كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
البارت التاسع عشر
:مش موافقه
لا يدري علي كيف يصف شعوره في هذه اللحظة ولا لماذا كان يحمل مسبقاً بداخله الخوف من رفضها وبالرغم من احساسه المسبق بردها الا انه عندما سمعها تخرج من بين شفتيها بهذا الالم شعر ان قلبه قد انشطر الى نصفين لم يكن احساسه بسبب رفضها بقدر ما كان بسبب الطريقة الذي نطقت بها جملتها والالم الذي تجسد على وجهها بكل ما تحمله الكلمه من وصف والذي انتقل على الفور الى قلبه
اقترب منها ببطء وسألها هامساً ليبث الطمأنينه في قلبها :مش موافقه ليه ؟؟؟ انتي خايفه منى؟؟ أنا مش زيه يا ليلى أنا بحبك
همست وهى تهز راسها وهى تطرد صورته المقيته عن مخيلتها:ما تقولش كده يا علي مفيش اصلا وجه مقارنه بينكم وانا عمري ما احطك في مقارنه مع الشخص ده . لكن أنا ...
همس لها وهو يقترب خطوة اخرى : انتي إيه قولي لي يا ليلى أنا سامعك
نطقت اخيراً بالم :ما اقدرش يا علي بعد الحب ده كله استحمل انك تكرهنى اوتمل منى
اتسعت عينيه وهو لا يصدق ما سمعه منها :أنا اكرهك !!!! وامل منك!! للدرجه دى مش واثقه في مشاعري ؟!
ليه يا ليلى انتى شيفاني مراهق كل يوم بحال
عضت على شفتيها وقالت بالم :علي ازاى تتخيل انى اشك في مشاعرك قلبي متاكد من حبك واهتمامك لكن ياعلي أنا لو رضيت ابقى باظلمك ......انت يا علي عايز واحده كامله تسعدك ...وانا ناقصه وما انفعكش وهابقى عاله عليك
اقترب منها وامسكها من كتفيها لتقف امامه فشعر بجسدها يرتعش بين يديه وقال بعتب رقيق وهو يقربها منه حتى شعرت بانفاسه الحاره تضرب وجنتيها :اوعي تقولى كده عن نفسك أنا شايفك كامله مش شايف فيكي اى نقص راضى بيكى ...راضى بعيوبك اللى أنا مش شايفها ...اللى مهما حكيتي عنها والله ماشايفها ...مش شايف غير الانسانه اللى عشقتها ونورت حياتي عايزه تحرمينى من النور ده يا ليلى ليه!!!؟؟
هزت راسها وقالت بوجع ودموعها تنهمر على وجنتيها المحمرتين :نور اى نور اللى بتتكلم عنه ...النور ده هيختفى مع اول مشكله ويبقى ضيق وكره
واردفت وهى تعض على شفتيها المرتعشة :لا يا علي مش عايزاك تكرهنى هاموت لو كرهتني إلا أنت ياعلي
قرب وجهه منها ووبصوت اجش مليىء بالمشاعر:وانا اموت لو بعدتى عنى ...انا ماصدقت لقيتك وبقي ليا قلب يحب ويتمنى بالبساطة دى تقولي لا وترفضيني
ازاحته وهى ترتعش وهى تهز راسها :لا لا مش عايزاك تكرهنى أنا عمية عارف يعنى إيه ؟ يعنى هاكون عاله عليك يعني مش باعرف اعمل حاجة لوحدي طول الوقت محتاجة ايد تتمد لي بالمساعده حتى خدمة نفسي ما اقدرش اخدم نفسى ..ازاى عايزني ابقى مسؤوله عن بيت يعني هتبقى معايا طول الوقت وتسيب شغلك وحياتك ؟؟؟
واضافت قبل ان يرد: ولو خلفت مين هيربى اولادنا مين قولى ؟؟
رد عليها علي بمنتهى الصدق وهو يغمض عينيه وياخذ نفساً عميقاً قبل ان يرد:ايوه راضي اكون معاكي واخدمك واجيب اللى تخدمك وتكون تحت امرك طول اليوم لحد ما ارجع من شغلي وانا اللي هاخدمك واهتم بيكي ومش هاخليكي تحسي ان في حاجة نقصاكي اما الولاد والتربيه أنا وانتى يا ليلى ايدينا في ايد بعض بس انتي تكوني معايا وهنقدر نعمل كل ده واكتر
تساقطت دموعها بشكل اكبر وهى ترى كم الحنان في صوته وتلمس محاولاته في استرضائها بالرغم من الشعور القائم لديها بالنقص مما زاد المها اكثر فردت عليه من وسط دموعها بصوت باكى :لا يا علي انت بتقول كده عشان انت على البر لكن بعد اقل من شهر هتلوم نفسك مليون مره على اختيارك وتكرهنى...وانا يا علي استحمل اى حاجه الا انك تكرهنى ...مش موافقه ياعلى مش موافقه
واجهشت في بكاء حار وهى تعطيها ظهرها
نظر علي لظهرها وهو يشعر ان شهقاتها لم تخترق اذنيه بل اخترقت كل شريان ووريد في قلبه فزلزلته فتمنى في هذه الحظة ان يحتويها بين ذراعيه ويبثها الطمأنينه بين ضلوعه عض على شفتيه وابتلع ريقه بصعوبه وقال بعتب :يعنى كنتى بتكدبى عليا يوم ما قلت لك عايزك تكونى معايا وتقفى معايا...عايزه تسيبينى كده بمنتهى السهوله
ردت بزفرة الم وبعد معاناة:لان اللى بتطلبه صعب ...كل اللى حواليك هيرفضوا
اجابها بهمس يلامس شغاف قلبها :مايهمنيش غير انك تكونى معايا دى حياتنا احنا مش هما ... قولي انك موافقه
دخل عماد في هذه اللحظة ورآها وهى ترتعش وتبكى وهى تقول:مش موافقه ...
اقترب منها عماد بقلق وهو يهتف بجزع:ليلى
التفتت الى عماد فاحتضنها وهى تبكى وتكرر:مش عايزه مش عايزه ياعماد قوله انى ما اقدرش أنا مش عايزه اتجوز مش عايزاه يكرهني
الغريب في الامر ان علي قد شعر بالغيرة من عماد لانه يحتويها الان بين ذراعيه الامر الذي لا يستطيع هو ان يفعله
فرد علي بعناد وهو يبعدها عن عماد :مين قالك انى ممكن اكرهك او انى ارضى بالرفض ...لا يا ليلى هتتجوزينى ومش هاسيبك ....ومش هاتجوز غيرك ولا هاخليكى تروحي لغيري
صرخت في وجهه وهى تبكى :محدش اصلا ممكن يفكر فيا ولا أنا هأرضى أنى أتجوز وانا كده ارتحت
علي وهو لا يزال ممسكاً برسغها ومقربها منه :لا مش هارتاح غير لما تكونى في بيتى وهتكوني يا ليلى لاني مش هاسمحلك توجعى قلبى ولا قلبك فاهمه
عماد وهو يراقب علي وانفعاله الشديد فامسك ليلى ليبعدها عنه وهو يقول بحزم:كفايه يا علي لو سمحت
تشبثت في عماد وهو تشهق من البكاء احتضن كتفيها واخذها معه مصطحباً اياها لخارج الغرفة
ظل علي يراقبها وهى ترحل وصدره يعلو يهبط من الانفعال جلس على المقعد بحزن شديد وهو يشعر ان جدران الغرفة تطبق عليه وتكتم على انفاسه وظل يفكر في ردها ...كان بداخله شعور غريب يخبره انها سوف ترفض ولكن لم يتخيل ان تلك الرقيقه العذبه تشعر انها ناقصه
"اين هذا النقص الذى تتحدث عنه؟؟؟ انا لا ارى فيها الا كل ما اريده واتمناه اى نقص هذا ؟؟؟ أنا لا ارى الا الكمال فهي مكتمله من كل النواحى من ناحيه عقلها وتفكيرها المميز وحديثها الممتع ...غير انها تمتلك قلباً يحمل للجميع المحبه والاهتمام لاتريد ان تظهر للاخرين تعبها او المها بل على العكس فهى تتحمل بداخلها الكثير والكثير وبعد كل هذا رفضتني من خوفها ان اكرهها ...بالله عليها كيف اكرهها بعد كل ما قالته لقد زاد تعلقى واصرارى عليها مهما قالت او فعلت فلن اتركها "
........
تركها مع جدتها وعاد الى ذلك العاشق المجنون الذي دائما ما يفاجئه بتصرفاته وافعاله ...والان فاجئه باصراره الشديد على الزواج منها وعدم تقبله لرفضها .....لا ينكر عماد ان بداخله الان سعاده كبيره على اصرار علي عليها ولكن ما احزنه انهيار ليلى وخوفها ان يكرهها لم يكن يتصور انها تحبه ايضاً وبهذا الشكل الموجع للقلب ..
اجل تمنى ان تحب ولكن لا ان تتالم وتخاف وتهرب
حبيبته الصغيره خائفه من الخذلان محتاجه ان تشعر بالامان بالثقه
رجع الى علي فوجده جالساً بوجوم وقد اخفض راسه وهو ينظر لراحتيه بشرود تام
اقترب منه وجلس بجواره وقال وهو يضع يده على كتفه بمواساه :معلش ياعلي
رفع راسه ونظر له وقال بهدوء غريب :معلش على إيه ؟
واردف باصرار :اوعى تفتكر انى هاسمع كلامها وارضى بالرفض واسيبها لا مش هاسيبها ومش هاسمحلها انها ترفض لمجرد اسباب أنا مش مقتنع بيها
عماد وهو يربت على كتفه :علي نتكلم بالعقل أنا شايف
قاطعه على بعناد :عماد ارجوك اوعى تقول لى كلامها ...بنات كتير ورجال في نفس حالتها واتجوزوا وعاشوا حياتهم ماحدش قال انه ناقص ...كلنا ناقصين الكمال لله وحده
هتقول لى الاهتمام بالبيت والاكل هجيب واحده تطبخ وتنظم البيت ...واحتياجاتها أنا معاها مش هاسيبها إيه ال ناقص قول لي ؟
عماد :ليلى خايفة يا علي
اشارعلي على صدره بعدم تصديق:خايفه منى!!؟؟
عماد وهو يحاول ان يشرح له :خايفه انك تخذلها خايفه بعد كل الحب ده مع اول مشكله تنهار ...
على باستنكار:مش ممكن يا عماد اخذلها أنا بحبها اخذل الانسانه الوحيده اللى حبيتها ...يا عماد افهم أنا قلبي ما دقش غير ليها هي وبس أنا اصلا ما كنتش مصدق ان في حاجة اسمها حب في الدنيا وحاولت افهم واستوعب احساسي ناحيتها ليه مختلف وما كنتش فاهم ال بيحصل لي لحد ما عرفت ان قلبي بدأ يدق بس لما اشوفها او اكلمها ...ضحك بسخريه وهو يضيف :كل ال حواليا دايما يقولوا لى ان ما عنديش قلب ....انت مش عارف ليلى عملت فيا إيه ليلي هى ال حسستني ان هنا (واشار الى صدره) هنا في قلب بينبض
وفي الاخر هى خايفة اني اخذلها ...دى هي ال خذلتني
رد عماد بتأثر شديد بعدما سمع مشاعر علي للمرة الاولى :اقنعها بحبك وبين لها ان مهما حصل مش هتبعد عنها واردف بهدوء:ليلى بتحبك ومن كتر حبها خايفه تيجى لحظه تتغير وتبعد ده غير خوفها ان اهلك يرفضوها
اتسعت عيناه قائلاً بصرامة :يرفضوا مين هو أنا اللى هتجوز ولا هما محدش هيعترض أنا كلمت بابا وهو موافق ... ثم ان دي حياتى أنا مش هما أنا اللى اختار وانا ال اتحمل نتيجه اختيارى
وقام من مجلسه وهو يضيف بإصرار:عماد قول لها مهما حصل مش هاسيبها مهما رفضت وقالت مش هاسيبها لاني باحبها
وتركه وخرج من البيت
ظل ينظر الى أثره وهو متأكد تماما انه لن يتركها فقد بات على معرفة تامه بعلي ويعلم جيداً انه اذا قرر شيئاً لا يستطيع كائن من كان ان يثنيه عن قراره وهو يثق تماماً انه لن يتخلى عن ليلى ولن يخذلها
.............
في صباح اليوم التالي
استيقظت وهى تسمع صوت عاصم وهو يتحدث في الهاتف
فتحت عينيها ونظرت له
كان يقف أمام خزانة الملابس ويعطيها ظهره ويمسك الهاتف بيده اليسرى بينما يخرج لنفسه بعض الملابس بيده اليمنى
اتسعت عيناها وهى ترى نصفه الاعلى عاري لم تهتم بالمحادثة التى من الواضح انها تدور عن العمل أسرعت تعطيه ظهرها وتدعي النوم
أنهى مكالمته ووضع الهاتف بجوار الطاولة الصغيرة التي بجانب الفراش
نظر اليها وجدها متكورة على نفسها وتغمض عينيها بشده
اقترب منها أكثر وهو يظن أنها لازالت متعبه وتتألم منذ الأمس
هتف عاصم متسائلا بقلق:زينه ...انتى لسه تعبانه ؟
هزت راسها نفيا دون ان تفتح عينيها واحمروجهها خجلاً من سؤاله
الذى ذكرها بتعبها بالامس ومدى خجلها عندما عرف سبب المها
جلس على طرف الفراش بحيث اصبح قريباً جداَ منها وقال وهو غير مقتنع :لو تعبانه تعالي نروح المستشفى يلا
وضعت الوساده على وجهها وهي تقول:لا
تعجب من رفضها وقال بعدم اقتناع وهو يرفع الوسادة من فوق راسها ويمسك ذراعها لتقوم من الفراش:شكلك تعبانه قومى يلا
اعتدلت وقالت بسرعه وهى تنظر له :لا أنا كويسه
لم تدرى انها اصبحت قريبه منه لهذه الدرجة
نظر لملامحها القريبه منه وراى اثار الشحوب والتعب باديه على وجهها الجميل فتأملها وقال باهتمام : شكلك بيقول لسه تعبانه ارتاحى يا زينه وكملى نوم
اخفضت راسها بخجل رقيق وهى سعيده بنظرة الاهتمام التى تراها بعينيه وهى تشيح بوجهها بعيداً عن صدره العارى
نظرت الى فراش كنزى الفارغ ورفعت عيناها له متسائله
كنزى فين ؟:
عاصم وهو ينظر اليها :عند ماما من امبارح لما تعبتى وديتها لماما ولما رجعنا سيبتها تبات معاها
تضرجت وجنتاها من الخجل الشديد وهى تتسائل في نفسها هل اخبرهم عن تعبى
ظل ينظر لها وهو يتسائل عن سبب خجلها الشديد فشعر بالتسليه وهو يراقب احمرار وجنتيها ويتأمل جمال ونقاء بشرتها التي ذكرته ببشرة الاطفال وشعرها الناعم المتساقط على وجهها بفعل النوم مما جعل شكلها في منتهى البراءه و....الفتنه رفع يده بلا شعور منه وازاح خصلة شعرها خلف اذنها وتفاجأ من مدى نعومته تحت يده حتى ان يده ظلت على شعرها وخلف اذنها فقال بصوت هامس وهو لا يدري ما الذي يفعله :يعني انتي بقيتي احسن؟
نظرت له ولنظراته المتفحصه لها ومدى قربه الشديد منها وبلمسته التي جعلتها ترتعش بخجل فاخفضت راسها وهى تقوم من الفراش بسرعه لتهرب من امامه وقالت وهى متجهه الى الحمام :اه الحمد لله احسن ....دقايق واحضرلك الفطار
وقبل ان يعترض كانت قد قفزت من الفراش واسرعت بالدخول للحمام
هز راسه متعجباً من تصرفها واتجه الى الخزانه ليكمل ارتداء ملابسه وتذكر ان لديه اجتماعاً هاماً سوف يحضره مدير بنك ...ورئيس شركة الاتحاد ووالده ورؤساء الاقسام يجب الا يتاخر
خرجت من الحمام واتجهت الى المطبخ تعد له الفطور والقهوه تريد ان تهتم به اليوم تريد ان تشكره على مافعله بالامس ولايوجد غير ان تعد له فطوراً خاصاً كنوع من العرفان
دخل خلفها بعد ان ارتدى ملابسه بالكامل استعداداً للذهاب لعمله وجلس على الطاوله في المطبخ وضعت الطعام على المائده
رفع راسه لها قائلاً :مش هالحق افطر النهارده ورايا اجتماع مهم هاشرب القهوه بس
سكبت له فنجاناً من القهوه ووضعت عليه حليب
رفع راسه باستنكار شديد هاتفاً :إيه ده إيه اللى عملتيه ده ؟
قالت بهدوء شديد وهى تضعه امامه :اشربه هيعجبك أنا جربته وطلع طعمه جميل ...كده احسن من القهوة اللى بتشربها
ولم تكتفى بهذا بل صنعت له شطيرة بيض بالجبن وقطعت جزء كبير ووضعته في فمه وهو في حاله من الذهول وهى تقول
:ده بقى السندوتش اللى باعشقه بيض بالجبنه الرومى حكاااايه
ده لازم قبل ما اروح الجامعه آكله
كانت تتحدث وتضع في فمه الطعام دون ان تمهله فرصه للرد الى ان انهت الشطيرة بالكامل ..لم يستطع عاصم المقاومه فهو في قرارة نفسه كان يشعر بالاستمتاع بهذا الاهتمام الانثوي الذي كان يفتقده في حياته
قربت فنجان القهوه بالحليب من فمه :بسرعه بقى اشربه قبل ما يبرد
نظر لها بغيظ وهو يحاول ان يبتلع الطعام الذي في فمه فهو كلما حاول ان يتحدث وضعت له المزيد من الطعام في فمه
حدجها بتوعد قائلاً بحزم:زينه
نظرت له ببراءه شديده وقالت :دوقه هيعجبك بس المره دى عشان خاطرى
تنهد وهو يمثل الضيق واخذ منها الفنجان ووضعه جانبا:مش هاشربه مش كفايه ساندوتش الجبنه بالبيض انتى كل يوم هتمشينى على مزاجك بقول لك هاشرب فنجان قهوه بس تقومى تاكلينى بيض بالجبنه وبعدها عايزانى اشرب قهوه باللبن
زينه بتبرم وبدلال فطري:اللى يسمع كده يقول انى عملت كارثه كل ده عشان ساندوتش
واكملت وهى تقرب الفنجان منه :دوق بس مش هتخسر حاجه
تنهد من الحاحها وقال وهو ياخذ الفنجان :لو معجبنيش مش هاشربه فاهمه
هزت راسها وهى تبتسم له بتشجيع:هيعجبك أنا متاكده
امسك الفنجان واخذ رشفه منه وقال كاذباً وهو يضعه امامها :مش حلو
اتسعت عيناها وقالت :انت لحقت ياعاصم لا اشربه
قال وهو يترك المائده ويتجه لمكتبه :اتاخرت لما ارجع هاشربه
أسرعت خلفه وقالت وهى تنظر له ولتوتره وهو يضع الملفات في حقيبته بسرعه
اقتربت منه وقالت بهدوء :كل مره تستعجل بتنسى حاجه مهمه ممكن تهدى كده لسه الوقت بدرى على مهلك
سالته :اخدت تليفونك
فتش جيوبه وقال :لا مش معايا
خرجت من غرفه المكتب ودخلت غرفه نومها ووجدته على طاوله الزينه
أسرعت تلتقطه واتجهت اليه
ابتسم لها ابتسامة نادرة وهو ياخذه منها :الحمدلله انك فكرتينى
لم يعلم عاصم تأثير ابتسامته في زينه التي قالت لتتجاهل زيادة معدل خفقان قلبها:عشان كده بقولك ماتستعجلش
نظر لحقيبته وهو يراجع ان كان قد نسي اى شيئ اخر
نظر اليها عاصم وهو يغلق حقيبته :ورايا اجتماع مهم يا زينه ولازم اوصل قبل الكل
واضاف قائلا :لو نسيت حاجه هاكلمك
واقترب منها وانحنى عليها طابعا قبلة على خدها وهمس قائلا :شكرا
وانصرف سريعاً لعمله
وقفت تنظر له غير مصدقه ما فعله للتو ووضعت اصابعها على خدها وهى تشعر ان دقات قلبها تتقافز من الفرح
همست غير مصدقه :هو باسنى ولا كان ده حلم
لالا ده حقيقه اوى أنا متاكده ...لا مش ممكن يكون
وضعت يديها على خديها وهى تضحك بخجل
رن هاتفها ورات اسم اختها اجابت وهى تضحك صباح الورد والفل شفتى ياليلى ...
تغيرت ملامحها وقالت مال صوتك انتى تعبانه ...اوكيه حاضر
.................
صباح الخير
رآى والده يتناول الافطار هو ووالدته وابنته التى اقترب منها يقبلها
فؤاد وهو يشير لابنه بالجلوس :اقعد افطر معانا
عاصم وهو يقبل ابنته :لا سبقتكم زينه النهارده اكلتنى كانها بتزغط بطه
ضحكت والدته :برافو عليها قدرت عليك
عاصم وهو يسكب لنفسه فنجان قهوه ليرتشف منه عده رشفات
:قدرت إيه أنا سبتها على مزاجى المره دى عشان مستعجل
واردف وهو ينظر لوالده :بابا جاى معايا
فؤاد وهو ينهى افطاره :لا امشى انت أنا هاتاخر شويه
هز راسه وانصرف بخطوات سريعه
نهاد وهى تبتسم وتقول :ماشاء الله عليها زينه من يوم ما اتجوزو وهو بيفطر في بيته ومهتمه بيه اوى وبشغله وبكنزى
فؤاد وهو يرتشف قهوته :ربنا يسعدهم
نهاد وهى تنظر لزوجها:مالك يا فؤاد في حاجه
فؤاد بشرود:بفكر اسافر لعاصم طول وحاسس ان في حاجه
نهاد بقلق:هو تعبان
هزراسه :لا امبارح بكلمه صوته ماعجبنيش حاسس ان في حاجه ومش راضى يقولى عشان كده ناوي اسافر له على طول بعد زيارة الحاج الكبير
واردف باهتمام :اوعى يانهاد تقولى حاجه قدام البنات
هزت راسها بتاكيد:لا طبعا ما تقلقش ...ان شاء الله مافيش حاجه
......
اقتربت منهم زينه وهى تقول بتوتر :هو عاصم فين؟
فؤاد باهتمام :مشى يا بنتى في حاجه ؟
زينه وهى تعض شفتيها بضيق:كنت عايزه اقوله يوصلنى لليلى لانها تعبانه شويه
نهاد بقلق :مالها ليلى سلامتها
زينه وهى تحاول ان تتماسك :تعبانه يا طنط شويه ماتقلقيش
فؤاد وهو يقوم من الطاوله :تعالى اوصلك في سكتى
زينه بامتنان :مرسيه اوى ياعمو
واسرعت لشقتها لتغيير ملابسها
..............
جالس في مكتبه قبل بدء الاجتماع يدرس الاوراق سمع صوت طرقات تبعها دخول السكرتيره وهى تحمل له القهوه
وضعتها بجواره وانصرفت تسللت له رائحه القهوه
فالتفت وتناول الفنجان وارتشف منه وهو يتذكر كلمتها
"دوق بس مش هتخسر حاجه "
ابتسم وهو يتذكر طعم القهوه بالحليب التى صنعتها خصيصا له وابتسم وهو يتذكر وهى تطعمه
اهتمامها به وبكل شى يخصه واهتمامها بنفسها
تغيرت ملامحه وهو يتذكر يارا وانانيتها المطلقه لايذكر مطلقا انها اعدت له وجبه او اهتمت به او حتى اطعمته في فمه مثلها رغم تعبها بالامس الا انها قامت واعدت له الافطار
رن هاتفه فوجد اسمها
ابتسم واجاب بهدوء :وعليكم السلام تغيرت ملامحه وهو يسمع صوتها وسالها بقلق:زينه انتى تعبانه مالك في حاجه ؟......لا سلامتها روحى مع بابا وانا وراجع من الشغل هاعدى اخدك ...اوكيه مع السلامه
تنهد ووضع هاتفه جانبا وهو يتذكر في الماضى
"أنا عايز افهم مش بتردى على تليفونك ليه وازاى تخرجى بدون ماتقولي لى ؟
يارا بسخريه :هوانا طفله عشان اقول لك رايحه فين
عاصم بقرف :دي الطفله بيبقى عندها مسئوليه عنك ازاى خارجه طول اليوم وسايبه البنت وهى تعبانه
تاففت منه :اعمل إيه تعبت من القعده دى عيشه تخنق"
عض على شفته من تلك الذكريات المزعجه ورن على جرس جانبى
دخلت السكرتيره :ايوه يافندم
اشارعلى القهوه :دريه خدى القهوه دى وحطى عليها حليب وهاتيها
نظرت له باندهاش واتجهت بهدوء وحملتها وخرجت لتنفذ طلبه
...............
لم ينم جيدا ويشعر بصداع يكاد يفتك براسه لايرى من الصداع الافكار والحيره والالم تلاعبوا به بمهاره شديده ..غير ان صورتها لم تفارق خياله لحظه كل ذلك تجمع وسرق راحة باله وقذف بالنوم بعيدا
خرج من الغرفه واتجه يبحث عن والده ليعطيه شيئاً يسكن هذا الصداع المؤلم ... اقترب من غرفة المعيشه سمع صوت ابيه وامه وهما يتحدثان بصوت مرتفع
تعجب ودلف الى الغرفه ونظر الى والدته التى يظهر الغضب على وجهها
ووالده صامت
قال متسائلا :مالكم في حاجه ؟
والده وهو يرسم الهدوء على وجهه :لا مفيش حاجه
والدته وهى تنظر له بغضب :صحيح اللى سمعته ده ياعلي؟
قطب حاجبيه وقال متسائلا :هو إيه اللى سمعتيه ؟
هنا وهى تعقد ذ راعيها على صدرها :سمعت انك اخترت واحده وقررت تتجوزها
نظر اليها وفهم ما تقصده وقال وهو يجلس بجوار والده واجاب بهدوء :ايوه اخترت
هنا باستنكار:كده بدون ما تاخد رأيي
علي بتاكيد:سبق وقلت لك إني قررت اختار بنفسى وحضرتك وافقتي وما اعترضتيش
ردت بقصد:خد راى امك اللى عايزه مصلحتك احتمال اللى اخترته غلط ومش مناسب لك
علي بهدوء :أنا شايف انها مناسبه ليا وفيها كل اللى أنا اتمناه
هنا باستنكار :البنات اللى كنت بختارهم لك مكانوش مناسبين ولا واحده عجبتك
علي وهو يهز راسه نفياً : ولا واحده فيهم مناسبه ليا او حتى شدتنى ... قلت اختار بنفسى والحمدلله لقيت المناسبه ليا
هنا بغضب شديد لم تستطع ان تخفيه :والعميا هى المناسبه !!!؟
اتسعت عينيه وقال وهو يحاول ان يتمالك اعصابه :ما اسمهاش عميا لو سمحتى يا ماما هي ليها اسم ...ورداً على سؤالك ايوه مناسبه في كل حاجه
هنا بصوت مرتفع :مناسبه في إيه ...علي فوق اللى عايز ترتبط بيها عميا ما تعرفش تعمل لنفسها كوباية شاى ازاى تتحمل مسئولية بيت هتبقى زيها زى الكرسى مفيش منها فايده هتكون عاله عليك وفي اقل من شهر هتمل منها وتكرهها
صرخ دون شعور منه لانها دون ان تقصد نطقت بكل مخاوف ليلى :لا مش هتبقى عاله ولا هامل منها في لحظه لانى مقتنع بيها ومتاكد ان جوازنا هينجح عارفه ليه لانى بحبها وشفت فيها كل اللى بتمناه
هنا وهى غير مصدقه :اللى تتمناه وعايزه مش موجود فيها مش دي يا علي .... انت نسيت شروطك اللى كنت بتدور عليها ؟؟؟...دى تقدر تتحمل مسئوليه بيت ؟؟؟
واردفت بسخريه: ولاهتجيب لها خدامه ؟
علي باقتناع تام :ايوه هاجيب واحده تخدم في البيت والاكل الحمدلله عندى مطعم كل الاكل هيبقى منه
واردف ببساطه فين المشكله بقى
اتسعت عيناها بغير تصديق مما تسمعه :مش دى الحاجات اللى كنت بترفض البنات عليها جاى بكل بساطه تحلها إيه اللى حصلك
علي باصرار :اللى حصل أني بحبها ولقيت فيها كل اللى أنا عايزه واتمنيته ماجيش عشان حاجات بسيطه ممكن تتحل ببساطه تقف في طريق ارتباطى بيها واقول لا ...
دى اختيارى أنا وانا مقتنع باختياري و مهما حصل مش هاسيبها ولا هاتجوز غيرها
هنا بغضب :اختيارك غلط وهتندم عليه... مهما قلت أنا مش مقتنعه ولا موافقه واكيد البنت دى لعبت بعقلك وخلتك تشفق عليها
علي وهو يشير على نفسه :اختيارى غلط ...دلوقتى بقى اختيارى غلط لما قلت عايز ليلى ؟؟ وبقيت اهبل وممكن يتلعب عليا من حد واتاثر واشفق عليها ؟؟ وليييييه ده كله ؟هو أنا جايب واحده من الشارع ولا سمعتها وحشه لا سمح الله دي البنت من عيله وادب واخلاق غير انها معروفه اسمها لوحده بدون عيلتها معروف
اردف باصرار وعناد : ليلى مش هاخد غيرها وهاتجوزها حتى لو الكل وقف ضدى لان دى حياتى وانا اللى اختار
هنا بعند :وانا مش موافقه على الجوازه دى مهما حصل
نظر لها بعتب : مش موافقه ...ليه مش دى حياتى وانا اللى اختار ولا ماليش حق ...طول الفتره اللى فاتت ماشى وراكى وشفت بنات بعدد شعر راسى وكل فرح او مناسبه تعالى ياعلي شوف ...تعالى قابل... تعالى النادى وانا ولا مره فيهم قلت لا مش رايح او كفايه ...بسمع كلامك بسيب شغلي وكل اللى ورايا ...وكل ده عشان مش عايزك تزعلى منى ودلوقتى يوم ما اختار انتى اللى تقولى لا من دون الناس وبتشككي فيا وفى مشاعرى هنت عليكى بالشكل انك توجعى قلبى ليه يا امي ده أنا عمرى مازعلتلك ولا قلت لك لأ في حاجه ...كده بدون تفكير وببساطه شديده حكمتى على حياتي بالفشل وشككتى في اختيارى ...ده معناه واحد انك مش بتثقى فيا ولسه شيفانى علي المراهق غير المسئول
اشاحت بعينيها بعيداً كى لايرى مدى تاثرها بكلامه وقررت ان تضغط عليه فهى تعرفه جيدا انه لن يقول لها لا مهما قالت او فعلت وهى لن تضعف له
قالت بصوت حاولت ان تظهره قوى : أنا بعمل اللى في صالحك وهتيجى تشكرنى بعد كده
رد باستنكار:صالحى ...صالحى انى اسيب البنت اللى اخترتها وبحبها عشان إيه عشان حاجه أنا مش شايفها اصلا
واردف قائلا :عندي سؤال هو عدم موافقتك علشان هي مش هتريحني ولا عشان المسئوليه ولا إيه؟
صمتت ولم تجبه واشاحت بوجهها بعيداً
تنهد وباصرار :على راحتك لكن أنا مش هاغير رايي ولا هاتراجع عنه وهاعمل اللى في صالحى أنا
والتفت يقول لوالده :بابا أنا مسافر لجدى بعد اذنك
صرخت هنا :بتهددنى انك هتروح لجدك ...جدك اللى هتروح له لو عرف مش هيرضى
علي عليها بهدوء :ومين قال انى رايح لجدي علشان غضبان أنا رايح اجيبه
واردف بتاكيد:بالمناسبه جدى اول ماهيعرف هيكون معايا لانه بيثق فيا وفي اختياراتى
وتركها واتجه خارج الغرفه وخلفه والده وهو يهز راسه بضيق مما آل اليه نقاشهما
وقال بضيق:هتخسرى ابنك يا هنا بالشكل ده
هنا بعند :شريف فهم ابنك انى مش راضيه على الجوازه دى ولو اتجوز مش هاحضر فرحه
قاطعها وقال بحده :انتى حره لكن يوم مايقول ياجواز وفرح وقتها هتحضرى حتى لو كنتي رافضة
هنا بحده :ومين ان شاء الله هيجبرني
شريف بغضب شديد :أنا اللى هاجبرك واوعى تفتكرى زى كل مره اجى اطبطب عليكى واقولك ليكى حق لا أنا مع ابنى ومش هاكسره ولا هاوجع قلبه سامعه
وتركها واتجه خلف ابنه وهى غير مصدقه لقد ظنت انه سوف يساندها ويقف معها في الرفض ولكنه تخلى عنها ليقف مع ابنه ضدها ولكنها لن تسكت
اتجهت الى الهاتف ودقائق :ايوه يافاطمه شفتى اخوكى ...
..............
جالسه في شرفة غرفتها شاردة لم تنم بالأمس كلما تذكرت صوته تشعر بوجع في قلبها يجعلها تبكى بحرقه شديدة وتتساءل بينها وبين نفسها هل آلمته هل يتألم مثلى هل يعانى
أغمضت عيناها بتعب وتسللت دموعها على وجنتيها
لم تسمع صوت باب غرفتها ولا دخول اختها اليه
اقتربت منها زينه وانحنت تحتضنها بحنان وقالت بسعادة :قلت لك انه بيحبك ما صدقتيش
وجلست بجوارها
ليلى وهى تمسح دموعها :صدقتك بعد ماسمعت كلامه يا زينه
زينه بهمس:طيب ليه رفضتيه وهو بيحبك اوى بالشكل ده ومستعد يعمل اى حاجه علشان ترضي
ليلى بوجع:خفت تيجى لحظه ويندم ويكرهني يا زينه وانا اتقبل اى شى الا انه يكرهنى
زينه باعتراض:مش علي يا ليلى اكيد قبل ما يتقدم ويصارحك بحبه فكر كتير واللى اسمعه عنه انه انسان عملي ولما يقرر حاجه مش ممكن يرجع فيها
ردت بهمس مؤلم:عارفه يا زينه هو وبيصارحنى بحبه اتمنيت انى ارجع اشوف بس عشان اشوف عينيه ونظرته ليا هو وبيقول لي بحبك ياااااااااااااه يا زينه لحظة ماتتوصفش حسيت الصدق في كل حرف بينطقه ..قد إيه اتمنيت اشوف الحب في عنيه في اللحظة دي
زينه برقه:الانسان يا ليلى مش محتاج عينين عشان يعرف الحب الحقيقى ... محتاج قلب وانتى حسيتى بقلبك من زمان انه بيحبك من قبل حتى مايتكلم ويصرح
واردفت بتاكيد :أنا متاكده انه هيرجع تانى ويعيد طلبه
ليلى بياس :حتى ولو رجع ردي عليه مش هيتغير أنا متاكده ان اهله هيرفضوا انتى مش فاكره مامته يوم ماجات تزورنا مع طنط نهاد وهى بتتكلم عن العرايس اللى بتجيبهم له وهو بيرفض
زينه بعقلانيه:بيرفض لانه مفيش ولا واحده دخلت دماغه ولا حبها لكن انتى مختلفه يا ليلى علي حبك وحبك بجد ماشفش فيكى اى نقص على العكس شايفك مكمله ليه شاف فيكى كل اللى بيتمناه وبيدور عليه تعرفى ان لميس قالتلى انه له اختيارات غريبه في البنت اللى عايز يرتبط بيها لما سمعتها استغربت لكن عرفت بعد كده انه بيدور على البنت البسيطه اللى تدخل القلب ببساطتها وعقلها
تعرفى لما بسمع عموا فؤاد بيتكلم عنه الاقى كل اللى كنتى بتتمنيه موجود فيه انتوا الاتنين مكملين بعض يا ليلي صدقيني
زينه باصرار :اوعى تضيعى الفرصه دي وتقولى لأ..بالعكس عيشى حياتك
ليلى بصوت باكى :نفسي يا زينه لكن ما اقدرش اكون أنانيه مع علي واتعبه معايا ما اقدرش يا زينه
زينه بحكمه :ليلى انتى اتغيرتى عن زمان بقيتى تقدرى تساعدى نفسك اكتر وتتحركى وتدخلى المطبخ التدريبات ساعدتك بنسبه كبيره جيه الوقت اللى تطبقى التدريبات في حياتك مش في وقت التدريب بس
ليلى بتساؤل :قصدك إيه
زينه بذكاء:عيشى اختبار حقيقي واعتمدي على نفسك وشوفى انتى نجحتى ولا لا ارتباطك بعلي هو الاختبار اللى هتحاولى تنحجى فيه وانا متاكده انه مش هيسيبك هيساعدك ويقف معاكى لان الاختبار ده انتوا الاتنين محتاجين تنجحوا فيه
فكرى ياليلى هتقدرى ولا لا
صمتت تفكر فيما تقوله اختها بهدوء
............
في المساء
جالسه بجوار تاليا تتحدث معها في غرفة المعيشة في بيت والدها
تاليا بخجل :أنا عارفه انى غلطانه ياماما لكن وقتها ما قدرتش اقول لها لأ عشان ما تزعلش منى
سميره بعتب رقيق:غلطانه يا تالي دى حاجه لازم تقولى فيها لأ لانها تخصك انتي وجوزك بس محدش له دخل فيها يابنتى
اقولك حاجه انتى عارفه انى ما كانش عندى غير احلام وعماد احلام اتجوزت صغيره تعرفي عمرها مادخلتنى في حياتها رغم انها بنتى الوحيده ومره حصل بينها وبين عاصم مشكله وبالصدفه بعد المشكله بفتره عرفت ولما سالتها ليه مقولتيش قالتلى ياماما المشكله بمجرد مانتصالح بتنتهى بينى وبين عاصم لكن معاكى هتفضلى شايله منه ومش هتنسى المشكله وهتضايقى منه وانا مش عايزه كده
ربتت على يدها :انا عايزاكى تكونى كده مهما حصل بيتك وحياتك حاجه خاصه
هزت راسها بتاكيد:اتعلمت ياماما بعد ماشفت بعينى
سميره وهى تنظر لكوب موضوع بجانب تاليا :إيه ده يا تاليا انتي بتشربي ايه
نظرت تاليا للكوب : ده قرفه مع زنجبيل ماما عملتها لى
اتسعت عينا سميره بقلق وسالتها وهى تحاول ان تظهر الهدوء :انتى شربتى منه ؟
تاليا وهى تهز راسها نفيا:شربت منه حاجه بسيطه طعمه صعب امبارح كنت حاسه بالم في بطنى وماما قالت لى هيريحك من الالم وعملت لي فنجان
لكن نمت ونسيته جنبى النهارده اصرت انى اشربه لكن ما قدرتش اكمله
فكرت سميره بخوف "المجنونه تريد ان تتخلص من الطفل دون ان تدرى ابنتها لا لن ادعها تقتل فرحتهم عماد ينتظر هذا الطفل ويحلم كل يوم هو وتلك الغافله عن تصرفات والدتها "
سميره بهمس وهى ترسم ابتسامه على شفتيها :انتى ما وحشكيش البيت
تاليا بتاثر :وحشنى اوى ياماما
سميره وهى تبتسم :تعرفى انى جايه مخصوص ارجعك البيت
تاليا بسعاده :ارجع البيت ياريت
واردفت بتوجس :لكن عماد زعلان منى
سميره بحكمه :ارجعى بيتك يا تاليا حتى لو زعل منك النهارده هيرضى بكره وجودك هنا هيزيد الجفا بينكم وده غلط
حتى لو قسي شويه لكن استحملى واعرفى انه بيحبك اوى
تنهدت بضيق:وانا بحبه اوى وعارفه انى غلطت لكن هاحاول انه يسامحنى
سميره ببتسامه هادئه :برافوا عليكى ...يلا قومى البسى عشان نرجع بيتنا
قامت واتجهت الى غرفتها
دلفت سعاد الى الغرفه وجلست وهى تتنهد بضيق من وجود سميره
:هى تاليا فين ؟
سميره باقتضاب:في اوضتها
سعاد وهى تمصمص شفتيها :قلت البنت تعبانه ومحتاجه ترتاح والكلام الكتير بيتعبها لكن محدش سامعنى
تجاهلتها سميره وهى تنظر لساعتها وتشعر بالقلق من رد فعل سعاد عندما ترى ابنتها ستذهب معها
سمعت صوت والد تاليا وهو يدخل المنزل ويلقى بالتحيه تنهدت بارتياح لوجوده
ابتسم ما ان راها واقترب منها وهو يصافحها
جلس بجوار زوجته وهو مبتسم ببشاشه :ازيك ياحجه وازاى عماد واخباره إيه؟
ابتسمت بود واجابت :الحمدلله بخير بيسلم عليك وكان عايز ييجي معايا لكن انشغل شويه
اجاب بتفهم :الله يعينه شغله متعب
سميره :هو قال لى انه جاى يزورك النهارده
ابتسم بود :يشرف في اى وقت
اعتدلت سعاد في جلستها وقالت باندفاع :يشرف لكن بعيد عن بنتى... بنتى خلاص مش هترجع
نظرت لها سميره بتعجب وقالت :إيه الكلام ده يا ست سعاد
سعاد بحده :اللى سمعتيه بنتى عايزه تطلق ومش عايزه ترجع له تانى بعد اللى شافته منه... وانا من الاخر مش هاجبر بنتى انها تعيش معاه
خرجت تاليا من غرفتها واقتربت تحيي والدها وجلست
سميره وهى تنظر لوالد تاليا :استاذ توفيق أنا جايه اخد تاليا لبيتها بعد اذنك طبعا
اتسعت عينا سعاد وهى ترى ابنتها وقد تاهبت وسوف تذهب معها فقالت بلهجة حادة:تاخدى مين لا بنتى مش هتتحرك من هنا هو على راحتكم انتى وابنك تاخدوها وتسيبوها
واشارت على ابنتها واردفت بغضب :بيت اى بيت هو ده بيتها وبنتى ملهاش بيت غير ده ومش هتتحرك من هنا
سميره باعتراض:لا ليها بيت وجوز و مسئوله عنهم وماينفعش تسيب كل ده وتقعد هنا
ضحكت سعاد بعصبيه وردت بسخريه وهى تمصمص شفتيها :جوز فين ...الجوز ده اللى سابها ورفض يكلمها عشان بس قالت مستقبلى ده واحد آآمن عليه بنتى بعد اللى شفته بعينى ده انسان انانى مش بيفكر غير في نفسه
تاليا باعتراض:ماما عماد مش انانى وعمره ماكان كده
ضربت على صدرها باستنكار مما تسمعه :بتدافعى عنه يا تاليا بعد كل اللى عمله معاكى !!!! يابنت اعقلى والله هتضيعك حنيه قلبك مع اللى يسوى ومايسواش
ثم اردفت :ثم انتى لابسه ورايحه فين ؟
تاليا بهدوء:رايحه بيتى كفايه
ونظرت لوالدها :بابا بعد اذنك أنا مروحه بيتى
وقبل ان يجيب اقتربت من ابنتها وقبضت على ذراع ابنتها بعنف :انتى مجنونه تروحى لحد عنده معندكيش كرامه
ده مرفعش عليكى سماعة التليفون يسال عنك ولا حتى عبرك لا يا تاليا أنا مش هاسيبك تروحى للمجنون ده ده ممكن يقتلك
سميره بذهول مما تسمع فردت وقد طفح الكيل:عيب يا ست سعاد اللى بتقوليه ده مايصحش تقولى كده عن ابنى ولا هاسمح لك تغلطى فيه ....وكمان عيب اللى بتعمليه ده واحده عايزه ترجع لبيتها وجوزها وانتى عارفه كويس انها بتحبه وعايشه مبسوطه معاه والمشكله اللى حصلت بينهم انتى السبب فيها ولولا تدخلك السافر في حياتها كانت بنتك عايشه مرتاحه ومبسوطه مع جوزها كفايه لحد كده وسبيها تعيش حياتها
سعاد وهى تضرب على صدرها وتشير على نفسها :قصدك أنا خرابة بيوت وخربت على بنتى وكمان أنا سافله بتشتمينى في بيتى
لاااااا لحد كده ومش اسكت اتفضلى اطلعي بره بيتي
شهقت تاليا من تصرف امها ولكن تدخل والدها في هذه اللحظة قائلاً بحده شديده :انتى اتجنيتي تطردى الناس في وجودى في إيه لا محترمه كبير ولا صغير ولا محترمه وجودى
الست من اول القعده وهى بتكلمك بادب واحترام وانتى هاتك ياتجريح في ابنها وناسيه انه جوز بنتك وابو ابنها عيب كده
والتفت لسميره :اسف يا ست سميرة وسامحينى على اللى حصل
سعاد بجنون :انت بتعتذر لمين انت ياراجل هتجننى انت ناسى ابنها عمل في بنتك إيه ولا نسيت
تجاهلها واكمل وهو يشير لابنته :وانتى يا تاليا ارجعى يابنتى بيتك ولجوزك مع حماتك
هزت راسها ونظرت لوالدتها بقلق فحدجتها بنظرات تهديد
توفيق وهو يلاحظ ترددها :اوعى تترددى وتغلطى الفرصه جاتلك اوعي تضيعيها
اقترب منها وامسك ذراعها برفق :يلا يا حبيبتى روحى
امسكت حقيبتها وقالت :يلا يا تاليا يا حبيبتى
امسكت تاليا حقيبتها وهمت ان تتحرك فسمعت صوت والدتها بغضب :والله لو اتحركتى لا انتى بنتى ولا اعرفك وقلبى مش هيكون راضى عنك لو رجعتى له
تاليا وهى تقترب من والدتها وهى غير مصدقه فقالت وقد انهمرت دموعها:ليه يا ماما كده هو أنا عملت حاجه غلط أنا عايزه ارجع بيتى واعيش حياتى واكون مع جوزى اللى بحبه وما اقدرش ابعد عنه ياماما ده عماد اللى عمرى ماشفت منه حاجه وحشه ازاى عايزانى اسيبه واقعد هنا ...اشوف بعينى شماتة اقرب الناس فيا وكل واحده من بنات خالتى جايه ترمي عليا كلام زي السم ده غير خالتى نفسها اللى هى السبب في اللى حصل برضه كإنها ما صدقت ....لا سامحينى ياماما أنا كل مره باسمع كلامك لحد ماوصلت للى أنا فيه ......أنا راجعه بيتى
نظرت لسميره وقالت وهي تمسح دموعها:يلا يا ماما
اقتربت من والدتها لتقبلها ولكنها أشاحت بوجهها وقالت بغِّل :هترجعى ليا اوعى تفتكرى هيقابلك بالورد ده ممكن يأذيكى ويطردك واكيد هيطردك ووقتها هترجعى هنا وتشوفى اللي بعتى امك عشانه
أمسكت سميرة ذراع تاليا تدفعها للامام برقه لكى يذهبا وهى ترى مدى تأثر تاليا من حديث والدتها الجارح
اقترب منها والدها واحتضنها بحنان شديد وهمس في اذنها :ربنا يسعدك يابنتى في حياتك وبيتك ولو محتاجه اى حاجه كلمينى وانا اجيلك لحد عندك
تاليا بصوت باكى :بابا اوعى تكون زعلان منى
توفيق بحنان:حبيبتى أنا عمرى مازعلت منك وقلبى راضى عنك يلا بقى روحى بيتك وماتقلقيش على مامتك اكيد هتلاقى حاجه تشغلها
اوصلها الى الباب وهو يوصى سميره عليها
.............
في المساء
عاد من عمله ودلف الى البيت لم يجد والدته او ليلى اكيد معها في غرفتها لقد اخبرته والدته ان زينه جاءت لاختها وقضت معها اليوم لترفه عنها ...
سوف ياخذ حماماً سريعاً ويذهب اليها لن يتركها بمفردها
اقترب من غرفته وهو يشعر بالضيق ...لقد صارت غرفته مزعجه فكلما دخلها يشعر بالانزعاج والضيق يشعر ان هناك شىء ناقص شى يكمل وجوده ويضفى البهجه لحياته كان يعرف ان لها مكانه كبيره بداخله رغم ضيقه وجرحه منها الا ان هناك جزء بداخله يفتقدها يفتقد صوتها واهتمامها لقد كره غرفتهم ما ان ذهبت دائما يجدها منتظره مهما تاخر تنتظره ولاتنام الا عندما تطمئن انه عاد مهما كان غاضباً او منزعجاً من شيء فانها تظل بجواره الى ان يهدأ
زفر بضيق ووضع يده على مقبض الباب وفتحه ودلف الى الداخل وما ان خطا بقدمه في الغرفه حتى استقبلته تلك الرائحه الجميله المنتشره في انحاء الغرفه نظر للفراش الذى تغير مفرشه وتلك الازهار المنتشره في كل مكان
اغلق الباب خلفه وتقدم بخطوات هادئه يتامل تلك الازهار
"هل اتت ...هل احضرتها امى كما قالت لى في الصباح لقد اخبرتنى انها سوف تحضرها لانها تشعر بالقلق عليها من والدتها بعدما علمت بحملها ...لم استطيع ان ارفض لانى ايضا قلق عليها وزاد قلقى بمعرفتى بتصرفات والدتها غير المسئوله ؟
شعر بخطوات هادئه خلفه يعرفها ويعرف خطواتها الهادئه
همست باسمه :عماد
اغمض عينيه وهو ياخذ نفس عميق نفس محمل برائحتها نفس ازاح ذلك الضباب والضيق الذى احاط بحياته طوال فتره غيابها هل عادت لى والتفت ينظر اليها ليتاكد انها هى وجدها تقف امامه بثوب قصير يلامس ركبتيها حافيه القدمين وشعرها تركته ملقى بحريةعلى كتفيها
اخفض عينيه ينظر لبطنها ليلاحظ لاول مرة ذلك البروز فيه ايوجد هنا طفله الصغير الذى تمنى وجوده يريد ان يمد يده ويلامسه وهم ان يفعل ذلك ولكن
اوقفه صوتها وهى تهمس
كانت تنظر له بخجل شديد وهى تعض على شفتيها ما ان نظر اليها حتى اخفضت عينيها واحتضنت كفيها وهى تضغط عليهم بتوتر شديد
همست قائله وهى ترفع عينيها وتنظر لعينيه كان ينظر لها نظرة غريبه اشعرتها بالتوتر :أنا عارفه انك زعلان منى وعارفه انى غلطانه لكن والله ما اخدت الحبوب جبتها مره وحطيتها في شنطتى عشان ماما ماتزعلش وفضلت العلبه شهور في شنطتى لحد ماجيه يوم ورميتها ونسيتها خالص لكن والله ياعماد ما اخدتها ...
و ازاى اعمل حاجه من وراك
كان يستمع لها في صمت شديد واقترب منها وهو يضع يديه في جيوب بنطاله وقال بصوت بارد ارسل رعشه لقلبها :زعلان أزعل من إيه ازعل انك خبيتى عنى موضوع الحبوب ولا ازعل ان كل كبيره وصغيره في حياتنا عند مامتك وخالتك ولا ازعل على وصفك ليا انى ديكتاتور
التمعت عينيها ودارت حدقتيها في المكان لتستقر على عينيه :ايوه غلطت واعترف بكده لكن انت عارف الكلمه دى طلعت منى ليه طلعت لانك اتهمتنى انى شخصيتى ضعيفه
وعضت على شفتيها وهزت راسها بيأس:ايوه شخصيتى ضعيفه مع امى وما انكرش ان كل ده بسبب ضعفى معها
أنا مهما اعتذرت على اللى عملته لكن أنا نفسى مش مسامحه نفسى على اللى عملته
وتساقطت دموعها وهى تردف بالم :ماكنتش متخيله لما تسالنى عن اخباري واحكى معاها انى ممكن تحصل مشكله كبيره بالشكل ده ماكنتش عارفه ان سبب تعبى في كل سفريه انى كنت بقول لماما وماما تحكى لخالتى
ماكنتش اعرف...ان خوفى عليها وحبى ليها هيخلونى ضعيفه ومقدرش اقول لا ...
لكن أنا تعلمت والله اتعلمت بعد ماشفت شماتة المقربين مني فيا بعد مابعدت وسبتنى لوحدى... عرفت انى غلطت في حق نفسى وحقك
ونظرت له وهى تهمس:عماد أنا اسفه
تنهد وابتعد عنها
أسرعت واحتضنته من الخلف وهى تخفى راسها في ظهره وهى تبكى:عماد انت عمرك مازعلت منى وكل مره بتصفى بسرعه سامحنى المره دى والله اسفه
ابعد يديها من حول خصره وقال بجمود :أنا تعبان وعايز ارتاح
وتركها واتجه الى الحمام
جلست على طرف الفراش وهى تنظر الى اثره وهى تمسح دموعها
..............
بعد يومان
جالس مع جده في المجلس سمع جده يقول لمروان
مروان اقفل الباب الخارجى للمجلس والباب الكبير وروح لجدتك
هزراسه بطاعه :حاضر ياجدى
وانصرف بعدما حياهم تحيه المساء
علي متسائلا :هتنام ياجدى
الجد وهو يعتدل في جلسته :لا مش هنام لكن من اول ماجيت وانا مش عارف اقعد واتكلم معاك
واردف وهو ينظر لعينيه :لانى شايف في عينيك كلام كتير احكى يا ولدى وقول
على وهو يتنهد وقال بصراحه شديد :جدى أنا مش عارف اعمل إيه محتار وحاسس ان الامور كلها دخلت في بعض والكل ضدى عشان قلت عايز اتجوز
الجد باهتمام :ليه هو حصل إيه يا ولدى قول
علي وهو يقترب من جده :شوف أنا احكيلك كل حاجه ...
وبداء يحكى له والجد صامت يستمع باهتمام شديد ولم يقاطعه حتى انتهى تماما
الجد وهو ينظر له :قرارك ياولدى المره دى مش سهل لان المره دى في ناس هتكون ضد قرارك واولهم امك...فلازم يكون قرارك صحيح ومفهوش رجعه
لكن عايز اسالك بتحبها بشكل انك تكون عينيها اللى بتشوف بيها بتحبها لدرجه ماتجيش لحظه تندم مع اول عقبه في حياتك وتقف معاها وتكون معاها ضد رفض اهلك وهتحميها من الهمز واللمز
بتحبها ؟؟؟
على بتاكيد شديد:ايوه ياجدى بحبها وقبل ماتسالنى سالت نفسى الاسئله دى كلها ولقيت نفسى راضى ومفيش جوايا اى ذره تردد عارف ليه لانها تستاهل ياجدى
واردف بحيره :لكن اللى محيرنى ازاى تكون بتحبنى وترفض الجواز مني
الجد بابتسامه هادئه:لانها بتحبك وخايفه عليك ...ليلى يا علي خايفه انك تكرهها وخايفه من رفض اهلك وعشان كدة فضَّلِت تقول لا
علي بحيره :والحل ياجدى
الجد وهو يقوم ويقوم معه علي :حل موضوعك بايدك انت اثبت لها انك بتحبها
علي وهو ينظر لجده :جدى ممكن سؤال
هزراسه :اتفضل
علي وهو يمرر راحته على جبهته :ليه ما اعترضتش وقلت انها متنفعش ومش مناسبه ليا
الجد وهو يبتسم ويستند على ذراعه :لانى باثق فيك وفى اختيارك غير انى سمعت عن ليلى وعن عقلها وادبها كتير من فؤاد
والاهم من ده انها غيرتك خلتك علي اللى بيحس ويتالم ويحارب عشان حبيبته
واشار على قلبه :وخلت ده يحس ويحب... واحده زى دي اوعى تفرط فيها فاهم يامغربى
هز راسه وهو يقبل يد جده :فاهم ياجدى
وسار معه الى خارج المجلس وهم يواصلون حديثهم
.................
في اليوم التالي
جالس مع جده وجدته في حديقة منزل الجد تحت شجره كبيره وامامهم صينيه موضوع عليها ابريق الشاى وابريق حليب بالزنجبيل واكواب
جالس يتأمل حفيده والحيرة تبدو على محياه وهو يتنهد بحيره :مش عارف اعمل إيه
سالته الجده وهى تعطيه كوب حليب بالزنجبيل
:مش عارف تعمل إيه مع ليلى ولا مع امك ولا مع عمر؟
امسك الكوب ووضعه امامه :مع ليلى
واردف وهو ينظر للافق بعيداً :ليلى لو وافقت كانت هتكون ليا دعم كبير واقدر اواجه الكل وهى معايا لكن مع رفضها حاسس انى لوحدى
الجد وهى يسند ذراعه على قدمه المثنيه فوق الاريكة
:البنت حطتك في اختبار واختبار مهم ليها اكتر ماهو مهم ليك
عقد حاجبيه وساله باهتمام :قصدك إيه ياجدى؟
قال بعقلانيه شديده :هى قررت تتفرج وتنتظر وهتشوف نفسك طويل وهترجع مره واتنين ولا لا... غير انها هتشوف مقدار حبك واصرارك عليها من خلال موافقه او رفض اللى حواليك
لكن اهم حاجه ياعلى في المرحله دى اللى هيترتب عليها كل الخطوات الجايه اصرارك عليها ..شوف يا ابني موضوع جوازك من ليلى عليك انت قادر عليه باذن الله
واردف بمكر: وموضوع عمر وامك سيبهم عليا
وأنا بعون الله مش هاسيبك غير وانت متجوزها
اتسعت ابتسامة علي واقترب من جده يقبل كتفه :يا حبيبى ياجدى كنت عارف ان العيله دى مفهاش غير مغربى واحد هو اللى يقدر يفهمنى ويساعدنى
ابتسمت الجدة :ربنا يخليه ويطول في عمره
...........
لميس أنا متاكده انه هو المجرم مش ده
هزت لميس راسها معترضة وهى تضع في فمها فيشار وهى تشير للشاشه التلفاز :يابنتى مش ده المجرم ده بعيد عن الشبهات
زينه وهى تلتهم قضمه كبيره من شطيرة الهمبورجر:عشان كده بقول لك هو المجرم لانه بعيد عن الشبهات
لميس بانبهار :شفتى وسامته إيه ده بياكلوا إيه عشان يبقوا حلوين كده يا زينه الناس دى تعقد
ضحكت زينه وهى تحتسي من المشروب الغازي :بياكلوا فول وطعميه
ضحكت لميس :ايوه عشان كده الطعميه بهتت على لون عنيهم
ضحكا معاً بعشوائيه وهما يتناولان المزيد من الطعام
لميس وهى تشير على الفتاه :البنت دى بتفكرنى ببنت عمتى الاء رفيعه كده وتشبها
زينه وهى تنظر للفتاه:تصدقى تشبه لها فعلا
لميس وهى تضحك :لكن الفرق ان الاء مخها ضارب
زينه وهى تضحك :لا والله دى عسل ودمها خفيف أنا بحب اقعد معاها ...
لميس وهى تشير للشاشه :الحقى ده طلع مصاص دماء وانا اقول ابيض كده ليه
وظلت تضحك...
...............
فى المساء...
اغمض عينيه بعدم تركيز في الاوراق التي امامه كلما حاول ان يركز يسمع اصواتهم العاليه غير تعليقاتهم الغريبه لماذا لايشاهدن الفيلم في صمت والغريب انه فيلم رعب المفترض لهم ان يصمتوا ويشاهدوا بتركيز
استرق السمع وجدهم صامتتين
تنهد وقال اكيد :شكلهم اترعبوا من منظر مرعب
وقبل ان يتم جملته سمع صوت لميس وهى تصيح هى وزينه وتقول :حلاوتك يابيتر ايوه قطعهم كده
اتسعت عيناه وخرج من مكتبه واتجه ناحيتهم والضيق يعتريه
وقف مذهولاً وهو يرى اشكالهم وهما تجلسان على الارض وحولهم العصائر وفيشار وامام كل منهما كيسا مكتوب عليه اسم محل شطائر شهير ولكن مالفت نظره شكل زوجته وهى تاكل من الشطيرة التى بيدها كانت تاكل وفمها مملوء بالطعام غير الكاتشب الظاهر على وجهها
اقترب منهم وقال:إيه الدوشه اللى عملينها دى؟؟
ونظر حوله واشار :ثم إيه المنظر ده حالاً تقوموا ترتبوا المكان ده
والتفت ينظر للتلفازفاتسعت عينيه وقال باستنكار:إيه الفيلم الدموى ده وازاى بتاكلوا قدامه
التفتتا تنظران اليه ثم اكملوا مشاهده الفيلم
عاصم وهو يقف امام الشاشه ويحجب عنهم الرؤيه :بقول قوموا يلا
زينه وهى تشير له :عاصم دى اهم لقطه في الفيلم هنعرف مين المجرم
لميس وهى تؤكد على حديثها لكى يذهب ويتركهم :ايوه ياعاصم ده اهم جزء في الفيلم هنخلص الفيلم ونرتب الدنيا روح كمل شغلك
لم يتحرك من مكانه وقال بضيق من تصرفاتهم :لا مش هاتحرك لانى تعبت منكم ومن اصواتكم العاليه وتعليقاتكم الغريبه على الفيلم ده فيلم رعب المفروض تتفرجوا وانتوا ساكتين مش قاعدين تاكلوا
زينه وهى تضع باقى السندوتش في فمها وتقوم وتقترب منه :ده اخر الفيلم معلش سيبنا نخلصه وهنسكت خالص
كانت تتكلم ومعظم الطعام يتناثر من فمها عليه
التقط منديل من على الطاوله وهو يمسح وجهها :بس كفايه فهمت
ونظر لها وهو يشير على وجهها :في واحده تاكل بالشكل ده وشك كله كاتشب طفلة بتاكل!!
واقترب منها يمسح لها وجهها وهو يكمل حديثه :دخلتى بوشك كله في الساندوتش
زينه وهى تنظر لعينيه بخجل شديد وهو يمسك وجهها ويمسح الكاتشب منه اخفضت عينيها لكى لايرى مشاعرها وخجلها الشديد من قربه نظر لعينيها الواسعه السوداء لاول مره يرى عينيها بهذا القرب رفع طرف اصبعه بخفه شديد لكى يلامس اهدابها الطويله لم يعرف ان تلك الحركه الصغيره جعلت قلبه يرتعش نظر لتلك الشامه الصغيره التى تحت عينها وظل ينظر لها
زينه وهى تحاول ان تبتعد وهى تقول لتخفى خجلها :دى الطريقه الصحيحه لاكل ساندوتش الهمبورجر جربه هتلاقى طعمه مختلف
تنحنح عاصم وهو يبتسم :لا شكرا كفايه اللى باجربه على ايدك كل يوم
التفتت تنظر له متسائله ببراءة:يعنى وحش ؟؟
ابتسم ودون ان يدرى اقترب وهمس لها:لأ.... مختلف وبيعجبني
ابتسمت بخجل رقيق وهى تشير للشطيرة :وده مختلف برضه
ابتعد للخلف وهو يضحك بشده ويرفع يديه امامه معترضاً:لااااا مش هادوق ...بعد ماشفت طريقتك في اكل السندوتش
لميس وهى تصر :دوق ياعاصم ده حلو
نظر لزينه ولعينيها وقال وهو يبتعد عنها :عارف النظره دى كويس
لما تبقى ناويه على حاجه
زينه وهى تضحك :بعدت عشان ما تقولش انى باجبرك
ظل ينظر اليها وهى تعود لتجلس وتاكل ودون ان يدرى بدأ يراقبها وعلى وجهه ابتسامه
:عاصم ياتيجى تتفرج معانا ياتروح مكتبك لكن ما تقفش قدام الشاشه عايزين نتفرج
فزع من صوت لميس ووجد نفسه لا يزال يقف امامهم
تنحنح وقال لهم وهو يخرج من الغرفه:مش عايز صوت عالى مفهوم
هزت الفتاتان رؤوسهم بهدوء وما ان دخل مكتبه حتى سمع اصواتهم ترتفع مرة اخرى
هز راسه بياس من تصرفاتهم وعاد للعمل وهو يصغى لصوتها ويبتسم على تعليقاتها وقد زال تماما الضيق الذي شعر به منذ قليل
وهو يهمس في نفسه و يبتسم بلا وعي ويهز رأسه :اعمل فيها إيه بس طعمة زي الشيكولاته بشكل لا يقاوم...
....................
|