لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-17, 12:45 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225481
المشاركات: 466
الجنس أنثى
معدل التقييم: سميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 371

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سميتكم غلآي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الجمال والتحليق عاليا إلى فضاء الابداع

في البداية اشكرك كثيرا على هذه المتعة، والاستمتاع الذي اعطيتني اياه
من البداية ومن العنوان الذي جذبني وجعلني اقرأه مرات ومرات، عنوان جذاب يجعلك تنظر إلى ادخله لترى ما يخفيه
لديكِ أسلوب سلس ناعم متناغم سهل جميل العبارات والمشاعر، تتقنين عباراتك لتصلنا المشاعر بنسيابيه، تعطين كل كلمة حقها، لغتكِ جميلة ومتمكنه املائيا ولغويا، حتى انها ذكرتني بجمال لغة وبساطة" رواية أنت لي" بحق انها لغة الجميلة و تنساب برقة ونعومة إلى داخلك لتعبرك

شخصياتك متقنة في كل شيء بتصرفاتها وتكوينها، ردات فعلها متقنة، تصرفاتها واقعية حقيقية
نتعاطف معها ونشعر بكل مشاعرها من دون تكلف أو اسراف، وايضا مترابطه كُلاً يتصل ببعضه ومتقن دوره ويرتبط بالابطال.

واهنئك على لغتك الفصحية التي اخترتها كاملة وحقا هي متميزه وبجدارة.

ومع تقدمي في الفصول كان فضولي وتشويقي يزداد حتى انتهيت من اخر فصل، وانا أقول لمَ انتهى!

الشخصيات

عمار في بعض الاحيان اشعر بانكساره وقلة حيلته، وباليتم الاليم، ودوره كأخ يحاول ان يتقنه وان يكون اخ وعالم لاخته ديما التي يعتبرها عائلته الوحيدة

ديما، ارها من الشخصيات المتقنه، شخصيتها المراهقة واليتيمة والمتخبطه لا تعرف لها مستقرا وحياتها الحافلة بمصاعب تشبه حياة عمار، فاليتم مر!
وموقفها مع زوج عمتها كان واقعيا جدا لشخصيتها وسنها، ظهور وليد ومساعدته لها كان صدفة عجيبة على عكس نواياه
وليد شخصية تخفي وراء حقدها وحزنها عالما كبيرا، مع انه يود فعل امور سيئة لمجرد الانتقام ولكن هناك في داخله بذرة خير، لا اظنه شخصا سيئا ولكن شخصا ملأ بالحقد حتى نسي جرم ما يفعله، وايضا اود ان اعرف المزيد عنه وعن عائلته، وكيف تربى معهم وما يكون هو بالنسبة لهم!

سلمى من اجمل الشخصيات التي احببت ظهورها، سلمى ذكرتني بشخص له ماضي نفس ماضيها وهو انا ياللمصادفة، ذكرتني بماضيّ المخزي وتصرفاتي التي اتمنى ان من يعرفونني قد نسوها، وقد اكون اسوء عن سلمى ايضا ههههههههههه، سلمى شخصية قويه مجنونة تصرفاتها عفوية، اكثر موقف اضحكني وصدمني عندما قالت لها اختها سلوى ان عمار قد أتى لخطبتها قلت في نفسي يالهذه الاخت المجنونه لتعزرع مثل هذه الافكار المجنونة، احسست بالفضيحة ههههههه، بحق اريد معرفة دورها في حياة عمار وديما فأنا متشوقة كثيرا لتلك الاجزاء.

فارس لست الومه فكيف له ان يصدق ديما او والده، هو صعب جدا موقفه واقعي

احبب قراءة مالديك لانني لا أرى فيه عنصر او عنصرين غموض فقط تجبرك على القراءه لتعرف ما الذي يخفيه انما القصة كلها عبارة عن ألغاز وتشويق لا تعرف ما القادم فيها، حياة اشخاص تعيش معهم افراحهم واحزانهم وحياة بأكملها.

شكرا على هذا الجمال وعلى هذا الاستمتاع والرواية التي اراها من النادرات وعلى ذوقي الخاص والذي افضله كثيرا واتمنى لو وجد منه الكثير لاستمتع واستمتع ستكون روايتك في المفضلة لديّ وسأخبر من اعرفه عنها لانها تستحق القراءة.

والذي اتمناه في النهاية ان تستمري ولا تنقطعي عن الكتابة وتطوري من نفسكِ واسلوبك " مع انني اراه متقنا وبقوة ولكن التطور رمز من رموزي التي اراه من اقوى النقاط" وان تنشري كتب في المستقبل لان كتاباتك راقية وتحترم العقول والاشخاص.

وشكرا تمنياتي لكِ بالتوفيق وانتظر القادم بفارق الصبر

 
 

 

عرض البوم صور سميتكم غلآي  
قديم 22-04-17, 09:35 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


الخطاب لكاتباتنا العزيزات اولا ..

حياكن الله في بيتكن ليلاس ..
القوانين وضعت لفائدة الجميع
و نحن كاداريات او مشرفات جمعنا حب الروايات اولا ..
عندما نطلب معرفة ايام التنزيل فهذا ليس من باب الضغط على الكاتبة او فرض نوع من القوانين التعسفيه ..
بالعكس ..
معرفة يوم ووقت التنزيل اولا لوضع الاعلان عنها على صفحة الوحي في الفيس .. و المشرفة المسؤولة عن هذه الصفحة انسانة لديها مسؤوليات مثل الكل .. و ليست موجودة في المنتدي 24 ساعة في اليوم 7 ايام في الاسبوع
الشئ الثاني .. لوضع رابط الفصل فور نزوله .. تسهيلا للقارئات ..
و ما ينطبق على مشرفة الصفحه ينطبق على مشرفة وضع الروابط ..
تغادر ليلاس لتتابع امور حياتها و تعود بعد سويعات لتفاجأ بكومة من الروابط .. و للاسف تضيع صفحة الرواية بين الردود و نبدأ في البحث عنها

الاشراف تكليف قبلنا به .. و لكن جميعنا بشر لدينا طاقة محدودة ..
الرجاء التعاون من جميع الكاتبات مع المشرفات و تحديد اوقات التنزيل
سواء برسالة على الخاص او بوسائل التواصل المتاحة لمن يطلبها من الكاتبات



الجزء الثاني بالنسبة للكاتبات اللواتي يوكلن احدا بتنزيل البارتات بسبب الظروف ..
الرجاء التنسيق مع المشرفات و ابلاغهن اولا



الجزء الثالث خاص بالقارئات ..
جميعنا ننفعل مع ابطال الروايات .. و قد نتفق او نختلف في وجهات النظر و تحليلنا للمواقف و الشخصيات

ادب الحوار و رقيه يجمعوننا
و من تتجاوز باي شكل من الاشكال سيتم حذف مشاركتها و انذارها و / او ايقاف عضويتها

من قوانين ليلاس ان التجريح و التهجم سواء على العضوات او الكاتبات غير مقبول


تقبلوا ما قلته .. و ارجو الالتزام به

ملاحظة .. هذا الرد ليس موقع نقاش على صفحات الروايات
هو تذكير بقوانين ليلاس و توضيح عام

دمتم في حفظ الله

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح  
قديم 04-05-17, 07:17 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2016
العضوية: 321094
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: سرابالحكايا عضو على طريق الابداعسرابالحكايا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 174

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سرابالحكايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي

 

شخابيط شكر لك ياعزيزتي أرجو ان تستمر الروايه فهي جميله جدا وان قلت الردود استمري
بانتظار تكمل القصة ومعرفه ماذا وراء وليد وقصة اللقيط
ديما هي أكثر من يحزنني في الروايه وعمار كذالك أرجو ان يحسّن وضعه أسرع وقت

 
 

 

عرض البوم صور سرابالحكايا  
قديم 19-05-17, 03:19 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السابع: يوم من الماضي..

لايلزم أن تكون حسن الشكل لتكون جميلا ..

ولا مداحا لتكون محبوباً ..

ولا غنيا لتكون سعيداً ..

يكفي أن تعرف معني الرضا وتطبقه في حياتك ..

.
.
.

مرت ثلاثة أشهر على طلاقي من أحمد..

هل تعتقدون أن طلاقنا قد أثر به؟؟

أبداً..بل على العكس..لقد أدركت الآن أنه كان ينتظر طلاقنا بفارغ الصبر..

هل تصدقون هذا..ثلاثة أشهر فقط واليوم هو موعد زفافه من ابنة خالته!!

متى قام بخطبتها ؟؟..

ومتى قام بتحديد الزفاف؟؟..

لا أعلم..

لقد أغضب هذا الأمر أبي أيضاً..فأحمد هو ابن عمي ولم يخبر أبي بموعد حفل الزفاف غير الأسبوع الماضي...

سلوى تفكر منذ الأمس فيما ترتديه..لقد أخبرتها أن لا تفسد علاقتها مع سامر بسببي ..صحيح أن سامر وأحمد أخوة ولكن سامر يحب سلوى حقاً ولا أرغب أن أكون المتسببة بتفريقهم..

أتمنى لهما التوفيق..

لم أستطع التركيز في الجامعة في ذلك اليوم..حائرة جداً..

ان ذهبت لزفافه فسينظر الناس الي بشفقة حسب قول أمي..

وان لم أذهب لن اسلم من شفقتهم أيضاً..سيعتقدون انني اتظاهر بالفرح فقط…

افففف مللت من التفكير..

طلبت من سالم أن يصطحبني الى المنزل ظهراً فعلي اخذ قسط من الراحة من أجل الزفاف الليلة..

ركبت السيارة معه فالتفت الي: هل تريدين شيئا من أجل الغداء..

أجبته بهدوء: كلا لا أشعر بالجوع..

صمت سالم بعدها طوال الطريق..ولكن..حين وصلنا للمنزل استوقفني صوته قبل ان انزل: سلمى..

نظرت اليه باستغراب..

ابعد نظره عن عيني ثم تابع الحديث:لاتحزني نفسك سلمى..سأنتقم من أحمد على فعلته..

عقدت حاجبي:ما الذي تقصده..أرجوك سالم لا تحدث أي مشكلة..لقد طلبت الطلاق بملئ ارادتي وانتهى..

ابتسم سالم ثم أجاب:لن اؤذيه..سأؤدبه قليلاً فقط..

اتسعت ابتسامته :هيا اخرجي..العريس يريد مني الذهاب معه لاساعده في تحضيرات زفافه..

خرجت من السيارة ثم أغلقت الباب وانا اتمتم بغضب..

غبي متناقض..يقول انه سينتقم ثم يذهب معه لمساعدته..انا اعجز عن فهم ما يفكر به حقاً..اففف

فتحت باب المنزل ثم تلفت حوليي أبحث عن أمي وسلوى ولكن لم أجد أحداً..

اوه ..لابد ان امي قد ذهبت مع سلوى لمصففة الشعر..

هه لقد أرهقت نفسي بالتفكير عبثاً..أمي لاتفكر أصلاً باصطحابي معهم..

هذا أفضل..

ذهبت لآخذ حماما دافئا ثم ذهبت لفراشي لأنام..

سأذهب لزيارة لسديم بعد استيقاظي..

اغلقت عيني بهدوء ولكن كلام سالم تردد في اذني..

مالذي يقصده سالم بتأديب أحمد يا ترى؟؟
.
.
.

ركبت سيارة فارس مع فرح بعد خروجنا من المدرسة..ومنذ ركوبنا وهو يتذمر من اصطحابه لنا ويقول انه مضطر لهذا لأن السائق يصطحب أمل من الجامعة..

حسناً أنا متأكدة من أنه يكذب..كان بإمكانه الذهاب لأمل ان كان اصطحابه لنا يزعجه ولكنه يتعمد مضايقتي بتذمره المستمر..

توقف فارس أمام المحطة ليملأ السيارة بالوقود ثم قام بفتح باب السيارة..

التفت الينا قبل أن يخرج:سأنزل للبقالة..هل تريدين شيئاً يافرح؟؟

هتفت فرح: أريد عصير الفراولة..واعتقد أن ديما تريده أيضاً..

لم ينتظر فارس رأيي في الموضوع بل خرج من السيارة فوراً..

نظرت فرح الي باحراج: هههه اعتذر لأني تحدثت عنك ولكنك تحبين عصير الفراولة صحيح..

ابتسمت ببرود: لا أريد شيئاً منه..

عاد فارس الى السيارة ثم اخرج عصير الفراولة من الكيس قبل تحركه..

نظرت فرح اليه باستغراب:وماذا عن ديما؟؟

رد فارس ببرود وهو ينظر الي من المرآة الأمامية للسيارة: لست مسؤلاً عنها ان كانت تريد شيئاً فلتدفع بنفسها..

شهقت فرح: فارس..

ابتسم فارس باستهزاء ثم تابع القيادة باتجاه المنزل..

أما أنا فقد كنت أشتعل غيضاً..ومن يعتقد هذا الغبي نفسه ليهينني هكذا..أنا لا أريد أي شيء منه أصلاً..

وصلنا الى المنزل فخرجت من السيارة بسرعة وقمت بإغلاق الباب بكل قوتي ثم ركضت الى المنزل قبل أن يلحق فارس بي فهو يغضب حين أغلق الباب بقوة ولكنه يستحق..

فتحت باب المنزل ولكنني انتفضت فزعة حين صرخ فارس: ديما أيتها الغبية..

ركضت باتجاه الدرج فقامت عمتي بمناداتي: ديما يا ابنتي الغداء جاهز..

لم التفت اليها..تابعت الركض لأهرب من فارس ولكنني تعثرت اثناء صعودي وسقطت أرضاً.

شهقت عمتي: هل تأذيت يا صغيرتي..

دخل فارس في تلك اللحظة والشرر يقدح من عينيه:ديــــــــــــــمــــــــــــــــا..

نظرت عمتي فادية اليه: لماذا تصرخ الآن..

رد فارس: هذه الغبية تريد افساد سيارتي….

قامت عمتي بمقاطعته: انتبه لألفاظك رجاءً..احترم وجودي على الأقل..

اردت استغلال انشغال فارس بالحديث مع عمتي لأصعد الدرج..ولكنني لم اتكن من ابوقوف بسبب الم كاحلي.. أمسكت بالدرابزين فقد فكرت بالصعود حبواً ولكن فرح جلست بجانبي:ديما هل أنت بخير..

نظرت اليها بعينين دامعتين: كاحلي..انه يؤلمني..

امسكت فرح بيدي وساعدتني الى ان وصلت لغرفتي..جلست على الأرض أمامي:دعيني أرى اصابتك..

أومأت برأسي:كلا..أنا بخير..

زفرت فرح: اففف لا أعلم لماذا يتصرف فارس هكذا معك..أنا اعتذر نيابة عن ذلك الغبي..

ابتسمت باستهزاء: لا تقلقي أمره لا يهمني حقاً..

ابتسمت فرح: ما رأيك هل أجلب الغداء لغرفتك؟؟

أومأت برأسي: كلا..أريد أن أنام...أشعر بالأرهاق..

-حسناً أحلاماً هانئة..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

أما أنا فقد استلقيت على السرير بهدوء..

في الحقيقة..أنا أعرف سبب تصرفات فارس السخيفة معي..

لقد أخبرني عمار منذ عدة أشهر أن فارس صارح عمار بأنه يحبني ويرغب بالزواج بي ولكني أخبرت عمار أنني أرفض ذلك بشدة..

ليس لعيب بفارس..ولكن أباه يتحرش بي..

الأمر صعب..ارتباطي به أمر مستحيل !!

لا أعلم كيف أشرح هذا الأمر لفارس ولكنه اعتبر رفضي له اهانة في حقه..

لقد تغير تعامله معي وأصبح يضايقني من يومها..

آآآه عمار..متى ستصطحبني بعيداً من هذا المنزل..

متى؟؟


استيقظت من نومي بعد صلاة العصر ثم مشيت باتجاه منزل سديم..

سديم..جارتي وصديقتي منذ الطفولة..ستخرجني من كآبتي هذه بالتأكيد..

في اثناء المشي سمعت صوتاً قادماً من خلفي لطفل صغير:هي..مرحباً سلوم..

التفت اليه بغضب فانفجر بالضحك مع أصدقاءه..

افففف لا أعلم متى سيتركني أولاد الحي بحالي..

بالرغم من ارتدائي النقاب الا انهم يتعرفون علي..

يبدو ان اسم سلوم لن يمحى من ذاكرتهم أبداً..سيبقى وصمة عار بالنسبة إلي..

هل تتساءلون عن سبب تسميتهم لي بهذا الاسم..حسناً سأخبركم..

في اثناء طفولتي كنت العمدة في حارتنا بلا أي مبالغة..اعتدت على اللعب مع الأولاد..وقد كنت اهزمهم في لعبة كرة القدم دائماً..

كما انني كنت جزءاً من شلة الأنس..ههه أو عصابة الأنس..

تتكون عصابتنا من ستة أفراد.

الرئيسة وهي أنا ..ويدعونني بسلوم أو (الجرادة) وذلك بسبب سرعة حركتي وحبي لارتداء اللون الأخضر..

( المباحث) وهو أخي سالم..وقد أسميناه بهذا الاسم لأنه كان يشي بنا أمام الكبار..

أما الشخص الثالث فهو شقيق سديم هاني وقد لقبناه بـ(الريشة ) لنحالة جسده..

الشخص الرابع ابراهيم..أو (مسيلمة الكذاب) نعم لقد كان كثير الكذب..

الشخص الخامس هو عماد أو (العضاض) فقد كان يهاجم من يزعجه بالعض بدون تفكير بالعواقب.

أما الشخص السادس والأخير هو عمار أو (رأس البطاطا)..اسميته بهذا الاسم لأن شعره أصفر..حسناً..لقد كان عمار هادئاً وخجولاُ..انظم لعصابتنا بعد جهد مني لاقناعه..كان يخجل من الاختلاط بأولاد الحي لأنه لايتقن العربية ولكنني اتفقت معه على ان اعلمه العربية ويعلمني الانجليزية بدوره..

لقد تعلمت منه بعض الكلمات أما هو فقد اتقن العربية بطلاقة في عدة أشهر..

بالطبع لم يدم وجوده في عصابتنا فلا أحد يعلم عنه شيئاً منذ انتقل لمنزل جده ولكننا ظللنا لفترة طويلة ننتظر عودته..

ياااه كانت أيام جميلة حقاً ولكني أود محوها من عقولهم بشدة..

فعلى كل حال..ليس شيئاً جيداً لفتاة مثلي أن تصاحب الأولاد ..

أليس كذلك؟؟
.
.
.

-رؤى..اعطني الهاتف قبل أن ينفذ صبري..

كان هذا ما قاله أخي وليد لي وهو ينظر الي بحدة..

اففف ماذنبي ان قام هذا الغبي بكسر هاتفه؟؟

صحيح أنني قد اشتريت هاتفاً جديداً منذ شهر ولكني أردت التأكد من خلو هاتفي القديم من أشيائي الشخصية قبل أن أعطيه اياه..

اجبته بارتباك:حسناً وليد..انتظر قليلاً أريد محو بعض الاشياء قبل أن تأخذه..

نظر الي بشك: ما الذي تعنينه..ما الذي تخفينه عني ولا تريدين مني رؤيته؟؟

زفرت بغضب:لا تكن مريضا لا اخفي شيئاً..ولكن ..هناك ارقام صديقاتي..اضافة لبعض الصور التي أريد محوها..

أخذ الهاتف من يدي عنوة: سأقوم بفرمتته يجب أن أسافر الآن لا أستطيع التأخر أكثر...

قالها ثم خرج من الغرفة قبل أن يسمع ردي..

افف غبي..المشكلة انني أخاف منه ولا أجرأ على الوقوف بوجهه..

لقد قام هذا المجنون بطعن أخي وائل قبل ثلاثة أشهر ولكن لحسن حظه كانت الاصابة طفيفة..

نحن نشك بكونه ممسوساً من قبل الشياطين..فلا يوجد أي سبب منطقي لطعنه لوائل..

ان وائل يتجنب الالتقاء بوليد منذ ذلك الوقت كما أن وليد يحاول البقاء بعيداً عن المنزل..

أصبح يكثر الخروج مع اصدقائه ليبتعد عن المنزل فحسب..

لا أعلم متى سيصبح شاباً مفيداً لأهله ومجتمعه..حين أقارن بينه وبين عمار شقيق ديما أرى مدى اختلافهما الشاسع..

بالرغم من أنه وعمار في نفس السن الا ان عمار يعمل جاهداً ليعيش حياة مستقرة مع أخته ديما أما وليد.. مدلل غريب الأطوار..

جلست على الأريكة على هاتفي لأحدث ديما..اشتقت اليها كثيراً..

صحيح أننا ندرس في مدارس مختلفة ولكنها أعز صديقاتي..

لقد استطعت التوصل اليها عن طريق الانستقرام منذ سنة واصبحنا نتحدث معاً بشكل يومي..

فتحت الدردشة وأرسلت لها رسالة:

-مرحبا ديما ..كيف حالك اليوم..

انتظرت لعدة دقائق ثم ردت ديما بإسال صورة لها بوجه حزين وعينين دامعتين….

سألتها بخوف:ديما لماذا تبكين؟؟

ردت ديما:لقد سقطت من الدرج اليوم..قدمي تؤلمني كثيراً..

حدقت بالرسالة قليلاً ثم أجبتها:حسناً اذهبي الى المشفى ربما يكون هناك كسر..

ردت ديما: هناك تورم في كاحلي..اعتقد انه قد التوى..اردت الذهاب الى المشفى..ولكني اخبرتك عن زوج عمتي لا أريد الذهاب معه..وبالطبع لن أطلب من الغبي فارس شيئاً..ان استمر الألم فسأتصل بعمار ليصحبني لا تقلقي علي…

زفرت بعمق حين قرأت رسالتها..المسكينة ديما..حياتها صعبة جداً ..حين أرى مشاكلها أشعر بأنني أسعد فتاة في الكون..

كان الله في عونك ديما..
.
.
.

لم أتمكن من احتمال الألم..حاولت تجاهل الأمر ولكن لا..هناك تورم في كاحلي..

شعرت برغبة شديدة بالحديث الى عمار..
في كل مرة اقنع نفسي بأنني قد كبرت ولم أعد احتاج اليه أجد نفسي أتذكره في حال ضعفي..

أحتاج اليه..احتاج لحنانه ..ليتني أخرج معه اليوم ولا أعود لهذا المنزل مجدداً..

أخرجت هاتفي لأصل عليه وفكرة طفولية تدور في مخيلتي..

لقد فكرت..ان رأني عمار أتألم هكذا ربما يأخذني معه..

حين كنت أخاف من شيء في طفولتي كان يبقى بجانبي ويدعني أنام معه بغرفته...

أنا أتألم الآن أخي…

تعال وخذني من هنا أرجوك..

.
.
.
عندما أكون وحدي أحاول مرارا استبعاد لحظات الحزن تلك التي تباغتني كلما اختليت بنفسي.. .

لاأدري لم أشعر أنها تتحين الفرص لتنقض على سويعات الصفاء ولحظات السعادة اليتيمة التي قد تكون مرت على بابي يوما مــا .

في بعض الأحيان أتمنى أن أتجرد من مشاعري كي لا أتألم أكثر..

آآه بت أكره الفراغ كي لا أنشغل بالتفكير..لقد أصطدمت سيارتي في هذا الصباح بالرصيف فقد كنت أقود السيارة مرهقاً ولم أسلم من تعليقاتي عمي حازم بالطبع..

أخذ يلومني على ارهاق نفسي بالعمل بينما يعرض علي العمل بالشركة وبالطبع لم ينس الاستهزاء بوالدي واخباري انه كان محقاً حين قال بأنني سأدرس عبثاً..

لا أخفيكم هذا ..

كلماته قد سببت لي الاحباط..

لا أعلم متى سأحصل على وظيفة مناسبة..

رن هاتفي فارتسمت الابتسامة على وجهي حين وجدت بأن المتصل هو ديما..

اجبتها بفرح:اهلا اهلا..اشتقت اليك كثيراً صغيرتي..

ردت بصوت باكي:عمار..تعال وخذني من هنا..

عقدت حاجبي حين سمعت بكاءها:ديما هل أنت بخير.. ردت ديما: لقد سقطت من الدرج..اعتقد انني لويت كاحلي..ارجوك عمار..تعال وخذني الى المشفى..انني أتألم بشدة..

وقفت من مكاني بسرعة :سآتي حالاً اصبري قليلاً..

قلتها ثم اغلقت الخط..درت حول نفسي أفكر كيف أذهب اليها بدون سيارتي..

لن يسمح عمي لي بأخذ سياة السائق بالتأكيد فسيفتعل مشكلة ان احتاجت زوجته اليها وهي معي…

عزمت أمري وذهبت لاستأذن من جارنا بأخذ سيارته ولم يمانع بهذا..اخبرني انني استطيع أخذها طوال اليوم ان رغبت..

وصلت الى منزل عمتي وحين رأتني عمتي أسأل عن ديما صدمت بشدة:ولكن..لماذا لم تخبرني ديماً أنها قد آذت كاحلها..

رفعت كتفاي: لا أعلم..اخبرتني انها تريد مني اصطحابها الى المشفى..هل أستطيع الصعود لغرفتها..

أومأت عمتي برأسها: بالتأكيد..

صعدت الدرج اليها وحين فتحت الباب وجدتها بحال مزرية من الواضح انها تتألم..منظر وجهها الملئ بالدموع جعلني اشعر انها لاتزال طفلة..

اقتربت منها فازداد بكاءها:عمار لم أعد أحتمل الألم أكثر..

جلست أمامها:دعيني أرى أين أصبتي؟؟

كشفت ديما عن كاحلها فبات التورم واضحا..

تحسست قدمها فصرخت ديما:آآآه ..لا تلمسه..انه يؤلمني..

زفرت: انها متورمة..أرجو أن لا يكون أمراً خطيراً..

دخلت عمتي الى الغرفة وهي ترمق ديما بعتاب:لماذا لم تخبرني بالأمر صغيرتي..كنت سآخذك للمشفى فوراً,,هل أبخل عليك بشيء؟؟

نظرت ديما الى الأرض بدون أن ترد..

في الحقيقة تصرفها غريب حقاً ولكنني سعيد لأنها اتصلت بي..

اشعر بالفرح حين أشعر باحتياجها الي..

نظرت الى عمتي:انك لا تبخلين عليها ياعمتي ولكنها تحب أن أقوم بتدليلها هذا هو الأمر..

ابتسمت عمتي:حفظها الله لك..

ساعدت ديما بنزول الدرج ثم ذهبت بها الى المشفى..

اتضح بعد الفحص أنها تعاني التواءً في الكاحل..

خرجنا من المشفى بعد أن أخذت بعض المسكنات وقبل أن أبدأ بقيادة السيارة قامت ديما بمنادتي:أخي..

التفت اليها: نعم يا حبيبتي؟؟

ترقرقت عيناها بالدموع: حين كنت صغيرة كنت تضع لي دواءً خاصا بك فيتلاشى الألم فوراً هلل تذكر؟؟…

ضحكت من تلك الذكرى:لم يكن دواءاً فعلاً كنت أضع المناديل المبللة فحسب ولكن كان الأمر يريحك ههه لا أعلم كيف كان يتلاشى الألم حقاً..

نزلت دمعة من عينها: أعلم أنه لم يكن دواءً..ولكن بقاءك بجانبي واهتمامك بي كان يشعرني بالسعادة..متى يحين الوقت لنعيش معاً مجدداً أخي؟؟

تهدج صوتها: أرجوك لا أريد البقاء في ذلك المنزل أكثر..أنا ..أشتاق اليك..

قالتها ثم انفجرت بالبكاء..

شعرت بالألم يعتصر قلبي ..اكره رؤية حزنها بدون ان اتصرف..امسكت بييدها بحنان: تبقى القليل صغيرتي..ألم أخبرك..في الاجازة الصيفية بعد شهر سنسافر معاً وحدنا..

ردت بفرح: حقاً..

أومأت لها: نعم..ولكن أريدك ان تركزي بدراستك جيداً الآن اتفقنا..

قامت ديما بمسح دموعها: لاتقلق ..سأذاكر جيداً..

قمت بتحريك السيارة فالتفتت ديما الي باستغراب:هذا طريق منزل جدي..

ابتسمت:سنشتري البوظة ونأكلها معاً في حديقة المنزل كالسابق ما رأيك؟؟

ضحكت ديما بدون أن ترد…

بقيت مع ديما في الحديقة في تلك الليلة...ضحكنا وتحدثنا كثيراً عن ذكريتنا في الصغر..

كانت تلك الليلة ..أول ليلة أحن بها لأيام طفولتي…

فحديثي مع ديما وجلوسب معها..جعلني أشعر ولأول مرة..أنني أعيش يوماً مميزاً..

يوماً..من الماضي…



-أنا ملكة جمال هذا الكون..
طلاقي ليس لعيب في مظهري..ولكن ربما لو أصبح شعري أنعم..وأنفي أدق قليلاً..وشفتاي لو أنها تصبح أصغر ..اممم وعيناي أكثر اتساعاً,,,مع تورد بسيط في وجنتي فسأكون ملكة جمال الكون..

قلتها وأنا أنظر لنفسي بالمرآة.

ضحكت سديم:هههههه ما الذي تبقى من وجهك سلمى..

زفرت بعمق: يقولون أن الجمال جمال الروح صحيح؟؟

نظرت سديم الى عيني باهتمام:أتعلمين سلمى..انك جميلة حقاً ولكنك لا تهتمين بمظهرك..اعذريني لصراحتي ولكنك تتصرفين مثل الصبيان..

شهقت:أنا أتصرف مثل الصبيان!!

ردت سديم: يجب أن تواجهي الأمر سلمى..حين علم هاني أنك هنا قال أبلغي سلامي لسلوم..

احمر وجهي بغضب: وماذا أفعل ..كنت صغيرة وقتها ولكنهم يرفضون نسيان الأمر..

وضعت سديم يدها على خدها:مع الأسف ياصديقتي الأمور المحرجة تبقى عالقة في الذهن..لقد حذرتك كثيراً من اللعب مع الأولاد ولكن لا استمر لعبك معهم الى أن بلغت الرابعة عشرة من عمرك..انهم يعدونك عمدة الحي انك تعليمن هذا..

تجاهلت حديثها وأنا أرتشف من كوب الشاي أمامي..من الجيد أننا سننتقل من هذا الحي قريباً…

هتفت سديم: بسرعة سلمى أنهي كوبك لأصفف شعرك..

نظرت اليها بحيرة:هل تعتقدين أن ذهابي لزفافه أفضل..

ردت بثقة: بالتأكيد..اذهبي بكل ثقة..سأقوم بتجهيزك على أكمل وجه..أغيضيهم بجمالك وثقتك كي يعلموا أنهم قد خسروا درة نفيسة…

ضحكت باستهزاء:ههه أي درة تتحدثين عنها..انت لم تري ابنة خالته..انها آية في الجمال..بشرة بيضاء ..شعر حريري كثيف ..جسد متناسق..ههه وتقولين خسر درة؟؟ ..

ردت سديم بنفاذ صبر:كونك سمراء لا يعني أنك قبيحة...اسمعي مني سلمى لايوجد في الدنيا أمرأة قبيحة ولكن يوجد أمرأة لاتهتم بنفسها..

بدأت سديم بتزيني بعد أن صلينا العشاء ثم اعارتني فستاناً جميلاً بلون أسود ..لا أخفيكم هذا ..بدا شكلي مختلفاً..

حتى في يوم خطوبتي من أحمد لم أكن راضية عن مظهري هكذا فقد كانت مساحيق التجميل تغطي ملامحي بطريقة مقززة..

نظرت الى سديم بانبهار:لم أتصور يوماً أنني سأتقبل ملامحي وأنا أضع مساحيق التجميل!!

ردت سديم بثقة:سأفتح مشغلاً خاصاً بي في يوم من الأيام وكوني شاهدة على مهارتي وقتها هههه..

قامت سديم بتجهيز نفسها ثم طلبت من هاني اصطحابنا الى حفل الزفاف..

كنت متوترة طوال الطريق..لم أخبر أمي أنني سأحضر..هل ستغضب يا ترى؟؟

وصلنا الى القصر أخيراً..خرجت سديم وحين هممت بالخروج استوقفني صوت هاني:سلوم..

لا أخفيكم انني وددت أن أفقأ عينه حينها..يعلم انني متأنقة اليوم وما زال يقول سلوم؟؟؟

تابع هاني حديثه:لاتحزني سلوم..لقد انتقمت شلة الأنس من أجلك..

خرجت من السيارة بدون أن أرد عليه..

ولكن حديثه قد ذكرني بحديث سالم هذا الصباح..ما الذي فعلوه ياترى..

دخلت الى القاعة مع سديم وبمجرد دخولي رأيت رغد الأخت الصغرى لأحمد تدور حول نفسها بفرح..

توقفت عن الدوران حين رأتني وركضت باتجاهي وهي تهتف: ســـــــــلمــــــــــى..

فتحت ذراعي لأستقبلها..رغد تبلغ الخامسة من عمرها..انها اقرب بنات عمي الى قلبي..

قبلت وجنتيها الناعمتين فابتسمت بخجل..

رمشت بعينيها الصغيرتين وهي تتأملني:انك جميلة جداً سلمى,,

ابتسمت لها: شكراً ياجميلتي..

تابعت رغد حديثها ببراءة ..ولكنها ببراءتها قد قتلتني..مزقت قلبي لأشلاء:لقد قال أحمد انه لا يريد الزواج بك لأنك مثل الأولاد..ولكن الأولاد لا يملكون شعراً طويلاً صحيح؟؟
.شهقت سديم:ذلك الحقير..

وضعت يدها على كتفي حين لاحظت ارتعاش جسدي: سلمى هل أنت بخير؟؟

نظرت اليها بحدة: اعطني هاتفك سديم..

نظرت الي بتساؤل:لماذا؟؟

اجبتها بصوت مرتجف:لن يرد على مكالمتي..سأحدث ذلك الحقير من هاتفك أريد أن أفرغ غضبي عليه.

أومأت سديم برأسها ثم وضعت الهاتف بيدي..

أخذت الهاتف ثم أسرعت بخطواتي باتجاه دورات المياه لأحدثه بهدوء..

ذلك الغبي ..من يظن نفسه؟؟

انه لم يكمل تعليمه الجامعي حتى..انا افضل منه بكثير ولكني قبلت الزواج به لأنه ابن عمي فقط..

تنازلت عن الكثير من مواصفات الزوج المثالي بالنسبة لي كي أتقبل العيش معه ..

ولكنني سأعلمه مقامه الآن...

نظرت الى الهاتف بأنفاس متسارعة من شدة غضبي وارتباكي في نفس الوقت..

بدأت ادخل رقمه الذي احفظه من ظهر قلب..

لقد كنت مخطوبة له لست سنوات..كان عليه أن يكرني بالخير على الأقل..

بدأ هاتفه بالرنين ودقات قلبي تزداد مع كل دقة..

كنت أعد الكلام الذي سأوجهه له بعقلي ولكن كل ما اعددته قد تلاشى فورا حين وصلني صوته وهو يصرخ بغضب: ماذا الآن؟؟
.
.
.

أنا ما زلت بخير..

قلبي يؤلمني قليلا .. ولكن هذا لا يعني أنني في حال سيئة..

عيني تحرقني وتمتليء بالدمع .. لكنني أدفع الدمع إلى داخلي..

مرهق جدا و لكنني أبتسم..

أفقد ابتسامتي لكنني أتصنعها لأسترد قوتي..

فقدت الكثير من وزني لكنني ما زلت بصحة جيدة..

أتألم حد الموت .. لكنني أعيش..

اصبحت أتهرب من البقاء في المنزل فمنذ أن قمت بطعن وائل وأنا أشعر بنظراتهم الي كشخص مجنون ..

أكره نظراتهم تلك..لو أنني كنت ابنهم هل كانوا سيعاملونني هكذا؟؟

بالطبع لا..

كانت أمي تخبرني دائماً أن مكانتي في قلبها مثل وائل تماماً..

اخفت الأمر بأنني لقيط عن رؤى ورغد لتثبت لي انها تحبني كابنها تماماً ولكني ادركت الان انها كانت تكذب..

لا الومها فان كانت امي الحقيقية لاترغب بي هل سأجبر احدا غيرها على حبي؟؟

لقد كانت أمي تعلم أنني أحب سمر ولكنها قامت بخطبتها لوائل رغم هذا..

وحين اعترضت على الأمر اخبرتني أن سمر لن تقبل الزواج بلقيط!!

ولكن..

ماذنبي أنا...؟؟!

اخبروني مالذنب الذي اقترفته؟؟

منذ كنت طفلاً وسؤالهم بالمدرسة يؤلمني حين يسألوني عن نسبي..

تسبقني دموعي على الإجابة قبل أن أنطق..

وأمسح دمعتـي من وجنتي بكم ثوبي..

أتمتم بصمت داخل نفسي ولكن لاأقوى على الـرد..

دمعات لقيـــــــط..وصرخات يتيــم

هي متقاربه حتما..ولكن بفرق بسيــط..

فاليتيــم من فقد والديه...ولكن اللقيط من رماه والداه وهما يستمتعان على قيد الحياه...

ولكنهم لايريدونه..

وأنا قد قررت بأنني لا أريد أحداً..

سأعيش بهذه الدنيا كما أريد وسأتمرد على كل من يجرأ على ايذائي..

وصلت أخيراً لمدينة الرياض فغداً سأحضر حفل زفاف أحد أصدقائي هنا ..

فتحت هاتف رؤى بعد وصولي الى الفندق…

سأرسل رسالة لأمي لأخبرها بوصولي..

لا أعلم ان كان أمري يهمها ولكني قد أديت واجبي بإخبارها…

حين قمت بفتح الهاتف بدأت تظهر اشعارات كثيرة على الشاشة الرئيسية من الانستقرام الخاص برؤى..

كم اكره هذا البرنامج السخيف سيكون أول برنامج أحذفه..

قمت بفتح احدى محادثات رؤى من باب الفضول ولكن ماوجدته قد اثار انتباهي

كانت محادثة لها من احدى صديقاتها..تدعى ديما على مايبدو..

عقدت حاجبي حين رأيت تلك الصورة..

كانت صورة لفتاة شقراء تبكي!!

مهلاً مهلاً..هل هذه صديقة رؤى؟؟

ههه كلا هذا مستحيل...من الواضح ان الصورة لفتاة اجنبية..
.
تابعت الصعود في محادثتها مع رؤى فوجدت العديد من الصور لنفس الفتاة!!.

يبدو ان هذه الفتاة هي ديما حقاً..

فتحت صورة لها بزي مدرسي وظفيرة جانبية..تنظر الى كاميرة الهاتف بابتسامة خجول..

رؤيتي لملامحها البريئة و جمالها الآخاذ حركت شعوراً غريباً بداخلي..

لم أتصور أن أرى فتاة بجمالها في حياتي!!

بقيت أتأمل تلك الصورة بتمعن وما كان لي ..إلا أن أبتسم...
.
.
.
💖نهاية الفصل💖
اتمنى يكون الفصل عجبكم..اراءكم وتوقعاتكم احبتي..الى الملتقى ان شاء الله..سلاام💕

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن  
قديم 27-05-17, 09:33 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثامن: سيمفونية الصمت..

الصمت .. سمفونية هادئة .. يغنيها الألم .. فيستمع الفؤاد .. غير عابيء بحقيقة أن لا صوت هنا
.
.
.
كم كنت سعيدة وانا اسمع ضحكات عمار.. مر وقت طويل لم ارى به ابتسامته.. .
جلوسنا معا.. احاديثنا البريئة.. جعلتني اشتاق للعيش معه مجددا.. همست بحزن: الى متى؟

التفت. عمار الي باستغراب :ماذا؟؟

تابعت حديثي : الى متى سأنتظر انتقالنا لمنزل مستقل..

زفر عمار: هناك وظيفة قمت بالتقديم عليها.. ولكن.. لم يصل الجواب بعد.. ادعو الله ان اظفر بها ..بعدها سيسهل كل شئ..

ابعدت نظري عنه وانا اتذكر حديث فارس.. لقد سمعته يحدث عمتي ويسألها عن سبب عدم مساعدة عمي حازم لعمار في موضوع السكن.. فأخبرته عمتي انه قد عرض على عمار المساعدة ولكن عمار يرفض ذلك بتاتا..

اعدت نظري اليه لأسأله بتردد: عمار.. لماذا ترفض مساعدة عمي حازم لك..

عبس وجه عمار فورا فهتفت: كلا ..لا تعبس الٱن ..لقد كنت سعيدة برؤية ابتسامتك..انك تبدوا جميلا بوجهك البشوش.. ارجوك لا تعبس مجددا.. انس سؤالي إن كان يحزنك..

ابتسم عمار بحزن: لقد قاموا بقتل ابتسامتي بابعادك ديما..

ارتبكت كثيرا من كلامه.. شعرت بانني غبية ..ماكان علي ان اسأله.. بقينا صامتين لفترة.. فقطع ذلك السكون تساقط المطر..

فكرت بفتح حديث مع عمار فالتفت اليه بابتسامة: هل مازلت تسمع قطرات المطر تقول ..لاتنس ديما؟

ضحك عمار: ههه الا زلت تذكرين هذا؟

اومأت برأسي: بالتأكيد.. لم انس هذا ابدا.. في كل مرة يتساقط بها المطر.. كنت اقف امام النافذة واحاول سماع صوت القطرات وهي تنطق باسمي ههههه..

زفر عمار: هل تعلمين ديما.. اليوم الذي تركتنا به امي.. كان المطر يتساقط بغزارة ايضا.. .

تصلبت اطرافي حين قال هذا.. لم يحدثني عمار عن امي من قبل.. لقد علمت عن طريق نهلة بانها لم تمت بعد.. لقد تركتنا وهربت.. لم ينكر عمار الامر ولكنه لم يتحدث عنه.. لقد طلب مني وعدا بنسيانها..

تابع عمار حديثه: فيما مضى.. كنت اكره المطر.. فقد كان يذكرني بتلك الليلة.. في كل مرة اسمع بها صوت الرعد.. ارى طفلا صغيرا يركض ويبحث عن امه..

لقد كنت في التاسعة فقط.. طفل صغير.. يتيم.. لا حيلة لدي بشئ..

تمنيت الموت بتلك الليلة.. واكثر شخص كرهته هو عمي حازم.. فقد طلب من امي العودة لبلدها واراد ان يتبرأ منك.. لقد تخلت عنا امي بسببه.. ارادت ان يعترفوا بك كفرد من العائلة..

ولكن.. في وسط انهياري وبكائي .. اعادني للحياة.. صوت طفلة صغيرة تبكي..

التفت الي والدموع تملأ عينيه: قد يعتقد من يسمع لقصتنا بانني انقذت حياتك.. ولكن الحقيقة.. لقد كنت انت من انقذني ديما..

صمت قليلا ثم تابع الحديث: حين حملتك بذراعي.. ونظرت لوجهك البرئ.. قررت العيش لاجلك....

لقد كان وجودك كالمعجزة.. كنت نعمة من الله الي.. أسعدت روحي... وأصبحت قرة عيني...

في المرة الاولى التي حملتك بها بيدي..

شعرت بذلك الشعور بداخلي..شعور لا يوصف.. شعرت بأنني اصبحت ابا.. لقد انرتي عالمي بضحكاتك..

كنت اقضي الساعات بمشاهدتك فقط بدون ان امل..

لقد كنت بريئة جدا.. جميلة جداً ..ونقية جداً..

لازلت اتذكر اولى خطواتك.. لازلت اذكر دخولك الى المدرسة.. ولازلت اذكر المرة الاولى التي ناديتني بها بدادي..

ابتسم بحزن: شعرت بأنني ملكت الدنيا في تلك اللحظة..

نزلت دمعة من عينه: ولكن عمي حازم قد حرمني من هذه السعادة حين ابعدك عني..

مسح على شعري برقة: وانت ايضا.. لقد توقفت عن مناداتي بأبي.

قالها بنبرة حزينة آلمت قلبي.. لم اكن اعرف ان توقفي عن مناداته بأبي قد اثرت به هكذا..

تابع حديثه بحرقة: انا لا استطيع مسامحة عمي حازم على هذا ابدا.. ولو ضاقت علي السبل.. لن اطلب مساعدته ابدا..

تزاحمت الدموع في عيني.. فضحكت محاولة اخفاءها: هههه انظر عمار.. لقد جعلتني ابكي بحديثك..

اراد عمار ان يرد ولكن صوت هاتفه قد قاطع حديثه: انها عمتي فادية.. لابد انها قلقة عليك..

قالها ثم وقف من الكرسي للرد عليها..

اما انا ..فقد قمت بالتقاط صورة له وقمت بنشرها على الانستقرام وكتبت تعليقا عليها:

(اخي يخاف علي من الحياة.. وانا اخاف الدنيا بدونه).. .

عاد عمار الي بعد ان انهى حديثه: لقد اخبرتني عمتي فادية ان اعيدك للمنزل..

اجبته باعتراض: كلا اريد البقاء لوقت اطول..

ابتسم ثم اجاب: لا تقلقي اخبرتها بهدا.. ولكنها طلبت مني ان ادخلك لغرفتي.. الجو بارد.. ستصابين بالبرد..

اومأت برأسي: كلا.. انا سعيدة هنا ..اريد البقاء تحت المطر..

قام بضرب راسي بخفة: لازلت عنيدة كما عهدتك.. حسنا اذا سأذهب لاحضار معطف لتدفئتك..

قالها ثم ذهب لغرفته..

اما انا.. فقد اغلقت عيني ودعوت الله من كل قلبي: الهي.. اجمعني مع عمار باسرع مايمكن..

.
.
.

مريض.. معقد.. مجنون.. شيطان.. .

هذه هي الالقاب التي يطلقونها علي.. .

ولكن لا احد يعلم انني اخدم الانسانية بتخليصها من الغبيات في هذا الكوكب. .

نعم.. جميع الفتيات كذلك..غبيات... قذرات.. خائنات.. ساذجات..

في كل مرة ارى احد اصدقائي يمتدح اخلاق فتاة.. .

اتكفل انا باختبار اخلاقها.. اتحدث معها.. اغرقها بكلمات الغزل.. فتقع بحبي بكل سذاجة.. .

وانتصر أنا باثبات نظريتي..

ولأفضحها على الملأ..اعدها بالزواج.. فاطلب رقم اهلها واسألها الخروج معي لمرة واحدة فقط..

وعند اتفاقنا على المكان..

اقوم بالاتصال على والدها واخبره ان ابنته تجلس بمكان مشبوه.. .

لا ابذل ادنى مجهود لفضحها ولا اذهب لرؤيتها أبداً

اكتفي بمراقبتها من مكان بعيد..و استمتع انا برؤية تلك الفتاة وهي تتلقى الاهانة و الضرب من والدها..

قد يكون تصرفاً حقيراً مني ولكن..

لو ان احد قد ضرب امي حين اخطأت.. ربما لم اكن لاولد بدم فاسد. .

لم اكن لاحمل عارها وانادى بولد لقيط.. .

لم اكن لالقى رضيعاً في القمامة واصرخ مستنجدا بسبب قذارتها هي.. .

كم اكره امي واحقد عليها.. لو انني اعلم مكانها كنت سأقتلها لاريح الدنيا من ساذجة قذرة.. .

اعجز عن تذكر عدد الفتيات اللاتي القي القبض عليهن بسببي..

ربما اكون مجنونا كما يقولون.. ولكن يكفيني قناعتي بأنني افعل الصواب.. .

حسناً لأكون منصفاً هناك فتاة واحدة فقط اثبتت انها شريفة..

نعم..

ابنة عمي سمر.. .

نعم لقد وضعتها تحت الاختبار أيضاً فأنا أعجز عن الثقة بأي أحد..

لم يشفع لها كونها ابنة همي ولا كونها يتيمة..

كان سهلاً علي الوصول اليها فقد تربت في منزل جدتي..

كنت اقضي الساعات بمنزل جدتي وحاولت كثيرا اغواءها ولكنها لم تستجب لي.. .

حاولت التودد اليها بكل الطرق دون فائدة.. .

وكلما تجاهلتني وتجاهلت تصرفاتي.. كنت ازداد تعلقا بها.. .

كنت غاضباً في البداية من تجاهلها لي ..ولكن..

يوماً بعد يوم..وجدت أنني تعلقت بها..

صمودها وعنادها اجتذبني اليها..

لقد احببتها...

ولكن لأكون جديراً بها اتخذت قرارا بالتوبة.. .

اردت ان اعمل وان اكون اهلا للزواج بها.. .

سافرت لمدينة الرياض بعد ان وجدت عملا بها وحين عدت بعد اشهر.. علمت بأن وائل قد قام بخطبتها.. .

ذلك الحقير وائل..لقد اخبرته انني انوي الزواج بسمر..حين تشاجرت معه بعد عودتي اجابني ببرود: اوه...لقد اعتقدت انك تقصد فتاة اخرى..لم اكن اعلم انك تريد ابنة عمي..على كل..انس امرها لو كانت تحبك لما وافقت على الزواج بي..

آآآه كم احترق قلبي..

الفتاة الوحيدة التي احببتها لا تريدني.. .

اكره الفتيات..سمر خائنة مثلهم..

حين رأيت صورة الفتاة المدعوة ديما وقرأت محادثاتها ادركت الكثير من شخصيتها.. .

فتاة وحيدة.. يتيمة.. تعاني من تحرشات زوج عمتها.. .

ابتسمت مستهزئا.. هذه القذرة.. لو لم تحاول اغواء ذلك الرجل لما التفت اليها.. .

ولكن يبدو انها تستغل جمالها لتنال مطالبها.. .

اعتدلت بجلستي على السرير.. لقد وجدت ما اتسلى به اخيرا..

حسنا لنرى..أي نوع من الفتيات تكونين يا آنسة ديما..
.
.
.

بقيت صامتة وانا اسمع صوت صراخ احمد: هي لا تعطل عملي ..هل تدبرتم امر السيارة ام لا. ؟.

عن اي سيارة يتحدث هذا المجنون.. استجمعت قواي ثم صرخت: رجل غبي سخيف.. هل كنت تعتقد انني سابكي حزنا على فراقك.. كلا يا عزيزي لقد كنت مخطئا.. هل تعلم انني وافقت عليك مجبرة؟.

انا الدكتورة سلمى.. تتزوج برجل فاشل لم. يتمكن من انهاء دراسته..

ليكن بمعلومك.. انا احمد الله الف مرة على فراقك... .

قلتها ثم اغلقت الخط.. اشعر ببعض الراحة. الآن.. .
عدت الى الحفل بعدها وصعدت للرقص محاولة تجاهل همومي.. لن افكر بأحمد بعد الآن ..سآنتزعه بكامل ارادتي.. .

مر حفل الزفاف بهدوء.. لم يحاول احد ازعاجي بحديثه.. .

ركبنا في سيارة. سالم بعد انتهاء الحفل.. فانتابني الفضول لسؤاله عما فعلوه بأحمد ولكنني صمت حتى وصلنا الى المنزل.. .

وقبل ان ادخل الى غرفتي امسك سالم بذراعي: سلمى تعالي لغرفتي...

تبعته بدون ان اعترض وحين وصلنا قام باخراج هاتفه: انظري..

اتسعت عيناي وبدأت اضحك باستغراب.. لقد كانت صورة لأحمد.. ولكنه حليق.. نظرت الى سالم: ههه ما الذي حدث له.. لماذا قام بحلاقة ذقنه هكذا.. .

ابتسم سالم: لقد قام الحلاق بخطأ بسيط..
قالها ثم غمز بعينه..

انفجرت بالضحك حينها فقد ادركت ان سالم فعلها.. سألته مجددا: مالذي فعله عمي.. لا بد انه قد غضب كثيرا..

ضحك سالم: هههه غضب فقط؟ ؟.

لم يرد النظر الى وجهه من شدة احراجه.. يقول بأنه قد فضحه بين الرجال.. .

قام بفتح صورة اخرى ثم اعاد هاتفه الي: حسنا وبعد ان رايتي هديتي جاء دور هدية شلة الانس.. .

نظرت الى الصورة بفضول.. فوجدت ان مقدمة سيارة احمد الجديدة محطمة..

عقدت حاجبي: مالذي حدث.. هل تعرض لحادث؟؟
.
اجاب سالم: اصدقائي المساكين.. لقد ارادوا تزيين سيارته لمفاجأته ولكنهم تعرضوا لحادث بسيط.. .

اخبرته انهم سيقومون بتدبير سيارة اخرى من اجله فبقي متوترا طوال الحفل.. يقوم بالاتصال علينا ليسألنا عن السيارة.. .

حين قال هذا تذكرت غضبه حين اتصلت عليه فانفجرت بالضحك.. .

تابع سالم حديثه: بعد ان قاموا بزف العروس ..قام عمي باحضار سيارته ..ولكن اوبس.. رائحتها كريهة.. فقد قام بنقل الماشية بداخلها ولكنه الحل الوحيد.. .

ارتفع صوت ضحكي اكثر.. لقد تخيلت نفسي بذلك الموقف.. ازف عروسا.. بداخل سيارة تفوح منها رائحة الماشية..

امسك سالم بكتفي: ما اجمل ضحكتك سلوم.. لا تسمحي لأي كان باحزانك.. اتفقنا؟

ابتسمت: اتفقنا.. ولكن اياك ومناداتي بسلوم مجددا..

ضحك سالم: هههه تحت امرك انستي.. قطع حديثنا صوت صراخ ابي وهو يفتح باب الغرفة: سااااالم..

التفت باتجاه الباب بفزع.. نظر ابي الي: اخرجي سلمى اريد التحدث مع سالم على انفراد..

اومأت برأسي ثم خرجت من الغرفة.. ولكنني بقيت خلف الباب.. فقد انتابني الفضول لسماع حديثهم..

صرخ ابي: كيف تفعل هذا مع احمد.. هل تعرف كم احرجت من عمك بسبب تصرفاتك السخيفة؟؟

رد سالم: اي تصرفات.. انا لم افعل شيئا.. .

زفر ابي: لا تدعي الغباء سالم.. اعرف مالذي فعلته مع اصدقائك.. ستقومون بدفع تكاليف السيارة وتذهبون للاعتذار من احمد في الغد.. .

ارتفع صوت سالم: لن اعتذر لذلك الحقير ابدا.. انه يستحق ما حدث له..

رد والدي بغضب: لا تكن عنيدا سالم.. لا تنس بأن سلمى هي من طلبت الطلاق بنفسها.. لا ذنب لا احمد بهذا الامر.. .

ضحك سالم. ثم رد باستهزاء: هل حقا كنت تعتقد بأن احمد ملاك برئ؟.

افق يا ابي. لولم يكن يريد الزواج بطبيبة لماذا لم يخبرنا بهذا من قبل؟.

ما الذي جعله ينتظر كل هذه السنوات قبل ان يخبرها بايقاف دراستها؟

ابي ..

لقد تعمد احمد الانتظار كي يجد حجة لتركها... لقد كان متأكدا بأن سلمى سترفض ايقاف دراستها بعد هذه السنوات فوجد بأنها فرصة مناسبة للطلاق..

اجاب ابي: لا تظلمه يا سالم.. ربما حاول التأقلم على الامر ولكن لم يستطع..

قام سالم بمقاطعته: انا متأكد من حديثي ابي.. لقد قال احمد بنفسه امام ابناء الحي بأنه سعيد بطلاقه.. لقد قال: انا لا اريد الزواج بفتاة تتصرف مثل الصبيان..

شعرت بآلم يخترق صدري.. ذلك الحقير.. لقد قالها امام ابناء الحي!!

ركضت باتجاه غرفتي وانا ابكي بحرقة.. .

ابقيت بجسدي على السرير وقمت بدفن رأسي بوسادتي محاولة اخفاء صوت شهقاتي..

لقد بكيت كثيرا في تلك الليلة.. ولكنني بعدها قد اتخذت قرارا مهما.. .

منذ اليوم... ستتعرف الدنيا على سلمى مختلفة...سينسى الجميع امر سلوم.. وسيذكرون الفتاة الجميلة سلمى.. .

سأصبح مضرب المثل في الدلال والانوثة.. وسترون..
.
.
.

حرارة قوية تشتعل بجسدي..فتحت عيني ببطء..فوجدت السكون يحيط بأرجاء الغرفة..

صوت قطرات المطر يطرق زجاج غرفتي..مالذي حدث.أين ذهبوا..

أمسكت بهاتفي لأنظر الى الساعة..

انها العاشرة صباحاً..يبدوا أنهم في المدرسة الآن..لماذا لم يقوموا بايقاضي؟

وضعت يدي على رأسي.. حرارتي مرتفعه وأشعر بصداع خفيف..

لفت نظري كم الاعجابات التي حصلت عليها من الانستقرام.. .
لقد كانت من ذات الشخص.. .

قمت بفتح حسابه لمعرفة هويته.. ولكن لم يتضح اي شئ.. هناك امر مريب.. من الواضح انه افتتح حسابه للتو.. انه خال من الصور.. .

كما ان حسابي هو الحساب الوحيد الذي يقوم بمتابعته.. .

قمت بفتح الرسائل الخاصة فوجدت رسالة منه:

(ارى في كلماتك الكثير من الحزن.. ان لم يكن الامر يزعجك... هل استطيع معرفة سبب حزنك؟
ان ازعجتك بسؤالي تجاهلي الرسالة فحسب..) .

بقيت احدق برسالته باستغراب.. كيف تعرف على حسابي ياترى؟؟

اجبته بتردد: من تكون؟ .

اغلقت هاتفي حين شعرت برعشة بجسدي.. يا الهي الجو بارد جدا.. .

يبدو ان حرارتي قد ازدادت سوءً.. .

وقفت من سريري بصعوبة..سأنزل الى المطبخ لأخذ المسكن..

مشيت بخطوات بطيئة باتجاه الدرج وأنا أتلفت حولي من شدة الخوف..لماذا تركوني وحدي..انهم يعلمون أنني أخاف الوحدة..

وصلت الى الدرج..فطرأ في ذهني أنني لم أرتدي حجابي بعد...

زفرت بضجر وأنا أنظر الى الغرفة..لقد وصلت الى هنا بصعوبة أساسا بسبب ألم قدمي..لا بأس...لا أحد بالمنزل على أي حال..

نزلت الى المطبخ..ثم اتكأت على الطاولة وأنا أشرب من كوب الماء..

نظرت الى النافذة بشرود..لم يتوقف المطر منذ البارحة..

ياترى..هل أتصل على عمار..ولكن ربما يعمل الآن..

أيقظني من شرودي صوت انغلاق باب المطبخ..التفت باتجاه الباب..وحين رأيته يقف أمامي وينظر الي بنظرات شيطانية....

طرأ عمار في ذهني فصرخت أستنجد به: أبـــــــــــــــــــــــي.. .
.
.
.

لم أذهب لعملي في هذا اليوم..فقد أغلقت العديد من الطرق بسبب سوء الأحوال الجوية فآثرت العودة الى المنزل .. .

ولكن المنزل كان خالياً..لقد ذهب الأولاد للمدرسة على مايبدو..

عدت للنوم حتى الساعة التاسعة ثم جلست في الصالة أتابع التلفاز بضجر..لاشيء يستحق المتابعة..

سمعت صوت باب يفتح فالتفت باتجاه الدرج باستغراب..

من هناك ياترى؟؟

اغلقت التلفاز ثم مشيت باتجاه الدرج بحذر...وحين وصلت رأيتها!!

كانت تقف وهي تمسك بالدرابزين..لم ترتدي حجابها في هذه المرة..

لقد بدت أمامي في قمة الفتنة..

شعرها الذهبي ..ينساب كالموج دلالاً على كتفيها..

وعيناها..آه من تلك العيون..

عيناك معذبتي..مرآةٌ تعكس وجه السماء

عيناك معذبتي ..البحر مِنها قد سرق الصفاء .

عيناك..

آهٍ من عيناك ..لغزٌ حير كل العلماء .

يتساقط اللؤلؤ منها كحبيبات الامطار في ليلة شتاء ..

اختبأت خلف الدرج كي لا تراني وبقيت أراقبها بهدوء..

وحين رأيتها تترنح بمشيتها باتجاه المطبخ..وجدت بأن فرصتي قد حانت أخيراً..

أسرعت بخطواتي باتجاه المطبخ..

فرأيتها تتكأ على الطاولة..اغلقت الباب ببطء فالتفتت باتجاهي فزعاً ثم صرخت : أبــــــــــــــــــــي..

أستفزتني تلك الكلمة كثيراً..أنا لست أبوها..

أسرعت بخطواتي باتجاهها ثم أغلقت فمها بيدي وهمست بحدة: لست أبوك..هل فهمتي..لم ولن أكون أبوك أبداً..يكفي عذاباً لي يا فتاة..

انفجرت بالبكاء وهي تنظر الي محاولة استعطافي..ولكن لا..لن أضيع هذه الفرصة من بين يدي..

مسحت على شعرها وأنا أهمس:قولي نعم ياصغيرة..وسأفترق عن عمتك وأتزوج بك..صدقيني سأضع الدنيا بين يديك..ستعيشين كالأميرة هنا..

لم تترك لي الفرصة لأكمال حديثي..

فقد قامت بدفعي بقوة ثم قامت بغرس أسنانها بذراعي بكل قوتها...

صفعتها وأنا أصرخ بغضب: اهدئي..

سقطت ديما على الأرض أما أنا فقد نظرت الى ذراعي فبدت أثار أسنانها بوضوح..

نظرت اليها بحدة..فوجدتها تحاول الزحف باتجاه باب المطبخ..

أمسكت بقدمها فبدأت بالصراخ..

دفعتها باتجاه الزاوية ثم عدت باتجاه باب المطبخ لأغلقه بالمفتاح..

لن يخلصك أحد مني في هذه المرة أبداً..
.
.
.

خرجت من المدرسة مبكراًفي هذا اليوم..لقد قرر المدير اخلاء الطلاب بسبب غزارة الأمطار..

هه لقد سعد الطلاب كثيراً بهذا الخبر..ونحن المدرسين فرحنا بمقدار فرحتهم أو ربما أكثر..

انها الساعة العاشرة..اتصلت امي بي واخبرتني ان اصطحب فرح من المدرسة فقد ذهبت هي مع السائق لاصطحاب أمل من الجامعة ولكن الطرق قد تعطلت بسبب المطر..

توقفت أمام باب مدرسة فرح وديما بتوتر..اشعر بالارتباك والغضب في نفس الوقت حين اتواجد مع ديما في نفس المكان.. .

لا أستطيع تفهم سبب رفضها لي..أقسم أنني أحبها..وأنا على استعداد تام لتلبية طلباتها وتعويضها عن ما رأته من ظلم في حياتها..

ولكنها لا تريدني..

وماهي حجتها السخيفة..هه تقول أنني بمثابة عمار بالنسبة اليها..

حسناً إذا..سأريها المعاملة التي تريدها..لن أعاملها كأختي بعد الآن..

فعل كل حال..أنا لست مسؤلاً عنها أليس كذلك..

فتح باب السيارة فدخلت فرح وهي تهتف بحماس: يااااي أحب المطر كثيراً..

سألتها بدون أن ألتفت: أين ديما؟

نظرت الي ثم أجابت:حرارتها مرتفعة..طلبت أمي أن لا نوقضها للمدرسة...أنت تعرف..ديما عنيدة ولن تقبل التغيب عن المدرسة مهما ساءت حالها..

قمت بتحريك السيارة وأنا أفكر بها..سألت بتردد:ما سبب ارتفاع حرارتها..انها بخير أليس كذلك؟

اجابت فرح: مم لا أعلم..قالت أمي أنها قد عادت الى المنزل وثيابها مبتلة بالأمس..لقد جلست مع عمار في الحديقة فابتلت ثيابها..

همست بضجر: ذلك الغبي..كيف يدعها خارجاً في هذا الجو البارد..

وصلنا الى المنزل...وحين نزلت من السيارة وجدت سيارة أبي..يبدو أنه قد عاد من عمله باكراً أيضاً..

قمت بفتح الباب..وحين دخلت المنزل مع فرح تصلبنا بمكاننا حين رأينا ذلك المنظر..

هناك آثار لدماء..أمام الدرج..

ايقظني من صدمتي صوت فرح:اثار الدم تصل الى المطبخ..

شهقت ثم تابعت الحديث: ربما حصل شيئ لديما..

قالتها ثم ركضت باتجاه المطبخ وهي تهتف: ديما...

أما أنا..فقد أعدت نظري لذلك الدم..فوجدت أن هناك آثر خلف الدرج..مشيت باتجاهه ببطء..ثم رأيتها....

كانت ديما..بثياب ممزقة ملطخة بالدم..

اتسعت عيناي ثم نطقت بصعوبة:ديما؟!

التفتت الي والدموع تبلل وجهها ..وقبل أن أنطق بأي كلمة وصلني صوت فرح وهي تصرخ: أبــــــــــــــــــــــي...

ركضت باتجاه المطبخ بسرعة فرأيت أبي مستلق على أرض المطبخ وهو ينزف..وفرح تقوم بهزه بعنف: أبي..رد علي أبي..

شعرت وكأن صاعقة سقطت على رأسي ..

لم يتطلب الأمر كثيراً لأدرك ماحدث هنا..ثياب ديما الممزقة واختبائها يؤكد صحة استنتاجي..

التفتت فرح الي وهي تبكي: افعل شيئاً فارس..اتصل بالاسعاف..سأذهب لرؤية ديما ...

التفت اليها بسرعة: كلا ابقي بجانب أبي أنا سأراها..

اخرجت هاتفي من جيبي والقيت به لها : اتصلي بالاسعاف بسرعة واياك والتحرك من هنا..

قلتها ثم ركضت باتجاه ديما..امسكت بذراعها وبدأت أسحبها باتجاه المجلس وهي تمشي معي بدون اعتراض..

اغلقت الباب خلفي ثم التفت اليها...نظرت الى عينيها وانا اسألها بضعف:لم يكن أبي..قولي انه لم يكن أبي أرجوك..

انفجرت ديما بالبكاء بدون أن ترد..

كلا ..هذا مستحيل..كيف سيتمكن قلبي من احتمال هذا الألم...

أمسكت بعضديها ثم أعدت سؤالي بحدة:اخبريني بأنك بخير..لم يقم أبي بإيذاءك أرجوك قولي هذا ديما..

استمرت ديما بالصمت والبكاء..فارتجف جسدي من عظم هذه المصيبة..

تركتها ثم خرجت من المجلس وأنا ارتجف..

أي فضيحة حلت علينا..

أبي..وديما..

مالذي سيحل بأمي أن علمت بهذا..عمي وأخوتي..

خرجت فرح من المطبخ ثم سألتني: أين هي ديما..

نظرت اليها ثم همست:لم أجدها..ربما ذهبت لعمار منذ الصباح..

ارتفع صوتي: عودي للجلوس مع أبي ..سأبحث عن شخص يساعدنا..

قلتها ثم صعدت الدرج باتجاه غرفة ديما..

يجب أن تهرب ديما من هنا..لن يعلم أحد بما حدث سواي..

ديما لازالت في أول شبابها..ماذنبها لتدمر حياتها بهذه الطريقة البشعة..

سأحاول جاهداً التستر على ماحدث من أجل سمعة العائلة..من أجل أمي..

ومن أجل محبوبتي ديما...
.
.
.

أنا في كابوس مرعب فحسب..يجب أن استيقظ الآن ..

أمسك فارس بي وبدأ يجرني باتجاه المجلس ولم اعترض...

فقد انهارت نفسي وتشنجت أطرافي ...

وتوقفت جوارحي وحواسي ...

شعرت بأنني غير قادرة على الحركة ...

أمسك فارس بي بحدة وهو يسألني:لم يكن أبي..قولي انه لم يكن أبي أرجوك..

في تلك اللحظة..فوجئت بقلبي ..ينبض سريعآ من هول الصدمة ...

لم أكن أريد أن يحدث هذا لي..ولم أتوقع أن تدمر حياتي بهذه الطريقة يوماً.

في تلك اللحظة فقط شعرت بأنني كنت سعيدة ومحظوظة طوال حياتي ...

أما الآن ..فقد أنقلب حالي ...تبدل كياني ..

وكأنني في عداد المفقودين ...

ضاعت آمالي ,,,وتناثرت أحلامي هباءً.

خرج فارس من المجلس ولكنه عاد بعد وهلة وهو يحمل في يده ثيابي مع عباءتي..

القاها بوجهي ثم تحدث بحدة: قومي بتبديل ثيابك بسرعة..يجب أن تهربي من هنا..سأوقف سيارة أجرة ..كوني جاهزة قبل عودتي..مفهوم..

قالها ثم خرج من الغرفة... .

نظرت الى تلك الثياب بشرود..وحين رأيت الثياب الممزقة التي أرتديها ارتعش جسدي..وكأنني أفقت للتو..أنا لم أكن أحلم...

قمت بتبديل ثيابي فقام فارس بفتح الباب..

امسك بذراعي مجدداً وبدأ يجرني: هيا بسرعة قبل أن تصل الشرطة..

مهلاً لحظة ..الشرطة..هل مات عمي..هل أصبحت الآن قاتلة..

تحركت شفتي أخيراً وأنا أنطق بصوت متهدج: هل مات عمي؟؟؟

التفت فارس الي حين توقفنا أمام السيارة..

نظر الى عيني بحدة: لقد ذهبت لمنزل خالي للبقاء مع عمار منذ الصباح..انك لا تعلمين شيئاً عن ابي هل هذا مفهوم..

بكيت: ولكن ..ماذا ان مات؟؟

اجاب فارس بعينين دامعتين: حينها ستقولين أن فارس من قتله..

أومأت برأسي:كلا..كلا..فارس..

قام فارس بمقاطعتي: انا افعل هذا من أجل أمي..اياك واخبار احد بما حدث ديما..

تردد الى مسامعي صوت سيارات الشرطة فهتف فارس بصوت مرتبك: اياك والعودة لهذا المنزل..اخبري عمار ان فارس قد جن وقتل والده..اخبريه انك لا تريدين العيش معنا..لأنني ان رأيت وجهك مجدداً..فسأقتلك بيدي..

قالها ثم قام بدفعي لداخل السيارة..

أغلق الباب ثم ركض باتجاه المنزل..

بدأت السيارة بالتحرك وانفجرت أنا ببكاء مرير...

يا الهي أرجوك خذ روحي في هذه اللحظة..لن أتمكن من العيش مع هذا الألم أبداً.

أريد أن أموت..

أرجوك..
.
.
.

أركض وحدي لاهثاً في غرفة شديدة الظلمة..

أتلفت حولي بحثاً عن شخص ينتشلني من وحدتي..ولكن ما أراه هو الظلام فقط..

أصرخ..فيتردد صدى صوتي في المكان..

ولكن فجأة...يصل إلى مسمعي صوت ضحك خفق قلبي له طرباً..

صوت ضحك صغيرتي ديما..

تتبعت ذلك الصوت..فرأيتها طفلة تجلس وسط ألعابها في غرفتي..

همست منادياً:ديما؟!

التفتت لصوتي بابتسامة عريضة وهي تهتف:دادي..

تلك الكلمة..لم أسمعها منذ وقت طويل جداً...

فتحت ذراعي لها فركضت ثم قفزت بحضني فوراً..

طوقتها بذراعي وأنا في قمة فرحي..اشتقت لصغيرتي المدللة كثيراً..

ولكن ابتسامتي لم تدم طويلا..فقد شعرت فجأة بشيء يخترق ظهري بقسوة..

ابتعدت ديما عن حضني وهي تبكي:دادي..انك تنزف!!

التفت خلفي لأراها..تحمل سكينة ملطخة بالدماء بيدها.. لقد طعنتني..نظرت الى وجهها لأراها ديما..ولكنها لم تكن صغيرة في هذه المرة..

انها ديما في سن المراهقة..

امسكت موضع الطعنة بألم وأنا أسألها:لماذا!!

لم ترد علي..التفتت وبدأت تمشي على جسر طويل..في نهاية ذلك الجسر..بوابة ضخمة يكسوها الظلام..

تسارعت ضربات قلبي بطريقة جنونية...لم أرد ان يصيبها أي مكروه ..

هتفت منادياً: ديما لا تذهبي.

لم تلتفت الي..أغلقت عيني لأصرخ بصوت أعلى:

ديـــــــــــــمــــــــــــــــــــــــا..
ديــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــا..
ديـــــــــــــمــــــــــــــــــــــــا..

استيقظت من نومي فزعاً على صوت الرعد..

جلست على سريري محاولاً السيطرة على انفاسي..

مسحت على وجهي وأنا أستعيذ بالله من ذلك الكابوس..

كلا ..لم يكن حلماً عادياً..تلك الطعنة..لازلت أشعر بها..

نهضت من السرير لأغسل وجهي...نظرت الى الساعة...انها الحادية عشرة..والجو ممطر في الخارج..

خرجت الى الحديقة لرؤية المطر ثم أغلقت عيني أدعو الله أن يحفظ صغيرتي ديما..قلق جداً عليها..

لابد انها في المدرسة الآن..سأقوم بزيارة عمتي بعد الظهر لرؤيتها...

لم يدم مكوثي في الحديقة طويلاً قبل أن يصلني صوت السيارة المتوقفة أمام باب المنزل..

فتحت عيني ملتفتاً باتجاهها وحين فتح باب سيارة الأجرة خرجت منها شاغلة عقلي وقلبي..

انا لا أتوهم..صغيرتي ديما تقف أمامي..

لم تترك لي الفرصة للاستيعاب..فقد ركضت باتجاهي فجأة ثم قفزت باندفاع نحوي وهي تهتف: أبـــــــــــــــــــــــي..

تصلب جسدي ..وشل تفكيري من هول الصدمة..فقد كانت تحتضنني بقوة وهي تبكي بحرقة..

طوقتها بذراعي وأنا أسألها بصوت مرتجف: ديما..هل أنت بخير؟؟

لم ترد علي..استمرت بالبكاء فقط..

ولكن..كلمة ابي التي نادتني بها..ارتعاش جسدها..وصوت شهقاتها ..

هذه الامور جعلتني أدرك أن أمراً جللاً قد حدث..

حاولت كثيراً معرفة سبب بكائها في ذلك اليوم..ولكن الجواب لم يصلني أبداُ..

استمرت ديما بالبكاء ..وتركتني حائراً..أتساءل بصمت..
.
.
.
. 💖 نهاية الفصل💖

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...فهل, مرآتي, أكسرها!!/بقلمي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية