شد أصابعه الطويلة على المقود قائلا بضيق مماثل

" لأنك تطلبين دائما ما تعلمين بأني سأرفضه "

قالت من فورها وبضيق أشد

" بل لأنك ترفض كل شيء "

" لننهي هذا النقاش التافه ماريا "

صرخ بتلك الكلمات بغضب فقالت ودون اهتمام وبغضب مماثل

تشير لنفسها

" هل ما أقوله تافه ؟ "

نظر لها قبل أن يعود بنظره للطريق قائلا بحنق

" بل ما أقوله أنا ماريا فلننهي الحديث في الأمر "

قالت بضيق

" اصمت أنت أنا سأتحدث وأريد حضور الحفل "

" اذهبي لن أمنعك "

قالها بحدة مشيرا برأسه للبعيد فقالت باستهجان

" وحدي ؟ "

نطر لها وقال بذات ضيقه

" لا بالطبع فلن تقودي سيارتك لبريستول وحدك سأرميك أنا

هناك وأغادر بالرغم من أني لست راض عن اقترابك منهم

أيضا وهذا فقط كي لا تقولي بأني أرفض ما تطلبين "

ضربت على فخذها بقبضتها قائلة باحتجاج

" أنا لست كيس قمامة ترميني وترحل "

لوح بيده في وجهها قائلا بتملق

" حسنا جيد هذا فقط ما أزعجك ؟ لا بأس آسف سأرميك

كباقة أزهار في حفلهم السخيف ذاك وأغادر "

نظرت له بأسى رغم الحدة في كلماتها قائلة

" تيم أنت تستمر في تجريحي أقسم ولا تهتم لمشاعري "

وقفت سيارتهم عند الإشارة الضوئية حينها ونظر لها وقال بجدية

" ماريا أنا أرفضهم ولا أريد رؤيتهم أبدا ... ظننتك تفهمين

ذلك دون أن أشرحه "

قالت من فورها

" بلى أفهمه وأشعر به لكن رواح صديقك وساندرين

صديقتي وسنكون هناك من أجلهما "

نظر للإشارة الحمراء قبل أن يتمتم ببرود

" أنا أساسا لا أحب تلك الفتاة ولا أعترف بها صديقة لك "

قالت محتجة ولازالت تنظر له

" وما ذنبي أنا إن كنت لا تحب صديقتي ؟ "

نظر لعينيها وقال بتملق

" عليك الاختيار بيننا طبعا "

نظرت له بصدمة لبرهة قبل أن تقول

" وأنا لا أحب صديقك وعليك أن تختار "

نظر للطريق وهو ينطلق بالسيارة مجددا وقال ببرود

" حسنا لن أراه مجددا ولن أتحدث معه لقد اخترتك ماريا "

لكمت ذراعه بقبضتها بحنق ونظرت جهة نافذتها تتكئ بذقنها

على قبضتها تنظر للشوارع المزدحمة بعبوس تتجنب النظر للذي

كان يقود ببطء يسرق نظره ناحيتها كل حين ، وما أن شعرت

بملمس أصابعه على شحمة أذنها حركة كتفها ورمت يده عنها

بضيق فأعادها للمقود مبتسما ولم يبعد نظره عن الطريق ..

وما هي إلا لحظات وأعاد حركته مجددا لكنه أمسكها هذه المرة

بسبابته وإبهامه يشدها منها برفق وقال ناظرا لما يظهر له

من ملامحها

" أتعلمي بمن تذكرينني وأنت غاضبة هكذا ؟ "

انحرف رأسها قليلا ونظرت له بطرف عينيها فداعبت أصابعه

أطراف خصلات غرتها قبل أن يعيد يده للمقود وقال بشرود في

الطريق أمامه

" بوالدتي حين كانت تغضب مني لأجلك "

شعرت بقلبها انقبض بقوة وبغمامة داكنة كتمت على صدرها

وامتلأت عيناها الواسعة بالدموع رغما عنها وهي تنظر ناحيته

وهمست تنظر لنصف وجهه المقابل لها

" كم أحبها وأشتاق لها وكم افتقدتها منذ رحلت ولازلت أراها في

منامي حتى الآن "

ولم تستغرب لحظة الصمت تلك التي عمت المكان لعدم تعليقه

على الأمر بل وكانت موقنة من أنه لن يتحدث عنه ، وخان

توقعاتها بالفعل هذه المرة وهو يقول بجمود ونظره على الطريق

" أشعر بأنها تموت مجدداً كلما رأيت واحدا منهم ماريا عليك

أن تفهميني "

قالت بصوت ضعيف لازالت تنظر لنصف وجهه من بين دموعها

" أفهمك تيم بل وأعذرك لكن رواح من دعاك وهو صديقك "

رفع يده أمام وجهه وكأنه يحدثها أمامه وليس لا ينظر ناحيتها

أبدا قائلا بحنق

" ودخولي لمنازلهم معناه واحد ماريا فلم أفعلها سابقا سوى

لمرتين كلاهما من أجلك وسأفعلها الآن من أجلك أيضا لكني

من سيحدد وقت ذهابنا ومغادرتنا مفهوم ؟ "

اتسعت ابتسامتها برضى من بين كل ذاك البؤس والحزن وقالت

" موافقة ... "

ومسحت عينيها بقوة وتابعت تمسك ضحكتها

" هل يمكنني تقبيل خدك كشكر فقط ؟ "

رمقها بطرف عينيه وقال ببرود

" لا بالطبع ممنوع يكفيك أن سمحت لك بالجلوس هنا "

ضحكت وتجاهلت رفضه منحنية ناحيته وطوقت عنقه وقبلت خده

واتكأت برأسها على كتفه وقالت مبتسمة

" سأفعل هذا أيضا رغما عنك "
*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, المشاعر, المطر, الثاني)،للكاتبة, الرااااائعة/, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t204626.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-06-17 09:03 PM


الساعة الآن 07:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية