كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
.
البارت العشرون
في المساء...
اوقف عماد سيارته امام بيته وقبل ان يترك السياره رن هاتفه وضع السماعه في اذنه واجاب
سمع صوتها وهى تعتذر:معلش الخط فصل
اجاب باهتمام :عادى كملى كلامك
ثبت سماعة الهاتف على أذنه مستمعاً اليها باهتمام وهى تقول : زى ماقلت لحضرتك ...تركيزها الفتره دى مشتت جداً مش معايا والأخطاء زادت بشكل كبير ... النهارده مثلا كان هيحصل لها حادثه لولا ستر ربنا
سألها وهو يشعر بتوتر:ازاي حصل كده؟
اجابت سناء:بعد ماخلصنا التدريب وطالعين نركب العربيه ...بكلمها و فجاءه اتحركت من المكان من قبل ما نتحرك وكان في عربيه جاية في نفس الاتجاه ومسكتها على آخر لحظه أنا مش عارفه مالها ... أنا اسفه في سؤالى هو في حاجه ياعماد بيه ؟ أنا قلقانه عليها مش دى ليلى اللى أنا اعرفها
اجاب وهو يخرج من سيارته :ما تقلقيش يا سناء هتكون كويسه أنا هاشوف الموضوع ده
انهى مكالمته ودلف الى داخل البيت وهو يشعر بحزن وضيق عليها اقترب من غرفتها وطرق الباب ودخل حجرتها بهدوء
وجدها نائمه اقترب منها بهدوء اكبر ونظر لها وهو يشعر بوجع على حالها وتنهد هامسا وهو ينظر لها
" ليلى محتاجاكى اوى يا احلام "
انحنى ودثرها جيدا
وخرج من الغرفه متجه الى غرفته
............................
سمعت صوت سيارته أسرعت الى الشرفة لتراه يخرج من سيارته ويدخل المنزل ...
طوال الفترة الماضيه كان عماد لا يتحدث معها إلا فيما ندر ....فقط إذا كان يسألها عن شيء تحتاجه وهو في طريقه للخروج ...لقد حاولت معه كثيرا ولكنه لا يزال غاضباً منها والغريب انه لم يعاتبها او يفتح معها الموضوع مرة اخرى ولم يتعامل معها بطريقة سيئة ولكنه كان متباعداً عنها وهذا ما كان يعذبها
أسرعت الى الفراش وادعت النوم
بعد عده دقائق دلف الى غرفته المظلمه وتفاجأ من نومها ...فهى دائما ما تنتظره شعر بالقلق عليها هل هى مريضه او تشعر بالتعب؟
اقترب بخطوات هادئة تكاد لا تسمع من الفراش ووقف أمامها ينظر اليها فابتسم بارتياح شديد وهو يكتشف انها تدعي النوم .زفر بارتياح "هى بخير لكن كانت تنتظره كعادتها رغم اعتراضه ولكنها لم تمل او تفقد الامل منه فهى تفعل كل شى كانت تفعله من قبل لم تذهب الى بيت والدها ولم يسمعها تتحدث مع والدتها كان والدها هو من يطمئن عليها باستمرار بمكالماته اليوميه لها وله "
اخبرته والدته ان والدتها قد جنت عندما علمت برجوعها اليه كما اخبرته بمحاولتها الدنيئه في جعلها تجهض الطفل دون علم تاليا
يا لها من مجنونه يحمد الله انه والدته ذهبت واحضرتها في الوقت المناسب والا كانت قد نجحت في محاولتها
اقترب من الخزانه واخرج له ملابس واتجه الى الحمام
بعد عده دقائق خرج وفرش سجاده الصلاه
كانت تستمع الى صوته وهو يقرأ القران بصوت عذب خاشع وشعرت بالراحه واغمضت عيناها ونامت بالفعل
انهى صلاته واتجه الى الفراش نظر اليها فوجدها قد نامت بالفعل كانت نائمه وهي تضع يدها على بطنها نظر لبطنها الصغيرة وهو يبتسم بحنان
مد يده ووضعها على بطنها بهدوء وهو يتسائل في نفسه في اى شهر صارت
افاقت تاليه وهي تشعر بيده الحانيه تتحسس بطنها برفق فوضعت يدها على يده وهمست قائله وكأنها تقرأ افكاره :الدكتورة قالت لى انى في نص الشهر الثالث
التفت لها ناظراً لعينيها بنفس الحنو وعاد ينظر لبطنها :امتى هيبدا يتحرك ؟
ابتسمت :في نهايه الشهر الرابع
واعتدلت وهى تسحب صوره من تحت وسادتها وتعطيها له
قالت تشير الى الصوره :دى صورته
اضاء الاناره ونظر للصوره وهمس غير مصدق :يا الله .... سبحان الله ...شوفى يا تاليا راسه وايده صغير اوى
وابتسم وهو يردف بسعاده :جميل اوى
ضحكت وقالت :جميل ازاى هو باين منه حاجه
عماد وهو ينظر للصوره بتأكيد :أنا شايفه جميل عندك اعتراض
اراحت راسها على كتفه :لا طبعا ماعنديش اعتراض اى حاجه يقولها حبيبى تكون صح
اسند خده على شعرها وهويستنشق رائحتها التى اشتاق اليها وعاد ينظر للصوره التى في يده بسعاده
سالته :عماد مش عايز تعرف بنت ولا ولد ؟
ابتسم ونظر لها :بنت او ولد كل اللى يجيبه ربنا أنا راضى بيه
...............
.................
بعد يومان
اوقف سيارته امام بيت عمه واسرع بالنزول والالتفاف حول السياره لمساعدة جده في النزول من السياره وفتح باب السيارة الخلفي لجدته وطلب من البواب توصيل الحقائب للداخل
سار علي معهما الى ان دخلوا حديقة البيت واستأذن منهما بالانصراف
وهمّ ان يبتعد عائداً للسيارة
سمع صوت جده يأتي من خلفه :رايح فين ؟
علي وهو يرتدى نظارته الشمسيه :رايح البيت
الجد وهو يشير له براسه :ادخل معايا
علي باعتراض :ياجدى عايز ارجع البيت ارتاح
الجد بحزم :ادخل يلا أنا عارف عايز تمشى ليه ...عشان عمر
همّ علي ان يعترض ولكن فتح الباب
اندفعت لميس بسعاده اليهم وهى تحتضن جدتها وتقبل يد جدها :اخيراااا جيتوا وحشتونى ياجدو اوى اوى
احتضنها الجد بحب وهو يضحك :ازيك يا لميس وانتى كمان وحشتينى
فؤاد وهو يقترب من والده ويرحب به وينحنى ليقبل يده وكتفه باحترام شديد:ازيك يا حاج اخبارك إيه؟
واقترب من والدته يقبلها ويحتضنها بشوق وخلفه نهاد ترحب بهم بحراره
اقترب علي من عمه وزوجته ليحيهما ثم ابتعد عده خطوات للخلف لكى يذهب رمقه الجد بنظره محذره
وامسكه من ذراعه وهو يستند عليه ويدلف الى داخل البيت
فؤاد بسعاده وهو يرحب بوالديه :واخيرا يا حاج انت والحاجه جيتوا تنورونا
الجد بابتسامته الهادئه :منور بيك يا فؤاد
جلس الجد على اريكه واسعه وبجواره زوجته وعلي
وقعت عيناه على تلك الفتاه صغيرة الحجم التى دخلت اليهم مبتسمه وهى تحمل كنزى
نهاد وهى ترى اقتراب زينه :شفتى يا حجه صفيه مراة عاصم
رفعت صفيه عينيها اليها ورأتها وهى تقترب منها وتصافحها بموده وخجل
:ازيك يا تيته حمد لله على السلامه
صافحتها :ازيك يابنتى والف مبروك
زينه بخجل رقيق:الله يبارك فيكى
واقتربت من الجد تصافحه
الجد بابتسامه :ازيك يا بنتى وازاى ابوكى بخير.
اجابت بابتسامه :الحمد لله كلنا بخير
اخذت الجده تراقبها وتراقب حديثها مع نهاد ولميس
سالتها :عاصم فين
ردت نهاد بدلا منها :كلمنى من شويه وقال جاى هو وعمر في السكه
التفت الجد لفؤاد قائلاً:كلم شريف خليه يجي يتغدى معانا هو ومراته
فؤاد بتاكيد :قال لى انه جاى
واردف وهو يبتسم :ياحاج القعده عندى مش عند شريف أنا الكبير
علي باعتراض:ياعمى كل مره بييجى يقعد هنا لا ما ينفعش كده المره دى عندنا بقى ومفيش اعتراض
عاصم وهو يدلف الى الحجره :لا طبعا هيقعدوا هنا ومش هسيبهم يطلعوا بره البيت
واقترب من جدته يحتضنها بحب
ابتسمت صفيه وهى تراه يقترب منها ويحتضنها
قالت وهى تمثل الزعل :لا زعلانه منك شهر وزياده ولا اشوفك ولا تقول وحشتنى جدتى اروح اشوفها
ضحك وقال :أنا اللى زعلان اتجوز ولا تيجى فرحى وتيجى بعد شهر لا أنا ال زعلان
ضحكت وقالت :شوف شوف مين يتكلم ويعاتب
اتجه لجده وهو يقبل يده ويحييه بحب واحترام ويسلم على علي ثم يعود ليلتصق بجدته
نظرت زينه له وهو يضحك وارتسمت ابتسامه على شفتيها وهى تراه كيف يضحك مع جدته ويتحدث معها ببساطه ويضحك من قلبه ويضمها بين لحظة واخرى "اين ابو الهول الصامت عندما يكون معها !!!!"
لميس وهى تهمس لها :تيته صفيه دى بتحب عاصم اوى وهو متعلق بيها اوى زى علي مع جدى
واردفت :لا جدى وعلي دول حاجه لوحدهم شوفى مقعده جنبه ازاى !
ضحكت زينه :وانتى يا مسكينه مين بيحبك
قالت بغرور :الاتنين بيعشقونى لدرجة الجنون
لم تستطيع ان تتمالك نفسها فضحكت زينه بصوت مرتفع
شعر عاصم بدغدغه في قلبه ما ان سمع ضحكتها ولكنه تمالك نفسه وحدجها بنظره قويه لشعوره بالضيق وهو يسمع ضحكتها ترتفع في وجود آخرين
اخفضت راسها وهى تعض على شفتيها بخجل وضيق من نظرته لها
لميس وهى تهمس لها بعدما رات نظرة اخيها :هو متضايق ليه ؟
همست زينه :عشان ضحكت بصوت عالى
تعجبت لميس وهى تنظر لأخيها وهو يراقب زينه... وتصرفاته معها فلم تكن تراه يتصرف بهذا الشكل مع زوجته الاولى
كانت كنزى تجلس في حضنه بعدما حيا جدته وجده أخذها وجلس يتحدث مع جدته
في هذه اللحظة دخل عمر صافح الجميع وحيا جديه بحراره وعندما جاء دور سلامه على علي صافحه ببرود وجلس بعيداً عنه لاحظ الجد ما حدث وقطب حاجبيه بضيق
الجد وهو يشير لعاصم : خد جدتك وفرجها على شقتك
ونظر لنهاد وقال بهدوء :فين قهوتك ال تعدل المزاج يا نهاد ؟
قامت وهى تأخذ لميس :حالا يا عمى تكون موجودة
عاصم وهو يشير لزوجته ويأخذ جدته فقد فهم الجميع ان الجد يريد أن يتحدث مع فؤاد
هم عمر ان يقوم أشار له الجد بالجلوس :لا خليك يا عمر أنا عايزك
فرغت الغرفة وعم الصمت عليها وهنا رفع الجد عينيه ونظر لفؤاد وقال بلهجة تحمل الكثير من العتب:من امتى يا فؤاد بتفرق بين الاولاد؟
فؤاد وهو يعتدل في جلسته وقال باستنكار:ليه ياحاج أنا عمرى ما فرقت بين الاولاد كلهم معاملة واحدة
الجد وهو يقطب حاجبيه ويشير الى علي وعمر:ودول ازاى ساكت على الوضع ده معاهم ؟؟ انهم مش بيكلموا بعض وازاى تسكت على موضوع الضرب اللى حصل
وقبل ان يمهل فؤاد ان يرد التفت بغضب شديد لعمر قائلاً:
:ليه زعلان مع اخوك يا عمر إيه اللى حصل ويخليكم تضربوا بعض ؟
عمر وهو يشير على علي الجالس بجوار جده في ترقب:ياجدى هو اللى ضربنى الاول
الجد بحده :لانك تستاهل ولو كنت موجود كنت أنا ال ضربتك
ازاى تتكلم عن بنت الناس كده فهمنى وانت ادرى الناس باخلاقها وتربيتها ...شفتها مع ابن عمك اقعد معاه واسأله بدون رمى الكلام والضرب وهو هيرد عليك ...مش تروح تلقح كلام
والله لما عرفت الموضوع كان نفسى اكون موجود عشان اضربك واكسر راسك بالعصاية بتاعتي دي
اكمل جملته وهو يضرب عصاه في الارض بعنف
عمر وهو يحاول ان يدافع عن نفسه :ايوه أنا غلطان لاني رحت كلمته قدام بابا وعاصم ...لكن هو كمان غلطان ياجدى هو عارف انى اتقدمت ليها وكنت عايزها
اخذ الجد نفساً عميقاً وقال بهدوء:لما اتقدمت لها كان ردها إيه ؟
رد عمر بضيق وهو يشيح بوجهه بعيداً : رفضت
الجد بحكمه :ولما حصل لها حادثه وبعد الحادثه بفتره جه ابوك وقال لك اخطبها لك ياعمر كان وقتها ردك إيه؟
رد عمر باقتضاب :أنا رفضت
قلب الجد يديه في الهواء وهو يقول بتعجب:وليه رفضت اذا كنت بتحبها زى ما بتقول ؟
عمر وهو يبرر لجده :كان لازم ارفض يا جدى ما كانش ينفع اتجوزها بعد الحادثه
علي وهو يرفع حاجبه بتعجب من رد عمر
اردف الجد وهو يميل بجذعه للامام وينظر لعمر:لو كنت بتحبها زى ما بتقول ما كانتش الحادثه فرقت معاك كنت فضلت وراها لحد ما تقتنع وترضى ووقفت معاها ... لكن انت قلت لأ بدون حتى ما تفكر
سكت عمر ولم يجب لان هذا ما حدث بالفعل تذكر عمر ان رده على والده كان قاطعاً حاسماً لا يحتمل النقاش
واردف :جدك زمان كان بيقول لي الحب اعمى اللى بيحب مش بيشوف غير كل حاجه حلوه حتى ولو الانسان اللى بيحبه مليان عيوب ده الفرق بينك وبين علي ... انت شفت ليلى لما كانت قويه معتمده على نفسها ولما كل ده راح اختفى حبك المزعوم
يبقى انت ما كنتش بتحبها انت اعجبت بشخصيتها...بقوتها ...شهرتها .....اعتمادها على نفسها.... لكن ما حبتش ليلى وده الفرق بينكم
واكمل وهو يشير ناحية علي: علي لما شافها وحبها شافها بعد الحادثة شافها ضعيفه محتاجه الـ يساندها ويكون معاها ورغم كل ده ما شافش غير قلبها واخلاقها وروحها عشان كده حبها
وعلي لو يعرف انك بتحبها عمره ماكان قرب لها ولا فكر فيها ده ابني وانا ال مربيه وعارف اخلاقه كويس
تأثر علي بكلام جده فتكلم للمرة الاولي وهو ينظر لعمر بصدق:قسماً بالله ما اعرف غير انك اتقدمت لها وهى رفضت والموضوع انتهى وعمرك ماجبت سيرتها
التفت عمر له وهو يقول وقد هدأت نبرته:ازاى اجيب سيرة بنات قدامك انت بالذات بتكره سيرتهم
علي بعتب :ايوه بكره سيرتهم لكن كنت اسمعك... طول عمرك بتحكى معايا عن كل حاجه فرقت دى يعنى
عمر وهو يعض على شفته :عشان كده احنا اتخانقنا عشان خبيت عنك ؟
الجد وهو يشير لعلى وعمر :والله لو سمعت بينكم زعل او حاجه اجى اكسر العصايا دى عليكم
ونظر لعمر و هو يقول :ثم تعالى هنا يعني بنت عمتك موجوده وتروح تدور بره
عمر وهو يتساءل بتحفز:بنت عمتى مين ؟
الجده وهو يغمز له :يعني هتكون مين بنت عمتك فريال أخت حمزة صاحبك واقرب الناس لك... ألاء بنت عمتك
عمر وهو يهز راسه بالرفض ويلوح بيديه امامه في انفعال:لا ياجدى الله يخليك الا دي ....دي مجنونه
الجد وهو يحاول اقناعه وهو يخفي ضحكته:لما تتجوز هتعقل
هز راسه بشده :الاء تعقل ؟؟!!! دي مش ممكن تعقل
الجد بتاكيد:لا هتعقل أنا متاكد ده غير ان البنت حلوه وزكيه وكفايه انها بنت عمتك واخت صاحبك حمزه
عمر وهو يغمض عينيه هو يحاول ان يسيطر على اعصابه :كل ده علي عيني وراسي بس الاء مستحيييل وعموماً أنا حاليا مش بفكر في الجواز
الجد بسخرية :وامتى ان شاء الله هتفكر في الجواز لما تعجز
عمر باستنكار:ياجدى أنا اصغر من عاصم وعلي ولا واحد قلت له يتجوز اشمعنى أنا ؟
علي باعتراض:ازاي ده أنا كل مره اسافر له يقولى امتى هتتجوز امتى افرح بيك
عمر بشماته :احسن ايوه يا جدى مش هاتجوز غير لما علي يتجوز
الجد بمكر :بسيطه ان شاء الله يتجوز قريب وانت وراه تتجوز الاء بنت عمتك
علي وهو يضحك :ايوه ياجدى مالها الاء زى الفل
عمر بغيظ :مالها الاء اتجوزها انت مدام عجباك
الجد وهو يضحك :لا علي ما ينفعش يتجوزها ممكن يخنقها انت عايز تودى اخوك في دهيه
اتسعت عيني عمر:يعنى خايف على علي ومش خايف عليا ما أنا ممكن اخنقها كمان
الجد بعتب :انت عارف غلاوتك عندي ازاى تقول كده أنا شايف انها مناسبه ليك لكن ابن عمك دمه حامي ومش بيستحمل دبان وشه
والنهارده هاقول لعمتك تجيبها معاها اسلم عليها وتبقى فرصة تقعد معاها
قام منتفضاً من مكانه وهو يصيح :لا ياجدى اوعى تعمل كده شكلك عاوز تدبسني عشان خاطرى
كان فؤاد يراقب الحديث وهو يحاول ان يخفى ضحكته من شكل ابنه الرافض بشده وإصرار أبيه الشديد
سمع طرقات على الباب ودخول نهاد وهى تحمل لهم القهوه
نهاد وهى تسكب فنجان القهوه وتعطيه للجد
:اتفضل ياعمى القهوه
تناول الفنجان وارتشف منه وقال باعجاب:هى دى القهوه ولا بلاش تسلم ايدك يانهاد
ما ان راى عمر والدته تتحدث مع جده حتى تسلل من الغرفه هاربا من الجد واقتراحاته
...............
عايز افهم انت امتى هتبقى راجل ويعتمد عليك كل يومين تختفى وتظهر بعد فترة هو في إيه يابنى ؟
ناديه وهى تنظر لابنها الصامت تشعر انه ليس معهم هناك امر يحتل تفكيره بصوره كبيره .كان بداخلها خوف وقلق عليه من تصرفاته الغريبه
رد ادهم بهدوء :بابا أنا عايز اتجوز
والده بدهشه :تتجوز ؟؟؟
ادهم ببساطه :ايوه هو في مشكله انى اتجوز
ناديه بحده :لما تداوم على شغلك فكر في الخطوبه والجواز
والده وهو يشير لناديه :لحظه يا ناديه
والتفت ينظر لابنه :ادهم أنا بكلمك عن الشغل وغيابك المستمر عن البيت تقولى عايز اتجوز
ادهم ببرود:اخطب وبعدها اشتغل على الاقل حاجه تحمسنى انى اشتغل
ناديه بسخريه :هتحمسك للشغل ومين اللى هتحمسك دى يا ترى اجاب بهدوء : ليلى بنت خالتى
اتسعت عينى ناديه وهى تهتف باستنكار شديد :لا انت اتجنيت رسمى
ادهم ببرود:ليه اتجنيت أنا عايزها عايز اتجوزها
عبد العزيز وهو يحاول ان يتمالك اعصابه :ادهم مش دى ليلى اللى كنت رافضها وكاره حتى اسمها وكنت عايز الخطوبه تتفسخ كذا مره...ايه اللى حصل ؟
هز كتفيه بلا مبالاه :أكتشفت انى بحبها وعايز اتجوزها
ناديه بغضب :انت مجنون ولا حكايتك إيه ؟انت متخيل بعد كل اللى حصل انهم ممكن يرضوا بيك او هى ترضى بيك افهم يا بني ادم ابوها حلف لو عتبت عتبة بيتها هيكسر رجلك ويبلغ عنك اما بقى خالها عماد وانت عارفه كويس ناوى عليك
بعد مارحت فرح اختها من ورانا وعايز تخطفها
ارتعش قلبه ما ان ذكر اسم عماد كان قلقاً من ان يعرف بموضوع تسلله الى فرح زينه ومحاولته خطفها ولكن من الواضح انه عرف
اتسعت عينيه وقال بخوف :هو ...هو عماد جيه هنا ؟
وصمت قليلا ليتمالك اعصابه وهو يرسم على وجهه البرود:الرجل ده مش وراه غيرى كل حاجه تحصل لبنتهم ييجوا لي
نظر لامه بثقه :ماما أنا ماحضرتش الفرح أنا سافرت في اليوم ده حتى اسألى البواب
ناديه بحيره وهى تتذكر عندما عادت من سفرها هى وزوجها وسالت البواب اخبرها انه سافر فى نفس يوم سفرهم في المساء
نظرت لعينيه وهى تحاول ان تصدقه
ادهم وهو يؤكد برائته :أنا لو مثلا زى ما قال انى رحت هناك وكنت عايز اخطفها ازاى اجى واقول عايز اخطبها ...
واردف بعصبيه :انا تعبت من الرجل ده تعبت من تصرفاته معايا
عبد العزيز بتفهم :عشان كده يا بنى بقولك شيلها من دماغك واتفرغ لشغلك
ادهم بعند:بس أنا عايز ليلى ومصر على ليلى
ناديه وهى تهز راسها :لا يا ادهم ليلى لا ...حتى ولو رضينا وده طبعا مستحيل ابوها هيرفضك تماما والبنت مش ممكن ترضى بيك بعد الحادث ال انت كنت السبب فيه...يبقى تشيل الموضوع ده تماما من دماغك
اتسعت عينيه بجنون :لا هاتجوزها سواء أبوها رضي ولا لأ مش مهم ...المهم انى اتجوزها
واردف وهو يحرك يده بلا مبالاه :حتى ولوعرفى
عبد العزيز وهو يقترب منه متسائلا :عرفى إيه يا ادهم
هز كتفيه وعينيه تلمع بشكل مريب :لو ابوها رفض اخطفها واتجوزها من وراهم عرفى وبعد ما امل منها اطلقها
رفع الاب يده وصفعه بقسوه على وجهه :ليه هى مش بنت ناس ...ولا جايبها من الشارع ... انت ما اكتفيتش من اللى عملته جاى تكمل عليها ليه البنت عملت لك إيه
اتسعت عينيه بغضب وهما تبرقان بجنون:اتسجنت بسببها وهى عايشه حياتها
هز الاب راسه غير مصدق :انت مش عارف اتسجنت ليه ؟
واردف بمراره :انت نسيت عملت فيها إيه اذا كنت أنت اتسجنت لمده سنه هى بقت عميا مش بتشوف مش لمده شهر او سنه لا عمر بحاله انت اللى عملته فيها مش ضرر جسمانى بس ونفسى كمان ياغبي دمرت مستقبلها وعايشه محبوسه في البيت ... وانت عملت إيه طالع من السجن مش تقول اتوب واحاول انها تسامحنى واحاول اكون راجل ...لا عايز كمان تكمل عليها...
انا دلوقتى صدقت عماد لما جه يقول انك حاولت تخطفها في فرح أختها يا كلب يا حيوان
ناديه بحده :ويعتذر ليه هو كمان أتسجن
التفت لها وعينيه تقدح من الغضب : اتسجن ...انتى شايفه بعد كل ده ما يعتذرش
اشاحت بوجهها فاردف بسخريه:
صح يعتذر ليه وهو عنده ام زيك ماعندهاش مسئوليه وطلعت ابن عديم الإحساس والمسئوليه مهزوز زي ده
واردف بغضب :والله يا ادهم لوعرفت انك قربت من البنت مش هاسكت ولا هادارى عليك زى كل مره ... المره دى أنا هاسلمك لعماد بايديا وانت عارف عماد كويس كل مره باقف بينك وبينه المره دى خلاص كفايه لحد كده
والتفت لزوجته بغضب :ولو عرفت انه سافر وانتى خبيتي عليا او ما راحش الشغل مش هيحصل كويس
وتركهم وانصرف
نظرت له بحده وغضب:اعمل معاك إيه أنا تعبت معاك
قام وبهدوء:هو فاكر كده انى خفت لا أنا هاتجوز ليلى يعنى هتجوزها
ناديه وهى تحاول ان ترضيه :ادهم اجيبلك اللى احسن من ليلى مليون مره إيه رايك
هز راسه ببساطه
قال وهو ياخذ هاتفه :أنا هاتغدا بره سلام
تركها وانصرف دون ان يعلق على ماقالته له
..............
رن هاتفه وما ان راى الاسم حتى رد بلهفه شديده: وعليكم السلام فينك ياعاصم قلقتنى عليك ...الحمدلله البنات بخير... ليلى الحمدلله احسن
وسأله بلهفه فيها الكثير من القلق :طمنى
صمت وهو يستمع له فتغيرت ملامحه وأغمض عينيه بألم شديد وهو يسمع مايقوله عاصم وهمس بصوت خافت :
مفيش امل ؟؟...نفس كلام الدكتور اللى قبله
عض على شفته بالم وهو يسمتع الى صوت عاصم
عماد وهو يحاول ان يتماسك:لو دى ارادة الله لازم نرضى ياعاصم صمت وارتفع صوت نشيجه الذى جعل اعين عماد تدمع دون أرادة منه .
واردف عاصم وهو يحاول ان يتماسك:عارف ...لكن أنا هاحاول
واضاف بصوت حانى :عارف كلمتني أمبارح تقولي بابا انت تعبان صوتك مش عاجبنى
رد عماد بتأثر:ليلى طول عمرها بتحس بيك ياعاصم ارجع بقى هى محتاجة لك هنا جنبها هى وزينه
عاصم بصوت متعب :في دكتور قالوا عليه انه كويس في الحالات اللى تشبه حالتها ...هاشوفه ويارب كلامه ما يأكد كلامهم ...
واردف قائلا:عماد اوعى تقول حاجه لليلى او زينه او خالتى
عماد بتاكيد:لا طبعا ليلى وماما فاكرين انك في شغل ما تقلقش ماحدش هيعرف
انهى اتصاله وجلس على مكتبه ووضع راحتيه على وجهه وهو يردد بحزن ودموعه تلمع في عينيه:اللهم انى لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه يارب
..............
سمعتى يا زينه جدى قرر إيه
التفتت لها زينه وقالت وهى تعطيها كوب العصير:قرر إيه
لميس وهى تضحك:جدى ياستى قرر يجوز عمر
زينه وهى تجلس امامها على طاوله المطبخ :مين يالميس
لميس وهى تبتسم :الاء
ضحكت زينه وهي ترفع حاجبيها بدهشه :انتى بتتكلمى جد
لميس بتاكيد:أنا سمعت الكلام ده من بابا
زينه وهى تضحك : الاء وعمر لكن الاء شخصيتها مختلفه عن عمر خاااالص...الاء حبوبه ودلوعه شويه بس مخها ضارب حبتين
لميس وهى ترتشف من كوب العصير:
وكمان طيبه اوى وقلبها ابيض وجدعه وعفويه بشكل مش معقول لكن عليها تكات تموتك من الضحك ...تصدقي هى دى اللى تناسبه
واردفت بمكر :خليها تجننه شويه
زينه :اللى يشوف شكلها يقول كيوت وعاقله وهاديه
لكن تصرفاتها تهبل تصدقى بحب قعدتها اوى
زينه وهى تنظر لكنزى الجالسه على مقعدها المخصص لها تلعب
:كلميها تيجى النهارده
لميس بتاكيد: كلمتها وقالتلى هتيجى بالليل مع حمزة عشان هي مقضيه اليوم عنده
زينه وهى تبتسم لكنزى التى تنظر لها :حلو فرصه نقعد مع بعض
............
في المساء
كانت العائله باكملها مجتمعه في بيت فؤاد جالسين في غرفه المعيشه الكبيره يتوسط الجلسه الجد وبجواره علي
وشريف وفؤاد على اريكه متوسطه اما عاصم وجدته وابنته في جلسه جانبيه ونهاد وهنا في نفس الجلسه
في هذه اللحظة تلقى عمر اتصالاً من حمزة
رد عمر :حمزه انت فين ...وصلت ...لحظه
خرج من غرفه المعيشه وسمع صوت جرس الباب اسرع الخطى ليفتح الباب وقبل ان يكمل فتحه فجاءه اندفع الباب بكل قوته وضربه في وجهه
تاوه بشدة وهو يمسك انفه من الالم
ورفع راسه ليسب حمزه ولكن فوجئ بها تدخل وهى تقول ببساطه وكانها لم تفعل شى :عمر ازيك بسرعه بسرعه قل لى جدى فين
وقبل ان يجيب دخلت المنزل وهى تحمل في يدها علب الحلوى وهي تنادي بصوت مرتفع :يالميس ياطنط نهاد
واتجهت الى غرفه المعيشه كل هذا وعمر ينظر لها شذرا
سمع صرختها وهى تحيى جدها
دخل حمزه ونظر اليه والى انفه الاحمر:إيه ده انت حد ضربك
عمر وهو يصافحه وهو مازال يشعر بالالم في انفه :اتوبيس دخل فيا
حمزه وهو يشير على انفه :حط تلج عشان الالم يروح
واردف متسائلاً :الاء فين؟
عمر وهو يتجه لغرفة المعيشه :مش سامع صوتها سبقتك
ما ان دخل الغرفه حتى سمع صوتها وهى تقول :والله ياجدى اخويا التخين هو اللى اخرنا قال عايز يجيب لكم جاتوه وأنا عارفه انه هو الـ عايز ياكله عشان مراته مانعاه من الحلويات
اقترب حمزه من جده وازاحها من امامه واحتضنه وقبل راسه وهو يقول
:اخيرا ياجدي نورتنا وحشتنى اوى
جلست الاء بعدما صافحت الجميع بجوار لميس
الجد وهو يبحث بعينيه عن عمر وجده يقف بعيداً ممسكا بانفه اشار له بالاقتراب ...اقترب وجلس بجوار حمزه وهو متجهم الوجه
الجد وهو ينظر لعمر ويقول :
سمعت انك خلصتى دراسه يا الاء
الاء وهو تاكل من طبق الحلوى الذى اعطته لها لميس:ايوه ياجدى واخيرا خلصت دراسه وتعب
فريال ضاحكة:اللى يسمعها يقول البنت كان طالع عينها في المذاكره دى ما كانتش بتذاكر غير ايام الامتحانات وتجيب تقدير مقبول وتقول أنا تعبت السنه دى
هزت حاجبيها بشقاوه :هو في زى المقبول ربنا يجعلنا من المقبولين
اشارت نهاد للميس فاقتربت منها وهمست لها بشيء انحنت الاء على لميس تسألها بفضول : مامتك كانت بتقول لك إيه ؟؟ها
ضحكت لميس قائله بتقول لى اجيب المشاريب من جوا قفزت الاء من مكانها قائله :خلاص أنا جايه معاكي اساعدك
خرجت الفتاتان للمطبخ فانتهز الجد الفرصه وانحنى على عمر هامساً :بشاور لك تتكلم معاها ساكت ليه
عمر بالحاح :ياجدى عشان خاطرى مش عايز اتجوزها ماتنفعش معايا
الجد وهو يشير عليها وهى تدخل الغرفه حاملة صينيه الشاى وخلفها لميس تحمل الكيك :شايف البنت نشيطه ازاى
نظر لفناجين الشاى وهى تصدر صوت مع تحركها وشعر بقلق منها وهى تقدم الشاى للجميع اقتربت منه وانحنت تعطى جدها فنجانه شكرها الجد وهو ينظر لها بسعادة
واقتربت من عمر الذى كان يشعر بقلق من تحركها بذلك الكعب الرفيع الذى تتحرك به بعدم اتزان
رفع يده وقال لها بتوجس:شكرا مش عايز
لم تسمعه واقتربت منه وهى تنحنى لتعطيه فنجانه سمعت صوت لميس وهى تقول لها :الاء فين تليفونك
استدارت فاصطدمت الصينيه بكتف عمر بشده ومع ارتفاعها سقط فنجان الشاى الساخن على قدم عمر الذى تاوه بصوت مرتفع
نظرت له ببساطه :الفنجان اتدلق ...ثواني وهاعملك غيره
واسرعت للميس وهى تقول :تليفونى في المطبخ هاروح اعمل فنجان شاى لعمر واجيبه معاه
واتجهت للمطبخ ببساطه كانها لم تفعل شيئاً
وعمر ينظر لها شذرا يريد ان يقوم ويقتلها
الجد وهو يحاول الا يضحك :خير ياعمر دلق الشاى خير
فريال بحرج :معلش يابنى هى ماخدتش بالها
عمر وهو يحاول ان يخفى المه :لا ياعمتى عادى
وقام خارج من الغرفه متجهاً لغرفته هاربا منها وهو يقول لا ما اقدرش ده كتير عليا والله... جدى اكيد بيكرهنى وعايز يقتلنى البنت فظيعه كل دقيقتين بتعمل كارثه أنا لازم ابعد عنها
"لاااا أنا لازم اكلم جدى واخليه يطلع الفكره من دماغه دقايق بس معاها وانضربت في مناخيري واتحرقت دى لو اتجوزتها هتعمل فيا إيه "
كانت فريال تشعر بالحرج من الموقف ولكى تخرج من هذا الحرج قالت وهى تقترب من والدها وتقول بدعابه :قوم ياعلي عايزه اقعد جنب بابا مش كفايه طول النهار قاعد جنبه
والتفتت لشريف :ابنك ده واخد الجو ماينفعش كده
ونظرت له وهى تخفى ضحكتها :انت ابن شريف مش ابن المغربى يعنى تقعد جنب ابوك فاهم
ضحك علي ونظر لجده المبتسم :سامع ياجدى عمتى بتقول لي إيه
الجد وهو يضحك :لا يا فريال ده ابنى الثالت وعكازي في الدنيا
انحنى علي يقبل يد جده بحب :حبيبي ياجدى
فؤاد وهو يضحك ويشير على علي :تعالي يافريال اقعدى جنبنا
مفيش فايده اول ما علي يروح شغله تعالي اقعدى جنب بابا
قام علي واجلسها وهى تضحك :ده مش ابنك يا حاج ساكت عليه ليه لدلوقتى وماجوزتهوش
الجد بقصد :ايوه ولدى وحبيبى وان شاء الله اجوزه وافرح بيه قريب جدا هو بس يختار وانا بنفسى اروح اخطب له
هنا وهى تحاول ان تخفى ضيقها الذى ظهر على وجهها
قالت :ياعمى ما ظنش انه هيعرف يختار عشان كده بقوله أنا اختار له واحده مناسبه ليه من كل النواحى ومناسبه لشروطه
الجد بقصد:يا هنا ما يحك جلدك الا ظفرك يابنتى زى ما ابوه اختار وعمه اختار هو كمان يختار اللى هو عايزها ومالناش حق نتدخل ونقول لا لانها حياته هو مش حياتنا
واردف : لكن احنا هنتدخل لو كانت البنت أخلاقها مش تمام او عيله مانعرفهاش ...لكن لو كانت البنت وعيلتها معروفين واخلاقهم زى الفل نرفض ليه
نهاد وهى تضحك وتقول بحسن نيه :شكلك يا علي اخترت
نظر لزينه هى ولميس الذين دلفوا الى الغرفه
علي بثقه وقصد وهو يبتسم لها :ايوه ياطنط اخترت ...حتى حضرتك تعرفيها
سالته باهتمام:مين ياعلي ؟
كان لايزال ينظر لزينه :ليلى بنت عمى عاصم
اتسعت عيناها وهى ترى علي كيف يعلن عن رغبته بالارتباط باختها بسعاده وفخر وتمنت ان تكون ليلى موجوده لتسمع كيف أعلن عن رغبته بالارتباط بها أمام عائلته بأكملها
نهاد بسعاده :يازين ماخترت والله ياعلي البنت ماشاء الله اخلاق وادب وعيله دى تخدها وانت مغمض عنيك بدون تفكير
الجد باستحسان :هو ده الكلام يانهاد
والتفتت تنظر لهنا بعتب :كده ياهنا ماتقوليش ليا الخبر الحلو ده
هنا وهى تكاد تنفجر من الغضب لاتستطيع ان تتحدث بوجود الجد
وقالت بحده خرجت منها :اقولك إيه يعنى ...الموضوع لسه ماحصلش
واشارت براسها على ابنها بضيق لم تستطيع كتمانه :مجرد اختيار وممكن نرجع فيه
علي بتاكيد:لا مش هارجع فيه أنا مستنى بس عمي عاصم يرجع من السفرعشان اتقدم
همت ان تخرج من الغرفه لكى لاتستمع لهذا النقاش الذى اظهر ضيق هنا من الموضوع
لم تعلم ان عاصم كان يراقبها ...وكيف ارتسمت السعاده على وجهها وعلي يعلن عن رغبته بالارتباط بأختها
وكيف توترت ملامحها بحديث والدة علي وهمت ان تبتعد
ولكنها سمعت صوت عاصم يقول :زينه واقفه بعيد ليه تعالى اقعدى
الجده وهى تربت لها بجانبها :تعالى يابنتى جنبى
اقتربت وجلست بجوار الجده
ضحكت كنزى ورفعت يديها لتحملها
انحنت زينه وحملتها وهى تقبلها وهى تهمس لها بحب :إيه يا مامى وحشتينى
لميس وهو تشير على كنزى :شفتى ياجدتى كنزى بس تشوف زينه ولاتعرفني بقت بتحبها اكتر واحده
زينه باعتراض:لا يا لميس بتحبك وبتحب تلعب معاكى
لميس وهى تنظر لعاصم :عاصم مش بنتك متعلقه بزينه اكتر
رد عاصم برصانته المعتادة :بتحبكوا انتوا الاتنين
ونظر لجدته مبتسماً وهو يغمز لها :إيه رايك تيجى تسهرى معايا النهارده وتسيبى جدى
زينه بتاكيد:ايوه ياتيته تعالي اسهرى معانا النهارده
ضحكت الجده : ماينفعش اسهرواسيب جدكم
وغمزت لعاصم :ينفع تسهر بدون زينه لو ينفع أنا ممكن اسهر
عاصم ببساطه شديده وهو يهز كتفيه :بسيطه اسهر بدونها... اصلا أنا الطبيعى اني باسهر من غيرها
واردف : هاخليها تبات مع كنزى وانا وانتى نسهر لوحدينا في اوضتى القديمه
تغيرت ملامح زينه وشعرت بالم بداخلها لقد جرحها بقسوه دون شعور منه لماذا لايراعيها عندما يتحدث امام الاخرين صحيح انه لاينام معها ولكن لايجب ان يظهر هذا الشى امامهم لانه يهينها
لم يخفى على جدته الالم الذى ظهر على وجهها وهى تحاول ان تخفيه
حملت كنزى وقالت :معلش ياتيته هاغير لكنزى بعد اذنك
الجده وهى تهز راسها بتفهم :اتفضلى يابنتى
ما ان ذهبت حتى رن هاتف لميس وقامت وتركتهم
الجده بقصد :اخبارك مع زينه إيه ؟
عاصم وهو يهرب بنظراته بعيداً عن عينيها المتفحصه وينظر لعلي الذى غادر الغرفه :كويس
الجده وهى تتمعن في ملامحه :تعرف ان امك بتشكر فيها ولميس برضه غير بنتك اللى متعلقه بيها
واردفت بقصد:وانت ياعاصم ؟؟؟
عاصم متسائلا:أنا إيه ؟
الجده وهى تنظرلعينيه : حسيت بيها ولا لسه...قربت من قلبك
صمت وهو يتذكر عينيها واهدابها الطويله وتلك الشامه الصغيره الساكنه تحت عينها صوت ضحكاتها الذى يطرق على ابواب قلبه
مشاكساتها معه ...شعر بتلك الرعشه التى احتوت قلبه في ثوانى ثم اختفت
هز راسه كانه يطرد كل مامر به ورد بجمود:لا مش حاسس ولا حتى شايف
الجده بثقه :كداب
نظر لها وقال باستنكار :أنا كداب ؟
وازاحته قائله :ايوه كداب ...قوم من جنبى زعلانه منك
احتضن كتفها قائلا في حنان:زعلانه منى ليه ؟
نظرت له وقالت :لانك بقيت قاسى وبتجرح كمان وانت عمرك ماكنت كده .....طول عمرك حنين وطيب ليه بتتصرف بالطريقة دي معاها؟؟
البنت كويسه وبنت ناس ومتربيه وباين في تصرفاتها الادب وبتحب بنتك اكتر ما امها نفسها بتحبها وبتحترمك
حتى في نظراتها ليك كلها احترام عكس الاولى اللى ماكانت محترمه كبير ولا صغير ولا عمرى شفتك قللت منها او اهنتها
ليه جاى تظلم دى بذنب الاولى وتشيلها ذنب هى ماعملتهوش
لو فضلت تتصرف كده معاها كتير هتروح من بين ايديك وهتندم وتقول ولا يوم من ايامك يا زينه
كان يستمع اليها وهو صامت قالت له :قوم شوفها اكيد زعلانه منك روح طيب خاطرها يلا قوم
..............
خرج علي من الغرفه خلف زينه رآها تحمل كنزى وتبتعد ناداها بصوت مرتفع قليلا :زينه
التفتت له وما ان راته حتى ابتست ابتسامه هادئه ... طوال الفتره الماضيه اسلوبه معها هادئ ومهذب ودائما يطمئن عليها بسؤاله عن احوالها
اقترب منها وقال وعينيه تدور في المكان :اخبارك إيه ؟
هزت راسها :الحمد لله بخير
صمت مترددا في السؤال ولكن شوقه غلبه فقال :ليلى اخبارها إيه هى بخير ؟
نظرت له ورأت في عينيه مدى اهتمامه وخوفه عليها فقد اثبت اليوم لها وللجميع مدى تعلقه بها وحبه لها وقد كان هذا واضحاً من اعلانه عن رغبته في الارتباط بها واصراره عليها لم يهتم لرفضها لانه يعلم انها تحبه مثلما يحبها
ردت :الحمد لله بقت كويسه
تغيرت ملامحه للقلق وهتف قائلا:ليه هى كانت تعبانه ؟
زينه بتردد:شويه
علي بقلق يعترى قلبه ويقود افكاره الى خيالات تقلقه بشكل اكبر
زينه في إيه قولي لي بصراحه ما تخبيش عليا :
رفعت راسها وقالت بصراحه:من يومين كانت هتحصل لها حادثه اثناء التدريب لانها كانت مش مركزه حتى في البيت قلقانين عليها
كان يستمع لها باهتمام وصدره يعلو ويهبط بجزع
يشعر انه هو السبب فيما يحدث لها هل فاجئها بطلبه هل ضغط عليها بمشاعره وجعلها في حيره من امرها هل حملها شى اكبر مما تطيق
همس بتأثر كبير: أكيد أنا السبب
زينه وهى تنظر لذلك الحزن الذى ارتسم على ملامحه
وقالت بدون تفكير:لا انت مش السبب ...لكن هى وصمتت ولم وصمتت ولم تكمل
قال وهو يحثها على الحديث :هى إيه
تنهدت :هى في حيره وخوف حاسه ان الخطوه اللى انت طلبتها منها مجازفه كبيره عليها
علي بثقه:مش مجازفه انى اطلب منها ان احنا نتجوز يا زينه لكن هى خايفه
واردف بثقه:ليلى لو فكرت صح هتعرف انها هتنجح وجوازنا هيكون ناجح لكن هى خايفه حتى من التفكير
واردف : أنا عايز اطلب منك حاجه ممكن
زينه بتاكيد:اتفضل
علي بثقه :بلغيها انى مش ممكن اسيبها ومش هاخلى خوفها وقلقها يحددوا حياتنا وهاتجوزها سواء فكرت او لا
ابتسمت بارتياح من حديثه الذى يؤكد مدى حبه واهتمامه بها
حاضر ابلغها:
وابتسمت وهى تقول :لو احتجت اى مساعده أنا معاك
علي بحميه :انتى لو احتجتى اى حاجه اعتبريني اخوكي يا زينه هتلاقينى موجود جنبك في اى وقت
زينه بخجل :أنا متاكده من كده مرسيه يا علي
قال لها وهو يلاحظ نوم كنزى على كتفها :سامحينى طولت في الكلام ونسيت ان كنزى نامت اتفضلي
لميس وهى تقترب منهم
وتساله :علي طلبت العشا ولا لسه بابا بيسأل
اخرج هاتفه :طلبته هاتصل استعجلهم دلوقتى
خرج من الغرفه فوجدها تقف وبجوارها لميس مع علي
اقترب منهم وهو يحاول ان يدقق السمع عما يتحدثون وبدات ترتسم على ملامحه امارات للوجوم
ونظر اليها وهى تبتسم وتتحدث ...شعر بضيق يتسلل لقلبه ومشاعرغريبه تعتريه ... لاحظ ان كنزى قد نامت
وبحده لايدرى سببها وضيق:انت لسه واقفه وماغيرتيش لكنزي والبنت نامت إيه الاهمال ده يلا اطلعى غيرى لها بسرعه
اتسعت عيناها وهى تراه كيف يتحدث معها باسلوب فظ لقد جن تماما اليوم في تعامله معها امام الاخرين وسخريته واسلوبه القاسى لقد كانت تصمت احتراماً له ولكن اليوم لا لن تصمت له سوف ترد له الصاع صاعين وقبل ان ترد عليه
اقترب علي منه و نظر له بحده وهمس:اتكلم معاها كويس
عاصم وهو يرفع حاجبه بغيره:دى مراتى واتكلم معاها براحتى
نظر له بضيق من تصرفاته معها :مراتك ماقولناش حاجه لكن حوار زى كده يكون بينكم
واردف علي مدافعا عنها :أنا السبب في تعطيلها كنت بسالها عن حاجه
لميس مدافعة :واصلا كنزى ده ميعاد نومها يعنى ماحصلش حاجه عشان تتعصب عليها بالشكل ده
اقتربت من زينه التى كانت صامته وقد احمر وجهها وهي تحاول ان تحبس دموعها وتحبس الغضب المكبوت داخلها مدت لميس يدها وحملت كنزى عنها وقالت :تعالي يا زينه
سارت زينه معها في صمت
التفت علي لعاصم وقال بتوعد:اتعامل مع مراتك بأسلوب احسن من كده البنت بتتعامل معاك باحترام وادب
عاصم بضيق:أنا حر
علي بحده:لا مش حر فاهم
واردف بتهديد:والله لو عمى عاصم عرف انك بتعاملها كده ما هايسيبها معاك دقيقه وانت عارف كده كويس واوعى تفتكر عشان عمى عاصم مش موجود تاخد راحتك لا عماد موجود وانت عارف عماد كويس
عاصم بحده :انت بتهددنى ياعلي
رد علي بقوة : فوق يا عاصم أنا مش بهدد أنا بتصرف على طول
رد عاصم ضاغطاً على اسنانه: و انت مالك أنا حر اتصرف على راحتى.
علي وهو ينظر له بقوه :أنا مالي!!! ماتنساش ان ليلى اخت زينه هتبقى مراتي يعني من الاخر زينه تبقى اختي وزيها زي فاطمه ...وبعدين انت بتقول انك حر!!!! ليه ؟؟؟هو انت اشتريتها ولا تكونش عبدة عندك عشان تهينها وتقول بعد كده مراتى وانا حر
واردف بسخريه:احترمها يا اخى شويه زى ماكنت بتحترم غيرها اللى ماكانتش تستاهل ولا تيجى ربعها
رد عاصم بتحفز:قصدك مين
علي وهو يتجه لغرفة المعيشه :انت عارف قصدى كويس
والتفت له قبل ان يدلف الى الغرفه :فكر في كلامى ياعاصم واتقى الله في بنت الناس
وقف عاصم في مكانه وهو يشعر ان بداخله غضب من هذا الحديث الذى كرره علي على مسامعه كأنه على اتفاق مع جدته التي اسمعته اياه منذ عدة دقائق
................
انقضت السهره وكل ذهب الى بيته
باستثناء علي الجالس مع ابيه وجده في حديقه البيت يتحدثون في ود
اتجه عاصم الى شقته ودلف اليها وجدها هادئه ولم يسمع صوت التلفاز او صوت ابنته يبدوا انها قد نامت
اتجه الى غرفة المعيشه وجدها جالسه وبجانبها اضائه هادئه عاقده ذراعيها على صدرها وتنظر امامها بشرود
تعجب من استيقاظها كان لايريد ان يراها الا في الصباح يكون قد هدىء قليلا بعد حديث علي الذى اثار غضبه
هم ان يخرج من الغرفه ولكنه سمع صوتها :إيه اللى جابك
التفت ينظر لها بدهشه من سؤالها
واردفت بسخريه:كنت كملت سهرتك في اوضتك القديمه مع جدتك ما وجودك هنا او هناك واحد
عاصم بحده :زينه ابعدى عنى دلوقتى أنا العفاريت بتتنطط قدامى
عقدت ذراعيها وقالت وهى ترسم الدهشه :إيه ضايقتك ولا جرحت مشاعرك
واردفت بالم :على الاقل ضايقتك واحنا لوحدينا مش قدام الناس
واقتربت منه قائله :صحيح ياعاصم لو اهنتك قدام الناس هتسكت ولا هتعمل إيه
امسك ذراعها بقسوه :اعمليها كده وهتشوفى أنا هاعمل فيكى إيه
ازاحت يده بعنف وصرخت في وجهه
:ليه انت فاكر انت بس اللى تهين وتجرح وانا اسكت ليه إيه ...اللى يخلينى اصبر واسكت على اهاناتك قدام اختك وابن عمك وجدتك اللى بينت لها انى ولا حاجه
اجاب بقسوه وبدون تفكير :لانك ولا حاجه
شعرت بالم في كل عضله ووريد في قلبها وقالت بقوه
:انت فاكر نفسك حاجه او مهم بالنسبة لي !! انت ولا حاجه اوعى تفتكر انى ميته عليك او قاعده معاك عشان بحبك لا فوق
قاطعها عاصم بسخريه :وايه اللى مصبرك على القعده ؟؟
ارتعش قلبها من قسوته وتسللت تلك الرعشه اليها لتحتلها
:عشان خاطر بابا ...لكن لحد كده وكفايه ...بس ييجى اسيب لك حياتك الفاضيه دى اللى خلاص ما بقيتش مستحملاها
صرخ في وجهها :يعنى أنا اللى ميت عليكى أنا من الاول مش عايزك انتى مفروضه عليا فاهمه مفروضه ...وجودك بيخنقني فهمتي
وتركها وخرج من الغرفه ومنها الى خارج المنزل
صرخت بكل قوتها وهى ترتعش بغضب :بكرهك بكرهك انا بكرهك وبكره اليوم اللي شفتك فيه .
وتلفتت حولها وهى تنتفض بشده تريد ان تتماسك ...نظرت ليديها التى ترتعش بوضوح وحاولت ان تهدأ ولكن كيف تهدأ وبداخلها بركان احرق قلبها و خيبة امل ومراره اغرقتها... اين غرفتها ...يجب ان تصل لغرفتها كانت تتحرك والدوار يسيطر على عقلها وعينيها
دخلت الغرفه ورعشتها تزداد تبحث عن هاتفها ما ان وجدته حتى امسكته باصابع مرتجفه وطلبت اختها و هي تشعر ان المكان يدور بها سمعت صوت شقيقتها على الطرف الاخر فقالت بصوت متحشرج:ليلى ...تعالي خديني أنا تعبانه
وسقطت على الفراش وسقط الهاتف من يدها وصوت ليلى يتردد :زينه زينه ردى عليا...
............
|