كاتب الموضوع :
ـ سَراب ،
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
كيفكم وكيف حالكم مع حوسة رمضان >_< ..
الوضع عندنا اليوم مكركب وعزيييمة...
بس هذا مايضر اني اجيب هالبارت ونستكمل قصة مهرتنا مع الذيب،،
ومن جديد ارحب بكل من يقرأ الرواية زائر او عضو..
ويهمني اشوف ارائكم الجميلة، لأني وبصراحة اكون مبسوطة اكثر من حماسكم..
اللي باذن الله ماراح يخيب وراح تتحمسون اكثر للجايات..
ابيكم تركزون على رسالة آدم ستيفنز لحبيبته فيينـا في بداية كل بارت..
ترا وراها قصة متعلقة بأبطالنا...
راح تظهر بالبارتات الجاية..
البـــارت : الثــاني..
:
:
:
/
الفصل الثاني
" الى العزيزة فينــا...
هل تعلمين ان الحرب اكلت الكثير من الجثث..
لقد امتد دخانها وبدأ يأكل بأحشاء القطط ...
لقد اصبحت الشوارع متسخة بالدم...
حتى عويّ كلابنا قد اختفى...
ماذا حدث في فرنسا؟ ... هل لازالت الحياة كما نعرفها؟
هل لازالت حديقتنا عامرة بالعاشقين؟
هل لازلتي تحفظين رقصتنا تحت ضوء القمر...
اشتقت اليك...
اتمنى ان لايذهب دخان هذه الحرب اليك...
آدم ستيفينز "
:
:
:
تدخل للمنزل بهدوء...يعاكس العاصفة اللي بداخلها...كيف تطفي جحيم هالنار.. شوفة ذياب ماخلف فيها الا الرماد... كيف تقول لجدها وتخبره...كيف تقول ان ماعاد ينفع تبقى مع آل زيد...حقها وحق ابوها ضايع...حقها راح ..ماعاد تقدر تطالب الشيء...اقصى مطالبها تتمنى من ربها يخلي ذياب يختفي من الوجود..
اللي غصب حقوقها وحق ابوها ... وش له داعي تواجه اهل قاتلين امها وابوها؟؟؟ وش له داعي تطلع طعونهم من ظهرها..
دخلت محطمة تحبس عبرة ، ولما شافت جدها جالس بالكرسي الطويل اللي بالحديقه...سلمت بهدوء ومارفعت عيونها لجدها.. اللي حس بشيء في مهره بنته واردف: (مهره ابوي شصاير لك؟)
مهره ترفع عينيها بانكسار وبعجز وتلمع عيونها بالدمع...
لم يتحمل جدها ليحتضن صغيرته :
( افأ...منهو اللي قدر يزعل بنتي ؟)
مهره بحزن تجهش بالبكاء في حضن جدها وهي تهز رأسها بحسرة :( مقدر يبه... مقدر والله مقدر...)
جدها يهز رأسه : (بسم الله عليك يابوك...صل ع النبي..فهميني شصاير لك؟؟!)
مهره بغبنة :( مقدر اشوفه يبه... تعرف وش يعني مقدر اطالعه واسوي شي بحضوره؟؟؟!! ...احسني خاسرة يبه
مقدر اخذ حقي وحق اهلي منه...مقدر انتقم وافضحه بسوايد افعاله..)
جدها ينتفض بعدم رضى : (تسكتين يابوك وحقوقك يتلاعبون بها عيال زيد؟؟؟ انا ماقولك ضريهم..
بس لاتسكتين للناس ولك حق...خذي حقك ..خذي حق ابوك..لو انا رجال بصحتي وبعافيتي ماتركتك تسوين هالشيء لوحدك...)
مهره باندفاع : (ماني لوحدي يابو عبد الله...ماني وحدي وانت معي...)
مسحت دموعها لتنتفض من فكرة ان لها حق ويتلاعب بهِ غيرها لتجيب جدها : (وحقوقنا محد مضيعها يبه...بأرجع وبأخذها..ماني بنت عبد الله لو مأخذيت حقي وحق هلي..)
ابتسم جدها يقبل جبينها : (خلك قوية يامهره...خلك قوية..ولاتقولين مقدر..انا ماربيتك عشان تتنازلين عن حقوقك للظالم..روحي قدام عينه وطالبي بحقك...)
مهره تحتضن جدها بحب: (والله لو ما انت مدري وش بيصبرني على هالحياة...)
بو عبد الله يحتضنها بحنان ويبتسم : (قوي عودك يابنتي...روحي اقري لك من آيات ربّي...
وكل هم بك بيروح ..)
هزت رأسها لتبتسم بعد ان قبلت جدها بحب وتوجهت لغرفتها الصغيرة... لتجد رسائل متعددة من صديقتها منار التي كانت تريد ان تعرف ماذا جرى لها منذ يومين...ابتسمت بحب لصديقتها الوفية..بدلت ملابسها واستلقت براحة على سريرها وبيدها الجوال لتتصل على منار ليأتيها صوتها بعد دقائق بصراخ : (مهيييييييييييييييرووه)
مهره تبعد السماعة من ذانها : (اخ اخ بطيتي اذني...انتي شلون صرتي ام وبعدك ماعقلتي؟؟.......)
منار بحماس : ( هههههههههه بسرعة قووووووووولي شصار عطيني التقرير ..)
مهره تضحك وهي تتربع وتحتضن وسادتها :( هههههههههههه انتي ماتخافين الله..سوسة سوسة...تحبين تقروشين الناس..)
منار بابتسامة : (يالله خلصيني عطيني تقرير باللي صار..)
مهره بارتباك تتنفس بقوة ثم تردف :( ماعرف شنو اقول يامنار وشنو اخليه!!...
اليوم انفجعت...تذكريني كيف كنت اقولك بأروح لذياب وبأسويه له وبأنتقم منه..
كل هالشيء راح من يدي وماعادني اقدر اسوي شيء..)
منار بفجعة : (ليييييه شصار؟؟؟ حد تعرض لك يابنت؟؟!)
مهره صمتت قليلاً وهي تحدق بيديها ..
لتجيبها منار بجنون :
(بنننننننت...)
مهره بقهر :( مقدر اواجهه..احسني ضعيفة وخاسرة ..)
شهقت منار بغير تصديق : (تمزحيييييييين؟؟؟ مهووور....وين كلامنا اللي قبل؟؟...ماعهدتك تحبين المزح كذا...)
مهره بسخرية:( ليتني اقدر امزح..)
منار بمواساة : (طيب شنو بتسوين ؟؟)
مهره تستجمع شتاتها لتردف: (مستحيل اترك لي حق ولاهلي عند عيال زيد...ابوي كان شريك لهم...وله حصة من الايرادات..)
منار بتشجيع : (ايه ياقلبي خلك قوية...لاتسكتين...ياويلك لو تتنازلين عن حقك...والله اجيك واتوطى ببطنك..)
مهره تبتسم : (كيفه خلوودي؟؟)
ابتسمت منار تنظر لولدها بحسرة : (مشتاق لابوه اللي راح...)
مهره بحزن لصديقتها :( الله يرحمه ويجعل ملقاه به بالجنة..)
منار بألم : (اللهم امين...)
مهره بتساؤل : (طيب ماقدرتي تطلعين للحين؟؟على الاقل تروحين مواعيد خلودي )
منار بقهر وعبرة : (وين اطلع؟؟ وييييييين اطلع وعندي مثل هالابو؟؟ شوي ويحبسني انا وضنااي بالحمام...)
مهره تهز رأسها بقهر : (لاتسكتين...واجهيه قولي له مالك حق ..ماله حق يسوي بك سواته..)
منار بوجع : (اواجهه عشان اشيل قفاي للقبر؟؟؟ ...لو تبيني اعيش لاتزرعين هالافكار براسي مهره...تكفيييييين..)
مهره بحزن :(بسم الله عليييــــك...
والله ماخليكم كذا...اصبري والله لا اطلعك...كم صار لي ماشفتك..حرام عليه..شهور ماخلاك تتوطين برا البيت...)
منار بابتسامة تحتضن ابنها النائم في حضنها :( والله مابه شيء مصبرني غير خلوودي...ياجعلني فدا رجوله بس...)
ابتسمت مهره بحب : (افغصيييييييه وبوسيييه عني...بعد قلبي والله اشتقت لخدوده...)
منار : (يالله هانت ...ان شاء الله بحاول اقنعه اطلع واجيك..)
مهره :( ان شاء الله..)
منار: (يالله اخليك ترتاحين...)
وبتنبيه :( مهره....حبيبي كوني قوية عشانك وعشان بابا علي...)
مهره تبتسم وعينيها تلمع : (ماراح اكون ضعيفه...ان كان لي حق باخذه...)
منار :( انتبهي لنفسك حبيبتي...يالله مع السلامة...)
مهره تغلق السماعة: (مع السلامة..)
استلقت وهي تتقلب على السرير، وبدت فكرة تخطر ببالها مقد خطرت لها...هل معقولة ذياب ماحس من انا؟؟؟ ...كيف يسمح لنفسه يعيش بضمير ميت ويرضى بظلم الناس؟؟؟؟ ...احتضنت الوسادة وهي تحاول اغماض عينيها..
الله لا يسامحك...قهرتني بامي وابوي...قهرتني بحياتي اللي عشتها بنقص ووجع...
عشت بهنا وتهنيت بابوك وامك...وتركتني طول سنيني اعيش بلا ام وابو...
غمضت عينيها وهي تردد آيات من كتاب الله المجيد...حتى يرتاح قلبها ويهدأ النار المشتعل بصدرها...
*
اسبوع كامل مضى بحذافيره بتلك الشركة...طوال الاسبوع تتهرب من فكرة التصادف مع امجاد او ذياب...كانت تسوي شغلها مع عثمان غالبًا ومكتب المحاسبة اللي تحت...
واذا طلب ذياب تقارير تتهرب ...او تعطيها عثمان او اي موظف ثاني يدخلها....
ان واجهت نفســـها وقالت تبــي الصدق...حست انها ضعيفة...ايه ضعيفة...ضعيفة ماتقدر تطلب حقها...
ماتقدر تسوي شيء.... بس ماتبي تخليه يتهنى بحياته...تبي تاخذ اغلى مايملك...او تستولي عليه...ضرني سنين بفقدي لامي وابوي...كيف وليه ما اضره...يستاهل...يستاهل ...
ابعدت الفكرة من راسها...كيف تقدر تضره وهي ماقد ضرت نمله...شفت يالظالم؟؟؟ حتى انا ارحم منك ومقدر اسوي مثل سواتك...الله حسيبي عليك..
وقفت بتثاقل وراسها يوجعها وهي تطلع من مكتبها واخيرًا متوجهة لمكينة القهوة تاخذ لها كوب كوفي وتنزل بالمقهى اللي تحت... لكن ماصارت الا دقائق عديدة وهي تشوف امجاد تجلس معها على نفس الطاولة :
( قررت اعقد معاك صفقة...)
بسخرية اردفت :
( وانتوا حياتكم كلها صفقات؟؟؟..متى بتفرقوا بين الحياة الواقعية وحياة العمل؟)
لم تفهمها امجاد لتجيبها :
( ماعلينا من هذا كله...موافقة ولالا؟)
مهره تهز رأسها :
( موافقة على ايش بالضبط؟؟ هاتي ماعندك واشوف..)
امجاد : ( نقدر نصير اصدقاء لفترة معينة؟؟؟)
مهره بينها وبين نفسها تهمس : ( ما اتشرف..)
لكن ماسمعتها امجاد واردفت بتساؤل وهي تشرب رشفة من قهوتها :
( وش مناسبة هالصداقة؟؟؟!)
امجاد برجاء :
( ادري انك ماتتقبليني...ومدري ليه بس ماهو شغلي...تكفييييييين يااختي طلبتك بالله ...طلبة مسلم ماله الا اخو المسلم..)
مهره ضيقت عينيها: ( تفضلي؟؟؟!)
امجاد تتنهد وتردف :
( عندي فوق الـ 15 تقرير حق رحلتنا لروما...بس ماني جاية اخلص ولا شيء منها...لان اعدادها هايلة ومو قادرة اسيطر عليها...تقدري تساعديني؟؟؟!)
مهره تهز رأسها باستغراب :
( وليه مايشفق عليك ولد اخوك...) صمتت لدقائق ثم اردفت
( اوه صح نسيت انه مايعرف الشفقة والرحمة..)
امجاد تبتسم : ( انتي قلتيها...ذياب بالشغل مايرحم...مايرحم نفسه ولا غيره... فتكفين...)
مهره ابتسمت : ( اتفقنا...)
امجاد بسعادة : ( يا اختي الله يسعدك ويهنيك... وهم مايمنع ان احنا نصير اصدقاء عن حق وحقيق...)
مهره دارت بعيونها عن امجاد...ماتبي تطالعها وتقول لها ...انتم اهل شخص قاتل ...وهالقاتل ماقتل اي شخص...قتل اعز الناس لي...كله عشان يحفظ فلوسه ومايفرط ففيها...كله عشان الطمع والجشع اللي في قلبه...
مهره هزت رأسها مجاملة تأييد : ( بعد ساعتين اخلص لك التقارير... بس لاتتوقعي اني بوديها لمكتب المدير بنفسي...بليز توسطي بالموضوع وانتي وديها او خلي اي احد ياخذها له..)
امجاد تغمز لها : ( افا عليك... تم)
وقفت مهره باحترام : ( اشوفك على خير..)
هزت امجاد رأسها لتراقب مغادرة مهره للاعلى ...وانتبهت لطيف ذياب واقف من بعيد وهو يراقب حديثها مع مهره... وقفت بسرعة وصعدت ورا مهره حتى مايهاوشها ذياب لانها صايرة هاليومين بطيئة مرة في الشغل وسفرتهم مابقى عليها الا اسبوع واحد بس...
*
فتحت ألبوم صورها بوجع...فستانها الكحلي الفيكتوري بيوم ملكتها كان محل انظار الجميع...طقم الالماس اللي من اخوها ذياب كان شيء ملفت بليلة ملكتها... مستحيل تنسى لمسات مسفر لها وهمساته باذنها...مستحيل تنسى كيف كان يدللها ويرضي غرورها... لكن اللي صار بعد كم يوم من الملكة...خرب عليهم كل حاجة...امه بكل بساطة طلبت منه يطلقها... هاوشته وهددته اذا ماطلقها ماراح تكلمه ...كانت تخانقه وتقوله تتزوج وحدة اخوها مايخاف الله وقاتل له بني ادم؟؟؟ ... ماكانوا يدرون باللي يعرفه مسفر عن ذياب...
كان صاحبه وصديق روحه...وبنفس الوقت ولد عمه... فكيف يطعنه ويطلق اخته بكل بساطة بعد كم يوم من ملكة اخته...وبعد كم يوم من عقده عليها؟؟؟ اضطر انه يطلقها...بدون مايقول لها اسبابه...
اضطر انه يحرقها ويجرحها...ويدمر عليها اجمل ايام عمرها...ويقتل شبابها... ماتنسى كيف كانت ماتطلع من غرفتها بالاسابيع...وماترضى تاكل لين ماتجيها امها وامجاد ويهاوشوها عشاان تاكل...
تعبت وهي تسكر الالبوم بكره... وبحقد... خمس سنين من سويت سواتك يامسفر...ليت قلبي يقدر يسامحك...وليته ياخذ غيرك وينشغل به...
بلعت غصتها وهي توقف وتحبس البوم حياتها في صندوق... ممتلئ بالزهور اللي اهداها اياها يوم ملكتها...زهور الزنبق...
ماتت زهورك مسفر...ماعاد سقتيها...رحت وتركت لي بقاياها الذابلة...
تكسرت بعض الاوراق المتيبسة وسط كفها الناعمة...وبللتها بدموعها...نثرتها بالصندوق واغلقته ورفعته في دولابها من فوق...
طلعت وهي تشوف امها تقرا على بطن بنتها الحامل...نزلت بخطوات متواسعة من الدرج وتوجهت لرجول اختها وهي تقبل بطنها وتهمس بحب : ( كيفه شيخنا؟؟؟...بعده نايم ماطلع من بيضته الكسلان؟؟؟)
امها بعتب تهز راسها : ( الحين انتي تدرين انه ولد ولا بنت هاللي تسولفين معاه؟؟)
عبير بابتسامة :
( عندي شعور انه ولد...)
شيماء تنظر لعبير المستلقية على رجولها : ( واذا ماكان ولد وش بتسوين..)
عبير بسخرية : ( احتفظي فيه...حنطيه...علقيه سوي به اللي تبيه...انا مابي الا ولد..)
شهقت شيماء وهي ترفس عبير : ( انتي ماتخافين الله...عندك عنصرية من الآن؟؟؟...خليك ديموقراطية...)
عبير بضحكة : ( هههههههههههه استغفر الله بس دايم احسك لو جبتي ولد بيطلع احلى...يعني تخيلي تجيبين بنت عصلاء مثلك...تكفين لاعاد تجيبينها لي...)
امها تخزها بقوة : ( انتي ماتتأدبين ...اللي بيجي من الله حياه الله... وانا ماعندي فرق بين الولد والبنت...كلهم عندي سوا)
شيماء تقبل امها بحب : ( تعلمي من ست الحبايب يالحولاء...بكرة بيدخلون بناتك في صدمة نفسيه من امهم..)
عبير : ( يعني تخيلي بكري تكون بنت؟ والله اطب من السطح... استغفر الله ممكن افكر اني احولها لبوية... البسها ملابس اولاد والعب عليها ...اقولها لها ترا اسمك زيد وهويتك ذكر)
شيماء بفجعة : ( ءءءءءءءءءااااااا .....والله ماتستحين على وجهك...) رمتها بالخدادية بوجهها
( الله يعين بناتك عليك..)
ضحكت عبير : ( ههههههههههههههه مو لهدرجة ياختي العزيزة...لكن شأسوي فطرة من ربي...مافي احلى من الاولاد..)
ناظرت بامها اللي مو عاجبها كلامها لتردف لامها : ( وتبين الصدق يمه ...شنو يقولون؟؟؟ مااغلى من الولد الا ولد الولد... مافي على البنت حاجة...دايما مسحوب عليهاههههههههههه)
ام ذياب تهز رأسها باسف وهي تبتسم : ( انتي طول عمرك ماتتأدبين ...والله هذا انا جبت بنتين ولو خيروني بدالهم باولاد مابغيت... )
شيماء بحب : ( فديت ام ذياب ياناس...)
عبير بنص عين تنظر لامها : ( اسألك بالله...ننقاس احنا وذياب بكفة الميزان؟؟؟...اكيد كفة ذياب هي اللي ترجح معك...)
امها تهز رأسها ( كلكم غالين على قلبي... وكل واحد له مكانته بقلبي..)
عبير تبتسم بعنصرية وهي ترفع يدينها للسماء ( يارب خل كل ذريتي اولاد...)
شيماء تضحك وهي تطالع امها : ( بنتك هذي مرفوع منها القلم...خلاص ماعاد به فايده نتفاهم معاها ههههههههههههه)
عبير ببجاحة : ( اقول اخلصي علينا كم باقي على ولادتك؟؟!
...الفيلة والبقر ولدت وانتي بعدك تزحفين..)
امها تضربها بغضب : ( سمي بالله الرحيم لاتصيبين اختك بعين...)
ابتسمت شيماء بهدوء وهي تضع يدها على بطن طفلها : ( مابقى الا كم اسبوع تقريبًا ...)
امها تنظر لابنتها : ( ربي يسهلها عليك يايمة...)
نظرت لعبير بحب وبدعاء ام صادق ( ويخلف بك اختك..ونشوف عيال عيالكم..)
صمتت عبير...لم تردف...
الالم المنكسر...
الامنيات...
الاطفال...كلها كانت احلام من الماضي...
لم ترد يوما الا مسفر...
ولن تبتغي احدًا غيره..
وان لم يكن لديها اطفالًا من مسفر...فلا تريد اطفال ...البتة!
*
طلعت من المكتب بعد انتهت من 9 تقارير لامجاد...واللي من المفترض ان تسلمها لامجاد...او عثمان...لكن ماشافت لا امجاد ولا عثمان بوجهها...توجهت لمكتب امجاد...ضربت الباب اكثر من مرة بس ماكان فيه رد...حست بقهر شديد لما فتحت الباب...
وهي تطالع مكتب امجاد الفاضي بحقد شديد...
كيف تتركها كذا وهي وعدتها انها راح تسلم التقارير لذياب بنفسه..
انتفضت من غضبها وهي تعض شفايفها بغيض :
( الشرهة ماهو عليك يابنت آل زيد...علي انا اللي خذيت كلامك بمحمل الجد...)
هي اكثر الناس كرهًا لرؤية ذلك الرجل...
فكيف تدخل ببساطة وتتواجه معه وتناقشه على تلك التقارير..حست انها راح تذبح امجاد بمجرد تشوفها ووعدت نفسها انها ماعاد تسوي شيء لـ هالبنت اللي ماينوثق فيها..اضطرت انها تستسلم لعدم وجود امجاد بعد مانتظرت ربع ساعة...
توجهت لداخل الممر اللي فيه مكتب ذياب... ارتجف جسمها..وهي مو متقبلة فكرة انها تدخل وتناقشه بالتقرير..بس بما ان هذا الشغل وقع على عاتقها...فمحد راح يتعاقب غيرها..
مشت بهدوء وهي تطرق الباب عدة مرات حتى جاها الرد انها تدخل...من سمعت كلمة تفضل من صوته...اهتز جسمها...وارتعشت اطرافها...اختنقت وكأن الاكسجين ماعاد يكفيها...
كيف اقدر اواجهك بمكان واحد واسيطر على افعالي وملامحي...؟؟
كيف ماتشوف الطعنة اللي جرحتني فيها ومو ممكن اسامحك عليها...
كيف تسوي كل سواياك وتجلس مرتاح ورا مكتبك؟؟؟
دخلت بخطى مرتبكة ...تعاكس الثقة اللي كانت فيها كل مرة ..
منزلة عيونها وميتة خوف...وتحس انها مو قادرة تبلع ريقها حتى...كان يناظرها..وكانت ودها تخنقه بالمقابل...
ماكانت تدري انه كان يقرأ عيونها واللي تقوله...ماكانت تدري انه عارف بارتعاشها وخوفها...ومايلومها...
حطت التقارير على مكتبه وبصوت هادئ:
( هذي التقارير تبع الاجتماع اللي راح ينعقد بروما باذن الله الاسبوع الجاي..)
ذياب يلتقط التقارير ويمرر نظره سريعة ثم يردف :
( ماكان هذا شغلك...كان هالشيء على عاتق امجاد..)
جعل يطيح فوق عاتقك جبل قل امين...تكلمني بضمير ميت ومرتاح...ماتعرف خطاياك وماتنبش الماضي الاسود اللي يدينك متوسخة فيه...
ارتباكها وتقطع صوتها ماخلى ذياب الا انه يركز عليها حتى نطقت:
(أمـ ممجـاد ...طلبت مني اخلصه لها..)
ذياب : ( على أي أساس؟)
رفعت عيونها بصدمة تطالعه وهو يتكلم : ( تاخذين شغل انا ما امرتك به ليه؟؟؟)
مهره بنبرتها المختنقة ..والتي تكاد ان تكون مخفية تردف:
(كل اللي سويته اني طاوعت مديرة اعمالك وسويت اللي تبيه..)
ذياب يقف يمزق الاوراق امام عينيها ويرميها بالقمامة :
( امر ماجاك مني ...ماتسويه...ومالي شغل بامجاد وغير امجاد...)
ناظرت الاوراق بقهر ..مالك حق يالظالم مالك حق...ساعتين وانا منكبة اسوي لك تقارير في النهاية تسوي كذا..لعلك البط
قالت بخوفها تبي تغيظه:(لو كنت ادري انك بتسوي كذا كان حرقتها قبل لا اجيبها لك طال عمرك..)
باستلعان اكبر اجابها : ( ولا لك لوى الحين احرقها لو تبين...بس كنت ابي ارميها قدام عينك)
بغيض ترد بنبرة غاضبة : ( شيء ثاني؟؟؟؟)
ذياب يقف وهو يسلمها ملف كبير : ( عيدي التقارير وهاتيها...بعد ساعة تكون على مكتبي...)
مهره بغير تصديق : ( ليه اعيدها؟؟؟ ليه رميتها من البداية اذا انت تبيها..)
ذياب : ( ضريبة قبولك لاوامر غيري ... تحملي ماجاك..)
مهره بداخلها ...
الله ياخذك وينتقم منك... صدق من قال انه مابقلبك رحمة...القتل والجرايم مو غريبة على امثالك...
حاولت انها ماتكون مهزوزه وهي تردف له : ( الله خلق ومحمد ابتلى....)
عرف من تقصد...ان امجاد تأمرها وهي تبتلي بكلامها...يطالعها بنظرة قوية : ( عندك اعتراض؟)
مهره بسخرية وقوة : ( ساعة وتوصل التقارير لمكتبك..)
ذياب يهز رأسه : ( تفضلي..)
خرجت من مكتبه وهي تحمل كمية غضب مو طبيعية...
عليه ...على امجاد...على آل زيد..
وعلى الساعة اللي فكرت فيها تقابل وجهه...
طلعت من مكتبه وهي تدخل مكتبها بغضب : ( الله ياخذك...الله ياخذك اخذ عزيز مقتدر ...)
وكملت شغلها بقهر وهي حالفة تخلصه قبل ساعة عشان تكسر به عينه...
*
تعود امجاد من معرض تمت دعوتها اليه في الرياض..بتعب شديد الى الشركة لترفس باب مكتبها الا انها اهتزت حينما سمعت صوت ذياب الحاد يناديها بقوة من مكتبه لتضع يدها على قلبها بخوف وهي تهمس : (سلامٌ قول من رب رحيم...)
ماهي فاهمة شفيه كان يناظرها معصب وهو يشير لها بأن تلحقه...لحقته بخوف ومو فاهمته ابدًا ... اشار لها بأن تجلس على الكرسي وهو يناظرها بحدة : ( وش له تعطين مسؤولياتك غيرك؟؟؟)
امجاد عقدت حاجبيها بغير فهم وبعدها صفعت على خدها بشهقة ونسيان وهي تردف : ( ياويييييلي نسيت مهره...)
ذياب بغضب : ( مرة ثانية...لو بغيتي تعطي تقاريرك حد ثاني يسويها تبلغيني.. انتي تعرفيني ماحب هالشيء وماتقبله..)
امجاد بتساؤل :
(طيب ياذياب ماله داعي كل هالعصبية...ماني فاهمة الحين انا شصار؟؟ هل تأخرت بالتقارير ولا شسالفة!!)
ذياب ينظر للقمامة : ( شوفي مصير اهمالك..)
شهقت وهي تقرب منه وبقهر : ( يعني ضيعت تعب البنت والحين بتتعبني...موقفك ماله داعي..)
ذياب بنرفزة : ( مو انتي اللي تحددي موقفي امجاد...)
امجاد تتنفس الصعداء وبقلة صبر : ( الحين وش بيخلصه يا ذياب؟ ...يعني ماتتخلى عن دكتاتوريتك ولو لمرة؟؟؟ ..)
ذياب ينهي النقاش وهو يناظرها بغضب : ( لاعاد تحاتين...مسؤوليته ماصارت عليك..)
امجاد تعقد حاجبيها بغير فهم ليجيبها : ( طلبت منها تعيد التقارير..)
امجاد بعصبية : ( لو ربي بيحاسبك...بسبب قسوتك على موظفينك..كذا مايمشي الشغل ذياب..)
ذياب بحدة : ( هذي طريقة الشغل عندي...واللي عنده اعتراض الباب يدل دربه..)
امجاد بقهر :
( الله يسامحك...اهـي مالها شغل تعيد التقارير..
انا اللي طلبت منها هالشيء..
ولو في حال انك حبيت تعاقب حد عاقبني انا...مهره مالها ذنب انها جاية بكل صدق نية وتترزق الله..)
ذياب يفتح ملفه ويجلس على مكتبه وهو يفتح قلمه :
( أشوفك وقت ثاني..)
تنفست بقهر وبغير ارتياح وهي تطلع من عنده...ابدًا ماعادت تحب تصرفات ذياب اللي ماتدري وش السر اللي وراها...بس ماهي هينة...اللي عاناه ماهو قليل..وهي اكثر الناس تعرف انه عانى...فلذلك قلبها مايقوى تقسى عليه...
تعرف دائما كيف تجاريه..لذلك اختارها هي تكون مديرة اعماله...اللي بالفعل مايقدر يستغني عن وجودها...
لانه لازال يشوف حكمة ابوه زيد فيها...بقراراتها وبعقلها الكبير...
بسيطرتها على غضبه في حال كان معصب وقت الشغل او حتى برا الشغل...طالعت مكتب مهره بحزن عليها...
كل اللي تفكره بمهره انها انسان ماتستاهل اللي صار لها ...وماهي عارفة كيف تروح وتعتذر لها...
ترددت بالدخول الى مكتب مهره الآن...ومن باب الحكمــة..
قررت تأجل اعتذارها ليمــا تنتهي مهره من شغلها...
او بالأحرى...
عقـــــابــــها...
*
في الشركة وبما انه منشغل بالعمل...لم يتسنى له ان يرفع عينيه طوال هذه الايام...صحيح انه يقسو كثيرًا على موظفيه دون استثناء وبما فيهم امجاد...ونفسه...
فهو غالبًا يخرج من الشركة في منتصف الليل في هذه الايام...لانه حينما يعود للمنزل...تعود بهِ ذكرى الناس اللذين وثقوا به كثيرًا... تعود بهِ رائحة الاموات اللذين خذلوه...
عمه زياد...
لو تعرف ما حلّ بي بعدك ياعم؟ ...
هل سمحت لنفسك بالرحيل؟؟!...
كيف استطعت تركي...كيف قطعت المسافات والاشواط وتركتني وحيدًا اصارع كل مصاعب هذه الحياة...
واتلقى عقوبات لا استحقها...
تنهد وهو يناظر بولد عمه وعضيده مسفر...اللي يوم شافه ابتسم وهو يوقف له ويصافحه : ( حياك الله مسفر...)
مسفر بابتسامة : ( حياك الله... ها كيف شوطك يالذيب؟ )
تركه مابيده بتعب وهو يشير للاوراق التي حوله : ( كل شيء بشوفة عينك... كادح ليل بنهار...وماني جاي الحق..خصوصا لو كان عندك حريم يعطلونك..ويطلعونك من طورك )
ضحك مسفر : ( ههههههههههههههه...ليه شنو مسوية لك امجاد هالمرة؟؟!)
ابتسم ذياب وتفكيره بالتقارير الذي لايعلم متى ستصل : ( ماهو بس امجاد... لكن ربك يعين..)
مسفر بفزعة : ( ماعليك...هات ماعندك واساعدك...)
ذياب يمد له ملف وبتساؤل : ( فيك خير؟؟!..)
ضحك مسفر : ( باذن الله بحاول اخلص ...بس لا طولت لاتعتب وانا اخوك...ماعندي صبر الانبياء )
ابتسم ذياب متنهدًا وهو يسند رأسه على كرسيه الجلدي.. مغمضًا عينيه بأسى...لاحظه مسفر وعرف تماما لماذا...فلا احد غيره ومسفر يتشاركان هذا السر الذي لا يعرفه احد سواهما...
كلاهما يحملان ذلك الهم...ولكن لم يشب رأسًا غير رأس ذياب...فهو الذي عانــى لاجل تلك الحقيقة...
نظر له مسفر وصمت..يعلم ان ذياب يكره ان يفاتحه مسفر بهذا الموضوع وخصوصًا في هذه الايام الاخيرة...
دايم يقوله اترك الموضوع للايام...اتركه للنسيان...
بس مايدري ليه ماجاه نسيان ...
اضطر مسفر ان يفضي مابه :
( قلت لي اترك الموضوع للنسيان...
سنين ياذياب وانت مانسيت... ؟؟!)
ذياب يهز رأسه بأسف وهو يختنق بحقيقة مرة تلاحقه ..
( أنسى وبنته حولي؟؟...أنسى وانا اشوف حقد بنته بعيونها؟...
حتى نوم الليل مانامه...ماعاد لي خاطر اتكلم مسفر...
انت تدري بالحال وعارف..)
مسفر بصدمة وغير تصديق : ( كيف بنته حولك؟؟!...)
ذياب كان سيتكلم لكن رأى طيفها يدخل بعد ان طرق الباب باحترام...وهو ينظر للساعة...مرت 35 دقيقة فقط... استطاعت فيها انجاز التقارير ..
وهي تدخل بثقة امامه وتنظر له بتحدي وكأنها قادرة على هزيمته... نظر لمسفر وابتسم بحسرة...
مسفر صمت باحراج وعرف شنو اللي يقصده ذياب بكلمة بنته حولي...
مهره بنبرة قوية : ( أوامر ثانية استاذ ذياب؟؟؟!)
ذياب يرفع عينيه ناحيتها وينظر لها لدقائق معدودة ...بصمت...
هذه المرة الاولى اللي يقدر يثبت فيها عيونه بعيونها...
كأنه لمح عيونها تلمع...
كأن احمرار عيونها عاد من جديد...
كأنه لمح قهر وعذاب سنين...
كأنه لمح صرخاتها وفجعتها بخبر امها وابوها..
لكن تركها... مايبيها تدري انه عارف من تكون...
مايبيها تحس ان هو كاشفها وعارف سواياها...
والاعظـــم...
انه مامنعها...
هز رأسه بهدوء :
( تقدرين تكملين شغلك..)
هربت من اندهاش عينيه بعينيها...هربت من المكتب وقلبها ينبض بشكل مو طبيعي...كانت بتطيح على ركبها من الرهبة اللي صابتها...
قدر يحط عيونه بعيوني يبه...
قدر يحاكيني بعيونه ويقوله انه مجرم...
مايدري اني اعرف بكل سواياه...
مايدري اني اعرف انه ذبحكم...
مايدري اني مؤمنة انه مافي بالكون سفاح مثله...
سفاح يعرف شنو معنى اليتم...وييتم عيال الناس...
انطلقت وهي تركض لمكتبها وتقفل عليها الباب وتحبس عبرتها...
لكن وين؟؟!
من يقدر يحبس عبرته في مواجهة احد قتل اهله...
كيف يامهره وهو ذباح امك وابوك...
بكت بوجع على مكتبها...
بكت كثير وماحست على نفسها يوم غفت...
من داخل المكتب ينظر ذياب لمسفر :
( شفت؟...هذا الشيء انا مقدر اواجهه كل يوم يامسفر...
هذا الشـــيء مضطر اني اتعامل معه كل يوم...
مضطـــر احمل الذنب من عيونها...)
مسفر يردف لذياب :
( ماسويت شيء اخطيت به ياذياب....
كنت مضطر ...ومحد عليه لك لوم..)
صمت ذياب ليعقد مسفر حاجبه مشيراً :
( وليـــه ماتصــارحها؟؟!...)
ذياب : ( اصارحها وافجعها؟؟...خلها على ربك...على الاقل عندها الايمان بانها التقت بقاتل اهلها واخيــرًا...وهو مايدري عنها..)
مسفر كان سيردف لكن انتبه لدخول امجاد اللي واضح على وجهها ملامح العصببية لكن بمجرد ان شافت ولد اخوها مسفر ابتسمت بحب : ( حي الله من جانا... )
مسفر يقف لعمته ويسلم عليها :
( حي الله قدومك...ها وش الاخبار؟؟!)
امجاد بحقد تنظر لذياب اللي كان في وجهه شبح ابتسامة من عصبية امجاد : ( بخير...
بس في شخص لاعب بليس على عقله اليوم
...عكر مزاجــي..
الله يسامحه ..)
ضحك مسفر ينظر لذياب :
( والله مدري من فيكم مطلع عيون الثاني.. بس عندي تحيز واحساس انه ذياب معه حق..)
امجاد بقهر : ( دايما معه حق....انت ماتوقف بصف عمتك يالجاحد...خاف الله فيني انا شلتك وربيتك..)
مسفر يضحك بافراط :
( شلتيني وربيتيني وانتي اصغر مني بـ سنة ؟ هههههههههههههههههه... تكفين لاعاد تعيدها )
امجاد بترقيع : ( المفروض توقف بصف عمتك ...)
مسفر يستلطفها : ( وانا اقوى...؟؟
اتركــي ذياب علي... امشي بس نروق بالكوفي اللي تحت..
جعل مايروق غيرك)
امجاد تطالع بذياب اللي كان مبتسمًا ...
وطلعت مع مسفر متوجهة للكوفي اللي تحت...
وتتمنى انها تلقى الفرصصة المناسبة حتى تعتذر من مهره..
لانها فتحت باب مكتبها قبل قليل..
نادتها لكن شافتها مو بخير وهي طالعة من مكتب ذياب...
عرفت انه ذياب قهرها بشيء كالعادة...
وكالعادة كان اعتقادها انه بالشغل!!..
ماتدري عن الخبـــايــا الدفينة!!
|