كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
البارت السادس عشر
........................
جالس على إحدى الطاولات ينهى حسابات تخص المطعم وبجواره كوب قهوة يتصاعد منه بخار وبقايا طعام بجواره
لقد خرج من المشفى وطلب من عماد ان يوصله للبيت ومن حسن حظه ان والدته لم تكن موجوده لقد ذهبت الى فاطمه مبكراً ... والا كانت قد امطرته بالاسئله اخذ حماماً سريعاً وغير ملابسه وعاد للمطعم .
كان حديث العمال يصله وهم يقومون بتنظيف المطعم
مسح احدهم الطاوله وقال بانبهار :انت كارثه والله ياد ياهشام ازاي قدرت تدخل حسابه وتهكره
رفع الاخر راسه واستند على عصا الممسحه وقال :عادي الموضوع مش صعب زى ما انت متخيل
سعيد وهو يضع المزهريه على الطاوله :ياعم انت عبقري و الحاجات دى سهله عليك
واكمل وهو ينظر له : يعني لو عايز اعرف حساب واحد ممكن تساعدنى
ابتسم هشام وهو يكمل تلميع الارضيه :ده لو تحب اجيب لك تليفونه وعنوانه اجيب لك
جذبه الحوار وترك ما في يده وجلس يستمع اليهم وفجاه لمعت في راسه فكره فقال لهشام
:تقدر ولا ده مجرد كلام
اعتدل هشام وهو ينظر لعلي وهو متفاجئ :طبعا ...اكيد اقدر
علي وهو يقف امامه ويعيد سؤاله :لو جبت لك اسم واحد تقدر تجيب لي صفحته على الفيس وعنوانه وتليفونه
هشام ببساطه :اكيد طبعا
سعيد وهو يشير على هشام :ده هكر مفيش حاجه تقف في وشه
هشام وهو يضحك :قول ما شاء الله
علي وهو يتجه لمكتبه وهو يحمل كوب القهوه:سعيد كمل شغله وانت ياهشام حصلنى على المكتب
هشام وهو يسير خلفه باحترام:حاضر
دخل هشام الى المكتب وظل ينظر لعلي في انتظار اوامره جلس علي امام الحاسوب قليلا حتى عثر على مبتغاه فقام من خلف الحاسوب واشار لهشام بالجلوس مكانه
وقرب منه حاسوبه واشار له على صوره
:عايزك تعرف لى عنوان الشخص ده يا هشام ورقم تليفونه لكن أنا مش معايه غير صورته
قال ذلك وهو يشير له على صورة ادهم مع ليلى في حفله خطوبتهم
هز هشام راسه بحماس وبدا يعمل بسرعه ومهاره شديده وعلي يراقبه وهو يرتشف قهوته...
صورتها لا تفارق خياله وهى تبكى وتخبره بما حدث لها ...لم يستطيع الذهاب الا بعد ان اطمئن انها خرجت من المشفى بصحبة والدها واختها ...
يريد ان يرتب افكاره ويفكر بشكل صحيح ما الذى سوف يفعله اهم شى انه لن يدعه يقترب منها مهما كلفه الامر ولكن كيف ....
وبعد عدة دقائق
هشام وهو يشير لعلي :اسمه ادهم .....
نظر الى شاشة الحاسوب وهو يرى صورته ولكنها صوره حديثه له
علي وهو ينظر لصورته :عرفت عنوانه
هشام :ايوه عنوانه ....
اخذ قلم ودون العنوان ووضعه في جيبه
وهو ينظر لصورته بتوعد
.................
انهى الاتصال بمكتبه يبلغهم انه لن يحضر اليوم واى اوراق مهمه فعليهم احضارها للبيت
اتجه الى غرفتهم فوجد زينه تخرج منها بهدوء وتغلق الباب بحرص
سالها :نامت ؟
زينه بحزن :ايوه لكن رفضت تاكل بالعافيه شربت اللبن
عاصم بقلق :بتعيط ؟
هزت راسها بحزن نفيا :لا ساكته بس شكلها مش طبيعى
واردفت بضيق:بابا اعمل محضر عدم تعرض خليه يبعد عننا أنا ما صدقت انها بقت كويسه وبتمارس حياتها عادى إيه اللى رجعه تانى وعايز منها إيه
رد عاصم بضيق :تعهد إيه وهو مش موجود اصلا الكلب النهارده رحت بيته ومعايا عماد بعد ما وصلتكم عرفت انه سافر الفجر
اتسعت عيناها بقلق :سافر ولا مستخبي؟
عاصم بغضب :المخبر اللى بيراقبه قال انه سافر بالليل
زينه بقلق:يعنى كان موجود في المطعم وطبعا عشان ينفى وجوده وما يقربش منه عماد... سافر
عاصم وهو يهز راسه بغيظ:ايوه
زينه بقلق على اختها :طيب ممكن يكون سافر امبارح ويرجع بكره ويظهر لها تانى
عاصم وهو يطمئنها :ما تقلقيش اول مايوصل هنعرف لانه متراقب
انتى خليكى جنبها يا زينه وما تفتحيش معاها الموضوع حاولى تنسيها ال حصل
زينه بهدوء :حاضر
...............
بعد عدة ايام
مغمضه عينيها تستمع للقران بهدوء وسكينه انتشرت في كل ذره فيها كل آية كانت ترددها كانت تنشر بداخلها راحه ونور يضيئ الظلام الذى بداخلها ويطرد كل ذره يأس
لم تخرج الفترة السابقة من المنزل لقد زارتها مدربتها سناء ولكن اعتذرت لها انها لن تستطيع التدريب لانها متعبه ولكنها اصرت وجلست لتتحدث معها ...
طلبت منها هذه الفتره ان تصفي عقلها من اي شئ وطلبت منها ان تؤدى تمارين الاسترخاء ...ولم تتركها بل كانت تحضر وتقوم معها بتلك التمارين لتهدىء اعصابها
تلك التمارين ساعدتها كثيرا في تصفيه عقلها وترتيب افكارها
ابتسمت وهى تتذكر انضمام زينه لهم في تمارين الاسترخاء كانت تقول أنا عروسه ومحتاجه اصفي افكاري
بعد تلك التمارين عادت للتدريب مع عماد وسناء
تذكرت ماقاله لها عماد وهو يضع امامها كيس الملاكمه قال : كل ضربه للكيس تخيلى انها له عايز ضربات قويه وسريعه ...
تنهدت وابتسمت بشرود
انهت حفظ وردها اليومي واخرجت السماعات من اذنيها
شعرت بخطوات رشيقه تقتحم الغرفه وصوتها العذب:تعبت النهارده في السوق
ليلى بتعجب:انتى كنتي في السوق مش قلتى خارجه تتمشي انتي وبابا
زينه وهى تضع في حجر اختها حقيبه كبيره مكتوب عليها اسم محل معروف
خرجت أنا وبابا عشان نختار فستان لاخت العروسه
ليلى وهى تضع يدها على جبهتها :نسيت موضوع الفستان ده
ومدت يدها تحتضن كف اختها وبدون تفكير:مش عارفه حياتي هتكون ازاى بعد ما تتجوزي حاسه انى هضيع بدونك
عضت على شفتيها وهى تشعر بالندم على نطق تلك الكلمات لا تريد ان تضايقها او تبعث بداخلها القلق عليها...
"ولكن ماذا افعل ..... منذ الآن اشعر بالفراغ والحزن بداخلي الم شديد وحيرة كيف ستكون حياتي بدونها ...زينه لم تكن أختي فقط زينه صديقتى وأختي وابنتي ولكن مع اقتراب زواجها اشعر بشعور طفل سوف ياخذوه بعيدا عن امه ...طفل سوف يكون بعيدا عن حنانها وعطفها وخوفها عليه "
نظرت زينة الى اختها وهى تشعر بالم يعتصر قلبها فهي من قبل حديثها وهى تشعر بقلق شديد عليها خائفه بشده انها سوف تتركها وتذهب... من سوف يعتني بها و يساعدها ويفهم متطلباتها من سوف تنام بجواره عندما تكون قلقه او داهمها ارق يمنعها من النوم احتضنت اختها بحنان وهمست قائله : أنا اعمل إيه بدونك يا ليلى في حياتي مين هيساعدني ويحل كل مشكله معايا ويحس بيا ويفهمني حتى قبل ما اتكلم ....تنهدت وقالت وهي تغالب دموعها :عارفه أنا اكتر حاجه وجعاني وخايفه منها إني ابعد عنك حاسه إني ما اقدرش اواجه العالم الجديد اللى أنا داخله فيه بدونك
احتضنتها ليلى وبصوت مرهق
:هتقدرى ولو تعبتي او واجهتك اى مشكله هاكون معاكي من قبل حتى ما تطلبي هتلاقيني جنبك
واضافت والدموع تتساقط على كتف اختها الكبرى
: وحتى لو بعدت اوعي تبعدي عني اوتتخلي عني
ليلى بتاكيد وهي تتشبث بزينة :اوعدك مش هابعد عنك ابداً
واردفت لتغير مجرى الحوار وهى تبتسم :نستيني الفستان
ضحكت زينة وهى تمسح دموعها كالاطفال واسرعت لتمسك الحقيبه وتخرج منها الفستان ووضعته في يد اختها
فرفعت يدها ومررت اصابعها على قماش الفستان
:حرير...لونه إيه ؟
زينه وهى تنظر للفستان رمادى فاتح وفيه شغل على الايدين والصدروبحزم رقيق في الوسط
جبتلك طرحه بينك فاتح و ......
استمرت تحكى لها ما احضرته لها وليلى تستمع لها وهى تدعي لها بداخلها بالتوفيق في حياتها القادمه
..................
خارج غرفة الفتاتين وبالتحديد في غرفة المعيشة
نظرت لزوجها بضيق وقالت :هو اي حاجه تحصل لها لازم يكون ادهم هو اللى عملها مفيش غيره
عاصم بحده :ايوه مفيش غيره المجنون ابن اختك... في الاول الحادثه وضربه لها والكاميرات فضحته واكدت ال قالته
ودلوقتي راجع يراقب البيت ويمشي وراها لحد المطعم ويحاول يأذيها ...ليه ؟؟ ده اتجن رسمى
ردت بضيق :يراقب البيت ليه شايفه حرامى يراقب البيت ...اكيد جاى يشوفنى انت ناسى انى خالته وعادى ييجى يشوفنى
عاصم بحدة اكبر:ابن اختك ياهانم بيراقب البيت عشان يشوف ليلى مش عشانك وطبعاً مش عادى انه ييجى هنا.... البيت ده اتحرم عليه خلاص ولو فكر ييجي هنا هاقطع له رجله فاهمه
صاحت نجوى بغضب وردت بدون تفكير: ده كله عشان بنتك تحرمنى من اختى وابنها خليها تروح عند جدتها مدام انت خايف عليها بالشكل ده
امسك ذراعها بقسوه وقال بصوت كالفحيح :انتى اتجنيتى عايزانى اخرج بنتى من بيتها عشان اهلك والله اتجنيتى واهلك يا هانم ما يسووش شعره في بنتى
واستطر قائلاً بعنف وهو يغرس اصابعه اكثر في ذراعها
:ده بيت ليلى قبل ما يكون بيتك سامعه وبنتى مش هتروح حته انا كفيل ببنتى وحمايتها واللى مش عاجبه الباب يفوت جمل ولو عرفت ان المجنون ده خطى عتبة البيت في عدم وجودى هيكون اخر يوم في عمره وحسابي معاكي هيكون عسير
وياريت تبلغيه انه لو راجل يواجهنى بدل ما هو ماشى ورا ليلى الجبان الكلب ...
ترك ذراعها فجاءة ونظر لها نظرة ناريه واتجه الى حجرة مكتبه
اتسعت عيناها بعد سماعها ما قاله من سب غير تلك التهديدات التى لن تطال ادهم فقط بل سوف تطالها ايضا
زفرت بعصبيه وغضب وهى تتذكر ماقالته لها اختها
لقد اخبرتها ناديه ان عماد وعاصم قاموا بزيارتهم وكانوا غاضبين ويتوعدوا له وعندما اخبرتهم ان ادهم مسافر وليس له علاقه بهم زاد غضبهم و حدث مشاده بينهم وبين زوجها عبد العزيز
الذى هدد بطلب الشرطه لهم وبحمايه ابنه منهم
نظرت لغرفة الفتيات بكره شديد
"ياريته خلص عليكى وارتحنا من قرفك امتى ارتاح منك كل ما اقول خلاص هانت القى حاجه بتحصل وبتثبت وجودك واخرتها العمى اللى خلاكى مقيده بينا وبالبيت وطبعا مفيش حد ممكن يرتبط بواحده عميه تكون له هم على قلبه ويتحمل مسئوليتها "
رن هاتفها ورات اسم اختها
امسكت هاتفها واتجهت اللى غرفتها لتتحدث معها بحريه
................
وضعت يدها على قلبها خائفه لم تكن خائفه من اصواتهم المرتفعه ولكن كانت خائفه ان تكون قد سمعت ما قالته والدتها
لقد اصرت عليها ان تدخل وترتدى الفستان
وما ان دخلت حتى بدات اصواتهم في الارتفاع
جلست تتحدث معها من خلف الباب لكى لا تسمع
خرجت ليلى وهى ترتدى الفستان ولكن بدون غلق السحاب وشعرها منسدل الى اخر ظهرها متسائله :زينه هو بابا كان بيزعق
زينه وهى تحاول الا تكذب :انتى سامعه زعيق أنا مش سامعه حاجه
هزت راسها فتحرك شعرها معه برقه :لا مش سامعه
وهزت كتفيها :مش عارفه ليه حسيت انى سمعت صوت بابا
اتجهت لها زينه وهى تغلق سحاب الفستان وقالت حتى تلهيها :إيه الجمال ده الفستان بالزبط عليكى
ابتسمت بخجل ولفت حول نفسها:صحيح مزبوط عليا
زينه بتاكيد وحماس:مزبوط بس ده مخليكي ملكة جمال
................
بعد يومين
جالسه تتناول الغذاء مع والديها نظر والدها لذلك الطبق الصغير الذى وضعت فيه بعض من المشهيات من ليمون وفلفل حار
واندهش وهى تاكلهم بنهم وسعاده :تاليا
واشار الى الطبق:من امتى بتحبى مخلل اللمون والفلفل طول عمرك بينك وبينه عداوه
اجابت وهى تاكل نصف ليمونة بتلذذ شديد:مش عارفه لكن الفتره دى حابه اكله بشكل كبيرلدرجة ان عماد جاب لى برطمان كبير
وابتسمت وعى تضيف:امبارح قمت في نص الليل ادور على لمون مخلل
وشافنى عماد قاعده على الارض حاضنه البرطمان وباكل منه في المطبخ قعد يضحك عليا
اتسعت عيناها وسقطت ملعقتها في الطبق وهى تستمع لابنتها
وهى تحكى مع والدها
شعرت بقبضه في قلبها ونظرت الى ابنتها وتذكرت تلك الاعراض التى كانت تصاحبها عندما تتحدث معها في الصباح عن تلك الدوخه والغثيان ولكن مع حديثها الان تاكدت شكوكها "حامل ...تاليا حامل لكن امتى وازاى ...ازاى تبقى حامل وهى بتاخد الحبوب
هزت راسها تنفى ماتفكر فيه
ونظرت لها وهى ترسم ابتسامه على شفتيها وقامت من المائده
:أنا اعمل شاى تشربوا معايا
همت تاليا ان تقوم:لا خليكى ياماما أنا اعملك الشاى
سعاد وهى تجلسها:كملى اكلك أنا خلصت
واتجهت الى المطبخ والتفتت خلفها وجدتهم يتحدثون اتجهت بهدوء الى غرفتها ودلفت اليها دارت عينها في المكان تبحث عن حقيبة ابنتها وجدتها على طاوله الزينه
اخذتها وجلست على الفراش وفتحتها وافرغت محتوياتها على الفراش وجلست تبحث وبعد ثوانى
عضت شفتيها بغضب شديد :ازاى ماجابتش الحبوب معاها شكلها بطلت تاخدها
واردفت بحنق :لا اكيد هو الزفت عرف ومنعها أنا عرفاها بتخاف منه وبتسمع كلامه في كل حاجه
لكن أنا مش اسكت واوريه ...لكن في الاول لازم اعرف هو عرف ولا لا وهى بتاخدها ولا بطلت من نفسها
جمعت اشيائها في الحقيبه مره اخرى وارجعتها مكانها وخرجت من الغرفه وهى تخطط لما سوف تفعله
..................
في المساء
خرج من الحمام بعدما اخذ حمام ينعشه من ارهاق وتعب اليوم
اخذ عطر من عطوره ويتعطر بها واتجه الى فراشه استلقى عليه يفكر
فيما فعله الايام الماضيه بعد رؤيته لها في المشفى بعدما عرف عنوانه ذهب هناك وعرف من حارس البنايه التى يقيم فيها انه سافر من عده ايام ...لم يصدقه واستمر يراقب البنايه ولكن تاكد انه مسافرعندما تحدث مع عماد واخبره الاخير انه ذهب لمنزله وعرف انه مسافر.
هو متاكد انه سوف يحضر الزفاف وسوف يحاول الاقتراب منها ولكن لن يدعه يقترب منها مهما حدث سوف يراقبها طوال الزفاف ولن يدعها تغيب عن عينيه
تنهد وهو يفكر فيها يريد ان يطمئن عليها يريد ان يعرف هل هى بخير ...هل عادت لممارسة تدريباتها آم توقفت ...هل مازالت خائفه ام تغلبت على خوفها ...لكن كيف يعرف
امسك هاتفه ينظر لرقم عماد يريد ان يتحدث معه ولكنه متردد
يعرف انه ما ان يسمع صوته سوف يساله هل هى بخير هل عادت للتدريب وممارسه حياتها هل لا زالت خائفه
اسئله عديده بداخله يريد ان يساله اياها ولكنه لا يستطيع
عض شفته بضيق والقى هاتفه جانبا وهو يهمس لنفسه
اصبراليومين دول لحد الفرح وهتشوفها هناك وتطمن عليها
..........
بعد عده ايام ...
يوم الزفاف
في وقت الظهيرة دخلت مركز التجميل ومعها ليلى وتاليا
اقتربت منهم فتاه في منتصف العشرينات ترحب بهم واتجهت بهم الى صالون وجلسوا فيه
تاليا وهى تهمس لزينه وهى ترى جمال المكان
:شكل المكان اتغير عن اخر مره
زينه وهى تنظر للصالون الذى تغيرت لونه وديكوراته :صفا كل فتره بتحب تغير الديكورات والالوان
سمعت صوت طرقات حذائها على الارض وهى تقترب منهم ارتسم على وجهها ابتسامه هادئه واقتربت منهم تصافحهم واحتضنت ليلى وقالت بعتب
:وحشانى اوى وزعلانه منك اوى
ابتسمت برقه
ليلى وهى تحتضنها :وانتى كمان وحشانى
:معلش يا صفا انشغلت الفتره اللى فاتت لكن اهو جيتك بنفسى
ابتسمت صفا وهى تشير لاحدى العاملات ان تحضر قهوه
:أنا اول ماكلمتينى قلت لازم افضى نفسى عشان اعرف اقعد معاكى
ليلى بموده :حبيبتى تسلمى أنا عارفه انى خربت لك جدول مواعيدك عشان زينه
صفا وهى تبتسم بموده شديده :متقوليش كده ازعل منك انتى تيجى في الوقت اللى يعجبك ده احنا عشرة عمر يا بنتي من ايام الاعدادي ولا نسيتي
هزت ليلى راسها وهى تضحك :ودي حاجة تتنسي برضه والله كانت احلى ايام
نظرت صفا لليلى :النهارد الميك اب بتاعك أنا اللى اعمله
ليلى وهى تحرك يديها بالرفض :لا يا صفا أنا مش عايزه اعمل حاجه اهم حاجه عندى زينه عايزاكى تفننى معاها
زينه باعتراض
:صفا ما تسمعيش كلامها النهارده عايزه اشوفها قمررر
ابتسمت صفا واشارت لزينه :متقلقيش أنا مش اسيبها
والتفتت تقول لزينه
:نشرب القهوه وبعدها نبدا الشغل في شعرك وتسريحته
زينه وهى تنظر لاختها :صفا أنا هاغطى شعرى
صفا بتساؤل :تغطى نصه يعنى قصدك ؟
زينه بتاكيد :لا اتحجب أنا قررت انى اتحجب
تاليا بدهشه:النهارده يا زينه يوم فرحك؟
صفا بتعجب:أنا بيجينى بنات بيخلعوا حجابهم يوم الفرح وانتى العكس دى اول مره اشوفها
زينه بثقه:أنا ماليش دعوه بحد لكن أنا عايزه ابدا حياه جديده كلها صح واولها انى اتحجب
ابتسمت ليلى وكلمتها بهدوء:مقتنعه بقرارك يازينه عشان ما تجيش بعد كده وتقلعيه
زينه بتاكيد وثقه :انتى عارفانى مدام مقتنعه بشيء مش ممكن ارجع في قراراتي ابداً
ليلى وهى تقول لاختها بسعاده :مبروك يا قلبى
صفا وهى تبتسم :بشعرك او بدون هتبقى قمررر
اقتربت العامله تحمل لهم القهوه
.................
:بحقد عليك يا علي
ضحك على :ليه ؟
نظر عاصم لسترة علي السوداء وقميصه الاسود دون رابطه العنق
:مش لابس كرافته
عمر وهو يعدل له رابطه عنقه : يا اخى اصبر كلها كام ساعه وتقلعها تعبت من كتر ما ربطتها
عاصم بتململ :أنا مش عارف الناس بتلبسها ازاى وتستحملها
نظر للمرآة يلقى نظرعلى سترته السوداء وقميصه الابيض ورابطه عنقه الحمراء لم يكن يرى مدى وسامته في هذه اللحظة بل كان يمر باسوأ لحظاته
سمع عمر يقول :بابا النهارده طاير من الفرح اخيرااا اتحققت امنيه حياته انه يناسب عمى عاصم
تغيرت ملامح عاصم للعبوس التى ظهرت واضحه لعلي
:لكن أنا مش طاير ولا فرحان
علي :حتى لو مش فرحان ومتضايق اوعى تظهر لعمى او لزينه كده فاهم لان ممكن مشاعرك دى في يوم تتغير
عاصم بعند:لا مش هتتغيرانا مش عايزها
علي بضيق :متقولش كده ولاتقلل منها يا عاصم زينه مش وحشه البنت ماعملتش حاجه وحشه وهى زيك مجبره اتقى الله فيها وماتكسرش قلبها
اشاح بوجهه بعيداً عنه وفك رابطه عنقه وقال بعصبيه
:أنا مش هالبسها لانها خنقتنى
تنهد علي واقترب منه وقال بهدوء وهو يعقدها له مرة اخرى
:في الاول هتحس انها بتخنق لكن مع التعود هتلاقى انها مش بتخنق وشكلك هيختلف معاها وهتحبها وتتعود عليها ...
ارخى رابطه العنق قليلاً وسأله :كده احسن ؟
لم يجبه وظل صامتاً ينظر لنفسه في المرآة
...................
في المساء
في غرفة العروس بالفندق كانت زينة تنتظر بتوتر موعد الزفه
مدت ليلى يدها الرقيقه واحتضنت يد زينة البارده وقالت :بينو انتى خايفه ؟
زينه وهى تحتضن يد ليلى :مش خايفه مرعوبه يا ليلى خايفه وقلقانه
ربتت على يدها وهى تحاول ان تطمئنها :متقلقيش ومتفكريش في اى حاجه عيشى اللحظه وسيبى كل حاجه لوقتها
وابتسمت زينه واحتضنتها :هافتقدك تعرفى كده
ليلى وهى تتنهد بحزن :مش اكتر منى
زينه بعبوس :ماما زعلت منى انى اتحجبت بدون ما اقولها
ليلى وهى تهز كتفيها :هى مازعلتش اكتر ما تفاجئت
واردفت بثقه :النهارده ماتفكريش غير في نفسك وسعادتك فاهمه
ابتسمت لاختها بامتنان كل شى يقلقها تجعله لا شيئ لا تريدها ان تنزعج او ان يضايقها احد لم تنسى عندما نظرت لها والدتها وقال بصدمه :اتحجبتى ويوم فرحك في واحده تعمل كده انتى مجنونه
قاطعتها ليلى بحزم وهدوء :اتحجبت وخلاص مفيش داعى للكلام ده دلوقتى
نظرت لها نجوى بضيق شديد :أنا بكلم بنتى ومالكيش...
قاطعتها بحزم :دى اختى ومش عايزاها تتوتر لو سمحتى وفري خناقاتك دي لوقت تاني
اتسعت عيناها بصدمه وذهول من ردها الذي تسمعه لاول مره كانت دائما ترميها بالكلام ولا ترد عليها مطلقاً في السابق ولكنها من اجلها وقفت في وجهها لن تنسى وجه والدتها الذى ظهرت عليه الصدمه ونظرت لابنتها دقائق وخرجت من الغرفه
نظرت لاختها التى تفننت صفا في زينتها حتى في لفه حجابها مع فستانها صارت رائعه لقد اصرت زينة على ان تلتقط لها معها عده صور
سمعت طرقات على باب الغرفه ودلف بعدها والدها الذى ما ان رآها حتى اتسعت ابتسامته بسعاده كبيره
اقترب منها ووقف امامها ينظر لها بحنان شديد اغرورقت عينيه
واقترب منها وهو يرى ابنته الصغيره قد كبرت وصارت عروس جميله لقد كانت جميله بفستانها الابيض الفخم المطرز تطريز يدوى
اما زينتها فقد ابرزت لون عينيها واهدابها السوداء الطويله بشكل رائع
اتسعت ابتسامته عندما رآها محجبه فقد اخبرته انها سوف ترتدى الحجاب وايدها بقرارها
وقف امامها وقبل جبهتها وقال :مش مصدق انك كبرتى وبقيتى عروسه جميله قدامى امتى كبرتي وبقيتي عروسه وانتي لسه في عيوني طفله جميله بتلعب ...قوليلي يا قلب ابوكي البيت هيكون ازاي بدونك ازاي ارجع وما اسمعش صوتك ودلعك عليا
همست وهى تحاول ان تمنع تساقط دموعها بشده :مش عارفه اتدلع على مين
ابتسم لعينيها اللامعتين مثل عينيه :اتدلعي على عاصم وخليه يعترض كده تليفون واحد واجي اخدك عندي
واردف بثقه :رغم انى متاكد انه هيحبك ويدلعك ويخاف عليكي وما يتخيلش حياته بدونك
سمع طرقات ودخول زوجته وهى تنظر لابنتها بسعاده
وتخبرهم ان يجهزوا للزفه
نظر لليلى وقال :تعرفى انك جميله
ابتسمت بخجل :عيونك اللى جميله ربنا يخليك يا حبيبي
اقترب من زينه وقال :جاهزه
اخذت نفس عميق وزفرته بهدوء وتابطت ذراع والدها
فتح الباب وخرجت وخلفها والدتها
اسرع الخطى الى الغرفه وامسك ذراعها ضحكت ليلى :اتاخرت ليه
عماد وهو يتابط ذراعها : يا خبر كده اتاخرت!!! ده أنا جاى جري يلا عشان نلحقهم
احتضنت ذراعه وسارت معه خلف اختها
........
عند القاعه وقف عاصم ينتظر عروسه ومعه والده وعمر
اقترب منه والده يعدل له ربطة عنقه يعرف ان ابنه لايحبها على الاطلاق ولا يلبسها مطلقا
ابتعد عنه ورفع اصبعه في وجهه بتحذير :اياك تقرب منها
دى تانى مره اربطها
واضاف بضيق وهو يمرر اصبعه مابين قميصه وعنقه :اوف خنقه
عمر وهو يرفع راسه وينظرلعاصم وهو معه زينه في اعلى السلم المؤدي للقاعه التابعه لارقى فنادق العاصمة
:العروسه وصلت
تغيرت ملامحه لضيق وهى تنزل مع والدها من اعلى السلم وتقترب منه كانت تبتسم بخجل ...شعر بضيق يجثم على صدره وهو ينظر لها ...لم يرى جمالها او فستانها ...او زينتها او حتى حجابها لم يرى اى شى فيها لم يرى فقط غير ضيقه الشديد الذى بدا يظهر على السطح وكزه عمر وقال بهمس :ابتسم وشيل نظرة القرف دى
لمحت نظراته التى جعلت جسدها يرتعش بخوف لماذا هذه النظرة القاتمه الكريهه الا يعجبه شكلى ام ماذا ...اهناك خطأ في مظهري شددت على مسكتها لذراع والدها الذى ربت على يدها ليطمئنها
في نفس اللحظه تسمرت عينا علي عندما لمحها تتأبط ذراع عماد وتسير بهدوء خلف العروس كانت مذهله بل كانت فتنه مجسمة تمشي على الارض ما هذه الملامح الملائكيه ماهذا الجسد الممشوق المثير والمهلك لكل وتر من اعصابه شعر بدقات قلبه قد بلغت ذروتها وان درجة حرارته ارتفعت وشعر بالضيق غير المبرر بان غيره سيرى جمالها الاخاذ....اخذ يراقبها ونسي تماما كل من حوله حتى صديقه فخر الذي كان واقفا بجواره الذي لم تفته نظرات علي المسلطه على ليلى فضحك بسخريه قائلا:قمر
التفت علي له باستنكار:بتتكلم على مين؟
رد فخر بمكر :بتكلم على العرسان طبعا ليه انت شايف حاجة تانيه؟
لم يرد علي والتفت ليجد عاصم يقترب من زينه
اقترب عاصم من والد العروس فرسم ابتسامه على وجهه وتقدم منهما و صافحه ومد يده ليمسك يدها ولكن اوقفه عاصم قائلا :زينه امانه عندك يا عاصم حافظ عليها واكرمها واتقي الله فيها واوعى تزعلها دي اغلى حاجه عندي
فؤاد وهو يضحك :ما تقلقش ياعاصم ابني قد الامانه وربنا يسعدهم
ابتسم بتهذيب واجاب في هدوء:ان شاء الله ما تقلقش
ومد يده وتأبط يدها
ما ان لمس يدها حتى شعرت بخوف وارادت ان تترك يده وتعود وتحتضن يد والدها ولكنه كان قد امسك يدها وتأبطها بهدوء
شعر برعشتها وهو يمسك يدها لم يهتم مطلقا وسار بها على انغام الموسيقى المصاحبه لدخول العروسين
فتح باب القاعه وتسلطت الاضائه على العروسين وهم يدخلون القاعه ودخل عاصم وهو متأبطا ذراعها زينه برقه ومرتسم على وجهه ابتسامه هادئه اما زينه فكانت تبدوا كحوريه قد هربت من كتب الاساطير بفستانها الابيض وطرحتها التل تبتسم برقه شديده وتهز راسها بتحيه هادئه لمن يشير لها من صديقاتها تسير بخطى هادئه على انغام الموسيقى نظرت الى الكوشه التى كانت على شكل فقص ابيض وحول القفص ورود بيضاء من كل جانب وكانت داخل القفص اريكه صغيره على اطرافها ورود حمراء وبيضاء تلك الاريكه التى سوف تجلس عليها وهو معها شعرت ان قدمها ترتعش وتلك الابتسامه التى ترسمها على شفتيها تخاف ان تختفى في لحظات من مجرد التفكير بجلوسه بجانبها ... اخفضت عيناها وهى تشعر ببريق الكاميرات يسطع امام عينيها واخذت نفس ورفعت راسها وهى ترسم تلك الابتسامه التى جلست تتدرب عليها
جلست وجلس بجوارها اقتربت منهما لميس وهى تحتضن اخاها بسعاده واقتربت من زينه ترتب لها طرحتها وفستانها وهمست في اذنها اعملي حسابك بوكيه الورد ليا
ابتسمت وهى تهز راسها :لا البوكيه لليلى مش ليكي مش كفايه ركبتى اللى اتهرت من القرص بتاعك
لميس بعبوس :لا طبعا مش كفايه أنا اعمل كل حاجه من الشعوذات اللى بيقولوها من قرص وبوكيه وانى اشرب وراكى العصير هو ده ولو في حاجه جديده قالوها اعملها المهم احصلك
عاصم بسخريه بصوت لايصل لاخته :يارب تحصليها لكن متكونيش مجبره على الجواز زي اخوكي
اتسعت عيناها من حديثه القاسي الذى اثار صدمتها والتفتت تنظر له بذهول
واكمل بهمس لايسمعه غيرها وهو يرسم الابتسامه الهادئه على شفتيه وهو يراقب نجوى سعيده تضحك مع والدته ولميس التى انضمت لهم
قال ساخرا
:يارب تكون امك مبسوطه دلوقتي بعد الفضايح اللى عملتها
واكمل وهو يهز راسه محيا صديق اشار له :شكلك متفاجئه من كلامي انتى نسيتي عمايلها ولا نسيتى ان كل ده تمثيل
واردف بسخريه :ابتسمي الناس بتتفرج علينا مش عايزين المعازيم بكره يقولوا العروسه كانت زعلانه شكلها ماكانتش عايزه الجوازه دي
كانت تنظر له بذهول كمن تلقى لكمه قويه في معدته مما سمعته
"ما الذي يقوله ؟ لم تتوقع منه ان يصدر منه ما قاله الآن ويجرحها بهذا الشكل هى لم تؤذيه او حتى تجرحه على العكس هى ايضا مجبره مثله تماماً هى لم ترغب بالزواج به وحتى هذه اللحظه لاتريد اكمال هذا الزواج والاستمرار ........ ما هذه القسوة؟"
ابعدت نظرها عنه وهى تشعر باهانه شديده من حديثه تريد ان تهرب وتتركه ذلك المتغطرس لم تكن تظن انه قاسي بهذا الشكل ويؤلم ويجرح بهدوء دون اعتبار لأحد تريد ان تبتعد عنه وليقولوا ما يقولون
رفعت راسها وهمت ان تترك المكان وليذهب ذلك المغرور الى الجحيم هو وكل شيئ الا كرامتها لن تقبل ان يهينها ويقلل منها هى او والدتها ولكن حانت منها التفاته رات ابيها وهو يضحك مع عماد وفؤاد
كانت السعاده تظهر على وجهه وهو يتحدث التفت ونظر له بحب لا لن تستطيع ان تفعل ذلك به لن تخذله لن تجعله اضحوكه بين الناس هو لم يربيها على ذلك لم يربيها ان تكن انانيه وتفكر بنفسها فقط لا هى ليست كذلك
اقتربت منها والدتها وهى تقبلها :مبروك يا زينه
تحاملت على نفسها وتصنعت الابتسامة لوالدتها:الله يبارك فيكى يا ماما
وسالتها وهى تبحث بعينيها عن اختها :ماما هى ليلى فين ؟
نجوى وهى تهمس بعدم اهتمام : متفكريش في اى حد فاهمه ...انسيها وفكرى في نفسك انتى عروسه وكل العيون عليكى ...وهى اكيد مع جدتها قاعده على ترابيزه بعيد
واشارت بلا مبالاة على طاوله بعيده
:اهى قاعده هناك مع جدتها ...ياريت تفضل في مكانها وما تتحركش لاخر الفرح عشان ما تفضحناش
نظرت الى حيث اشارت وعضت شفتيها بألم تحاول ان تمنع تساقط دموعها وهى ترى ليلى جالسه في ركن قصى مع جدتها يظهر الحزن على ملامحها
اختها الوحيده بعيده عنها لا تشاركها فرحتها لا تقف بجوارها تلتقط معها الصور ...تشير لها الا تلقى باقه الورد الا لها... تساعدها على الجلوس تعدل لها فستانها
"أريد اختى أريدها ان تشاركني فرحتى
همت ان تضحك ساخره ...فرحه ...اى فرحه تلك مع ذلك المتغطرس المدعي للتهذيب القاسى
انها مسرحيه يؤدوها جميعا ببراعة شديده وأولهم هذا القاسي الذى يبتسم بهدوء ...ياله من بارع أكاد اصدق بل اجزم انه سعيد لولا تلك الكلمات القاسيه ونظراته التى يخصني و يؤلمني بها
أنا لم اجبره على فعل شيء ولم اطلب منه شيء لماذا يعاقبنى على شى لم اجبره عليه أنا ايضا مثله مجبره وليس بيدي فعل شيء
عضت على شفتيها بالم ورسمت ابتسامه مهلكه مرهقه لقلبها المتألم لم تكن تعلم انك عندما تبتسم وانت مهان مجروح متالم تكون قد بلغت أقصى الألم....
...................
نظر لعاصم الجالس المرتسم على شفتيه ابتسامه هادئه وزينه وهى تبتسم بخجل بفستانها الابيض وبجوارها تقف والدتها تلتقط معها صور هى وتلك السيده الثرثاره فريال
تلفت حوله يبحث عنها منذ ان رآها خلف زينه تسير مع عماد لم يراها مرة اخرى "ااااه كم كانت تبدو رائعه بزينتها و بفستانها الحريرى وبابتسامتها الرقيقه التى تخلب العقل ... ولكن اين هى ؟
دارت عينيه في المكان وجدها جالسه مع جدتها وعماد وزوجته
اقترب والدها منها وهمس في اذنها بشيئ وقامت معه يحتضن كفها يسير بها في اتجاه زينه التى اتسعت ابتسامتها ومدت يدها واجلستها بجوارها وابتسمت وطلبت ان تلتقط لها مع اختها عدة صور
ابتعدت هى ووالدها الذى وقف يحيي بعض من اصدقائه وهى بجانبه تدور عيناها في الفراغ بحزن شديد يحتل مقلتيها ...التماع عينيها يعنى انها على وشك البكاء
:عارف ياعلي شفت مين في الفرح مش هتصدق
التفت لها وقال برجاء:هنون عشان خاطرى مش عايز اشوف بنات الفرح ده سيبينى استمتع ممكن ..عشان خاطرى
نظرت له باندهاش وقبل ان تجيب قبل جبهتها
وابتعد عنها متجهاً الى تلك التى استحوذت على كامل حواسه بشكل غير مسبوق وكلما اقترب منها خطوه شعر بدقات قلبه تتسارع
الى ان وقف امامها وقال بصوت هادئ
:مساء الخير ...مبروك يا ليلى عقبالك
عقبالك ...لما شعر بأن وقع هذه الكلمه غريب على مسامعه... بها شيئ اثار عبوسه وضيقه يسمعها كثيراً ولكن عندما نطقها لها شعر بضيق غريب
رفعت راسها ما ان سمعت صوته شعرت براحه عجيبه تحتلها
وهمست باسمه :علي ...
لقد نسيت تمام انه سوف يكون هنا ...كيف نسيت انه ابن عم عاصم وصديقه الفتره الماضيه كانت تسمع لميس تذكره عندما تتحدث عن عاصم
ليلى بصوت خفيض: الله يبارك فيك
نظر لصمتها الهادئ وضغطها على اناملها وقال ليخلق أي مادة للحديث :عاصم وزينه حلوين
رفعت راسها قالت بغصه :شفت زينه وعاصم...حلوين صح ... شفت الكوشه والمكان شفت بدله عاصم وفستان زينه
اكيد حلوين مش كده يا علي؟
التفت ينظر للعروسين راى زينه تنظربشرود لاختها كانها تستشعر ما تمر به اختها من حزن والم هى ايضا تحتاجها بقوه كل منهم تحتاج الاخرى وتريدها بجانبها
قال وهو ينظر لعينيها التى امتلات بالدموع:شفتهم ... لكن عايز اشوفهم تانى بشكل اوضح بشكل تفصيلى واخليكى تشوفيهم بعنيا موافقه
هزت راسها بلهفه وهى تغالب دموعها:موافقه
قال بهدوء بصوته ذو البحه :عارفه قصه بحيره البجع فاكره الاميره زينه تشبه النهارده الاميره بطلة القصه بفستانها الابيض لكن الاختلاف ان زينه بحجابها الابيض
همست تقاطعه قائله :اكيد زادها نور
همس مؤكدا وهو ينظر لها لم يكن يرى زينه وهو يصفها لها كان يصفها هى دون ان يشعر :نور وجمال ورقه تجبرك انك ماتشيليش عينك من عليها رقه تسحر
ابتسمت :هى زينه كده منتهى الرقه ...والكوشه؟
هز راسه ليفيق من هذا السحر ورد وهو يلتفت للكوشه :الكوشه على شكل قفص ابيض جميل وهى زى العصفوره قاعده وجمبها عاصم ببدله سوده... وحواليهم ورد احمر وابيض
ابتسمت برقه شديده ارسلت رعشه لقلبه وبلا وعي منه ابتسم
:حاسه اني شايفاهم وشايفه الورد اللى جنب زينه وفستانها وضحكتها
واغمضت عيناه وهى تبتسم
تغيرت ملامحه في ثواني للعبوس عندما اغمضت عيناها وشعر ان ذلك البريق الاخاد الذى يخلب اللب قد اختفى في لحظات دون ان يشعر... ذلك البريق الذى ينشر سعاده بداخله ويضيئ ممرات قلبه
شيء غريب كيف لتلك العينين التى لا ترى ان يكون بداخلها نور يضيئ ماحولها بهذا الشكل الساحر
:واخيراااا لقيتك
التفت لاخته فاطمه وهى تقول
:انت هنا وانا بدور عليك تعالى ماما عايزة تعرفك على واحده
قاطعها بسرعه وهو يقول ليسكتها :فاطمه
نظرت بدهشه له ولضيقه ولكن اتسعت عيناها وهى تراه يقف مع فتاه...فتاه!!!!!!!!!!! لم تصدق نفسها واغمضت عيناها عده مرات
"علي واقف مع بنت وبيتكلم !!!!! لا مش ممكن اكيد ده حلم طبعا هو من امتى علي بيكلم بنات او حتى بيقف معاهم اكيد في حاجه غلط احتمال البنت بتسأله عن حاجه "
التفتت تنظر للفتاه وهى فاغره فاها بشكل مضحك الفتاه جميله بشكل كبيروتبتسم ابتسامه هادئه
همست الفتاه بصوت منخفض :علي
اتسعت عيناها اكثر وهى ترى كيف التفت اخيها اليها عندما نطقت احرف اسمه ببساطه وانسيابيه شديده وتغيرت ملامحه لابتسامه جميله لا تخرج الا نادراً وقال بصوت هادئ وباهتمام :نسيت اعرفك يا ليلى على اختى فاطمه
والتفت لاخته :دى ليلى يا فاطمه اخت العروسه
ابتسمت ليلى وقالت :اهلا وسهلا ازيك يافاطمه
كانت لاتزال تنظر له بذهول وهى تسمعه يخبرها انها اخته الصغرى وهو مبتسم كان لايرفع عينيه عنها كأنه خائف ان تفوته لمحه منها وكيف يتحدث معها بصوت هادئ لايحمل اى نوع من سخريته المعروف بها عندما يتحدث الى اى فتاه
التفت لاخته ووكزها لكى تحيها
فاطمه وهى تتدارك نفسها :اهلا يا ليلى ومبروك لزينه عقبالك
ابتسمت :الله يبارك فيكى مرسيه
اقتربت لميس منهم وحيتهم ثم التفتت لليلى :ليلى زينه عايزاكى
احتضنت لميس يدها وقالت :يلا
ليلى وهى ترفع راسها :عن اذنكم ...وفرصه سعيده انى اتعرفت عليكى يا فاطمه
ردت فاطمه وهى تنظر لها :أنا اسعد
وابتعدت مع لميس
اخذ يراقبها وهى تتجه مع لميس الى اختها ووجد ابيها وعماد خلفها مباشرة
اخذت فاطمه تتابعها هى ايضاً وهى تسير بهدوء بفستانها الحريرى الذى يتحرك معها في كل خطوه
وهزت راسها بضيق"اه لو ينفع والله كنت قلت لماما عليها تخطبها لعلي لكن المشكله عارفه ذوق اخويا الغريب عارفه انه مش ممكن يفكر في الارتباط بيها لانه عكس مواصفاته تماما ياخساره "
قالت متسائله وهى تلتفت لعلي :مين القمر دي ...شفت بتتكلم ازاى مش ممكن ...لا لا دى خطر على الامن العام والله...سمعت بتقول اسمك ازاى والله حبيت اسمك من نطقها له ...ازاى طنط نهاد مفكرتش قى القمر دى لعمر ياريت عمر ياخدها ...تصدق لايقيين على بعض هو هادى وحبوب وهى كمان أنا لازم اقول لطنط نهاد تلحق تخطبها لعمرقبل ماحد تانى ياخدها
شعر بغضب شديد بداخله ما ان ذكرت عمر وانه مناسب لها
"لا انه غير مناسب لها لقد رفضته من قبل وهو الان لايريد الارتباط بها ...كل منهم لا يريد الاخر ...ولكن ماذا لو غير رايه وقرر الارتباط بها "
هز راسه وقال بحده شديده كانه يطرد تلك الفكره من راسه
:فاطمه ...
نظرت له بدهشه من عصبيته :في إيه ؟
كنتى عايزانى في حاجه
ردت بارتباك :شكلي نسيت
قالت وهى تتذكر :ايوه افتكرت ماما عايزاك ضرورى
هز راسه بياس كان يعرف جيدا فيما تريده والدته :مفيش فايده رغم انى طلبت منها تسيبني الفرح ده لكن ازاى مش ممكن تسيبني
تنهد وهو يمرر يده على جبهته: تعالى اشوفها ...
............
اقتربت ليلى من زينة برفقة لميس فامسكت زينة ذراعها واجلستها مكان عاصم الذى اخذه اصدقائه ليرقصوا معه وقربتها منها وقالت بهمس :ليه قاعده بعيد وسيبانى انتى اخت العروسه يعنى تقعدى جنبى
ابتسمت ليلى :انا جنبك وبطلى قلق
زينه بارتياح :ايوه خليكى جنبى كده عشان القلق يروح
ليلى بدعابه :اجيب لك ساندوتش من ابو عثمان بتاع الكبده يهدى اعصابك
ابتسمت وهى تشعر براحه وهى ترى عاصم وقد اخذه اصدقائه بعيداً
:ياريت عزمته على الفرح كان جيه على طول
سمعت صوت والدها وهو يضحك :ابو عثمان يا زينه
في يوم فرحك
واكمل ضاحكا :تخيلى لو جيه وقتها نقدم للمعازيم ساندوتشات كبده وحلويات
ضحكت ليلى وقالت :ونشربهم كولا بعدها زى مابتعمل بينو
ضحك الثلاثه
اقترب منهم واخرج هاتفه وقال :يلا صوره سلفى احنا التلاته عايز ضحكه من القلب كده
اقتربوا من بعضهم وكانت زينه في الوسط وعلى يمينها ابيها ويسارها ليلى والتقط لهم الصوره وهم يضحكون بسعاده
بعدها جلس بجوارهم يتحدث
..............
بعد فتره
تحرك الجميع خلف العروسين وهم يقوموا بافتتاح البوفيه
قام عماد ومعه تاليا متجهين الى البوفيه
انحنى عماد لليلى :تحبى اجيب لك حاجه معينه ولا على مزاجى
ابتسمت وقالت بتاكيد:طبعا على مزاجك لكن ما تتأخرش عليا
عماد وهو ينظر لوالدته التى اتجهت لدورة المياه
:ماما دقايق وتكون هنا لو تحبى استنى
قاطعته بهدوء وهى تحرك يدها بان يتحرك:عماد بطل قلق ويلا روح
تحرك بعدما القى نظره عليها
التفت علي ينظر لها وهى جالسه بمفردها يراقبها بهدوء بعدما ذهب عماد ... بداخله قلق غريب عليها دارت عينه في القاعه يشعر انه ذلك الهدوء الذى يسبق العاصفه
ابتسم ساخرا وهز راسه :واضح الافلام الاكشن اثرت عليا
فخر وهو يقترب من علي ومعه طبق به قطع من الحلوى واعطاه لعلي الذى سأله:رد عليك مازن ولا لسه ؟
فخر وهو يريح ذراعه على المائده :لا لسه بس وحياتك ما بسيبه يرتاح كل يوم اتصالين وتلاته
ضحك علي :حرام عليك اللى بتعمله فيه خف عليه شويه
فخر ببرائه :وانا عملت حاجه
نظر لعلي الذى كان يراقب ليلى وابتسم وهو يراقبه طوال الحفل ويرى كيف ان عينيه تتبعانها في كل حركه من حركاتها وعندما وجدها واقفه بمفردها اسرع واقترب منها ليتحدث معها
قال وهو يضحك :الحب بهدله
التفت علي متسائلا :بتقول إيه ؟
فخر وهو يبتسم بمكر:بقول ربنا يتمم على خير
................
انسابت موسيقى هادئه في القاعه وخفتت الاضائه مع ذهاب العروسين لافتتاح البوفيه وصارت كل طاوله تخرج منها اضائه كالشموع تنيرالطاوله اناره هادئه جداااا وتبعث جو شاعري للمكان
..
كان ادهم يراقبها من بعيد كالصياد المترقب لفريسته فقد قرر ان يعمل بصمت وقرر ان يحضر اليوم ويستغل انشغال الجميع وياخذها معه الى ذلك المكان الذي اختفى فيه بعدما رآها في محل الوجبات السريعه لذا لم يخبر والدته او والده عن رجوعه لكى لايشك به احد لقد حضر ودخل من باب خلفى الى القاعه وجلس مختبئاً في مكان بعيد يراقبها ويراقب عماد في نفس الوقت ما ان راى عماد يتحرك ويتركها حتى اطلق زفره ارتياح وارتسمت ابتسامه قاسيه على وجهه
نظر اليها وهى جالسه على طاوله قريبه من باب يطل على حديقه الفندق
تسلل بهدوء مستغلا خفوت الاضاءة وانشغال المدعويين بالذهاب الى مكان البوفيه وسار الى طاولتها بخفه وانقض عليها من الخلف واضعا يده على فمها والاخرى حوط بها خصرها وسحبها بقوه الى ذلك الباب ليخرج منه الى تلك الدرجات التى تؤدى الى الحديقه بسرعه شديده
ما ان تسللت لها تلك الرائحه حتى عرفته بدأ جسدها يرتعش والخوف يستولى على عقلها تريد ان تتحرك ان تبعده عنها لكن كل جزء بها ينتفض من الخوف واحست انها ستفقد وعيها بين لحظة واخرى ...سمعت ضحكته الكريهه وهو يقول :تعرفي انك وحشتيني ياعميا اخبارك إيه؟
كان يجرها وهى تحاول ان تقف على قدميها ولكن بدون فائده كانت يده تطوقها كالفولاذ حول خصرها وقد التصق ظهرها بصدره
واردف وهو يضحك من محاولاتها الفاشله في المقاومه واقترب من أذنها وأنفاسه تلفح خدها :نسيتي ان بينا موضوع ولسه ما كملش وفرصه مفيش حد واخد باله إيه رايك نكمله في العربيه ؟
..............
رفع راسه وهو يبتسم واختفت ابتسامته في ثواني لقد اختفت لقد كانت هنا اين ذهبت لايمكن ان تكون قد تحركت بمفردها
اسرع الى طاولتها يتلفت بقلق فوجد باباً قريباً من طاولتها مفتوحا فتحة صغيرة مد يده وفتحه فوجده يوصل للحديقه خرج منه وتلفت حوله فوجد الظلام يطغي على المكان الا من بعض الاضاءات الخافته من بين الاشجار
هم ان يرجع لداخل القاعه ولكنه سمع صوتاً جعله يشعر بالانقباض في قلبه فاخذ يتلفت بلهفة محاولا معرفة مكان الصوت الذي سمعه
.......
ما ان ذكر سيارته حتى تراءت لها صور ما قبل الحادث بدات انفاسها تتسارع بعنف وحاولت طرد الشعور بالغثيان والدوار الذي يسيطر على جميع حواسها
ابتسم وقال بسخريه ووقاحة وهو لا يزال يجرها بالقوة متحكما في خطواتها :لا لا ما تخافيش أنا حنين قوي هو مشوار بسيط عشان تعرفي اذا كنت راجل ولا لأ
كان ملتصقا بها بشكل اثار تقززها والرعشه في كامل جسدها لم تطق التصاقه بها على هذا النحو فارادت ان تتخلص منه باي شكل فانحنت للامام وبكل قوتها دفعت راسها للخلف فاصطدمت بانفه فتاوه وبدات يده تتراخى من حولها فضربته بعنف بكوعها في معدته فانفلتت ذراعه من حول خصرها دارت في هذه اللحظة حول نفسها ورفسته بمنتهى العنف تحت الحزام فصرخ بصوت عالي ووقع على ركبتيه وهو يتألم بعنف ويسبها باقذع الالفاظ
قدرت مكان سقوطه فرفعت قدمها وبكل قوتها ضربته في صدره بحذائها ذو الكعب الرفيع فسقط على ظهره
سمعت صوت ركض في اتجاهها وصوت ينادي بقلق :ليلى
التفتت لمصدر الصوت وصاحت بصوت لاهث بامل وراحه بعدما فقدت الامل ان ينجدها احدهم :علي...علي
رفع ادهم راسه وهو لا يزال ساقطا على الارض فرأى شاباً يركض في اتجاهه وبكل قوته ضربه لكمه في وجهه افقدته توازنه والقى به على الارض مرة اخرى وبكل قوته رفسه بقدمه في وجهه وهو يطلق سباب قوى
اقترب منه علي واخذ يكيل له اللكمات في كل شبر من جسده وهويعتليه ويواصل سبه بكل الشتائم في قاموس الشارع اعتدل علي واقفا وسحبه من ياقته ليجعله يقف :قوم يا ..... عايز تقرب منها والله ما اسيبك حي
كان ادهم يلهث و الدماء تسيل من فمه وانفه وقبل ان يقوم بفعل سحب علي له اخذ قبضه من الرمال في يده والقاها في وجهه بكل قوه لكى يبعده عنه ويستطيع الهروب
وبالفعل اخترقت الرمال عينيه فاغمضها بالم وسب سبابا آخر
اسرع ادهم بكل قوته الى سيارته التى كان قد ركنها في ذلك المكان القريب لكي يتسلل اليها
التفت خلفه وهو يركض وجد علي يركض خلفه بمنتهى القوة والاصرار استقل سيارته بسرعه وهو يسمع صوت توعده واصراره على ملاحقته
اقترب علي من سيارة ادهم بكل قوته فوجد السياره تتحرك بسرعه قال وهو يركض خلفها بتوعد:اجيبك والله لاجيبك يا كلب ...يا ابن ...
كانت تسمع اصوات ركض وصوت علي وهو يسب يبتعد عن مكانها فشعرت بالذعر الشديد لانها لا تريد البقاء وحدها مرة اخرى صرخت بصوت عالي تناديه ... فاخذت تصرخ باسمه بهلع شديد ورعب ....اخذت تردد وتصيح بهستريا
:علي... سيبه ده مجنون علي
سمع صوت ندائها فاضطر ان يترك ادهم ويعود اليها راكضاً
اسرع واقترب منها وهو يلهث :أنا جنبك يا ليلى
استمرت في صراخها الهستيري وهي تردد نفس الجمله عدة مرات
:علي... سيبه ده مجنون علي
اخذ علي ينظر لها بقلق شديد واضطر ان يمسكها من كتفيها حتى يوقف ارتعاشها ويبث الطمأنيه في قلبها بوجوده الى جوارها
مدت يدها فاصطدمت بصدره الصلب فتشبثت بقميصه بقوة
قال بقلق وخوف وعينيه تتفحصها :عمل لك حاجه الكلب ده قوليلى
هزت راسها بدون كلام وهي لا زالت تشهق بالبكاء ودموعها تنساب على خديها
دارت عينيه عليها وعلى وجهها وشفتيها المرتعشه واقترب منها وهى ترتعش بخوف وبصوت حانى :ماتخافيش أنا جنبك
قالت بصوت مرتعش خائف: ضربته ياعلي ضربته ...كنت خايفه منه وو..و..عايز ياخدنى ...لكن ...لكن ..انا
اقترب اكثر بلا وعي منه ومد كفيه واحتضن وجنتيها وهو يهمس بحنان :اووووش اهدى يا ليلى
انتقلت ارتجافة جسدها اليه ما ان لمسها حتى شعر ان العالم يتلاشى من حوله .....لم يسبق لعلي ان لمس فتاه من قبل وبرغم من ان لمسته كانت مواسيه لها الا انها اذابت قلبه تماما...وكأن هناك ما ينقصه من مشاعر مدمرة لقلبه وجسده حتى فوجئ بها تلقى راسها على صدره وهى تنتفض كانت في امس الحاجه الى من تلوذ اليه ولم تجد غيره شعر بارتعاشها بشكل اقوى عندما التصقت به وقد دخلت في نوبه من البكاء الموجع لقلبه واعصابه وهى تتشبث بقميصه واخذت تتحدث وتنطق بالكلمات دون ان تفكر
وتقول بصوت موجع مرهق يائس ضرب على اوتار قلبه كصاعقه قويه
:أنا تعبت والله تعبت اعمل إيه هو ليه مش عايز يبعد عنى ويسبنى في حالى مش كفاااااااايه اللى عمله فيا اخذت تردد هذه الكلمة بهستريا
مش كفاااااااايه اللى عمله فيا
مش كفاااااااايه اللى عمله فيا
بسببه بقيت عميا عمياااا .....عارف يعني إيه عميا
كان علي ينظر اليها مبهوتاً وهو يمسكها من اكتافها لكى يثبتها لانه شعر انها على وشك السقوط من الانهيار الذي كانت تمر به
اكملت ليلى من وسط شهقاتها
:مهما وصفت لك محدش هيحس بيا أنا عميااا حياتي كلها وقفت وبقت معتمدة على ال حواليا احيانا باستنى في ابسط الامور ان حد ييجي ويساعدني بعد ما كنت بشوف ومستقله بحياتى وبالف الدنيا دي كلها بقيت زى الطفل محتاجه الناس تحركني من مكان لمكان ...حتى حياتى حياتى الخاصه مش قادره اساعد نفسي فيها بقيت انتظر اقرب الناس تساعدنى ما اعرفش اختار حتى اللبس ال بألبسه ما اعرفش اختار الا بوجود حد معايا الناس بتحركنى وتقرر بالنيابه عنى إيه الاصلح ليا بعد ما كنت مسؤوله عن كل قراراتى ..........في كل مكان مش عارفه ليلي من نهارى كل ايامى ليل اسود مش بينتهي مش بينتهي يا علي مش بينتهي ....ما اعرفش اى حاجه غير السواد اللى بيقبض على نفسى وحياتى...حياتى وقفت خلاص بقيت عاله على ابويا واختى وخالى حتى اختى اللى كانت عكازي خلاص ما بقتش معايا اعمل إيه واعيش ازاى من غيرها
كانت تصرخ وهى متشبسه في قميصه وتهزه وهى تتابع من وسط دموعها : اعيش ازاااي ...ورفعت له عينين غارقه في الدموع والاسى واضافت: وياريت اكتفى بكده لا جاى يكمل عليا ده عايز يعيشنى مخزيه وراسى في الارض ما اقدرش ارفع راسى قولى ليه بيعمل كده لييييييييييييه ليييييييييييه
تشبثت به وهى تصرخ بحرقه شديده حرقه وصلت لقلب علي بقوه وهزته بعنف واثارت بداخله الم لايستطع ان يصفه الم تمثل بالتماع عينه وتساقط دموعه على خده دون ان يشعر وهو يسمع لها ويعض على شفتيه التى كانت ترتعش بالم... بداخله غصه شديد والم اشد كان يظن ان اكبر الم مر به عندما ترك والدته وسافر للعيش بعيداً عنها ولكن ما بداخله اكبر واقوى يشعر بمرارته في فمه تلك المراره مثل العلقم والغصه التي تكبر في حلقه كلما تكلمت ووصفت له الامها
نظر لوجهها المختفى بصدره وبلا شعور وتفكير رفع يديه المرتعشه وضمها اكثر لصدره
وهى تبكى :أنا عمرى ما اذيت حد ...اةةةةةةةة ...........انا خايفه ياعلي خايفه واخذت تنتحب بعنف شديد
همس بدون تفكير وهو يمسك كتفيها:ليلى حبيبتى ...اسمعينى ما تخافيش والله ما اخليه يقرب منك او حتى يلمسك اقتله لو فكر
حبيبتى ارفعى راسك
قالت وهى تهز راسها بتعب والدموع تملأ وجهها:ده جيه يخطفنى ياعلي لولا انه سمع صوتك ...لو ما كنتش موجود كنت ...كنت اموت ال كان عايز يعمله فيا الموت عندي اهون منه
واجهشت بالبكاء الحار الذى جعل قلبه يرتعش بعنف بعدما سمع جملتها الاخيرة كان يتألم بشده وملامحه تتغير من الحنان الى خوف شديد عليها
امسك كتفيها وقال بخوف عليها :ماتقوليش كده فاهمه مش هايقدر يعمل لك حاجة طول ما أنا عايش
التقط انفاسه المتسارعه من مجرد الفكره التى اثارت الهلع بداخله وقال وهو يحاول ان يبث الطمانينه بداخلها : المره دى انتى فزتى عليه اتغلبتى عليه عارفه ليه لانك واجهتى خوفك وضربتيه الجبان لما وصلت لك كنت شايفه واقع في الارض وقع من ضربك يا ليلى مش بسبب وجودي معاكي.... أنا لما وصلت كان واقع في الارض بيصرخ زي الكلب وبعد كده اهو هرب زى الفارعشان خايف حد يشوفه معاكى
بدأت ليلى تسترد انفاسها وسيطرتها على اعصابها بعدما شعرت بالامان في وجوده بجوارها وبعد سماعها لعبارات التشجيع التي كان يبثها اياها وفجاة اكتشفت انها لا تزال متشبثه بقميصه بكلتا يديها فحررته على الفور وهى تتراجع خطوة للخلف
همست بقلق وهى ترفع وجهها له:هيرجع تانى ؟
همس وهو ينظر لعينيها :قبل مايرجع هيفكر مليون مره لانى مش اسيبه هيبقى شغلى انى ابعده عنك ولو هو مجنون أنا اجن منه
همست برقتها التى تذيب اوتار قلبه :ابعد عنه يا علي ده مجنون وممكن يأذيك
همس بدون وعي:ده ابقى أنا ال مجنون لو سبتك ...لا طبعا شايفانى جبان عشان اهرب
قالت بقلق وهى ترفع راسها باتجاه وجهه وكانت عينيها مثبته كأنها تنظر في عينيه :ابدا والله أنا خايفه عليك انت متعرفهوش
تسمر علي وقد شعر ان عينيها تخترقان قلبه فهمس بدهشه وبلا تفكير:انتي خايفة عليا يا ليلى ؟؟
ردت بصدق قرأه في عينيها :طبعا يا علي انت بتقول إيه
صمتا فترة من الوقت ليسترد كل منهما انفاسه وكان علي خلال هذه الدقائق يتفحص ملامحها المرهقه وقال بحنان :هاا طمنيني بقيتي احسن ؟
هزت راسها برقه بالايجاب
همس لها برقه لم يعتدها في حياته :يلا نرجع قبل ماحد ياخد باله
هزت راسها مرة اخرى بالموافقه
تنهدت وقال وهى تشير على وجهها :شكلى اتبهدل صح؟؟ اكيد الكحل سال وشكلى غريب
نظر لوجهها وهو يكاد يضمها لصدره مجدداً:لا شكلك زى القمر
قالت وهى تمسح دموعها بظهر كفها كالاطفال:قمر إيه بس ده اكيد يرعب
كانت كل حركه تقوم بها تفعل به الاعاجيب كان ينظر اليها كالمسحور فرد بصوت هامس ظهرت بحته بقوه :في عيونى قمر
واخرج محرمه من جيبه ووضعها في يدها :امسحى دموعك مش بحب اشوفك بتعيطى
قالت وهى تخفض راسها بتوتر وخجل : اكيد ..اكيد عماد حس بغيابى
امسك ذراعها برقه شديده شعرت برجفه غريبه في اوصالها
وقال مستفسراً:يلا بينا ؟
هزت راسها وهى تهمس:يلا
تحركا في الحديقه في اتجاه القاعه وكانا غافلين تماماً عن العيون المصدومه التي كانت تراقبهما
.................
انتظر تعليقاتكم الجميله يا سكاكر ...
|