كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
البارت الثالث
أغلق الهاتف والتفت ينظر لابنته النائمة وبجوارها تجلس زينه تقرا قران بصوت خافت
كانت نظراته لها وهى نائمة تنطق ألماً كان يشعر بألم يعتصر قلبه ويجعله لا يكاد يتنفس لا يستطيع وصف المه او احتماله ...حبيبته تتألم ولا يعرف كيف يساعدها او يمحو المها ......لو استطاع ان ياخذ جميع الامها ومعاناتها لتكون من نصيبه بدلا عنها فلن يتردد .......أغمض عينيه بألم وهو يتذكر انهيارها بالأمس عندما اقتربت منها الممرضة وأمسكت يدها بدأت تصرخ بهستريا شديدة وتدفعها وتقول...ابعد عنى ... لا..... هو اللى لازم.... يتعمى .....مش انا هو السبب ...هو السبب .....تذكر بمرارة الكابوس الذى كان يراودها قبل الحادث كانت تحلم بانها تركض هاربه من ادهم وهو يحاول ان يلاحقها لكى يؤذيها وفجاه تظهر من تحت اقدامها هوة عميقه سوداء ليس لها قرار فوقفت تتلفت حولها وتنادى على ابيها وتحاول ان تبعده عنها ولكنه ياتى من خلفها ويدفعها لتسقط فى الهوة
اقترب منها فى محاوله لتهدئتها ولكن الطبيب منعه هو والممرضة التى سارعت بحقنها بمنوم لكى تهدا
راقبها وهى تستكين من اثر المهدئ ولا يزال صدرها يعلو ويهبط من اثر الانفعال وشعرها منثور حولها على الوسادة وبعض منه يغطى جزء من وجهها الذى يظهر عليه جروح بدأ لونها بالتغير
ما إن استكانت حتى أسرع خلف الطبيب الذى اشار له ان يتبعه
لغرفته
تذكر عاصم اللحظات العصيبه التى مرت عليه والطبيب يخبره انه كان يشك ان الحادث اثر على مركز الإبصار فى المخ وكان من الواضح من الاشعه التي خضعت لها بعد الحادث وجود ضرر في هذه المنطقه
سأله عاصم بلهفه :والضرر ده مالوش علاج ؟؟؟
رد الطبيب بمهنيه :اسمعني يا استاذ عاصم انا ليا صديق متخصص فى طب العيون وفى الاصابات دى بالذات هو دكتور ممتاز وعالج حالات كثير بس هو مش موجود في مصر في الوقت الحالى هيجى بعد كم شهر .... قاطعه عاصم بنفاذ صبر : هو انا لسه هاستنى بالبنت كام شهر انا هاحجز واسافر بيها فورا
رد الطبيب بتفهم :اسمعني يا استاذ عاصم سواء سافرت او لا لازم تنتظر لان مفيش دكتور ممكن يجازف و يدخلها اوضه العمليات غير بعد ماتستقر الحالة ...حاله ليلى لازم تستقر الاول
ساله عاصم بلهفه : والحاله هتستقر امتى يا دكتور؟؟؟
رد الطبيب بهدوء: ما اقدرش احدد ده هيرجع للفحوصات ال هتخضع لها وانا هابعت نتيجة الفحوصات للدكتور جمال سامى ال قلت لك عليه وهاتابع معاك
خرج من شروده على صوت طرقات على باب الغرفه
اتجه الى الباب وفتحه وجد امامه صديقه فؤاد وابنه الكبير عاصم
خرج من الغرفه سأله ابن صديقه باهتمام:اخبار ليلى إيه النهارده ياعمى؟
اشار لصديقه وابنه بالجلوس على كراسى الانتظار خارج الغرفه وجلس بجوارهما اجاب بوجع
:اول مافاقت انهارت ومن بعدها رافضه تتكلم مع اى حد فينا
فؤاد بضيق على حال صديقه :انا اعرف انها متعلقه بجدتها متكلمتش معاها
عاصم وهو يزفر بقله حيله:تصدق يا فؤاد حتى جدتها اللى متعلقه بيها مش راضيه تتكلم معاها
فؤاد بتعاطف شديد:ياحبيبتى يابنتى الله يكون في عونها
وضع يده على كتف عاصم :ليلى الفتره دى محتاجه انك تكون قوى اوعى تضعف
عاصم وهو حائر :انا مش عارف اعملها ايه انا حاسس انى عاجز
فؤاد بحزم :متخليش الشيطان يسيطر عليك ده اختبار من ربنا ليك
اوعى تضعف او تيئس من رحمه ربنا قول الحمد لله على الضراء قبل السراء
عاصم بتاكيد :الحمد لله على كل حال
عاصم الابن:اهم حاجه ياعمى انكم تكونوا حواليها ومتسبوهاش
عاصم وهو يتنهد :والله مش سايبنها اختها وجدتها مش سايبنها لحظة كلنا معاها
واردف :سامحنى ياعاصم نسيت اسالك يابنى اخبار كنزى ايه ؟ فؤاد قالى انها تعبانه
عاصم وهو يبتسم :دور برد اخدته لكن الحمد لله بقت احسن
عاصم وهو ينظر لغرفه ابنته :ربنا يحفظهالك ومتشفش فيها حاجه وحشه ابدا
......................
علي وهو يطرق بقلمه على طاوله مكتبه بشرود
: الحادث اللى حصل من كام يوم قدام المطعم تصدق لدلوقتى بيتكلموا عليه
فخر وهو يتصفح الجريده التى فى يده :اكيد سعيد ناشر الخبر
تنهد على بضيق وهو يتابع الاوراق التى امامه :مع انى قلت له مايتكلمش فى الموضوع ده تانى انا احسن حاجه اخصم من مرتبه عشان يبطل يتكلم ويركز فى الشغل
فخر وهو يرفع عينيه من الجريده :فى حاجه شغلاك
اجاب بهدوء :لا ابدا ....
وقال مغيراً للموضوع :فاطمه عزمانى على العشا هو مش عشا هو تعارف
فخر وهو يثنى الجريده ويضعها امامه على الطاوله :تعارف ....مشروع خطوبه يعنى
هز راسه وهو يمرر يده على لحيته :ماما وفاطمه عارفين عيلتها وقالوا انها مناسبه
فخر باهتمام :انت شفتها ...؟
هز راسه نافيا :لا ...النهارده على العشا اشوفها
فخر وهو يقول بتوسل :عشان خاطرى خليك هادى ومؤدب ومتفضحناش زى اخر مره
اشار لنفسه وباستنكار شديد :انا بفضحكم ليه هو انا بعمل ايه يعنى
فخروهو يذكره :انت نسيت عملت ايه فى بنت الناس الاخيرة
صمت قليلا ليتذكروهز راسه نفيا :مش فاكر
فخربتعجب :قلت دى شكل ظوافر بتعمل اكل والله لو عندى طباخه ظوافرها كده كنت طردتها من المطعم والمصيبه الاكبر رايح تسالها انتى سافرتى لبنان ...ولما سالتك ليه قلت لها شفافيك دى نفخ لبنانى مش مصرى
على بتاكيد:يافخر والله لو كنت مكانى كنت قرفت من شكل ظوافرها وملوناها احمر..ولا شكل وشها لاعبه فيه وحطه فى شفايفها لون اعوذ بالله
واكمل بتاكيد: دى اكيد مش بتدخل المطبخ ولا بتعمل حاجه فى البيت
فخر وهو يضرب كف بكف بعصبيه :وانت عايش معاها عشان تعرف انها مدخلتش مطبخ ولا نفخت
اشار له علي:افهم دى لو غسلت طبق او قشرت بطاطس كانت ظوافرها اتكسرت دى شكلها مابتعرفش تعمل حاجه ياعم دى شكلها دلوعه وهتقرفنى وانا اكتر حاجة اكرهها البنت الدلوعه
غمز له فخر وهو يمد قدميه امامه بكسل
:ومالها البنت الدلوعه دى احلى حاجه ان البنت تكون دلوعه وتدلعك معاها
ضحك علي وهويغمز له :طبعا ما انت خبره فى مواضيع الدلع ما انت جربتها
فخر بشرود :فعلا جربته ...
تنهد قائلا :سيبك منى دلوقتى وركز فى موضوع التعارف ده
قام علي من خلف مكتبه وارتدى سترته البنيه قائلا :أركز فى ايه هى حسبه اركز فيها مجرد تعارف عجبتنى كان بها معجبتنيش يلا فى غيرها البنات اكتر من الهم على القلب
فخربسخريه :بعشق أسلوبك الرومانسي فى التعامل
واردف بضيق من صديقه :انتى رايح تشترى طماطم ...علي يا حبيبى انت هتقعد مع وحده احتمال تعجبك وتكون مرآتك
قاطعه علي وهو يأخذ هاتفه ويضعه فى جيبه سترته البنيه واجاب ببساطه:واحتمال متعجبنيش ومتعجبنيش أفكارها
في الحالة دى أشوف غيرها
تنهد فخر بيأس :أنت حالتك ميؤس منها والله انا مشفق على المسكينة اللى هتكون من نصيبك
على وهى يربت على كتف فخر وهو يغمز له :دى امها داعيه لها
فخر بامتعاض :هى من ناحيه داعيه فهي داعيه ......ده ال انا واثق فيه
رن هاتف علي فرد على والدته التى اتصلت لتذكيره بالموعد
أجابها :السلام عليكم ....ماما انا جى ....مش اتاخر ..حاضر .
خرجا من المكتب واتجه كل منهم الى سيارته
استدار فخر وقال لعلى :تبقى تقولي حصل ايه رغم انى عارف هيحصل ايه
ضحك وقال بتعجب:طيب مدام عارف احكي ليه!!!
وركب سيارته وانطلق بها
هز فخر راسه بيأس من صديقه وأشار له مودعاً وركب سيارته وانطلق
.....................................
نعود بالاحداث يوم الحادث بعد منتصف الليل
كانت تهز قدمها بقلق وخوف لم تظن ان تصل الامور لذلك الحد
تذكرت تلك المواجهه التى تمت بينهم بعد رجوعها من المستشفى
انتظرته حتى رجع متاخراً سمعت صوت الباب وراته يتجه لغرفته
سألته بحده :ادهم كنت فين
نظر لساعته وقال متسائلا :ماما انتى ايه اللى مسهرك لدلوقتى
اجابت بحده اكثر وصوتها يعلو :رد عليا كنت فين؟
قال ونظراته غير ثابته :كنت ..كنت ..مع اصحابى
اقتربت منه وقالت :عملت ايه مع ليلى ؟
ورفعت اصبعها فى وجهه مهددة: واياك تنكر انا شفتك طالع معاها بره المطعم وماسك دراعها
شعر بقلق وقال باضطراب :معملتش حاجه يعنى اعمل ايه طلبت منها اننا نتكلم عن ...عن ..الخطوبه ...زى ماحضرتك طلبتى منى وهى ...رفضت فسبتها ومشيت
نظرت لعينيه وعلمت انه يخفى شى :ادهم ..ليلى حصلها حادث ودلوقتى هى فى العنايه ولو حصلها حاجه خالها وابوها مش هيسبوك فاحسن حاجه قولى عملت ايه عشان
قاطعها بعصبيه :قلتلك معملتش حاجه ...وانا مش خايف من حد
وتركها واندفع لغرفته ....
تنهدت بقلق وهى تفكر ..يجب ان يختفى .. الى ان تهدأ الامور
ولكن اى امور التى ستهدأ الفتاه فى العنايه بسبب ابنها
والدها لن يتركه ولو تركه فعماد سوف يقتله لامحاله لقد رأته فى المستشفى وطريقته وسؤاله عن ابنها أخافها بشده
تنهدت بخوف وقالت بلوم :انا ايه اللى يخليني اخطب له المجنون ده بنت الناس حصلها حادث وبسببه اكيد انا عارفه انه كان ناوي نية زفت بس قلت مش هيعمل حاجه ويعمل حساب ابوها وعمها
ياربى ....ياربى اعمل ايه
جلست تضرب على فخدها بقله حيله وقالت :ايوه انا اكلم ابوه يبعتله ويسافر يبعد احسن
هزت راسها :هو ده الحل انى ابعد ابنى
امسكت هاتفها وقامت بالاتصال
..................................
فى نفس الليله التى شاهد عماد فيها ما حدث خارج المطعم لم يستطع ان ينتظر للغد فغادر عمله وقاد سيارته الى حيث يقف فى هذه اللحظه
مستندا على سيارته وقد وضع يده فى جيب بنطاله الجينز الغامق يراقب تلك البنايه التى امامه ويحرك عينيه على الشارع الهادئ الذى يقطع صمته مواء قطه او نباح كلب لم يأبه للساعات التى قضاها فى انتظاره
عض على شفته السفلى يحاول ان يضبط اعصابه ....ولكن كيف بعدما راى ذلك الاحمق يتعدى عليها بالضرب ....النار بداخله يزيد اشتعالها ما ان يتذكر هذا المشهد
اشاح بوجه وهو يتنهد ...سمع صوت سياره تقترب وتقف على بعد خطوات منه
اعتدل فى وقفته عندما راه يترجل من سيارته وصوت ضحكته يقطع ذلك السكون وهو يقول فى الهاتف
:عواطف يا حبيبتى انسى مفيش فى قلبى غيرك .....يا عواطف قلبى
تنهد بضيق :طيب ليه السيره دى .....ليلى مين دى ....لا طبعا انا عمرى ماحبتها دى كانت زى الهم على القلب ..الحمد لله هم وانزاح
شعر بيد تنبه على كتفه
التفت ومازال الهاتف على اذنه
فغر فاه ما ان راى عماد امامه
عماد وهو يشير للهاتف بصيغه امر :اقفل التليفون يا حبيب عواطف عاوزك ف موضوع
شعر بخوف وهو يغلق الخط وتلفت حوله عله يصادف احدهم فى مدخل البنايه يستنجد به وعندما لم يجد احداً اسرع يركض الى المبنى الذى يسكنه متجهاً الى المصعد
عماد وهو يبتسم بسخريه :هو من اولها تجرى
وفى لمح البصر كان عماد قد امسكه من عنقه من الخلف واداره بقوة ليواجهه وامسكه من قميصه وهو ينظر فى عينيه ويقول بصوت اثار الرعب فى قلب ادهم:هتهرب منى على فين
نظر لعماد ورسم على وجه الهدوء عكس القلق والخوف الذى بداخله:استاذ عماد .... ....هو ....هو... فى حاجه
ابتسم بسخريه :هى مش حاجه هى حاجات
اعطاه لكمه قويه انفجرت فى وجهه كالقنبله واطاحت بأدهم فسقط على الارض بقوة اندفع عماد ناحيته واوقفه على قدميه وهو يقول بغضب لاهث:انا بنت اختى زى الهم على القلب ...انا اوريك دلوقتى إيه هو الهم على القلب وقبل كده اوريك ازاى ترفع ايدك عليها
حاول ادهم ان يهرب او حتى يدافع عن نفسه باى شكل ولكن قوة عماد العضليه ومهاراته القتاليه لم تترك لادهم اى مجال للدفاع حتى عن نفسه كان عماد يخرج الغضب الذى بداخله نحوه على هيئة لكمات وركلات ولم يتركه الا عندما غاب عن الوعى ووجهه مغطى بالدماء وقد اصبح كالجثه الهامده
نظر الى جسده الملقى على الأرض
اكمل بغضب:انا مش مانعني من قتلك غير خوفى من ربنا لكن انت كلب ولاتسوى
اخرج هاتفه وقال :ايوه يامحمد ابعت لى اتنين من عندك ياخدوا الزفت ده ويرموه فى الحجز وعايزه بكره يتعرض على النيابه بتهمه التعدى ....لحظه ابعتلك العنوان
نظر عماد له بقرف وصدره يعلو ويهبط من المجهود وقال وهو ينفض يديه منه :عامل على البنت المسكينه راجل اومال قلبت قطه ليه؟؟ ابتسم بسخريه وهو يوجه له الكلام كانه يسمعه :ابقى اتصل بعواطف تيجى تعمل لك تنفس صناعى
.........................
فى بيت فاطمه
:ماشاء الله نفسك جميل فى الأكل يا فاطمه
جلست فاطمه بجوار والدتها :ميرسي يا طنط ده من ذوقك
هن وهى تبتسم بفخر:عارفه يا ابتسام عندى فاطمه وعلى بيحبوا الأكل اللي فى البيت ملهمش فى الجاهز بيقولو أكلى أحسن من الجاهز
ابتسام وهى تنظر لابنتها :زى علا بنتي
ابتسمت هنا برضا ونظرت لعلى الجالس بصمت
حدجته بنظره ليتحدث لاتدرى لما هو صامت
كان ينظر لها بتقييم شديد نظر ليديها وجدها أظافرها مطلية بلون غريب تنهد وقال بنفسه ايه مشكلتهم مع الألوان الغريبة
اكيد هيقولوا موضه ايه الموضه الزفت دى
على لنفسه "اهدى كده واتكلم معاها احتمال تعجبك طريقه تفكيرها
سمع صوت والدته تقوله له:على ...مدام ابتسام بتكلمك
نظر لها وقالت وهى مبتسمه :انا اكلت فى مطعمك كذا مره انا وجوزى واولادى
ابتسم وقال :يارب يكون عجبك المكان
هزت راسها وأشارت لبنتها :أوى ..ده حتى علا عجبها الأكل
نظر للفتاه وقال :عجبك المكان
قالت بخجل :جميل اوى ..انت اللى صممت الديكورات
هز راسه نفيا :لا طبعا ...مصمم الديكور هو اللى صممه
علا وهى تنظر له:اكيد لك فى الطبخ
اجاب وهو يريح ظهره على ظهر الكرسى :شويه مش كثير...انتى بتعرفى تطبخى اكيد
ابتسمت علا :مش اوى
اعتدل وسألها بجديه :مش اوى يعنى بتتعلمى
هناء وهى تضحك لتغيرالموضوع :مين فينا مبيتعلمش تصدقى يا ابتسام انا لدلوقتى بتعلم طبخات
ابتسام بتاكيد :دلوقتى فى كل قناه فى شيف يعلم الطبخ واكلات نعرفها ومنعرفهاش
تنهد بضجر واعاد سؤاله مره أخرى:انتى بتعرفي تطبخي
علا وهى تهز رأسها وتضع ساق على الاخرى:لا مش كده ...لكن ماليش فى المطبخ
على وهو يرفع حاجبيه بسخريه:ملكيش فى الطبخ ...امممممم
جميل ... ليه
علا بتاكيد:انا مش فاضيه اقف فى المطبخ بساعات وانا بشتغل لان ده يتعارض مع شغلى
على بصراحه شديده:الشغل مبيتعارضش مع وقفتك فى المطبخ كثير بيشتغلوا وقايمين بواجبتهم المنزليه
واكمل بسخريه:لكن اللى بتقوليه ..... حجه الكسلان
وضعت والدته يدها على قلبها ونظرت لابنتها لانها تعلم جيدا ماسوف تؤول اليه الجلسه
رفعت علا حاجبيها الرفعين باستعلاء:كسلان ...لا مش حجه كسلان دى وجه نظر
على بصراحه:وجه نظر تختفى اول ماتتجوزى
هزت راسها نفيا وقالت باعتراض:هو انا لازم اتغير واغير حياتى عشان ال هاتجوزه واعيش فى دور المضحيه لا طبعاً ...زى ماهو له كيان انا ليا كيان برضه دور المضحيه ده انتهى ....وانتهى القمع على افكارنا
اتسعت عيناه بدهشه وصمت قليلا وقال متسائلا:انتى بتشتغلى ايه
اجابت بثقه:جمعيه كسر قيود المراة
على وهو ينظر لوالدته ويرفع حاجبه:جمعيه كسر قيود المراة...ومين قيدها ؟
علا بثقه :الافكار العقيمه هى اللى قيدتها وحبست حريتها
على باستهزاء:اكيد مسكينه المراه لدلوقتى ما اتحررتش ولا اتعلمت ولا اشتغلت ولا رفعت خلع على جوزها ولا ضربته ولا طلعت عينه
وضعت والدته يدها على جبهتها وهزت راسها بياس ونظرت لابنتها كانها تخبرها ان الجلسه انتهت بفشل
...............
بعد انصراف ابتسام وابنتها
هتفت فاطمه بضيق وهى تشير على اخيها الجالس بهدوء
:ماما انا مش هارشح لابنك بنات تانى انا كل صحباتى خسرتهم بسبب ابنك
كان جالساً باسترخاء شديد ويمد قدميه على الطاوله التى امامه وياكل قطعه حلوه
الام بغضب :انا تعبت كل عروسه تطلع فيها العقد يابنى ريحنى انت متاكد انك عايز تتجوز ؟
ثم تعالى هنا مطبخ ايه وطبيخ ايه ال بتسأل عليه ده
نظر لها بهدوء وسال بسخريه:لا المفروض اسالها عن اسم رئيسة الجمعيه واكمل وهو يعتدل فى جلوسه
:انا مش كل يوم اتجوز ان عايز ابنى اسره تكون ال معايا دى قد المسئوليه وتستحمل مش وحده هايفه وماشيه ورى شعارات مش فاهمه منها حاجه
هنا بعصبيه :وانت يعنى من ساعه قعدتها حددت انها مش فاهمه
على بتاكيد :ايوه البنت دى حافظه مش فاهمه ثم تعالى هنا
انا عايزه تجوزينى وحده مشتركه فى جمعيه للمراه وهى لما تروح الجمعيه انا بقى اسيب شغلى واقعد اطبخ وامسك العيال وارتب البيت
واكمل بسخرية :لا ومامتها تقولى احسن حاجه ان عندك مطعم اليوم اللى تكون مراتك مشغوله فيه تجيب اكل من المطعم .....طبعا ما بنتها مش بتطبخ هى فاضيه .ثم انا عايز افهم حقوق ايه اللى بتتكلم عنها دى الستات واخدين حقهم وزياده كمان
اكمل بسخط:افكار غبيه
هنا باعتراض :على
قال بغضب :استغفر الله
هنا وهى تجلس بجواره :على يا حبيبى البنت حلوه ومن عيله
على وهو يتنهد :امى افهمينى ايه ال يمنع انها تكون حلوة وكمان ست بيت دى يا ماما شكل وحده ست بيت ؟
صمتت والدته ولم تجب
على وهو يتنهد :انا عايز وحده زيك او زى فاطمه
فاطمه بغرور :انا مفيش زيى
وفجائه قامت وفى يدها قطعه شيكولاته كانت تهم بأكلها واقتربت منه وقالت بتوعد ولا انت عندك راي تانى ؟
قبل راسها وهو يضحك :هو فى زيك يا تومه ياحبيبه قلبى ده ياريت القى وحده زيك بجمالك ولا بنفسك الحلو فى الاكل
ابتسمت وقالت بحب :ان شاء الله تلاقى احسن منى
واكملت ونسيت ما قررته :ولا يهمك عروستك عندى اللى تستاهل اخويه حبيب قلبى
ووضعت فى فمه قطعه الشيكولاته
واخفضت صوتها :اصلا علا ماكانتش تنفع ...محرره المراة قال ...كإن الستات منتظرينها تحررهم واحده فاضيه
والتفتت لوالدتها :على عنده حق دى اصلا متنفعش بالمره ازاى ياماما فكرتى فيها
هناء وهى غير مصدقه ضربت كف بكف ولم تجب بكلمه
اخذت حقيبتها وقالت بعصبيه :انا لوقعدت دقيقه انفجر انا ماشيه
فاطمه وهى تحاول ان تهدئ والدتها استنى ياماما اقعدى اتعشى معانا فاضل هيفرح لما يعرف انكم هنا
ولكن الام اتجهت للباب لتغادراسرع علي خلف والدته
فاطمه بصوت منخفض :علي اول ماتوصل البيت كلمنى حاول تراضيها
هز راسه وانصرف
.......................................
نظرت لساعتها بقلق شديد وأمسكت هاتفها تحاول محادثته ولكن هاتفه مغلق
أين ذهب.....ولماذا اغلق هاتفه اكاد اجن من قلقي وخوفي عليه
لا يهتم مطلقا ان يطمئني او يهتم انا هنا أكاد أذوب قلقا عليه وهو لايهتم
انا اخر اهتماماته ...ماذا يحدث لو اخبرنى انه سوف يتأخر هل هذا يقلل من رجولته ...هل يتلذذ بقلقي عليه
خرجت للشرفه تنتظر قدومه
رات سيارته تنهدت بارتياح ....اسرعت الخطى لكى تطمئن عليه
شهقت بخوف ما ان رأته واقتربت منه قميصه ملطخ بالدماء ويده متورمه:عماد ...انت اتخانقت
اجاب وهو يتجاوزها :تاليا مش وقت اسئله
نظرت له غير مصدقه :مش وقت اسئله ..جاى متأخر وقميصك كله دم وبعد كده تقولى مش وقت اسئله .
عماد وهو يتجه للحمام وبنفاذ صبر:تاليا انا دماغي تعبانه ومش ناقص كلام كثير
أسرعت خلفه وجدته يتجه للحمام
تنهدت بتعب وبدات تخرج له ثيابه وخرجت للمطبخ لتحضر له عده الإسعاف واتجهت للغرفة
خرج وهو يلف منشفه على خصره ارتدى ثيابه بهدوء تعب أعصابها
أمسكت المنشفة وبدأت تجفف شعره وهى تتحاشى ان تنظر له تشعر بغضب شديد منه
جلست بجواره ووضعت عده الاسعاف وبدات تطهر جرح يده ابتعد ما ان لمس المطهر جرحه حتى تاوه
قالت بعتب :وجعتك ...خليها توجعك زى مابتوجعنى ببرودك
وبدات دموعها تسيل
احتضنها وقالت له وهى تحاول ان تبعده عنها :ابعد ..لو تعرف كنت هاموت من خوفى عليك لكن انت بارد مش بتحس بخوفى
احتضنها وقال بصوت هامس فى اذنها:اششش ..
وساد صمت طويل بينهما كانت تستمع لدقات قلبه واستكانت على هذا الوضع لان وجوده لجوارها هو السكينه بالنسبه لها
خرج عماد عن صمته اخيراً وقال وهو لا يزال يحتضنها كانه يحادث نفسه :انا كنت شاكك ان الحادثة اللى حصلت لليلى ادهم ليه ايد فيها والنهارده اتأكدت
شهقت وهى ترفع راسها تنظر اليه غير مصدقه
اخذ يحكى لها ما شاهده فى الفيديو خارج المطعم وتنهد مكملا :اول ماشفت اللى حصل حسيت ان فى نار فى قلبى والنار دى مش راضيه تهدى على العكس بتزيد هى فى المستشفى مش قادره تتحرك واتعمت ....والكلب عايش حياته وياريت حاسس بالذنب ابدا بيتكلم عنها كأنها هم على قلبه ...ليلى اللى الكل يتمنى يرتبط بيها يجى الكلب ده يقول عليها كده
عض على شفته بغيظ وهو يضم قبضته بغضب
وضعت تاليا يدها على قلبه بحنان لتهدئه
اردف :رحت واستنيته
قالت بهمس لايكاد ان يسمع :ضربته ؟
بشرود كانه يرى ادهم وهو ساقط على الارض والدماء تملأ وجهه :كان نفسى اقتله لكن خوفى من ربنا منعنى
مسحت دموعها المتساقطة واحتضنته وأراحت رأسها على صدره :يستاهل كل اللى عملته فيه بعد ال عمله فى حبيبتى ليلى
.........................
فى اليوم التالى ..فى المساء
اتجه الى المطبخ وهو يحمل علبه فى يده وجد والده يعد فنجان قهوه
اقترب منه وهو مبتسم وقبل راسه :مساء الخير يابابا
ابتسم والده :مساء النور ياعلي
تلفت حوله وقال بصوت منخفض :ماما فين
تحرك من امام الموقد واتجه لطاوله المطبخ يسكب القهوه فى فنجان القهوه انتشرت رائحه القهوه فى المطبخ
علي وهو يستنشق الرائحه :ريحه القهوه تزبط الدماغ
ابتسم الاب واخذ فنجان اخر وسكب له بعض من القهوه :خد عشان تزبط دماغك
جلس امام والده وبدا يشرب من القهوه
ساله شريف :مزعل مامتك ليه
على وهو يحك ذقنه:هى قالت لك
قال وهو يرتشف من فنجانه :كلمتنى فى التليفون وقالتلى
ضحك علي :يعنى ما انتظرتش انك تيجى واضح انها زعلانه
والده وهى يحاول ان يخفى ابتسامته :دى مش زعلانه دى عامله زى البركان وانفجرت فيا اول مارجعت وبسببك فضلت طول الليل متعصبه حرام عليك اللى بتعمله فيها
رفع حاجبه ببرائه شديده وقال وهو يتناول قطعه بسكويت من طبق امامه :انا ...هو انا عملت ايه ...كل اللى طلبته منها انى عايز اتجوز وحدها تشبه لها فى كل حاجه وهى بتجيب لى بنات مفيش بينها وبينهم شبه ...وتقول لى يا بابا حرام عليا
رفع جاجبه وقال بهدوء :الكلام ده تقوله لمامتك وهى المسكينه تصدق ...انا وانت فاهمين كويس ان مواصفاتك غير كده كويس
قال معترضا :حضرتك فاهم غلط ...
والده وهو يتجه لمغسله الاطباق ويغسل فنجانه ويضعه على سطح المغسله
التفت له وهو يستند على حافه المغسله :وايه هو الصح
علي بهدوء:انا مش بحب ازعلها ومقدرش اقول لها لا
شريف بتوضيح :لكن انت حاليا مع كل وحده بتشوفها وتعترض عليها بتزعلها
دارت عيناه فى المكان
اجاب بضيق:لان كل اللى شفتهم مش مناسبين ..تنهد مكملاً انا مش عايز واحده حاسه بنفسها وشخصيتها وتقولى لازم يكون لى راى وتناقشنى فى كل كبيره وصغيره لا ....مش عايز كده انا عايزه وحده ست بيت كل اهتمامتها بيتى وعيالى وراحتى انا وبس....انا اللى افكر واقرر وهى عليها التنفيذ وتسمع كلامى بدون مناقشه ووجع دماغ اقول لها اقعدى على الكرسى ده اروح وارجع الاقيها ما اتحركتش
تغيرت ملامح وجهه والده للحد الذى وصلت له افكار ابنه الوحيد:تفكير غريب ...
هز راسه مؤكدا وهو يمط شفتيه:مش غريب ...انا شايف انه طبيعى
تنهد والده وقال وهو ينظر لولده :تعرف كتير بحس انى ظلمتك لما بعتك لجدك فى البلد انا منكرش انها شدتك وخلتك راجل يعتمد عليه وقد المسئوليه ...لكن غيرت افكارك خلتك من غير قلب
على وهو يتذكر تلك الفتره التى عاقبه فيها والده وارسله لجده
اجاب باقتناع تام :بابا اذا كان قصدك تفكيرى عن الجواز ان شايف ان جدى كان صح فى افكاره ان الرجل هو اللى يقرر وينفذ يؤمر فيطاع ومن امتى الستات كان لهم راى دول ناقصات عقل
حد عاقل يسمع من ناقصات عقل راى
تنهد واغمض عينيه بالم من افكار ابنه وقال بياس :يعنى كل اللى شفتهم مع مامتك ناقصات عقل مفيش واحده فيها ذره عقل
تغيرت نظرته للاشمئزاز كل اللى قابلتهم اللى نفخه شفيفها ..واللى كل كلمه تقولى ماما ...واللى فاكره الجوازفسح ولعب
....واخرتها وحده تبع جمعيه تحرير المرأه وياريت فاهمه هى بتقول ايه.... ماشيه ورى شله عوانس ملقوش حد يتجوزهم عملوا جمعيه ضد الرجل ....
ضحك شريف :حرام عليك يا علي ..فى جمعيات بتساعد مش زى ما بتقول وعلى فكرة ستات كتير من الجمعيات دى متجوزين مش عوانس زى ما بتقول ..وليهم وضع كويس جدا فى البلد.انت يابنى جايب افكارك من افلام الابيض واسود بتاعة زمان
على باستهزاء :بتساعد انهم يبقوا معقدين
:مين اللى معقدين ياشريف
التفت لوالدته واقترب منها يقبل راسها
ابتعدت منه وقالت بعصبيه وهى تشير على ابنها :شريف قول لابنك انى مش عايزه اتكلم معاه
اقترب واحتضنها وهى تحاول ان تبعده عنها بضيق :اهون عليكى تخصمينى
نظرت له بعتب شديد :زى ماهنت عليك وكسفتنى قدام الناس
امسك كفها وقبلها :انا اعمل فى حبيبه قلبى كده ده انتى روح قلبى
انا كسفتهم هما مش انتى
ازاحته وقالت :ايوه كسفتهم وكسفتنى اكيد بيقولوا انى معرفتش اربى
قال باعتراض :ده ياريت يعرفوا يربوا ربع اونص تربيتك ياهنون
ضربته على ذراعه وقالت بغضب:ابعد عنى انا زعلانه منك ولو عملت ايه مش اكلمك
امسك كفها واقترب من العلبه التى احضرها معه وقال شايفه حبيب قلبك جايب لك ايه
فتح العلبه وقال وهو يبتسم ده انا طلبت من الشيف رمضان مخصوص يعمل الوافل ال بتحبيه وبكذا نوع
نظرت للعلبه وقالت وهى تنظر بطرف عينها لها :انت فاكر بوافل بالشيكولاته الدايبه ممكن تصالحنى ...لا طبعا
مد يده وامسك قطعه من العلبه وقال بخبث :اوكيه شكلك مش راضيه اكلها انا وقرب القطعه من فمه
ضربته بغضب واخذت منه العلبه :لا طبعاً دى بتعتى انا
اخذتها وقضمت قضمه بتلذذ شديد :المره دى سماح المره الجايه لو عملت ايه مش اسامح فاهم يا علي
ضحك وهو يقبل راسها :فاهم يا تاج راس علي
ابتسم الاب وهو يراقبهم كان يعرف تاثيره عليها وتعلقهم الشديد ببعض هو لايحب اغضابها ......ولو غضبت منه لايتركها حتى تضحك متعلقه به اكثر من فاطمه رغم حبها الشديد لابنتها ولكن علي شى اخر بالنسبه لها يدخلها فى حياته ويحكى لها عن اصدقائه وعمله وياخذ رايها فى كل شى واحيانا يسمع رايها حتى ان لم يعجبه ولكن يظهر لها العكس يظهر لها انه صحيح وسوف يفعله ويقوم بالعكس ...دائماً يتفانى فى ارضائها وهذا انعكس علي البركه التى حصل عليها فى عمله وتوفيقه فيه
سمع صوت زوجته تناديه: شريف البرنامج اللى بتحبه بدا
اجاب وهو يلحقهم :جاى حاضر
جلس بجانب علي ورن هاتفه فى هذه اللحظه واجاب بهدوء :وعليكم السلام ....دكتور وليد اخبارك ....
جاءه رد الطرف الاخر:الحمد الله بخير ...
قال بدون مقدمات :دكتور شريف معايا حاله....وعامل لها كونسلتو بكره وعايزك تكون فى الفريق لان الحاله اصابتها فى المخ واثرت على مركز الابصار
واردف :انت عارف الحاله اظن
شريف متسائلا :مين
وليد وهو يقرا الملف:اسمها ليلى عاصم الدالي
شريف بضيق :ايوه اعرفها بكره ان شاء الله نتقابل ونتناقش في الحاله
انتظرونى البارت القادم.......
|