لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-17, 07:23 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 253346
المشاركات: 349
الجنس أنثى
معدل التقييم: خَمرُ . . عضو ذو تقييم عاليخَمرُ . . عضو ذو تقييم عاليخَمرُ . . عضو ذو تقييم عاليخَمرُ . . عضو ذو تقييم عاليخَمرُ . . عضو ذو تقييم عاليخَمرُ . . عضو ذو تقييم عاليخَمرُ . . عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 886

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خَمرُ . . غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

السلام عليكم ياقلبي...
رواية رائعة جدًا جدًا ...
استمتعت بقرائتها والتهام تفاصيلهاااااا ،، شخصية ذياب كانت شوي مستفزة مثل ماقال البعض ولكن من البارت الثالث شوي بديت احبه واقع في غرامه <<<<<فيس مستحي:$:$:$


مهره لو تترك الضعف والحزن شوي وتستوعب انها في مسيرة انتقام اصرف لها والله >>__<<

اممم بالنسبة لجملة ((( الله خلق ومحمد ابتلى )))
انا مع الاخت دودي وبس بالاشكال اللي فيها...
اتتمنى انك تراجعيها كويس اختي،!

واعذريني لو ماتواجدت لاني غالبا هالفترة ما امتلك وقت وادخل كزائرة بالمنتدى ،،
بس عشانك بحاول باذن الله

 
 

 

عرض البوم صور خَمرُ . .  
قديم 15-06-17, 07:31 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2017
العضوية: 325913
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: ـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاطـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ـ سَراب ، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خَمرُ . . مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ياقلبي...
رواية رائعة جدًا جدًا ...
استمتعت بقرائتها والتهام تفاصيلهاااااا ،، شخصية ذياب كانت شوي مستفزة مثل ماقال البعض ولكن من البارت الثالث شوي بديت احبه واقع في غرامه <<<<<فيس مستحي:$:$:$


مهره لو تترك الضعف والحزن شوي وتستوعب انها في مسيرة انتقام اصرف لها والله >>__<<

اممم بالنسبة لجملة ((( الله خلق ومحمد ابتلى )))
انا مع الاخت دودي وبس بالاشكال اللي فيها...
اتتمنى انك تراجعيها كويس اختي،!

واعذريني لو ماتواجدت لاني غالبا هالفترة ما امتلك وقت وادخل كزائرة بالمنتدى ،،
بس عشانك بحاول باذن الله



أهلاً أهلاً بالناس الجدد الحلوين...
ياجمال وجودك وتعليقك الحلو على الرواية ...
المهم انك جيتيني ووضعتي ببصمتك...بس لاتطولي بالغيبة وارجعي لنا :$
كلكم استفزتكم شخصصية ذياب هههههههههه...
واستفزكم ايضا حزن مهره...
بس لاتخافون ماتدرون شنو راح يصير بالمستقبل


اقتباس :-  
اممم بالنسبة لجملة ((( الله خلق ومحمد ابتلى )))
انا مع الاخت دودي وبس بالاشكال اللي فيها...
اتتمنى انك تراجعيها كويس اختي،!


بالنسبة لـ هالكلام...
انا ماابي افتي عليكم يااخواتي...لكن اللي يقاس بالمنطق جوابه موجود في كتاب الله لا محالة...
انتم تقرأوا المثل من الناحية الخطأ وكأن ربي يعاقب محمد على خلقه...
بينما حتى الله سبحانه وتعالى وصف ابتلاء الانبياء بصريح العبارة في العديد من الايات ..


( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا )

أتمنى ان هالآية توقف الاشكال عليكم حبيباتي...
صدقوني انا اكثر الناس ماحب اسبب شبهات في عقولكم...
بس ياريت ايضا تتحققوا بالمقابل من الكلمات الموجودة
وشكرًا على تنبيهي يا اخوات...اتمنى تنبهوني مرة ثانية عن كل خطأ يبدر مني..
وانا بالمقابل مابقصر وراح اتحقق من كل شيء :$

 
 

 

عرض البوم صور ـ سَراب ،  
قديم 15-06-17, 04:01 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2017
العضوية: 325839
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: قوّة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قوّة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

السلام عليكم😧❤.
صارلي زمان أدور رواية بطله زي كذا😭.
متحمسه أعرف وش السالفه اللي تربط فيينا واللي يحُبها مع الذيب والمُهره😩💔.
سفرة روما بتكشف أشياء كثير لمهره أكيد ,ما ألومها اذا ذبحت ذياب فقد الأهل مو شي سهل😢❤💔.
يعطيك العافيه سراب لا تطولين علينا جعلني ما أفقدش🙍🏻💗.

 
 

 

عرض البوم صور قوّة  
قديم 15-06-17, 05:08 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2017
العضوية: 325913
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: ـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاطـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ـ سَراب ، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوّة مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم😧❤.
صارلي زمان أدور رواية بطله زي كذا😭.
متحمسه أعرف وش السالفه اللي تربط فيينا واللي يحُبها مع الذيب والمُهره😩💔.
سفرة روما بتكشف أشياء كثير لمهره أكيد ,ما ألومها اذا ذبحت ذياب فقد الأهل مو شي سهل😢❤💔.
يعطيك العافيه سراب لا تطولين علينا جعلني ما أفقدش🙍🏻💗.


وعليكم السلام ..ياهلا والله..
واخيرا شفت شخصة تحمست لسالفة فينا واللي يحبها مع الذيب والمهره...
شوي شوي وبتنكشف عليكم الاسرار يابعدي...
باذن الله مابطول عليكم..
انتظروني ببارت الليلة الساعة 8 او 8 ونص ...
وبكذا بتوقف لين موعدنا الاسبوع الجاي يوم الثلاثاء والخميس...
عاد وقتها ابيكم تسدحون توقعاتكم اللي ناوين تصيدوني فيها

 
 

 

عرض البوم صور ـ سَراب ،  
قديم 15-06-17, 07:13 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2017
العضوية: 325913
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: ـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاطـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ـ سَراب ، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيفكم يا جميلات ان شاء الله بخير...
ورجعت لكم بهذا البارت اللي فيه نذالة شويتين من ذياب وممكن تدوسوه على نهاية البارت
بس لا تخافون بعد كم بارت بنخلي ياكل تراب شويتين ..
المهم ياحبيباتي... اعيــــد واكرر..
قصة فيينا وآدم ستيفنز..راح يبين جزء منها بـ هالبارت...
بعد كم بارت ايضا راح نبين وضعهم اكثر واكثر..
وباذن الله راح تستمعوا بالجانبين من القصة...
وأعييييييد وأكرر...
انا اعترف بأني مجرد انسان لا يحمل لنفسه ضرًا ولا نفعًا..
ويبدر مني الخطأ واذا شفتوه ياليت تبينون لي...
وباذن الله ماراح اقصر معكم..

وشكرًا شكرًا عظييييييييمة لكل متابعة ملتزمة معي الين هالبارت...
احبكم ويارب تكتمل هالقصة معكم..


انطلقووووا



البـارت : الرابع



:
:
:
/
الفصل الرابع
" حبيبتي فينا...
لقد هدأ دوي الحرب هذه الليلة...
انها ليلة ممطرة...اخشى ان يعود صوت الحرب من جديد...
اخشى ان تكون الحرب قد زحفت للبعــيد...
زحفت لابعد من الحدود...
اشتقت ان اراك بفستانك الازرق...
بحذائك الجلدي الممزق...
برائحة عطرك ...
لازال منديلك موضوعا تحت وسادتي...
اخشى ان تزول رائحتك قبل وصولي اليك...
ربما بقي القليل حتى تنتهي هذه الحرب...
انتظريني...ربما اعود

آدم ستيفينز "

:
:
:



صوت طرق غاضب على الباب...
ركضت بخوف بعد ما لبست عبايتها وجهزت ولدها...فتحت الباب بس اللي صدمها ان ابوها كان وراها ...
بو عبد الله دخل وهو معصب...ولما شاف ولدها تعبان ماقدر يسكت وهو يطالع في ابوها بقهر :
( ماني متحسر الا على الشنب اللي بوجهك...)
ناظر في منار وهو يطالعها :
( منار بنتي يالله...خل اوصلك المستشفى..)
رفض والدها بغضب وهو يهددها :
( تطلعين من البيت ماعاد تلقين بيت يضفك انتي وولدك...)
حبست غصتها ببكاء وقفت بحيرة...
حتى سمعت بو عبد الله يناظر ابوها بغضب :
( من قال ان ماوراها بيت يضفها؟؟...
مكانها مكان مهرة... وبيتي هو بيتها ...
ويضفها هي وولدها... )
جن جنونه وهو يراها تخرج...
ليصرخ امام وجه بو عبد الله بتوعد :
( بتلقين سواد يومك يامنار...
جنيتي على نفسك يالماتستحين...
تروحين لغيري والغريب وتطلبينه...)
بو عبد الله بعصبية :
( هذا لانها مالقتك حولها...
وانا ماني غريب عليها...منار بنتي...
وحاشا الله انها تنضام معي...
لما تصحى وتحس ان ضميرك حي...تعال...
ولا اقول... بلاها...ماعاد عند البنت لك حاجة..)

غادره بعد ان صفع الباب في وجهه ونظر لمنار اللي تحتضن ولدها وتبكي...
فتح لها الباب وهو يكلمها :
( لا تبكين يابنتي...
ماعاد يضيمك وانا حي...
بس تأخرتي يابوك...تأخرتي كثير على ماناديتيني...
ولدك هو اللي اكلها بالنهاية..)
منار بقهر باكي :
( كله منه يايبه...كله منه...
كل ماطلبت منه شيء اما يصرخ علي او يضربني..
ولو صار بولدي شيء ...كله معلق برقبته..)
بو عبد الله بحنان :
( باذن الله مايصير له شيء...
واوعدك...ووعد الحر دين...
ابوك ذا ماعاد يتعرض لك..ولو فكر بـ هالشيء..
والله انه مايبات الا بالسجن..)
منار هزت رأسها وبامتنان تمسح دموعها :
( الله يقدرني وارد جميلك..)
بو عبد الله يهز رأسه برفض :
( ماعلي لك جميل ...انتي بنتي وماهو واجبك رده...خل يقوم خالد بالسلامة...وانتي تكوني بخير وبس ..)
ركبت من الخلف باحترام وهو ركب قدام...
مشى بها للمستشفى وهي تدعي ربها وتناجيه ان ابوهم مايلحقهم ويسبب لهم مشكلة...
تعرفه لاحط براسه الشيء يسويه...
تخاف انه يضرها او يضر ولدها...
الى هالدرجة...
ابو يغرس نبته الخوف في صدر بنته...
بلعت ريقها وهي تقبل طفلها...
وتدعي الله ان يعدي هالليلة بسلام...





*



حست بضوء الشمس يلامس ملامحها...
كانت النافذة قدامها والستاير المخملية ماسكرتها من تعبها امس...
حست بريحة غريبة في جسمها...
ريحة كأنها عطر رجالي... فزت بخوف وقفزت من السرير...
طالعت بالبالطو اللي طاح من عليها...
مصدومة ومو عارفة وش اللي جابه...
غمضت عيونها من وجع راسها المفاجئ...
كانت متلحفة بالبالطوا هذا طول نومها...يالله شاللي جابه لها...
شوي شوي وبدأت تتذكر ...
شهقت وهي تحط يدها على فمها...
ماتذكر كل شيء...بس تذكر انها سولفت معاه...
تذكر انه مشاها لغرفتها...وفتح لها الباب...ولم اغراض شنطتها...

ضربت خدها بتوتر وخوف :
( ياويلك يامهره....رحتي فيها...
هو ينتظر الزلة منك وانتي خربتيها امس...
الله يستر شنو اللي قلتي له بس...غبية )
هزت راسها برفض وبخجل من نفسها ...
يا الله انا شنو اللي سويته ياربي....كيف باطلع وبشوفه الحين...
ياربي ساعدني...شالفضيحة يامهره...
والله ماكان قصدي ياربي سامحني...
ماقدر انام بدون هالحبوب...
مقدر اعيش حياتي بدونه...
سنين من بعد فقدي لامي وابوي...وانا ماعرف النوم بدون الكوابيس...الكوابيس اللي تنسيني النوم...

ضربت رأسها وهي تلوم نفسها بغبائها...توجهت لشطنتها تطلع لها قميص وبنطلون جينز وجزمة سبورت عادية مع معطف طويل باللون الاسود...
دخلت الحمام تتروش وهي تحاول انها تتذكر كل كلمة قالتها له...
بس مع الاسف ذاكرتها خانتها...
كل خوفها انها قالت له انها تدري بكل شيء...
وتخترب كل مخططاتها...
غبيـــــة....طول عمرك بتظلي كذا...
دايما تخربي على عمرك...

طلعت من الحمام متوجهة للبس ملابسها..
خلصت ولبست حجابها وهي تدعي الله وتتمنى انها ماقالت له الشيء اللي ماتبيه يعرفه...
لبست معطفها وهي تناظر معطفه على سريرها وبتردد...
ماهي عارفة ايش تسوي فيه...
تطلع به وتعطيه اياه قدام امجاد ولا عثمان؟؟؟!...
ايش راح يقولون؟!...
تركته باحراج وطلعت من غرفتها متوجهة للوبي تبع الفندق...



*


بالفندق تحت...
بمكان مثل المقهى ...للاجتماعات...طلب منهم تجهيز طاولة خاصة واغلاق المقهى حتى يتم الاجتماع اللي مدته ساعتين...
ناظر بامجاد اللي نزلت بدونها... وابتسم لا شعوريًا..
مايقدر ينسى كيف خارتها امس ...
كانت تخربط وكأنها عجوز مخرفة... ممكن انها قالت كلام يتعدى الاحترام له كمدير لها بالشغل...
خصوصا لما تذكر كيف ضربته على رجوله وهي تقوله...
تشيلني اشيلك عيونك يالبومة...
ماقدر يحبس ابتسامته اللي لما شافتها امجاد ابتسمت :
( يالله حيهم...وش سر الابتسامات؟؟
ماتعطيــنا شوي من سعادتك؟؟!)
بغموض اردف لها :
( نوع سعادة خاص ماينتوازع...)
امجاد بتحلطم :
( الله يستر مايكون وراها شغل..
بعد انت تقرر...واحنا اللي يختبرنا ربي بامتحان الصبر..)
صمت بهدوء وهو يراقب الدرج ثم يردف لامجاد :
( ماوصلوا اعضاء الاجتماع؟!..)
هزت رأسها بلا وهي تناظر جوالها ..
ثم قالت :
( لو وصلوا كان اتصل علي عثمان...
هو طالع برا عشان يستقبلهم..)
ذياب لاحظ امجاد اللي تتلفت كل ساعة وهي خايفة...
كانت خايفة ان ذياب يعصب على تأخير مهره كالعادة...
ماكانت تدري انه ينتظر يشوفها ويبدأ بتوبيخها...
وعرف انها ماراح تنزل الا بالوقت المحدد حق الاجتماع ...
حتى ماتضطر تتواجه معه...
طالع الساعة... 8:54 ...
يعني تنتظرين تجي الساعة 9 ؟؟؟
تفكريني مو قادر اعلمك وش خرتيها علي امس؟؟!..
ناظر امجاد عاقد حاجبيه وكانت جديا ماشالت عينها عن المصعد...
كلها 5 دقايق مضت حتى شافها طلعت من المصعد بتردد وبسرعة مشت باتجاه امجاد بدون ماتناظره...
ووجهها محمر ورعشتها المعتادة ماوقفت...
ارتاعت بخوف يوم سمعته يناديها ..
لفت عليه وهي تبلع ريقها وسمعته يقول :
( بعد الاجتماع لاتمشين...
ابيك بكلمة راس..)

شافته يمشي وطالعت امجاد بخوف وكانها بالفعل راح تموت من الخوف... وتطلب من امجاد انقاذها ...
لكن امجاد رفعت كتوفها باستسلام :
( ان طحتي بين نيرانه...مابه من يخلصك يا اختي..
اللي اعرفه انك ما تأخرتي...
بس على ايش راح يكلمك...مادري...)
مهره بتوتر :
( خليني استفيد من خدماتك يامديرتي...
ومشي الواسطة بالموضوع...)
امجاد بضحكة : ( مامشيتها على اللي يشتغلون من اهلي تبين امشيها عليك...؟؟؟
راجعي حساباتك وتقاريرك...ممكن انك مسوية شيء غلط ماعجبه..)
مهره تهز راسها بخوف بطريقة مضحكة لتبتسم امجاد :
( اسمعي شاللي راح يقولك...
اكيد ماهو خارج عن اطار الشغل.. وصدقيني ماقدر اسوي شيء بالشغل بس لاني عمته...العقاب والقرارات تمشي على الجميع..)

مشت امجاد واردفت مهره بقهر وهي تطالع قفاها :
( انا الغلطانة يوم سويت لك التقارير ذاك اليوم...
شنو اللي خلاني ابتلش بك انتي وولد اخوك؟؟!)

وضعت يدها على شفايفها بخوف...ولما لمحته يطالعها بحدة ...
ركضت بسرعة للاجتماع وهي تدخل امام انظاره...
جلسوا امام اعضاء الاجتماع عشان افتتاح الفندق اللي راح يكون بمدينة روما التاريخية...
الفندق انبنى على احد المرتفعات اللي تطل على البحر...
وجنبه خدمات شاملة...
وكان الاتفاق على التصاريح الحكومية والكهرباء والماء...
وشركة التاثيث تم الاتفاق معها مسبقا بالرياض...
يعني كل شيء جاهز بس ينتظرون التصاريح حتى يحددوا يوم الافتتاح ...
كانت تسجل تقرير الاجتماع في ايباد الشغل اللي سلموها اياه وهي تهرب من عيونه...تعرف عن شنو راح يكلمها..
راح يكلمها عن هذيانها اللي امس...
كانت بالسعودية متعودة على هالشيء...ياما دخل جدها وشافها نايمة بالحديقة ولما يجلسها يضحك عليها ...
وكم مرة يعصب عليها ويهاوشها يبيها توقف عن الحبوب...
بس يدري فيها انها ماعاد تقدر تنام بدون هالشيء...
كانت تعاني من الارق بعد ماتوفى امها وابوها...
فصار لـ هالحبوب الفضل عليها بالنوم...
فكل اللي سوته امر طبيعي ..قررت انها تشرح له الوضع...
وحالتها مع الحبوب...

كانت شادة على اعصابها طول الاجتماع...ولما انتهى وقت الاجتماع وطلع اعضاء اللجنة...
بقى هي وامجاد وعثمان اللي كان واقف جنب ذياب يتكلم معاه بخصوص الاجتماع والشغل...
انتهزتها فرصة حتى تهرب اول وحدة من الطاولة وماتتواجه معاه...
او على الاقل تطول مدة عدم المواجهة...
ما امداها خطت خطوتين حتى وصلها صوته اللي يناديها تجي له...
ضحكت امجاد على خوفها وهي تشجعها انها ماتخاف...بس هي كانت مترددة وخايفة...
مو عشان شيء...
هذي حالتها ولازم يتحملها...
بس خايفة انها تكون قالت كلام ماكان لازم يننقال...
مشت ناحية الطاولة ولمحت طيف امجاد وعثمان يغادروا لداخل الفندق...
بخوف جلست بدون ماتناظر بعيونه : ( تفضل ؟!)
صمـــــــت...
طـــال صمته وهو يراقبها خايفة وكانه يستمتع بشوفها خايفة...
رفعت عينها تنتظر منه يتكلم وسمعته نطق :
( تذكرين شيء من اللي صار امس؟؟..)
مهره احمرت باحراج وهي تهز راسها وهو يكمل كلامه :
( طبعا ماتذكرين...
طبعــا ماتذكرين انك طلعتي من برا غرفتك بوقت متأخر...
طلعتي بوضعية ماهي بعدلة...حتى جسمك ماسترتيه كامل...
والادهى والامر الكلام الواهي اللي قلتـيه...)
مهره ارتجفت وجمد لسانها..
ماعاد تقدر تنطق...
وكان الاكسجين انحبس من صدرها...
الا الحقيقــــة...
ماتبيه يعرفها...ممكن انها تموووت لو عرفها...
غمضت عيونها ونطقت بارتباك وصوت مرتجف:
( و...وش عرفت؟!.)
ذياب : ( عرفت ان لسانك يبي له تنظيف...
ويدك اللي انمدت يبي لها كسر...)
مهره رفعت عيونها بصدمة بغير تصديق :
( مستحيل...
مستحيل صحيح اني اهلوس وانا اعترف بالشيء هذا...
بس مستحيل اقول كلام وسخ...او امد يدي...وخصوصا على احد غريب)
ذياب بسخرية :
( يمكني ماعادت غريب عليك... وفكرتي بلحظتها انه مسموح لك انك تخوريها وتتجاوزي حدودك..)
مهره احمرت بخجل واحراج :
( ماكان قصدي... كنت مضطرة انـ...)
ذياب يكمل عنها :
( مضطرة انك تبلعي منوم عشان تجلسين بنص الليل وتهلوسين...والاعظم انك تطلعين بدون ستر...)
مهره بقهر وغضب احمرت :
( ماكان قصدي...انت شفت اني بحالة مو واعية... )
ذياب بحده :
( المرة الجاية مابه من يغطيك ويدخلك غرفتك ...
لو لا خوفي من الله ولا كان قلت انك سكرانة...
بس الحمدلله انه حبوب ماهو اقوى من هالشيء..)
سكتت مقهورة من نفسها ...
كيف سمحت لنفسها تطلع بـ هالشكل قدامه...
احتقرت نفسها وبنفس الوقت كرهته اكثر واكثر ..
سمعته يكمل كلامه بتحذير :
( لاعاد اشوفك تبلعين هالحبوب بوقت الشغل مرة ثانية...)
طلع لها الحبوب من جيبه لتردف بعجز مغتاظ :
( مقدر... مقدر انام بدونه...
بحاول اني احبس نفسي اسوي اي شيء...
اوعدك انك ماتكون ضحية لهلوستي مرة ثانية...
واعتذر لو تعديت عليك بالكلام...)
كره ان احد ثاني يكون ضحية لهلوساتها اللي امس...
حبس ضحكته على شكلها اللي مو قادرة تطالع فيه ثم اردف :
( والحين اقدر اخذ المعطف حقي ولا قررتي تحتفظي فيه؟!..)
رفعت عيونها بصدمة ثم وقفت وهي تردف له بحقد وغضب:
( دقايق واخلي الروم سيرفس يحطونه بغرفتك...
والسمــوحة منك...أقدر أمشي؟!)
هز راسه يشير لها بمعنى الانصراف...
حابسـًا ابتسامته على ملامحها ...
احمرت خجلا من نفسها وغضبا...
والحقيقة انها كانت تشتم نفسها كثيرا بسبب هذا الموقف الغبي امامه...

كانت بالفعل متفشلة منه...
حتى ماكانت تقدر تطالع عيونه...
نادت الروم سيرفس وعطتهم المعطف حقه...
وقفلت على نفسها الباب...
صرخت بقهر وغضب :
( مخ مافيه يامهره...
مـــاعاد بك مخ...حتى لسانك عنه ماقبضتيه...
الحمدلله انك ماخرتيها وقلتي شيء ماينقال...)

يمكن لو هي قالت كلمه بظنها ...
كان طردها...ورجعها بيومها للسعودية...
هزت راسها بقهر من نفسها واستلقت على السرير...
انتبهت لرسالة من عثمان...
انه في رحلة سياحية لهم بـالعصر...من الساعة 3 ..
وبعدها بيتوجهون للفندق تبعهم يشوفونه ويشيكون عليه..

اغمضت عينيها برفض :
( ماناقصني الا انت ياعثمـــان...
الله يسامحك...)






*



بليالِي الرياض الباردة...
كانت توها سبحت طفلها الصغير ولبسته بيجامته...
طفلها اللي عمره سنتين ونص...
كان يبتسم ويقفز بسعادة رغم تعبه...
مو مصدقه ان موعد عمليته للقلب قرب...
لما يكمل 4 سنوات لازم يخضع لـ هالعملية...
طفل بـ هالحجم وعنده مرض قاسي...
قلبك تعبان يايمه...
جعله في قلب ابوك...

قوست شفايفها بحزن وهي تستغفر الله..
ونيران قلبها لسة ماهدت...
قهرها بعيب الفقر اللي هي فيه...
رغم انها ماتشوف الفقر عيب...
ومستحيل عينها تطمع بأموال الناس...
بس اهانته لها أوجعتها كثير..
قبلت طفلها بحب بعد ماحضنته :
( والله لو ما انت...
ولا مارحت وهنت نفسي بابوك...)

بلعت غصتها وابتسمت بحزن لطفلها اللي كان دايخ وعلى وشك انه ينام... لكن انتبهت لجوالها يرن...
رقم غريب...
رفعت الجوال وسمعت الصوت اللي ماتبي تسمعه ...
( مساك الله بالخير ام فهد...
اطلعي لي انا على الباب...جاي ابتفاهم معك في كم شيء..)

ارتجفت... ناداها باسم طفله وبنكران...
يا الله ...نكر طفلـــه...
وكأن بالفعل ماينتمـــي له...
طعنها طعنـــة ثانية...
في وقوفها ولبسها لعبايتها...وعى طفلها وبدأ يبكي...
رتبت حجابها وراحت تحمل طفلها وهمست :
( بنروح نشوف ابوك يمه...
ادري فيك يمكن ماتحبه...
لا تحبـــه... ابوك مايستاهل المحبه...
ضرك وضر امك...بس تدري شنو اللي مصبرني؟
انت... ربي لايخليني من ريحتك..)
قبلته بحب وتوجهت للباب تفتحه...
لمحته واقف ورا الباب وصاد بنظره...
بس ماقدر يمنع عيونه اللي طالعت الطفل اللي بحضن امه...
كان اثر البكاء واضح على عيونه بدموعه...
وهو يفرك عيونه..
كان يطالع فيه بنعاس...بينما هي طلبت منه الدخول للمجلس بهدوء..انتبهت لحرمة دخلت وراه...
عرفتها ومستحيل تنساها...
اختـــه...
اخته مياسه... تقدمت لها وسلمت عليها بنبرة هادئة :
( كيف حالك حنين؟!)
حنين تهز رأسها بهدوء :
( الحمدلله...)
مدت مياسة يدها للطفل ...مامنعتــها...
بس تعلق في امه اكثر...
مستغرب من الناس الغريبة اللي اول مرة يشوفها...
حاولت مياسة تقنعه بأن يجيها ...
ماقدرت الا لما طلعت له شوكولاته...استسلم امام رغبته وهو يعبث بالشوكولاته ...
دخلت به للمجلس قدام سيف..
بينما هي دخلت تجهز لهم القهوة...
كانت مرتعبة...كيف بتواجهه لوحدهــا...
بس الحمدلله...ربها ستر وكان عارف بالاصول هالمرة...
جاب اخته معاه...

غريبــه...امثالك مايعرفون الاصول...
مايعرفون الحلال والحرام...
امثالك مايعرفون الا الهجوم والاهانة...

استغربت كيف قرر واخيرا يتكلم معاها؟
هل صدق انه ولده ولالا؟؟!..
واكيد انه جايب اخته عشان يهدي خوفها منه...
يعرف انها تخاف وتستوحش تجلس معه بمكان واحد...
كيف لو كــان هذا الموقف ببيتها؟؟!...

انتبهت للقهوة اللي تفور بغليانها..
حطتها بدلة وجهزت الفناجين والتمر والماء...وتوجهت للمجلس...
دخلت بهدوء واهتز جسمها بخوف يوم شافت ولدها عند سيف...
كان ولدها تأقلم بعد حيلة الشكولاته..
وكان يتنقل بين حضن مياسة وحضن سيف...
كان الولد حاس بالانتماء وعارف انهم اهله..
جلست مقابل لهم بهدوء بعد ماضيفتهم..
حنين بصمت تنتظر منهم الكلام ليما سمعت صوت مياسة يخترق الصمت :
( الله يزيد فضلك يام فهد... انا جيت من بعد ماقال لي سيف بالموضوع..
وحـابين نتأكد من الموضوع انا وهو..)
رفعت راسها بصدمة وبقهر ...
يعني ماهو جاي معترف الخسيس...
جاي عشان يتأكد...
بلعت غصتها وردت بغضب :
( لازلتوا تفكروني طامعة بفلوس؟!...
ناس مادية عاشت سنين تحت سلطة الفلوس...
تفكرون كل الناس مثلكم..
بس براحتكم...هذا ولدكم وعندكم...
ومايثبت صدق نيتي غير الفحص...)

مياسة باحراج تداركت الموضوع بعد ان لمحت صمت سيف وتحديقه فيها :
( معك حق في كل اللي قلتيه..
بس هذا لايمنع ان حنا نتاكد..)

حنين بقهر :
( تأكدوا مثل ماتبون... لاتتوقعون اني خسيسة وبأجيب طفل من الشوارع وبانسبه لي...
هذا ولدكم رضيتوا او لا...
وان ماحبيتوا تعترفون فيه ماهمني...
انا امه ومستعدة اشيله بعيوني...
بس كل اللي طلبته انكم تسجلونه ببطاقة ابوه...
عشان اقدر اسوي عمليته براحة..)

سيف عقد حاجبه وبصدمة :
( عملـــية؟؟!...)

كان سيف ومياسة يتبادلون النظرات...
نزلت عيون ابوه عليه وهو يطالع الطفل اللي يلعب في حضنه...
ماكان متوقع ان الموضوع معقد الى هالدرجة..
اردفت حنين بتنهيدة :
( ايه...الولد عنده قصور بالقلب...
وكلها سنة وحدة ولازم يدخل للعملية..
حتى فحوصات ماني قادرة اكمل فحوصاته...
لانه بدون تأمين وماهو مسجل ببطاقة ابوه..)

سيف بغضب يناظر حنين :
( وليه ماقلتي يوم جيتي المكتب؟!..
ليه ماخبرتيني من قبل...
ليه تحمليـــني هالذنب؟؟...
كنت بأتصرف بس لو قلتي لي من قبل)

حنين بحدة تضربه بالكلام :
( السموحة منك يا ابـــوه...
يوم جيتك ماعترفت به...)

سيف بقهر يوقف وهو يحمل فهد معه...
هي تلقائيا وقفت بخوف ..
ناظرها بقوة وحدة :
( اللي مالك حق فيه...انك ماتقولين لي عن الولد كل هالسنين...)
حنين بغصة تناظر مياسة بخوف :
( انا ماخبيت هالحقيقة عنك سيف..
انت اللي مشيت وتركتني ...
ولا تنســى ان مابه ثقة بيني وبينك..
كيف أأمنك على ولد انت متخلي عنه ..
صحيح غلطــانة...ومايحق لي اخبي عنك هالولد..
بس لاتلومني وانت ادرى الناس بـ هالشيء)

رجل قدر يضر بنت بمثل هالوحششية...
وبهذي الطريقة...
شيء طبيعي ماتثق فيه...
صحيح ماعندها حق...وكانت تلوم نفسها قبل لايلومها احد...
بس الله يلوم من يلومها...
خوفها منه ..ومن مواجهته هو اللي خلاها تمشي ورا هالشيء...
لو كان فهد صاحي ومابه ضر...كانت ممكن ماتوعى على ذنبها وتقول لابوه ان عنده ولد...
بس حكمـــة رب العالمين خلتها تضطر انها تقوله...

سيف بحده وفهد بين يدينه :
( امشي معي المستشفى...
اليوم اخلص فحوصاته...
وحسابك بعديـــن...)

حدقت فيه بحدة وقالت بغضب :
( ماني مقصرة في حق ولدي...
سجله ببطاقتك واترك الباقي علي..)

من بين اسنانه شدد بكلماته :
( وعزّه وجلاله لو ما تجين ماعاد تشوفينه..
كلمة وقلتها ...)

خافت من تهديده...توه قبل دقايق ماكان معترف فيه...
ليه يستغلها ويهددها بهذي الطريقة..
كرهته... كرهته اكثر واكثر واكثـر...
لان خوفها من هالشيء صار...
انه يهددها بضناها...
اردفت بقهر وبغصة حرقتها :
( ماتقدر تهددني فيه... مالك حق ..)

حس بغلطه يوم هددها...
الاعظم على قلب كل ام مطلقة..
ان زوجها يهددها بعيالها..
ناظر في مياسة حتى تساعده بمثل هالوضع..
توجهت مياسة لحنين وهي تربت على كتفها :
( حنين... ماراح نضره...وكل شيء تحت عينك..
لو كان الولد ولدنا...فحنا مو مستغنين عنه...
عارفين انك ماراح تقصري معه...
بس خليه يتهنـــى بأبوه..)

صمتت... جعل لايهني ابوه بشيء...
انقهرت وهي تمشي مرغمة تسحب شنطتها...
كل اللي طلبته انه يسجل الولد ببطاقته...
ليه يتدخل ويسوي كل هالاشياء عنها؟
ماهي مرخصة راحتها لولدها...
مستعدة تقوم بدور الام والابو..
بس لا يدخل بحياتهم...
ولو ما هي مضطرة ولا كان سيف ابعد من تفكيرها..
كان يمشي قدامها لسيارته...
بينما هي مع مياسة كانت خلفه..
جلست مياسة جنب سيف..
وفهد لازال مشغول باللعب...
كانت تراقبه بقلق طول الطريق .. لما انتبه لامه ترك ابوه واضطر ابوه انه يعطيه امه...
ظل يلعب بحضنها ...وينط بالسيارة...
وتوجه سيف بالسيارة للمستشفى..
عشان يخلصون من فحوصاته..




*





بشوارع روما التاريخية...
في متحف كبير مقابل لسلسلة من المقاهي التي تعود اعوامها للعصور القديمة...
كانوا جميـــعهم بداخل المتحف...

كانت تمشي بهدوء منشغلة بقسم اللوحات الغريبة...
وهي لازالت مندهشة من طبيعة الحضارات واختلافات عاداتها ...خصوصا العصر القديم...
ببساطة قررت انها تبتعد عنه وعن امجاد وعن عثمان...تبقى لوحدها ولو لمدة ثواني...تمشي بين الممرات...
وتناظر التحف...والتوابيت القديمة...
ارتعشت بخوف وحمدت ربها انها مفطورة بنعمة الاسلام...
اللي يندفن بها الانسان بطريقة كريمة...بدون لا تحنط جثته وتحرق بالسوائل الكيميائية بس عشان تبقى ملامح لجسده الخالي من الروح...
دخلت على مكتبة بوسط هذا المتحف...وكان جوها جدًا هادئ بعيد عن الضجيج ...اللي مصدره طلاب ثانوية كانوا برحلة زيارة لهذا المتحف...
خطف انظارها مجموعة كتب متعددة...
كلها كانت تحمل نفس الاسم...
" العزيزة فينـا"
مافهمت شنو سر هالكتب...
مجموعة كتب عددها 3 وكلها تحمل نفس الاسم...
كان الغلاف يحمل صورة جندي يضع وردة على قبرين مختلفين...
عقدت حاجبها حتى سمعت صوته من خلفها ...من غير ماتلف له عرفت بانه صاحب الصوت :
( اكثر كتاب شدني يوم جيت لروما ببداياتي... قريت هالمجموعة اكثر من 3 مرات... وليومك هذا مستعد اقراها..)

لفت عليه بصمت وشافته يحدق فيها وبنبرة مختلفة :
( كان يتكلم عن جندي الماني وقع في حب فتاة فرنسية بالحرب العالمية الثانية... وبفترة الحرب كان كثير ناس يهاجروا لالمانيا بغرض اللجوء السياسي... كانت الاحزاب تقتل كل من يدخل الحدود... كان الجندي موجود يحمي حدود المانيا...بيوم من الايام صار تداخل من سكان فرنسا المهاجرين وتدافع على الحدود...بدا الجنود يطلقوا النار لما ماقدروا يسيطروا على الهجوم...وكان هو من احد الجنود اللي استخدموا السلاح... قتل رجل ومرأة فقط... ماقتل اي شخص ثاني... لما شافهم يندفعون ناحيته بكل قلق اضطر يصوبهم... ولما طاحوا على الارض اكتشف وجود حبيبته فينا خلفهم... ومن دمعتها...عرف انهم امها وابوها..)

ماتحركت...مانطقت... عبرة وانحبست..
لكن اختنقت كثيـــر...
وكأن القدر قادها الى المكان هذا حتى يؤذي روحها بهذا الرجل الذي يقرأ القصة بدون اية مشاعر...
احمرت عيونها بالدموع... قوست شفايفها تمنع البكاء...
لو نزلت دموعها امامه ممكن يشك بأنها تعرف ان هو الشخص اللي قتل امها وابوها...
بضعف كبير...وقوة كبيرة..
بتناقضات العالم..
بكرهها له...وبحبها لامها وابوها...
بلعت غصتها واستجمعت شتاتها وهي تغلق الكتاب وبنبرة خافته وبالاصح مخنوقة :
( هالقصة مو غريبه علي...تشابه قصة اعرفها ... )
ومن كل عوالم الالم اللي فيها نطقت تموه حقيقتها :
( بـــس ماذكر فين...)


ذياب كان صامت ويراقب ردة فعلها...
مايدري كيف وصلت يدينها للكتاب...
كتاب قريب ويشابه واقعهم...اللي يعرف منه ذياب الكثير...
وتعرف منه هذي المهره القلـــيل...
بل اقل من القليل...
ذياب وهو يقرا عيونها :
( ممكن شفتيها بفلم... )

صمتت وهي تطالع به وكأنها تبي تصرخ فيه..
تبي تفضي بهمها...
بس دايما تذكر نفسها...هي وعدت نفسها...
السجاد اللي تحت رجوله...
راح تسحبه من غير مايحس...
راح تقلب الطاولة فوق راسه...
لما طال صمتتها واحمر انفها حاولت انها تغادر المكان...
لكنها التفتت لما اردف لها :
( بامكانك تاخذين الكتاب لو اعجبك... ممكن تاخذين كل مجموعة القصص ان اعجبك... )
تقدم ناحيتها اكثر
ذياب : ( تكاليف رحلتك مدفوعة من والى... وبما فيها هالاشياء..)

لاحظ لمعة بعيونها وهي تنطق بكره وحقد :
( مابغى الكتاب... ما أعجبني.. )
ذياب : ( اقريه...ماراح تندمين..)
احمر انفها وغازلت الدموع عينيها وهي تمشي للخلف بهروب :
( خذه انت وعليك بالعافيــة...
الواقع اللي اعيشه اهم من هالكتاب..)

غادرت من امام عيونه...
عرف سبب هروبها ...ولازال مؤمن بأنها جاهلة عن حقائق كثــيرة...حقائق قرر يحتفظ فيها لنفسه...
وممكن هالحقائق اللي فكر انه يخفيها...
لو افصح لها بها...تموت من القهر اكثر واكثر..
توجه للكتب وشراها...وطلب توصيلها الى غرفته بالفندق...
غادر المكتبه وخرج لبرا...
شاف امجاد وعثمان...لكن هي ماشافها..
لما سأل امجاد عنها خبرته انها شافتها تمشي للحمام...
التفت بعيونه يدور عن طيفها...
يدري بها راح تطلع وعيونها ملت من البكاء...

 
 

 

عرض البوم صور ـ سَراب ،  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المفر؟, المفرُّ, الذّي, الجحيمُ, استقر, فأنتَ, وأنتَ, وَأين
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية