كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
البارت الثانى
وصوت هادئ يقول :عماد سمع طرقات هادئة على باب غرفته
قام من على فراشه وهو يتثاءب من اثر النوم الظاهر على وجهه وعينيه شبه المقفلتين وشعره المتساقط على جبهته واقترب من الباب وفتحه وقال بصوت اثار النوم واضحه عليه واكمل بعتب رقيق:طلعتى ليه انا كنت نازل اشرب معاكى القهوه دخلت وهى تحمل القهوه وقالت بحنان وهى تنظر اليه وعلى اثر التعب الظاهر على وحهه: انا قلت اكيد تعبان قلت اطلع لك بالقهوه عشان تفوق ابتسم وهو يحمل عنها القهوه ويتجه بها الى الشرفه ويضع القهوه على الطاوله التى هناك جلست وجلس امامها اعطته فنجانه ابتسم وهو يستنشق رائحة القهوة بتلذذ وقال :كنت محتاج فنجان قهوه ...
قال متسائلا :ماما هى ليلى ماجاتش النهارده ليه؟؟؟.....
هزت راسها وهى ترتشف من فنجانها :كلمتنى وقالت ان باباها عزمها على العشا
ضحكت وتابعت بحنان:عاصم قرر يحتفل بعيد ميلادها بره البيت
هو كلمنى وقالى انه عزمها على العشا
سالته والدته :اوعى تكون نسيت هديتها
عماد وهو يتذكر ما احضره لها :انا اقدر انسى هديتها طلبتها مخصوص من بره هو احنا عندنا كام ليلى ,صمت قليلا وسال باهتمام
:نجوى عامله معاها ايه ؟
تنهدت بضيق:نجوى دى انا مش فهماها متقلبه مره كويسه وعشره قالبه ربنا يهديها لسه ليلى مكلمانى امبارح بالليل وقالت لى انها اتخانقت معاها و انها خلاص قررت تفسخ الخطوبه وقالت لعاصم و أيّد رايها
عماد وهو يحاول ان يكتم ضيقه عض على شفته السفلى قائلاً : من الاول كنت شايف انه مش مناسب لها.. ولما حكت لى عن تصرفاته اتاكدت اكثر
الام بضيق:والله ياعماد اول ماشفته قاعد جنبها فى الخطوبه ومش راضى يتكلم معاها وبتجاهل ان عينه تيجى فى عينها قلت ان الواد ده حد جبره على الخطوبه
عماد بحده وهو يضع فنجانه على الطاوله وصدر صوت من ارتطامه بزجاج الطاوله : مجبور !!!!!!! مين... ده هو يطول انه ياخد ليلى قام من كرسيه بغضب وهو يشير على نفسه :انا اللى غلطان اللى سمحت ان الخطوبه دى تكمل قالت محاوله ان تهدئه :عماد الموضوع انتهى يعنى ماتضايقش نفسك وهى اللى انهته عماد بضيق وهو يتحرك فى الشرفه بعصبيه :انا اللى مضايقنى ليلى يا امى انا عارف ومتاكد انها من جواها ماكنتش عايزه تتخطب له
الام وهى تحاول تهدئته :اهى ليلى نفسها قررت فسخ الخطوبه
وان شاء الله تتخطب لواحد احسن منه
ظل صامتاً
فأخذت الام تنظر لتقطيبه حاجبيه وضيقه الشديد على ابنة اخته ....لاتدرى لما تذكرت والده ....عماد يشبه والده بشكل كبير نفس الطول الملفت والعينين العسليتين والانف الحاد لكنه كان اسمر من والده بقليل وشعره كثيف اسود ويتمتع ببنيه رياضيه صلبه غاية فى التناسق ابتسمت بلا وعى وقالت بصوت هامس تعرف انك شبه ابوك جداااا نظر الى والدته وراى فى عينيها تلك النظره التى يعرفها
نظره الحنين
عندما تشتاق الى ابيه وتفتقده .....نظر الى ملامحها الهادئه وابتسامتها الحانيه كانت تلك التجاعيد تظهر على ملامحها الجميله والشيب يلقى بظلاله على خصلات شعرها المعقوص خلف راسها ابتسم وهو يتامل اناقتها فى عبايتها المغربيه الزرقاء وقال "اللى يشوفك يقول انك فى التلاتين ابتسمت واتسعت عيناها :ثلاثين ايه قلبك ابيض انا...... قاطعها وقال مهددا : اوعى تقولى سنك مش
عايز اعرفه انتى فى عينى ثلاتين اوكيه
اتجه الى داخل غرفته وسالته وهى تسير خلفه فى غرفته الواسعه المغطى ارضها بسجاد يغلب عليه اللون البنى الذي بتماشى بدوره مع الوان الفراش وخزانه الملابس حانت التفاته من الام على الطاولة الصغيره بجوار الفراش عليها صوره عماد وزوحته تاليا صوره التقطت لهم وهم فى ايطاليا يقضون شهر العسل ابتسمت وهى ترى وجه تاليا الضاحك كيف تظهر السعاده على ملامح وجهها رفعت عينيها وسالته وهو يعطيها ظهره اثناء اخراجه لملابسه من الخزانه :عماد زرت حماتك.. تاليا قالتلى انها تعبانه ؟ رد بعدم اهتمام:انا جيت من الشغل على البيت على طول قلت ازورها بعدين
الام متسائله :هى هتبات معاها ؟
قال وهو يتجه للحمام :لا... تبات ليه؟
نظرت لابنها بعتب:عماد سيبها تبات مع مامتها اكيد محتاجه لها عماد وهو ينظر لها :ماما انا متفق معاها تقعد الوقت اللى تحبه لكن البيات هنا فى بيتها وهى ما اعترضتش
اجابته معترضه:مااعترضتش لانها مش بتحب تزعلك وبتعمل اللى يرضيك
عماد وهو يرفع حاجبه متسائلا:هى طلبت منك تطلبى منى
انها تبات ؟ قالت بصراحه:ابدا والله
اردفت قائله :لكن انا قلت اكيد مامتها محتاجة لها
عماد :ماما تاليا
ده بيتها اللى بترتاح فيه غير انها عارفه طبعى كويس انى ماحبش انها تبات بره البيت غير لضروره ثم ان حماتى مش تعبانه عندها صداع لو سالتها تقولى ضغط وهى المشكله معندهاش ضغط شايفه ان الصداع ضغط واكمل بضيق: اعمل ايه بقى كل صداع يجى لحماتى ابعت مراتى تبات معاها
سميره وهى تقترب منه وتربت على خده :عماد يابنى راعى ان تاليا بنتها الكبيره وهى متعلقه بيها
تنهد قائلاً : والله عارف ياماما لكن حماتى مزوداها جداااا
ضحكت وهزت راسها مؤكده:عارفه واردفت "يلا روح خدلك شور علشان تفوق وانا اقول لفتحيه تعملنا كيكه الشيكولاته اللى بتحبها ليلى لما تيحى
.....................
. واقفه فى المطبخ تسكب الشاى فى الاكواب وقد
انعقد حاجبيها الجميلين بتوتر تحاول ان تهرب من هذا الحديث الذى كلما راتها والدتها تصر ان تفتحه ...والان لقد جاءت خالتها وها هى تخبر اختها ...اخذت نفس عميق ورسمت ابتسامه على وجهها وخرجت تحمل الشاى وضعت الشاى على الطاوله وجلست بجوار والدتها سمعت والدتها تقول :مش ليا حق يا زيزى فى اللى قلته
هزت اختها راسها :اكيد طبعا انتى عايزه مصلحتها التفتت لابنتها
:سمعتى حتى خالتك موافقانى على اللى طلبته
تاليا بضيق:ماما انتى عايزانى اخد حبوب منع الحمل من وراه انتى متعرفيش عماد ده لو عرف يخرب الدنيا
قالت زيزى وهى ترتشف الشاى :ومين هيقوله او حتى يعرفه
الام بمحاوله اقناعها:يا تاليا يا حبيبتى انتى معيده فى الكليه ومشغوله فى الدراسه والبيت يعنى تعب عليكى غير مذاكرتك عشان الدكتوراه كل ده محتاج وقت وصحه انتى متخيله سى عماد يساعدك
اكملت الخاله بغيره وهى ترفع حاجبها الايسر :لا طبعا انتى فاكره الدلع اللى بيدلعهولك والهدايا والسفر حيكون موجود لما تكونى حامل ابدا ده هيمل منك واكيد هينشغل عنك لان شكلك هيتغير ومش هتقدرى تحافظى على جمالك ورشاقتك تاليا بحده :عماد مش كده يا خالتى عماد بيحبنى ونفسه يكون عندنا اطفال انتى متعرفيش بيحب الاطفال ازاى تعالى شوفى بيعامل ليلى بنت اخته ازاى كانها بنته مع ان فرق السن بينهم مش كبير
واكملت بتوتر وهى تحتضن كفيها :انا مقدرش اعمل حاجه زى كده غير لما اخد رايه
كوثر بعصبيه وهى تحرك يدها :راى مين هو كل حاجه لازم تخدى رايه ليه هو انتى معندكيش راى والتفتت لاختها تشكى لها بعصبيه وضيق :تصدقى يازيزى كل حاجه بتحكيها له انا ماشفتش كده البنت دى مش طالعه لى ابدااااا واشارت على نفسها بثقه وهى ترفع حاجبيها :انا بير ملهوش قرار ومصمصت بشفتيها بتحسر واشارت على ابنتها :ودى نشره اخبار كل حاجه تقولها له ردت الخاله بخبث وهى تمصمص شفتيها بدورها:كفايه ياكوثر هى احتمال خايفه منه الوحده ماتقولش كل حاجه لجوزها الا لما تكون شخصيتها ضعيفه
تاليا بحنق :انا شخصيتى مش ضعيفه يا خالتى وموضوع الخلفه ده مايخصنيش لوحدى يخصنا احنا الاتنين وياريت تقفلوا الموضوع ده
كوثر وهى تمثل القلق :يابنتى انا خايفه عليكى وعلى صحتك انتى جسمك ضعيف ميستحملش الحمل والولاده فكرى فى الموضوع وهتشوفى ان عندى حق على الاقل الفتره دى لحد ما تاخدى الدكتوراه
صمتت تاليا تفكر فيما قالته والدتها وظهرت الحيره على وجهها وقالت بتردد:عماد لو عرف هيخرب الدنيا
كوثر بتشجيع وهى ترى الحيره على وجه ابنتها :ومين هيعرفه حاجه زى كده
قالت زيزى بخبث :الا بقى لو وقعتى بلسانك وقلتى له
همت ان ترد على خالتها ولكن اوقفها صوت جرس الباب وصوت والدها :اهلا ياعماد اتفضل نظرت لوالدتها وقالت بلهفه وهى تقوم وتتجه اليه:عماد وصل عن اذنكم واسرعت لاستقباله نظرت لابنتها التى اسرعت لاستقبال زوجها وقالت بحسره وهى تضرب كف بكف :الواد واكل عقل البنت يازيزى انا خايفه بعد ده كله ماتسمعش الكلام
قالت زيزى وهى تنهى كوب الشاى :ماتقلقيش اكيد هتسمع كلامك بس انتى زنى عليها الزن على الودان امر من السحر سمعت الام صوت تاليا تقول :ماما عماد بيسال عليكى زفرت بضيق وقامت وخرجت تقابله وهى تشعر بضيق وغيره شديده من هذا الشخص الذى فرض سيطرته على عقل وقلب ابنتها...ابنتها التى كانت تستمع لكلامها دون اى مناقشه ما ان تزوجت حتى تغيرت فى كل شى صار اهتمامها وحبها له مقدم عن اى شخص ......حتى انا لم تعد معى كما كانت قبل الزواج لقد اخذها ذلك الزواج منى ابنتى الحبيبة اخذها ذلك الزوج تاملته وهو جالس يتحدث مع زوجها وتاليا جالسه بجواره وهى تحتضن ذراعه بعفويه شديده ...ومرتسم على وجهها ابتسامه هادئه تظهر على عيناها اللوزتين وانفها الدقيق وشفتاها الصغيرتين تنهدت وهى تنظر له بضيق وغيره وسالت نفسها ماالذى جعلها تتعلق به الى هذه الدرجه صمتت تفكر وهى تنظر له بتفحص افاقت من افكارها على صوته العميق وهو يقول :الف سلامه عليكى... تاليا قالتلى انك تعبانه هزت راسها وقالت بوجوم :الضغط مرتفع معايا شويه
عماد بخبث وهو يلاحظها كيف تتفحصه بضيق:سلامتك رحتى كشفتى وعرفتى السبب
نظرت له وهى تضغط على اسنانها بضيق وهمت ان ترد عليه ولكن سمعت صوت زوحها يقول :لا ماراحتش ومش راضيه التفت لوالد زوجته وابتسم وهو يرى وجهه البشوش وعلامات الطيبه تظهر عليه وتزيد هذه البشاشه لحيته البيضاء واكمل وهو ينظر لوالد تاليا بحب:وانت اخبارك ايه ياعمى هز راسه وهو يبتسم لعماد :الحمد لله انت طمنى عليك بدأ يدور بينهم حديث هادئ قامت تاليا فنظر لها بتساؤل ابتسمت له وهمست :اجيب الشنطه وارجع لك
منحها ابتسامة رائعه كلها معانى لا يفهمها الا هى هز راسه واكمل حديثه مع والدها قامت خلفها والدتها دخلت خلفها حجرتها وقالت لها وهى تلف حجابها فكرى فى كلامى كويس انا عايزه مصلحتك تنهدت وهزت راسها وهى عاجزة عن التفكير فى هذه اللحظة
...............................
ما ان جلسوا على الطاوله وهى تشعر باختناق شديد تريدهم ان يرحلوا ويتركوها مع والدها واختها بمفردهم لقد صار وجود ادهم ووالدته يخنقها ويضغط عليها بشكل غريب رفعت عيناها والتقت بعين ادهم كان ينظر لها نظره كأنه يتوعدها اشاحت بوجهها بضيق ودارت عيناها فى المكان ولكن شعرت كان هناك من يراقبها التفتت والتقت عيناها بعينيه شعرت بتوتر فأسدلت اهدابها سمعت في هذه اللحظة صوت والدها وهو يقول باهتمام :ليلى ايه رايك رفعت راسها ورسمت ابتسامه على شفتيها :فى ايه؟
عاصم :بقول الاجازه دى نسافر بره
ليلى بهدوء :لا يا بابا حضرتك وعدتنا انا وزينه نعمل عمره
زينه بتاكيد :ايوه صحيح كلام ليلى صحيح
نجوى بضيق : انت كل حاجه كلام ليلى صح انتى معندكيش عقل يحدد انتى عايزه ايه
زينه وهى تعقد حاجبيها بضيق :وفيها ايه لما رايى يكون زى رايى ليلى هو لازم اعترض عشان يكون عندى راى
نظرت الى ليلى بضيق
فقالت ليلى وهى تقوم من الطاوله :عن اذنكم...... واتجهت الى الحمام كان يعلم ان وجود ادهم ووالدته قد ضايقها والكلام الذى قالته نجوى زاد ضيقها اكثر اقترب من زوجته وهى تضحك مع اختها وهمس باذنها قائلا بتوعد:اضحكى كويس عشان لما نرجع ليا معاكى حساب تانى
ابتعد عنها عندما رن هاتفه استاذن وقام
التفتت ناديه وهى تهمس لابنها :بطل البرود اللى انت رسمه وقوم صالح البنت قال وهو ينظرلها بضيق وهو يهمس من بين اسنانه :خليها تتفلق انا مالى مش خالتى قالت ان جوزها قال الخطوبه انتهت خلاص بقى انسى انى اقوم واكلمها
نظرت له بتوعد وقالت :والله ياادهم لو مابطلت تصرفاتك دى ليكون ليا معاك تصرف تانى انت عرفنى كويس
قال بغضب وبصوت هامس:انا اوريكى انا اعمل فيها ايه وقام من مجلسه بغضب كانت زينه تنظر لهم بضيق وما ان قام قالت هامسه :انا مش عارفه حاسس بنفسه كده ليه ............................. ايه رايك يا على ؟؟؟
كان على شارداً عن صديقيه
فالتفت إلى فخر ليسأله عما كان يتحدث وقبل ان ينطق رن هاتفه اشار لفخر واجاب: السلام عليكم .....فينك يا حج صلاح من الصبح قاعد فى المطعم مستنى الطلبيه قطب حاجبيه باهتمام وهو بستمع لمحدثه وقال لا فى الحاله دى انا جاى عندك واشوف الموضوع ده ....ربع ساعه واكون عندك نتفق اوكيه .....وعليكم السلام
قام من مقعده وهو يضع هاتفه فى جيبه نظر اليه فخر وساله :رايح فين?
على وهو يتناول مفاتيحه من فوق الطاوله باستعجال :طلبيه مهمه اخلصها واجيلكم استنونى ماتمشوش
حمزه باهتمام :طلبيه لحمه ولا خضار ?
نظر له على بدهشه فاشار له فخر بيده ان يتحرك ونظر لصديقه وقال بسخريه :طلبيه خضار باللحمه عشان تتعشى بيها
اسرع بالخروج ولكن حانت منه التفاته لتلك الطاوله فقطب حاجبيه بضيق فقد كانت الطاوله خاليه منها عض على شفته السفلى وتنهد وهو يمنى نفسه انه سوف يجدها عندما يعود
......................
وقفت امام المرآه تنظر لنفسها وهى تشعر بضيق من نجوى زوجه والدها تعلم انها تفعل المستحيل لتبعد زينه عنها ولا تدرى لماذا تفعل ذلك هى تحب اختها الصغيره بشكل لايوصف وزينه متعلقه بها جدااااا .....زينه ليست اختها هى صديقتها وفى الكثير من الاحيان تشعر انها ابنتها نظرت باصرار الى نفسها فى المرآة وقالت بهمس :مش هاديكى الفرصه دى ابدا انك تفرقى بينا او انك تبعدينى عن اختى اخذت نفس عميق ....خرجت من الحمام وفجاءه شعرت بقبضه تعتصر عضدها وتسحبها للخارج من خلال باب خلفى للمطعم حاولت ان تزيح يده ولكن كانت قبضته من حديد صرخت فى وجهه: ابعد ايدك عنى انت ازاى تمسكنى كده انت اتجنيت وحاولت ان تبعده عنها
نظر لها بغضب وقال :ايوه اتجنيت ...يوم ماسمعت كلام ماما وخطبتك واكمل والشرر يتطاير من عينيه :انا عايزك تفهمى انى مش عايزك ودلوقتى حالا تروحى تقوليلهم كده نظرت اليه بقرف وحاولت إلا تظهر خوفها منه كانت اصوات السيارات المسرعه مع غضبه تثير القلق بداخلها ولا تدرى ما الذى جعله يقفد عقله بهذا الشكل استجمعت كل قوتها لكى تبعده عنها وتحاول الفرار منه وبكل قوتها ازاحته وقالت بصوت حاد يخفى توترها منه:ادهم ابعد ايدك عنى والا
قاطعها وهو يضحك بسخريه :والا ايه هتروحى تشتكينى لبابا وهاتقولى ايه " بابا ادهم مش عايزنى"
صرخت فى وجهه وهى تدفعه بكل قوتها :ايوه مش عوزاك وعمرى ماتخيلت اكون لواحد زيك
وتابعت بغضب شديد عارف ليه .... لان عمرك ما مليت عينى انسان عديم الشخصيه مهزوز ملهوش راى
قال بغضب اعمى وهو يشير على نفسه:عديم الشخصيه ومليش راى ..انتى مين عشان املا عينك انتى واحده مفروضه عليا ....وعلى الكل اولهم خالتى اللى اتفرضتى عليها وتعبتيها وخالتى عايزه تخلص منك رمتك عليا عشان ترتاح منك ومن قرفك ومايعرفوش انك مفروضه عليا انا كمان
لم تصدق ماسمعت شعرت بجرح شديد للدرجه دى نجوى مش عايزانى؟
ليه هو انا عملت لها ايه عشان ترمينى على الكلب ده نظرت له وهى تحاول ان تمنع دموعها من النزول وبغضب وبنظره احتقار شديده قالت: شفت انت اصلا مش راجل ...انت لو راجل صحيح كنت قلت لأ بس مشكلتك انك إمعه وجبان ماشى ورا كلام امك وماتقدرش تقول لها كلمة لأ احسن تعاقبك
امسك عضدها بعنف والشرر يتطاير من عينيه حاولت ان تزيح يده ولكن لم تستطيع وقال وهو ينظر لها بجنون:انا اوريكى ازاى انا راجل بحق وحقيقى
... ........................
شعر بنغز فى قلبه انهى اتصاله واتجه الى الطاوله وتلفت حوله ولم يجدها قال بتسائل :زينه فين ليلى ؟ اجابت زينه بملل من تغير الجو مع قدوم خالتها وابنها :راحت الحمام ...بس مش عارفه طولت ليه نجوى بضيق وبصوت خافت :دقايق وتلاقيها فى وشنا
زينه بتساؤل:ماما بتقولى حاجه
عاصم بقلق بدا يحتل قلبه بشكل كبير :زينه قومى شوفى اختك اتاخرت ليه قامت على الفور واتجهت الى دوره المياه جلس يطرق باصابعه بتوتر على المنضده
قالت ناديه وهى تبتسم برضا :انا شفت ادهم طلع وراها اكيد قاعدين مع بعض ماتقلقش
اقتربت زينه وهى تقول بقلق :بابا ليلى مش فى الحمام وقبل ان يرد سمع صوت فتاه تهتف:يا خبر فى حادث بره
تحرك بقلق شديد وبداخله شى يخبره ان ابنته ليست بخير خرج من المطعم متجه لذلك التجمع وكلما اقترب يسمع صوتها يتردد في راسه وهى تقول له انا حاسه الكابوس هيتنقل من الحلم للحقيقه سمع صوتاً يقول :انا اتصلت بالاسعاف ودقايق ويوصل اسرع وقلبه يطرق بشده خوف شديد لاول مره يشعر بذلك الخوف ولسانه يردد :يارب ماتفجعنى فيها اى حاجه الا هى اقترب وقدماه ترتعش مع كل خطوه نظر الى الدم المتناثر وفرده الحذاء ملقاه على الرصيف وجد شاب يقول بخوف:والله انا لقيتها قدام العربيه بتعتى حولت اتفادها بس معرفتش هى اللى جات قدامى
ارتجف قلب الاب واتسعت عيناه رعبا وسمع صرخه ابنته الصغرى التى سبقته لمكان الحادث :لااااااااا ....ليلى اسرعت زينه الى اختها الملقاه على الطريق وجلست على ركبتيها بجوار شقيقتها وهى تصرخ بفزع وهستيريا شديده..... ليلى ....ليلى ...ردى عليا وحلست تربت على وحهها وتصرخ ردى عليا ابوس ايدك والله لو جرالك حاجه اموت نفسى ورفعت راسها بهستيريا وهى تصرخ ازاح زينه واحتضن ابنته :ليلى ....ليلى ردى عليا يا بنتى ردى على ابوكى ليلى ...ليلى انا بابا ياحبيبتى ردى عليا وتلفت حوله كالمجنون وقال :فين الاسعاف ....حد يجيب عربيتى بنتى بتموت منى ...بنتى ليلى بتروح منى
..............................
نظرت للهاتف بتوتر واعادت الاتصال ولكن لا احد يجيب تنهدت بقلق وقالت :هو عاصم مش بيرد ليه ...وليه ليلى قافله تلفونها سمعت صوت تاليا تقول :هى ليلى لسه قافله تلفونها ؟
اجابت وهى تتنهد بتوتر :ايوه ...حتى عاصم مش بيرد يكون جرى حاجه؟ تاليا وهى تجلس بجوارها وتحتضن كفها:متقوليش كده ياماما احتمال رجعوا تعبانين وناموا هزت راسها بقلق :لا ..عاصم قالى انه هيجيبها على هنا لانها طلبت منه انها تقضى معايا كم يوم وهى بعتت لى رساله بتقولى هتيجى تبات معايا النهارده هى وزينه سمعت خطوات سريعه على الدرج ورات عماد يتحدث فى الهاتف وهو يغلق ازرار قميصه بقلق :اسم المستشفى ايه ...انا جاى حالا اتجهت اليه والدته :خير يا عماد فى ايه ...طمنى؟
اجابها بثبات وهو يتحرك مسرعاً للخارج :واحد صاحبى عمل حادث ورايح اطمن عليه وقبل ان تساله كان قد اختفى من امامها وفى لحظات سمعت صوت سيارته وهى تتحرك
...................
فى المستشفى كان ينظر لباب غرفه العمليات وكل جزء فى جسده ينتفض خائفاً عليها..... ابنته التى بالداخل...اغلى شى فى حياته انها نور عينيه ليلى هى نبض قلبه هى قطعه منها من حبيبته احلام هى ماتبقى منها من تخفف عنه وتريحه اطلق تنهيده حاره من داخله وعض شفته نادما ...كيف لم يستمع لها ولقلبه عندما اخبرته عن ذلك الكابوس لقد راى بعينيه ما اخبرته به ....قلبه شعر بالخطر ولكنه اسكته احنى جذعه للامام واسند راسه على راحتيه وهو يلوم نفسه "ازاى ازاى مسمعتش كلامها آآآآآآآآآآآآآه ياليلى يابنتى اخذ نفس عميق لعله يهدئ قلبه ....نظر ليديه وملابسه التى تلطخت باثار الدماء ....دماء ابنته غاليته ليلى اغمض عينه وهو يتذكر انهيار زينه ما ان دخلت اختها غرفه العمليات رفع راسه وقال بصوت به رجاء وخوف : يارب ماتفجعنى فيها يارب دى اغلى من روحى سلمها لى يارب وماتورينى فيها حاجه وحشه يارب انت قلت ادعونى استجب لكم وانا عبدك يارب المتذلل لك بدعوك تحفظلى بنتى وتساقطت دموعه وهو ينظر ليديه :عاصم رفع راسه وقال بقلق وخوف:ليلى يا عماد ....ليلى
عماد وهو مقطب حاجبيه بتوتر وقلق :اهدى يا عاصم ان شاء الله هتقوم بالسلامه انا عايز افهم الحادث حصل ازاى هز راسه بياس والم :مش عارف كانت معانا واستاذنت تروح الحمام
عماد بعصبيه :يعنى انت ماكنتش معاها وقت ماحصل الحادث هز راسه بالم :لا ...كنا جوا المطعم و هي قامت رايحه للحمام طلبت من زينه تشوفها اتاخرت ليه وسمعت بعدها بيقولوا حادثه امتلئت عينيه بدموع حارة لم بحاول ان يخفيها اكمل بصوت اختلط بعبراته: طلعت لقيتها مرميه على الرصيف وكلها د...... ولم يستطيع ان يكمل فاخفض راسه وهو يمسح دموعه جلس عماد بجواره وربت على كتفه وقال بصوت حاول ان يخفى قلقه ان شاء الله هتكون بخير .....
اخذ نفس عميق ونظر لغرفة العمليات بخوف شديد التى بالداخل ليست ابنة اخته الغاليه.... انها ابنته وصديقته وضع يديه على راسه واغمض عينيه وبدأ عقله المدرب على الاستنتاج وحل الامور المتشابكه وتحليلها تحليلا دقبقاً يفكر "ايه اللى جرى وايه اللى خلاكى تطلعى من المطعم اكيد فى حاجه حصلت خلتها تطلع من المطعم" سمع صوتاً لم يكن يتمنى ان يسمعه في هذه اللحظه ولا ان يراه صاحبته :عاصم التفت لها ووجدها هى واختها معا اشاح بوجه بعيداً
اقتربت من عاصم وقالت بقلق وهى تنظر الى ملابسه :عاصم زينه بخير طمنى على بنتى قبض يده واخذ نفس عميق ليهدى من نفسه عاصم بتعب :زينه بخير هى تعبت شويه
نجوى وهى لازالت تنظر لقميصه وسالت بفزع:وايه الدم ده؟ هزراسه بأسي :مش دم زينه وقبل ان يكمل
قالت بارتياح :الحمد لله بنتى بخير انا قلبى وقع فى رجليه لماشفت الدم
ناديه وهى تنظر حولها :هى ليلى معاها ؟
عماد بعصبيه :ليلى فى اوضه العمليات حصلها حادث والتفت لنجوى واكمل بسخريه:وطبعا انتى مش عارفه وازاى تعرفى اذا كنتى من اول مادخلتى مجتش على بالك اصلا الدم اللى انتى شيفاه ده دم ليلى
نجوى بصدمه :حادث ازاى والتفتت لناديه :مش انتى قلتى يا ناديه انك شفتيها خارجه من المطعم وادهم معاها
ناديه بتاكيد:ايوه انا شفتهم مع بعض
عماد باستفهام :شفتيهم فين مع بعض ؟
ناديه وهى تنظر لهم بقلق :شفته وهو ...
عماد بقله صبر :هو ايه...قولى
ناديه بصوت خافت :شفته من ازاز المطعم ماسك درعها
رفع عاصم راسه واتسعت عيناه واتجه اليها وقال والشرر يتطاير من عينه :ابنك عمل ايه فى ليلى ردى عليا
نجوى وهى تضع يدها على صدره محاوله تهدئته وابعاده عن شقيقتها :يعنى هيعمل معاها ايه دى بنت خالته وخطيبته
امسك عاصم ذراعها بقسوه :مش خطيبته افهمى الخطوبه دى انتهت وانا قلتلك انها انتهت
والتفت لناديه وقال بصوت اثار الرعب بداخلها :بنتى مش عايزه ابنك واكمل: والله لو اعرف ان ابنك له يد فى اللى حصل لبنتى ليكون موته اقل حاجه ممكن اعملها فيه
امسك عماد ذراعه وهو يسحبه برفق من امامهما فى محاولة لتهدئته :اهدى يا عاصم كانت تنظر له بخوف شديد لاول مره ترى زوجها بهذا الشكل
تلفت عماد حوله ونظر لناديه :هو ابنك فين ؟
ابتلعت ريقها بقلق :معرفش اتصل بيا وقالى انه مع واحد صاحبه نظر لها عماد نظره اثارت الرعب فى قلبها وقال بصوت متوعد :يارب يكون مع اصحابه واللى فى دماغى مايكونش صحيح شعرت برحفه تعتريها وشعرت بخوف شديد على ولدها اتجهت ياقدام غير ثابته لاختها وقالت: تعالى يا نجوى نطمن على زينه سالت نجوى عاصم اين ابنتها فاخبرها عن رقم الغرفه واتجهت هى واختها لترى ابنتها ظل يراقبهم وقال لنفسه "ايه البرود ده ماكلفتش نفسها تسال عليها للدرجه دى ليلى مش بتمثل لها حاجه هى ايه شافت من ليلى ...دى ليلى زى النسمه عمرها ماجرحت حد وبتيجى على نفسها عشان ترضيها وترضى كل اللى بتحبهم " نظر لغرفه العمليات بالم وقال بخوف :يارب سلمها ........
بعد مرور ساعتين فتحت غرفه العمليات وخرج الطبيب اسرع كل من عاصم وعماد الى الطبيب للاطمئنان عليها عاصم بلهفه :دكتور وليد... طمنى على بنتى رد الطبيب باسلوب عملى :الحمدلله هى بخير فى كسر فى رجلها وايدها وشوية رضوض في جسمها و في اصابة مباشرة في راسها بس الحمد لله العمود الفقرى ما اتأذاش وهى دلوقتى هتطلع على غرفه العنايه
تنهد عماد :الحمد لله
تركهم وانصرف ببساطه ولم يتوقف ليبث في قلوبهم الطمئنينه التفت عاصم عندما سمع صوت عجلات السرير الذي رقدت عليه ابنته اسرع الى ابنته ووقف مبهوت عندما راى راسها الملفوف وجروح فى وجهها واحتضن يدها وجلس يقبلها ويبكى :حبيبتى الله يقومك بالسلامه اسرع عماد وقبل جبهتها قالت الممرضه :لو سمحت يااستاذ
عاصم بصوت متهدج :بس لحظه يابنتى
عماد وهو يمسك عاصم :سيبها ياعاصم تحركت الممرضه هى وزميلتها وسار خلفهم كل من عماد وعاصم الى حيث غرفه العنايه
................................
سمعا اذان الفجر يؤذن وهو يقف قرب غرفه العنايه يراقب ابنته :عاصم الفجر اذن تعالى نصلى هز راسه وتحرك بخطوات ثقيله مهمومه واتجه إلى مسجد المستشفى ادى صلاته وامسك المصحف وبدا يقرأ القران الكريم بخشوع ويتلمس في آياته السكينه.... ويدعوا بداخله ان تقوم ابنته
............................
جالسه على السجاده تدعى وتستغفر عيناها لم تنم هذه الليله ولا تدرى السبب بداخلها قلق غريب يحتل كل ذره من كيانها قامت واتجهت للشرفه وفوجئت ان سياره عماد لم تكن موجودة هل قضى ليلته فى الخارج ؟
اسرعت الخطى الى غرفته وطرقت الباب اكيد ان تاليا مستيقظه تعلم ان تاليا لاتستطيع النوم بدون عماد فتحت الباب وقالت تاليا باهدوء :ماما اتفضلى وافسحت لها الطريق لتدخل الغرفه واكملت كنت لسه جايه اقعد معاكى التفتت لها :شكلك مانمتيش ؟
هزت راسها بلا:لا عماد كلمنى وقالى انه هيبات مع صاحبه وهيرجع الصبح
سالتها سميره باهتمام :معرفتيش مين صحبه اللى حصله الحادث تاليا :لا ....لكن واضح ان عاصم كمان يعرفه قطبت حاجبيها :عاصم ليه ؟ قالت وهى تتذكر عندما سمعت صوت عاصم ومناداة عماد له :لانى سمعته بيكلمه صمتت متسائله ايه القلق اللى جوايا ده الحمد لله ابنى بخير طيب انا قلقانه ليه وحاسه انى قلبى وجعنى قالت تاليا وهى ترى القلق المرتسم على وجهها :ماما ايه رايك اعملك فطار معتبر وبعد الفطار نشرب قهوه تزبط الدماغ
ابتسمت سميره :حبيبتى انا كفايه على القهوه
تاليا باصرار:لا الاول فطار وبعد كده القهوه واقتربت من والدة زوجها واحتضنت ذراعها :يلا على المطبخ عشان تفطرى احلى فطار من الشيف تاليا
ضحكت سميره وقامت معها متجهه الى المطبخ .............................
انحنى للامام بتوتر وارهاق واضعا مرفقيه على ركبتيه شعر باهتزاز مقعده سمع صوت عماد يقول وهو يجلس لجواره :انا جبتلك قهوه عشان تفوق مد يده ليعطيه كوب القهوه تناوله وقال بصوت متعب:عماد ساعتك كام؟ نظر لساعته وقال :الساعه عشره صمت
وقال بشرود:بتمنى لو كان ده حلم ...اصحى منه القى بنتى فى حضنى بتصحينى وهى بتضحك لى مفهاش حاجه نظر لوجه عاصم الشاحب المتعب ولعينيه الحمراء وتلك الهالات السوداء التى ظهرت وعض شفتيه بالم واخذ نفس عميق لكى يزيح ذلك الخوف الجاثم على صدره
وقال وهو ينظر لكوب القهوه :متخفش ليلى قويه وهتقوم ان شاء الله رفع راسه وقال :يارب
: بابا ...ليلى فين ...؟؟؟؟ نهض من مقعده واسرع لابنته الصغيره واحتضنها:انتى ايه اللى قومك من سرير نظرت له بوجه شاحب وعينان مليئه بالدموع والخوف
:بابا ....ليلى يابابا هى كويسه احتضن كتفها واتجه بها ليجلسها وجلس بجوارها :ليلى بخير
قالت بلهفه وهى تمسح دموعها بكفها :طيب اشوفها
عاصم وهو يتنهد:ماينفعش لانها فى العنايه
فتحت عيناها بصدمة :عنايه !!!!!؟
عماد بصوت هادئ:طبيعى تكون فى العنايه بعد اى عمليه المريض بيدخل العنايه واول مايفوق يتنقل لاوضه تانيه زينه وهى تنظر لوالدها بخوف:وهى لسه مافاقت
هز عاصم راسه:لا لسه اراحت راسها على صدر والدها واغمضت عيناها بتعب وتساقطت دموعها على خديها :انا خايفه عليها قوى ...شكلها وهى غرقانه فى دمها مش راضى يختفى من قدام عنيا وضعت يدها على فمها واجهشت فى بكاء حار احتضنها وقال بثبات:ان شاء هتقوم وتكون بخير جلست تردد بشفاه مرتجفه :ان شاء الله هتكون بخير
:انتى ايه اللى طلعك من الاوضه انتى ناسيه انك تعبانه ومحتاجه ترتاحى .......يلا تعالى ارجعى الاوضه
نظرت لوالدتها وحركت راسها وهى تقول بعناد شديد :انا مش اتحرك من مكانى غير لما اطمن على ليلى واكملت بعتب شديد:وانتى كمان لازم تطمنى عليها انتى من امبارح معايا ولا سالتى عليها كانك ناسيه ان عندك بنت تانيه ازاى ياماما كده ؟ نظرت لابنتها وتنقلت عيناها من ابنتها لزوجها وتلك العينان الاخرى التى تنظر لها بضيق وغضب شديد اجابت بصوت متلجلج :ايوه .....بناتى ...لكن انا......انا ...قلت مينفعش احنا الاتنين نكون هنا ونسيبك لوحدك
قال بصوت هامس وبسخريه :اكيد طبعا مينفعش
اخذ نفس عميق والتفت لزينه :تعالى يازينه نشوف ليلى اقتربت من عماد وتحركت معه وتركت خلفها والدها ووالدتها اقتربت بهدوء وجلست بجواره صامته وقالت بضيق :ازاى مسالتش على زينه مش دى بنتك برضه ...لكن انت معندكش غير ليلى وبس حد تانى لا ... نظرت لكوب القهوه الذى يحركه شارداً وقالت بلا اهتمام:ماتقلقش اكيد هتقوم هى حادثه بسيطه يعنى متكبرش الموضوع يومين وتطلع من المستشفى الموضوع مش كبير..بس انت بتحب تكبر كل حاجه تخصها
التفت لها ونظر لها بحده:انا بكبر الامور
وقام وامسك ذراعها بقسوه شديده وقال بصوت مخيف :تعالى اوريكى الاصابه الخفيفه اللى انا مكبرها تعالى وجرها خلفه لدرجه انها كانت تركض لكى تساير خطواته وهى تقول :عاصم ...سيب دراعى الناس بتتفرج علينا كانت تحاول ان تبعد يده التى تعتصر ذراعها ولكن لم تسطيع وقف امام العنايه واشار الى ماخلف الزجاج :شوفى فتحى عنيكى وشوفى الحادثه اللى انا مكبرها رفعت عينها
رفعت عينها ونظرت اتسعت عيناها وهى ترى ليلى من خلف الزجاج راسها المصاب ويدها المكسوره وتلك الاجهزه المتصله بها
قالت بصوت هامس:ليلى
وضعت يدها على فمها غير مصدقه ماتراه لم تتخيل ان تكون بهذا الشكل لقد ظنت انها مجرد حادثه بسيطه ولكن ماتراه الان امامها جعلها تعرف سبب انهيار زينه ولماذا عاصم على وشك الجنون وعماد على وشك الانفجار
سمعت صوته يقول :شايفه الحادثه البسيطه ياهانم شايفه...... ترك ذراعها واقترب من الزجاج :البنت مفيهاش جزء سليم وبعد كده تقولى بسيطه انتى مابتشوفيش التفت لها وقال بسخريه:انتى لابتشوفى ولابتحسى وعشان كده احسن حاجه تعمليها انك تمشى من هنا
هزت راسها بالم:عاصم انا ماكنتش متخيله ان الحادث كده انا افتكرت ......
قاطعها بعتب :افتكرتى اه افتكرتى انه حادث بسيط وحتى لو بسيط تتجاهليها بالشكل ده يانجوى!!! شعرت بالم غريب بداخلها جعلها تشيح بوجهها بعيداً عن عينيه :انا مااتجاهلتش ..انا اتشغلت بانهيار زينه هز راسه بسخريه:اكيد طبعا مازينه بنتك مش ليلى وابتعد عنها وتركها بمفردها تراقب ليلى من خلف الزجاج وقالت بقلق :ادهم عملت ايه فى البنت
.........................
بعد مرور يومان جالسه بجوارها محتضنه كفها الرقيق بين يديها تتاملها بقلب متالم مسحت دمعه فرت من عينها فى لحظه ضعف لقد قررت الا تبكى حفيدتها تحتاج الدعاء وليس البكاء لن تنسى عندما طرق عماد باب غرفتها وجلس يخبرها عن ماحدث لاتدرى كيف اتتها القوه وهى تتجه لخزانه الملابس وتخرج ملابسها وتقول باصرار :دلوقتى حالا تودينى ليها ومنذ تلك اللحظة وهى لاتتركها مطلقاً ....
انتشر الخبر وجميع الاهل والاصدقاء يتوافدون واكثرهم كانوا من اصدقاء ليلى اللذين لم يتركوها لحظه واحده ...... الغريب فى الامر ان ناديه وادهم لم يظهروا لزيارتها مطلقاً..... حاولت نجوى ان تبرر سبب غيابهم ولكن لم يهتم احد لتلك المبررات الواهية كل مايفكرون به متى سوف تفيق وتسترد عافيتها......
دخلت الممرضه لتقول بصوت هادئ
:مدام كفايه الخمس دقايق عدوا هزت راسها وقامت ونظرت لحفيدتها
:اشوفك بكره واتمنى تكونى صحيتى لانك وحشتينى اوى وخرجت من الغرفه وهى مطرقة براسها من الاسى والقلق... اقترب منها عماد و سالها باهتمام :اخبارها ايه طمنينى ؟
تنهدت بالم وهى تقاوم تلك الدموع :زى ماهي مفيش اى تغيير تنهدت ونظرت لزينه بحزن شديد وقالت :انا خايفه على زينه اوى التفت ونظر الى زينه ولشحوب وجهها الشديد ونظراتها الضائعه اقترب منها وجلس امامها وناداها بصوت هادى :زينه
رفعت عيناها الدامعة له دون ان تنبس بحرف تنهد وقال :ليلى ان شاء الله هتفوق وهتكون محتاجاكى جنبها يعنى لازم تكونى قويه وتساعديها مش هشه وضعيفه ....مش بس ليلى بس كلنا محتاجينك عاصم وجدتك سميره عايزين زينه القويه فهمانى هزت براسها وهى تطلق نشيج وتبكى بشده اقتربت منها سميره واحتضنتها وجلست تقرا عليها بعض من آيات القران الكريم سائلة الله ان يجعل لهم من هذا الضيق مخرجاً
..........................
بعد عدة ساعات امام غرقة ليلى بالمستشفى سمعت صوت خطوات مسرعه رفعت راسها رات الممرضه ومعها الطبيب متجهين الى غرفتها اقتربت سميره بخوف
:فى ايه ياعاصم
اجاب وهو يراقب الطبيب وخلفه الممرضه :مش عارف
جاء الطبيب وخلفه الممرضه ودخل لغرفه ليلى اتجه خلفهم عاصم ووجد الطبيب منحنى ويقوم بفحص ليلى سمع الطبيب يقول :ليلى انتى سمعانى
اجابت بصوت متعب خافت :با...با ....با..با
اسرع عاصم بلهفه وقال :ليلى حبيبتى
اسرعت الممرضه لتخرجه ولكن اشار لها الطبيب ان تتركه عادت تنادى بصوت خافت :بابا ...بابا....
اقترب منها والدها بلهفة وهو لا يصدق انه يسمع صوتها واحتضن كفها :ليلى حبيبتى انا جنبك
فتحت عيناها واغلقتهم ثم عادت تنظر اليهم نظرات فارغة وقالت :بابا ...عايزه ....عايزه اشرب
اقتربت منها الممرضه وبدات تبلل لها شفتيها الجافتين فتحت عيناها واعادت اغلاقها وقالت بصوت واهن :الدنيا ضلمه ليه...... بابا....
اقترب منها الطبيب واشار للممرضه نادى الدكتور نادر
نظر عاصم بخوف شديد للطبيب وفى عينيه الف سؤال :دكتور وليد...
قاطعه صوت ليلى يهمس بتعب :بابا ...صداع شديد فى راسى وجسمى كله بيوجعنى
اجاب عاصم وهو يحتضن يدها بقلق :دلوقتى الدكتور هايدكى مسكن
ليلى وهى تحرك راسها وتنظر لابيها:انا... مش شيفاك ليه ...المكان ضلمه اوى.... دخل الطبيب الذي ارسل زميله في طلبه واقترب من الدكتور وليد وبدا يتحدث معه بصوت خافت بعدها اتجه لليلى وقال وهو يكشف على عينيها سالها :ليلى شايفه ايه اجابت بتعب:مش شايفه ...الدنيا ضلمه افتح النور عشان اشوف عاصم بجزع :ليلى النور مفتوح
فتحت عيناها وقالت بقلق وخوف :بابا ...انا ...مش شايفه حاجه ...افتح النور اغمضت عينها بشده وفتحتها وبصوت متعب خائف :مش شايفه افتحوا النور ....بابا
وجلست تصرخ بوهن وتنادى :بابا ...بابا انت فين ...بابا انا مش شايفه ...بابا
اسرع الطبيب يحاول ان يهدئها وهى تبعد يديه عنها وتبكى وتصرخ وتنادى والدها احتضنها عاصم وقال بصوت باكى :ليلى ...اهدى قالت وهى تصرخ فى صدره :...انا مش شايفه وجلست تصرخ وتبكى بهستريه وهى تبعد راسها عن صدره انا مش شايفه ...مش شايفه ...فين النور ...انا مش عايزه الضلمه دى عايزه النور
اقترب الطبيب منها وحقنها بمهدئ لم تمر دقائق حتى تراخت يداها المتشبثه بابيها ودخلت في سبات عميق بين يدى والدها احتضنها بقوة اكثر ونظر للطبيب بتوسل ان ينقذ ابنته فاشار له الطبيب ان يخرج معه .......................
بعد يومين..... وقع طرقات أقدام متوترة واسعة الخطى اقترب من المكتب ونظر للعسكري وقال :عماد بيه جوه أجاب العسكري بقلق :ايوه موجود ومستنيك اخذ نفس عميق وزفره بهدوء وطرق الباب سمع طرقات على باب مكتبه أجاب وهو يقف بجوار النافذة :ادخل دخل شاب فى أوائل الثلاثين :مساء الخير يا عماد بيه التفت له وسأله باهتمام وبصوت حازم:مساء الخير يا محمد ...عرفت توصل لحاجه هز رأسه وقال
:من حسن الحظ ان قدام المطعم بنك فيه كاميرات مراقبه جوه وبره واقترب ووضع أمامه الفلاشه وقال :أتفضل
امسك الفلاشه وخرج من غرفته وخلفه محمد واتجه لغرفه العرض وقال
:شغل الفلاشه دى يافتحى جلس يتابع العرض وهو واضع يديه في جيب سرواله الأسود بتوتر يحاول ان يخفى رعشه يده وكل ذره في جسده ترتعش غضبا وألما عض على شفتيه بغضب ... كم يتمنى أن يكون أمامه ذلك الوغد لكي يمزقه إلى أشلاء كانت انفاسه تخرج من صدره كأنها حمم بركانيه رن هاتفه وأجاب بغضب اعمى : وعليكم السلام ...طلع كلامك صحيح ..أنا رايح له الكلب ده موته على يدي ...متخفش مش أموته ...بس مش اخلي حته فيه سليمة اللي عامل فيها راجل
|