لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-17, 06:03 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 147465
المشاركات: 585
الجنس أنثى
معدل التقييم: دودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1271

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دودي وبس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
Dancing2 رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

مسا النور و السرور ...

ياا هلا فييك باليلااس ،، بدايه جميله وتشد أتمنى تكملينها ع خير ولا تقطعينها..

حبيت الأسلوب السلس ذكرني بأسلوب الكاتبه عجايب الله يسعدها وين ماكانت ..

عندي احساس ع شطحة ان ذياب متملك ع مهره وهي ماتدري بموافقة ابوها قبل مايموت ،، ويمكن سبب موت ابوها يكون ابوذياب ولا عمه كان شراني ولاشي وقتله وذياب غطى عليه ،،امها كيف توفت قهر ع ابوها ولا معه ؟!

مسفر مستفزز كونه عارف كل شي واستسلم لضغط اَهله وطلق وهذا وهي بنت عمه ،، واذا فعلا حصل واخوها قاتل ترا ولد عمهم اذا ماوقفوا معه مين بيوقف ؟! اذا اقرب قريب طلق وهو عارف كل التفاصيل

في شي ثاني بعد لفتني مسفر عشان اَهله عارفين ان ذياب قاتل ،، طيب هل اهل ذياب عارفين بهالموضوع ؟
ممكن لا لان عبير ماجا في باله هالسبب ،،

بس اهل مسفر كيف عرفوا ،، واذا الخبر منتشر كيف مافي كلام بشركه عنه ووصل لعمته ؟ يعني اذا عمته عندها الخير ممكن تستنتج ان مهره هي من العايله اللي قتل منها ؟ خصوصا ردود افعالها اللي تستغربها امجاد

وفي كمان عندي ملحوظة ع جمله ( الله خلق ومحمد ابتلى.... ) هالجملة خطيرة وما تجوز ،،، أتمنى تعدلينها

اقتباس :-  
( الله يخلق ومحمد يبتلي ) ؛ وكأن الله يخلق الخلق عبثا ؛ ليُوقع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في البلاءات والمصائب ؛ لأن أكثر الناس يعصون النبي ( صلى الله عليه وسلم ) !!! ، وهذا من أبطل الباطل ، وأنكر المنكر ... والله المستعان



واتفق جددا مع النوري وام جمال رمضان والناس منشغلة الروايه بدايتها جميله بس ماوفقتي بوقت التنزيل أتمنى تستمررين وتكون ان شاء الله نهايتها في القصص المكتملة ،،


يعطيك العافيه وتسلم الايادي ي عسل ،، سوري لو كلام الملخبط كاتبته ع السريع : )

 
 

 

عرض البوم صور دودي وبس  
قديم 14-06-17, 07:02 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2016
العضوية: 321094
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: سرابالحكايا عضو على طريق الابداعسرابالحكايا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 174

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سرابالحكايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

روايه جمييله تسلمين سراب قريب من اسمي 😊
لا اعتقد ان ذياب قاتل شخصية متزنة بانتظار الاحداث

 
 

 

عرض البوم صور سرابالحكايا  
قديم 14-06-17, 07:02 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2017
العضوية: 325913
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: ـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاطـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ـ سَراب ، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دودي وبس مشاهدة المشاركة
   مسا النور و السرور ...

ياا هلا فييك باليلااس ،، بدايه جميله وتشد أتمنى تكملينها ع خير ولا تقطعينها..

حبيت الأسلوب السلس ذكرني بأسلوب الكاتبه عجايب الله يسعدها وين ماكانت ..

عندي احساس ع شطحة ان ذياب متملك ع مهره وهي ماتدري بموافقة ابوها قبل مايموت ،، ويمكن سبب موت ابوها يكون ابوذياب ولا عمه كان شراني ولاشي وقتله وذياب غطى عليه ،،امها كيف توفت قهر ع ابوها ولا معه ؟!

مسفر مستفزز كونه عارف كل شي واستسلم لضغط اَهله وطلق وهذا وهي بنت عمه ،، واذا فعلا حصل واخوها قاتل ترا ولد عمهم اذا ماوقفوا معه مين بيوقف ؟! اذا اقرب قريب طلق وهو عارف كل التفاصيل

في شي ثاني بعد لفتني مسفر عشان اَهله عارفين ان ذياب قاتل ،، طيب هل اهل ذياب عارفين بهالموضوع ؟
ممكن لا لان عبير ماجا في باله هالسبب ،،

بس اهل مسفر كيف عرفوا ،، واذا الخبر منتشر كيف مافي كلام بشركه عنه ووصل لعمته ؟ يعني اذا عمته عندها الخير ممكن تستنتج ان مهره هي من العايله اللي قتل منها ؟ خصوصا ردود افعالها اللي تستغربها امجاد

وفي كمان عندي ملحوظة ع جمله ( الله خلق ومحمد ابتلى.... ) هالجملة خطيرة وما تجوز ،،، أتمنى تعدلينها




واتفق جددا مع النوري وام جمال رمضان والناس منشغلة الروايه بدايتها جميله بس ماوفقتي بوقت التنزيل أتمنى تستمررين وتكون ان شاء الله نهايتها في القصص المكتملة ،،


يعطيك العافيه وتسلم الايادي ي عسل ،، سوري لو كلام الملخبط كاتبته ع السريع : )

هلا فيك حبيبتي تو مانور المكان...
حلو شطحاتك بالتوقعات ..تساؤلاتك اجوبتها في البارتات الجاية...
وبالنسبة لخبر قتل ذياب...
هالشيء بيوضح مع البارتات الجاية...
وراح اوضح لكم نقطة مهمة جدًا عن كان يصير بالنسبة لمسألة ذياب واذا كانوا اهله يعرفون عنه...
ماعلينا من هذا كله...
بالنسبة لجملة " الله خلق ومحمد ابتلى "
انا راجعت هالمثل شخصيا وان الكل يقول ان هالجملة غلط وخطيرة وماتجوز..
بس شخصيًا استفسرت من احد المشايخ ...
اللي قال لي ان الجمله صحيحة شرعًا لأن الله سبحانه وتعالى وصف نفسه في القرآن بالخالق...والنبي محمد بالمبتلى...
والحد الفاصل بين جواز هذي الجملة وتحريمها هو كتاب الله تعالى..
لو رجعتي لسورة محمد بتلقي هالآية والمقصود بها النبي واصحابه كما فسرها اهل العلم :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ )) .(محمد-31)

وع العموم ...الله شرف الانبياء بأعظم ابتلاء لهم وهو النبوة..
والجملة تبين مقصد الابتلاء... وتوضح الصبر...عن نفسي اشوفها جدًا عادية وواضحة..


وشكرًا للتنبيه مرة اخرى...واتمنى اكون افدتكم
يالله انتظروني شويات وينزل البارت الثالث..


 
 

 

عرض البوم صور ـ سَراب ،  
قديم 14-06-17, 07:09 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2017
العضوية: 325913
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: ـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاطـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ـ سَراب ، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سرابالحكايا مشاهدة المشاركة
   روايه جمييله تسلمين سراب قريب من اسمي 😊
لا اعتقد ان ذياب قاتل شخصية متزنة بانتظار الاحداث


حيا الله سميتي...
نورتيني يابعدي ،،...
ان شاء الله الاحداث الجاية بتكشف لنا كل حاجة :$

 
 

 

عرض البوم صور ـ سَراب ،  
قديم 14-06-17, 08:00 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2017
العضوية: 325913
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: ـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاطـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ـ سَراب ، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيف حالكم ان شاء الله طيبين؟؟
هذا البارت ووصل...وبليييز لاتحكموا على شيء ...اعتبروه مسلسل واحداث مابعد تبين كلها...
فتريثوا بالاحكام ووسعوا شويتين من مدى رؤيتكم...
وبالنسبة لنمط التوقعات...حاولوا تغيروا عن نمط توقعاتكم...
لان البعض توقع توقعات الكل يقدر يتوقعها فانا مش بالسهولة هذي اخلي كل شيء على نفس النمط...
المهم يابعدي شكرًا من القلب على عدد المشاهدات اللي يثلج الصدر...
واتمنى كلكم تطلعووون من البيضضضضة...
تعالوا كلكم هنا خلوني اشوفكم واستانس معكم ياخي...
وشكرا مررررررة لكل شخص نبهني عن اي التباس بالرواية ...
وقعت في غرامكم وانا توني بالبارت الثالث...
الله يعيين قلبي بعديييين ،،...

يالله استمتعـــوا "$ ،،..







البـارت : الثالث



:
:
:
/
الفصل الثالث
" اريد ان اخبرك عزيزتي فينا...
بأن صديقنا العجوز بولي مارس مات...
حينما كنت احصي اعداد الجثث مع الجنود..
رأيت جثته من بين العديد من الجثث...
كيف وصلت الحرب الى مدينة هذا العجوز المسكين؟!...
اخبريني...هل انتِ بخير؟!...
اشتقت اليك...
كوني بخير..

آدم ستيفينز "

:
:
:






تنزل من سيارة الاجرى...وهي تشعر بقلق ...
رجولها كانت مضطربه...
كـــانت هزيلة ...نحـــيلة امام صفعات العالم..
كيف تنزل وتقوله...كيــف تخبره ان عنده ولد من 3 سنين بس ماخبرته...
كيـف تواجهه بـ هالشيء وهي كارهة انها تواجهه...
كل اللي صـار بينهم صفحة انطوت بالماضي..
كيف ترجع له وتخبره انها محتاجة ابو لابنها...كيف؟؟!!
ابنها اللي جابته بعيد عن ابوه ...
وعن مسمعه... ابوه اللي قرر انه يتركهم وهو مايعرف بوجوده..
ابوه اللي صفعها بتركها لها ... ومغادرة من حياتها...
كل الاختبارات كانت ممكن تتحملها بحايتها...الا مرض طفلها الصغير بقصور بعضلة القلب... وكونه مو مسجل ببطاقة عائلة ابوه..
مايمتلك تأمين صحي...وبالاصح... مايقدر يخضع لأي عمليات غير العلاجات الاعتيادية...
كانت تكره انها ترجع لابوه... طول هالسنين كانت تحاول تبتعد عنه...
الشخــص اللي يتركها بنص المشوار مايستاهل ترجع له...
الشخص اللي طول عمرها خافت منه... وبتظل تخاف منه...ومستحيل تنسى فعايله فيها...
رجل اضطر انه يتزوجها بعد ماعتدى عليها...
ولما اكتشف انه مايقدر يلتزم معها... تركها ببساطة...
وكأن الزواج لعبـة بقانون التزامه...
ياربي انا ليه جيت هنا؟؟ ليه وصلت عنده!!
ليه بضطر ارجع له واقوله ان ولده باحتياجه؟؟
خصوصا وانا ماعندي مسند...ماعاد عندي مسند...ماعندي غير امي العجوز ...االلي ماتقدر تسوي لنا شيء...
بلعت غصتها وهي تتوجه لداخل الشركة...
راحت لقسم الاستقبال تسألهم عن اسمه..
( سيف ناصر آل زيـــد...)

بلغوها ان مكتبه بالطابق 24 ...
تحت طابق المدير بطابق واحد...مدير الحسابات المالية بشركة آل زيد...
لازالت رجفتها وخوفها منه ماخفت...
لازالت تكره كل خطوة اضطرت انها تروح برجولها لـ سيف...
لـ الشخص اللي ماتقدر تتعايش معه او تواجهه..
للشخص اللي حاولت تتواصل معه بس ماقدرت..
وصلت لقسم المالية...بلغوها ان عنده اجتماع..بعد نص ساعة بيطلع من الاجتماع..
راحت وجلست بالمقهى... تنتظر خبر من البنت اللي تشتغل بالاستقبال...
فتحت بوكها وهي تناظر صورة لاعز انسان على قلبها ...
ابنها فهد ... اللي كانت ملامح الطفولة ممزوجة بملامح ذبول...
بلعت غصتها وهي تقبل صورته ...وتدخلها بالمحفظة...
انتبهت لصوت بنت فوق راسها كانت لابسة عباية مزخرفة وملونه :
( تقدرين تتفضلين عند استاذ سيف هالحين...بس ماعندك الا خمس دقايق ...لانه الاستاذ مشغول جدًا ..)
حنين ارتبكت الحروف في لسانها وهي تلتوي: ( خمـ...ـس دقاايق؟؟!...)
البنت تجيبها باحراج : ( والله بالموت قدرت ادبر لك وقت ياختي... تفضلي بسرعة الله يعافيك...)
حنين بانكسار تقف... حتى ان كانت تلك خمس دقائق لا املكها الا لك ياحبيبي يافهد...
انت معصية والدك التي سأظل احبك فيها واكره والدك بها...
اختنقت وهي توقف تعد خطواتها اللي صارت بطيئة وكأنها تحس بحادثة الوحشية اللي قبل 3 سنوات تنعاد عليه...
فتحت لها الموظفة الباب ...ودخلت بخوف...وهي تطالعها تغادر المكتب...
ليه تخليني لحالي؟؟!
ماتدرين انا بحضرة من؟!!
بحضرة من سرق عذريتي وطفولتي وشبابي...

بلعت ريقها وركبها كانت تطق ببعضها من الخوف...مشت ناحية مكتبه وكان مشغول بمكالمة هاتفيه...وملتفت ناحية الزجاج المطل على شوارع الرياض...
لما التفت ناحيتها مانتبه لها وكان يكلم بالجوال...
وهي بالمقابل كانت تطالع تحت وتفرك يدينها اللي احمرت من الخوف والقلق...
سيف حينما انتبه لوجود فتاة في مكتبه تحدث في الهاتف :
( خلاص مو مشكلة...باذن الله راح يتم الموضوع...اكلمك بعدين على خـير...
فمـــان الله...)

اغلق الهاتف وجلس بهدوء على مكتبه محدقًا بها وهو غير مركز على ملامحها : ( آمريني يا اختي؟!...)
رفعت عيونها بصعوبة...عيونها اللي كانت شبه دامعة...
عيونها اللي ذبحت كل خليه فيه..
مايبـــي يتقابل مع ذنوبه وعصيـــانه...
مايبي يذكر تاريخ طيشـــه وجهله...
طول فترة زواجه فيها ماكان كارهها...بس كان كاره اللي مسوي فيهــا وخوفها منه...
وعرف ان طول عمرها بتظل خايفة منه ...ووحشيته بتظل منعادة في عقلها...صورة سوداوية مستحيـــل تنساها...
ارتبكت كلماته وهو ينطقها : (حـ..ـحنيين؟؟؟!...)
حنين تمالكت خوفها وقلقها لتبتلع غصة وتسعل بحرج محاولة البقاء هادئة :
( ايه...حـ حـنين...)
سيف صمت لمدة دقائق يتأمل صمتها وخوفها وارتباكها...بعدها نطق :
( تفضلي حنين... آمري؟!)
حنين برجفة كفينها مدت يدها لشطنتها وهي تسحب من محفظتها صورة صغيرة وتمدها له...
لما مسك الصورة من يدها عقد حاجبـينه بتساؤل :
( مين هذا؟!...)
حنين تنظر له بقهر وعيونها باكية :
( هذا تاريخ ذنوبك... تاريخ انكتب قبل 3 سنين ومستحيل ينمسح من بالي...)
سيف عقد حاجبه بغير فهم...ثم هز راسه برفض...وكأنه الشيء اللي يشوفه مستحيل...كان الشيء اللي قاعده تقول له كذب...مستحيل...سيف آل زيد يكون عنده ولد ومايعرف به سنين؟؟!...
كيــف؟!!!
برفض وبدون مايشعر بنفسه وجد نفسه يقول :
( مستحيل يكون ولدي... )
حنين بقوة : ( بلى ولدك...)
سيف يهز رأسه بغير تصديق :
( سيف آل زيــد لو كان عنده ولد ...
كان عرف به اول واحد...)
حنين بحدة : ( سيف آل زيد هو من ترك ولده وراح عنه...
أول واحــــــــد....)
وشددت على اخر كلمة...سيف لازالت صدمته الغير مصدقة تعتريه وهو يقول :
( مستحيل يكون عندي ولد وماعرف به...مستحيل..
صحيح بيوم من الايام ضريتك يابنت الناس...
بس بعد ما طلقتك ماقصرت عليك...عطيتك نفقتك كاملة...وزيادة...
لو كـــان مطلبك فلوس ... فلا تظلمين هالطفل البريء بـ هالشيء..)
حبست عبرتها بوجع...
ان كان لأجل عينيك ياصغيري...
سأفعل المستحيل..سأبتلع اهانة والدك واوجهه بحقيقة الامر...
المهم ان لاتذهب ياصغيري بأوجاع كتلك...
صوتها مخنوق بعبرة : ( لو كان مطلبي فلوس...كان جيتك من قبل 3 سنين... بس الفلوس ماهي اقصى طموحاتي...
رضيت...كابرت..اعترضت..الولد ولدك...ومافي الا حقيقة وحدة..وهي انك انت ابوه...وان كنت مو مصدقني..اختبار الابوه يثبت هالشيء..)
سيف يشعر بأن خلايا جسمه تخدرت...وماعاد يقدر يتحرك...لازال ثابت على مكتبه ليردف من مكنونته وعقدة الاغنياء بأن كل فقير يطلب منهم مثل هالطلب...معناها حاجته فلوس ...
اردف لها : ( كم المبلغ اللي تبيه؟!...)
فتحت عيونها بصدمة...ماقدرت ترد..
كل الكلمـــات وقفت بحلقها مثل الحجر...
تدافعت بحرارة في حنجرتها لدرجة ان الكلمات علقت..

سيف بهدوء :
( انا اعرف ان الفلوس عمرها ماراح تعوضك عن فعايلي بك...
بس لو كانت تسعدك او تغسل ذنوبي وخطاياي...
فلك اللي تبيه..هاتي حسابك واليوم يوصلك المبلغ اللي تطلبيه..)
حنين بألم وبقهر تتشنج عضلات فكها...
حاولت النطق..وحــــاولت...وحــــــــاولت...
بس الكلمات تموت في حنجرتها...
بصعوبة قدرت تنطق بصوتها المخنوق :
( كنت متأملة بأنك لازلت تحمل قلب في صدرك...
كنت متأملة انك ممكن تمتلك احساس او ذرة مشاعر...
لكن مع الاسف انا اتكلم مع انسان خالي...
الله ياخذني يوم جيتك...
الله لايحوجني لفلوسك...لو ما ولدك ولا كان ماوطيت هالمكان لك..)

وقفت وبغضب انثوي مقهور وباكي صرخت به :
( ياليت انت وفلوسك تروح بجهنم...)

مشت من قدامه وهي تصفع الباب امامه...
حنين السابقة اللي يعرفها..
ماكانت تقدر تواجهه وتحط لسانها بلسانه...
كان اصلاً مايصادفها...كانت تقفل باب الغرفة عشان مايدخل لها ولا تطلع له..
وطول ماهو بالبيت هي تبقى بغرفتها...
واذا دخل البيت وشافها ...يلمح طيف هروبها ...
اللي صادمه ...
من فـــين استمدت هالقوة؟؟!...
كيف امتلأت كل هالجرأة وقالت هالكلام...
كيف وقفت وحاججته بـ هالشيء...
اللي لازال الى الآن مايصدقه...
او مـــــــايبي يصدقه!!....







*



صَمت وقلق وتوجس...
ارتجاف خفيفة ورعشة من المنظر اللي راح يصير...
في طائرة خاصة وجنب امجاد مقابله له وعثمان..كانت هي الوحيدة اللي تجلس وشادة على مقعدها وكأنها ماتبي تطير...لانها وبالحقيقة ماقد جربت الاقلاع او الطيران...
هذي مراتها الاولى...صحيح اشتغلت مع شركات اخرى من قبل...بس كان شغل مقتصر على السعودية وبس...
ليما جى هذا اليوم الغريب حتى شافت نفسها جالسة بكرسي بطائرة قدامه... كان يلمح خوفها كل ماتكلم الكابتن...ولما قرا الكابتن دعاء السفر والمضيفة كانت تقول التعليمات معه...
ماتت خوف ونظراتها صارت تضحك.. لمحت طيف ابتسامة منه...
تضحك علي يالمجرم؟؟ ...عسى تطيح سنونك ...
عسى يشيلون شيلك قل امين...
شايفني ضعيفة بـ هالشيء ومستانس على ضعفي وخوفي...
اكيد امثالك يحبون يشوفون خوف الناس...
يحبون يشوفونهم يتوسلون...
يموتون من الوجع... وتبقى في نظرهم المجرم...


لما بدا الاقلاع غمضت عيونها وغاصت براسها في حضن امجاد اللي ابتسمت وبدأت تقرا عليها بطلب من ذياب ...
ماكانت حاسة بشيء ابدًا كل اللي سوته انها ماتبي تجلس وتناظر النافذة...تحس انها راح تطيح ...
امجاد تهدي فيها بضحكة : ( ترا قطعنا الشوط وانتي لساتك متعلقة فيني؟...ها سمي..
تبين تكملينها نومة بحضني؟؟؟!..)

فتحت عيونها باحراج وببطء شديد ماتبي تناظر بالنافذة...لمحت عثمان اللي غاص بسابع نومة بينما هو كان يشتغل على لابتوبه ويراقبها... ارتجف جسمها فجأة وتحس بأن الضغط اللي بجسمها اختل...وكأن في شيء يشد جسمها للاسفل كل ماحاولت تعتدل بجلستها...
حست بغثيان شديد...وعرفت انها بالفعل تعاني من رهاب الطائرة... سمعت صوت امجاد :
( اول مرة!؟...)
مهره بقهر من ذياب اللي واضح انه يراقب خوفها ومبسوط...لتردف لامجاد :
( أنتــــِـــي وش شـــايفة؟؟!..)
امجاد ضحكت على عصبيتها : ( ههههههههههههه انتي كذا لما تخافين تعصبين وماتسيطرين على اعصابك؟!)
بقهر وهي تناظر بامجاد : ( ممكن تبعدين السخرية حاليًـا...
وتخلـــيني أعيش لحظات حياتي الاكثر رعبًـا بسلام يامديرتي العزيــــزة؟؟!..)
امجاد تبتسم : ( لا...
ماني بنت آل زيد لو ما خليتك تطالعين بالنافذة وتتمقلين..)
انتفضت من اسم آل زيد وكأنها تكره بالفعل ذكر هذا الاسم...
عينيها هربت لذياب الذي علم تماما ماتفكر فيه...
بينما هي لاتعلم بأن ذياب يعلم كل هذا بصمت...
ابعدت وجهها بصدمة عن امجاد اللي كانت تحاول تلفه للنافذة وبقهر : ( ماااااابئ....وجع وجع اتركي خشتي...
قلت لك مابي تكفـــــــين.... ماحب اطالع هالمناظر...
ادوخ والله ادوخ ماتعودت...)
امجاد كانت تحسبها تتكلم من خوفها...بس الحقيقة ان هي اكثر شخص بالعالم يهاب المرتفعات...
لذلك باستلعان امجاد ثبتت وجهها للنافذة ...وهي كانت ترفض تبين نقاط ضعفها المفضوحة قدام الجميع...ماكانت تبي تلف وتطالع...غمضت عيونها وهي تقول لامجاد:
( واللي رفع سابع سماء يا امجاد...
ان ماشلتي يدك بتنشاتين...)
امجاد بضحكة : ( ههههههههههه انتي يام شبرين تشوتيني؟؟؟...والله لو فيك خير سويها...
وجيبي ورقة استقالتك معاك ههههههههههههههه)

تذكرت كلمة ذياب اول يوم شغل لها يوم كانت طالعة من الفندق...بعد ماخبرها وقال لها ان لو فكرتي تتأخرين مرة ثانية...
هاتي ورقة استقالتك معاك...
هذي العائلة اللي ماعندها غير قانون التهديد...
غير قانون الاجرام...
غير قانون الظلم...
التفتت لامجاد وبحقـد غير واضح :
( هدديني...انتي اصلاً ماعندك غير التهديد..)
وبهمس ماسمعه ذياب وامجاد...او ظنت ان ذياب ماسمعه :
( أنتِــــــي وولد أخووك)
ابتسمت امجاد وهي تعطيها الماء : ( طيب خلاص اهدي...
واستمتعي بالجانب الايجابي من الرحلة...)
مهره بعناد تهز رأسها وترفض شرب الماء :
( يرحم امك خليني بحالي...
والله ماسويت لك شيء...انتي ليه تحبي تستغلي ضعف الناس؟؟!..)
امجاد بسخرية مازحة:
( غبية ماعليك شرهة...
جالسة جنب النافذة وتغمضــين عيونك..
صدق ماتعرفين متعة الحياة...)
مهره بعناد اكبر : ( ايه انا غبية...واحب غبائي..
بس مابييئ...)

ذياب يراقب الوضع بصمت وعينيه يوزعها على اللابتوب وشجارهما...
ابتسم ذياب لامجاد وهو ينطق :
( انتي دعلة وماعليك شرهة امجاد...
محد يقنع حد يخاف كذا..)
امجاد بفجعة : (ءءءء...اناا دعلة طلعت؟؟؟...
والله الشرهة مو عليكم...علي انا اللي مقابلة وجيهكم...)
مهره لازالت تستفز امجاد باغماض عينيها ورفضها لرؤية المناظر...
ذياب يتكلم لامجاد :
( طيب ممكن يكون هذا جانب ضعف بالانسان ويرفض انه يوريك جوانب ضعفه...ماتحترمي قراره يعني؟!...)

فتحت عينيها بصدمة من كلامه...يعرف الضعف؟!
يعرف كيف الانسان يخبي ضعفه ويدفنه بالعميق...
هل ياترى امثالك يضعفهم فقدان الضمير؟؟؟
ياترى ضميرك صاحي ؟؟؟ولا لساته ميت...

اشاحت برأسها لتردف لامجاد :
( الضعف عمره ماكان عيب ...
ولا بيكون عيب بنظر عيني...)
وباعتراف هادئ اكملت..:
( وايــــــه...انا شخص عنده فوبيا من المرتفعات...
وهذا الشيء ماهو عيب...اكثر حوادث الانتحار من المرتفعات...فشلت بسبب خوف الناس من المرتفعات..
على الاقل خوفــي ممكن ينقذني من اشياء... )

ثبتت عيونها بذياب وكأنها ودها تخنقه :
( بس اللي يفتقد خوف ربي ... كيف ينقذ نفسه ؟؟!)

للحظات امجاد ظنت بالفعل ان الكلام موجه لذياب...لولا تدارك مهره للموقف وهي تطالع امجاد :
( يرحم والديك لاعاد تعيديها وتستقعدين لي بالطيارة مرة ثانية...)
وبسخرية اكملت
( حتى ما اضطر اجيب ورقة استقالتي معاي مرة ثانية...)

ضحكت امجاد وهي تراقب جرأة وصلت لقلب مهره...
اللي كانت تحاول بعينيها الساحرتين...
الوصول الى النظر للقمة...لعل والديها يراقبانها من على ظهر غيمة...
لعلهم ينظرون لها وهي تجلس مع قاتلهم...
وتقطع وعودًا كثير بالانتقام...
بعدم الصمت...
برفض الهيمنة..وكل صفات الغطرسة..

او لعلهم يمسحون تلك الدمعــة اليتيمة التي سقطت على خدها القطني امام انظار ذياب...وانشغال امجاد...


مسحت دمعتها بشكل آلي... واضطرت انها تفتح حزام الامان وتتوجه لدورة المياه...
ذكرهم على قلبها امامه...واالاعظم صمتها...وعدم قدرتها على الصراخ به واهانته...
شيء يؤذي قلبها الصغير...
حبست شهقاتها...تدعي من الله يبرد قلبها...ويمسح على أحزانها..

.

*

ماكانت قادرة تتحمل صوت الكحة بولدها...
حتى بنص الليل مو قادرة تشوف ولدها ينام ويرتاح...كان يصحى ويبكي متعذب من الالم اللي بصدره...
بكت بقهر وهي تحضنه وتبوسه...خلاص...ماعاد فيها تتحمل...
ابوها الشخص اللي يتعامل بقسوته..تاركها في بحر معاناة طويل الامد...
ومرتاح ومبسوط مع ربعه...
ياربي ياحبيبي ...ريحني من الهم اللي انا فيه...
ساعدنـــي...والله هالطفل ماله ذنب الا انه يتيم...
وهذا جده!!...

لما طفلها صرخ بعدم ارتياح وبكى ...طلعت وهي تبكي لابوها الموجود بالصالة يتابع التلفزيون...
: ( يبه...تكفــــى...شف خالد مو قادر يتحمل وينام...
تكفى لو دقيقتين نزلني المستشفى ..او على الاقل هات له علاج... )
ابوها عقد حواجبه مو عاجبه الكلام لتكمل :
( تكفى يبه تكفى...)
مارد عليها ابوها لتصرخ بقهر :
( وييييييييين ضميرك...عادي عندك تترك طفل يعاني كذا؟؟؟ لاهو اللي قادر ينام ولا انا... )
نهض ابوها من مكانه وعيونه معصبة...رجعت خطوات لورى بخوف وحمت طفلها الصغير بين ذراعها...
ورمى عليها كاس وهو يصرخ فيها ويسبها ويشتمها...
( خلييييييييييه ييلحق ابوه اللي مامنه خير...لو فيه خير
كان ترك لك فلوووووووس قبل لايموت..)
بكت بغصة ...مادي...
تبقى مادي يايبه ماتتغير...
مالي ذنب بـ هالحياة غير ان انا ارملة..
وانت أبوي!!!...

دخلت لداخل وقررت قرارها...ماعاد تملك اي خيار غير هذا الخيار...حتى لو ذبحها ابوها ..
بتظل امومتها فوق كل شيء...بيظل المها على طفلها هو اللي يحركها...
ماهمتها العواقب وكل تفكيرها بالطفل اللي يعفر جنبها من الالم...
ودموعها ماوقفت على حاله وحالها ...
رفعت السماعة بعد ماتأكدت انها قفلت الباب...
واتصلت على رقم جد مهره...بو عبد الله...
تحترمه وتعتبره مثل ابوها..
وكان دايم يقول لها لو ماتبين ابوك ويضرك امشي عندي وانتي بعيوني..
بس كانت ترفض... كانت ماتبي تترك ابوها لوحده...
بس خلاص...ضاق الصبر فيها وظناها العزيز على قلبها يعاني...
سمعت صوت الخط وبكت وهي تجهش بالبكاء :
( تكفى ياعمي....تكفى يابو عبد الله رجيتك...
ان كانت مهره عليك عزيزة وغالية...
تعال طلعني...خلاص ضاقت بي الوسيعة...
ولدي بيموت وابوي مابه احساس...)




*


طلع من الشركة متوجه يسلم بعض الاغراض لبيت عمه...طول الطريق ماكان يبي يروح للمكان اللي يذبحه...
كيف يروح...كيف يواجه ...كيف يبرر؟؟!
كل تنهيدات هالعالم ماتت محبوسة بصدره...طول هالاعوام...كان يكره يروح بيت عمه...واول مايدخله يتذكر صدمتها ورجفتها قدام عيونه...
وكأنه بـ هالشيء كان اقسى المخلوقات بالارض...
صحيح انه ماصارت بينهم ليالي طويلة من بعد العقد...
بس طول العمر وهم يتمنون انفسهم لبعض.. فجأة وبغير مبرر كما تعتقد هي...ينفصل عنها...
ذبحه صوت بكاها يوم وجه اسهم كلماته القاسية لها ...وهو يقول لها : ( انتي طالق ياعبير...)
ماينسى كيف طاحت على رجولها وبكت ...بل جهشت بالبكاء...
بنت صغيرة كانت على وشك تكون عروس...
يصدمها بقراره..ويهدم احلامها..
وش ذنبها غير ان اخوها كان يوم من الايام قاتل...
كيف يسمح له ضميره يضر اي احد بالعالم...وخصوصا بنت عمه؟؟؟
همس بعذاب وهو يناظر البيت...
( مانسيتك ...جعل ربي لا ينسيني..)


دخل من البوابة بعد مافتح له الامن البوابة...
ومن دخوله واستقراره بالحديقه هاتف زوجة عمته وخبرها ان تسوي له طريق...لانه داخل ومايبي يكشف على البنات بالخطأ...
دقايق حتى دخل لداخل بيتهم...متوجه للصالة الرئيسية محل جلوس زوجة عمه..اللي تعتبر بمقام امه...
ابتسمت له : ( حي الله مسفر...)
مسفر بابتسامة : ( الله يحييك... )
ام ذياب تطلب منهم اعداد القهوة لكن مسفر يجيب باحراج :
( وش له داعي الكلافة يام ذياب... جاي اعطيك اغراض وصاني عليها ذياب وامشي...)
ام ذياب تهز رأسها برفض :
( الكلافة على الغريب مسفر... انت منا وفينا..)
هز رأسه بصمت وهو يسلمها الاغراض وماسمحت له بالمغادرة حتى تضيفه...بهدوء سمع صوتها بينما كان يشرب قهوته العربية :
( كيف حالك ؟؟!)
مسفر ينظر لها وبحسرة ينطق الكلمة الباهتة :
( بـخيــــــر!!)
ام ذياب تطالعه : ( من هنا ياولدي انت مو بخير.. )
مسفر بصمت يتنهد ثم يردف :
( انتي ادرى الناس بهمي يام ذياب... وتعرفين اسبابه..)
ام ذياب :
( دامه هالامر يهمك يايمه... ليه تركت البنت تتعذب وتعذب نفسك؟؟؟ انت ماتدري بها شهور كانت ترفض تاكل... بسبب الصدمة اللي جتها منك... )
مسفر يهز رأسه :
( انتي ادرى الناس يام ذياب اني مستحيل ااذي بنتك....انا شخص عاقل واكيد لي اسبابي..)
ام ذياب تطعنه بخنجر الحقيقة :
( بس انت أذيتها يامسفر... وللحين بنتي مأثر عليها الموضوع...
اقول تكابر..اقول نستك...بس كل ماجاها غيرك رفضته...
وكل مانذكر اسمك بمكان تغير وجهها...)

: ( مو صحيح يمة...مو صحيح... انا بخير..)
رفع رأسه حتى شاف عبير اللي لابسة عبايتها ومتحجبه وكانت على وشك الخروج واكيد انها مرت وسمعت كلامهم بالصدفة...
كانت واقفة بثقة وهي تتكلم :
( كنت اتألم ...صحيح... كنت أبكي كثير صحيح..
بس ماعلي شرهة كنت بزر...
سنين تركك لي علمتني كيف انضج...وان كان ماهو مقصدك أذى... فكثر الله خيرك كفيت ووفيت...)
مسفر يضع قهوته بهدوء وهو ينسحب :
( جزاك الله الف خير ام ذياب... اشوفك على خير..)
انسحب امام عيني عبير اللي لما حست بخروجه من المكان طالعت امها بقهر وعيون دامعة :
( لا تبينين له اني ضعيفة بدونه...
تراني اقوى من غيابه ..
أقوى من صده ... انا اقوى من شفقتكم علي كلكم...
ولو علي...مابيه ولا بي غيره...
الله لايرد لي ايام خلت به..)

طلعت من المنزل للحديقة وهي تلمحه بالسيارة...تجاهلته وهي تبتلع غصتها ويفتح لها السائق باب سيارتها وتركب...
امام نظرات مسفر الغير راضية بجرحها..
وبنفس الوقت المقهورة من قوتها...
وكأنه ماعاد يعني لها شيء...
بينما هي لازالت تعني له الكثــــير...

الله يسامحك يايمه...الله يسامحك!...




*


ظلمت السماء... ودخلوا بسماء روما المغيمة...
واتضحت لهم ملامح المدينة المشتعلة بالاضاءات....كانت تجلس بهدوء وبصمت بعد ماطلعت من الحمام...غفت بطريقة متقطعة بالرحلة...كل مرة تجلس على كوابيس يوم فقدها لامها وابوها...
تحلم كيف دخلوا بجثثهم بوسط البيت...
تحلم كيف كانت واقفة وتناظر مصدومة...حتى لما دخلوا الرجال ماكانت حاسة بنفسها...واقفة ومو منتبهة لحاجة...
لو ما جو لها الحريم وشالوها...ولا كان ماتحركت من مكانها..

في كل مرة تستيقظ من غفوتها القصيرة...تنتبه لعيونه تراقبها...
ويهتز من كيانها الشي الكثير..
بقدرة قادر استطاعت ان تنظر من النافذة... وتشوف اضواء مدينة فيومتشينو القريبة من مدينة روما التاريخية..
ماهي الا دقائق...
حتى اعلن الكابتن بأنه حان وقت الهبوط في مطار فيومتشينو ...
ارتبكت ملامحها وعاد الخوف لها... فكرة السقوط من السماء للارض ترعبها...
امجاد اللي كانت غافية صحت...
وانتبهت لعثمان اللي كان يوري ذياب ملف لجدوله خلال هالرحلة..
التفتت لمهره وشافتها مغمضة عيونها وتقرا كل الايات اللي حافظتها...
ابتسمت بهدوء وظلت تراقبها لحتى هبطووا على الارض...
فتحت عين والثانية مغمضتها...انتبهت لامجاد تراقبها مبتسمة وتقول لها :
( مبروك ...وصلنــا...)

مهره خزتها بحقد لان امجاد طول ماهم بالطائرة كانت تعلق وتهاوشها على خوفها ...وكانت حالفة الا تكسر هالخوف اللي فيها..
وقفت بهدوء بعد مافتحت حزام الامان... وكلهم نزلوا من الطائرة الى المطار...توجهت لدورة المياه مع امجاد حتى تلبس بالطو طويل وترتب حجابها...
عثمان سبقهم الى الفندق حتى يتأكد من الحجز...
وهم انتظروا سيارتهم اللي وصلت بعد عدة دقائق من مغادرة عثمان...
اتجهوا الى فندق بالجويني بروما...اللي وصلوا له بعد ساعة في السيارة... كان الهدوء يعم عليهم...
وكان ذياب يتكلم مع امجاد احيانا عن بعض الاشياء البسيطة...
بينما هي لازالت مسندة راسها على الطاقة ...وتناظر شوارع روما التاريخية...
كانت غايبة في عالم ثاني... سرحانة بالبعيد البعيد...
ماكانت حاسة بأي شيء ثاني...
اطلقت تنهيدة لما اكتشفت انهم وصلوا... والشنط كانت مسؤولية الفندق...
توجهوا للداخل حتى يستلموا بطاقات الغرف من عثمان...
صعدوا للدور اللي كانت به الاجنحة الخاصة بهم...
دخلت غرفتها وهي تسمع ذياب يأكد على امجاد انه بكرة الاجتماع راح يكون الصباح الساعة 9 ومايبي تأخير...
فهمت مقصده من الكلام وتجاهلته وهي تدخل للداخل بعدما دخل لها العامل شنطتها...سكرت الباب...سحبت من شنطتها حبوبها اللي مستحيل تستغني عنه...الحبوب الوحيد اللي يسمح لها انها تنام من غير الكوابيس...
استلقت بارهاق على السرير اللي مقابله كانت موجودة نافذة...
تراقب القمر...وبرودة النسيم اللي تتصادم مع مسامها...
كانت تناجي الله...
يصبرها ويلهمها طاقة الاحتمال...يعطيها القوة حتى تواجه بها اعدائها...ماعاد تبي تبكي...
كانت حالفة انها ماتبكي ... لكن بكل مواجهة تشوفه فيها..تذكر ذاك اليوم المـــشـــؤوم...
بلعت غصتها وهي توقف... تشوف الساعة...
كانت الساعة 9 بالليل... حست بالارهاق يمزق عضلات جسمها...
خصوصا انها كانت شادة على اعصابها طول الوقت ...
فتحت حجابها وشالت البوت من رجولها...
تكورت بالسرير ...وهي تناجي ربها وتبكي...
كانت ماتبي تبكي...بس ماتعرف اي طريق تواسي نفسها بهم غير الدمع...
طول اليوم تحافظ على دموعها امامهم...ولما تختلي بنفسها تبكي بضمير...
ماحست بنفسها يوم غفت...
وهي لازالت تنادي امها وابوها..






*



الساعة 12 ...
بحديقة الفندق ....كان واقف بكنزته السوداء الصوفية بهدوء...يشرب قهوته...
كالعادة...مشوار النوم بعيد عنه...خصوصـا بوجود بنت مثلها..
تذكره بكل الماضي اللي كان يتناساهـ....
وجودها رجع له الايام اللي مايبي يتذكرها..
كل كلمة قالتها اليوم كان واثق انها ماتقصد به غيره...
لازالت كلماتها تترد في اذنه يوم قالت له..
( بس اللي يفتقد خوف ربي ... كيف ينقذ نفسه ؟؟!)
ماينسى ملامح وجهها الملكومة بالوجع...
طالع بالسماء... مايبي يواجهها ويقول لها انه يدري بكل حاجة هي جاية عشانها...
يعرف مقصدها ويدري انها ماتبي الا الانتقام...
بس مايبي يزيد اوجاعها فوق الاوجاع...
ان كان هالشيء بـيبرد الجحيم اللي بقلبها...
فخــله يبرده..!!

التفت كان بيمشي لداخل... بس شاف طيف باكي ...
شافها طالعة وتشهق ببكاء ...
وتحتضن نفسها...وكأنها تبي تتخلص من الاوجاع اللي سكنت فيها...
يدري فيها يمكنها مو واعية على نفسها...خصوصا انها طالعة بدون البالطو الطويل...
كانت متحجبة بطريقة مو صحيحة بس ناسية تلبس البالطو فوقها لحتى يستر جسمها الهزيل...
توجه ناحيتها وهمس :
( مـهره..)
ناظرته بعيون مليانة دموع... بعد ماكذبت ان صوته اللي ناداها... اختنقت حابسة العبرة بدون ماترد عليه...
ذياب بتساؤل :
( وش مطلعك بـ هالوقت...؟؟!... مو المفروض ترتاحين عشان بكرة عندنا شغل؟؟!)
مهره بغضب باكي :
( الله ياخذ الشغل... يارب مابه شغل..)
ذياب ابتسم على احتجاجها بالشغل وكرهها له :
( تبين اجازة؟!...)
مهره بقهر تمسح دموعها :
( أبي انسى كل شيء... ابي انسى وبس..)
ذياب بهدوء عرف انها جديا مو بوعيها...يمكن من التعب..
كانت تهلوس له بكلام مو مفهوم وغير مكتمل...
كلام غير مترابط...
مهره بغير شعور ووعي وهي تبكي :
( مابي انام...ماعرف انام...وانت شغلك طالع لي عرض...
يعني بالله ماتقدر تأجل اشغالك ليما اخلص نومي؟؟؟!
حتى اكل ماأعطيتني..)
ذياب ضحك على هذيانها :
( الحين اطلب لك اكل...بس ادخلي داخل...وضعك غلط كذا..)
مهره بعينيها الناعستين كانت تناظر فيه بغير ادراك وبصرخة :
( قلنااااااااا لك اجل شغلك....)
ابتسم وهو يغطيها بمعطفه ويردف :
( اوكيه جى وقت اللي تدخلي به داخل..
ماني محاسبك على كلامك واسلوبك...
لاني داري انك مو واعية ..روحي نامي لغرفتك..)
مهره بقهر تشير للفندق :
( ماعندي غرفة انت ماتفهم...هذا مو بيتنا..)
حبس ضحكته وهو مضطر انه يمشيها للداخل :
( وعدك بعدين..امشي داخل وبكرة نتفاهم..)
مهره تقعد فجأة على عتبة الفندق وبهلوسة :
( مابيئ...البيت بعيد وانا مادله..)
ذياب بقلة صبر وعصبية:
( قومي من محلك لا اشيلك هالحين...)
ضربت رجوله بيدها ...وهو مافهم تصرفها...معقول احد يكون نعسان ويطلع له كل ردات هالفعل ذي كلها؟؟ وكأنها بالفعل سكرانة... اردفت بنبرة ساخرة وهي تضحك بجنون..:
( تشيلني اشيل عيونك يالبومة...)
ذياب يرفع حاجبه وبحده :
( وش اللي بلاني بك؟ ...انتي وش شاربة ...اعترفي..)
شافها قامت ولازال معطفه عليها...
واضطر انه يمشيها لمكان غرفتها... كانت متخبطة ماهي عارفة تطلع البطاقة تبع الفندق من شنطتها...
انصدم لما شافها تنفض شنطتها وتطيح كل اغراضها منها وكل هذا بدون شعور...عشان تطلع بطاقة غرفتها...
اكتشف سبب هلوستها...
كانت تبلع حبوب تساعدها على النوم...بس من اعراضها تسبب الهلوسة وتسبب احياانا فقدان للاحساس والشعور...
اجل تاخذين حبوب يالبزر...
ليتك عارفة هبالك يومك تاخذينه...
لم اغراضها بسرعة بشنطتها وفتح لها باب الغرفة وظل برا ينتظرها تدخل لحتى قفلت الباب...
هز راسه وهو بالفعل يذكر انها مو طبيعية...
بس مانسى انه ياخذ الحبوب ويحاسبها عليه بكرة...



من داخل الغرفة...مافكرت حتى انها تستلقي بشكل طبيعي..
استقلت مثل الجثة بعرض السرير...ومعطفه لازال مغطيها...

 
 

 

عرض البوم صور ـ سَراب ،  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المفر؟, المفرُّ, الذّي, الجحيمُ, استقر, فأنتَ, وأنتَ, وَأين
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية