كاتب الموضوع :
شخابيط فتاة
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي
الفصل السابع: يوم من الماضي..
لايلزم أن تكون حسن الشكل لتكون جميلا ..
ولا مداحا لتكون محبوباً ..
ولا غنيا لتكون سعيداً ..
يكفي أن تعرف معني الرضا وتطبقه في حياتك ..
.
.
.
مرت ثلاثة أشهر على طلاقي من أحمد..
هل تعتقدون أن طلاقنا قد أثر به؟؟
أبداً..بل على العكس..لقد أدركت الآن أنه كان ينتظر طلاقنا بفارغ الصبر..
هل تصدقون هذا..ثلاثة أشهر فقط واليوم هو موعد زفافه من ابنة خالته!!
متى قام بخطبتها ؟؟..
ومتى قام بتحديد الزفاف؟؟..
لا أعلم..
لقد أغضب هذا الأمر أبي أيضاً..فأحمد هو ابن عمي ولم يخبر أبي بموعد حفل الزفاف غير الأسبوع الماضي...
سلوى تفكر منذ الأمس فيما ترتديه..لقد أخبرتها أن لا تفسد علاقتها مع سامر بسببي ..صحيح أن سامر وأحمد أخوة ولكن سامر يحب سلوى حقاً ولا أرغب أن أكون المتسببة بتفريقهم..
أتمنى لهما التوفيق..
لم أستطع التركيز في الجامعة في ذلك اليوم..حائرة جداً..
ان ذهبت لزفافه فسينظر الناس الي بشفقة حسب قول أمي..
وان لم أذهب لن اسلم من شفقتهم أيضاً..سيعتقدون انني اتظاهر بالفرح فقط…
افففف مللت من التفكير..
طلبت من سالم أن يصطحبني الى المنزل ظهراً فعلي اخذ قسط من الراحة من أجل الزفاف الليلة..
ركبت السيارة معه فالتفت الي: هل تريدين شيئا من أجل الغداء..
أجبته بهدوء: كلا لا أشعر بالجوع..
صمت سالم بعدها طوال الطريق..ولكن..حين وصلنا للمنزل استوقفني صوته قبل ان انزل: سلمى..
نظرت اليه باستغراب..
ابعد نظره عن عيني ثم تابع الحديث:لاتحزني نفسك سلمى..سأنتقم من أحمد على فعلته..
عقدت حاجبي:ما الذي تقصده..أرجوك سالم لا تحدث أي مشكلة..لقد طلبت الطلاق بملئ ارادتي وانتهى..
ابتسم سالم ثم أجاب:لن اؤذيه..سأؤدبه قليلاً فقط..
اتسعت ابتسامته :هيا اخرجي..العريس يريد مني الذهاب معه لاساعده في تحضيرات زفافه..
خرجت من السيارة ثم أغلقت الباب وانا اتمتم بغضب..
غبي متناقض..يقول انه سينتقم ثم يذهب معه لمساعدته..انا اعجز عن فهم ما يفكر به حقاً..اففف
فتحت باب المنزل ثم تلفت حوليي أبحث عن أمي وسلوى ولكن لم أجد أحداً..
اوه ..لابد ان امي قد ذهبت مع سلوى لمصففة الشعر..
هه لقد أرهقت نفسي بالتفكير عبثاً..أمي لاتفكر أصلاً باصطحابي معهم..
هذا أفضل..
ذهبت لآخذ حماما دافئا ثم ذهبت لفراشي لأنام..
سأذهب لزيارة لسديم بعد استيقاظي..
اغلقت عيني بهدوء ولكن كلام سالم تردد في اذني..
مالذي يقصده سالم بتأديب أحمد يا ترى؟؟
.
.
.
ركبت سيارة فارس مع فرح بعد خروجنا من المدرسة..ومنذ ركوبنا وهو يتذمر من اصطحابه لنا ويقول انه مضطر لهذا لأن السائق يصطحب أمل من الجامعة..
حسناً أنا متأكدة من أنه يكذب..كان بإمكانه الذهاب لأمل ان كان اصطحابه لنا يزعجه ولكنه يتعمد مضايقتي بتذمره المستمر..
توقف فارس أمام المحطة ليملأ السيارة بالوقود ثم قام بفتح باب السيارة..
التفت الينا قبل أن يخرج:سأنزل للبقالة..هل تريدين شيئاً يافرح؟؟
هتفت فرح: أريد عصير الفراولة..واعتقد أن ديما تريده أيضاً..
لم ينتظر فارس رأيي في الموضوع بل خرج من السيارة فوراً..
نظرت فرح الي باحراج: هههه اعتذر لأني تحدثت عنك ولكنك تحبين عصير الفراولة صحيح..
ابتسمت ببرود: لا أريد شيئاً منه..
عاد فارس الى السيارة ثم اخرج عصير الفراولة من الكيس قبل تحركه..
نظرت فرح اليه باستغراب:وماذا عن ديما؟؟
رد فارس ببرود وهو ينظر الي من المرآة الأمامية للسيارة: لست مسؤلاً عنها ان كانت تريد شيئاً فلتدفع بنفسها..
شهقت فرح: فارس..
ابتسم فارس باستهزاء ثم تابع القيادة باتجاه المنزل..
أما أنا فقد كنت أشتعل غيضاً..ومن يعتقد هذا الغبي نفسه ليهينني هكذا..أنا لا أريد أي شيء منه أصلاً..
وصلنا الى المنزل فخرجت من السيارة بسرعة وقمت بإغلاق الباب بكل قوتي ثم ركضت الى المنزل قبل أن يلحق فارس بي فهو يغضب حين أغلق الباب بقوة ولكنه يستحق..
فتحت باب المنزل ولكنني انتفضت فزعة حين صرخ فارس: ديما أيتها الغبية..
ركضت باتجاه الدرج فقامت عمتي بمناداتي: ديما يا ابنتي الغداء جاهز..
لم التفت اليها..تابعت الركض لأهرب من فارس ولكنني تعثرت اثناء صعودي وسقطت أرضاً.
شهقت عمتي: هل تأذيت يا صغيرتي..
دخل فارس في تلك اللحظة والشرر يقدح من عينيه:ديــــــــــــــمــــــــــــــــا..
نظرت عمتي فادية اليه: لماذا تصرخ الآن..
رد فارس: هذه الغبية تريد افساد سيارتي….
قامت عمتي بمقاطعته: انتبه لألفاظك رجاءً..احترم وجودي على الأقل..
اردت استغلال انشغال فارس بالحديث مع عمتي لأصعد الدرج..ولكنني لم اتكن من ابوقوف بسبب الم كاحلي.. أمسكت بالدرابزين فقد فكرت بالصعود حبواً ولكن فرح جلست بجانبي:ديما هل أنت بخير..
نظرت اليها بعينين دامعتين: كاحلي..انه يؤلمني..
امسكت فرح بيدي وساعدتني الى ان وصلت لغرفتي..جلست على الأرض أمامي:دعيني أرى اصابتك..
أومأت برأسي:كلا..أنا بخير..
زفرت فرح: اففف لا أعلم لماذا يتصرف فارس هكذا معك..أنا اعتذر نيابة عن ذلك الغبي..
ابتسمت باستهزاء: لا تقلقي أمره لا يهمني حقاً..
ابتسمت فرح: ما رأيك هل أجلب الغداء لغرفتك؟؟
أومأت برأسي: كلا..أريد أن أنام...أشعر بالأرهاق..
-حسناً أحلاماً هانئة..
قالتها ثم خرجت من الغرفة..
أما أنا فقد استلقيت على السرير بهدوء..
في الحقيقة..أنا أعرف سبب تصرفات فارس السخيفة معي..
لقد أخبرني عمار منذ عدة أشهر أن فارس صارح عمار بأنه يحبني ويرغب بالزواج بي ولكني أخبرت عمار أنني أرفض ذلك بشدة..
ليس لعيب بفارس..ولكن أباه يتحرش بي..
الأمر صعب..ارتباطي به أمر مستحيل !!
لا أعلم كيف أشرح هذا الأمر لفارس ولكنه اعتبر رفضي له اهانة في حقه..
لقد تغير تعامله معي وأصبح يضايقني من يومها..
آآآه عمار..متى ستصطحبني بعيداً من هذا المنزل..
متى؟؟
استيقظت من نومي بعد صلاة العصر ثم مشيت باتجاه منزل سديم..
سديم..جارتي وصديقتي منذ الطفولة..ستخرجني من كآبتي هذه بالتأكيد..
في اثناء المشي سمعت صوتاً قادماً من خلفي لطفل صغير:هي..مرحباً سلوم..
التفت اليه بغضب فانفجر بالضحك مع أصدقاءه..
افففف لا أعلم متى سيتركني أولاد الحي بحالي..
بالرغم من ارتدائي النقاب الا انهم يتعرفون علي..
يبدو ان اسم سلوم لن يمحى من ذاكرتهم أبداً..سيبقى وصمة عار بالنسبة إلي..
هل تتساءلون عن سبب تسميتهم لي بهذا الاسم..حسناً سأخبركم..
في اثناء طفولتي كنت العمدة في حارتنا بلا أي مبالغة..اعتدت على اللعب مع الأولاد..وقد كنت اهزمهم في لعبة كرة القدم دائماً..
كما انني كنت جزءاً من شلة الأنس..ههه أو عصابة الأنس..
تتكون عصابتنا من ستة أفراد.
الرئيسة وهي أنا ..ويدعونني بسلوم أو (الجرادة) وذلك بسبب سرعة حركتي وحبي لارتداء اللون الأخضر..
( المباحث) وهو أخي سالم..وقد أسميناه بهذا الاسم لأنه كان يشي بنا أمام الكبار..
أما الشخص الثالث فهو شقيق سديم هاني وقد لقبناه بـ(الريشة ) لنحالة جسده..
الشخص الرابع ابراهيم..أو (مسيلمة الكذاب) نعم لقد كان كثير الكذب..
الشخص الخامس هو عماد أو (العضاض) فقد كان يهاجم من يزعجه بالعض بدون تفكير بالعواقب.
أما الشخص السادس والأخير هو عمار أو (رأس البطاطا)..اسميته بهذا الاسم لأن شعره أصفر..حسناً..لقد كان عمار هادئاً وخجولاُ..انظم لعصابتنا بعد جهد مني لاقناعه..كان يخجل من الاختلاط بأولاد الحي لأنه لايتقن العربية ولكنني اتفقت معه على ان اعلمه العربية ويعلمني الانجليزية بدوره..
لقد تعلمت منه بعض الكلمات أما هو فقد اتقن العربية بطلاقة في عدة أشهر..
بالطبع لم يدم وجوده في عصابتنا فلا أحد يعلم عنه شيئاً منذ انتقل لمنزل جده ولكننا ظللنا لفترة طويلة ننتظر عودته..
ياااه كانت أيام جميلة حقاً ولكني أود محوها من عقولهم بشدة..
فعلى كل حال..ليس شيئاً جيداً لفتاة مثلي أن تصاحب الأولاد ..
أليس كذلك؟؟
.
.
.
-رؤى..اعطني الهاتف قبل أن ينفذ صبري..
كان هذا ما قاله أخي وليد لي وهو ينظر الي بحدة..
اففف ماذنبي ان قام هذا الغبي بكسر هاتفه؟؟
صحيح أنني قد اشتريت هاتفاً جديداً منذ شهر ولكني أردت التأكد من خلو هاتفي القديم من أشيائي الشخصية قبل أن أعطيه اياه..
اجبته بارتباك:حسناً وليد..انتظر قليلاً أريد محو بعض الاشياء قبل أن تأخذه..
نظر الي بشك: ما الذي تعنينه..ما الذي تخفينه عني ولا تريدين مني رؤيته؟؟
زفرت بغضب:لا تكن مريضا لا اخفي شيئاً..ولكن ..هناك ارقام صديقاتي..اضافة لبعض الصور التي أريد محوها..
أخذ الهاتف من يدي عنوة: سأقوم بفرمتته يجب أن أسافر الآن لا أستطيع التأخر أكثر...
قالها ثم خرج من الغرفة قبل أن يسمع ردي..
افف غبي..المشكلة انني أخاف منه ولا أجرأ على الوقوف بوجهه..
لقد قام هذا المجنون بطعن أخي وائل قبل ثلاثة أشهر ولكن لحسن حظه كانت الاصابة طفيفة..
نحن نشك بكونه ممسوساً من قبل الشياطين..فلا يوجد أي سبب منطقي لطعنه لوائل..
ان وائل يتجنب الالتقاء بوليد منذ ذلك الوقت كما أن وليد يحاول البقاء بعيداً عن المنزل..
أصبح يكثر الخروج مع اصدقائه ليبتعد عن المنزل فحسب..
لا أعلم متى سيصبح شاباً مفيداً لأهله ومجتمعه..حين أقارن بينه وبين عمار شقيق ديما أرى مدى اختلافهما الشاسع..
بالرغم من أنه وعمار في نفس السن الا ان عمار يعمل جاهداً ليعيش حياة مستقرة مع أخته ديما أما وليد.. مدلل غريب الأطوار..
جلست على الأريكة على هاتفي لأحدث ديما..اشتقت اليها كثيراً..
صحيح أننا ندرس في مدارس مختلفة ولكنها أعز صديقاتي..
لقد استطعت التوصل اليها عن طريق الانستقرام منذ سنة واصبحنا نتحدث معاً بشكل يومي..
فتحت الدردشة وأرسلت لها رسالة:
-مرحبا ديما ..كيف حالك اليوم..
انتظرت لعدة دقائق ثم ردت ديما بإسال صورة لها بوجه حزين وعينين دامعتين….
سألتها بخوف:ديما لماذا تبكين؟؟
ردت ديما:لقد سقطت من الدرج اليوم..قدمي تؤلمني كثيراً..
حدقت بالرسالة قليلاً ثم أجبتها:حسناً اذهبي الى المشفى ربما يكون هناك كسر..
ردت ديما: هناك تورم في كاحلي..اعتقد انه قد التوى..اردت الذهاب الى المشفى..ولكني اخبرتك عن زوج عمتي لا أريد الذهاب معه..وبالطبع لن أطلب من الغبي فارس شيئاً..ان استمر الألم فسأتصل بعمار ليصحبني لا تقلقي علي…
زفرت بعمق حين قرأت رسالتها..المسكينة ديما..حياتها صعبة جداً ..حين أرى مشاكلها أشعر بأنني أسعد فتاة في الكون..
كان الله في عونك ديما..
.
.
.
لم أتمكن من احتمال الألم..حاولت تجاهل الأمر ولكن لا..هناك تورم في كاحلي..
شعرت برغبة شديدة بالحديث الى عمار..
في كل مرة اقنع نفسي بأنني قد كبرت ولم أعد احتاج اليه أجد نفسي أتذكره في حال ضعفي..
أحتاج اليه..احتاج لحنانه ..ليتني أخرج معه اليوم ولا أعود لهذا المنزل مجدداً..
أخرجت هاتفي لأصل عليه وفكرة طفولية تدور في مخيلتي..
لقد فكرت..ان رأني عمار أتألم هكذا ربما يأخذني معه..
حين كنت أخاف من شيء في طفولتي كان يبقى بجانبي ويدعني أنام معه بغرفته...
أنا أتألم الآن أخي…
تعال وخذني من هنا أرجوك..
.
.
.
عندما أكون وحدي أحاول مرارا استبعاد لحظات الحزن تلك التي تباغتني كلما اختليت بنفسي.. .
لاأدري لم أشعر أنها تتحين الفرص لتنقض على سويعات الصفاء ولحظات السعادة اليتيمة التي قد تكون مرت على بابي يوما مــا .
في بعض الأحيان أتمنى أن أتجرد من مشاعري كي لا أتألم أكثر..
آآه بت أكره الفراغ كي لا أنشغل بالتفكير..لقد أصطدمت سيارتي في هذا الصباح بالرصيف فقد كنت أقود السيارة مرهقاً ولم أسلم من تعليقاتي عمي حازم بالطبع..
أخذ يلومني على ارهاق نفسي بالعمل بينما يعرض علي العمل بالشركة وبالطبع لم ينس الاستهزاء بوالدي واخباري انه كان محقاً حين قال بأنني سأدرس عبثاً..
لا أخفيكم هذا ..
كلماته قد سببت لي الاحباط..
لا أعلم متى سأحصل على وظيفة مناسبة..
رن هاتفي فارتسمت الابتسامة على وجهي حين وجدت بأن المتصل هو ديما..
اجبتها بفرح:اهلا اهلا..اشتقت اليك كثيراً صغيرتي..
ردت بصوت باكي:عمار..تعال وخذني من هنا..
عقدت حاجبي حين سمعت بكاءها:ديما هل أنت بخير.. ردت ديما: لقد سقطت من الدرج..اعتقد انني لويت كاحلي..ارجوك عمار..تعال وخذني الى المشفى..انني أتألم بشدة..
وقفت من مكاني بسرعة :سآتي حالاً اصبري قليلاً..
قلتها ثم اغلقت الخط..درت حول نفسي أفكر كيف أذهب اليها بدون سيارتي..
لن يسمح عمي لي بأخذ سياة السائق بالتأكيد فسيفتعل مشكلة ان احتاجت زوجته اليها وهي معي…
عزمت أمري وذهبت لاستأذن من جارنا بأخذ سيارته ولم يمانع بهذا..اخبرني انني استطيع أخذها طوال اليوم ان رغبت..
وصلت الى منزل عمتي وحين رأتني عمتي أسأل عن ديما صدمت بشدة:ولكن..لماذا لم تخبرني ديماً أنها قد آذت كاحلها..
رفعت كتفاي: لا أعلم..اخبرتني انها تريد مني اصطحابها الى المشفى..هل أستطيع الصعود لغرفتها..
أومأت عمتي برأسها: بالتأكيد..
صعدت الدرج اليها وحين فتحت الباب وجدتها بحال مزرية من الواضح انها تتألم..منظر وجهها الملئ بالدموع جعلني اشعر انها لاتزال طفلة..
اقتربت منها فازداد بكاءها:عمار لم أعد أحتمل الألم أكثر..
جلست أمامها:دعيني أرى أين أصبتي؟؟
كشفت ديما عن كاحلها فبات التورم واضحا..
تحسست قدمها فصرخت ديما:آآآه ..لا تلمسه..انه يؤلمني..
زفرت: انها متورمة..أرجو أن لا يكون أمراً خطيراً..
دخلت عمتي الى الغرفة وهي ترمق ديما بعتاب:لماذا لم تخبرني بالأمر صغيرتي..كنت سآخذك للمشفى فوراً,,هل أبخل عليك بشيء؟؟
نظرت ديما الى الأرض بدون أن ترد..
في الحقيقة تصرفها غريب حقاً ولكنني سعيد لأنها اتصلت بي..
اشعر بالفرح حين أشعر باحتياجها الي..
نظرت الى عمتي:انك لا تبخلين عليها ياعمتي ولكنها تحب أن أقوم بتدليلها هذا هو الأمر..
ابتسمت عمتي:حفظها الله لك..
ساعدت ديما بنزول الدرج ثم ذهبت بها الى المشفى..
اتضح بعد الفحص أنها تعاني التواءً في الكاحل..
خرجنا من المشفى بعد أن أخذت بعض المسكنات وقبل أن أبدأ بقيادة السيارة قامت ديما بمنادتي:أخي..
التفت اليها: نعم يا حبيبتي؟؟
ترقرقت عيناها بالدموع: حين كنت صغيرة كنت تضع لي دواءً خاصا بك فيتلاشى الألم فوراً هلل تذكر؟؟…
ضحكت من تلك الذكرى:لم يكن دواءاً فعلاً كنت أضع المناديل المبللة فحسب ولكن كان الأمر يريحك ههه لا أعلم كيف كان يتلاشى الألم حقاً..
نزلت دمعة من عينها: أعلم أنه لم يكن دواءً..ولكن بقاءك بجانبي واهتمامك بي كان يشعرني بالسعادة..متى يحين الوقت لنعيش معاً مجدداً أخي؟؟
تهدج صوتها: أرجوك لا أريد البقاء في ذلك المنزل أكثر..أنا ..أشتاق اليك..
قالتها ثم انفجرت بالبكاء..
شعرت بالألم يعتصر قلبي ..اكره رؤية حزنها بدون ان اتصرف..امسكت بييدها بحنان: تبقى القليل صغيرتي..ألم أخبرك..في الاجازة الصيفية بعد شهر سنسافر معاً وحدنا..
ردت بفرح: حقاً..
أومأت لها: نعم..ولكن أريدك ان تركزي بدراستك جيداً الآن اتفقنا..
قامت ديما بمسح دموعها: لاتقلق ..سأذاكر جيداً..
قمت بتحريك السيارة فالتفتت ديما الي باستغراب:هذا طريق منزل جدي..
ابتسمت:سنشتري البوظة ونأكلها معاً في حديقة المنزل كالسابق ما رأيك؟؟
ضحكت ديما بدون أن ترد…
بقيت مع ديما في الحديقة في تلك الليلة...ضحكنا وتحدثنا كثيراً عن ذكريتنا في الصغر..
كانت تلك الليلة ..أول ليلة أحن بها لأيام طفولتي…
فحديثي مع ديما وجلوسب معها..جعلني أشعر ولأول مرة..أنني أعيش يوماً مميزاً..
يوماً..من الماضي…
-أنا ملكة جمال هذا الكون..
طلاقي ليس لعيب في مظهري..ولكن ربما لو أصبح شعري أنعم..وأنفي أدق قليلاً..وشفتاي لو أنها تصبح أصغر ..اممم وعيناي أكثر اتساعاً,,,مع تورد بسيط في وجنتي فسأكون ملكة جمال الكون..
قلتها وأنا أنظر لنفسي بالمرآة.
ضحكت سديم:هههههه ما الذي تبقى من وجهك سلمى..
زفرت بعمق: يقولون أن الجمال جمال الروح صحيح؟؟
نظرت سديم الى عيني باهتمام:أتعلمين سلمى..انك جميلة حقاً ولكنك لا تهتمين بمظهرك..اعذريني لصراحتي ولكنك تتصرفين مثل الصبيان..
شهقت:أنا أتصرف مثل الصبيان!!
ردت سديم: يجب أن تواجهي الأمر سلمى..حين علم هاني أنك هنا قال أبلغي سلامي لسلوم..
احمر وجهي بغضب: وماذا أفعل ..كنت صغيرة وقتها ولكنهم يرفضون نسيان الأمر..
وضعت سديم يدها على خدها:مع الأسف ياصديقتي الأمور المحرجة تبقى عالقة في الذهن..لقد حذرتك كثيراً من اللعب مع الأولاد ولكن لا استمر لعبك معهم الى أن بلغت الرابعة عشرة من عمرك..انهم يعدونك عمدة الحي انك تعليمن هذا..
تجاهلت حديثها وأنا أرتشف من كوب الشاي أمامي..من الجيد أننا سننتقل من هذا الحي قريباً…
هتفت سديم: بسرعة سلمى أنهي كوبك لأصفف شعرك..
نظرت اليها بحيرة:هل تعتقدين أن ذهابي لزفافه أفضل..
ردت بثقة: بالتأكيد..اذهبي بكل ثقة..سأقوم بتجهيزك على أكمل وجه..أغيضيهم بجمالك وثقتك كي يعلموا أنهم قد خسروا درة نفيسة…
ضحكت باستهزاء:ههه أي درة تتحدثين عنها..انت لم تري ابنة خالته..انها آية في الجمال..بشرة بيضاء ..شعر حريري كثيف ..جسد متناسق..ههه وتقولين خسر درة؟؟ ..
ردت سديم بنفاذ صبر:كونك سمراء لا يعني أنك قبيحة...اسمعي مني سلمى لايوجد في الدنيا أمرأة قبيحة ولكن يوجد أمرأة لاتهتم بنفسها..
بدأت سديم بتزيني بعد أن صلينا العشاء ثم اعارتني فستاناً جميلاً بلون أسود ..لا أخفيكم هذا ..بدا شكلي مختلفاً..
حتى في يوم خطوبتي من أحمد لم أكن راضية عن مظهري هكذا فقد كانت مساحيق التجميل تغطي ملامحي بطريقة مقززة..
نظرت الى سديم بانبهار:لم أتصور يوماً أنني سأتقبل ملامحي وأنا أضع مساحيق التجميل!!
ردت سديم بثقة:سأفتح مشغلاً خاصاً بي في يوم من الأيام وكوني شاهدة على مهارتي وقتها هههه..
قامت سديم بتجهيز نفسها ثم طلبت من هاني اصطحابنا الى حفل الزفاف..
كنت متوترة طوال الطريق..لم أخبر أمي أنني سأحضر..هل ستغضب يا ترى؟؟
وصلنا الى القصر أخيراً..خرجت سديم وحين هممت بالخروج استوقفني صوت هاني:سلوم..
لا أخفيكم انني وددت أن أفقأ عينه حينها..يعلم انني متأنقة اليوم وما زال يقول سلوم؟؟؟
تابع هاني حديثه:لاتحزني سلوم..لقد انتقمت شلة الأنس من أجلك..
خرجت من السيارة بدون أن أرد عليه..
ولكن حديثه قد ذكرني بحديث سالم هذا الصباح..ما الذي فعلوه ياترى..
دخلت الى القاعة مع سديم وبمجرد دخولي رأيت رغد الأخت الصغرى لأحمد تدور حول نفسها بفرح..
توقفت عن الدوران حين رأتني وركضت باتجاهي وهي تهتف: ســـــــــلمــــــــــى..
فتحت ذراعي لأستقبلها..رغد تبلغ الخامسة من عمرها..انها اقرب بنات عمي الى قلبي..
قبلت وجنتيها الناعمتين فابتسمت بخجل..
رمشت بعينيها الصغيرتين وهي تتأملني:انك جميلة جداً سلمى,,
ابتسمت لها: شكراً ياجميلتي..
تابعت رغد حديثها ببراءة ..ولكنها ببراءتها قد قتلتني..مزقت قلبي لأشلاء:لقد قال أحمد انه لا يريد الزواج بك لأنك مثل الأولاد..ولكن الأولاد لا يملكون شعراً طويلاً صحيح؟؟
.شهقت سديم:ذلك الحقير..
وضعت يدها على كتفي حين لاحظت ارتعاش جسدي: سلمى هل أنت بخير؟؟
نظرت اليها بحدة: اعطني هاتفك سديم..
نظرت الي بتساؤل:لماذا؟؟
اجبتها بصوت مرتجف:لن يرد على مكالمتي..سأحدث ذلك الحقير من هاتفك أريد أن أفرغ غضبي عليه.
أومأت سديم برأسها ثم وضعت الهاتف بيدي..
أخذت الهاتف ثم أسرعت بخطواتي باتجاه دورات المياه لأحدثه بهدوء..
ذلك الغبي ..من يظن نفسه؟؟
انه لم يكمل تعليمه الجامعي حتى..انا افضل منه بكثير ولكني قبلت الزواج به لأنه ابن عمي فقط..
تنازلت عن الكثير من مواصفات الزوج المثالي بالنسبة لي كي أتقبل العيش معه ..
ولكنني سأعلمه مقامه الآن...
نظرت الى الهاتف بأنفاس متسارعة من شدة غضبي وارتباكي في نفس الوقت..
بدأت ادخل رقمه الذي احفظه من ظهر قلب..
لقد كنت مخطوبة له لست سنوات..كان عليه أن يكرني بالخير على الأقل..
بدأ هاتفه بالرنين ودقات قلبي تزداد مع كل دقة..
كنت أعد الكلام الذي سأوجهه له بعقلي ولكن كل ما اعددته قد تلاشى فورا حين وصلني صوته وهو يصرخ بغضب: ماذا الآن؟؟
.
.
.
أنا ما زلت بخير..
قلبي يؤلمني قليلا .. ولكن هذا لا يعني أنني في حال سيئة..
عيني تحرقني وتمتليء بالدمع .. لكنني أدفع الدمع إلى داخلي..
مرهق جدا و لكنني أبتسم..
أفقد ابتسامتي لكنني أتصنعها لأسترد قوتي..
فقدت الكثير من وزني لكنني ما زلت بصحة جيدة..
أتألم حد الموت .. لكنني أعيش..
اصبحت أتهرب من البقاء في المنزل فمنذ أن قمت بطعن وائل وأنا أشعر بنظراتهم الي كشخص مجنون ..
أكره نظراتهم تلك..لو أنني كنت ابنهم هل كانوا سيعاملونني هكذا؟؟
بالطبع لا..
كانت أمي تخبرني دائماً أن مكانتي في قلبها مثل وائل تماماً..
اخفت الأمر بأنني لقيط عن رؤى ورغد لتثبت لي انها تحبني كابنها تماماً ولكني ادركت الان انها كانت تكذب..
لا الومها فان كانت امي الحقيقية لاترغب بي هل سأجبر احدا غيرها على حبي؟؟
لقد كانت أمي تعلم أنني أحب سمر ولكنها قامت بخطبتها لوائل رغم هذا..
وحين اعترضت على الأمر اخبرتني أن سمر لن تقبل الزواج بلقيط!!
ولكن..
ماذنبي أنا...؟؟!
اخبروني مالذنب الذي اقترفته؟؟
منذ كنت طفلاً وسؤالهم بالمدرسة يؤلمني حين يسألوني عن نسبي..
تسبقني دموعي على الإجابة قبل أن أنطق..
وأمسح دمعتـي من وجنتي بكم ثوبي..
أتمتم بصمت داخل نفسي ولكن لاأقوى على الـرد..
دمعات لقيـــــــط..وصرخات يتيــم
هي متقاربه حتما..ولكن بفرق بسيــط..
فاليتيــم من فقد والديه...ولكن اللقيط من رماه والداه وهما يستمتعان على قيد الحياه...
ولكنهم لايريدونه..
وأنا قد قررت بأنني لا أريد أحداً..
سأعيش بهذه الدنيا كما أريد وسأتمرد على كل من يجرأ على ايذائي..
وصلت أخيراً لمدينة الرياض فغداً سأحضر حفل زفاف أحد أصدقائي هنا ..
فتحت هاتف رؤى بعد وصولي الى الفندق…
سأرسل رسالة لأمي لأخبرها بوصولي..
لا أعلم ان كان أمري يهمها ولكني قد أديت واجبي بإخبارها…
حين قمت بفتح الهاتف بدأت تظهر اشعارات كثيرة على الشاشة الرئيسية من الانستقرام الخاص برؤى..
كم اكره هذا البرنامج السخيف سيكون أول برنامج أحذفه..
قمت بفتح احدى محادثات رؤى من باب الفضول ولكن ماوجدته قد اثار انتباهي
كانت محادثة لها من احدى صديقاتها..تدعى ديما على مايبدو..
عقدت حاجبي حين رأيت تلك الصورة..
كانت صورة لفتاة شقراء تبكي!!
مهلاً مهلاً..هل هذه صديقة رؤى؟؟
ههه كلا هذا مستحيل...من الواضح ان الصورة لفتاة اجنبية..
.
تابعت الصعود في محادثتها مع رؤى فوجدت العديد من الصور لنفس الفتاة!!.
يبدو ان هذه الفتاة هي ديما حقاً..
فتحت صورة لها بزي مدرسي وظفيرة جانبية..تنظر الى كاميرة الهاتف بابتسامة خجول..
رؤيتي لملامحها البريئة و جمالها الآخاذ حركت شعوراً غريباً بداخلي..
لم أتصور أن أرى فتاة بجمالها في حياتي!!
بقيت أتأمل تلك الصورة بتمعن وما كان لي ..إلا أن أبتسم...
.
.
.
💖نهاية الفصل💖
اتمنى يكون الفصل عجبكم..اراءكم وتوقعاتكم احبتي..الى الملتقى ان شاء الله..سلاام💕
|