البارت الحادي والعشرون
البارت الحادى والعشرون
طرق عماد طرقات هادئة على باب غرفتها ابتسم وهو يسمعها تجيب بإسمه :ادخل ياعماد
دخل غرفتها ورآها جالسه على سجادة الصلاة
اقترب منها وهو ينظر إليها بألم بعد حديثه مع عاصم الذي اعتصر قلبه وهو يتسائل في نفسه وهو يتطلع اليها "هل ستبقى أسيره في هذا الظلام الحالك ؟؟الن تخرج منه مطلقا ؟؟ الن تعود لترى النور مره أخرى؟؟ بداخله خوف ...خوف كبير احتل كيانه بأكمله وهو يشعر بان قلبه يبكي الماً على مصاب حبيبته الغالية ماذا سيحدث لها اذا عرفت؟؟كيف ستكون ردة فعلها ؟؟
لذا اتخذ قراره بعدم اخبارها
تسلل اليه صوتها الهادئ متسائلا
::اتأخرت ليه؟
رد ببساطة :اتخيلت انك نمتى .
أجابت وهى تقوم وتثنى السجادة وتضعها على الاريكه
ماجانيش نوم قلت أصلى لحد ماتيجي ونقعد ندردش سوى..لكن مارديتش عليا اتأخرت ليه ؟؟؟:
عماد وهو يراقب حركتها وهى تخلع اسدال الصلاة
:كان عندي الشغل
عقدت حاجبيها واقتربت منه وهي تمد يدها ناحيته وهمست باهتمام
عماد فى حاجه مضايقاك :
اقترب منها بدوره ممسكاً بيدها وساحباً اياها الى صدره العريض واحتضنها بحنو قائلاً وهو يحاول ان يتمالك نفسه وتنهد
:ايوه متضايق اني انشغلت عنك الفتره دي …المفروض اكون جنبك مش انشغل عنك
أراحت رأسها على صدره بهدوء وهى تستمع لحديثه و همست قائله بصراحه
:عماد اوعى تلوم نفسك او تتهم نفسك بالتقصير …انت يا عماد اللى بتعمله معايا مفيش حد يقدر يعمله
أنا الفترة دى مضطربة شويه وتصرفاتي مش متظبطه حتى فى التدريب بقيت اغلط كتير وده شيء مش كويس
همس بألم قائلا وشعوره بالتقصير يزداد:يبقى انا قصرت
هزت رأسها نافيه :والله ما قصرت لكن انا ...
وصمتت و الحيره تظهر على ملامحها
نظر اليها وقال ما كان يفكر فيه بعد محادثتة مع عاصم
:ليلى عيشي حياتك اتجوزي علي لكن قبل كل ده انا عايز منك حاجه تخيلي وانا بقول تخيلي لو ربنا ماكتبش ليكي انك تشوفي تاني
ارتعشت بالم لهذه الفكرة
تنهد وهو يشعر برعشتها واردف بقوه:
:لكن ربنا عوضك بإنسان بيحبك وهيكون عنيكي فى الدنيا ومش هيقصر معاكى ولا هيندم على ارتباطه بيكي ..لا…ده هيكون عنيكى وعكازك وكل حاجه بالنسبة لك هتسيبى كل ده وتعيشي وحيده عشان الخوف من رفض الناس او افكار فى دماغك مش موجودة اصلا من انه ممكن يتخلى عنك ...بالعكس المفروض ترضي بيه واعتبري ان ده اشارة من ربنا بتعويضك
همست ومقلتيها تدور بحيره فى كل مكان :لو رضيت ازاى هاعرف اتصرف فى حياتي واخدم نفسي
امسكها من كتفيها وهو يهزها برفق:زى مابتتصرفى هنا وفى بيت ابوكى
و اضاف بثقه :مشكلتك يا ليلى انك بتفصلي ال بتتعلميه في التدريب عن حياتك بتعملي زى التلميذ اللى بيذاكر ويحفظ طول السنه وفى اخر السنه يحط كل اللى حفظه على الورق ولو سالتيه بعد يومين عن الماده يقول لك نسيت
…تدريبك يعنى انك طول الوقت فى اختبار مش اول ماتسيبى سناء تنسى تدريبك غلط … ده هو اللى هيخليكى تعيشى وتتصرفى كانك واحده شايفه مش هتحتاجى لحد غير حواسك اللى دربتيها صح
كل اللى باطلبه منك الفتره دى اختبرى نفسك واعتمدى على نفسك اعتماد كلى زى زمان ......يا ليلى في ناس كتير في ظروفك عاشوا حياتهم وتأقلموا مع اوضاعهم واتجوزوا وخلفوا وكانوا ناجحين جدا وما وقفوش حياتهم
نظر لملامحها التى كانت مثالاً للحيرة والالم من الصراع الذي يعتمل بداخلها فقال لكى يحفزها اكثر
::أنتي من صغرك بتحبى اى حاجه صعبه وبتعمليها وتتفوقى فيها عشان كده هو ده التحدى الكبير ورينى هتنجحي زى كل مره ولا لأ
رغم انى متاكد انك هتتفوقى على نفسك وتبهرينى زى ما اتعودتي من صغرك
اقتربت منه واحتضنته بحب وقالت
:بأحسك انك بتعرفني اكتر من نفسي ياعماد
ابتسم وقال بحنان:لانك بنتى ياليلى ...الل ربيتها واتربيت معاها من هى وصغيره عارفه زمان مامتك كانت بتقولى برغم صغر سني وقتها دى بنتك ياعماد لانها شبهك في كل حاجه
ضحكت وقالت :يارب ابنك او بنتك يطلعوا شبهي
عماد بتاكيد :تصدقى بأدعي ربنا انى اجيب عيال يكونوا شبهك انتى وزينه
ليلى ابتسمت بحب ما ان ذكر اسم زينه :هو في زى بينو حبيبة قلبى في حنيتها ربنا يخليها ليا
رن هاتفها وابتسمت وهى تسمع الرنه المخصصه لاختها
:شفت حست ان احنا جايبين سيرتها:
واجابت وهى تضحك:إيه الـ مسهرك يا بينو؟
توقفت عن الحديث وتغيرت ملامحها وقالت بقلق: زينه ...زينه
تحول قلقها الى خوف شديد وهى تهتف باسم اختها برعب شديد :زينه ردى عليا
اسرع عماد اليها واخذ منها الهاتف بقلق وهو يقول: زينه
لم يسمع رد منها
ليلى بخوف :عماد زينه ...زينه عايزانى ...انا ...أنا لازم اروح لها
كانت تدور بقلق وتفرك يديها بعصبيه وتوتر واتجهت الى الخزينه لتخرج لها ثياب
عماد بقلق:هى قالت لك إيه بالزبط فهمينى
كانت تتحسس ملابسها المعلقه بنظام معين وقالت بجزع :كانت بتبكى وبتقولى تعالى خدينى
واردفت بدون تفكير:اكيد عاصم عمل حاجه معاها بتصرفاته الغبيه والله المره دى ما هاسكت
اتسعت عينيه بدهشه وقال بتحفز :هو عاصم بيضايقها ؟؟وليه ماقولتيش قبل كده؟
ليلى وهو تمسك ذراعه:بعدين ياعماد بعدين عشان خاطرى... دلوقتى ودينى لزينه اكيد تعبانه ومحتاجه لى أنا خايفه تكون تعبت او حصل لها حاجه
عماد وهو يحاول ان يهدئها :اهدى يا ليلى هاوديكى ...لكن هتحكيلى كل حاجه فاهمه
هزت راسها بالايجاب ...
والتفتت الى الخزانه وهى تفكر انها منذ الصباح وهى تشعر بالقلق عليها بالرغم من حديثهم اليومى لكن اليوم كانت وهى تحدثها تشعر بقلق عليها من ان يكون حدث بينها وبين عاصم شيء ما
نظر عماد لخزانة ملابسها المرتبه :محتاجه مساعده
ردت بسرعه :لا شكرا روح اجهز انت بقى
قال وهو يخرج من الغرفة :هاستناكى بره
..............
تمطى علي بجسده ومد ذراعيه للامام :سهرتك يا جدى ودوشتك بكلامى
الجد وهو ينظر لحفيده بدعابه :انت اللى عايز تقوم وتنام وبتتحجج انك مسهرنى
ضحك على وقال بمحبه :ابدا والله انت عارف لو عليا اسهر معاك للصبح بس خايف اتعبك
الجد وهو يراقب شريف وهو يتحدث في الهاتف مبتعدا عنهم عرف انها زوجته
اقترب للامام وقال بصوت منخفض:على الفتره دى حاول تتجنب والدتك ومهما قالت اوعى تتعصب دى امك ومهما كان هى عايزة لك الزوجة المناسبه من وجهة نظرها وهى مش بتعمل كده غير من حبها الشديد لك فاهمني يا بنى
هز علي راسه بتفهم :فاهمك يا جدى
الجد بتاكيد :وانا ان شاء الله مش هارجع البلد غير لما تكون كتبت كتابك على ليلى
ابتسم بسعاده وهو يتخيل ذلك اليوم:ربنا يخليك ليا ياجدى
الجد وهو ينظر لعلي :هى قاعده عند خالها ؟
علي وهو يهزراسه :ايوه مع جدتها وعماد ...عماد ده ياجدى لو شفته هتحبه اوى راجل بمعنى الكلمة يعتمد عليه فعلا
الجد وهو يتذكره :شفته كم مره مع عاصم وفؤاد رجيل بجد (لفظ صعيدي يدل على الرجوله والمروءة وانه شخص يعتمد عليه) ماشاء الله عليه الله يحفظه
شريف وهو ينضم لهم في الجلسه ويتذكر وجود عماد الدائم مع ليلى :ايام الحادثه كان مش بيسيب ليلى خالص و كانت بتيجي لها نوبات خوف وفزع وتفضل تنادى عليه هو وعاصم وماحدش بيقدر يهديها غيره
علي وهو يهمس بشرود:اكيد كانت فتره صعبه عليها
شريف وهو يتذكر:كان حادث صعب فعلاً .. دكتور وليد لما شافها في اوضة العمليات قال لى البنت دى لو عاشت هتبقى معجزه غير انها بعد العمليه دخلت في غيبوبه
تغيرت ملامح علي للحزن الشديد وهمس دون تفكير: يا حبيبتى يا ليلى
ابتسم الجد وهو يسمع همس علي الذى خرج من قلبه مباشرة الى لسانه دون ان يفكر
قال وهو ينظر لعلي :الحمدلله انها قامت وبقت بخير
هز راسه بشرود وهو يتخيل المها من بعد الحادث:الحمدلله
واردف الجد وهو يقوم :يلا بقى اروح انام
وابتسم قائلا مداعبا لعلي ليخرجه من شروده:إيه رايك تبات معايا وصل ابوك وارجع نكمل القعده
شريف بابتسامه هادئه
ياحج مش هيسيبك تنام وهيدوشك بكلامه ويسهرك:
الجد وهو يستند على ذراع علي:مين قال كده ده أنا بحب كلامه اطلع منها انت بس
ضحك شريف :دلوقتى بقيت عزول
علي ببساطه شديده :حاضر يا جدى هاوصل بابا وارجعلك
اتسعت ابتسامة الجد :هاستناك... تعالى وصلنى
اسند جده وادخله للمكان المخصص له
نظر شريف لابيه وهو يستند الى ذراع علي وهو يسير بخطوات هادئه تحاكى خطوات جده كان يبتسم متعجباً من هذا الرباط الذى يربط بين الجد وحفيده وكيف ان ابنه لا يرد كلمة لجده فطلبات جده بالنسبة له اوامر واجبة التنفيذ بل انه ينفذها بكل رحابة صدر
كان ينظر لذلك البريق الذي يتألق في عيني ابيه والسعادة التى تغمر وجهه كلما تحدث الى حفيده الحبيب كان يعلم جيدا ان حضور اباه كان خصيصاً من اجل ابنه فهو يريد ان يساعده ويسانده في قراره
ابتسم وهو يعلم يقيناً ان اباه لن يرجع الا عند تنفيذ ما جاء من أجله
افاق على صوت جرس الباب الخارجى فتعجب من الذى سوف يأتي في هذه الساعة المتأخرة ؟ لا يظن انه عاصم فقد خرج منذ قليل وبالتأكيد فإنه يحمل معه مفتاحه
اتجه الى الباب
.............
كان عماد قد اوقف سيارته امام الفيلا وترجل منها وقال وهو يفتح بابها ويساعد ليلى في الخروج منها :كلمتى عاصم ؟
اجابت بتوتر:تليفونه مقفول لكن كلمت لميس
اقترب من الباب ودق الجرس مرة واحده كي لا يزعج أصحاب الفيلا
كانت تحتضن ذراعه بخوف نظر لها ولرعشتها التى شعر بها وقال وهو يربت على كف يدها التي تعتصر ذراعه دون ان تشعر وهو يحاول ان يبث الاطمئنان بداخلها
ما تقلقيش هتكون كويسه:
سمعا صوت لميس وهى تقول لحظه ياعمو دى ليلى وعماد
بعدها فوراً فتح الباب وظهرت لميس وبجوارها عمها شريف الذي لم يستطع اخفاء الدهشه من ملامحه بسبب وجودهم في هذا الوقت ...ولكنه ابتسم وتذكر ابنه الذى كان يتحدث عنها منذ دقائق فلو علم انها هنا الان فسوف يطير فرحاً
افاق على صوت عماد وهو يرسم ابتسامة اعتذار على وجهه :اسف لكن اعمل إيه مع ليلى كانت بتكلم زينه والخط قطع وبتحاول تكلمها مش بترد فاصرت انها تتطمن عليها
ردت لميس بقلق:أنا كمان خبطت عليها عشان اقول لها انك جايه ما ردتش عليا ومش بتفتح الباب
التفت عماد لها متسائلا :وعاصم فين ؟؟؟
شريف وهو يستمع لهم :عاصم خرج من نص ساعه او اكتر
شهقت ليلى بخوف :يعنى هى لوحدها دلوقتي اكيد تعبانه او أغمى عليها
التفتت لعماد وهى تهتف بتوجس:قلت لك ياعماد اكيد جرى لها حاجه كان قلبى حاسس واضافت بصوت اقرب للبكاء :أنا عايزه اشوف اختى ودينى لزينه يا لميس
شريف وهو يحاول ان يطمئنها : احتمال يا بنتي كانت بتكلمك ونامت
عماد وهو يرى اقتراب علي منهم :احسن حاجه ان احنا نطمن عليها
لميس بتاكيد :ايوه تعالي معايا يا ليلى
.......
خرج من عند جده ...وجد والده مع لميس عند مدخل باب حديقة الفيلا...اتسعت عيناه وهو يدقق النظر فيمن يقف معهم لم يصدق نفسه عندما راى ليلى تتقدم في اتجاهه في ممر الحديقة بصحبة لميس...اهى ليلى ام شوقه الشديد اليها صور له صورتها ... هى حبيبته الرقيقه لم يدرك مدى اشتياقه اليها الا في هذه اللحظة كم كان يشعر بافتقادها اشتاق لكل شيء فيها عينيها الصادقة ...صوتها الحانى العذب كان كمن يشعر بالظمأ الشديد لرؤيتها كان يريد ان يرتوى من ملامحها التى جعلت قلبه كمضخه تنطق باسمها
عض على شفته السفلى بسعاده واسرع الخطى اليها بلهفه
اقترب منها وهو يسمع لميس :ليلى ما تقلقيش زينه هتكون بخير
وقفت ليلى فجأة وهى تستشعر ذبذبات وجوده حولها وتستنشق في هواء الحديقه رائحته التي لا يميزها غيرها ارتعشت ورفعت راسها واصغت السمع لتؤكد احساسها فربما تسمع صوته وفي نفس اللحظة كان علي يقف امامها ويقول بصوت مرتعش حاني ملهوف :ليلى
ما ان تسلل صوته الحانى العذب الى اذنيها حتى شعرت كطفل تائه وجد والديه وسط الزحام فهمست بصوت باكى وهى تمد يديها نحو صوته
:علي
ارتعش قلبه من نبرة صوتها الباكيه واقترب منها اكثر وامسك كفها المعلقه في الهواء وقال بقلق دون تفكير وهو يكاد يضمها الى صدره
:حبيبتى ...فى إيه مالك يا ليلى ؟
تساقطت دموعها وشعرت بغصه تمنعها من الحديث
ازداد القلق بداخله وهو يرى اقتراب عماد وابيه منهم
فعقد حاجبيه بتوتر
ردت لميس بدلاً عنها بصوت خائف:زينه تعبانه
علي بتعجب:تعبانه مالها؟
ليلى بصوت قلق مختلط بدموعها التي تلمع على بشرتها كحبات اللؤلؤ في ضوء الحديقه الخافت:كلمتنى واتقطع الخط
نظر علي لدموعها وتمنى ان يمسح دموعها اللؤلؤيه عن وجنتها المرمريه بشفتيه فضغط على كفها الرقيقه في راحة يده وافاق على صوت لميس وهى تقول:خبطت على الشقه مش بتفتح خالص ومش بترد على تليفونها
قاطعها قائلاً:وعاصم فين ؟
ليلى بصوت باكى :مش عارفين ....علي الله يخليك أنا عايزه اطمن على اختى أنا كلمته لكن تليفونه مقفول اعمل حاجه يا علي اتصرف
التفت علي للميس وهو يفكر :معاكى نسخه من مفتاح شقتهم؟
صمتت قليلاً وهتفت وهى تتذكر:ايوه معايا نسخه اديتهانى زينه
انضم اليهم عماد وقال بارتياح :كويس يلا بقى
علي للميس:اسبقينا يالميس انتى وليلى وافتحى الباب واحنا جايين وراكى
أسرعت الخطى لداخل الفيلا ومعها ليلى واتجهتا الى غرفتها وهى تقول لليلى
:الحمدلله انى حاطه المفتاح في ميدالية المفاتيح بتاعتى
انهت جملتها وهى تخرج الميداليه من حقيبتها
واتجهتا معاً الى شقة عاصم في الدور الثاني فتحتها ودخلت هي وليلى الى غرفة زينه
اخذت ليلى تنادى بصوت مرتعش:زينه ...زينه
لميس وهى تنظر بجوار الفراش فوجدتها مغشى عليها وهاتفها ملقى على الارض بجوارها تركت يد ليلى واندفعت ناحية زينه
واقتربت منها بخوف وقالت بهلع :الحقى يا ليلى دى مغمى عليها
بخطوات متخبطه أسرعت الى زينه وهى تمد يدها في الهواء تتلمس طريقها وتصطدم بالاثاث في طريقها الذي استدلت عليه بصوت لميس وهى تردد بخوف :زينه فوقى
اقتربت منها وانحنت لتجلس على الارضيه وتتحسس يد اختها البارده التى ارسلت رعشه الى قلبها ومنها الى جسدها بالكامل هتفت بخوف :زينه ...زينه فوقى ...زينه حبيبتي مالك؟
التفتت الى لميس وهى تقول : كلمى عمو شريف يطلع يشوفها بسرعه
امسكت لميس هاتفها بأصابع مرتجفه لتطلب عمها وما ان سمعت صوته :ايوه يا عمو شريف زينه مغمى عليها ومش عارفين نفوقها من فضلك اطلع لنا شقة عاصم بسرعه
....................
باكرهك ...باكرهك ... وبكره اليوم اللي شفتك فيه
ضغط على دواسة الوقود بغضب وهو يتذكر كلماتها التى قالتها وهى تصرخ في وجهه بغضب
هتف وكأنها أمامه وقال في عند:يعنى أنا اللى بحبك...ومش قادر على بعدك انسانه غريبه !!
وهتف بغيظ :أنا اصلا الـ مخنوق منك ومن دلعك وملِّيت منك وبتقل لي ...إيه الـ جابك وفيها إيه لما اقول اسهر مع جدتى ما أنا اصلا الطبيعى اني باسهر لوحدى وهى بتنام مع كنزى ...غلطت يعنى ؟؟... فين الاهانه فيها دى؟؟...وكل كلمه والتانيه انت مش طايقنى
وصرخ بغضب:هتجننى والله من كلامها وتصرفاتها
وضرب على راسه بحده :خلاص جيه اليوم اللى اكلم نفسى زى المجنون بسبب الست زينه طيب يا زينه أنا هاوريكى
اوقف سيارته وهو متجهم الوجه وصدره يعلو ويهبط من الغضب الذى يشعر به بداخله وهو يتذكر انفجارها فيه فهو لاول مره يسمع صوتها يرتفع عليه وتصرخ في وجهه ...ففي كل المرات السابقه كان هو من يصرخ ويغضب وهى تقابل ثوراته بصمت او تتركه وتذهب الى غرفتها لكنها اليوم خرجت عن صمتها ولم تصرخ فقط بل هددته بانها ستتركه
اغمض عينيه واسند راسه للخلف وهمس بسخريه
:بتهددينى يا
زينة انك هتسبينى ...يلا جات عليكى
وابتسم بألم وبسخريه:أنا مش عارف افهمها ومش عارف اتصرف معاها ازاى ومش عارف اصلاً أنا عايز إيه لاول مره أنا مش عارف أنا عايز إيه؟
وضع يده في جيبه واخرج علبه السجائر واشعل سيجاره واخذ نفس عميق وزفره في هدوء متأملا الدخان وهو يتراقص امامه
...............
بعد فتره
زفرت بضيق وهى تسمع الرساله المسجله التى تخبرها ان الهاتف لا يزال مغلقاً همست بضيق
قافل تليفونك ليه:
رفعت عينيها تراقب زينه النائمه في حضن اختها وتتساءل ما الذى حدث بينهم ...واين ذهب عاصم ...ولماذا تركها وخرج في هذه الساعه
تذكرت عندما حضر عمها وكشف عليها وجلس مع ليلى يتحدث بهدوء وبصوت منخفض وطمئنها عليها
رن هاتفها وزفرت بارتياح ما ان رأت اسمه وخرجت من الغرفه لتتحدث معه بصوت منخفض
................
قالت زينة بصوت متعب :ليلى خدينى معاكى ماتسيبنيش هنا أنا مش عايزه اقعد معاه لحظه واحدة
ليلى وهى تربت عليها :ارتاحى وما تفكريش في حاجه وسيبي الموضوع ده عليا أنا وعماد
...........................
هتفت لميس بحنق:انت فين ياعاصم ؟
اجاب وهو يقود سيارته بضيق :يعنى هاكون فين باتمشى
تنهدت بضيق وهى تتأكد من شكوكها وقالت:طيب ارجع بسرعه لان زينه تعبت
تغيرت ملامحه وسألها بقلق :تعبت ازاى ...مالها اتكلمى
لميس وهى ترى اقتراب علي منها وهو يمد يده لهاتفها ليتحدث مع عاصم
نظرت له بقلق وهمت ان تعترض ولكنها لم تستطيع عند رؤيتها لنظرة التصميم في عينيه فمدت يدها له بالهاتف
وضع الهاتف على اذنه وسمع عاصم يتحدث بتوتر وقلق :لميس ردي بقولك تعبت ازاى
اجاب بحزم:عاصم انت فين قربت من البيت؟
اعتدل في جلسته وشعر بتوجس عندما سمع صوت علي يأتيه من الطرف الآخر:علي زينه ... انتوا فين ؟
علي وهو يسمع صوت عاصم القلق :أحنا عندك في شقتك وبابا كان بيكشف عليها
عاصم وهو يضغط على دواسه البنزين ويسرع بالسياره :أنا جاى حالاً
علي باهتمام :عاصم ماتسوقش بسرعه فاهم واطمن هى بقت كويسه
أنهى عاصم المكالمة وهو يشعر بخوف شديد عليها مرر لسانه على شفتيه الجافه وهمس بضيق من نفسه :غبى انت عارف انها مش بتستحمل ازاى تزعق معاها كده ازاي تقول لها الكلام الجارح ده؟؟؟
بس هى اللى استفزتنى اعمل إيه ...مش مهم المهم انها تكون بخير
وجلس يطمئن نفسه:هتكون بخير ...ان شاء الله
....................
اندفع داخلاً لشقته بخوف ولهفه شديد وقلق مرتسم على ملامحه ووجد كلاً من علي وعماد وعمه جالسين في ردهة البيت شعر بالقلق يعتريه اقترب منه علي وهو يرى القلق والخوف المرتسمان على وجه عاصم وهو ينظر لعمه قائلا :عمى طمنى زينه مالها
شريف بصوت هادىء ليطمئنه :ما تقلقش هى كويسه الحمدلله ..واضح انها ارهقت نفسها النهارده وما اكلتش كويس فتعبت
واردف بتفهم :هى قالت لى انك اتخانقت معاها بسبب عدم اهتمامها بصحتها وانها بتنسى تاكل
كان يستمع له بصمت وهو لا يصدق ما اخبره به عمه عما قالته كان يظن انها اخبرتهم عما حدث بينهم وانها احضرت عمه لتجعله شاهداً على ما يفعله معها ولكنها فاجأته كعادتها بتصرفاتها التي تتميز بحكمتها والتي تفوق سنها..دائماً تحيره وتجعله يفكر فيما تفعله ..دائماً تصيبه بالخجل من تصرفاته معها
سمع عمه يقول وهو يقوم ليتجه الى باب الشقه
أنا كنت مستنى انك تيجى علشان اروح:
عاصم وهو يشير لعمه :خليك شويه يا عمى اسف تعبتك معايا
وسهرتك
شريف بابتسامه هادئه:ما تقولش كده يا عاصم الحمدلله انى كنت موجود ولحقتها
ونظر لملامحه القلقه واردف وهو يربت على كتفه: انت ادخل اطمن على مراتك شكلك قلقان عليها اوى
ونظر لابنه قائلا :علي جاى معايا ولا قاعد؟
قال جملته وهو يغمز له و ينظر للغرفه التي تجلس فيها ليلى مع شقيقتها ..كان يعرف ان ابنه لن يتحرك حتى يراها كان يريد ان يتحدث معها ولكن ماحدث لم يعطيه الفرصه لذلك ...ورغم ذلك لم تكف عينيه عن متابعتها حتى عندما دخلت الى اختها في الغرفه ظل ينظر للغرفه على امل ان تخرج منها ويتحدث معها
قام والقى نظره على الغرفه لعلها تظهر له قبل ان يذهب ولكن لا جدوى من الانتظار فقال لابيه
لا جاى معاك :
والتفت لعماد :ماشى ولا قاعد شويه؟
عماد بقصد وهو يرى نظرته التى حملت بعض من خيبة الامل لانها لم تخرج من الغرفه حتى الان:لا قاعد شويه هنكمل السهره مع عاصم وزينه
تهللت اساريرعلي وهو يقول:حلو هأوصل بابا وارجع اسهر معاكم
هز عماد راسه بتاكيد قائلاً:هستناك
لوح علي له بيد وخرج ليلحق بابيه
تنحنح عاصم وهو ينظر لعماد وهو يشير لغرفة زينه بقلق :عن اذنك يا عماد هاطمن عليها وارجع لك
نظر عماد لقلقه وخوفه الشديد عليها وهو يتجه بخطى سريعه الى غرفتها ليطمئن عليها ...لقد كان ينوى ان يجلس معه ويتحدث معه بقسوه على افعاله مع زينه ولكن الذي رآه الان جعله يكاد يجزم ان تلك الصغيره قد تسللت الى قلبه واحتلته دون ان يشعر هذا المغفل انه غارق في حبها
راقبه عماد وهو يتجه الى الغرفه ويطرق الباب
ما ان سمعت زينة الطرقات على الباب حتى فزت وقالت لليلى وهى تتشبث بها :مش عايزه اشوفه ولا اتكلم معاه خليه يبعد عنى
تفاجئت ليلى وقالت باندهاش :مين قالك انه هو احتمال يكون عماد
هزت راسها نفيا بألم :لا هى دى خبطته أنا عرفاها كويس
تعجبت ليلى من اختها فكل شىء يخص عاصم تعرفه كل حديث يدور بينهما تذكر فيه ما يحبه وما لا يحبه تفاصيله الصغيرة اهتماماته من اكبر شيء لأصغر شيء
سالتها بتعجب :عارفه خبطته يا زينهّ!!!
صمتت زينة قليلاً ثم قالت مغيره الحديث :مش عايزه اكلمه ولا اشوفه
قالت ليلى وهي تقنعها بالمنطق: اسمعيني يا زينه هو لازم يدخل ويتكلم معاكي
زينه وهى تضع يديها على اذنيها بعصبيه وبشكل طفولي:مش عايزه اسمعه كفايه مش عايزه أنا تعبت منه والله تعبت
ليلى بحكمه :أنا عارفه انك تعبتى ومجروحه منه واوعى تفتكرى انى هاسيبك لأ لحد كده وكفايه ...لكن لازم قبل ماتمشى يتكلم معاكى وتشوفيه احتمال عايز يعتذر لك
وقامت من الفراش متجهه لباب الغرفة فقامت زينه وهى لازالت تشعر بالدوار لايصالها للباب
خرجت ليلى واغلقت الباب خلفها وسمعت صوت عاصم بجانبها يحييها بصوت مضطرب:ازيك يا ليلى
ردت بتهذيب عكس ضيقها الشديد منه :اهلا ياعاصم
نظر لباب الغرفه المغلق وقال وعينيه لاتتحرك عن الباب:زينه كويسه طمنينى عليها
تسلل اليها نبرته القلقه المهتمه من سؤاله ولكن كانت تريد ان تتاكد من ان ما وصلها حقيقى ام انها تتوهم
ردت لليلى بقصد :هى تعبانه شويه وعشان كده هاستاذنك انى اخدها تقعد معايا
تفاجئ من طلبها وقال بجزع :ليه في حاجه هى تعبانه للدرجه دى طب اوديها المستشفى
كتمت زفره الارتياح التى كادت تخرج منها وهى تسمع لهفته واهتمامه بها تلك اللهفه والخوف يؤكد لها حدسها انه يحبها ومهتم بها ولكنه يكابر
ليلى وهى تهز راسها :لا مستشفى إيه ...انا هاخدها عشان اهتم بيها وزينه محتاجه ترتاح لان اعصابها تعبانه شويه وكمان عشان امتحاناتها قربت
سالها بتردد:هى اللى طلبت منك كدة
هزت ليلى راسها نفيا :لا ...أنا طلبت منها وهى وافقت
عض على شفتيه وقال ببساطه عكس مايعتريه من ضيق:لو ده هيريحها أنا موافق ...اهم حاجه عندى راحتها
واردف وهو يقترب من باب الغرفه قائلا :عن اذنك اطمن عليها
ابتعدت خطوات قليله لتتيح له الدخول
قام عماد ما ان راى عاصم يدلف الى الغرفه واتجه الى ليلى الواقفة بمفردها
اقترب منها وامسك ذراعها واتجه بها الى غرفة المعيشه
واجلسها وجلس بجوارها والصمت يعم المكان
عماد وهو يتامل صورة زفافهم :عارفه مشكلة عاصم إيه ياليلى الـ فهمتها من كلامك
سالته باهتمام :إيه ياعماد ؟؟؟
عماد ببساطه :انه بيحبها وبيخاف عليها وهو مش عارف ...فاكر طول الوقت انه مش طايقها وانه حاسس انها مفروضه عليه لكن مايعرفش أنا بقت حاجه اساسيه في حياته ...غبى والله لو بس بص في عينيها وهى بتتكلم معاه ومرر تصرفاتها على قلبه قبل عقله كان عرف قد إيه هى بتحبه وبتخاف عليه
ليلى بدهشه :ازاى عرفت انها بتحبه
ابتسم وقال وهو بمكر:أنا ما ابقاش ظابط مباحث شاطر لو ما كنتش باقرى عيون الناس وردود افعالهم واعرف اميز الكذب من الصدق
واردف بهدوء:عشان كده يا ليلى عايزك تاخديها معاكى وتصرى على كده
ليلى وهى تفهم مقصده :عشان يكتشف لوحده انه بيحبها
هز راسه مؤكدا :وعشان يعرف قيمتها وانها مهمه اوى بالنسبه له
ليلى بتاكيد:وده اللى أنا هاعمله مش هاسيبها
..............
دخل الغرفه بخطى متردده وعينيه تبحث عنها الى وقعت عيناه عليها وهى تعطيه ظهرها وتجمع أشيائها من الخزانه المفتوحه وتضعها فى الحقيبه الموضوعه على الفراش
كانت تشعر بخيبة امل تشعر ان معركتها كانت خاسره مع قلبه ذلك القلب القاسى الغليظ الذى لم يرها ولم يشعر بها
.....
شعر بقبضة تعتصر قلبه ما ان رآها تجمع اشيائها فهو لم يتخيل انها ستذهب وتتركه
صوت بداخله يخبره الا يتركها ترحل لان ذلك الوجع سوف يزداد
ولكن ذلك الصوت اختفى ما ان فتح فمه قائلا بسخريه مريره
:مستعجله اوى كده ليه... اممممم واضح انى كنت تاعبك
اغمضت عيناها بالم وضغطت على اسنانها وهى تشعر بسخريته تضرب على اوتار اعصابها المرهقة
وقف امامها وهو يريد ان يرى عينيها فقال وهو يمسك ذراعيها ويديرها اليه لترفع راسها وتنظراليه
نظر لعينيها الحزينتين وهى تشيح بعينيها بعيداً عن عينيه لم تعرف زينة كم ألمته تلك الحركه وشعر بمراره وياس وهمس قائلا
:هو أنا وحش للدرجه دى انتي حتى مش عايزه عينك تيجي في عينى عشان غلطه بسيطه عايزه تسيبى البيت
واردف بسخريه مريره :واضح ان المشكله فيا لانى مش عارف
اتعامل مع ولا واحده فيكم هى سابتنى واتنازلت عن بنتها وانتى في اقل من شهرين هتسيبينى ...هى المشكله فيا ولا فيكم ؟
ازاحته وقالت بغضب شديد وهى تشعر ان كلماته كانت كسهم مسموم اصاب قلبها فأدماه وهى تتساءل "لم يفعل بها هذا ...لماذا اصبح يتفنن في جرحها وايلامها ببرود "
صرخت بوجع من تلك المقارنه المجحفه لحقها
أنا مش زيها افهم بقى واوعى تحطنى معاها في خانه واحده :
عاصم وهو يحاول ان يخفى المه :لكن أنا شايف انكم زى بعض مفيش فرق .
اتسعت عيناها وهى لا تصدق ما سمعته وقالت وهى تصرخ في وجهه بالم : ياخى حرام عليك أنا زيها !!!! ...زيها ازاى اهملتك من يوم ما اتجوزنا ؟؟ قللت من احترامك او احترام عيلتك ؟؟ كنزى ...من يوم ما تجوازنا قصرت معاها في اى حاجة ؟؟ ...وبعد كل ده شايف ان مفيش فرق
صرخت في وجهه وهى تبكى بقهر :انت إيه مش بتحس خالص مش شايف اهتمامى بيك ... مش حاسس بخوفى عليك
واقتربت منه وضربت على قلبه :ده مش بيحس ليه ...مش بيحس بيا ليه ؟
عاصم وهو يقبض على قبضتها وهو يقول بمراره وعدم تصديق :بصى في عينيا وقولي لي ان الاهتمام ده كله عشانى أنا مش عشانهم ولا عشان صورتك قدامهم ...ما اظنش ان مع معاملتى ليكي تخليكي ممكن تهتمى او تحسى بيا زى مابتقولى
واضاف بحده وهو يحاول ان يبرر تصرفاتها معه تلك التصرفات التى كانت تثير التساؤل داخله وتجعلها تحتل عقله وقلبه :اوعى تفتكرى انك بتعملى كل ده عشانى...لا ده عشان منظرك قدامهم
تهدلت اكتاف زينه وهى تشير على نفسها وهى غير مصدقه وهتفت بوجع سيطر عليها وخيبة امل شديده جعلت الدموع تملئ مقلتيها وتتساقط دون ارادة منها وقالت بصوت باكى :بعد كل اللى قلته شايف انى بعمل كل ده عشان منظرى قدامهم ...
عضت شفتيها المرتعشه وهمست بياس وقلبها يتمزق من قسوته وهمست
:مفيش فايده فيك ولا عمرك هتحس بيا كل اللى هاعمله هتشوفه انه منظره منى بس قدام اهلك ..مش بدافع الاهتمام بيك
اتجهت الى حقيبتها واغلقتها بأصابع مرتعشة وامسكت هاتفها ووضعته في حقيبتها يدها
امسكت ملابسها واتجهت الى الحمام
اغلقت الحمام خلفها واستندت على الباب وهى تبكى وتهمس:غبيه غبيه حبيتى واحد انانى وقاسى وعمره ماهيحس بيكى
اقترب من حقيبتها ينظر اليها يريد ان يقذفها بعيدا ويذهب ويغلق الغرفه بالمفتاح ولا يدعها تذهب ...اجل افعل ذلك احبسها هنا مهما حاولت لاتدعها تهرب... شىء بداخله يخبره انه سوف يتالم من فقدها و ذهابها بعيداً عنه
سمع صوت باب الحمام يفتح التفت اليها فوجدها قد انهت ارتداء ملابسها
اقتربت منه وهى تتحاشى ان تلتقى اعينهم كى لا يرى ضعفها
وامسكت حقيبة يدها الصغيره ومدت يدها لحقيبة الملابس ولكنها وجدته قد امسك بها قبلها وقال بصوت منخفض: انا هاشيلها
اشتبكت عيناهما لثوان واسرعت بالخروج من الغرفه وهو يتبعها في وجوم
اتجهت الى حيث يجلس كل من ليلى وعماد
وهمست بصوت مبحوح من البكاء: أنا جاهزه
نظر لها عماد وهو يلاحظ آثار البكاء والارهاق على وجهها تنهد بضيق والتفت لعاصم لكي يؤنبه على ما فعله معها ولكن استوقفته تلك النظره التى كان ينظرها لزينه نظره جعلته يتراجع عما قرره ..."يالهي انه يريدها ان تبقى يريدها معه وهو كاره لرحيلها ولكنه يجاري الجميع"
كان ينظر اليها بوجد والم سيطر على ملامحه
قال عاصم وهو ينظر لها باهتمام :هابقى اجى اطمن عليكى
عماد وهو ياخذ الحقيبة من يده :تشرف في اى وقت
ونظر لزينه وليلى :يلا
احتضنت ذراع ليلى وهى تحاول ان تبتلع دموعها ورسمت على ملامحها الهدوء عكس تلك الفوضى العارمه التى بداخلها وتحركت بخطى ثابته ظل يراقبها الى ان اختفت من امامه
.............
اوقف سيارته وما ان راى سياره عماد لازالت موجوده حتى اطلق زفرة ارتياح شديده واسرع يدخل الى حديقة الفيلا ليفوجئ بهم خارجين من باب الفيلا واندهش لرؤية زينة بصحبتهم
اقترب منهم وهو متعجب من وجود زينه معهم
لمحه عماد وابتسم وهو يراه يقترب في اتجاههم "ذلك المجنون متاكد انه قاد بسرعه ليصل اليهم قبل ان يرحلوا "
هز راسه وقال مداعباً :انت مجنون اكيد طبعا سقت العربية بسرعه عشان ترجع لنا
علي وهو يقترب منهم وينظر لليلى قائلا :ماينفعش ما ارجعش وانا مالحقتش حتى اسلم .
واقترب من ليلى التى كانت تخفض راسها بخجل من حديثه الذى يقصدها به
همس لها بطريقة جعلت ضربات قلبها ترتفع حتى كادت تصم اذنيها:ازيك يا ليلى
ردت هامسه بخجل:الحمدلله وانت اخبارك إيه؟
همس وهو ينظر لها بوجد :دلوقتى بقيت كويس وسعيد
اقترب اكثر مستغلاً حديث عماد وزينه الجانبي الذي انشغلا فيه خصيصاً من اجلهما
وهمس:وحشتينى رغم زعلى منك وقسوتك عليا وحشتينى مش بيعدي يوم عليا الا وانا بسال نفسى ليه بتقسي عليا بالشكل ده ؟
ليلى بصوت حانى وهى تشعر ان قلبها ينتفض فرحا لاعلانه لها انه اشتاق اليها بصوته العذب الذى يلامس شغاف قلبها بخفه ...آآآه لو يعرف فقط انها اشتاقت اليه كما اشتاق اليها بل اكثر فهو لم يفارق عقلها ولا قلبها ولو للحظه فهمست له:قصدك انى قاسيه ؟؟
تنهد وهو ينظر لملامحها بوله وشوق
:ايوه يا ليلى قسيتى عليا حرمانى انى اكون معاكى حرمانى انى اشوفك واعبر لك قد إيه أنا باحبك .....
زفر بنفاذ صبر وهو يتساءل: فيها إيه لو رضيتى؟
واردف بشوق تغلب عليه وارهقه :حرام عليكى انتى مش حاسه بيا مش حاسه قد إيه أنا عايزك وباحبك أنا متاكد انك بتحبينى زى ما أنا بحبك والفتره اللى فاتت كانت صعبه عليكى زيي ما كانت صعبة عليا..كفاية بقى بطلي عند ووافقى لان كلمه لأ مش هارضى بيها
رفعت راسها وعضت شفتيها بالم وحيره لم تدرى ان هذه الحركه قد اثارت مشاعره فتمنى اختفاء كلا من عماد وزينه في هذه اللحظة ليطمئنها ويبعد عنها حيرتها و ليبثها اشواقه لها بطريقته الخاصة همست :مش هينفع يا علي
اجابها بوله وهو يرى حيرتها :لا هينفع
كان عماد وزينه واقفين على بعد مناسب لمنحهما بعض الخصوصية وخصوصاً ان عماد قد اشفق عليه عندما رآه عائداً خصيصاً لرؤيتها في هذا الوقت المتأخر تنحنح عماد وهو ينظر له قائلاً بمرح:استاذ روميو خلص عايزين نمشى احنا مش في بيتنا عشان تاخد راحتك كده
علي وهو ينظر له بتوعد :حرام عليك يا عماد أنا ما صدقت شفتها عشان اكلمها سيبنى عشان اقدر اقنعها
عماد وهو يقترب من ليلى ويمسك بذراعها ليتحرك بها خارج الفيلا :مش وقته خالص انك تقنعها هنا
علي وهو يسير خلفها وهو يقول :ليلى فكرى في الـ قلته
واقترب منها وهمس بصوت لايسمعه سواها :تبقى تحلمى بيا يا قلبي
زمجر عماد فيه قائلا: وبعدييييييين!!!
رفع علي يديه علامة الاستسلام وهو ينظر له مدعياً البراءه وهو يقول :خلاص يا عم هو أنا عملت حاجة؟؟؟
اخفضت ليلى راسها بخجل وهى تشعر بانفاسها تتسارع
نظرت لها زينه وهى ترى خجلها وسعادتها من كلمات علي لها
وابتسمت بسعاده
استقلا سيارة عماد وجلست في الخلف مع زينه وقف علي بجوار النافذة ينظر لها من بوله شديد وهو يلوح لها كأنها تراه والغريب في الامر ان ليلى رفعت يدها ملوحة في اتجاه وقوف علي مما اثار دهشة زينة وادمع عينيها .تحرك عماد منطلقاً بسيارته فشعرت باصابع زينه تحتضن كفها فمدت يدها وجذبتها الى حضنها كانت تعرف ان صمتها يعنى انها تدعى القوه وانها سوف تنفجر في اى لحظه وهذا ما حدث ما ان احتضنتها و سكنت في حضنها حتى بدات دموعها في الانهمار وصوت نشيجها يتعالى
تلك الدموع التى اخفتها لكى لا تظهر له ضعفها وتظهر له كم هى قويه وانها ستتركه غير عابئة به ولكنها ما ان ابتعدت حتى شعرت ان السدود قد انهارت وان قوتها المزعومه قد تبدلت الى ضعف
تنهد عماد وهو يسمع صوت بكائها الذى تحاول ان تخفيه ونظر للخلف من خلال المرآة وهو يرى ليلى تربت عليها بحنان وتهمس في اذنها لتهدئه...
................
بعد منتصف الليل
وقف ادهم يراقب كلباً يسير بجوار شاب يتحدث في الهاتف ويضحك ومن الواضح انه يتحدث الى فتاه من ردوده التى يحملها الهواء اليه
ادار عينيه ونظر عبر الشارع الى مجموعه من الفتيات اللاتى يقفن عند عمود اناره بملابسهن التى تظهر اكثر مما تخفى وملامحهن المختفيه تحت اطنان من المساحيق وصوت ضحكاتهن يتعالى عندما تقترب اى سياره منهن ليتجهن الى صاحبها مستعرضات انفسهن امامه في ميوعة فجة ليوقف صاحب السياره سيارته وينظر اليهن ويشير الى احداهن فتضحك وهى تنظر لزميلاتها بانتصار انه قد اختارها وتذهب اليه بمشية مبتذله ونظرات تقطر فجوراً
دارت عينيه فيهن والقى سيجارته جانبا وهو ينظر اليهن
سمع صوت فتاه وهى تقول بصوت يقطر غنجاً ودلالاً اثار حواسه :خليك معايا أنا وانا هابسطك
التفت اليها ونظر لها بعينين تلتهمان تفاصيلها بوقاحة وقال بابتسامه :متاكده من كلامك
اطلقت ضحكه عاليه اظهرت اسنانها الصفراء وقالت بدلال :طبعا متاكده اوى
قال وهو يغمز لها وهو يشير لها باصبعه السبابه لتركب السيارة :تعالى يا ....
واردف :انتى قولتى اسمك إيه ولا مش لازم بعدين الاسم
ضحكت وهى تركب سيارته وانطلقا والهواء يحمل ضحكاتها المبتذله
.................
بعد عدة ساعات
اتسعت عينا صديقه وهو ينظر للفتاه الملقاه على الارض وكل جزء فيها ينزف وهى تئن بالم شديد
نظر له باستهجان وهو يشير للفتاه :إيه اللى عملته ده انت مجنون ازاى تضربها بالشكل البنت ممكن تروح فيها
ضحك ادهم بصوت مرتفع وهو يشير للفتاه :مين ؟ البنت دى مش بنت دى كلبه ...ملهاش ديه
واردف وهو يشير له بقرف شديد :شيلها من هنا بلا قرف وارميها في الشارىع زى ماجبتها من الشارع ارجعها الشارع يلا يا رامى ارميها
رامي بحده :الـ بتعمله ده غلط كل يومين تجيب لك بنت وتفضل تعذب فيها وتضربها وترميها بعد كده... حرام عليك بطل اللى بتعمله ده بتستفاد إيه لما تعذبهم وتضربهم فهمنى
هز كتفيه ببساطه وهو يبتسم وقال :بكون مبسوط اوى
واخذ نفس عميق من سيجارته :زى السيجاره دي تتباس وبعد كده تداس
واشار للفتاه وهو يضحك بسخريه :لكن دى تداس على طول
رامى وهو ينظر اليه وهو يزفر بيأس من تصرفات صديقه
واقترب من الفتاه وانحنى ليساعدها لتقف
وقفت بصعوبه بالغه ونظرت له برعب وقالت وهى تتكلم بصعوبه :ده مجنون ده كان هيموتني
اتسعت عينيه وقام واتجه اليها وقال وهو يسبها باقذع الالفاظ :أنا مجنون ...يا.........انتى اصلا ........
ازاحه رامى وهو يصرخ في وجهه :بس كفايه
وامسك الفتاه وهو يقول بغضب:وانتى اخرسى ما تتكلميش لحد ما تطلعى من هنا
واخذها ليخرج بها من المنزل والتفت له :لما ارجع ليا معاك كلام كتير فاهم
..............
في اليوم التالى
جلست بجوار والدتها وهى تقول :وهى تضع يدها على بطنها
وهى تقول وهى تتذكر يوم زفاف عاصم
:تعرفى يا ماما أنا شفت ليلى يوم فرح عاصم كان علي واقف معاها وبيتكلموا بانسجام شديد
ابتسمت وهى تتذكرهم :والله كانوا لايقين على بعض ...يالهوى ياماما لما بتنطق اسمه " علي " إيه الجمال ده لا ولا طريقة كلامها ...الصراحه علي عنده حق يحبها
صرخت امها في وجهها :أنا جيباكى عشان توصفي فيها وفى طريقة كلامها وتقولى لايقين على بعض ولا جيباكى تفكرى معايا في المصيبه اللى احنا فيها
فزت فاطمه وقالت لوالدتها وهى تضع يدها على بطنها :ماما أنا حامل واى خضه من خضاتك ممكن تولدنى
ردت هنا بسخرية:تولدك وانتى في السادس قومى يابنت روحى بيتك أنا اصلا مفيش حد حاسس بيا في البيت ده ...حتى شريف الـ قلت هيكون معايا اول واحد بقى ضدى ووقف مع ابنه لا ومش كده بس الا اسمعه النهارده بيتفق مع مهندس
ديكور يجي يزبط شقة ابنه
اقتربت منها فاطمه وقالت بتفهم
:ماما ماتزعليش من بابا هو شايف علي اختار ومبسوط ومقتنع بالانسانه اللى اختارها فلازم يقف معاه لان ده ابنه الوحيد
هنا باعتراض:عشان ابنه الوحيد لازم يختار له واحده تناسبه مش واحده تتعبه وتكون عاله عليه ...اخوكى مجنون بالبنت لدرجه مش عارف هو بيعمل إيه المفروض ابوكى يفوقه ويقوله ان اختياره غلط وان الحب ده اللى صاحى نايم يتكلم عنه هيتعبه في حياته
واردفت بغيظ :لا والمصيبه ان جده بقى معاه وانا اللى كنت فاكره هيكون معايا
فاطمه وهى تنظر لها بعدم تصديق
:ماما حضرتك متخيله ان جدى يقف ضد علي ...علي تربيه ايده
جدى اكتر واحد فاهم علي وتفكيره ومتاكد من اختياره وهيقف معاه
هنا بحده وغضب:خليه يقف معاه .... لكن أنا مش هاسكت أنا هاكلمها واقول لها تبعد عن ابنى وانى رافضه الجوازه دى
اتسعت عينا فاطمه وهبت واقفه :ماما اوعى تعملى كده
هنا وهى تهتف بغضب وبعند اشد:لا هاعمل كده انتى متخيله اني اسيب الموضوع يكمل كده ... ابدا
فاطمه بالحاح :ماما لو عملتى كده هتخسرى علي وبابا مش هيسكت
ردت هنا باقتناع تام بفكرتها التى سيطرت عليها
هيزعل شويه لكن بعد كده هيعرف انى بعمل لمصلحته :
فاطمه بتعجب من تفكير والدتها :اى مصلحه ياماما ...اللى بتتكلمى عنها دى حضرتك متخيله لما تعملى كده هيزعل بس لا ده هيخرب الدنيا ومش هيسكت ...ده لو عرف الفكره المجنونه دى ممكن يخنقنى
نظرت لها شذرا وقالت بتهديد:والله يافاطمه لو عرفت انك قلتى حاجه لعلي لا انتى بنتى ولا اعرفك فاهمه
فاطمه باعتراض :لكن يا ماما ...
قاطعتها بحده :فاطمه انتى سمعتى قلت إيه اطلعى منها لو خايفه منه أنا بقى مش خايفه واعلى مافى خيله يركبه ورينى هيعمل إيه
نظرت الى والدتها بقلق شديد لو عرف علي بنيتها سوف ينفجر فيهم كالبركان هى تعرف اخاها فهو لن يسامح مطلقا ولن يدع الامر يمر بهدوء كما تتوقع والدته لا سوف يكون رد فعله يكون قوياً وربما يترك البيت ويذهب الى جدى
اتسعت عيناها وهى تتذكر جدها ...يالهى "ولو عرف جدى سيقتلنا اجل اقل شيء سوف يفعله جدى هو قتلنا ببساطه ولن يعترض احد بل ان الجميع سيكون معه .....لا لن اصمت يجب ان اخبر ابى اجل حتى ولو غضب منها ولكنه سوف يمنعها ..............
انت عايزنى اسيب الشغل يافخر؟؟؟
فخر وهو يخرج له قميص ازرق ويرتديه :أميره أنا كلامي محدد لو حصل حمل هتسيبي الشغل
أميره وهى تقطب حاجبيها بضيق:ليه بقى اسيب الشغل لا طبعا
فخر وهو يقترب منها وهو يرفع حاجبيه
:لا طبعا ليه انتى هتكونى حامل هتقدرى تشتغلي بره وجوه غير لين وطلباتها والبيت هتجيبي المجهود ده من فين ؟؟
ردت اميره باعتراض:أنا كنت حامل في لين وكنت مهتمه بالبيت وبيك وبشتغل
فخر بسخرية:شغل إيه ده طول حملك في لين كنتى مقضياها اجازات وكانت حالتك حاله وماما ومامتك طول الوقت هنا معاكى
أميره وهى تحاول ان تقنعه :هو اول حمل بيكون صعب لكن التانى الموضوع بيختلف الواحده بتكون اتعودت
رفع حاجبه بعدم اقتناع من حديثها
وقال باقتضاب وهو يتجه لطاولة الزينة يتناول زجاجة عطر ليتعطر بها :الموضوع ده مافهوش نقاش كتير في حمل مفيش شغل
أميره بعصبيه :لا في نقاش مش كل حاجه تحددها مع نفسك وانا أوافق عليها ماينفعش كده
نظر لها من خلال المرآة وقال باستفزاز :أنا كده ديكتاتور عندك اعتراض.
اقتربت منه وقالت بغضب :لا يا فخر مش كده ناقشنى واقنعنى مش كل حاجه الموضوع ده مفهوش نقاس
واردفت بعند :هاروح الشغل ومش هاعمل اجازه وهاشتغل
ربت على خدها بخفه و جذبها من خصرها حتى التصقت به وقال بهدوء:ومين قال متروحيش يا قلبى روحى الشغل واشتغلى
واردف وهو يقترب منها ويهمس في اذنها باستفزاز :لكن اول ماهيحصل حمل مش هتخطى عتبة المستشفى
طبع على خدها قبلة وخرج من الغرفة وهى خلفه وقالت بحده :اللى يسمع كلامك يقول بقيت حامل خلاص
التفت لها ونظر لعينيها الرماديتين وقال متسائلا:انتى عايزه تشتغلي ليه اوعى تقولى عشان الفلوس لانى الحمدلله مش مخليكى محتاجه حاجه غير ان مرتبك العجيب بتحطيه في البنك ومش بتصرفي منه حاجه
أميره باعتراض:مش حكاية فلوس حكاية أنى اثبت نفسى وأتعرف كدكتورة شاطره تساعد الناس مش بعد كل الدراسه دى والماجستير اقعد في البيت !!
فخروهو يضع يديه في جيب بنطاله ويمد شفتيه للامام وقال بعدم اقتناع :ما اقتنعتش من اى كلمه قلتيها ولا دخلت دماغى
واردف باقتناع :عارفه ليه لان كل اللى قلتيه مايجيش واحد من عشره عندي في الاهميه قدام صحتك ...وتعبك ده هياثر عليكى اول واحده مش علينا افهمى أنا خايف عليكى وبقول لك الصح
اشاحت بوجهها بعدم اقتناع ظاهر لفخر فتنهد وقال وهو ينهى النقاش ويتجه للخارج بعدما اخذ هاتفه ومفاتيحه من على الطاوله:هاعدى على ماما اشوف لين واطلع على الشغل
خرج من البيت فاقتربت من الاريكه واستلقت عليها وهى تفكر بحديثه معها وتنهدت بضيق من تلك الحيره التى وضعها فيها دائما ما يحيرها فعندما تكون مقتنعه بشيء وياتى هو ليحدثها ويقنعها ويتركها تقرر...ولكن اى قرار فهو من يقرر وليست هى ...
تنهدت بضيق رن هاتفها ورات اسم والدتها ابتسمت واجابت وجلست تتحدث معها ونسيت ماكانت تفكر فيه
..................
زفرت نهاد بضيق :انت ازاى تسيبها تمشى وهى تعبانه لما قالت لى لميس انها كانت تعبانه ومشيت اتضايقت واتصلت بيها
كان يجلس في الحديقه مع والدته وجدته يراقب ابنته وهى تلعب مع لميس
نظر لها وسالها باهتمام :كلمتيها ؟؟
نهاد بتاكيد:طبعا كلمتها لازم اطمن عليها ياعاصم
سالتها الجده :قالت لك مشيت ليه ؟
نهاد : قالت لى ان ليلى اصرت تاخدها معاها عشان تهتم بيها غير ان الامتحانات على الابواب
الجده وهى تراقب ملامح عاصم المتعبه وشروده الظاهر
وسالته باهتمام :نمت كويس امبارح ياعاصم
صمت وهو يتذكر انه ظل مستيقظا حتى سمع اذان الفجر
اجاب وهو يرسم ابتسامه على شفتيه :الحمدلله نمت كويس
الجده وهى غير مصدقه لما يقوله ولكنها ظلت صامته ولم تناقشه تعرف انه يفتقدها ولكن لن يصرح "عنيد واحمق وسوف يجلب الالم لنفسه ...يجب ان تساعده تعرف انه لن يذهب اليها من تلقاء نفسه لذا سوف تاخذه اليها "
قالت باهتمام
نهاد النهارده تروحى تطمنى عليها وانا هاجى معاكى اشوفها:
نهاد بتاكيد:ايوه اكيد هازورها واطمن عليها النهارده هاخلى فؤاد يوصلنا حتى اخد معايا كنزى لانها سالتنى عنها
الجده وهى تشير لعاصم :ليه فؤاد وعاصم موجود اكيد النهارده هيروح يطمن عليها ونروح معاه ولا إيه ياعاصم
رفع راسه متفاجئاً ونظر لهم وهو غير مصدق كان يفكر باى عذر ليذهب اليها وهاهى جدته ببساطه شديده تضع امامه الحل الامثل ...
"هل سيراها اليوم ... لايستطيع ان يصبر اذا لم يراها سوف يجن اجل ...لقد فارقته منذ ساعات ...ساعات لماذا تخيل انها ايام مرت عليه ما ان ذهبت حتى شعر بوحدة مؤلمه احتلت منزله وقلبه وكل جزء فيه لقد دخل غرفتها بالامس بعد ذهابها عدة مرات ليستنشق عبيرها الذى تركته خلفها وذهبت ...لم يستطيع النوم فقد كان كمن يبحث عنها كالمجنون يعرف انها ذهبت ولكن كان يبحث عن اى شىء يريح قلبه العنيد ...دخل غرفتها واستلقى على فراشها وتسللت اليه رائحة هادئه رقيقة تلك هى رائحتها كان يستنشقها عندما يكون قريباً منها ...نظر الى وسادتها التى تسللت منها الرائحه واحتضنها ودفن راسها بها وفي هذه اللحظة فقط استطاع النوم
و عندما استيقظ هتف بدون تفكير ينادى عليها :زينه اعملي لى قهوه عندى صداع
نظر حوله وانقشع الضباب المحيط بعقله وتنهد بخيبه وهو يتذكر ذهابها بالامس
شعر بلمسه جدته ليده
فالتفت اليها ينظر اليها وقال وهو يقوم ويرتدى نظارته
:هارجع من الشغل واوصلكم :
راقبته وهو يذهب وقالت بثقه :دلوقتى بس هيحس بقيمتها
نهاد بضيق: أنا عارفه المشكله في ابنى البنت كويسه وبتحبه أنا لازم اكلم فؤاد يكلمه
الجده باعتراض:اوعى تدَّخَلِى ولاتقولى لفؤاد ابنك راجل وهيحل مشاكله لوحده وتدخلكم يعنى ان لو في مشكله هتكبر
نهاد وهى تنظر لها بحيره :قصدك ما اتدخلش
هزت راسها بتاكيد:بالزبط خليه يعيد حساباته ويعرف ازاى هى مهمه بالنسبه له وقتها هيروح ويجيبها بنفسه بدون ماحد يكلمه
......................
كانت تجلس امام ليلى تمشط لها شعرها وهمست لاختها بارتياح :عليكى طريقه بتسرحي بيها شعري بأحس انى عايزه انام بعدها
ابتسمت ليلى وهى مازالت تمشط لها شعرها :من صغرك وانتى لما اسرحلك شعرك تنامى علطول
اردفت ليلى بحنان :بينو نمتى كويس امبارح حسيت في نومك انك مش مرتاحه
زينه بشرود :تصدقى مابقتش ارتاح غير وانا في سريرى هناك في بيتى
ليلى بتاكيد:اكيد طبعا مش ده بيتك الواحده مش بترتاح غير في بيتها
ابتسمت بحزن :رغم تصرفاته معايا لكن ولا مره قالى ده بيتى على طول يقولى شقتنا بيتنا حياتنا
وهمست دون ان تشعر:تتوقعي ممكن يفتقدني ويحس ا ن فى حاجه ناقصه
ليلى بتاكيد:هيفتقدك انا متاكده
اردفت بسخريه مريره :اكيد هيفتقدني ويقول مين هيعملي الاكل والقهوه.
ليلى وهى تهز راسها :لا يازينه ماتقوليش كده انا متاكده انه هيفتقدك وهيجي يطلب منك ترجعي
صمتت ليلى وقالت مغيره للحديث:هو صحيح جدهم المغربى وصل
اعتدلت زينه ونظرت لاختها وهى تبتسم وهى تتذكره:ايوه جيه ياه يا ليلى ده إيه الراجل ده فيه هيبه بشكل مش طبيعي لا وايه العيله كلها تخاف منه وتحترمه وتحبه ولما يتكلم او يقول حاجه محدش يعارضه او حتى يناقشه وطول الوقت علي قاعد جنبه وبيحب علي اوى بيقول انه ده ابنه ومش عايزه يتحرك من جمبه ولا تيته صفيه دى حاجه تانيه خالص طيبه وحكيمه زى جدى المغربى
وابتسمت وهى تتذكربسعاده ظهرت باديه على ملامحها:تعرفى امبارح لما كانت العيله متجمعه علي فاتح جده قدامهم انه عايز يتجوزك
اتسعت مقلتيها وهزت راسها بعدم تصديق وهى تشعر ان ضربات قلبها قد وصلت للذروة:لا يا زينه مش ممكن انتى بتقولى إيه علي عمل كده ؟
زينه بتاكيد:والله عمل كده وجده موافق وطنط نهاد كانت مبسوطه اوى وقعدت تشكر فيكى
واردفت بحب:طنط نهاد دى عسل
ليلى بتوجس :هى مامته كانت هناك ؟طب كان ردها إيه ؟
عضت زينة على شفتيها وهى ترى على وجه اختها الترقب لمعرفة رد فعل والدة علي فردت للتهرب من السؤال:مش فاكره لانى طلعت وهما بيتكلموا عنك عشان اغير لكنزى
تغيت ملامحها للحزن واخفضت اهدابها وهمست :يبقى ماكانتش موافقه
زينه باعتراض:مين قال كده أنا سامعه عمو شريف انه مبسوط وبيسال عمو فؤاد بابا جاى امتى عشان يجوا يتقدموا ازاى تقولى ماكانتش مبسوطه أنا عمرى كدبت عليكى ؟
ليلى وهى تهز راسها نفيا :أنا ماقصدتش ولا قلت انك بتكدبى لكن جوايا احساس بيقول لى انها مش راضيه على الجوازه
زينه بحنان :ليلى سيبك من اى حاجه شفتى لهفه علي امبارح لما شافك ولا كلمه وحشتينى اللى طلعت من قلبه والله حسيتها لمست قلبى عارفه ليه لانها طالعه من قلبه
واكملت بحزن اوجع قلب ليلى :ليلى علي بيعشقك وبيصرح بحبه في منتهى الثقه وكمان واثق من مشاعره حتى ولو مثلا مامته مش عايزه وبقول مثلا لكن هيقنعها بحبه ليكى لكن مش زى واحد رافضك اصلاً ومش متقبلك ومهما عملتى قلبه عمره ما هيحس ...واهله حبينك إيه الفايده
ليلى وهى تدافع عنه :لكن عاصم يا زينه مهتم بيكى
قاطعتها زينه بحزن :ليلى عشان خاطرى مانجيبش سيرته خلينا نحكى عن اى حاجه الا سيرته لانها بتوجعنى اوى
شعرت ليلى بالالم على اختها فرسمت ابتسامه على شفتيها
إيه رايك النهارده ندلع نفسنا؟:
زينه وهى تضع يدها تحت خدها :ازاى؟
ليلى وهى تضحك :نروح عند صفا في المركز نزبط نفسنا وناخد معانا تاليا
زينه وهى تبتسم :والله فكره
سمعتا طرقات على الباب ودخول تاليا ابتسمت ليلى :جيبنا سيره القط
اقتربت منهم وهى تجلس بجوارهم وتقول :شكلكم ناوين على حاجه
زينه وهى تشير على ليلى :ليلى اقترحت ان احنا نروح المركز عند صفا
تاليا بلهفه :ياريت حاسه ان مع الحمل اهملت نفسى فرصه اروح ازبط نفسى
ليلى وهى تمسك هاتفها :اوكيه هاكلمها
.................
بعد اسبوع
دخل شقته وتنهد بضيق شديد اتجه الى الاريكه والقى حقيبته جانبا وجلس عليها بتهالك
ينظر الى البيت منذ ذهابها موحش لا حياه فيه ...اسبوع مر عليه بعد ذهابها يفتقدها بشكل مرهق مضنى لا يستطيع النوم من تلك الخيالات والاحلام و التفكير بها وسؤاله الدائم لنفسه متى سوف تعود وهل ستعود بعد ماحدث بينهم لقد سئم كل شى يريدها ان تعود اليه تذكر زيارته الوحيده لها عندما ذهب مع جدته ووالدته ما ان رآها مقبله نحوهم وهى تبتسم لوالدته وجدته واتسعت ابتسامتها ما ان رات كنزى ولكن ما ان راته حتى تغيرت ملامحها وظلت تنظر له بنظرة غير مفسرة ولكنها تحمل الكثير من العتب اقترب منها ونظر لعينيها ووجد نفسه ينحنى ويقبل جبهتها وما ان استنشق عبيرها حتى شعر بمرارة فقدها فضمها لصدره وفي داخله يتمنى ان تطول هذه اللحظة وهمس في اذنها :عاملة إيه دلوقتي؟
تغيرت ملامحها للحزن وهمست له :مش لازم تعمل كده قدامهم عشان تظهرلهم انك مهتم
وابتعدت عنه في جمود وجلست بجوار والدته وجدته وهى تحاول الا نتظر ناحيته ولا تتحدث معه
وبعدها تحجج عاصم ان لديه بعض الاعمال كى يذهب لم يستطع الجلوس فقط لمراقبتها وهو لا يستطيع التحدث معها ...فهذا اصبح مؤلماً لقلبه بشكل لا يوصف
"ولكن نظرتها لى وانا اذهب لم افهمها كأنها كانت تريد ان تقول لى شيئاً لكن ماهو لا ادرى ...نظرتها اقتحمت قلبى وجعلتنى افكر فيها "
ابتسم بسخريه وهو يهمس لنفسه :وانت امتى بطلت تفكير كل حاجه بتفكرك بيها
نظر للاريكه التى يجلس عليها ومرر يده عليها وهو يتذكر ان
هذه الاريكه دائما ما تجلس عليها للمذاكرة ومعها حاسوبها وهنا كانت دائما ما تلعب مع كنزى
اغمض عينيه وهو يتذكر يومياً عند عودته من عمله وعند دخوله يسمع صوتها وهى تسأله سؤالها اليومى:جعان احضر الاكل ولا هترتاح شويه
تذكراصرارها اليومي على تناوله للفطورقبل ذهابها الى العمل
تذكر اصوات ضحكاتها هى ولميس و سهراتهم الليليه التى صار ينضم اليهم فيها ويظل يراقبها ويضحك على افعالها
تنهد بتعب وهمس وهو يلوم نفسه :غبي ...غبي ازاي رضيت انها تمشي ليه ماقولتش لا ومنعتها ...لييييه ...ليييييه
زفر بتعب
سمع طرقات على الباب اتجه للباب فوجد لميس امامه تحمل كنزى وهى تبكى
لميس بتعب:بقت زنانه اوى طول الوقت تبكى وعايزه زينه
أنا بكره اخدها معايا عند زينه ياعاصم عشان تهدى شويه
حملها بحنان وهو يقبلها :أنا ورايح الشغل هاوصلكم
لميس بضيق وهى تنظر للبيت:وحشتنى اوى البيت من غيرها ممل حتى شقتك ممله وبايخه من غيرها
امسك ابنته واتجه لغرفتها
وهو يهز راسه ويهمس محدثاً نفسه :كل حاجه ما لهاش طعم من غيرها
................
في اليوم التالى
كانت تحمل كنزى بحنان وهى تهمس لها في اذنها
جلست تراقبهم وهى ترى كيف ان كنزى هدات ونامت مع زينه بسهوله ويسر وهى تتذكر الايام الماضيه منذ ذهاب زينه وهى تبكى باستمرار ولاتريد ان تلعب او تذهب اليها وفى الليل تستيقظ وتظل تبكى الى ان يهدئها عاصم
وآآآه من عاصم صار شخصاً اخر لقد نحل وظهرت تلك الهالات حول عينيه التى تظهر مدى تعبه وقلة نومه وافتقاده الشديد لها
لميس بصوت منخفض باستياء وبلهجة مقصودة:تعبتنى اوى اليومين اللى فاتوا طول اليوم تبكى والنوم بقت تنام بالعافيه ومش عايزه حد يقرب منها حتى عاصم بقى تعبان اوي
وضعتها زينة على الفراش ودثرتها جيدا :قلت لك هاتيها تبات معايا انتى بس اللى رافضه
اقتربت من لميس وجلست وقالت بالحاح:سيبيها تبات معايا النهارده يالميس أنا كلمت طنط نهاد ووافقت
لميس بتاكيد:أنا ماعنديش مانع لكن انتى ناسيه عاصم مش بيحب ينام وهى بعيده عنه ...كلميه واحتمال يرضى
هزت راسها باعتراض:لا مش هاكلمه انتى كلميه وهو هيوافق
لميس وهى تمثل الدهشه:وليه ماتكلمهوش مش هو جوزك عادى كلميه واكيد هيرضى انتى عارفه مش بيقولك لأ
واردفت :ولا انتى زعلانه منه ؟
ردت وهى تبحث عن سبب تتحجج به لكى لا تحدثه :زعلانه إيه لا طبعا انتى بتقولى إيه
لميس وهى تخرج هاتفها وتطلبه :يبقى مفيش مشكله كلميه
زينه وهى تحاول ان تاخذ الهاتف منها :لا يا لميس مش هاكلمه دلوقتى بعدين يالميس
ابتعدت لميس عنها وهى تضحك وتقول :لا دلوقتى لحظه ...اهو بيرن ...وعليكم السلام ...ازيك ياعاصم ...الحمدلله بخير ...
كانت ترى زينه وهى تنظر لها شذرا وابتعدت عنها لتخرج من الغرفه وتتركها ولكنها سمعت لميس : عاصم زينه عايزه تكلمك
واقتربت منها لتعطيها الهاتف وهى تغمز لها :يلا كلميه انتى مكسوفه
كانت تريد ان تغلق الخط لا تريد ان تتحدث اليه فمنذ ذلك اليوم الذى تركت فيه المنزل لم ياتى لزيارتها الا مرة واحده مع جدته ووالدته ...ظنت انه سوف ياتى ليطمئن عليها ولكن لم يظهر بعدها مطلقا ...فقط يتحدث معها اذا كان يسألها عن اماكن اوراقه او اشيائه الخاصه والمحادثه لاتستمر اكثر من دقيقة
سمعت صوته الهادى وهو يقول :لميس
شعرت بدقات قلبها تتعالى ما ان تسلل صوته الى اذنيها وحاولت ان تجيب بصوت ثابت
:ايوه ياعاصم
اتسعت عينيه وهمس وهو غير مصدق انه يسمع صوتها
زينه::
اعتدل في كرسيه واشار لسكرتيرته ان تذهب
وبصوت منخفض وبلهفه :زينه ... انتى بخير
اجابت وهى تشعر بالحنين الى صوته لقد افتقدته الايام الماضيه كانت تنتظره كل يوم لعله ياتى لزيارتها او يحدثها وكم كانت خيبتها عندما ينقضى اليوم دون ان تراه او ان تسمع صوته
همست وهى تحاول ان تخفى سعادتها بسماع صوته :الحمدلله بخير
عاصم وهو يتسائل لكى يسمع صوتها :كنزى اخبارها إيه معاكى
نظرت لكنزى النائمه بسلام :نايمه ...لميس قالتلى انها بتبكى
اجاب وهو يصف حاله :تعبانه اوي من غيرك
اجابته :لميس قالتلي
وترددت وهى تتساءل :عاصم ...ممكن كنزى...تبات معايا النهارده
ابتسم وهى يمرر اصابعه على مكتبه : انتى مكلمانى عشان كده ؟
راقبت زينه لميس وهى تخرج من الغرفه وتتركها لتتحدث براحتها
أسرعت تقول :اسفه انى ضايقتك بطلبى و
قاطعها بهدوء:زينه أنا مقولتش لأ
همست ببراءتها التى يعشقها :افتكرتك هتقول لأ
اغمض عينيه وقال وهو يتنهد:أنا عمرى قلتلك لأ على اى حاجه؟
صمتت قليلا واجابت وعينيها تدور في المكان :لا ...يعنى هتخليها معايا الليلة دي؟
عاصم وهو يستغل الفرصه :ايوه ...هاعدى عليكى واجيب لك حاجات ليها
ابتسمت بسعاده وهي لاتعلم هل كان سبب سعادتها انها سوف تراه اكثر ام سعادتها بوجود كنزى معها واجابت بلهفه:هاستناك
اتسعت ابتسامته وهو يقول بهدوء مخفياً سعادته :مش هتاخر عليكى
فتح باب مكتبه في هذه اللحظة ونظر بذهول لتلك المقتحمه مكتبه وهى تبتسم له وتقول بدلال :ازيك ياعاصم
هتف باستنكار:يارا !!!!
دخلت خلفها سكرتيرته تعتذر وتقول :اسفه يا استاذ عاصم لكن بتقولى انها مرات حضرتك ومش محتاجه تستاذن
كانت تستمع اليه وهى سعيده ... تغيرت ملامحها وهى تسمع ذلك الصوت الانثوى و شعرت بغضب وهى تسمع صوت عاصم ينادى ذلك الاسم التى تعرف صاحبته جيدا....