كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
البارت السابع والعشرون
ارتفع صوت تكسير وضرب خارج الفيلا اسرع كل من عماد وعاصم وعمر للخارج
لحقهم علي وهو يشعر بالقلق
خرجا ليجدا شابين ملثمين يحطموا سيارة علي
صرخ فيهم عماد وهو يجري في اتجاههم بجرأة .....نظرا لعماد واقتربا منه رافعين عصيهم ملوحيين بها امام عينيه استعدادا لضربه
انحنى ليتفادى الضربه ويركله في ساقه بمهاره جعلته يختل توازنه ليسقط اسرع والتقط العصا ليضربه بها
اقترب منهم عاصم وعمر مندفعين نحو عماد
التقط عمر عصا غليظه ملقاة على الارض واندفع بكل قوته نحو ذلك المندفع نحو عماد وضربه في قدمه ليوقعه
وهتف لأخيه :عاصم طلع المسدس من العربيه
اسرع عاصم نحو سيارة اخيه بكل سرعه وفتحه والتقط سلاحه واطلق النار في الهواء
واسرع نحو اخيه
راى علي ما يحدث وتلفت حوله يبحث عن شيء ليضربهم به
سمع صوت خلفه يقول بسخريه
:ازيك يا عريس
التفت بغضب واتسعت عيناه وهو ينظر لذلك الملثم
الذى ازاح اللثمه ليظهر وجهه ليكشف ذلك الوجه الذى تمنى ان يقتله
وهتف :ادهم !!!!!!!!!!!!!!
رفع مسدسه ووجهه نحو علي ...
انتفض الجميع من صوت إطلاق النار والاصوات ألمرتفعه التى تصلهم من الخارج مما جعل كلاً من شريف وفؤاد وعاصم بالإسراع الى الخارج
هب الجد من مكانه وهو يقول بقلق : إيه ال بيحصل بره... شوف يا مروان إيه ال بيجرى بره
تحركت هنا خلفهم ولكن أوقفها صوت الجد بحده :طالعه فين يا هنا ؟؟؟خليكي هنا
هنا وهى تشير بأصابع مرتعشة من الهلع للخارج وهى تهتف قائله:ياعمي عايزه اتطمن اشوف إيه بيجرى بره
هتف بحزم وهو يشير لها ان تجلس:خليكي هنا وجودك بره دلوقتي غلط
واردف بقوه وهو يتحدث للجميع :مش عايز اى واحده تتحرك من مكانها
ليلى وهى تتمسك في زينه بهلع
: والله كنت حاسه ان في حاجه هتحصل...
وضعت يدها وهى تعتصرها على موضع قلبها وقالت بشهقة : قلبي كان مقبوض من الصبح
زينه وهى تتعلق في ذراع اختها برعب وجسدها يرتعش:أنا خايفه يا ليلى من صوت الرصاص لاحسن يكون حد فيهم جرى له حاجه
ليلى بهلع :لا يازينه ماتقوليش كده يارب يكونوا بخير
اقتربت منهم سميره وهى تحتويهم بحنان وتهمس لهم لتطمئنهم
:ماتخافوش خير ان شاء الله
تشبثت ليلى وزينه بخوف فيها فقالت لتطمئنهم
يارب احفظهم :
نظرت لهم فريده بتعاطف والخوف والهلع يظهر على ملامحهم وكل واحده متشبثه في الاخرى
تعلقت انظار تاليا للخارج وهى ترتجف واحتضنت بطنها بخوف وهى تردد :يارب استر ...يارب احفظه
..............
قبلها بدقائق ...
رفع فوهة المسدس في وجهه لعلي ونظر لعلي بجنون وهو يصر على اسنانه
:أنا مش هاخليك تتهنى بيها لحظه...انت مش عارف انها ملكي أنا ؟؟؟؟؟؟
اشتعل الغضب في عيني علي وصرخ في وجهه وقد نسى ذلك السلاح الذى يوجهه اليه وضربه لكمه في صدره بغضب:ملكك إيه يا متخلف دى مراتي فاااااهم مراتي واياك تجيب سيرتها على لسانك
ادهم وهو يرتد للخلف من الكمه هتف بجنون :لا هتكلم عنها براحتي فاهم ...لان ليلى دي بتعتي أنا ...أنا نبهتك كتير لكن واضح انك غبي ومش بتفهم انها ملكي و مسيرها ليا أنا
واردف بقسوه واتسعت عيناه بنظره جنونيه وهو يهتف :وانا هاوريها ازاى تفكر في حد غيري أنا لازم احرق قلبك وقلبها
اتسعت عيني علي لقد تاكد في هذه اللحظه ان الشخص الذى امامه مجنون تماما وانه لا يحمل داخل رأسه أي ذره من العقل
علي بغضب:توري مين يا كلب
ادهم وعينيه تتسع بنظره تحمل الكثير من الغل والساديه
:اوريها هى طبعا انت متخيل اني هاسيبها لا مش هاسيبها ...اخلص منك الاول و هاخليها تحصلك لكن بعد ما اخليها تتمنى الموت الاول
انتفض علي وهو يتخيل ما يحمله خياله المريض مما ينوي فعله لها وصرخ علي ليطرد هذه الافكار المقيته من راسه
:والله اقتلك فكر بس تقرب لها وهيكون اخر يوم في عمرك ياجبان ارمي ال في ايدك ده وواجهني راجل لراجل ...لكن انت اجبن من انك تعمل كده
صرخ في وجهه وهو يرفع المسدس ويقربه من صدر علي :أنا هاوريك مين الجبان يا كلب
رفع عماد نظره من ذلك الملقى على الارض وراى ان عمر انقض على احد المهاجمين هو وعاصم حانت منه التفاته ففوجىء بعلي وهو يقف امام شخص يهدده بالسلاح
اتسعت عيناه وهو يمعن النظر وهتف بغضب وهو يسرع الى علي
:ادهم يا كلب والله لاقتلك :
اتسعت عيني ادهم وهو يرى عماد الذى يجري نحوه بجرأه لينقض عليه
شعر بالرعب ما ان راى عماد يقترب منه مما جعل يده ترتعش وتطلق الرصاص وهو ينظر لعماد
اسرع بالهروب وهو يهتف لمن معه بصوت مرتفع :اهربوا
القى سلاحه وظل يركض بسرعه وهو يتلفت خلفه بخوف من عماد الذى كان يلاحقه بجنون
وفى لحظات اختفى الرجلين بعدما سمعا صوت ادهم المرتفع
اسرع عمر وعاصم بالركض خلفهم ولكن اوقفهم صوت مروان :عمي الحق علي اتصاب
هتف عمر في عماد الذى يركض :عماد الحق علي اتصاب سيبه ياعماد
توقف عماد والتفت الى صوت عمر والتفت الى حيث يركض ادهم ولكن كان قد اختفى
هتف بصوت مرتفع في الحي الهادىء وهو يعرف انه سوف يسمعه
:والله لأجيبك يا كلب والمره دى موتك على إيدي
كان يستمع اليه في الظلام وهو يكتم انفاسه بخوف
سمع ادهم صوت خطوات عماد تبتعد مسرعه الى ان اختفى الصوت ومكث قليلا في مكانه ثم اسرع بالهروب
اسرع الجميع الى علي الذى كان منحنياً وهو يمسك كتفه بالم وهو يشير لمروان وهو يضغط على اسنانه بالم
:الحقه يا مروان ...متسبهوش
نظرمروان اليه بخوف وهو يرى ان الرصاصه اصابته وانحني ينظر لدم الذى يتدفق من بين اصابعه اتسعت عينيه بهلع
وتلفت حوله وراى عمه شريف يجري مسرعاً ناحيته
هتف بهلع
:الحق ياعمي علي اتصاب برصاصه
انحنى ينظر لابنه برعب شديد وازاح الستره التي يرتديها ابنه ليفحص كتفه المصاب وقال وهو يحيط خصر ابنه ليسنده وهتف في اخيه بهلع :فؤاد بسرعه العربيه ننقله المستشفى
فؤاد وعينيه تدور في المكان وهتف بتوتر وخوف :مين دول وعايزين...
قاطعه عمر وهو يهتف بخوف على علي
::مش وقت اسئله يا بابا الواد دمه هيتصفى بسرعه ياعاصم تعالى نشيله هاته على عربيتي
اقترب عماد من علي ليطمئن عليه فرفع علي يده وهو يشير باصابع مليئه بالدم
:ادهم ...ياعماد ...ادهم ...
اسرع عمر وعاصم يحملونه بسرعه واتجهوا به لسياره عمر ووضعوا علي في المقعد الخلفى وبجانبه والده واستقل عمر السياره وبجانبه اباه وتحرك مسرعا الى المشفى
وخلفه سياره اخيه تحركت سياره عاصم ومعه عاصم الاب ومعهم مروان
راقبهم عماد وهم يبتعدون... واشتعل غضبا وهتف قائلا
:هى وصلت لبيتي ياكلب ...والله ما اسيبك لا انت ولا عيلتك
هم ان يستقل سيارته ويذهب خلفهم ولكنه فكر بخطورة تركهم بدون حراسه بعد الذي حدث...حضوره الى هنا يعنى انه لم يعد يخاف شيئاً وانه يريدها بجنون...
" كنت اعلم انه سوف يظهر ولكن ان يصل الامر لدرجه الضرب والقتل !!!!!!!!"
اخرج هاتفه وقال بعصبيه
:محمد ابعتلي حراسه مشدده حولين البيت حالا واعمل امر ضبط واحضار لعبد العزيز هو ومراته عايزهم خلال ساعه في القسم وعايز اوصل القسم القى المخبرعادل موجود في مكتبي
انهى اتصاله واقترب من سياره علي المهشمه يتفحصها باهتمام وهو عاقد الحاجبين متسائلا :إيه ال عرفهم انها عربية علي ؟؟؟
ونظر حوله كل السيارات لم تمس بخدش
اتسعت عينيه وهو يهمس:كان بيراقب علي ...لكن ازاي عرف ان النهارده كتب الكتاب
هتف بتاكيد : اكيد هى ال قالتله عشان يجي ويخرب الدنيا ...الكلب ابن ...
رن هاتفه وراى اسم تاليا تنهد وهو يتذكر ان عليه ان يدخل اليهم ويخبرهم بما حدث
دلك مابين عينيه وسار متجهاً الى البيت الذى كان يضج بالفرح والضحكات منذ دقائق
...............
جالسين في الخارج منتظرين خروج عمهم شريف ليطمئنهم واعينهم على الغرفه التى بها علي
تنهد عمر الجالس على المقعد ونظر لابيه وعمه عاصم الواقفين في الطرقه الطويله البيضاء يتحدثون وواضح ان هناك ما يخفونه عنهم لان اصواتهم تعلو وتنخفض
تنهد ونظر لأخيه المستند براسه على الحائط ومغمضاً عينيه وقال
:عاصم ...انا متاكد ان ال حصل ده مش حادثه ...ده شىء مدبر وانهم كانوا قاصدين علي
فتح عاصم عينيه وقال دون ان ينظر له بتاكيد
:اكيد ...لان اول ماظهر علي ضربوه واختفوا وان العربيه الوحيده ال اتكسرت عربيته
عمر بغيظ :الكلاب يشغلونا عشان يضربوه ...أنا ال غايظني انهم اخدوه على خوانه بدون ما حد يحس ...
ضرب بقوه قبضته في راحه يده وهو يردد بغيظ :الكلاب .......اه نفسي اعرف مين عمل كده وليييه
عاصم وهو يتذكر ما قاله علي لعماد قبل ان يذهب
اظن ان عماد وعلي عارفين مين عمل كده :
عمر وهو يتذكر عماد وركضه خلف الذى اصاب علي وعدم حضوره معهم :أنا حاسس ان الموضوع كبير
واشار براسه لابيه وعمه عاصم :وواضح ان عمي عاصم وبابا عارفين حاجه
نظر الى حيث اشار اخيه وسمع صوت عم عاصم يقول:أنا متاكد انها ليها ايد في الموضوع ده
عقد حاجبيه يفكر ويحاول ان يفهم مايقصده
رن هاتفه وراى اسم زينه فقام من مكانه واجاب بصوت خافت :ايوه ياقلبي
سمع صوتها الباكي وهى تقول بخوف :عاصم ...
واجهشت في البكاء ولم تستطيع ان تتحدث
تنهد بحنان وهو يسمع صوت بكائها وعدم استطاعتها الحديث :حبيبتي والله أنا بخير مفياش حاجه
هزت راسها وهى تمسح دموعها :انت بتضحك عليا عشان ما اخافش
عاصم وهو ينظر لمروان الذي اقترب وجلس بجوار عمر
ابتعد عاصم وهو يسير في الممرالخالي في هذه الساعه من الليل
:قلبي لو كنت تعبان كنتي حسيتي بيا صح ؟؟؟؟
هزت راسها وقالت ببرائه ودموعها تتساقط:انت مش بتكدب عليا ياعاصم ؟؟؟
ابتسم بحنان وهمس بحب :أنا عمري كدبت عليكي يا زينه ....أنا بخير... كلنا بخير
همست بخوف وهى تجلس ودموعها تتساقط:تعالى ياعاصم أنا خايفه اوي
عض على شفتيه وقال :حبيبتي ما تخافيش أنا جنبك شوفي هاتطمن على علي واجيلك على طول
سالت بقلق :علي اخباره إيه ؟؟؟
تنهد وهو يستند الى الحائط:الحمدلله كويس
سالها بقلق وخوف على جده :اخبار جدي إيه وجدتي
وقبل ان تجيب اتسعت عيناه وهو يرى جده ووالدة علي وليلى يمشون في الممر بصحبة عماد
وسمع صوت زينه بدهشه:هو لسه ما وصلش ده اول ماعرف طلب من عماد يوصله للمستشفى
تنهد وهو يرى والده وعم عاصم يسرعان اليه
كيف لم يفكر ان جده لن ينتظر لحظه ليطمئن على علي
اسرع اليه فؤاد ما ان راى والده وقال له بقلق
إيه ياحج ال جابك كنت قعدت في البيت واحنا نطمنك:
الجده بقوه :اقعد في البيت ليه هو أنا حرمه ...انت اصلا لو فيك عقل كنت قلت ما اسيبش ابويا في البيت... أنا مش بالوم شريف لان المسكين عقله مع ابنه لكن انت حسابك معايا بعدين
رفع عاصم راسه ليهدئه ولكنه فؤجي بالتى تقف مع عماد ممسكه بيده كانها تحتمي فيه
اسرع الى ابنته وقال وهو غير مصدق :ليلى... إيه ال جابك يابنتي
ونظر لعماد بلوم :عماد جبتها ليه !!!!
اقتربت خطوه ومدت يدها امسكت ذراع والدها وقالت بخوف وبصوت باكي
:بابا ...علي ...علي فين ؟؟؟
احتضنها بحنان وهو يشعر بارتعاش جسدها ووجهها الشاحب ما ان ضمها الى صدره حتى انفجرت في البكاء الموجع رفع عينيه بعتب ينظر لعماد الذى اشار له من خلفها انه لم يستطيع منعها
ربت عليها وقال بصوت منخفض
:ليلى علي بخير الحمدلله مفهوش حاجه
قالت وهى تهز راسها ومازالت في حضنه :ازاي بخير وهو مضروب بالرصاص
عض على شفتيه وقال ليخفف لها الامر
:لا ده مجرد خدش يعني الرصاصه مجتش فيه من رحمه ربنا
والحمدلله هو بخير ومعاه شريف حتى قالوا هيطلعوه على طول
سمع فؤاد يخبر اباه وهنا المنهاره بما قاله بالضبط وقال لها
:سامعه عمك فؤاد بيقول نفس كلامي واضاف بهدوء:
عمك شريف معاه في اوضه الكشف ودقايق ويطلع يطمنا انه بخير
امسك يدها واجلسها وجلس بجوارها يهدئها
خرج شريف من الغرفه وفؤجىء بوجود والده وزوجته
اقترب من والده وقبل ان يتحدث قال الجد بلهفه
:شريف طمني ياولدى على علي هو كويس
اقتربت منه هنا وهى تبكي وتتشبث في ذراعه :علي ابني بخير طمني يا شريف ... منهم لله ال عملوا كده في ابني قل لي يا شريف ابني فين ...عايزه اشوفه وما تقوليش ممنوع لاني مش هاستنى لحظه ياناس ابني الوحيد
هتف الجد فيها بعصبيه :اسكتي شويه والا والله ارجعك البيت فاهمه
نظرت له وهى تهز راسها وهى تبكي وتحاول ان تمسح دموعها التى لاتكف عن الانهمار وتقول :مش هاتكلم بس عايزه اشوف علي واتطمن عليه
نظر لزوجته واحتواها وقال ليهدئها :هنا علي الحمدلله بخير وهاخليكي تشوفيه وتتطمني عليه
واشار لوالده قائلا :تعال ياحج شوف علي
تحرك الجد بخطى سريعه لاتتناسب مع عمره
ودخل الى الغرفه فوجد على مستلقى على الفراش عارى الصدر وبجانبه الممرضه تنهى له ضمادة كتفه وتساعده على ارتداء قميصه بحذر
اقترب من الفراش وهو يهتف بحنان :الف سلامه عليك ياولدي
ابتسم بشحوب وبلل شفتيه الجافه :جدي إيه ال جابك ياحبيبي
الجد وهو يقترب ويضم علي لصدره بحنان
:ازاي تقول كده يامغربي انت ابني مقدرش اسمع انك تعبان واقعد والله يابني ماقدرت اقعد ...
ابعده عنه ونظر لعينيه المتعبه وقال بقلق :
طمني انت بخير
اجاب بصوت مرهق :الحمدلله جات سليمه
واردف بغضب:مين دول ياعلي ال عملوا كده فيك وما تقوليش حراميه او شاربين لان القصه دى مش داخله عقلي
علي بتعب:هاحكي لك ياجدي ...لكن بعدين
وقبل ان يكمل اندفعت والدته الى الغرفه وهى تبكي واقتربت منه تحتضنه بلهفه وهى تقول :حبيبي يابني يانور عيني انت بخير ياعلي قول يابني متخبيش على امك حاجه قول
تاوه بالم وقال :ماما الجرح
الجد وهو يمد يده ليبعدها :ياهنا حاسبي الجرح حرام عليكي يابنتي الواد مش مستحمل
ابتعدت وهى تنظر له وهى تبكي :حبيبي وجعتك معلش يا بني
مد يده اليسرى واحاط والدته :ولا يهمك يا امي
همست وهى تحتضنه بحنان :ياريت أنا مكانك ولا تتوجع لحظه
هتف:ماتقوليش كده يا امي ربنا يخليكي ده مجرد جرح بسيط
قالت وهى تمسح دموعها وبصوت مبحوح من البكاء عاتبه :انت إيه ال يخليك تحتك بناس شاربه زى دول مش مهم العربيه خليهم يكسروها ...
نظر لجده فاشار له ان يصمت
هزراسه مؤكدا :صحيح يا امي كلامك لكن اعمل إيه نصيبي
طرق الباب ودخل الجميع
عمر بقلق وهو يسحب كرسي ويجلس عليه وهو ينظر لوجهه الشاحب المتعب
:الف سلامه عليك يا علي
واردف وهو يحاول ان يبتسم :حسدوك قالوا العريس القمر ده كان فين مستخبي
هزت هنا راسها بتاكيد:ايوه ياعمر كلامك صحيح أنا متاكده ان خالة فاضل جوز فاطمه هى ال حسدته عرفاها كانت عينها عليه لواحده من بناتها
شريف وهو يتنهد:هو مفيش غير خالة فاضل ال كل ماتحصل حاجه نقول هى السبب
اقترب عاصم وجلس بجواره ونظر له بتمعن وهو يرى علامات الالم والارهاق على وجهه قال بقلق واهتمام :شكلك متالم تحب اجيبلك مسكن ؟
والتفت لعمه :عمى هو اخد بنج او اى مسكن
شريف وهو ينظر لابنه بحنان :اكيد طبعا واخد مسكن قوى
عمر بغضب :ااااااااااة يامين يجيبلي الكلاب دول عشان اقتلهم
حدجه والده بنظره قويه ليصمت
ونظر لعلي :الف سلامه عليك ياعلي يابنى والحمدلله انها جات على كده
هتفت هنا :نسيت اكلم فاطمه واقولها على ال حصل لاخوها هاكلمها دلوقتي اقولها
شريف بتحذير :اوعى تقوليلها حاجه وترعبيها البنت حامل ومش ناقصه خضه
هزت راسها بتفهم وقالت وهى تنظر لعلي:شريف ...علي هيطلع معانا ؟
اجاب وهو ينظر لعلي :ايوه لكن محتاج راحه
الجد وهو يستند على عصاه وينظر للباب متسائلا :هو فين عاصم وعماد
نظر لعمر واشار له قائلا :اطلع شوفهم ياعمر
شعر علي ان دقات قلبه تضطرب فالتفت بعينيه ناحية البا ب كانه يتنظر شيء وما هي ال ثواني حتى سمع صوت دقات هادئه على الباب
وفتح الباب ودخل عاصم ومعه ليلى اتسعت عيناه غير مصدق ما يراه اهي امامه ام ان خياله المشتاق قد رسم له صورتها وهيئها له امامه همس بصوت غير واثق صوت كله شوق وتمني ان يكون مايراه حقيقه وليس وهم قال بصوت حاني :ليلى
تسلل همسه الى قلبها مباشرة ودون ان تشعر تركت يد والدها و اتجهت ناحية صوته فكرر اسمها لكى تقترب منه
نظر الجد لعاصم وعمروامرهم بعينيه بالخروج كان عمر ينظر لهم بانبهار ولعلاقتهم وهو يرى همس علي باسمها وكيف سارعت اليه دون تفكير
رفع يده اليسرى وتلامست اطراف اصابعه بيدها الممدوده فى الهواء وما ان لمسها حتى جذبها ناحيتة و قربها منه
ما ان جلست بجواره حتى همست بصوت باكى :علي
وارتمت على صدره وهى تبكى ضمها لصدره بقوه وهو مغمض عينيه لفت ذراعيها حول خصره وهى تخفى وجهها في صدره
ظل عمر ينظر لهم ولتعلقهم الشديد ببعضهما بغبطه ...لقد تاكد تماما انها لم تكن له من قبل ظهور علي واضح ان كلاً منهما قد خلق ليكمل الاخر لقد سيطرت على قلب علي برقتها وحنانها ... سمع صوت جده يناديه اقترب من جده و امسك يده وخرجا من الغرفه ... لم يشعرا بانسحاب الجميع وخلو الغرفه الا منهم
وسمع صوت بكائها وهى تحتضن خصره وتخفى راسها في صدره كالطفله
ضمها لصدره وظل يربت عليها بحنان وهو يهمس باسمها برقه
ليلتى ...حبيبتى
قالت بصوت مختنق من البكاء:ازاى تتخانق وتعرض نفسك للخطر انت عايزنى اتجنن ياعلي حرام عليك
رفعت راسها وهى تمسح دموعها باصابع مرتجفه
وهمست من بين دموعها :حسيت قلبي هيوقف لما سمعت ال حصلك
احتضن وجهها الباكى بيده اليسرى وقال برقه :سلامة قلبك يا قلبي
وقربها من صدره وهو يهمس في اذنها بحنان
:ليلى ...تعرفى من بعد كتب الكتاب وانا بسئل نفسى امتى هاضمك لصدري ...مره اقول بعد الشبكه ومره اقول لما اجي امشى وهيأت نفسي اني اخدك في حضني في نهايه السهره لكن مجاش في بالي انها هتكون في المستشفى
وابتسم وهو يردف :مش مهم فين المهم انك في حضني
ضحكت بخجل وقد احمر وجهها من حديثه وابتعدت عنه وهى تكاد تذوب من الخجل
ثم رفعت راسها ناحيته وهى تهمس بقلق وهى ترفع كفها لتضعه على خده وتتحسسه برقه
:حبيبي انت بخير ؟
ابتسم وقال وهو يحتضن كفها الرقيق ويقربها من شفتيه ويقبلها:كفايه عليا كلمه حبيبي ... أنا بقيت بخير
ورفع يده ومسح دموعها المتساقطه وقال :ليلي مش بحب اشوفك بتعيطى
واردف وهو مبتسم :إيه رايك استغل الوضع واقولهم أنا عايز مراتي تكون معايا وترجعي معايا البيت ...انتي بس لو قلتي موافقه والله ما ارجعك معاهم واخليكي معايا قولي يا قلبي
عقدت حاجبيها وهتفت باستنكار :علي
رد قائلا:أنا بتكلم جد يا ليلى أنا عايزك معايا
اخفضت راسها بخجل :علي مش هينفع ومحدش فيهم هيوافق
همس بوله وهو ينظر لعينيها
:أنا مايهمنيش غير ردك انتي ياليلي ...وافقي أنا محتاج لك تكوني معايا ومش عايزك تبعدي عني لحظه
كل لحظه بتكوني بعيده بحس بخوف وقلق عليكي غير شوقي اليكي
وامسك راحتها ووضعها على قلبه واردف بعشق
:ده حال قلبي لماتكوني جنبي اعطفي على المسكين ده وارضى
شعرت بدقات قلبه تتسارع تحت راحتها
وهمست بخجل :علي مش هينفع
ابعدها قليلا عن صدره ونظر لها متسائلا
:إيه هو ال مش هينفع
ليلى وهو تريح راحتها على صدره
:مش هينفع نتجوز لان قدامنا حاجات كتير ما خلصتش
علي وهو يحاول اقناعها :طيب إيه رايك اقولهم نتجوز بعد اسبوع
هزت راسها باستنكار :اسبوع إيه لا ياعلي ماينفعش أنا ماجهزتش حاجه ...كمان بابا وعماد مش هيوفقوا على اسبوع
هم ان يعترض الا انه سمع طرقات على الباب واتبعها دخول عماد وعاصم الاب
عماد وهو يغمز له:طبعا انت كده خفيت
علي بتسليه :وهاخف اكتر لما اطلع من هنا وتكون معايا
عاصم وهو يبتسم ويقترب ويمسك ابنته :يلا يا ليلى قبل مايصدق
شريف وهو يدلف الى الغرفه ويقترب من ابنه :جاهز عشان نمشى البيت
علي وهو ينظر لليلى :عمي إيه رايك في نهايه الاسبوع نعمل حفله عائليه نتجوز فيها
اخفت ابتسامتها وهى تراه يخبرهم بفكرته
عاصم باعتراض:لا ياعلي مش هينفع
علي باعتراض:وليه مش هاينفع ؟
عاصم بدهشه :انت ناسي انك تعبان... ده غير ان ليلى لازم تتجهز ويتعملها فرح زى اختها
شريف بتاكيد:أنا مع عمك عاصم مش هينفع خالص ...يابنى شقتك لسه ما خلصتش
علي بضيق من سماع رفضهم وقال بتصميم
موضوع الشقه ده سهل نحجز في فندق او نسافر لحد ما تخلص الشقه وجهازها تجيب ال تقدر عليه الاسبوع ده وبعد الجواز تكمل الباقي
ونظر لعماد ليسانده ولكن عماد ظل صامتاً مؤيداً مايقوله عاصم وشريف وقال بهدوء:أنا مع عاصم ياعلي ليلى لازم تتجهز ويتعمل لها فرح كبير زي اختها
علي وهو يحاول اقناعهم :أنا موافق نعمل فرح كبيرخلال الاسبوع ده وبعدها نسافر وتتجهز الجهاز ال يليق بيها
عاصم بهدوء:علي الكلام ده سابق لاوانه اهم حاجه نتطمن عليك دلوقتي والف سلامه عليك يلا يا ليلى
نظر لوالده لكي يسانده ولكنه هزراسه بالرفض
تحرك عاصم ومعه ليلى مغادرا
هتف علي قبل ان تخرج من الغرفه :ليلى هاكلمك اول ما اوصل البيت
هزت راسها برقه وخرجت مع والدها
خرجت وهو يتابعها باسف وهو يلاحظ انها كانت لا تزال بفستانها "حبيبتي لم تستطيع الانتظار ما ان سمعت حتى اسرعت اليه "
نظر لعماد الذى سار خلف عاصم وليلى التي ما ان ذهبت وحتى شعر بالارهاق والحزن وجودها في حياته يشبه النسمه الرقيقه التى تريح الاعصاب ما الذى تملكه من سحر ورقه وعذوبه لكي تنسيه المه سوف يفعل المستحيل ليقنع اباه
دخل عمر وعاصم الغرفه ليساعداه بالنهوض ليخرج من الغرفه استند على عمر وما ان تحرك حتى شعر بدوار فتوقف عن السير
اقترب منه عاصم وقال باهتمام :تعبان ؟
هز راسه وهمس :دايخ شويه
اقترب عاصم منه واسنده مع اخيه وساروا معه بخطوات هادئه لخارج الغرفه
رفع علي راسه فوجد الجميع في انتظاره بالخارج ونظر لجده الشارد الذى كان يجلس في الخارج مستندا على عصاه ويظهر على وجهه التفكير العميق
قال وهو ينظر لجده وهمس برجاء :جدى ...هتبات معايا النهارده
نظر له الجد وهزراسه بالايجاب وهو يبتسم له
فؤاد باعتراض:لا ياحج
نظر له جده وحدجه بنظره فصمت فؤاد والتفت الجد لعاصم وقال :عاصم تبقى تجيب جدتك النهارده عند شريف والتفت قائلا لعمر وانت ياعمر اعمل حسابك انك هتبات مع ابن عمك لحد مايخف
هز عمر راسه بالايجاب :حاضر ياجدي
انهي اعطاء اومره وسار بهدوء وخلفه اولاده واحفاده
...............
: أنا عايز افهم أنا بعمل إيه هنا ...ايه التهمه ال عملتها عشان يتقبض عليا أنا ومراتي ويتحقق معانا
نظر له محمد ونظر للاوراق التى امامه دون ان يجيب عليه
صرخ عبد العزيز بغضب وقال وهو يضرب سطح المكتب براحته بقوه :أنا مش هاسكت على ال بيحصل ده
هتف محمد بغضب :مش عايزه اسمع كلمه زياده
فتح الباب وقام محمد من خلف مكتبه
نظر عبد العزيز للشخص الذى حضر واتسعت عيناه بقلق وهو يرى عماد يدخل المكتب وحدجه بنظره قويه جعلته يرتعش ويشعر ان هناك كارثه
اشار اليه ولزوجته وقال بصوت امر لمحمد : نفذت ال قلتلك عليه ؟؟؟ هزراسه وقال :ايوه يافندم الحراسه وصلت هناك
سأله باهتمام :فين عادل
اجاب محمد :منتظر في مكتبك يافندم
نظر اليهما ببرود يخفي خلفه بركان مشتعل
واشار عليهم وقال :هاخلص مع عادل وابعتهم لي المكتب
وخرج وتركهم
اقتربت من زوجها وهى ترتعش بخوف :عبد العزيز هو الراجل ده جيبنا هنا ليه مش ممكن عشان موضوع الطلاق
عبد العزيز وهو يحاول ان يتماسك :طلاق إيه أنا خايف يكون ابنك عمل كارثه
والتفت ينظر لها وهو يدعوا في سره
اقترب منهم الجندي لياخذهم الى مكتب عماد
دق الباب ودخل ادى التحيه وادخلهم
دارت عينيها في المكتب وتوقفت عيناها على مكتبه الموضوع عليه اسمه ورتبته كان ينظر لملف امامه باهتمام وهو مقطب حاجبيه
تمسكت في ذراع زوجها وهتفت بجرأه زائفه
:انت جايبنا هنا لييييه ؟؟؟؟ طبعا من بعد طلاق أختي قلت فرصه اطلع عينهم وابهدلهم ...لا فوق مش احنا ال يتعمل فينا كده
ضرب على المكتب انتفضت وتشبثت بذراع زوجها وهى ترتعش وهى تراه ينظر لها شذرا
قام من خلف مكتبه واتجه اليهم وهو يصر على اسنانه بغضب وهو يشير باصبعه في وجهها بامر
:مش عايز اسمع منك ولا كلمه غير لما اسال مفهوم
هزت راسها برعب
والتفت ينظر لزوجها وهتف بقوه :ابنك فين ؟؟؟
تغيرت ملامحه وهو يتساءل بقلق :ليه ؟؟
عماد:ليه ...رد على سؤالي وانا اقولك ليه
ابتلع ريقه الجاف :مسافر
عماد وهو يرفع حاجبه بسخريه وهو يقترب منه ويضع يديه في جيب سرواله الاسود :مسافر ازاى وال اعرفه انه كان هنا من ساعتين قدام بيتي بيكسر ويضرب مع شويه بلطجيه
اتسعت عينا عبد العزيز وجف لسانه وهو ينتفض
ناديه وهى تشعر ان قدماها لم تستطيع حملها وقالت بصوت مبحوح :ادهم جيه عند بيتك ليه ؟؟؟
عماد وهو ينظر لها بحده : ... ابنك يا ياهانم ...الكلب جيه لحد بيتي ومعاه بلطجيه يتهجموا علينا وابنك ياهانم بكل بجاحه جاى يقتل عريس ليلى ما اكتفاش بال عمله فيها جاي يكمل جنانه
تهدلت كتفي عبد العزيز وانهار على اقرب كرسي وهو يسمع مايقوله عماد
اردف عماد بقسوه وهو يهتف بغضب ارعبهم :لكن اقسم بالله أنا مش هاسكت ولو هو مجنون أنا اجن منه وهاجيبه واطلعه ولو من سابع ارض
هتفت ناديه وهى غير مصدقه ماتسمع وقالت دون تفكير:أنا كلمته وقلتله انها خلاص بقت من نصيب واحد تاني ولازم يطلعها من دماغه
نظر لها وقال بهدوء عكس الغضب الذى بداخله ليجعلها تتحدث :وبعتيلوا صورتها طبعا لما اتخطبت عشان يصدق
هزت راسها بالنفى وهى تسترسل في حديثها :وابعتها ازاى وانا ما حضرتش نجوى ال بعتتها له رغم انى قلتلها اوعى تبعتي له صورتها ...خليه يطلعها من دماغه
نظر لعبد العزيز الشاحب وساله :انت شفته النهارده او كلمته ؟
صمت وهو يتذكر مكالمته له وطلبه للنقود وصراخه فيه وانه لن يرسل له نقود الا اذا رجع للبيت وعاد للعمل
واغلق الهاتف بغضب من تصرفاته
اخفض راسه بمراره وقال بصوت خافت :كلمني النهارده عشان ابعت له فلوس وانا رفضت وقلت له يرجع والا مش هابعتله حاجة
نظرعماد لناديه التى ظهر القلق على وجهها وهو يقرأ خوفها وهى تنظر لزوجها فوجه حديثه لها قائلاً :طلب منك فلوس وبعتي له صحيح؟؟؟؟
نظر لها زوجها وهتف بغضب:مش أنا قلت لك ماتبعتيش له فلوس عشان يرجع ويشوف شغله انتي إيه مش بتفهمي
اجابت وهى ترتجف :قال لي انه هيجيب بيها ادويه عشان ادويته خلصت وبعتها مع رامي
عبد العزيز بسخريه :اى ادويه ابنك بطل ياخد الادويه بتاعته ورافض يرجع يكمل علاجه
عماد وهو يعقد ذراعيه ويسند ظهره على حافه مكتبه وقال باهتمام وهو يلتقط اول الخيط
:رامي ده قريبه ؟
عبد العزيز وهو يهز راسه نفيا :لا ده ابن واحد صاحبي
امسك ورقه وقلم واعطاها له وقال :اكتبلي اسمه كامل ورقم تليفون ابوه واسماء اصحابه كلهم
امسك الرجل القلم بيد مرتعشه وجلس يكتب وهو يحاول ان يتذكر اصدقاء ابنه
عماد وهو ينظر لناديه :هو فين قاعد دلوقتي
صمتت واخفضت راسها وقالت بانكار :ما اعرفش ...غير انه مسافر
عماد وهو يقترب منها ويقف امامها بقوه :مش عارفه ...اوكيه ...خليكي هنا لحد ماتفتكري
سمعا طرقات على باب المكتب ودخول محمد وهو يقول :عماد بيه لحظه لو سمحت
نظر لهم وقال للحارس الذى يقف على بابا مكتبه :ممنوع دخول اى حد واياك يخرجوا من المكتب مفهوم
هز الحارس راسه بالايجاب وخرج عماد وخلفه محمد
القت نفسها على الكرسى بجانب زوجها وهى تضرب على وجهها وتبكى :يالهوى ليه يا ادهم بتعمل كده ما لقتش غير عماد تلعب معاه؟؟
ونظرت لزوجها وهى تبكي :الحقني ياعبد العزيز الواد هيضيع اعمل حاجه طلعه بره البلد هربه اى حته
تهدلت اكتافه ونظر لها وقال بحسره :ابنك ...شايفه ابنك جابنا فين قاعدين يتحقق معانا زى البلطجيه والحراميه بسببه
وهتف بألم :قلت لك ابنك ناوي على حاجه وجات اختك زادت جنانه على بنت الناس غبي وهيضيع نفسه
صرخت وهى تبكي :لا مش هيضع ...
رن هاتفها وما ان رات الرقم حتى اجابت بغضب وهى تصرخ
:منك لله يا نجوى ...منك لله ارتحتي دلوقتي اهو راح لبيت عماد عشان يقتل عريس ليلى وضربه بالرصاص
اتسعت عيناها وهى تهتف غير مصدقه:احسن!!!! احسن إيه حرام عليكي ...انتي كل تفكيرك انها تتوجع وتتالم وابني ال هيضيع
صمتت لتستمع الى حديثها المسموم وردت بغضب :دلوقتي بقى مجنون ومين جننه مش انتي وكلامك حرام عليكي ضيعتي البنت ودلوقتي جايه تضيعي الواد انتي إيه ياشيخه شيطان
واغلقت الهاتف وهى تبكي وتتحسر على ابنها
..............
أسرعت تركض الى الحديقه حافيه القدمين وفستانها القصير يلامس ساقيها ما ان راته حتى هتفت باسمه بلهفه :عاصم
ابتسم بحنان وهو يراها تركض ناحيته متسائلا كيف كانت حياته بدونها كانت صحراء قاحله ولكن وما ان دخلتها تلك الصغيره المشاكسه التى احتلت كل جزء في قلبه حتى صارت واحه خضراء تملئها البهجه والسعاده بتصرفاتها وحنانها وقلبها الكبير الذى احتواه هو وابنته بمحبه كبيره
اتسعت ابتسامته وهى تركض اليه مثل الطفله وشعرها يتطاير معها
فتح ذراعيه فتعلقت فيه تحتضنه بقوه وما ان لامس وجهها صدره حتى انفجرت في البكاء كانها طفله فقدت والديها
رفعها عن الارض وهو يحيط خصرها بذراعيه وهمس بخفوت :قلبي أنا بخير
همست وهى لازالت متعلقه فيه:خفت قوي عليك وقلبي وجعني وكل الافكار الوحشه سيطرت عليا
قال وهو يخفى ابتسامته :لو جرى لي حاجه يا زينه .....
ابتعدت قليلا تنظر له ودموعها تتساقط وهتفت بخوف وهى تقاطعه :اوعى تقول كده ياعاصم اموت والله انت كل حياتي
ضربته على صدره وهتفت :ما تقولش كده فاهم
........
سميره وهى تنظر لزينه وعاصم من شرفتها التفتت لـ ليلى وقالت
كويس ان عاصم جيه:
تنهدت ليلى وهى تحتضن ركبتيها وتريح ذقنها عليها
لو مجاش ما كانتش هتنام وهتفضل سهرانه قلقانه عليه:
سميره وهى تقترب وتجلس بجوارها :قلتي لها عن الطلاق
هزت راسها بالنفى :لا ...لكن هاقول لها النهارده ..تاجيل الموضوع مش كويس
احتضنتها جدتها وهمس بحنان :انتي كويسه ياليلى؟؟؟
هزت راسها بالنفى :لا ياماما ...لكن عايزاكي تاخديني في حضنك عشان ابقى كويسه
تنهدت الجده وضمتها لصدرها وهى تربت عليها بحنان
..............
انهت المحادثه وظلت تضحك بسعاده واقتربت من المرآة وقالت بحقد :احسن خليها تشوف ست ليلى هي فاكره انها هترتاح... ابدا أنا مش هاخليها ترتاح لاهي ولا عاصم الزفت ... أنا يطلقني عشان خاطرها ...والله لأقلب حياتها وحياته
نظرت للهاتف وقالت بضيق :اخ يارتني اخدت تليفون ام علي كنت كلمتها وقلت لها انها هى السبب في ال حصل لابنها وانها نحس على كل واحد يرتبط بيها
وابتسمت بخبث :ملحوقه اخد الرقم من بنتي زينه
واردفت بضيق :واخليها تيجي تقعد معايا وتسيب جوزها اه كان نفسي اجوزها واحد احسن منه لكن ملحوقه أنا هافضل وراها لحد ماتسيبه واجوزها جوازه على مزاجي أنا
ضحكت وهى تمسك فراشاة الشعر وتمشط شعرها وهى سارحة في افكارها الشيطانية
..............
جالستان في ساعات النهار الاولى في على الدرج المطل على الحديقه ملتصقتان كلاً منهما تمد الاخرى بالامان والراحه دون ان تشعرا
رفعت اصابعها لتضعها على فمها وهى تحاول ان تكتم نشيج بكائها
وهتفت بحزن عميق:الانسان ده غريب مش عارف هو عايز إيه طول عمرى با تمنى ينفصلوا عشان ارتاح وهما كمان يرتاحوا لكن اول ماعرفت انهم انفصلوا حسيت بخوف ووحده
أنا مش عايزه كده ...انا مش عارفه أنا عايزه إيه يا ليلى
الانفصال ... راحه لينا وليهم ولا إيه مش عارفه
ليلى بارهاق :ال حصل ده مصلحه للجميع يا زينه الحياه بينهم انتهت من زمان والكل عارف كده واولهم احنا لكن محدش كان عنده الجرأه انه يتكلم ويقول
هزت زينه راسها بتاكيد وهى تقول بخفوت:كان واضح من زمان ان مفيش بينهم لا موده ولا حب ولا رحمه بس خناق ومشاكل وغيره إيه الحياه دى يا ليلى
ليلى وهى تتنهد :وزعلانه انهم انفصلوا!!!!! المفروض تفرحي على الاقل عشان بابا ال تعب وياما عانى وانتي كمان يازينه تعبتي
وضعت كفيها على وجهها وهى تبكي:أنا السبب في ال حصل لبابا وال حصل ليكي يا ليلى
هتفت ليلى باعتراض :اوعى تقولي كده فاهمه انتي مالكيش اى ذنب ده نصيبنا اسمعيني يا زينه الطلاق وتم خلاص ماتفكريش فيه لانك انتي من جواكي شايفه ان ده الحل الطبيعي لينا كلنا فعشان خاطرى ما تقعديش تلومي نفسك
واردفت بارهاق وهى تقول بصراحه :زينه أنا تعبانه ومحتاجاكي جنبي الفتره دى اوى أنا خايفه يازينه
التفتت تنظر لاختها بقلق وهى تمسح دموعها واقتربت منها ونسيت تماما ماكانت فيه :مالك ياليلى في إيه؟؟؟؟ واحتضنت اختها بحنان
همست ليلى بخوف:الكوابيس رجعت لي تاني يا زينه
اتسعت عيناها برعب وضمت اختها بخوف شديد اليها كأنها تحميها من المجهول وهمست بخوف:شفتي إيه يا ليلى ؟
صمتت وقالت بصوت مرتعش:شفته عايز يقتلني
تغيرت ملامح زينه وارتعشت يديها وهتفت بقوه :والله اقتله لو فكر يقرب منك المره دى موته على ايدى الكلب
كانت انفاسها تعلو وتهبط من القلق والخوف على اختها وهى تفكر كيف تحمي اختها
يجب ان تخبر اباها ان الكوابيس قد عادت مره اخرى لليلى ..... لن تصمت وتفكر انها مجرد احلام ...يجب ان تحمي اختها وتحافظ عليها
ضمتها الى صدرها وهمست :ماتخافيش أنا مش هاسيبك لحظه
................
استلقى على فراشه بعدما ساعده عمر على تغيير ملابسه وتركه واتجه الى الحمام ليتوضأ
سمع طرقات على باب غرفته وقبل ان يأذن فتح الباب
ابتسم بشحوب وهو يرى صديقه يسرع اليه :فخر
وقبل ان يكمل حديثه اقترب منه صديقه يضمه وهو يهتف بتأثر :انت بخير ياعلي ؟
علي وهو يربت عليه :والله بخير الحمدلله مين قالك ؟
ابتعد وجلس على حافة الفراش بجانب صديقه :عمر قال لي ...كنت بحاول اكلمك ورد عليا عمر من تليفونك وبلغني
ابتعد عنه ليرى وجهه وذراعه وهز راسه بضيق
:كنت حاسس انه هيحصل حاجه اول ماسبتك حسيت اني قلقان عليك
واردف بعتب :قلت لك انه مجنون وهيظهر وانت ماسمعتش كلامي
علي وهو يتنهد وهو يريح ظهره على الوسائد الموضوعه خلف ظهره :ماكنتش متخيل انه كده يافخر لكن لما شفته تاكدت انه مجنون رسمي
فخر بحده وهو يشير بيده :ماكنتش متخيل وال كان بيعمله والعروسه ال علقها لك على باب المطعم كل ده اسمه إيه ؟
واردف بتوتر :ياعلي ده جيه مخصوص عشان يقتلك
علي بقلق:مش لوحدي
اتسعت عيناه وهتف :قصدك إيه ...يقتل ليلى كمان
هزعلي راسه بالايجاب
همس فخر بذهول:لدرجه دي بيحبها ؟؟؟
علي وهو يهز راسه نفيا ويرد بضيق:لا مش بيحبها لكن عايز يعذبها ويوجع قلبها واضح انه انسان مريض وسادي
تغيرت ملامح فخر :وانت هتتصرف ازاى معاه لازم تبلغ عليه عماد ساكت ازاي على واحد مجنون زي ده ممكن يأذى بنت اخته
مال علي للامام وقال :عماد مش ساكت وقالب عليه الدنيا وعمل حراسه على البيت
فخر وهو يرى القلق والخوف الظاهر على ملامح صديقه لاول مره يراه قلقاً وخائفاً بهذا الشكل ساله باهتمام :انت خايف من إيه ياعلي ؟؟
اجاب وهو يتنهد:خايف على ليلى من انها تعرف انه رجع انت متعرفش هي بتترعب من سيرته ازاي ده مجرد اسمه ممكن يخليها يغمى عليها ... والمصيبه دلوقتي انه بيهدد انه ممكن ياذيها ويقتلها
:مين ده ال ياذي ليلى ياعلي ؟؟؟
رفع رأسه ونظر لعمر الذى ينظر له بتوتر والماء يقطر من لحيته الخفيفه ووجه
اقترب عمر منهم ونظر لهم بتوجس وهو يرى ملامحهم التى تغيرت وقال وهو ينظر لعلي وقال بحده
:علي انت عارف مين ال عمل كده صح؟؟ واظن ان عماد كمان عارف قولي ياعلي وانا اجيبه من رقبته
فخر وهو يشير له بالجلوس:عمر تعالى اقعد واهدى وانا اقول لك كل حاجه بس بدون انفعال
سحب كرسي وجلس عليه بقلق ونظر لفخر وقال باهتمام :قول
نظر فخر لعلي الصامت وبدأ يحكى وعمر ملامحه تتغير للقلق ويظهر عليه التوتر
.............
سمعت صوت الباب أسرعت فريده ونهاد الى فؤاد هتفت نهاد بقلق
:فؤاد علي اخباره إيه ؟
هز راسه واقترب من الاريكه وجلس بتهالك وقال وهو يريح جسده ويتنهد بارهاق :الحمدلله كويس روح البيت
فريده وهى تسرع وتجلس بجواره :عاصم جيه و اخد الحاج والحاجة هيقعدوا مع علي
اجاب بشرود:الحج قرر انه يقعد هناك مع علي لحد مايتطمن عليه
جلست نهاد وقالت بحزن :الله يكون في عون هنا المسكينه ماصدقت تفرح بعلي
فريده وهى تنظر لنهاد:الحمدلله انها جات علي كده وعلي بخير
رفع راسه ونظر لزوجته وقال بارهاق:نهاد لو سمحتي ممكن فنجان قهوه عندي صداع مش شايف منه
هزت راسها واسرعت الى المطبخ لتعد له فنجان القهوه
نظرت لاخيها وقالت بهدوء:ال حصل لعلي يافؤاد مدبر صح ؟
رفع راسه ونظر لها باندهاش من توقعها وسالها :ليه بتقولي كده ؟
تجاهلت سؤاله :مدبر يا فؤاد جاوبني
هز راسه بالايجاب وصمت
زفرت بضيق وقالت :لما حكالي مروان على ال شافه وبعد كده طلعت وشفت عربيته عرفت ان ال كان جاي كان قاصد علي مش سرقه
واردفت وهى تتسائل :لكن مين ده وعايز إيه يا فؤاد؟
اجابها وهو يحني جزعه للامام ويريح ذراعيه على ركبتيه :ده خطيب ليلى السابق واظن ان مرات عاصم هي ال قالت له عن موعد كتب الكتاب
نظرت اليها وراى الدهشه وعدم الفهم على وجهها وهى تحاول ان تستوعب تنهد وقال :أنا اقولك عاصم طلق مراته ...
تغيرت ملامحها وهتفت :طلقها...امتى؟ ...عشان كده ماكانتش حاضره كتب الكتاب
هزراسه وقال :ايوه
واكمل لها وهى تستمع باهتمام
ما ان انهي حديثه
هتفت وهى غير مصدقه :في ناس كده والبنت عملت لها إيه عشان تخلص منها لواحد مجنون زي ده
وهمست دون ان تشعر:مسكين ياعاصم ازاي استحملت كل ده
فؤاد بتعجب :انتى شايفه انه مسكين ...ليه ماقلتيش انه عشان زينه حصل لليلى كده وانه السبب
نظرت له باستنكار:فؤاد انت بتقول إيه ...ده اب مفيش حاجه اسمها فضل ابن عن ابن ...انت اكتر واحد عارف عاصم متعلق ببناته ازاى عاصم عمل كده لخوفه انها تبعد بزينه استحمل عشان البنات يكونوا مع بعض وعشان حبه ليهم وده واضح من كلامك وهى استغلت الوضع ده
اخفى ابتسامته واعجابه من تفسيرها الذى يشبه تماما ما اخبر عاصم به
فؤاد بهدوء:اهم حاجه دلوقتي انه طلقها وارتاح واتمنى يلاقي ال تفهمه وتعوضه وتحبه
واردف بقصد وهو ينظر لها :والله يافريده عاصم مفيش زيه انسان قلبه كبير وجواه حنان وحب يكفي بلد يا بختها والله ال تاخده... معاه هتنسى كل حاجه الحزن والالم والتعب ال مرت بيه
اتسعت عيناها وتسارعت دقات قلبها وهى تنظر لاخيها شعرت بجفاف في حلقها ما الذى يقصده بحديثه ...اهو يقصدني بحديثه لا هو يتحدث عنه وليس عني ...هو يتمنى له واحده تحبه وتفهمه
هو لا يقصدني بشئ اجل
:اتفضل القهوه يافؤاد ...فريده أنا عملتلك معاه فنجان قهوه ...فريده
افاقت على شرودها ونظرت لنهاد التى تمد يدها لها بفنجان قهوه
:فريده سرحتي في إيه ؟
نظرت لفنجان القهوه وقامت وهى تحاول ان تتحاشى نظرات اخيها المتفحصه :معلش يانهاد أنا رايحه انام لو شربته مش هاعرف انام وانا محتاجه ارتاح
فؤاد بمكر وهو يرتشف قهوته بهدوء:أنا اتفق معاكي يافريده القهوه بتسهر وبتخلي الواحد يفكر كتير احسن انك تنامي بدون تفكير
نظرت له ووجدته يرتشف القهوه بهدوء هزت راسها والقت عليه تحيه المساء وذهبت
جلست بجواره نهاد ونظرت له بتفحص:فؤاد هو في إيه ؟
هز كتفيه :فى اني بشرب القهوه عادى
رفعت حاجبها وقالت وهى تلوي فمها:مافيش حاجه معاك عادى واشارت لراسه أنا لو اعرف انت بتفكر في إيه ارتاح
اغمض عينيه:بفكر اخد دش واصلى وانام لان بكره ورايه حاجات كتير
وضع فنجانه الفارغ وقام ومد راحته لها وقال :مش هتنامي
امسكت كفه وقامت معه :لا هنام
اتجها الى غرفتهم وهم يتحدثون بود...
...................
في الصباح
تسلل الى اذنيها اصوات مرتفعه جعلتها تقوم من النوم مفزوعه مدت يدها الى تلك الطاوله الصغيره التى بجانب الفراش تتحسس باصابعها ساعتها التقطتها ومررت اناملها عليها لتعرف كم الساعه قطبت حاجبيها بتعجب انها الثامنه صباحا
ارهفت السمع لكي تسمع صوت زينه ولكن واضح من سكون الغرفه وهدوئها ان زينه ليست في الغرفه
مدت يدها تحت الوساده تاخذ تلك المطاطه لتجمع شعرها بها
قامت من الفراش واتجهت الى باب الغرفه وتعجبت عندما وجدته مفتوح الان علمت لما تسللت تلك الاصوات المرتفعه اليها اتجهت بخطى هادئه الى الخارج وهى تسمع تلك الاصوات المرتفعه التى جعلتها تتعجب فقد كان كل من ابيها وعماد وزينه وواضح انهم يجلسون في الصاله لان اصواتهم ما ان خرجت من الغرفه حتى صارت واضحه
سمعت ابيها يهتف بحده تعجبت منها
:زينه بطلي دلع وروحي مع جوزك
هتفت بعند
:أنا قلتها كلمه مش هاتحرك من البيت غير لما اطمن على اختي
هتف ابيها بغضب :بطلي عند وروحي مع جوزك وجودك مش هيفيد بحاجه
عماد وهو يحاول ان يقنعها :زينه احنا مش عايزين ليلى تحس بحاجه وتصرفك ده هيخليها تحس ان في حاجه
نظرت له وهتفت بسخريه :انت متخيل ان ليلى معرفتش او مش حاسه ............لا ليلى حاسه
ونظرت لوالدها وهى ترتعش من القلق :ليلى رجعت لها الكوابيس تاني يا بابا عارف معناه إيه... ده معناه انها حاسه ان ادهم قريب منها... وانا ما اقدرش اسيبها وهى خايفه ومحتاجاني
اقترب منها زوجها وامسك يدها واجلسها وهو يحاول ان يهدئ من قلقها وخوفها :زينه ليلى معاها عمي عاصم وعماد ده طبعاً غير وجود علي
هتفت وهى تبتعد عنه :كل دول كانوا موجودين امبارح ومحدش قدر يمنع ادهم انه يجي بره يضرب علي بالرصاص
وضربت قدمها في الارض بعند كالاطفال وهى تقول :وعايزنى اسيب اختي لا والف لا
نظرت لوالدها التى اتسعت عيناه وهو ينظر للدرج
التفتت ففوجئت بليلى في منتصف الدرج واقفه ترتعش لا تتحرك
اسرع والدها اليها وهمس وهو يمسك يدها البارده
ليلى
وهمست وهى تنتفض ومدت يدها الاخرى لتحتضن يد والدها وهتفت بهلع وعلامات الرعب تكسو ملامحها وشفتيها ترتعش
:هو... ادهم... كان ...كان ..موجود في كتب الكتاب ...وضرب علي
اتسعت عين زينه ووضعت يدها على فمها لقد سمعت ما كانت تخشاه ضمها والدها الى صدره بحنان وهو يشعر بخوفها وعض على شفتيه وقال بتاكيد:ليلى محدش يقدر يقرب منك
رفعت راسها وهتفت وهى ترتعش وتشعر ان كل شى يدور حولها وهتفت وهى تتشبث في قميص والدها :يبقى الكابوس حقيقه وانه راجع تاني
وقبل ان يفهم ما تعنى كانت قد انهارت بين يديه
هتف عاصم بفزع وهو يرى ابنته تفقد الوعى :ليلى ...ليلى
.................
في المساء
دخلا المنزل وخلفه زوجته وهم في حاله يرثى لها اقترب من الاريكه والقى بجسده عليها بتهالك
جلست بتعب وانهاك نظرت لزوجها بحزن واغمضت عيناها
رن هاتفها فاتسعت عيناها من تلك الرنه التى تعرفها انها الرنه المخصصه له نظرت للهاتف بتوتر وابتلعت ريقها الجاف بقلق ورفعت عيناها تنظر لزوجها الذى اعتدل ونظر لها
مد يده ليأخذ منها الهاتف ترددت قليلا ولكنها اعطته له
فتح الخط وسمع صوته يقول:فينك ياماما مش بتردي ليه ...ماما صحيح ال سمعته ده هو عماد اخدكم يحقق معاكم أنا هاوريه
هتف عبد العزيز بغضب :توري مين ياكلب ياجبان رايح تتهجم على بيوت الناس وكمان بتهدد
هتف بقلق:بابا
هتف عبدالعزيز :بابا ...بابا انت فاكر ان عندك اب ...اب بسببك قضي ليله في الحجز هو وامك بسبب عمايلك السوده عايز منها إيه حرام عليك ال بتعمله فينا
هتف ادهم بتوعد:ماتخافش يابابا أنا هادفعه تمن ال عمله
قاطعه عبدالعزيز بياس:تدفع مين انت ال غلطان فوق يا ادهم ليه يابني حرام عليك راجع لها ليه انت عايز منها إيه ؟
هتف بجنون :راجع لانها بتعتي أنا وانا احق واحد بيها اسأل خالتي هتقولك كده ومسيرها ليا
اغمض عينيه بياس وهتف :حسبي الله ونعم الوكيل في خالتك ...يابني فوق هتودي نفسك في داهيه عشان وهم فوق
رد وهو يتجاهل ماقاله والده وينهي المحادثه :بابا هاكلمك بعدين قول لماما هاكلمها بعدين
هتف عبدالعزيز :ادهم ...ادهم
تنهد وهو ينظر للهاتف :قفل
انحنت للامام واخفت وجهها بين كفيها وانهارت في البكاء خوفا على ابنها
..................
جالس بجوار فراشها وقد احنى جزعه للأمام واحتضن كفها الرقيق يراقبها وهى نائمه بهدوء وشعرها منثور على وسادتها من يراها الان لايراها منذ دقائق عندما قامت تصرخ وتبكي وتنادي عليه بخوف ان يبعد ذلك المجنون عنها ... يلاحقها حتى في احلامها تنهد لم تهدىء غير عندما ضمها الى صدره وبداء يهمس لها انه موجود بجانبا ....تنهد وهو يتذكر اتصاله بها وقلقه عندما اجابت جدتها واخبرته انها متعبه لم يستطيع المكوث لحظه واسرع اليها
ما ان وصل الى البيت وراى انهيار زينه عرف ان ليلى قد عرفت بما حدث بالامس
مد اصابعه يبعد شعرها الذى يغطي جزء من وجهها بخفه شديده خوفا ان تستيقظ وتصرخ ما ان لمس شعرها حتى سمعها تهمس باسمه كانها تناديه في احلامها ...علي
همس بصوت حاني :ليلى أنا جنبك حبيبتي
بلا وعى احتضنت كفه واستغرقت بالنوم
سمع صوت طرقات على الباب يليها صوت عماد
الذى اقترب منه وقال بصوت خافت
تعالى نقعد بره ونسيبها ترتاح
همس وهو لا يزال ينظر لهابقلق :مش عايز اسيبها يا عماد ممكن تصحى وتتفزع اني مش جنبها
عماد بهمس :وجودك جنبها وهى نايمه مش هيعمل حاجه تعالى أنا عايز اتكلم معاك في موضوع ثم لو صحيت ارجع اقعد جنبها تاني يلا ياعلي
تنهد وقام على مضض واتجه الى خارج الغرفه بصحبة عماد
خرج من الغرفه وجد عاصم جالس في تلك الجلسه الموجوده امام غرفتها وبجواره زينه يتحدث معها بهمس التى ما ان رات علي يخرج من الغرفه سالته باهتمام:صحيت؟
هز راسه نافيا :لا لسه نايمه
نظرت لزوجها وقالت :أنا رايحه اقعد معها
واسرعت الى الغرفه
تنهد عاصم وقال وهو ينظر لعاصم الاب الشارد يفكر
:عمي إيه رايك نسافر كلنا
جلس علي بجواره وقال بتاكيد:ايوه ياعمي نسافر نعمل حفله عائليه نهايه الاسبوع ونسافر لحد ما عماد يقبض على الكلب ده على الاقل ليلى تبعد عن التوتر ده ومايعرفش هى فين
رفع راسه وقال وهو يعقد اصابعه ببعض
:مش هينفع لا حفله ولا سفر وليلى تعبانه ياعلي
علي باعتراض:ازاى مش هينفع ده احسن حاجه عشان تنسى غير اني هاكون معاها ومش اسيبها
هتف عاصم بحده :انت متخيل انك لو عملت حفله واخدتها وسافرت بنتي هترتاح لا مش هترتاح
علي باصرار وتاكيد:اكيد طبعا هترتاح لانها هتكون بعيده
عماد بهدوء وهو يجلس :لا مش هترتاح
نظر له وقال باستنكار :إيه ال بتقوله ده ياعماد
عماد وهو ينحني للامام وقال بعقلانيه ونظر لعاصم وعلي
والتفت ينظر لعاصم الابن :اسمعوني وياريت تفهموا ال بقوله لان الكلام ده يخص زينه وليلى
صمت قليلا وقال :ليلى لو سافرت مش هترتاح لانها هتفضل عارفه انها مهما بعدت مسيرها ترجع ويرجع ادهم تاني وتحس بالخطر
والمشكله انها من قبل كتب الكتاب والكوابيس رجعت وحست ان ادهم راجع ...والمره دى الوحيده ال قالت لها زينه حتى أنا ماعرفتش غير من زينه
وعشان كده ياعاصم زينه رافضه تتحرك وتسيب اختها
همس علي بتخوف :والحل ؟
انحني عماد للامام وهمس بشرود:الحل المواجهه بين الاتنين
ارتفعت الاعين ناحية عماد باستنكار...
...................
|