لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-17, 10:10 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي

 

الفصل الخامس:قطعة من قلبي..



قال الله تبارك وتعالى(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ))[النساء:10] .

الله أكبر!

أي رعبٍ هذا؟!

أي إنذار شديد هذا؟!

والله إنه إنذار يخلع القلوب الحية، وينذر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..

فكم من أموالٍ لليتامى قد أكلت ظلماً؟؟..

بل ومن الذي سلم إلا من سلمه الله جل وعلا، ووالله إن شربة ماء من أموال اليتامى بغير حق إنما هي نار تغلي في البطون، وإن لقمة خبز من أموال اليتامى بغير حق إنما هي نار تتأجج في البطون..

لم يكتفي عمي حازم بأكل مالي..وليته اكتفى بذلك..لقد مرت السنين وأنا أجهل أن المنزل الذي طردت منه هو منزلي أنا..

على أي حال..لم أكن لأهتم لو أنه أحسن الي مع أختي..ولكنه لم يفعل..لقد كان أخذه للمنزل بغير وجه حق هو البداية فقط..فما فعله فيما بعد بديما..أكثر بشاعة وظلماً..

لقد كنت في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية..أما ديما فقد كانت في التاسعة من عمرها..في تلك السنة..حصلت ديما على المركز الأول على صديقاتها في الدراسة..وقد وعدتها بدوري أن أجلب لها هدية ان هي تفوقت..

جلست ديما أمام الصندوق المغلف والابتسامة مرتسمة على وجهها البريء..نظرت الي بحماس وهي تهتف: هيا دادي ..لا أستطيع الصبر أكثر..افتحها الآن أرجوك..

ضحكت على حماسها:حسناً أريدك أن تتوقعي الهدية فقط..

اجابت بحماس أكبر:لا أستطيع التفكير من شدة حماستي..ولكنني متأكدة بأنها هدية جميلة جداً..

ضحكت قليلاً ثم أجبتها: حسناً يمكنك فتحها..

لم أكد أنهي كلامي قبل أن تنقض ديما على الصندوق وتقوم بفتحه..تصلبت بمكانها حين رأت ذلك الفستان الزهري لقد ذهبنا مع عمي للسوق قبل يومين فقد أراد عمي أن يشتري لديما ونهلة ثيابا من أجل حفل التكريم الذي سيقام بمدرستهم في الغد..لقد اشترت نهلة الكثير من الثياب بينما بقيت ديما صامتة ولم تطلب أي شيء..ولكن زوجة عمي أخبرتها أنها تستطيع استعارة احدى فساتين نهلة ان لم يعجبها أي شيء..

أومأت ديما لها بصمت ولكني رأيتها وهي تحدق بهذا الفستان..فقمت بشراءه دون أن تعلم....

رفعت ديما بصرها الي وملامح الصدمة مرتسمة على وجهها تحركت شفتيها ثم نطقت بصوت مرتجف:كيف عرفت بأنني أريده..لقد وجدت أن سعره باهض ولم أطلبه..

ابتسمت لها:وهل يحتاج الأب لسؤال ابنته عن احتياجتها..

تجمعت الدموع في مقلتيها الصغيرتين منذرة بالهطول..ركضت باتجاهي وارتمت بين ذراعي: وهي تهتف:أنا أحبك كثيراً أبي..

خفق قلبي بطريقة عجيبة..هل قالت أبي أم أنني أتوهم..حسناً صحيح أنني أحب كلمة دادي ولكنني كنت أتمنى أن تناديني بأبي فقد شعرت أن لها مكانة في قلب ديما فهي تصر على عدم نطقها رغم أنني قد لمحت لها مراراً أن تناديني بها..

ابتعدت عن حضني ثم نظرت الي بابتسامة: ستغار نهلة كثيراً..اليس كذلك دادي؟؟

عدت الى واقعي حين قالت دادي..يبدو أنني كنت أتوهم كلمة أبي حقاً..

ابتسمت لها :لقد أحضرت هدية أخرى لك..

شهقت ديماً:حقاً!

أومأت لها ثم ذهبت الى مكتبي لأخرج طوقاً من اللؤلؤ قد اشتريته لترتديه مع الفستان..

لم تتمكن ديما من الوقوف من شدة حماسها..بدأت تقفز بمكانها وهي ترجوني: دادي..أريد أن أجرب الفستان أرجوك..أرجوك ..أرجوك..

اتسعت ابتسامتي: لامانع لدي ..انه لك..

صرخت بحماس:آآآآآه أنا أسعد فتاة في الوجود...

قالتها ثم قامت بأخذ الطوق مع الفستان وذهبت الى الحمام لتجربته…

جلست على سريري وأنا أضحك فرحاً..من السهل جداً اسعاد ديما..انها تفرح بأي شيء أحضره..

خرجت بعد وهلة وهي تمشي على استحياء..رفعت بصرها الي وقد تورد وجهها خجلاً:كيف أبدو..

وقفت أمامها ثم رددت ممازحاً:هل تسمحين لي بالرقص معك سمو الأميرة؟؟

ضحكت ببراءة:ههههه أريد رؤية وجه نهلة حين ترى فستاني..

نزعت الطوق من رأسها ثم وضعته بيدي:امسك به..سأحضر غداً وأرتدي الفستان بغرفتك..نهلة غيورة جداً أخاف أن تقوم بتمزيق الفستان إن قمت بأخذه..

اجبتها :لا بأس بذلك..

صمت قليلاً ثم تابعت حديثي:غدا موعد اختباري الأخير في الثانوية..لا تنسي الدعاء لي ...ان كنت سعيداً من نتيجة الاختبار فسآخذك لحديقة الملك فهد كما وعدتك تماماً..

اجابت ديما بثقة:ستبلي حسناً فأنت أذكى رجل عرفته البشرية.

رفعت حاجبي :ليس لهذه الدرجة..

ردت بحزم: اذهب للاستذكار ..لن أتنازل عن الذهاب للحديقة ليكن ذلك في معلومك..

ضحكت وأنا أمشي باتجاه مكتبي: حسناً لا تحدثي أي ضجة..

بدأت الاستذكار ولكن كان هناك أمراً يشغل تفكيري..أنا أرغب بدراسة الهندسة لأحقق حلم أبي..ولكن..تخصص الهندسة في منطقة الطائف قد افتتح منذ سنتين فقط..وعمي قد هزأ بأبي بالأمس وأخبرني أنه قد أرهق نفسه بالدراسة بدون فائدة..نصحني بتجاهل أمر الدراسة فهو يعمل بشركة جدي بدون أن يدرس وكل شيء على ما يرام..

ولكن..انا لا ارغب العمل بالشركة..لا ارغب في الاعتماد على عمي طوال حياتي..انني أكره ضعفي بسبب افضاله علي الى الآن..اريد أن أعلي اسم أبي وأن أجعله فخراً لعائلة العالي..

بالرغم من اعتراف جدي بنا ..ولكن حتى الآن..أشعر أن عمي يخجل من حديث الأقارب عن أبي..يريدون محو اسم حسن من اذهان الناس..

ولكن لا..لن أسمح بهذا..سأبهرهم بنجاحي.؟؟

سيشار الي بالبنان ويقال : هذا ابن حسن..عمار حسن العالي..
.
.
.
استيقظت باكراً في هذا الصباح..يقول دادي أنني مثل العصافير فقد اعتدت على الاستيقاظ قبل طلوع الشمس..

أما نهلة..فصوت شخيرها يصم الآذان ..من المستحيل أن تستيقظ قبل أن توقظها أمها..

كما أن والدتها الخالة تقوم بجميع شؤنها..توقظها وتلبسها وتقوم بتفريش أسنانها أيضا فهي تبدو مثل الزومبي بعد استيقاظها من النوم..

ولكن بمجرد وصلنا للمدرسة تستيقظ مع شياطينها…

حسناً..كنت أنزعج من تصرفاتها حين كنت طفلة..ولكن دادي أخبرني أن الذي يفعل أشياء سيئة يكون مريضاً..ونهلة مريضة وتشعر بالنقص لهذا اصبحت اتجاهلها تماماً..

ذهبت الى المطبخ وقمت يتسخين كوبين من الحليب ووضعت العسل بداخلها..رغم أن الخادمة أرادت مساعدتي ولكني رفضت ذلك .أريد أن أجهزها من أجل دادي..

لقد كانت الخالة ليلى تجهز الحليب مع العسل لنهلة في كل صباح كي تركز في اختباراتها ولكنها غبية..نجحت صحيح ولكنها لم تحرز الامتياز مثلي..

اتسعت ابتسامتي حين لمحت دادي يمشي باتجاه غرفته..لقد عاد من المسجد للتو..

أمسكت صينية الحليب وبدأت أمشي باتجاهه بحذر…

اقترب دادي مني حين رأني وحمل الصينية من يدي..ابتسم لي: صباح الخير..

اجبته بابتسامة: صباح الخير..لقد اعددت لك الحليب مع العسل..تقول الخالة ليلى أنه مفيد التركيز..أتمنى لك التوفيق بامتحانك..

اجاب دادي:رغم أنني لا أشتهي الأكل من شدة توتري ولكن ..مادام مفيداً للتركيز فسأشربه..

قام بفتح الغرفة ثم دخلنا اليها..جلسنا على الأرض لشرب الحليب ولكن دادي نظر الي بشك: هل صليت الفجر ديما؟؟

اجبته بارتباك:هاه..نعم .لقد صليت..

رفع حاجبه:انت لا تكذبين ديما صحيح؟؟

ازداد توتري حين قال هذا..حسناً..أنا أصلي حين يخبرني دادي بهذا ولكن نهلة لا تصلي...كما أنها تضحك علي أحياناً وتخبرني أننا صغار ولاتجب الصلاة علينا ولكن دادي يصر علي لأحافظ عليها..كما أنه يعلم ان كذبت عليه واخبرته بأنني قد صليت..

لم أرد أغضابه..ان علم انني أكذب فسيصرف النظر عن ذهابي للحديقة بالتأكيد..ابتسمت له ببلاهة: سأشرب الحليب ثم أصلي..

زفر دادي بدون أن يرد..هل غضب ياترى؟؟

بعد أن أنهينا الحليب ..اخذت الطوق والفستان من غرفته فقد جاء موعد ذهابه للمدرسة وسيقوم بإقفال غرفته…

عدت الى المنزل فوجدت نهلة تجلس أمام الأريكة وهي مغمضة العينين والخالة ليلى تجلس خلفها لتملس لها شعرها بمصفف الشعر..

نعم..شعر نهلة كث أجعد ..انها تغار مني كثيراً فجميع صديقاتي بالمدرسة معجبات بشعري..انه حريري أشقر ويصل طوله الى آخر ظهري..

ضحكت على شكل نهلة فقد كادت تسقط على وجهها من شدة النعاس..أخبرتكم أنها مثل الزومبي..

ذهبت الى الغرفة وارتديت الفستان..وقفت أمام المرآة لأصفف شعري ثم ارتديت طوق اللؤلؤ..

ابتسمت برضى وأنا أتفحص شكلي..

أبدو مثل سندريلا!!

بشعري الذهبي..عيناي الزرقاوين...فستاني الزهري المزين باللؤلؤ..ياااه ستغار نهلة بالتأكيد..

أرتديت حذائي ثم نزلت الدرج بثقة..

تعمدت الجلوس بجانب نهلة..وسبحان القدير..

حين رأتني ..استيقظت تلك الزومبي واتسعت عيناها وهي تنظر الي ..

ابتسمت بهدوء ثم وجهت نظري للتلفاز..

تحدثت نهلة بحدة: من سمح لك بارتداء هذا الفستان..أنا أريده..صحيح أن أمي أخبرتك أن تستعيري من فساتيني ولكن ليس هذا..اذهبي وارتدي شيئاً آخر..

ابتسمت باستهزاء:يبدو انك لم تفيقي بعد..انه فستاني..لقد اهداني اياه دادي لأنني تفوقت بدراستي..

امتعض وجهها واحمر من شدة غضبها واحراجها..حاولت اغاضتي بحديثها:لقد اردت أن تنزعيه كي لا تسببي لي الأحراج..انه بشع جداً..ان اردت نصيحتي قومي بتبديله..

ههه حسناً..ان لم اكن معتادة على تصرفاتها لكنت بكيت الآن ولكن أحاديثها لم تعد تغيضني..بل على العكس..انها تشعرني بالفرح فقد أصبحت أدرك أنها تشتعل غيضاً..

ذهبنا الى المدرسة في الساعة التاسعة صباحاً من أجل الحفل..كانت نهلة تحاول مضايقتي ولكني كنت أتجاهلها تماماً..

ومنذ دخولنا الى المدرسة وصديقاتي يمتدحن فستاني وشعري ونهلة تردد عبثاً: انكم تبالغون..هل أعجبكم فستانها حقاً..

هههه ولكن لم يهتم بها أي أحد..

بدأ التكريم..وحين صعدت الى المسرح ارتبكت قليلاً من نظرات الطالبات ومن التصفيق الحار من قبلهم…

كان شعوراً غريباً..كنت سعيدة ولكن في نفس الوقت..شعرت ببعض الحزن..تمنيت أن يكون دادي بقربي..

عدت للجلوس مكاني فالتفتت صديقتي رؤى الي:مبارك ديما..انك تستحقين هذا حقاً..

ابتسمت لها: شكراً رؤى ..مبارك لك أيضاً..

وصلني صوت نهلة التي تجلس خلفي: ارفعي شعرك ديما..منظره أشعرني بالحرارة..كما أنني أعجز عن الرؤية..

ابتسمت بداخلي..الم اخبركم انها تغار؟؟.

لا أعلم حقا ماسبب غيرتها..انا لا أملك أماً مثلها..في الحقيقة شعرت برغبة بالبكاء وأنا أرى كل طالبة ترتمي في حضن والدتها بعد التكريم..لماذا لا أملك أماً مثلهم…

حاولت تجاهل حزني وبدأت اهز شعري برقة أمام نهلة لأغيضها..

نظرت رؤى الي: ما رأيك هل نقوم بفتح الهدية..

أومأت لها: لا بأس..

فتحنا الكيس..فوجدنا ذرعاً زجاجيا للتكريم بالأضافة لاطار خشبي جميل..

شهقت رؤى: اغبطك ديما..انه جميل حقاً..

ارتجف قلبي فرحاً..سأضح الشهادة بداخل الاطاروأضعها في غرفتي..

نفذت الفكرة فوراً ووضعت الشهادة بداخله ثم ابتسمت بفخر..

رفعتها عالياً لأتأملها وفي تلك اللحظة..شعرت بيد تمسك بشعري وتقوم بشده..

اعلم جيداً أنها نهلة..اردت أن التفت لها لأتعارك معها ولكني تصلبت حين سمعت ذلك الصوت..

انه صوت مقص!!

التفت اليها بصدمة ..فوجدتها تمسك بشعري بقبضة يدها وهي تبتسم بخبث:اخبرتك أنه يشعرني بالحرارة..

وضعت يدي المرتجفة على شعري..لقد قامت بقصه الى كتفي…

صرخت رؤى: نهلة أيتها الحقيرة!!

صرخة رؤى تلك أشعلت ناراً في قلبي..وبدون شعور مني..رفعت الاطار ثم هويت به على رأس نهلة بكل قوتي..

سمعت صوت تحطم الزجاج على رأسها ثم لم أعي أي شيء ..ففي ثوان معدودة..تجمعت الطالبات وبدأن بالصراخ..

أما نهلة..فقد سقطت أرضاً والدم يسيل من رأسها..

القيت الاطار من يدي من هول المنظر..

لقد..قتلتها!!..

شعرت بزلزال في جسدي حين سمعت صراخ الخالة ليلى: نـــــــــــــــــــهـــــــــــــــــلـــــــــــ ـــــة

تصارعت الافكار برأسي في تلك اللحظة...ان علم عمي انني قتلتها فسيقتلني أيضاً..

من شدة خوفي..انعزلت عن العالم حولي...لم أعد اسمع صوت صراخهم..كنت أسمع دقات قلبي فقط..

وفجأة ..بلا أي مقدمات بدأت أركض بكل سرعتي..

خرجت من المدرسة وركضت وركضت..

أريد الهرب..

الى أين؟؟

لا أعلم…عقلي يعجز عن التفكير بأي شيء..

افكر بالهرب فحسب..

اردت أن أهرب من عمي حازم... الى المجهول...

.
.
.

اففف..امر ممل..

لا اعلم لماذا اضطر للانتظار حتى انتهاء الوقت بينما اكون قد انتهيت من حل اختباري..لو انهم اخرجوني لكنت استغللت وقتي اكثر من بقائي منتظرا هكذا..

لقد راجعت للامتحان مرارا ولم ينتهي الوقت بعد..

نظرت الى الساعة..انها الثامنة والنصف..تبقت نصف ساعة على ابتداء حفل ديما…

لقد كان الاختبار سهلا بحمد الله..سأخذها للحديقة كما وعدتها..

انها لا تبعد كثيرا عن مدرستها وقد مررننا منها مرات عدة حين كنت اصطحبها من المدرسة..

ولكن السبب لاختياري لهذه الحديقة ان لدي ذكريات جميلة بها..

فحين قدمت للسعودية مع ابي اخذني ابي اليها ولعبت كثيرا..

انا اشفق على ديما في الحقيقة...بالرغم من انها لم تواجه ماوجهته من صعاب ولكنها لم تعرف معنى العائلة..بالنسبة لها انا كل عائلتها لهذا احرص على اسعادها...

ساقدم لها كل ماقدمه لي ابي من عطف وحنان..

استيقظت من افكاري حين بدأ المراقب بجمع اوراق الامتحان…

ياااه واخيرا انتهى الوقت…

بعد خروجي من القاعة ..وددت ان اركض واصرخ من شدة فرحي…

لقد تخرجت اخيرا...انهيت دراستي الثانوية…

وقفت على عتبة الباب وفي داخلي شوق لأطلع على عالم آخر
وحياة جديدة تتطلب الجدية والمسؤولية ..

لقد رسمت لنفسي العديد من الامال و الطموحات ولا اعلم ان كنت سأحققها ام لا.. .
بعد خروجي من المدرسة أجتاحني خليط من الفرح والحزن
والرهبة لا أدري لِم؟؟

هل لتخرجي واجتيازي أم لدخولي لعالم أخر !!

بدأ صدري يهتز من نبضات قلبي الممتلئة بالشوق والترقب والحزن والفرح ..

مشاعر ممزوجة بطعم التخرج والفِرآق ..

سوف أودع المدرسة ووقوفنا للطابور الصباحي..

سوف أودع ازدحام المقصف..والهروب مع اصدقائي لشراء الفطور.

سوف أودع كرسيي وطاولتي وكتابي ودفتري..

سوف أودع اساتذتي...وفي قلبي تقدير لهم على تعليمي..

سوف أذهب إلى ما يقال لها جامعة..

محاضرات ومذكرات واستراحات وكافتيريات..

سلمت على اصدقائي واعتذرت عن الذهاب معهم للافطار من اجل ان احضر ديما..

سأشتري لها البوظة في طريقي ثم نذهب للحديقة سويا..مشيت لعدة خطوات..ولكني توقفت حين رأيت العم زياد يقف امامي..هذا غريب..ما الذي يفعله العم زياد هنا يا ترى؟؟

اشار لي حين رآني اقف امامه..هل قدم من اجلي؟!

مشيت باتجاهه باستغراب..في الحقيقة العم زياد يأتي للاطمئنان علينا من وقت لٱخر..يقول اننا وصية ابي له ..انه يعاملني كابن له تماما..

بعد ان سلمت عليه ..طلب مني ان اصعد معه لسيارته..يريد ان يحدثني بموضوع مهم حسب قوله..

ترددت في البداية..لا اريد التأخر على ديما ولكن حين نظرت الى الساعة..انها التاسعة..لقد بدأ الحفل للتو لاضير من ذهابي معه..

ركبت السيارة وبدأ العم زياد بالحديث:كيف حالك يا بني ..هل كل شيء على مايرام؟

اومأت براسي:نعم بفضل الله..

تابع العم زياد حديثه:هل تعلم كم انتظرت يوم تخرجك..هناك وصية من والدك اردت ان ابلغك اياها في الوقت المناسب…

نظرت اليه بتساؤل:وصية من أبي؟؟

اومأ برأسه:نعم..قبل ان اخبرك..هل لديك مخططات لدراستك الجامعية..

زفرت بضيق:في الحقيقة..انا اشعر بحيرة شديدة..انا..اود ان ادرس الهندسة مثل ابي ولكن عمي حازم جعلني اتردد قليلا..

رفع حاجبه:ولماذا تتردد..لاتجعل اي شخص يوقف طموحاتك يا بني..

اجبته بعد تفكير:يقول ان ابي قد اضاع وقته من دون فائدة...درس الهندسة لسنوات وانتهى به الحال كسائق اجرة…

زفر العم زياد:وما العيب في سائق الاجرة؟.
انه عمل شريف في النهاية..

اخذ نفسا عميقا ثم تابع الحديث:ابوك يا بني لم يضع وقته..لقد كانت الظروف ضده..ربما لو عاش لوقت اطول لكان قد حصل على وظيفة مرموقة.. .

صمت قليلا ثم اكمل بأسى:ولكن والدك قد علم بمرضه بعد قدومه للسعودية بسنة تقريبا..لم يبدأ العلاج مبكرا مع الاسف فقد سيطر الاحباط عليه كما انه قد وضع نصب عينيه سعادتك انت...لم يسع للبحث عن وظيفة….كل ما اشغل تفكيره هو اقناع جدك بالاعتراف بك..اراد ان يؤمن لك حياة مستقرة بعد موته…

شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي..انها المرة الاولى منذ سنوات اسمع بها شخصا يتحدث عن ابي..

هل تصدقون هذا..ابي قد قضى فترة مرضه في التفكير بي..اراد تأمين حياة مستقرة من أجلي..

اما امي..قد هدمت هذا الاستقرار بيدها..لو لم تقم امي بتركنا لكنا نعيش بحال افضل الآن..

توقف العم زياد امام احدى المقاهي ثم التفت الي:هيا انزل معي كي نتحدث بهدوء..

نزلت معه بارتباك..ما الأمر المهم الذي يضطره لاصطحابي من المدرسة ليخبرني به؟؟

قام العم زياد بطلب الفطور ثم التفت الي وبدأ بالحديث:اسمع يا عمار..لقد قام والدك باعطائي مبلغا من المال واوصاني ان اصرفه على دراستك..لم يرد ابوك ان تقف احلامك كما حدث معه..لقد ارحتني لانك تريد الهندسة فقد كنت اريد اخبارك ان تسافر لامريكا لاكمال دراستك وسأتكفل انا بجميع المصاريف..

اتسعت عيناي بصدمة..هل هو جاد؟؟

حدقت به غير مصدق لما سمعته اذناي..اسافر لامريكا!!

اومأت برأسي بالرفض:كلا لن اسافر سأدرس هنا..

عقد العم زياد حاجبيه:ولكن لماذا..

زفرت بعمق:اختي ديما متعلقة بي كثيرا..لا استطيع تركها..ومادمت استطيع الدراسة هنا فلماذا اسافر..

اجابني بضجر:يابني..الدراسة في امريكا اكثر كفاءة من هنا..هل انت بكامل وعيك لترفض عرضا كهذا!!

اردت الرد عليه ولكنه قام بمقاطعتي:خذ وقتك في التفكير..لا تعطني جوابا الان..وبالنسبة لديما..اعمامك موجودون وانا موجود..لن يكون موضوعها عائق بالنسبة لك..فكر بالأمر جيدا ولا تضيع هذه الفرصة..

وصل الفطور فشمر العم زياد عن اكمام ثوبه:هيا..تناول فطورك ثم اذهب الى المنزل واتخذ قرارك بهدوء..

بدأت افطر معه وانا افكر بهذا الامر..

في الحقيقة..

ليس موضوع ديما هو السبب الوحيد ..

ولكن فكرة ذهابي لأمريكا ستذكرني بطفولتي..

طفولتي التي قتلت في مهدها ..

كم اكره العودة بذاكرتي لتلك الايام..

يااه لو كان بأمكاننا محو الألم من اذهاننا..

قام العم زياد بإيصالي الى المنزل بعد انتهاء الفطور...توقعت ان اجد ديما تنتظرني امام غرفتي ولكن كان بانتظاري شخص اخر..

نعم..عمي حازم..

لم يقم باستقبالي بالسلام والابتسامة...بل بدأ بالصراخ فورا:اين تلك الحقيرة..الى اين اخذتها؟؟

عقدت حاجبي ثم اجبته بارتباك:عن من تتحدث..ما الذي حصل؟؟ ضحك عمي باستهزاء:تدعي الغباء ها؟؟
اخبرني اين هي اختك؟؟

ازدادت دقات قلبي هتفت بخوف:هل حدث شيء لديما؟؟

صرخ عمي:_كلا لم يحدث شيء لتلك اللعينة ولكنها قد قامت بشج رأس نهلة هل تصدق هذا!!

تلعثمت بكلامي:ك..كيف شجت رأسها لم أفهم؟؟

ارتفع صراخ عمي:لقد قامت بكسر الزجاج على رأسها ثم هربت من المدرسة..اقسم يا عمار بأنني سأحاسبها ولن اصمت ابدا...لقد اخبرتك مرارا ان لا تبالغ بتدليلها ولكنك لم تستمع الي..حان الوقت لأؤدبها بنفسي ..

قالها ثم ابتعد عن طريقي متوجها للمنزل…

هل سمعتم ماقال!!

ديما هربت.. هربت صغيرتي ولا احد يعرف مكانها ولم يفكر بالبحث عنها بل كل ما يشغل تفكيره هو ابنته المدللة…

ركضت باتجاه غرفتي وبدأت ابحث حولها علي اجد ديما مختبئة بالقرب...اتجهت الى حديقة المنزل افتش كل انش وكل بوصة ولكنها لم تكن موجودة…

شعرت انني سأجن..اين ذهبت يا ترى…

تردد بخاطري كل مكان كنت ازوره معها..لم نكن نذهب سوى للبقالة لشراء البوظة وفي بعض الاحيان تذهب معي لحلقات التحفيظ النسائية..

مرت الساعات وانا ابحث عنها بدون فائدة..بحثت في جميع المراكز التجارية المقاربة لمدرستها ولكن لا جديد..

جلست على الأرض بيأس حين سمعت صوت المؤذن يعلن عن دخول وقت صلاة الظهر…

انهمرت الدموع على خدي مدرارا...اين انت ديما..
هل ضاعت..ام اختطفت..ام حصل شيء سيء لها في اثناء عودتها من المدرسة..

هل يجب علي البحث في المستشفيات ايضا؟؟

شعرت بصراع داخل صدري فأردت الصراخ ولم اقاوم هذه الرغبة..

وضعت رأسي بين ركبتاي وصرخت من اعماق اعماق قلبي:آآآآه ديماااااااا

تجمع رجال الحي حولي وحاولوا التهدئة من روعي..

جلبوا بي بعض الماء ثم ذهبنا لنصلي الظهر وبعد انتهاء الصلاة..تحدث الامام عن اختفاء ديما وطلب من رجال الحي مساعدتي على البحث عنها..

اما انا فقد شعرت بأنني منهك القوى..لم اعد قادرا على الوقوف من شدة قلقي..اسندت رأسي على جدار المسجد وبدأت افكر بهدوء..

لو كنت في مكان ديما...اين سأذهب ياترى؟؟

لم يهدني عقلي لشيء...انها تبقى ملازمة لي طوال الوقت ولا تخرج وحدها ابدا.. هل اضاعت طريقها للمنزل ؟؟

كلا كلا..من المستحيل ان تكون قد ضاعت لقد اعتادت على السير من ذلك الطريق..

الارجح انها مختبئة كي تهرب من عمي..ولكن اين يا ترى؟؟

هل ذهبت لاحدى صديقاتها؟؟

ولكن صديقاتها في الحفل..كيف ستعرف منزل احداهن وهي لم تذهب لزيارتهن في حياتها..

فتحت عيني بسرعة حين تردد صوتها في ذهني:

لن اتنازل عن الذهاب الى الحديقة..
لن اتنازل عن الذهاب الى الحديقة..
لن اتنازل عن الذهاب الى الحديقة..

وقفت فجأة وبدأت بالركض...كيف غاب الامر عن ذهني...ربما ذهبت الى الحديقة…

وصلت الى الحديقة بعد عدة دقائق وقفت بمكاني وبدأت اتلفت حولي وانا الهث من شدة التعب..

ارجوك ديما كوني هنا..

بقيت للحظات امرر بصري على وجوه الاطفال هناك..وفجأة ثبت بصري على تلك الطفلة حين رأيتها ترتدي فستان ديما…

كانت تجلس على الارض بجانب مدخل الحديقة ..

بالرغم من ان شعرها قصير ولكني شككت بأنها ديما..

مشيت ببطء باتجاهها وحين اقتربت منها ناديتها بتردد:ديما؟!

رفعت بصرها الي فاتضح انها ديما حقا!!

في تلك اللحظة شعرت ان بركانا قد ثار بداخلي…

رفعت يدي استعدادا لضربها وانا اصرخ بأعلى صوتي:ديما ايتها الغبية.

اغلقت ديما عينها بكل قوتها وكأنها تستعد لتلقي الضرب..

اردت أن اضربها..اردت ذلك بشدة..

الا يفترض ان اعاقبها كي لا تكرر الهروب؟؟

صرخت بدون أن أنزل يدي:ماذا لو اختطفك احدهم..ماذا لو حدث لك مكروه...ماذا لو فقدتك ديما..الم اخبرك الا تخرجي من المنزل وحدك..

ارتفع صراخي حين لم أسمع جوابها: أخبريني الم احذرك من ذلك من قبل..

فتحت ديما عينها ببطء...ونظرت الى عيني بألم وغصة قد دفنت بعينيها البريئتين...

مرت لحظات وهي تنظر الي بتلك النظرات..

نظرات انكسار..نظرات عناء..

اعتصرت نظراتها قلبي بقسوة..

دموع ديما تضعفني دائماً..ديما..قطعة رقيقة من قلبي ولا اجرأ على كسرها أبداً..

ارتجفت يدي فقد بدأت اتردد في أمر ضربها..

لم تصدر أي صوت..ولكن حالتها تؤكد أن جرحها عميق ينزف بشدة…

همست بضعف:دادي..

وما ان نطقت بها حتى انهمرت الدموع ببطء على وجهها ..

تابعت حديثها بضعف أكبر ولكنها بضعفها اذابت الجليد من قلبي:لقد انتظرت وانتظرت وانتظرت..الن نلعب اليوم دادي؟؟

قالتها ثم ابتسمت بألم وسط دموعها..

انزلت يدي ببطء..

لا أٌقوى على ضربها..لا أستطيع..

شعرت بأنني سأبكي ولكني لم أرد ذلك فقد بات منظرنا ملفتا للانظار..

مددت يدي باتجاهها وحملتها بحركة خاطفة وانا اهتف باكياً مبتسماً : هل اعجبت صديقاتك بفستانك؟؟

بدأت ديما تمسح دموعها وهي تضحك ولكن دموعها ابت الوقوف..

طبعت قبلة على جبينها: هذه من أجل الحليب الذي جلبته في هذا الصباح...لقد كان الاختبار سهلاً جدا..

اجابت ديما بصوت متهدج: حقاً؟

أومأت برأسي: نعم هيا الآن سنلعب أي شيء تريدينه...

تعلقت ديما برقبتي وهي تحاول السيطرة على شهقاتها..

دخلنا الى الحديقة وبدأنا اللعب متجاهلين المشكلات التي تنتظرنا..

لقد لعبت ديما كل ماتريده ولعبت معها أيضاً..

في ذلك اليوم كنا نضحك على أي شيء حتى لو لم يستدعي الأمر الضحك..

ولكن..يقال في بعض الاحيان أن الضحك يكون رد فعل للتهرب من بعض الأحزان..

هل كان ذلك هو سبب ضحكنا المبالغ به يا ترى؟؟

لا أعلم حقاً..
.
.
.

عدنا الى المنزل بعد صلاة المغرب..حاولت البقاء خارج المنزل قدر الامكان عل غضب عمي يهدأ قليلاً..

وصلنا الى المنزل وحين مشينا باتجاه غرفتي وجدنا عمي حازم يجلس بالحديقة..

يبدو أنه كان ينتظر عودتنا..

مشى باتجاهنا وهو يسدد نظرات نارية الي:كنت واثقاً أنك تخبئها..

تمسكت ديما بقميصي بكل قوتها..

طوقتها بذراعي لطمأنتها وأنا أجيبه:لقد كنا في الحديقة..كنت قد وعدتها باصطحابها اليها بعد المدرسة..

وجه عمي نظره الى ديما ثم صرخ:ديــــــــــــــــمــــــــــا..تعالي وقفي أمامي بسرعة..

هتفت ديما بصوت باكي وهي تتمسك بي بقوة: أنا آسفة..أسفة ..آسفة آآآآآآآآآ...

مشى عمي باتجاهي وقام بدفعي وبدأ يجرها ولكني أمسكت بذراعه: عمي أرجوك..انها طفلة فحسب..ارجوك سامحها هذه المرة…

نظر الى عيني:لقد اصبحت عنيدة بسببك..لقد اعتادت على الدلال..ان لم تعاقبها على خطئها فلن تتعلم أبدأ..

قبلت رأسه لاستعطافه: أرجوك عمي ..اتركها هذه المرة أرجوك…

افلت عمي قبضته عن يدها: حسنا لن اضربها..ولكن ليكن في معلومك..ستأتي عمتك فادية لأخذها في الغد..

اجبته بصدمة: ماذا!!

زفر عمي ثم اجاب: انا لا اطيق رؤية وجهها ..ان ظهرت أمامي مجدداً فسأشبعها ضرباً..سيكون أفضل لكلينا ذهابها لفادية..لازالت طفلة وتحتاج لمن يعيد تربيتها..

توقف عقلي عن التفكير لوهلة:عمي ماذا تقول..انا اقوم بتربيتها على أكمل وجه..

اجابني باستحقار:أنت؟؟

ضحك مستهزءً:المصيبة أنك من قمت بتربيتها..قم بتربية نفسك أولا قبل أن تشرف على تربية طفلة..هه..لا ألومك فقد قامت تلك الفاجرة برميكم صغاراُ واشك في كونك تدرك معنى التربية..

شددت قبضة يدي بغضب ..أقسم لو لم يكن عمي لكنت أبرحته ضرباً.

كل شيء يهون لدي الا موضوع أمي..ذلك الموضوع يجرحني بعمق...

مشى عمي مبتعداً بعد ان افسد مزاجي بحديثه..بدأت ارتجف من شدة غضبي ولكن صوت ديما اعادني لواقعي:دادي..أنا لا أريد الذهاب لعمتي فادية..لا اريد ان ابتعد عنك..أرجوك..

زفرت ثم اجابتها: انه غاضب فقط سيغير حديثه في الغد لا تفكري بالأمر..

ابتسمت لها حين لمحت الخوف في نظرتها:هل تريدين النوم بغرفتي الليلة..

أومأت برأسها:نعم..

دخلنا الى غرفتي وبدأت ديما بشكواها المعتادة من نهلة:لم استطع السيطرة على غضبي..لقد قامت بقص شعري دادي..لقد افسدته..وددت أن اضربها أكثر ولكن حين رأيت الدم في رأسها شعرت بالخوف لذلك هربت..

تحسست شعرها بيدي: وما المشكلة بالشعر القصير..الا تملك الاميرة سنوايت شعراً قصيراً..

ردت بعد تفكير:ان شعرها قصير ولكنه أسود..

ضحكت:ههه وهل تريدين شعراً أسوداً الآن..

زفرت ديما : لن تفهم الأمر..لو قام أحد بقص شعرك ربما تفهم وقتها..

ابتسمت بحزن وانا اتأملها: هل تعلمين ديما..لقد كان شعر أمي يصل الى كتفها أيضاً..اصبحت تشبهينها هكذا..

نظرت ديما الي باستغراب..لا ألومها..فهذه المرة الأولى التي أتحدث بها عن أمي..ولكن حديث عمي ذكرني بها..

مهما كابرت..ومهما قلت بأنني محوتها من حياتي لازلت أعجز عن نسيانها..

كيف لي ان انسى لمسة يدها الدافئة...كيف لي ان انسى قبلتها الرقيقة على وجنتي .

كيف لي ان انسى نظرة الحب في عينيها الجمليتين ..

لم أدرك بأن الدموع قد نزلت من عيني الى ان وصلني صوت ديما:دادي هل تبكي..

مسحت دموعي بسرعة:كلا ..شعرت بالنعاس فقط..

عقدت ديما حاجبيها:تبكي لأنها قامت بقص شعري صحيح؟.
لا تقلق..لقد اعجبني هكذا أيضاً..سأذهب لنهلة وأشكرها ..ههههه ستنفجر من غيضها..

ضحكت معها..يا الله كيف تداوي ديما جروحي ببراءتها..بعد ان صلينا العشاء..توجهنا للنوم فقد كنا مرهقين من كثرة اللعب..غنيت لها الى ان نامت..وبقيت انا افكر بكلام عمي ..ماذا لو ابعدها عمي عني حقا؟؟

بقيت أفكر بالأمر الى ان ارهقني النعاس فغططت بنوم عميق..

في الصباح التالي..اتت عمتي فادية فأدركت ان عمي جاد بحديثه..

سلمت ديما عليها ثم ذهبت للعب مع ابنتها فرح أما أنا فقد ذهبت لعمتي بعد أن خرجت الى الحديقة لأسألها:عمتي..هل أخبرك عمي أن تأخذي ديما..

نظرت الى الأرض بدون أن ترد ولكني فهمت من صمتها انها اتت لأخذها حقاً..

أومأت برأسي معترضا وبدأت أرجوها: كلا..أرجوك عمتي ديما لا تستطيع الابتعاد عني..ارجوك عمتي تحدثي مع عمي واخبريه أن يسامحها..

رفعت بصرها الي ونطقت بما حطم اخر ماتبقى لدي من صبر: عمار يا بني..لقد حاولت الحديث معه ولكنه غاضب حقا..اسمع ..سآخذها اليوم على الأقل لربما يحن قلبه ويعيدها بعد أن يهدأ غضبه..

شعرت وكأن اثقال الدنيا قد وقعت على رأسي.. لماذا يفعلون هذا بنا!! لماذا لاتحترم رغباتنا..لماذا لا يرحم أحد ضعفنا...ديما هي كل ماتبقى لي في هذه الدنيا ويردون ابعادها ايضا؟؟

كلا ...لن اصمت..سأحاول مع عمي ليغير رأيه..

طرقت باب المنزل وحين فتحت الخادمة الباب قمت بمناداة عمي..خرج الي ثم رد ضجرا:ماذا الآن..مشكلة جديدة؟؟

تنفست بعمق لاستعيد هدوئي..نظرت الى عينيه بترج:عمي..ديما لا تستطيع الابتعاد عني..ارجوك..سامحها هذه المرة على الاقل..

حدق في قليلا ثم زفر:تتحدث وكأنها ستذهب للمريخ..ستذهب لمنزل عمتك..لا تهول الموضوع..

استفزني بروده بشدة..

ارأيتم ماذا يقول!!

يقول انني اهول الموضوع!!

لن يستطيع احد فهمي...هل سيقوى هو على ابعاد نهلة..هل سيقبل ان تعيش بمنزل مختلف عنه؟؟

ديما ليست اختي فحسب...انها ابنتي..كل عائلتي ويقول انني اهول الأمر!!

حاولت ضبط اعصابي:ولكن يا عمي..ديما اعتادت على العيش هنا منذ طفولتها..سيكون صعبا عليها ان تنتقل لمنزل عمتي..خصوصا ان شعرت انك ابعدتها لمعاقبتها..لن تشعر بالاستقرار..سيكون منزل عمتي بمثابة العقاب لها..

اجاب عمي بحدة:وهذا هو المطلوب ..انا اريد معاقبتها..

-ولكن عمي..

رفع يده في اشارة لي لأصمت:لا اريد سماع شيء..انك تعيش تحت ولايتي ولا يحق لك اخباري ما هو الصواب..ان كبرت..واصبحت معتمدا على نفسك..خذ اختك حينها ولن يتدخل بكم اي احد..ولكن ..مادمت تعيش تحت ولايتي وفي منزلي فلايحق لك معارضتي ..هل هذا مفهوم؟؟

اعتراني غضب عارم فبت اشعر بالحرارة تسري في كل جسدي...

خرجت من المنزل راكضا كي لا اتهور واقوم بضربه..وددت ان امزقه باسناني..

إن كان هناك شيء يجعلني احترمه فهو ملامحه التي تشبه ابي فقط فشخص مثله لا يستحق الاحترام..لماذا يصب غضبه على طفلة صغيره؟؟

ركضت ديما باتجاهي حين رأتني ولكني ابعدت بصري عنها وركضت الى غرفتي قبل أن تصل الي..

لا أريد أن أضعف امامها..لا أريد أن أسمع بكاءها حين تخبرها عمتي أن تذهب معهم..

لم يمر الكثير من الوقت قبل ان تعلم ديما بتلك الطامة وحدث ماكنت اخشاه..

لقد بدأت ديما بالصراخ وحين فتحت النافذة وجدت سائق عمتي يحاول اخذ ديما الى السيارة عنوة..

تمكنت ديما من افلات يدها منه ثم بدأت تطرق باب غرفتي وهي تبكي:دادي لا اريد الذهاب معهم دادي..دادي افتح الباب سيقومون بأخذي..

وضعت يدي على اذني كي لا اسمع صوتها فقد كان بكاؤها يسدد طعنات الى صدري...ولكني لم استطع صم اذني عن سماع صوتها…

تابعت ديما حديثها وهي تصرخ وسط شهقاتها:اعدك انني لن افعل شيء سيء..اعدك دادي ارجوك افتح الباب ارجوك...آآآآآآآآآ..دادي سأعتذر لنهلة...سأعتذر لها ولن تسمع صوتي بعد الآن..

طرقت الباب بقوة اكبر ثم ارتفع صراخها:دادي لماذا لا ترد علي...سأناديك ابي كما تريد..لن ازعجك في مذاكرتك وسأقبل رأس عمي أيضا..

قطع حديثها حين بدأت بالصراخ:كلاااا..ابــــي...ابـــــي...لا تتركني..
ابـــــــــــــــــــــــــــــــي .

التفت باتجاه الباب حين لاحظت ان صوتها بدأ يضعف تدريجيا..

ركضت باتجاهه وقمت بفتحه فوجدت السيارة تتحرك وديما تبكي بداخلها..

تمزق قلبي لمنظرها...

كرهت ضعفي وكرهت يتمي وكرهت الدنيا ومافيها من ظلم..

آآآه يا صغيرتي ليتني استطيع الهرب معك بعيدا عن اناس تحجرت قلوبهم فظلموا ..

لاتبكي يا حبيبتي فدموعك مثل السيف بقلبي..

عيناك تذرف دمعا وانا انزف دما من المي وحسرتي ..

كفاكي بكاء صغيرتي ارجوك لا تبكي..

اصبري صغيرتي..

سيحن قلب عمي وسيعيدك بالتأكيد..

سامحيني يا حبيبتي..سامحيني..

لقد كانت تلك الليلة هي الأسوأ في حياتي..لم يخطر في ذهني يوما ان صغيرتي التي ربيتها بيدي ستبتعد عني هكذا..لم تبتعد بجسدها فقط..بل ابتعدت بروحها وعقلها..

تسببت طريقة عمي بمعاقبتها بتحطيم شخصيتها..

في اليوم التالي ذهبت انا لمنزل عمتي فقد اتصلت على عمي واخبرته ان ديما ترفض الاكل..

طرقت باب المنزل فاستقبلتني عمتي بحزن:من الجيد انك اتيت..انها تنتظر على النافذة منذ الامس..

تبعت عمتي الى غرفة الجلوس فوجدت ديما تجلس على الاريكة واضعة يدها على خدها وهي تنظر إلى النافذة بشرود..

تنظر خلف الغيوم ..

تنظر لعل الامل يأتي من بعيد ..لعل الشمس يومآ تشرق من جديد*
لعل الرحمة تداوي جرحا قد استوطن قلبها الصغير..

احاسيس غريبة انتابتني وانا اراها هكذا..

لوهلة..شعرت ان هذا المنظر قد تكرر من قبل..

خيل لي انني ارى جسدا اثيريا لطفل صغير..يجلس امام ديما منتظرا عودة والديه..

نعم..لقد رأيت نفسي..

حين ارتسمت تلك الصورة في مخيلتي بدا الأمر وكأن ديما تقف امام المرآة..خصوصا بعد ان اصبح شعرها الى كتفيها..

في تلك اللحظة فقط ادركت شيئا..

طفولة ديما هي انعكاس تام لطفولتي ببؤسها..

ديما تشبهني في كل شيء..

في الشكل..والبؤس..والطفولة المشتتة..

ديما هي مرآتي… .

شعرت بالحزن عليها..صغيرتي المسكينة..لقد كسروها..

مشيت باتجاهها ببطء فرفعت بصرها الي ..

اردت ان اجلس بجانبها ولكنها صرخت :انت كاذب...لقد قلت ان الاب لا يترك ابنته ولكنك كاذب..لماذا تركتني لماذا…

انا لا اريد رؤيتك...انا اكرهـــــــــك اكرهــــــــــــــــك..

لم الق بالا لكلامها..لا الومها فأنا اتفهم شعورها جيدا..

لقد شعرت بالخذلان..

لقد كنت بالنسبة لها شخصا عظيما تحتمي به..ولكنها ادركت ضعفي وتحطمت كل امالها..

جلست امامها واحتضنتها بشدة...همست في اذنها:حبيبتي..انها فترة مؤقته وستعودين الي..اعدك حبيبتي سآخذك من هنا ..

انفجرت ديما بالبكاء..

تابعت حديثي:لاتبك ياصغيرتي ولاتدعيني ابكي..قلبي ممزق مثلك تماما فلا تزيدي المي...

بقيت معها الى ان هدأ بكاؤها..ابتسمت لها بحزن:لا تقلقي حبيبتي..سيعيدك عمي بالتأكيد ..

لقد كنت امل حقا ان عمي سيرأف بحالنا في النهاية..

ولكن..مرت الايام...بل مرت السنوات ولم يشعر عمي بالذنب ابدا..

اعتادت ديما على بعدي مع مرور الوقت ..ولكن هذا الأمر قد اضعفها كثيرا..

اما بالنسبة لي..فقد تألمت نعم . .بل انفجر قلبي من الألم و لكنني استغللت هذا الإنفجار..

جعلته صاروخا صعدت به للعلا ..

صعدت بكرامتي للعلا تاركا ذل الحياة وظلمها..

رفضت البعثة كي لا ابتعد عن ديما و وضعت نصب عيني هدفا واحدا..

سأعتمد على نفسي وسأسكن مع ديما بعيدا عنهم..

سأبتعد عن كل مايربطني بعائلة العالي ..

وليذهب اسمهم الذي يفخرون به الى الجحيم...
.
.
.*
💖نهاية الفصل💖
.
.
.
قرأت الفصل؟
اخبرني برأيك رجاء فهو يهمني..
الى الملتقى ان شاء الله

سلااام

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة  
قديم 31-03-17, 12:02 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي

 

حااااااااازمممممممممم اللي ماااااااافي سببببببة توفييييييك قدررررك اللي مااااايسووووى😡😡😡😡😡😡😡😡😡😡 حزموك مع الشياطين في قلعة واااادرييين 😡😡😡😡😡😡😡😡😡 نهلة ان شاء الله تخلل الشجة معاك الى يوووم يبعثووون 😡😡😡😡😡😡 انني أتميّز من الغيييييظ😤😤😤😤😤😤😤

 
 

 

عرض البوم صور missliilam  
قديم 07-04-17, 04:45 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة missliilam مشاهدة المشاركة
   حااااااااازمممممممممم اللي ماااااااافي سببببببة توفييييييك قدررررك اللي مااااايسووووى😡😡😡😡😡😡😡😡😡😡 حزموك مع الشياطين في قلعة واااادرييين 😡😡😡😡😡😡😡😡😡 نهلة ان شاء الله تخلل الشجة معاك الى يوووم يبعثووون 😡😡😡😡😡😡 انني أتميّز من الغيييييظ😤😤😤😤😤😤😤

امييييين الله عالظالم ياختي يجيه يوم😭

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة  
قديم 07-04-17, 05:04 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي

 

الفصل السادس:سأبتسم وامضي..

الحقد مرض خطير يصيب قلب الانسان فلا يخرج منه..

يمشي كالسرطان في دمه ويدخل القلب ويستقر فيه ويعمي البصر والبصيرة و يبقى الانسان يتخبط
في حقده ورغبته في الانتقام ولا يرى الناس الا وهم اعداء..

وبلا شك ستكون العاقبة وبالا وضياع وفقدان الامل بالحياة…
.
.
.
مرت سبع سنوات منذ افترقت عن صغيرتي ديما..

عشنا في هذه السنوات تجارب مختلفة..واكثر مايؤلم ان علاقتي مع ديما لم تعد كالسابق ..لقد بنيت بيننا العديد من الحواجز..

كنت أعتقد أنني أفهمها وأفهم احتياجاتها أما الآن..اشعر انني غريب عنها..انها تخفي عني العديد من الاشياء..ارى الحزن في عينيها ولا استطيع اسعادها..

رغم انني أحاول جاهداً تلبية طلباتها..فكل مايشتريه عمي لنهلة أقوم بشرائه لها بدون أن تطلبه...لا اريدها أن تشعر بالنقص أبداُ.. ولكن ديما تحتاج لشيء اكثر من الهدايا..انها بحاجة للشعور بالاستقرار وحب العائلة..وهذا ما سأسعى لتحقيقه بأذن الله..

ديما الان في السنة الأولى من الثانوية وأحاول تحفيزها دائماً لمواصلة الدراسة كي تصبح طبيبة..

أما أنا..فقد درست الهندسة الطبية ثم درست الماجستير بعدها مباشرة ..ولكن حتى الان لم أحصل على وظيفة ..

اردت ان احصل على الدعم في مشروع تخرجي ولكن محاولتي باءت بالفشل..

لا احد يرغب بدعمي....

اقترح عمي علي العمل بالشركة ولكنني رفضت ذلك..

قد يبدو الأمر سخيفاً أن أرفض عرضاً كهذا ولكنني قطعت عهداً على نفسي أن أعتمد على نفسي في كل شيء..

لا أريده أن يمن علي بأفضال لا استطيع ردها له..لقد اقسمت ان لا اطلب المساعدة من عمي بالذات..

بالرغم من عدم حصولي على وظيفة ثابتة ولكن هذا لا يعني انني لا اعمل مطلقاً..

انني أعمل كمندوب لتوصيل الطلبات وأحصل على مبلغ جيد لقاء ذلك ..سأستمر بالعمل حتى أستقر على وظيفة معينة..

وحينها لن تبقى ديما بعيدة عني أكثر..سأستأجر شقة صغيرة لنا وتنتهي مشكلاتنا الى الأبد…

.
.
.

اليوم قام فارس ابن عمتي فادية بدعوتنا لتناول العشاء بمناسبة حصوله على أول راتب..

قمت بتجهيز نفسي للذهاب معهم ولكني تصلبت بمكاني حين سمعت صراخه:لماذا دعوتم ديما..أنا أريد الخروج معكم فقط..

اجابت عمتي: اخفض صوتك كي لا تسمع..

أرتفع صوته: دعيها تسمع..الا تخجل من نفسها ماهذا الا يستطيع الشخص الشعور بالخصوصية..الا استطيع الاستمتاع مع عائلتي فقط..

اجابت عمتي بحدة: فارس كيف تقول هذا..انها ابنة خالك..ويتيمة أيضاً ...احترم مشاعر تلك المسكينة..انها متحمسة للخروج معنا..

اجاب فارس: ولكن أمي..

قامت عمتي بمقاطعته:اصمت لا أريد سماع شيء..أمل..اذهبي لرؤية ديما لماذا تأخرت..

ركضت الى غرفتي حين قالت هذا..نزعت عباءتي بسرعة ثم أمسكت بكتابي المدرسي وجلست على سريري مدعية المذاكرة..

قامت أمل بفتح الباب ثم شهقت: ديما ألم تجهزي بعد..

اجبتها ببرود: لا أريد الذهاب..

عقدت أمل حاجبيها: ولكن لماذا..

اجبتها بارتباك:لقد تذكرت لتوي أن لدي اختبار في الغد..أنا آسفة..

ردت أمل:أوه..حسناً كما تشائين..ولكن ..ألا تخافين البقاء وحدك؟؟

نظرت اليها:سأخبر عمار أن يأتي لزيارتي..لاتفكري بي اذهبوا ولا تنسوا أن تحضروا لي من العشاء هل هذا مفهوم؟؟

قلتها ثم ابتسمت وأنا أكابر حزني..

ضحكت أمل: ههههه حسنا ..لن أنسى..أتمنى لك التوفيق في امتحانك..الى اللقاء..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

زفرت بضيق..لن أسمح لفارس بتعكير مزاجي..سأتصل على عمار وأقضي وقتي معه..

اتصلت على عمار وطلبت منه أن نخرج سوياً ولم يعترض..

خرجت الى الصالة وقمت بتشغيل التلفاز منتظرة قدوم عمار..

في الحقيقة أنا أخاف البقاء وحدي بسبب فارس…

سرحت بخيالي وعدت بذاكرتي لسبع سنوات..

كان قد مر أسبوع على قدومي لمنزل عمتي..فكرت بالهرب وقتها من المنزل ..أردت أن أرى عمار..

ولكن فارس قد رآني حين خرجت الى الشارع...فارس يكبر عمار بسنتين وقد اعتاد على السهر مع أصدقائه في ذلك الوقت..

ركضت حين رأيته ولكنه تمكن من الأمساك بي وبدأ يجرني لداخل المنزل..

صرخت وبدأت بالبكاء: أنا أريد الذهاب لدادي..اتركني..اتركني..

قام فارس بادخالي لغرفة الجلوس ثم أقفل الباب بالمفتاح..بدأت بالبكاء والنحيب فنظر الي بحدة:ايتها الغبية..الشارع مليء باللصوص..ان ذهبت الى الخارج سيقومون بقتلك..

صرخت بأعلى صوتي: أنت كاذب..افتح الباب أريد أن أخرج..

قام فارس بإقفال الأضواء فارتعبت وبدأت بالبكاء:فارس..أنا أخاف الظلام..افتح الأضواء أرجوك..

لم يكترث فارس لبكائي..بل على العكس..لقد كان مستمتعاً..بدأ بأصدار أصوات مخيفة ..

تكومت حول نفسي أصرخ وأبكي..

شعرت برعب..رعب شديد..لقد رأيت ظلالاً سوداء تدخل من خلال النافذة وتقترب مني..

زحفت محاولة الابتعاد عنهم وانتهى بي الحال لزاوية الغرفة..

التصقت بالجدار وانا أبكي وانتحب...شعرت بدموع حارقة على خدي...

افتربت تلك الظلال مني فصرخت بأعلى صوتي: أبـــــــــــــــــــــــــي..

في تلك اللحظة ..قامت عمتي فادية بطرق الباب فقام فارس بفتحه..

دخلت عمتي فادية واحتضنتني حين رأت خوفي فبت أبكي وأرتجف بين يديها..

رغم أن عمتي قد أنبت فارس وقتها ولكن تلك الحادثة قد تسببت لي بعقدة نفسية..

أصبحت أرتعب من الظلام والوحدة..حاولت السيطرة على مخاوفي ولكن لا أستطيع..بمجرد تعرضي للظلام أصرخ بشكل هستيري….

استيقظت من تلك الذكرى حين طرق باب المنزل أخيراً..لقد وصل عمار…

أغلقت التلفاز..ثم خرجت وأغلقت الباب خلفي..خرجت من ذلك المنزل وأنا أتمنى أن لا أعود له مرة أخرى..

أبداً..
.
.
.
لا شيئ يدمر القلب كخيبة الامل بمن تحب.. .
لقد صدمت اليوم بشدة ..فقد تم فسخ خطوبة دامت لأكثر من ست سنوات..

لقد تم عقد قراننا بعد تخرجي من الثانوية..ومنذ عقد القران..وهو يتهرب من تحديد موعد الزفاف..والآن صارح أبي بالأمر..

اخبره أنه لا يريد الزواج بفتاة تدرس الطب!!

ألم يكن يعلم أنني أحلم بالطب منذ طفولتي؟؟

لماذا صمت طوال هذا الوقت؟؟

لم يبق على تخرجي سوى سنة واحدة والآن يريدني أن أترك الطب بكل بساطة!!

حاول سالم أقناعي بترك الطب كي لا أكون مطلقة..كيف يواجه أهلي كل هؤلاء الناس؟.

لقد كان اسمي مقترناً بأحمد منذ طفولتي والآن نفسخ العقد؟؟

لقد كسرني أحمد بفعلته..جرحني بعمق..

ربت أبي على كتفي حين رأى حزني: حبيبتي سلمى..لا أحد يجبرك على شيء..الخيار لك ...هل ستوافقين على شرطه أم لا..

لم استغرق الكثير من الوقت بالتفكير..الطب هو حلم طفولتي ولن أتنازل عنه..

نظرت الى أبي بعينين دامعتين : يمكنكم البدء بإجراءات الطلاق..

شهق سالم بصدمة:سلمى هل أنت جادة؟؟

نظر أبي اليه بحدة: سالم لا تتدخل..لديها حرية الاختيار..

وجه نظره الي ثم ابتسم بحنان: لا تتعجلي صغيرتي..فكري بالأمر جيداً..واستخيري الله ..ثم أجيبي ..اتفقنا؟؟

أومأت برأسي ثم ذهبت الى غرفتي كي لا أبكي أمامهم..

وضعت يدي على فمي لمنع صراخي..

من السهل جداً ان تضع يدك على فمك لكي لا تتكلم ولكن من الصعب ان تضع يدك على قلب يتالم..

ذهبت الى الحمام لأغسل وجهي ثم رسمت على شفتي الابتسامة المعتادة..اكره أن اظهر ضعفي وألمي لأي أحد..

سأتابع وكأن شيئاً لم يكن..لدي اختبار في الغد ولن أسمح لهذا الموضوع بالتأثير علي..

جلست على سريري وبدأت الاستذكار..قامت أختي سلوى بفتح الباب ثم اقتربت مني وسألت باستغراب: ما الذي تفعلينه سلمى..

رفعت بصري اليها: وما الذي ترينه..اذاكر..لدي اختبار في الغد..

جلست بجانبي وتابعت حديثها بصدمة:هل أنت جادة!!.
يقول أبي أن أحمد سيطلقك إن أكملت الطب ولم يؤثر هذا الأمر بك !!

زفرت بدون أن أجيبها..

قفزت فزعة حين صرخت سلوى:كلا سلمى لن أسمح لك بإنهاء هذا الزواج..

زفرت بغضب: ولماذا تتدخلين..أنا التي ستتزوج أم أنتي؟؟

دمعت عيناها: لماذا تفعلين هذا بي سلمى..تعلمين أن أبي لن يقبل بتزويجي قبل زواجك...أرجوك لا تفعلي هذا بي..لا أعتقد أن سامر سيتمكن من الصبر أكثر..أرجوك سلمى أريد أن أتزوج…

أففف أففف أففف .
لا أعلم لماذا علينا الانسياق وراء هذه العادات السخيفة..وما المشكلة إن تزوجت سلوى قبلي؟؟

صحيح أن سلوى في السادسة عشرة من عمرها ولكن أغلب الفتيات في قبيلتي يتزوجن بهذا السن ..بالنسبة لهم فأنا فتاة عانس ولكنني لا أهتم لكلامهم..

تجاهلت تذمر سلوى وأنا أتابع الاستذكار..قامت سلوى بسحب الكتاب من يدي: سلمى أنا أحدثك..

نظرت اليها ثم صرخت: وما الذي أقوله..تحدثي مع أبي وأخبريه أنك تريدين الزواج..والآن هيا..أعيدي كتابي..

عقدت سلوى حاجبيها: هل موضوع الطب مهم لك لهذه الدرجة..

زفرت بعمق: أكثر مما تتخيلين..

حاولت الخروج من حزني فنظرت اليها بابتسامة: هل تعلمين..حين كنت صغيرة ..كنت أجمع ابر الانسولين الخاصة بجدتي من سلة المهملات وأخبئها بغرفتي..

سألت سلوى باستغراب:وماذا تفعلين بها؟؟

ضحكت:هههه كنت أستعملها للعب..هل تعرفين ما الذي فعلته بحسان؟؟ اجابت بعد تفكير: هل تقصدين ابن عمي؟؟

أومأت برأسي: نعم هو بعينه..في ذلك اليوم أخبرني أنه يعاني من ألم في معدته..لقد كان في الخامسة وكنت في السابعة من عمري..أخذته لغرفتي وأخرجت علبة الدواء الخاصة بي..ملأتها بالماء وبعض الطين والملح..ههه لقد كان دوائي لكل الجروح..

رفعت سلوى حاجبيها:دواء من الطين!!.

ضحكت:نعم لقد كنت مقتنعة بفعالية هذا الداواء..

شهقت سلوى:هل جعلت حسان يشربه؟ .

انفجرت بالضحك:ليته قام بشربه..هههههه المسكين لقد قمت بملأ الحقنة وغرزتها بيده..

اتسعت عيناها بصدمة سلوى : أيتها المجنونة...ما الذي حدث بعدها..

ضحكت وأنا أجيبها: ههه لاشيء بكى قليلاً ولكني حذرته من اخبار أي أحد..أنت الوحيدة التي أخبرتها بهذا الموضوع..

وضعت سلوى يدها على فمها:المسكين حسان..هل تعتقدين ان هذا سبب تأخره بالانجاب؟؟

نظرت الى الارض بتفكير ..فعلاً..لقد مضى سنتين على زواجه ولم ينجب بعد..

رفعت بصري اليها ثم أجبتهابقلق: كلا لا أعتقد..

زفرت: اففف سلوى لا تعكري مزاجي..دعيني اتابع حديثي…

ابتسمت سلوى:حسناً ..أنا أسمعك..

اتسعت ابتسامتي:ممم لقد كان لدينا فيما مضى جار يدعى عمار...لديه اخت بعمرك اسمها ديما..المساكين..لقد هربت أمهم في صغرهم فاستنجد عمار بي..سمعنا صوت حشرجة من صدر أخته فذهبت أنا لأحضر لها قطر للأنف..هههه حين رأيناها تبكي..وضعنا زجاجة الرضاعة بفمها ثم وضعنا القطرة بأنفها فاختنقت المسكينة وتشنجت…

ضربت سلوى على صدرها:وتقولين أنك تريدين الطب!!.
ستقتلين المرضى أيتها المجنونة..ما الذي حل بتلك الفتاة؟؟

ضحكت:لا تخافي لم يحدث لها أي شيء..تدخلت أمي حينها وعادت الطفلة للتنفس بشكل طبيعي..

اجابت سلوى بعد تفكير:وما الذي حل بعمار واخته الآن..

زفرت: لا أعلم..لقد انقطعت اخبارهم..ذهبوا لمنزل جدهم حسب ما سمعت..

استرسلت في حكاية الذكريات لسلوى..أردت تناسي حزني...تابعت حديثي متجاهلةً أمر طلاقي من أحمد..

نعم..ان كنت تعتقد أنك ستكسرني يا أحمد فأنت مخطيء..لن ألتفت للماضي..سأقف بنفسي وأنزعك بكامل قوتي من قلبي..

سوف أرمم قلبي المكسور بضحكي وابتسامتي…

الحياة مستمرة ، سواءً عشناها بهم وقلق وألم ، أو عشناها بأمل وحب وفرح ، إذا سأبتسم وأمضي فلا شيء يستحق..

.
.
.
ذهبت مع عمار الى المكتبة فقد أراد أن يشتري بعض الكتب ..

رغم أنني كنت ضجرة ولكنني تظاهرت بالاهتمام..

في بعض الاحيان..أتمنى أن أدخل الى عقل عمار وأعيد تشغيله من جديد..لا أعلم لماذا يتصرف وكأنه شيخ كبير!!

لا أكاد أصدق أنه أصغر من فارس..فارس مرح يحب المزاح..

أما عمار..فهو جاد دائماً كما أن الابتسامة ترتسم على شفتيه بصعوبة..

يعتقد كل من يراه للوهلة الأولى أنه شخص متكبر..

لولا أنني قد رأيت حنانه في صغري لقلت أنه شخص متبلد متحجر القلب..

أعادني عمار الى المنزل بعد ساعة تقريباً فقد أخبرني أن عليه توصيل طلبية الآن..

لوحت له حين خرجت:أراك لاحقاً أخي..

نعم..لم أعد أناديه بدادي..

أنه يكبرني بتسع سنوات فقط!!

لايزال صغيراً حقاً..الآن فقط أدركت كم كنت سخيفة وأنا أناديه بأبي..

فتحت باب المنزل ثم تصلبت بمكاني وأنا أرى سيارة عمي محمد متوقفة بالكراج..

أردت العودة لعمار ولكن الأوان قد فات..لقد ذهب عمار بالفعل..

أرجو أن تكون عمتي فادية قد عادت..لا أريد البقاء مع زوجها وحدي..

صحيح أنني عشت معهم لسبع سنوات..ولكن زوج عمتي يتصرف معي بغرابة..

يفترض أن يكون مثل أبي ولكن..حين بلغت الرابعة عشرة من عمري بدرت منه تصرفات غريبة..

لقد كان يفردني عن أبنائه بمعاملة مميزة جدا، ويبتسم في وجهي بشكل دائم ..

أحيانا يجلس بجانبي وينظر لي ويبتسم ولا يتكلم بأي كلمة ويتحسس وجهي ويدي .

لم اكن اشك به حاولت اقناع نفسي أنه يعتبرني مثل ابنته وأنه يشفق علي لأنني يتيمة ولكنه كان يتمادى مع مرور الوقت..

أصبحت أرتدي الحجاب فيما بعد ولكنه يأتي لغرفتي صباحاً بحجة أنه يوقظني للمدرسة ..أردت اخبار عمتي عن هذا ولكنني أخاف..لا أريد أن تحدث مشكلات بسببي..

التمست له الكثير من الاعذار ولكن ..قبل أسبوع حدث ما افقدني صوابي...

كنت واقفة في المطبخ أغسل الأطباق فشعرت به يدخل المطبخ بسرعة كبيرة وفجأة وجدت أحدا خلفي يمسكني من وسطي بيديه ..

صرخت فزعة فدخلت عمتي ولكنه ادعى البراءة وأخبرها أنه يريد شرب الماء رغم أنه يطلب منا احضار الماء له عادةً..

لقد كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير..

انا..لا أدري ماذا أفعل.. أصبحت لا أحب رؤيته ولا سماع صوته..

فتحت باب المنزل بعد تردد كبير فوجدت عمي محمد يجلس بالصالة…

وقف حين رآني ولكنني ركضت مسرعة لغرفتي بدون أن أسلم عليه…

أقفلت الباب بالمفتاح خلفي ثم اتصلت على عمتي أسأل عنهم..وصلني صوتها بعد عدة رنات:مرحبا صغيرتي..

سألتها بخوف: عمتي..متى ستأتون..

ردت بعد وهلة:عزيزتي هل مللت..لا تقلقي ..عشر دقائق تقريباً ونعود..

اجبتها بارتباك:لا بأس..ولكنني قلقت عليكم…انا انتظر..

قلتها ثم أغلقت الخط…

انتفظت مرتعبة حين طرق الباب خلفي..وصلني صوت عمي: ديما..لقد احضرت العشاء..تعالي للأكل..

اجبت بصوت مرتجف: لا أشتهي الأكل..

رد بغضب:افتحي هذا الباب ..لماذا دخلت الى المنزل بدون أن تسلمي علي؟؟

ارتجفت أطرافي ذعراً حين بدأ يطرق الباب بقوة..

ارتميت بجسدي على السرير وأطلقت العنان لدموعي لتفيض بالقدر الذي تريد ..

غمرت وسادتي بالدموع….عمتي..عودي بسرعة..أرجوك...
.
.
.

هل سبق لكم وأن شعرتم بالوحدة؟؟

ليست وحدة حقيقية ولكنه فراغ داخلي..

بمعنى آخر..أن تشعر ان كل احزانك لك بمفردك ولا احد يشعر حتى انك حزين..

حين يبكي قلبك وينتحب ولا أحد يمد لك يد العون..

بالرغم من وجود اهلك حولك ولكن لا احد منهم يقدر المك..

اراهم مجتمعين..يضحكون..يتسامرون..وأنا أجلس معهم محاولاً كبح الدموع في عيني…

في المرة الوحيدة التي حاولت بها التعبير عن غضبي الزموني الصمت وأنبوني ..

ضحكت أمي وهي ترى الارتباك في عين أخي وائل لأنه سيكلم خطيبته للمرة الأولى..

الابتسامة مرتسمة على وجوههم وهم يرون ابتسامته الخجول..

اما أنا..فقد ازدادت النار اشتعالاً في قلبي..حاولت كبح دموعي..ولكنها خالفتني ونزلت رغماً عني..

وقفت بسرعة كي لا يلحظوها وذهبت الى المغسلة أغسل وجهي بقوة..

لا تبك وليد..لا أحد يستحق في هذه الدنيا..

وقف أخي من مجلسهم فقد ضجر من تعليقاتهم ..اراد أن يحدث خطيبته على انفراد..

دخل الى غرفة الجلوس الموجودة خلفي واغلق الباب كي يتسنى له الحديث بأريحية..

انتابني الفضول..مشيت ببطء الى الباب محاولاً سماع حديثه..

ولكن..لم أتمكن من سماع أي شيء..

فكرت بالابتعاد عن الغرفة ولكن ضحكة مجلجلة من أخي وائل استوقفتني..

اشتعلت نيران قلبي عند سماع ضحكته..

لقد بدا لي صوت ضحكه مزعجاً..وكأن آلاف الأجراس قد طرقت في ذات الوقت..

يضحك!!

يضحك بكل بساطة!!

لماذا يجب علي أنا أن أعاني بينما يعيش هو حياته بسعادة؟؟

كيف سمح لنفسه ببناء سعادته على تعاستي؟؟

كلا..لن أصمت أكثر..

لن أسمح له بقتلي حياً..

مشيت الى المطبخ بخطىً ثابته..

سمعت صوت أمي تناديني للجلوس معهم ولكني تجاهلتها…

أخذت ما أريد من المطبخ ثم عدت لغرفة الجلوس وقمت بفتحها بكل قوتي..

قفز أخي وائل فزعاً:وليد..لقد أفزعتني..

قالها ثم أعاد السماعة الى اذنه: اعذريني يا حبيبتي..سأحدثك لاحقاً..

أقفل السماعة ثم اقترب مني معقداً حاجبيه: وليد..هل هناك مشكلة؟؟

لم أسمح له بأكمال حديثه..

غرزت تلك السكينة في بطنه بدون تردد..

تسارعت أنفاس وائل وهو ينظر الي بصدمة.. جثى على ركبتيه امامي وهو يلهث وقطرات العرق تتشكل على جبينه من شدة الألم بينما بقيت أنا محدقاً به بابتسامة..

دخلت أمي في تلك اللحظة: ما الذي يحدث يا أولاد..

شهقت ثم صرخت بفزع: وائـــــــــــــــل..

تجمع أبي واخوتي عند سماعهم لصراخ أمي وتحلقوا حول وائل وبدأوا بالصراخ والنحييب..

هل خفت؟؟

أبداً..

لقد سماني كل من سمع بحادثة طعني لأخي بالمجنون..

فقد ضحكت وأنا أرى خوفهم بكل بساطة!!

اعتقد الجميع أنني لم أكن بوعيي حين طعنته..

قالوا أن فعلتي كانت رغماً عني وذهبوا بي للعديد من الشيوخ كي يبعدوا عني تأثير الشياطين..

ولكني أؤكد لكم أنني لم أكن تحت تأثير الشياطين..

لقد طعنته بكامل أرادتي..

أردت أن أحرق قلوبهم كما أحرقوا قلبي..

أرادت انتزاع روحه كما انتزع روحي…
.
.
.

لايلزم أن تكون حسن الشكل لتكون جميلا ..

ولا مداحا لتكون محبوباً ..

ولا غنيا لتكون سعيداً ..

يكفي أن تعرف معني الرضا وتطبقه في حياتك ..

.
.
.

مرت ثلاثة أشهر على طلاقي من أحمد..

هل تعتقدون أن طلاقنا قد أثر به؟؟

أبداً..بل على العكس..لقد أدركت الآن أنه كان ينتظر طلاقنا بفارغ الصبر..

هل تصدقون هذا..ثلاثة أشهر فقط واليوم هو موعد زفافه من ابنة خالته!!

متى قام بخطبتها ؟؟..

ومتى قام بتحديد الزفاف؟؟..

لا أعلم..

لقد أغضب هذا الأمر أبي أيضاً..فأحمد هو ابن عمي ولم يخبر أبي بموعد حفل الزفاف غير الأسبوع الماضي...

سلوى تفكر منذ الأمس فيما ترتديه..لقد أخبرتها أن لا تفسد علاقتها مع سامر بسببي ..صحيح أن سامر وأحمد أخوة ولكن سامر يحب سلوى حقاً ولا أرغب أن أكون المتسببة بتفريقهم..

أتمنى لهما التوفيق..

لم أستطع التركيز في الجامعة في ذلك اليوم..حائرة جداً..

ان ذهبت لزفافه فسينظر الناس الي بشفقة حسب قول أمي..

وان لم أذهب لن اسلم من شفقتهم أيضاً..سيعتقدون انني اتظاهر بالفرح فقط…

افففف مللت من التفكير..

طلبت من سالم أن يصطحبني الى المنزل ظهراً فعلي اخذ قسط من الراحة من أجل الزفاف الليلة..

ركبت السيارة معه فالتفت الي: هل تريدين شيئا من أجل الغداء..

أجبته بهدوء: كلا لا أشعر بالجوع..

صمت سالم بعدها طوال الطريق..ولكن..حين وصلنا للمنزل استوقفني صوته قبل ان انزل: سلمى..

نظرت اليه باستغراب..

ابعد نظره عن عيني ثم تابع الحديث:لاتحزني نفسك سلمى..سأنتقم من أحمد على فعلته..

عقدت حاجبي:ما الذي تقصده..أرجوك سالم لا تحدث أي مشكلة..لقد طلبت الطلاق بملئ ارادتي وانتهى..

ابتسم سالم ثم أجاب:لن اؤذيه..سأؤدبه قليلاً فقط..

اتسعت ابتسامته :هيا اخرجي..العريس يريد مني الذهاب معه لاساعده في تحضيرات زفافه..

خرجت من السيارة ثم أغلقت الباب وانا اتمتم بغضب..

غبي متناقض..يقول انه سينتقم ثم يذهب معه لمساعدته..انا اعجز عن فهم ما يفكر به حقاً..اففف

فتحت باب المنزل ثم تلفت حوليي أبحث عن أمي وسلوى ولكن لم أجد أحداً..

اوه ..لابد ان امي قد ذهبت مع سلوى لمصففة الشعر..

هه لقد أرهقت نفسي بالتفكير عبثاً..أمي لاتفكر أصلاً باصطحابي معهم..

هذا أفضل..

ذهبت لآخذ حماما دافئا ثم ذهبت لفراشي لأنام..

سأذهب لزيارة لسديم بعد استيقاظي..

اغلقت عيني بهدوء ولكن كلام سالم تردد في اذني..

مالذي يقصده سالم بتأديب أحمد يا ترى؟؟
.
.
.

ركبت سيارة فارس مع فرح بعد خروجنا من المدرسة..ومنذ ركوبنا وهو يتذمر من اصطحابه لنا ويقول انه مضطر لهذا لأن السائق يصطحب أمل من الجامعة..

حسناً أنا متأكدة من أنه يكذب..كان بإمكانه الذهاب لأمل ان كان اصطحابه لنا يزعجه ولكنه يتعمد مضايقتي بتذمره المستمر..

توقف فارس أمام المحطة ليملأ السيارة بالوقود ثم قام بفتح باب السيارة..

التفت الينا قبل أن يخرج:سأنزل للبقالة..هل تريدين شيئاً يافرح؟؟

هتفت فرح: أريد عصير الفراولة..واعتقد أن ديما تريده أيضاً..

لم ينتظر فارس رأيي في الموضوع بل خرج من السيارة فوراً..

نظرت فرح الي باحراج: هههه اعتذر لأني تحدثت عنك ولكنك تحبين عصير الفراولة صحيح..

ابتسمت ببرود: لا أريد شيئاً منه..

عاد فارس الى السيارة ثم اخرج عصير الفراولة من الكيس قبل تحركه..

نظرت فرح اليه باستغراب:وماذا عن ديما؟؟

رد فارس ببرود وهو ينظر الي من المرآة الأمامية للسيارة: لست مسؤلاً عنها ان كانت تريد شيئاً فلتدفع بنفسها..

شهقت فرح: فارس..

ابتسم فارس باستهزاء ثم تابع القيادة باتجاه المنزل..

أما أنا فقد كنت أشتعل غيضاً..ومن يعتقد هذا الغبي نفسه ليهينني هكذا..أنا لا أريد أي شيء منه أصلاً..

وصلنا الى المنزل فخرجت من السيارة بسرعة وقمت بإغلاق الباب بكل قوتي ثم ركضت الى المنزل قبل أن يلحق فارس بي فهو يغضب حين أغلق الباب بقوة ولكنه يستحق..

فتحت باب المنزل ولكنني انتفضت فزعة حين صرخ فارس: ديما أيتها الغبية..

ركضت باتجاه الدرج فقامت عمتي بمناداتي: ديما يا ابنتي الغداء جاهز..

لم التفت اليها..تابعت الركض لأهرب من فارس ولكنني تعثرت اثناء صعودي وسقطت أرضاً.

شهقت عمتي: هل تأذيت يا صغيرتي..

دخل فارس في تلك اللحظة والشرر يقدح من عينيه:ديــــــــــــــمــــــــــــــــا..

نظرت عمتي فادية اليه: لماذا تصرخ الآن..

رد فارس: هذه الغبية تريد افساد سيارتي….

قامت عمتي بمقاطعته: انتبه لألفاظك رجاءً..احترم وجودي على الأقل..

اردت استغلال انشغال فارس بالحديث مع عمتي لأصعد الدرج..ولكنني لم اتكن من ابوقوف بسبب الم كاحلي.. أمسكت بالدرابزين فقد فكرت بالصعود حبواً ولكن فرح جلست بجانبي:ديما هل أنت بخير..

نظرت اليها بعينين دامعتين: كاحلي..انه يؤلمني..

امسكت فرح بيدي وساعدتني الى ان وصلت لغرفتي..جلست على الأرض أمامي:دعيني أرى اصابتك..

أومأت برأسي:كلا..أنا بخير..

زفرت فرح: اففف لا أعلم لماذا يتصرف فارس هكذا معك..أنا اعتذر نيابة عن ذلك الغبي..

ابتسمت باستهزاء: لا تقلقي أمره لا يهمني حقاً..

ابتسمت فرح: ما رأيك هل أجلب الغداء لغرفتك؟؟

أومأت برأسي: كلا..أريد أن أنام...أشعر بالأرهاق..

-حسناً أحلاماً هانئة..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

أما أنا فقد استلقيت على السرير بهدوء..

في الحقيقة..أنا أعرف سبب تصرفات فارس السخيفة معي..

لقد أخبرني عمار منذ عدة أشهر أن فارس صارح عمار بأنه يحبني ويرغب بالزواج بي ولكني أخبرت عمار أنني أرفض ذلك بشدة..

ليس لعيب بفارس..ولكن أباه يتحرش بي..

الأمر صعب..ارتباطي به أمر مستحيل !!

لا أعلم كيف أشرح هذا الأمر لفارس ولكنه اعتبر رفضي له اهانة في حقه..

لقد تغير تعامله معي وأصبح يضايقني من يومها..

آآآه عمار..متى ستصطحبني بعيداً من هذا المنزل..

متى؟؟
.
.
.

استيقظت من نومي بعد صلاة العصر ثم مشيت باتجاه منزل سديم..

سديم..جارتي وصديقتي منذ الطفولة..ستخرجني من كآبتي هذه بالتأكيد..

في اثناء المشي سمعت صوتاً قادماً من خلفي لطفل صغير:هي..مرحباً سلوم..

التفت اليه بغضب فانفجر بالضحك مع أصدقاءه..

افففف لا أعلم متى سيتركني أولاد الحي بحالي..

بالرغم من ارتدائي النقاب الا انهم يتعرفون علي..

يبدو ان اسم سلوم لن يمحى من ذاكرتهم أبداً..سيبقى وصمة عار بالنسبة إلي..

هل تتساءلون عن سبب تسميتهم لي بهذا الاسم..حسناً سأخبركم..

في اثناء طفولتي كنت العمدة في حارتنا بلا أي مبالغة..اعتدت على اللعب مع الأولاد..وقد كنت اهزمهم في لعبة كرة القدم دائماً..

كما انني كنت جزءاً من شلة الأنس..ههه أو عصابة الأنس..

تتكون عصابتنا من ستة أفراد.

الرئيسة وهي أنا ..ويدعونني بسلوم أو (الجرادة) وذلك بسبب سرعة حركتي وحبي لارتداء اللون الأخضر..

( المباحث) وهو أخي سالم..وقد أسميناه بهذا الاسم لأنه كان يشي بنا أمام الكبار..

أما الشخص الثالث فهو شقيق سديم هاني وقد لقبناه بـ(الريشة ) لنحالة جسده..

الشخص الرابع ابراهيم..أو (مسيلمة الكذاب) نعم لقد كان كثير الكذب..

الشخص الخامس هو عماد أو (العضاض) فقد كان يهاجم من يزعجه بالعض بدون تفكير بالعواقب.

أما الشخص السادس والأخير هو عمار أو (رأس البطاطا)..اسميته بهذا الاسم لأن شعره أصفر..حسناً..لقد كان عمار هادئاً وخجولاُ..انظم لعصابتنا بعد جهد مني لاقناعه..كان يخجل من الاختلاط بأولاد الحي لأنه لايتقن العربية ولكنني اتفقت معه على ان اعلمه العربية ويعلمني الانجليزية بدوره..

لقد تعلمت منه بعض الكلمات أما هو فقد اتقن العربية بطلاقة في عدة أشهر..

بالطبع لم يدم وجوده في عصابتنا فلا أحد يعلم عنه شيئاً منذ انتقل لمنزل جده ولكننا ظللنا لفترة طويلة ننتظر عودته..

ياااه كانت أيام جميلة حقاً ولكني أود محوها من عقولهم بشدة..

فعلى كل حال..ليس شيئاً جيداً لفتاة مثلي أن تصاحب الأولاد ..

أليس كذلك؟؟
.
.
.

-رؤى..اعطني الهاتف قبل أن ينفذ صبري..

كان هذا ما قاله أخي وليد لي وهو ينظر الي بحدة..

اففف ماذنبي ان قام هذا الغبي بكسر هاتفه؟؟

صحيح أنني قد اشتريت هاتفاً جديداً منذ شهر ولكني أردت التأكد من خلو هاتفي القديم من أشيائي الشخصية قبل أن أعطيه اياه..

اجبته بارتباك:حسناً وليد..انتظر قليلاً أريد محو بعض الاشياء قبل أن تأخذه..

نظر الي بشك: ما الذي تعنينه..ما الذي تخفينه عني ولا تريدين مني رؤيته؟؟

زفرت بغضب:لا تكن مريضا لا اخفي شيئاً..ولكن ..هناك ارقام صديقاتي..اضافة لبعض الصور التي أريد محوها..

أخذ الهاتف من يدي عنوة: سأقوم بفرمتته يجب أن أسافر الآن لا أستطيع التأخر أكثر...

قالها ثم خرج من الغرفة قبل أن يسمع ردي..

افف غبي..المشكلة انني أخاف منه ولا أجرأ على الوقوف بوجهه..

لقد قام هذا المجنون بطعن أخي وائل قبل ثلاثة أشهر ولكن لحسن حظه كانت الاصابة طفيفة..

نحن نشك بكونه ممسوساً من قبل الشياطين..فلا يوجد أي سبب منطقي لطعنه لوائل..

ان وائل يتجنب الالتقاء بوليد منذ ذلك الوقت كما أن وليد يحاول البقاء بعيداً عن المنزل..

أصبح يكثر الخروج مع اصدقائه ليبتعد عن المنزل فحسب..

لا أعلم متى سيصبح شاباً مفيداً لأهله ومجتمعه..حين أقارن بينه وبين عمار شقيق ديما أرى مدى اختلافهما الشاسع..

بالرغم من أنه وعمار في نفس السن الا ان عمار يعمل جاهداً ليعيش حياة مستقرة مع أخته ديما أما وليد.. مدلل غريب الأطوار..

جلست على الأريكة على هاتفي لأحدث ديما..اشتقت اليها كثيراً..

صحيح أننا ندرس في مدارس مختلفة ولكنها أعز صديقاتي..

لقد استطعت التوصل اليها عن طريق الانستقرام منذ سنة واصبحنا نتحدث معاً بشكل يومي..

فتحت الدردشة وأرسلت لها رسالة:

-مرحبا ديما ..كيف حالك اليوم..

انتظرت لعدة دقائق ثم ردت ديما بإسال صورة لها بوجه حزين وعينين دامعتين….

سألتها بخوف:ديما لماذا تبكين؟؟

ردت ديما:لقد سقطت من الدرج اليوم..قدمي تؤلمني كثيراً..

حدقت بالرسالة قليلاً ثم أجبتها:حسناً اذهبي الى المشفى ربما يكون هناك كسر..

ردت ديما: هناك تورم في كاحلي..اعتقد انه قد التوى..اردت الذهاب الى المشفى..ولكني اخبرتك عن زوج عمتي لا أريد الذهاب معه..وبالطبع لن أطلب من الغبي فارس شيئاً..ان استمر الألم فسأتصل بعمار ليصحبني لا تقلقي علي…

زفرت بعمق حين قرأت رسالتها..المسكينة ديما..حياتها صعبة جداً ..حين أرى مشاكلها أشعر بأنني أسعد فتاة في الكون..

كان الله في عونك ديما..
.
.
.

لم أتمكن من احتمال الألم..حاولت تجاهل الأمر ولكن لا..هناك تورم في كاحلي..

شعرت برغبة شديدة بالحديث الى عمار..
في كل مرة اقنع نفسي بأنني قد كبرت ولم أعد احتاج اليه أجد نفسي أتذكره في حال ضعفي..

أحتاج اليه..احتاج لحنانه ..ليتني أخرج معه اليوم ولا أعود لهذا المنزل مجدداً..

أخرجت هاتفي لأصل عليه وفكرة طفولية تدور في مخيلتي..

لقد فكرت..ان رأني عمار أتألم هكذا ربما يأخذني معه..

حين كنت أخاف من شيء في طفولتي كان يبقى بجانبي ويدعني أنام معه بغرفته...

أنا أتألم الآن أخي…

تعال وخذني من هنا أرجوك..

.
.
.
عندما أكون وحدي أحاول مرارا استبعاد لحظات الحزن تلك التي تباغتني كلما اختليت بنفسي.. .

لاأدري لم أشعر أنها تتحين الفرص لتنقض على سويعات الصفاء ولحظات السعادة اليتيمة التي قد تكون مرت على بابي يوما مــا .

في بعض الأحيان أتمنى أن أتجرد من مشاعري كي لا أتألم أكثر..

آآه بت أكره الفراغ كي لا أنشغل بالتفكير..لقد أصطدمت سيارتي في هذا الصباح بالرصيف فقد كنت أقود السيارة مرهقاً ولم أسلم من تعليقاتي عمي حازم بالطبع..

أخذ يلومني على ارهاق نفسي بالعمل بينما يعرض علي العمل بالشركة وبالطبع لم ينس الاستهزاء بوالدي واخباري انه كان محقاً حين قال بأنني سأدرس عبثاً..

لا أخفيكم هذا ..

كلماته قد سببت لي الاحباط..

لا أعلم متى سأحصل على وظيفة مناسبة..

رن هاتفي فارتسمت الابتسامة على وجهي حين وجدت بأن المتصل هو ديما..

اجبتها بفرح:اهلا اهلا..اشتقت اليك كثيراً صغيرتي..

ردت بصوت باكي:عمار..تعال وخذني من هنا..

عقدت حاجبي حين سمعت بكاءها:ديما هل أنت بخير.. ردت ديما: لقد سقطت من الدرج..اعتقد انني لويت كاحلي..ارجوك عمار..تعال وخذني الى المشفى..انني أتألم بشدة..

وقفت من مكاني بسرعة :سآتي حالاً اصبري قليلاً..

قلتها ثم اغلقت الخط..درت حول نفسي أفكر كيف أذهب اليها بدون سيارتي..

لن يسمح عمي لي بأخذ سياة السائق بالتأكيد فسيفتعل مشكلة ان احتاجت زوجته اليها وهي معي…

عزمت أمري وذهبت لاستأذن من جارنا بأخذ سيارته ولم يمانع بهذا..اخبرني انني استطيع أخذها طوال اليوم ان رغبت..

وصلت الى منزل عمتي وحين رأتني عمتي أسأل عن ديما صدمت بشدة:ولكن..لماذا لم تخبرني ديماً أنها قد آذت كاحلها..

رفعت كتفاي: لا أعلم..اخبرتني انها تريد مني اصطحابها الى المشفى..هل أستطيع الصعود لغرفتها..

أومأت عمتي برأسها: بالتأكيد..

صعدت الدرج اليها وحين فتحت الباب وجدتها بحال مزرية من الواضح انها تتألم..منظر وجهها الملئ بالدموع جعلني اشعر انها لاتزال طفلة..

اقتربت منها فازداد بكاءها:عمار لم أعد أحتمل الألم أكثر..

جلست أمامها:دعيني أرى أين أصبتي؟؟

كشفت ديما عن كاحلها فبات التورم واضحا..

تحسست قدمها فصرخت ديما:آآآه ..لا تلمسه..انه يؤلمني..

زفرت: انها متورمة..أرجو أن لا يكون أمراً خطيراً..

دخلت عمتي الى الغرفة وهي ترمق ديما بعتاب:لماذا لم تخبرني بالأمر صغيرتي..كنت سآخذك للمشفى فوراً,,هل أبخل عليك بشيء؟؟

نظرت ديما الى الأرض بدون أن ترد..

في الحقيقة تصرفها غريب حقاً ولكنني سعيد لأنها اتصلت بي..

اشعر بالفرح حين أشعر باحتياجها الي..

نظرت الى عمتي:انك لا تبخلين عليها ياعمتي ولكنها تحب أن أقوم بتدليلها هذا هو الأمر..

ابتسمت عمتي:حفظها الله لك..

ساعدت ديما بنزول الدرج ثم ذهبت بها الى المشفى..

اتضح بعد الفحص أنها تعاني التواءً في الكاحل..

خرجنا من المشفى بعد أن أخذت بعض المسكنات وقبل أن أبدأ بقيادة السيارة قامت ديما بمنادتي:أخي..

التفت اليها: نعم يا حبيبتي؟؟

ترقرقت عيناها بالدموع: حين كنت صغيرة كنت تضع لي دواءً خاصا بك فيتلاشى الألم فوراً هلل تذكر؟؟…

ضحكت من تلك الذكرى:لم يكن دواءاً فعلاً كنت أضع المناديل المبللة فحسب ولكن كان الأمر يريحك ههه لا أعلم كيف كان يتلاشى الألم حقاً..

نزلت دمعة من عينها: أعلم أنه لم يكن دواءً..ولكن بقاءك بجانبي واهتمامك بي كان يشعرني بالسعادة..متى يحين الوقت لنعيش معاً مجدداً أخي؟؟

تهدج صوتها: أرجوك لا أريد البقاء في ذلك المنزل أكثر..أنا ..أشتاق اليك..

قالتها ثم انفجرت بالبكاء..

شعرت بالألم يعتصر قلبي ..اكره رؤية حزنها بدون ان اتصرف..امسكت بييدها بحنان: تبقى القليل صغيرتي..ألم أخبرك..في الاجازة الصيفية بعد شهر سنسافر معاً وحدنا..

ردت بفرح: حقاً..

أومأت لها: نعم..ولكن أريدك ان تركزي بدراستك جيداً الآن اتفقنا..

قامت ديما بمسح دموعها: لاتقلق ..سأذاكر جيداً..

قمت بتحريك السيارة فالتفتت ديما الي باستغراب:هذا طريق منزل جدي..

ابتسمت:سنشتري البوظة ونأكلها معاً في حديقة المنزل كالسابق ما رأيك؟؟

ضحكت ديما بدون أن ترد…

بقيت مع ديما في الحديقة في تلك الليلة...ضحكنا وتحدثنا كثيراً عن ذكريتنا في الصغر..

كانت تلك الليلة ..أول ليلة أحن بها لأيام طفولتي…

فحديثي مع ديما وجلوسي معها..جعلني أشعر ولأول مرة..أنني أعيش يوماً مميزاً..

يوماً..من الماضي…
.
.
.

-أنا ملكة جمال هذا الكون..
طلاقي ليس لعيب في مظهري..ولكن ربما لو أصبح شعري أنعم..وأنفي أدق قليلاً..وشفتاي لو أنها تصبح أصغر ..اممم وعيناي أكثر اتساعاً,,,مع تورد بسيط في وجنتي فسأكون ملكة جمال الكون..

قلتها وأنا أنظر لنفسي بالمرآة.

ضحكت سديم:هههههه ما الذي تبقى من وجهك سلمى..

زفرت بعمق: يقولون أن الجمال جمال الروح صحيح؟؟

نظرت سديم الى عيني باهتمام:أتعلمين سلمى..انك جميلة حقاً ولكنك لا تهتمين بمظهرك..اعذريني لصراحتي ولكنك تتصرفين مثل الصبيان..

شهقت:أنا أتصرف مثل الصبيان!!

ردت سديم: يجب أن تواجهي الأمر سلمى..حين علم هاني أنك هنا قال أبلغي سلامي لسلوم..

احمر وجهي بغضب: وماذا أفعل ..كنت صغيرة وقتها ولكنهم يرفضون نسيان الأمر..

وضعت سديم يدها على خدها:مع الأسف ياصديقتي الأمور المحرجة تبقى عالقة في الذهن..لقد حذرتك كثيراً من اللعب مع الأولاد ولكن لا استمر لعبك معهم الى أن بلغت الرابعة عشرة من عمرك..انهم يعدونك عمدة الحي انك تعليمن هذا..

تجاهلت حديثها وأنا أرتشف من كوب الشاي أمامي..من الجيد أننا سننتقل من هذا الحي قريباً…

هتفت سديم: بسرعة سلمى أنهي كوبك لأصفف شعرك..

نظرت اليها بحيرة:هل تعتقدين أن ذهابي لزفافه أفضل..

ردت بثقة: بالتأكيد..اذهبي بكل ثقة..سأقوم بتجهيزك على أكمل وجه..أغيضيهم بجمالك وثقتك كي يعلموا أنهم قد خسروا درة نفيسة…

ضحكت باستهزاء:ههه أي درة تتحدثين عنها..انت لم تري ابنة خالته..انها آية في الجمال..بشرة بيضاء ..شعر حريري كثيف ..جسد متناسق..ههه وتقولين خسر درة؟؟ ..

ردت سديم بنفاذ صبر:كونك سمراء لا يعني أنك قبيحة...اسمعي مني سلمى لايوجد في الدنيا أمرأة قبيحة ولكن يوجد أمرأة لاتهتم بنفسها..

بدأت سديم بتزيني بعد أن صلينا العشاء ثم اعارتني فستاناً جميلاً بلون أسود ..لا أخفيكم هذا ..بدا شكلي مختلفاً..

حتى في يوم خطوبتي من أحمد لم أكن راضية عن مظهري هكذا فقد كانت مساحيق التجميل تغطي ملامحي بطريقة مقززة..

نظرت الى سديم بانبهار:لم أتصور يوماً أنني سأتقبل ملامحي وأنا أضع مساحيق التجميل!!

ردت سديم بثقة:سأفتح مشغلاً خاصاً بي في يوم من الأيام وكوني شاهدة على مهارتي وقتها هههه..

قامت سديم بتجهيز نفسها ثم طلبت من هاني اصطحابنا الى حفل الزفاف..

كنت متوترة طوال الطريق..لم أخبر أمي أنني سأحضر..هل ستغضب يا ترى؟؟

وصلنا الى القصر أخيراً..خرجت سديم وحين هممت بالخروج استوقفني صوت هاني:سلوم..

لا أخفيكم انني وددت أن أفقأ عينه حينها..يعلم انني متأنقة اليوم وما زال يقول سلوم؟؟؟

تابع هاني حديثه:لاتحزني سلوم..لقد انتقمت شلة الأنس من أجلك..

خرجت من السيارة بدون أن أرد عليه..

ولكن حديثه قد ذكرني بحديث سالم هذا الصباح..ما الذي فعلوه ياترى..

دخلت الى القاعة مع سديم وبمجرد دخولي رأيت رغد الأخت الصغرى لأحمد تدور حول نفسها بفرح..

توقفت عن الدوران حين رأتني وركضت باتجاهي وهي تهتف: ســـــــــلمــــــــــى..

فتحت ذراعي لأستقبلها..رغد تبلغ الخامسة من عمرها..انها اقرب بنات عمي الى قلبي..

قبلت وجنتيها الناعمتين فابتسمت بخجل..

رمشت بعينيها الصغيرتين وهي تتأملني:انك جميلة جداً سلمى,,

ابتسمت لها: شكراً ياجميلتي..

تابعت رغد حديثها ببراءة ..ولكنها ببراءتها قد قتلتني..مزقت قلبي لأشلاء:لقد قال أحمد انه لا يريد الزواج بك لأنك مثل الأولاد..ولكن الأولاد لا يملكون شعراً طويلاً صحيح؟؟
.شهقت سديم:ذلك الحقير..

وضعت يدها على كتفي حين لاحظت ارتعاش جسدي: سلمى هل أنت بخير؟؟

نظرت اليها بحدة: اعطني هاتفك سديم..

نظرت الي بتساؤل:لماذا؟؟

اجبتها بصوت مرتجف:لن يرد على مكالمتي..سأحدث ذلك الحقير من هاتفك أريد أن أفرغ غضبي عليه.

أومأت سديم برأسها ثم وضعت الهاتف بيدي..

أخذت الهاتف ثم أسرعت بخطواتي باتجاه دورات المياه لأحدثه بهدوء..

ذلك الغبي ..من يظن نفسه؟؟

انه لم يكمل تعليمه الجامعي حتى..انا افضل منه بكثير ولكني قبلت الزواج به لأنه ابن عمي فقط..

تنازلت عن الكثير من مواصفات الزوج المثالي بالنسبة لي كي أتقبل العيش معه ..

ولكنني سأعلمه مقامه الآن...

نظرت الى الهاتف بأنفاس متسارعة من شدة غضبي وارتباكي في نفس الوقت..

بدأت ادخل رقمه الذي احفظه من ظهر قلب..

لقد كنت مخطوبة له لست سنوات..كان عليه أن يذكرني بالخير على الأقل..

بدأ هاتفه بالرنين ودقات قلبي تزداد مع كل دقة..

كنت أعد الكلام الذي سأوجهه له بعقلي ولكن كل ما اعددته قد تلاشى فورا حين وصلني صوته وهو يصرخ بغضب: ماذا الآن؟؟
.
.
.

أنا ما زلت بخير..

قلبي يؤلمني قليلا .. ولكن هذا لا يعني أنني في حال سيئة..

عيني تحرقني وتمتليء بالدمع .. لكنني أدفع الدمع إلى داخلي..

مرهق جدا و لكنني أبتسم..

أفقد ابتسامتي لكنني أتصنعها لأسترد قوتي..

فقدت الكثير من وزني لكنني ما زلت بصحة جيدة..

أتألم حد الموت .. لكنني أعيش..

اصبحت أتهرب من البقاء في المنزل فمنذ أن قمت بطعن وائل وأنا أشعر بنظراتهم الي كشخص مجنون ..

أكره نظراتهم تلك..لو أنني كنت ابنهم هل كانوا سيعاملونني هكذا؟؟

بالطبع لا..

كانت أمي تخبرني دائماً أن مكانتي في قلبها مثل وائل تماماً..

اخفت الأمر بأنني لقيط عن رؤى ورغد لتثبت لي انها تحبني كابنها تماماً ولكني ادركت الان انها كانت تكذب..

لا الومها فان كانت امي الحقيقية لاترغب بي هل سأجبر احدا غيرها على حبي؟؟

لقد كانت أمي تعلم أنني أحب سمر ولكنها قامت بخطبتها لوائل رغم هذا..

وحين اعترضت على الأمر اخبرتني أن سمر لن تقبل الزواج بلقيط!!

ولكن..

ماذنبي أنا...؟؟!

اخبروني مالذنب الذي اقترفته؟؟

منذ كنت طفلاً وسؤالهم بالمدرسة يؤلمني حين يسألوني عن نسبي..

تسبقني دموعي على الإجابة قبل أن أنطق..

وأمسح دمعتـي من وجنتي بكم ثوبي..

أتمتم بصمت داخل نفسي ولكن لاأقوى على الـرد..

دمعات لقيـــــــط..وصرخات يتيــم

هي متقاربه حتما..ولكن بفرق بسيــط..

فاليتيــم من فقد والديه...ولكن اللقيط من رماه والداه وهما يستمتعان على قيد الحياه...

ولكنهم لايريدونه..

وأنا قد قررت بأنني لا أريد أحداً..

سأعيش بهذه الدنيا كما أريد وسأتمرد على كل من يجرأ على ايذائي..

وصلت أخيراً لمدينة الرياض فغداً سأحضر حفل زفاف أحد أصدقائي هنا ..

فتحت هاتف رؤى بعد وصولي الى الفندق…

سأرسل رسالة لأمي لأخبرها بوصولي..

لا أعلم ان كان أمري يهمها ولكني قد أديت واجبي بإخبارها…

حين قمت بفتح الهاتف بدأت تظهر اشعارات كثيرة على الشاشة الرئيسية من الانستقرام الخاص برؤى..

كم اكره هذا البرنامج السخيف سيكون أول برنامج أحذفه..

قمت بفتح احدى محادثات رؤى من باب الفضول ولكن ماوجدته قد اثار انتباهي

كانت محادثة لها من احدى صديقاتها..تدعى ديما على مايبدو..

عقدت حاجبي حين رأيت تلك الصورة..

كانت صورة لفتاة شقراء تبكي!!

مهلاً مهلاً..هل هذه صديقة رؤى؟؟

ههه كلا هذا مستحيل...من الواضح ان الصورة لفتاة اجنبية..
.
تابعت الصعود في محادثتها مع رؤى فوجدت العديد من الصور لنفس الفتاة!!.

يبدو ان هذه الفتاة هي ديما حقاً..

فتحت صورة لها بزي مدرسي وظفيرة جانبية..تنظر الى كاميرة الهاتف بابتسامة خجول..

رؤيتي لملامحها البريئة و جمالها الآخاذ حركت شعوراً غريباً بداخلي..

لم أتصور أن أرى فتاة بجمالها في حياتي!!

بقيت أتأمل تلك الصورة بتمعن وما كان لي ..إلا أن أبتسم...
.
.
.
💖نهاية الفصل💖



[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة  
قديم 07-04-17, 07:59 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: أنت مرآتي ...فهل أكسرها!!/بقلمي

 

‎ياااااااالهيييي😱😱😱😱😱😱 على قوووولة الست فيفي عبده ياااا مصيبتشي في ليلتشي 😱😱😱😱😱😱😱😱😱😱 وليدوووووو الغثى والنكد الأزلي 😡😡😡😡😡👿👿👿👿😤😤😤😤😤😤 منجيبها منين ولا منين هي البت ناقصة غلب 😭😭😭😭😭😭 وبعدين لَقيط ازاي يا واد 😳😳😳😳 سااااااااالم 😭😭😭😭 تعااالل أخطب البت بسررررعة وجيب معااااك الدااااكتوووورة حرم ولدنااااا المصون 😂😂😂😂😂😂 الحمدلله طلقها احمدووو الغبر فرقاااااااه عيد 😈😈😈😈😈 احييكم يالعصابة الوفية هو ده الشغل الأچنص 😂😂😂😂 حاااال عماار وديماااااااا محزني 😢😢😢😢😢 ووليدووووه ايش قصته 😭😭😭😭😭 أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه يا ديما يابنتي 😭😭😭😭😭 حسبي الله على جاذم المعفن وبنته القملة الحقودة ومراته اللزجة الجبلة 😡😡😡😡😡😡 خربوا العلاقة الجميلة والاستثنااائية للبت واخووووها 😭😭😭😭😭😭 وحاااارس الغباء المتقد هو وحبه اللي ما يسواااااش مليم 😡😡😡😡 وابوووووه المخررررررف جعلنا نااااخذ عزااااه قرييييب ولا ربنا يهديه 😡😡😡😡😡😡😡😡😭😭😭😭😭😭😭 بت يا فنوووونة مااااالك مقفلاهااااا في وش البت كده 😭😭😭😭😭😭 دي ديما زي النسمة 😭😭😭😭😭😭😭😭 قلبي الصغير يذرف الدموووووع 😢😢😢😢😢😢😢 يرضيك كده ؟؟؟؟ 😭😭😭😭 عماااار الله يرزقك من أوسع ابواااب الرزق😢😢😢😢😢 جعل القرنقش يتحذف عليك من كل صوب 💰💰💰💰💰💰💰💰💵💸💸💵💵💴💴💵💳💳💳💳💳💎💎💎 وبالعملة الصعبة كمان 🤑🤑🤑🤑🤑 جعلك تكح وتعطس فلووووووس 😂😂😂😂😂 جعلك تشتري جزر الواق الواق والمالديف والكاريبي واراضي في المريخ وعلى سطح القمر 😂😂😂😂😂 جعلك تشتري ستار بكس وتحوله وتكتبه باسمي 😂😂😂😂 ابغى أكب قهوتهم في المجاري وانتقم من مالكها على قذارته لو ثبتت ودعمه لإسرائيل 😈😈😈😈
‎😈 جعلك تاخذ سلمى وهنزفك زفة مطنطنة 😂😂😂😂😂😂 هي اللي حتقود المركب آز أولويز
😂😂😂😂😂😂 عاااد هذه العمدة 😂😂😂😂 نزفكم على أنغام ياااااا حضرة العمدة .. ابنك حميدة حدفني بالسفندية🎻🎤🎺 اهيييي؟؟ 😂😂😂😂😂😂😂
الى اللقاء 🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🌹🌹🌹🌹❤❤❤❤🤑🤑🤑🤑🤑

 
 

 

عرض البوم صور missliilam  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...فهل, مرآتي, أكسرها!!/بقلمي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية