المنتدى :
البحوث العلمية
أثر انحراف الاطفال بالمملكة العربية السعودية
أثر انحراف الاطفال بالمملكة العربية السعودية
المقدمة
ترتبط ظاهرة التسول ارتباطا وثيقا بالأزمات والمجاعات والحروب والكوارث الطبيعية من السيول والرياح والجفاف، فكلما ظهرت الأزمات كلما ارتفعت نسبة التسول والعكس ايضا صحيح، في علاقة طردية ومتناسبة حسابية متصلة.
لقد كان للجهات المختصة في الحكومة دور كبير في محاربة ظاهرة التسول لكنه لم يكن نهائيا في القضاء عليها، وربما أيضا للقطاع الخاص دور إلا أنه غير ظاهر البتة، وربما للمؤسسات المجتمعية والمجتمع دور إلا أنه لا يزال محدودا وبحاجة إلى تفعيل وتكاتف وتعاون مع الجهود الأخرى.
وقد أخذت ظاهرة التسول بالاتساع في الآونة الأخيرة في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية، وتزداد كلما اتجهنا صوب المدن المزدحمة والمناطق الآهلة بالسكان، وخصوصا تلك التي تشكل نقطة جلب للأجانب.
إننا ونحن نبدأ هذه الدراسة البحثية المتواضعة نضع بين أيدي الجهات المختصة النتائج التي سوف نتوصل إليها علها تساعد في إيجاد حل للظاهرة، حيث نشخص المشكلة ونبحث اسبابها ونحلل معطياتها ونقترح علاجاتها.
ان ظاهرة التسول تعد إحدى المشاكل الموجودة في المجتمع السعودي الى جانب مشكلات اجتماعية أخرى كالبطالة مثلا التي تستحوذ على 11.7% من اجمالي عدد السكان، فإن العلاج لابد أن يكون شاملا لمشكلة التسول واسبابها وظواهرها والعوامل المؤدية لها.. فلا يقتصر العلاج على المشكلة فحسب بل يتعداه للمشاكل الاجتماعية الأخرى..
وعلى الرغم من أن التسول قد اضحت ظاهرة عامة في الدول العربية كلها وليس في السعودية فقط إلا أن السعودية لا تزال الأفضل حالا من مثيلاتها من الدول العربية الأخرى، وهو ما يجعل السعي لايجاد الحلول ضرورة ملحة تتطلب جهدا جماعيا ومجتمعيا وقوميا، إذ اصبح من الواجب مناقشة الظاهرة التي تتخذ أشكالا متعددة ومختلفة باختلاف المناطق الجغرافية والبيئات وكثافة السكان، ومن الواجب أيضا إيجاد إرادة لدى الجهات المختصة في محاربة الظاهرة.
صحيح أنه لا توجد إحصائيات موحدة عن حجم ظاهرة التسول في المملكة العربية السعودية إلا أن الدراسات التي أجريت في هذا الشأن تتفق على أنها في حالة تزايد وتختلف نسبتها من منطقة إلى أخرى فهي تزيد في المناطق الرئيسية بالمملكة وخاصة مناطق مكة المكرمة والرياض.
وترتبط ظاهرة التسول في كثير من دول العالم ارتباطا وثيقا بالازمات والمجاعات والحروب والكوارث الطبيعية من السيول والرياح والجفاف، فكلما ظهرت الأزمات كلما ارتفعت نسبة التسول والعكس ايضا صحيح، في علاقة طردية ومتناسبة حسابية متصلة، ولعل المملكة العربية السعودية تتأثر بالأزمات التي تحصل في دول أخرى حيث يفد الى المملكة نازحين جراء تلك الأزمات ما يزيد من عدد المتسولين.
خطة البحث
مشكلة البحث
أهمية البحث
أهداف البحث
تساؤلات البحث
أسباب اختيار البحث
مجتمع البحث
عينة البحث
حدود البحث
مشكلة البحث
لقد انحرف الكثير من المتسولين عن مهنتهم تلك التي بدأوا في ممارستها كضرورة ملحة للحاجة وانتهوا الى ممارستها كمهنة مدرة للدخل وبين هذا وذاك انحرفوا بالممارسات اللا أخلاقية والأعمال غير المشروعة..
حتى أن كثير من المتسولين يرتبطون بشبكات منظمة للتسول، وكثير منهم يبدأ بممارسة المهنة بدافع الحاجة ثم ينتهي الى أعمال أخرى غير مشروعة أكبر منها كالانخراط في الاتجار بالمخدرات أو ممارسة الرذيلة أو الانضمام لجماعات السرقة والاجرام حيث يتم في تلك الجماعات استخدام المتسربين من التعليم والمتسولين وغيرهم ما يؤكد أن مشكلة البحث وهي التسول والمتسولين اصبحوا يجولون الشوارع ويتحيزون التجمعات الحية والمزدحمة، كمهنة لا كضرورة، وأصبحت ظاهرت التسول تجذب ممارسيها من فئات عمرية مختلفة فمنهم الأطفال وصغار السن ومنهم النساء منهم العجزة.. بعضهم يتسول بالعاهات وبعضهم يبتكر عاهة للتسول وبعضهم يتسول بالطفولة والبراءة وبعضهم يتسول باستجلاب العطف والحنان.. هذه كلها تشكل مظاهر سيئة وتهدد الأمن والاخلاقيات العامة والسلوك العام للمجتمع حيث وكثير من المتسولين من صغار السن.
أهمية البحث
أهمية هذا الدراسة تتضح بشكل جلي في الأهمية الأمنية لظاهرة التسول حيث انها أصبحت تشكل مرتعا لبعض المجرمين حيث يستقطبون الاطفال الذين يمارسون التسول إما لممارسة الرذيلة أو لاستخدامهم في الاتجار بالمخدرات وغيرها من الظواهر المصاحبة والتي سببها التسول..
اضافة الى ذلك.. تكمن الاهمية الأخلاقية لظاهرة التسول في استغلال الاطفال والنساء ممن يمارسون الظاهرة بأعمال غير أخلاقية.
كما أننا بحاجة الى الأهمية المعرفية لها حيث تمكننا من التعرف على الارقام والبيانات والمعلومات الخاصة بظاهرة التسول في المملكة العربية السعودية عموما، كما تكمن الاهمية المعلوماتية في كون البحث في تأثير التسول على الاطفال والنساء والممارسين للظاهرة أولا وعلى المجتمع ثانيا لا يزال محدودا والمعلومات والارقام المتوفرة لا تزال غير كافية ويتطلب اجراء المزيد من البحوث والدراسات لتشخيص هذه القضية مشكلة البحث.. أيضا تكمن الاهمية العلمية لظاهرة التسول في دراسة وفهم المفاهيم الاجتماعية كمصطلحات (التسول، المتسول ، السن القانوني) وغير ذلك من المفاهيم الخاصة بموضوع الدراسة.. ولعل الأهمية المجتمعية لمشكلة التسول في كونها أصبحت ممارسة يومية ومشكلة حياتية عامة وواقعا ملموسا يجب مواجهته بحدود امكاناتنا، والحذر والتنبه من أن تؤثر علينا الظاهرة بالمخاطر والآثار الناتجة عنها.
ولا تقتصر أهمية الدراسة عند ذلك فحسب بل ان هناك اهمية اقتصادية لظاهرة التسول هي أن المتسولين يحصلون على المال دون جهد يذكر ما يعرضهم للاتكال والركون على الآخرين ويزيد من نسبة البطالة ويجعل الأموال التي تذهب في هذا الاتجاه غير نافعة.. وهنا أيضا اهمية دينية تكمن في أن الاسلام حذر من التسول ونهى عنه ورغب بالعمل ودعا إليه... وأخيرا وليس أخيرا فإن هناك اهمية قانونية لظاهرة التسول باعتبارها ظاهرة مخالفة شرعا وقانونا تتقاطع مع الشرع والقانون.
أهداف البحث
1- تعريف المفاهيم الاساسية المرتبطة بظاهرة التسول.
2- معرفة حجم ظاهرة التسول وتوزعها على المناطق المختلفة في المملكة العربية السعودية.
3- معرفة الجنسيات المختلفة للمتسولين
4- تحديد الاثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن ظاهرة التسول
5- التعرف على الاسباب الكاملة التي تؤدي الى ظهور التسول والعوامل المساعدة.
6- معرفة خصائص المتسولين
7- معرفة فئات وأعمار المتسولين داخل المملكة
8- معرفة الوسائل والاساليب التي يقوم بها المتسولين
9- التعرف على أوضاع الأسر الخاصة بالمتسولين وخصوصا النساء والاطفال.
10- تحديد الجنسيات المختلفة للمتسولين
11- تحديد الاسباب المؤدية للتسول
12- التعرف على الوسائل المستخدمة في مكافحة المتسولين من قبل الجهات الحكومية المختصة
13- التعرف على الوسائل المستخدمة من قبل الجهات غير الحكومية للحد من ظاهرة التسول.
14- معرفة المناطق التي تتركز فيها ظاهرة التسول
تساؤلات البحث
1- ما المفاهيم الاساسية والتعريفات المرتبطة بظاهرة التسول؟
2- ما حجم واحصائيات ظاهرة التسول وتوزعها على المناطق المختلفة في المملكة العربية السعودية؟
3- ما هي الاثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن ظاهرة التسول؟
4- كيف يمكن تحديد الاسباب الكاملة التي تؤدي الى ظهور التسول والعوامل المساعدة؟
5- ما خصائص المتسولين؟
6- ما هي فئات وأعمار المتسولين داخل المملكة؟
7- ما الوسائل والاساليب التي يقوم بها المتسولين؟
8- ما أوضاع الأسر الخاصة بالمتسولين وخصوصا النساء والاطفال؟
9- ما الجنسيات المختلفة للمتسولين؟
10- ما هي الاسباب المؤدية للتسول؟
11- ما هي الوسائل المستخدمة من قبل الجهات غير الحكومية للحد من ظاهرة التسول وفي مكافحة الظاهرة؟
12- ما هي المناطق التي تتركز فيها ظاهرة التسول في المملكة العربية السعودية؟
أسباب اختيار البحث
- انحراف بعض الأطفال المتسولين وأيضا النساء
- ظهور اخلاقيات سيئة ومنحرفة وربما شبكات منظمة تتاجر بالبشر
- استخدام التسول كذريعة لممارسة أعمال أخرى.
- تمويه المتسولين بعمليات بيع وشراء لممارسة التسول
- الملاحظة والرؤية اليومية للظاهرة في كثير من المناطق
- إثراء موضوع البحث بالمعلومات
- الميل لمعرفة اتجاهات وحجم هذه الظاهرة.
- انتشار المتسولين في مناطق مختلفة بالمملكة وتوسع الظاهرة.
- محاولة البحث عن الجديد في الاحصائيات الخاصة بظاهرة التسول وإبرازها
- اقتراح حلول ومعالجات لظاهرة التسول علها تساعد في استراتيجيات القرار
مجتمع البحث
المتسولين بكافة مستوياتهم العمرية وسواء كانوا ذكورا أو نساء أجانب أم سعوديين ونخص بالدراسة منهم الأطفال أقل من 18 عاما
عينة البحث
المتسولين من الأطفال
المتسولين من النساء
حدود البحث
هذا البحث يدرس ظاهرة التسول خلال الفترة من 1425ه – 1437ه ويبحث عن الاحصاءات ويدرس الحالة في كل مناطق المملكة العربية السعودية
الفصل الثاني
المنهجية والمفاهيم والخلفية ونظرة الاسلام
المطلب الأول
منهجية البحث
المطلب الثاني
مفاهيم البحث
المطلب الثالث
الخلفية التأريخية لظاهرة التسول
المطلب الرابع
نظرة الاسلام لظاهرة التسول
المطلب الأول
منهجية البحث
منهجية البحث هي منهجية التحليل الإحصائي التي تتناسب مع نوعية المعلومات والبيانات المستخدمة وطبيعتها، كنسب التسول في المملكة، وعلاقة ذلك ببيانات السكان وخصائصهم الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية..
اضافة الى منهج الوصف وتشخيص مجتمع الدراسة ومشكلة البحث.
أيضا يعتمد منهج البحث على المقارنة بين مجتمع الدراسة وبين مجتمعات مماثلة في الخليج والمنطقة العربية بالاستعانة بالبيانات والاحصاءات الرسمية وصولا الى استخراج النتائج النهائية التي تخص المشكلة وعينات البحث المعتمدة في الدراسة.
وأخيرا تعتمد هذه الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي الذي يقوم على تشريح البيانات وتجميعها وتفسيرها من أبعادها المختلفة..
المطلب الثاني
مفاهيم البحث
تعريف التسول
هو أن يتم طلب الصدقات في الطرقات العامة
ويعرف بأنه طلب المساعدات والصدقات من الناس باستخدام الحيل المختلفة للخداع واستدرار العطف والسفقة من الناس بغرض الحصول على الأموال والمنافع بدون مقابل.
تعريف التشرد:
هو أن يبقى الانسان في العراء او خارج منزله لفترة طويلة والمبيت خارج المنزل أو هو العيش بدون مسكن... وبهذا المصطلح يعرف تشرد الاحداث
تعريف انحراف:
جمعه انحرافات ويعني الخروج عن الصواب والمتعارف عليه والمألوف لدى المجتمع من سلوك وعادات وتقاليد
المتسول:
هو الشخص الذي يطلب المال من الناس بغير حق يستحقه ودون مقابل.
المتسولين:
هم الاشخاص الهائمون أو الاشخاص المشردون، أو الذين يتجولون في الشوارع والازقة بحثا عن صدقة معينة كما أنهم اعتادوا على القيام بأعمال بهلوانية أوألعاب أو مشاهد معينة تخالف القانون أو هم الاشخاص الذين يتجولون أو يتنقلون من مكان الى اخر بدون هدف ما أو مشروع معين ، كما أنهم قادرون على العمل ويعتادون العيش على غيرهم عالة.
أجهزة مكافحة التسول:
هي المكاتب الحكومية التابعة لجهاز مكافحة التسول والمنضوية تحت ادارة وزارة الشئون الاجتماعية.
المطلب الثالث
الخلفية التأريخية لظاهرة التسول
يرتبط تأريخ التسول بتأريخ الفقر ويتصل بحالات العجز والعوز وقلة الحيلة وضعف الادراك وعدم القدرة على العمل والمرض، ما يجعل الحديث عن ظاهرة التسول ليس على أنها ظاهرة اقتصادية بل اجتماعية واقتصادية وسكانية وأخلاقية.. كما تطور مسمى حالات المتسولين بين الفقر والعوز والحاجة وأحيانا العادة عندما يصبح التسول ظاهرة مهنية يعتاش عليها الاشخاص ولو لم يصنفوا في اطار الحاجة والفقر.
وهنا من يقول بان تأريخ ظاهرة التسول قد بدأ بعد ما يسمى بمرحلة (المشاعية) وهي مرحلة بداية ملكية وسائل الانتاج وهذا قول محدود ليس عليه دليل.
ما يعني أنه ليس لظاهرة التسول تأريخ حديث في النشأة بل هي قديمة عرفتها الشعوب على مر العصور، وأخذت مسميات مختلفة باختلاف العصور والشعوب والأجناس.. ومن تلك المسميات:
الشحاذون: وهم الذين يجوبون البلدان للبحث عن الأطعمة في مواسمها، فيذهبون الى بغداد في موسم الرمان ويذهبون الى مصر في موسم التين وهكذا.
الساسانيون: وهم مجموعات من الناس تفرقون في بلدان مختلفة من العالم، وأطلق عليهم السكان في كل بلد مسمى مختلف من تلك المسميات (الغجر) الذين يتجولون بحثا عن المال ويسكنون الخيام المتنقلة.
المكدون: وكانوا أحسن حالا من غيرهم إذ يحسنون الصناعات ويعيشون برفاهية نتيجة ادرارهم الكثير من المال.
إذن.. فقد ارتبط تأريخ التسول بتأريخ الفقر واتصل بحالات العجز والعوز وقلة الحيلة وضعف الادراك وعدم القدرة على العمل والمرض، ما يجعل الحديث عن ظاهرة التسول ليس على أنها ظاهرة اقتصادية بل اجتماعية واقتصادية وسكانية وأخلاقية.. إنه ليس لظاهرة التسول تأريخ بداية محددة ومتفق عليها بقدر الاتفاق على أنها ظاهرة انسانية ظهرت بظهور الفقر، وتشكلت بتشكل الجماعات واختلفت باختلاف الوسائل والعصور.
وخلال مسيرة الانسان في الحياة ابتكر المتسولون طرقهم الخاصة ووسائلهم المناسبة لاستجداء الناس وطلب الصدقات، هكذا أصبح اسم الحاجات التي يأخذونها من الناس بعد الاسلام تحت مسمى الصدقات، ولا تسمى كذلك في مجتمعات أخرى غير مسلمة.
وقد وجدنا في كتب التأريخ من يقول بان تأريخ ظاهرة التسول قد بدأ بعد ما يسمى بمرحلة (المشاعية) وهي مرحلة بداية ملكية وسائل الانتاج وهذا قول محدود ليس عليه دليل.. والأصح أنها ظاهرة وجدت مع وجود الحاجة وارتبط وجودها بوجود الفقر والعوز والحاجة.
كما أن تطور أسماء التسول والمتسولين بين الفقر والعوز والحاجة يدل على أن ظاهرة التسول كانت ظاهرة مهنية يعتاش عليها الاشخاص ولو لم يصنفوا في اطار الحاجة والفقر.
المطلب الرابع
كيف ينظر الاسلام الى ظاهرة التسول
لو بدأنا بعدد من الايات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الصدقات والمحتاجين مما يرتبط بالظاهرة من قريب أو من بعيد فالادلة كثيرة نوردها في محلها
قال الله تعالى: "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون".. وقال تعالى أيضا: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين.. "
وقال تعالى: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله خبير بما تعملون"..
وقال تعالى أيضا: "وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون".
وقد كره الله تعالى المعاملة السيئة للسائل وزجره أو نهره حيث قال: " وأما السائل فلا تنهر".
كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم وهو يتحدث عن المتسول: "إنه من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكبر من نار جهنم، قالوا: يا رسول الله، وما يغنه، قال: ما يغنيه أو يعشيه".
وبوضوح تام يروي لنا أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا".
كما يكره الرسول الكريم التسول بقوله موصيا أصحابه: "لأن يحتطب أحدكم على ظهره فيقي به وجهه خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه". رواه أبو هريرة حديث مرفوع
وهنا لا بد أن نقول بان الاسلام لم يحرم ظاهرة التسول تحريما قطعيا ولكنه حث على العمل وكره التسول وذم المتسولين الذين يطلبون الناس الحافا وهم قادرين على العمل وجلب الرزق، فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم متحدثا عن المتسول: "إنه من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكبر من نار جهنم، قالوا: يا رسول الله، وما يغنه، قال: ما يغنيه أو يعشيه". وفي حديث لأبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا".
أيضا فقد كره الرسول الكريم التسول بقوله موصيا أصحابه: "لأن يحتطب أحدكم على ظهره فيقي به وجهه خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه".
ان الصدقات التي أمر بها الاسلام لم تكن تشجيعا على التسول بل تشجيعا على التراحم والتعاطف وتشجيع القيم الانسانية في الاخاء والمودة بين الاغنياء والفقراء حتى لا ينسى الغني الفقير وحتى لا يضيع الفقير ويهلك من الجوع.
والصدقات عندما تدخل في هذا الاطار إنما هي عمل لما بعد الموت وقد قال الله تعالى: "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون".. وقال تعالى أيضا: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين.. " وقال تعالى: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله خبير بما تعملون" .. وقال تعالى أيضا: "وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون". وقد كره الله تعالى المعاملة السيئة للسائل وزجره أو نهره حيث قال: " وأما السائل فلا تنهر".
الفصل الثالث
الخصائص والاسباب والحجم وطرق المكافحة
المطلب الأول
خصائص ظاهرة التسول
المطلب الثاني
أسباب التسول
المطلب الثالث
حجم التسول
المطلب الرابع
طرق مكافحة التسول
المطلب الأول
خصائص ظاهرة التسول
هناك العديد من الخصائص التي يمتاز بها المتسولين منها:
- يفضل المتسولين الأماكن المزدحمة بالناس وخصوصا المساجد والجولات وإشارات المرور والأسواق الشعبية وأمام المطاعم والمحلات التجارية والراقية والمناطق المزحمة والأماكن السياحية والأنفاق والطرق الضيقة وأرصفة الشوارع والحدائق العامة.
يقوم المتسول بارتداء الملابس المتسخة لاستجداء عطف الناس.
- تقمص المتسولين لملامح الحزن والفقر والتعاسة بتعابير الوجه والمنظر والمشي والحركة والملابس والأحذية.
- الدعاء للناس أثناء طلب المساعدة ومناداتهم بعبارات تجلب العطف والرحمة
- رفع السبابة والاشارة الى الناس لطلب الحاجة منهم.
- - بعض المتسولين يميلون لارتداء الملابس الجديدة والأنيقة للفت انتباه الناس وليس لاستجداء عطفهم. وخصوصا الفتيات.
- يقوم المتسولين بإظهار عاهاتهم المختلفة التي بعضها مصطنعة لاستجداء عطف الناس وصدقاتهم.
- كما يقومون بافتراش الأماكن العامة والطرقات.
- ومما يقوم به المتسول الدعاء أو قراءة القرآن على أبواب المساجد وفي الطرقات
- ايضا يقوم المتسول وخصوصا النساء بحمل الأطفال وتعريضهم لحرارة الشمس المرتفعة لاستجداء عطف الناس وطلب معوناتهم.
- يقوم المتسولين بعرض بعض الاعاقات سواء في أجسامهم أو باصطحاب معاقين يتم من خلالهم استجداء الناس بواسطتهم وطلب العون والمال.
المطلب الثاني
أسباب التسول
- من أسباب التسول التسرب من المدارس والانحدار التعليمي
- الفقر وضعف الحالة المادية.
- زيادة الدخل أو الحصول على عائد مادي
- التفكك الأسري والتشرد العائلي الذي يؤدي الى التسول والتشرد في الشوارع.
- رفقاء السوء من الصحبة السيئة.
- اكتساب الرزق الوفير وتزايد العطايا والصدقات من الناس للمتسولين.
- اختلال النظام الاجتماعي والاقتصادي بين الاغنياء والفقراء
- عدم العدالة في توزيع الثروة بين أبناء المجتمع وعدم وجود فرص متساوية.
- جهل الأبوين والدفع بأبنائهم لممارسة الظاهرة
- وراثة الظاهرة عن الأبوين أو أحدهما أو أحد الأقارب
- غياب الرقابة الحكومية وضعف محاربة ظاهرة التسول.
- الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية.
- التهميش المجتمعي لطبقة أو فئة من الناس وغياب العدالة الاجتماعية
- المظالم وعدم الانصاف وغياب حقوق الانسان
المطلب الثالث
حجم التسول
التسول في ازدياد...............
المطلب الرابع
طرق مكافحة التسول
بلغت أجهزة مكافحة التسول مع نهاية العام 1416ه نحو 12 مكتبا في كل من الرياض والدمام والقصيم ومكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة وجدة وحائل وتبوك والاحساء والخرج).. وازدادت في السنوات الأخيرة لأضعاف..
يختص دور هذه المكاتب في مكافحة التسول بالتعاون مع أجهزة وزارة الداخلية، فإن كانوا سعوديون يتم القبض عليهم وإعادة تأهيلهم من خلال برامج الخدمات الاجتماعية المختصة، وإن كانوا أجانب يتم ترحيلهم الى بلدانهم.. ويسن القانون عقوبات تفصيلية بشأن ذلك منها السجن والغرامة والجمع بينهما.
كما أن القانون السعودي حدد عقوبات صارمة تجاه المتسولين، حيث أقر نظام مكافحة التسول العقوبات التالية:
1- تغريم المتسول 20 ألف ريال سعودي.
2- السجن لفترة لا تزيد عن عامين لمن تثبت بحقه جنحة التسول.
3- الترحيل الفوري لأي مقيم يمارس التسول
4- الجمع بين السجن والغرامة
5- مصادرة أموال المتسول.
6- الخضوع للمسائلة لكل من يقوم باستعراض عاهاته أو التظاهر بالمرض أمام المحلات والاسواق وفي الأماكن والطرقات والحدائق العامة.
الفصل الرابع
الآثار والمعالجات
المطلب الأول
آثار ظاهرة التسول
المطلب الثاني
المعالجات المقترحة لظاهرة التسول
المطلب الأول
الآثار الانحرافية لظاهرة التسول على الأطفال
- المساهمة في ارتكاب عدد من الجرائم الخاصة بالسرقات والنشل
- المساهمة في ارتكاب جرائم اختطاف الاطفال
- المساهمة في جرائم الاحتيال والنصب..
- زيادة المساهمة في العرض للحوادث المرورية
- بيع المخدرات والخمور والمسكرات والترويج لها
- التورط بالجرائم والممارسات الاخلاقية
- انتحال الشخصيات.
- المساهمة في نشر ظاهرة أطفال الشوارع وانحرافاتهم.
- انتشار البطالة.
- الاعتداء على الاخرين.
- الانخراط في شبكات وعصابات تسول.
- توسع ظاهرة التستر وزيادة التخلف في المملكة.
- تزوير الوثائق الرسمية والمستندات.
- تشويه المجتمع.
- السحر والشعوذة .
المطلب الثاني
المعالجات المقترحة لظاهرة التسول
1- تطبيق العقوبات الرادعة على المتسولين ليمتنعوا عن العودة للمارسة المهنة.
2- تشديد العقوبات على كل من يثبت تورطه في شبكات تسول وفي تنظيم عملية التسول والاتجار بها.
3- العمل على السلطات من التسلل غير الشرعي عبر الحدود، ومنع تهريب البشر من القرن الافريقي.
4- تنظيم الحملات الأمنية لضبط المتسولين في أماكن تواجدهم وبالذات في اشارات المرور والمساجد.
5- تخصيص برامج اعلامية لتوعية المجتمع بمحاربة ظاهرة التسول وعدم تشجيعهم وإعطاء الاموال والصدقات لمستحقيها.
6- قيام العلماء والدعاة بواجبهم من خلال الخطب والدروس بتشنيع الظاهرة والرأي الشرعي نحوها.
7- التنسيق بين الأجهزة الحكومية المختلفة المعنية بظاهرة التسول من الشرطة وادارة مكافحة التسول وغيرهما.
8- ترحيل من يثبت تورطه من المتسولين بمزاولة التسول كمهنة متكررة
9- توسيع دائرة عمل ادارة مكافحة التسول وتفعيل عملها
10- تحديث اجراءات مكافحة الظاهرة والاستفادة من تجارب الدول الأخرى.
11- إجراء المزيد من البحوث والدراسات اللازمة حول ظاهرة التسول ودعم الباحثين في الظاهرة.
خاتمة البحث
لقد وصلنا الى نهاية هذا البحث الذي تناولنا فيه ظاهرة التسول في المملكة وآثارها في انحراف الاطفال بالمجتمع السعودي حيث بدأناه بخطة البحث ثم مشكلة البحث ووضحنا أهمية البحث وأهداف البحث وسردنا التساؤلات المختلفة للبحث وأوردنا أسباب اختيار البحث وكذا حددنا مجتمع البحث وعينة البحث وحدود البحث..
أما في الفصل الثاني منه فقد ناقشنا المنهجية والمفاهيم والخلفية ونظرة الاسلام حيث خصصنا المطلب الأول للحديث عن منهجية البحث والمطلب الثاني عن مفاهيم البحث والمطلب الثالث عن الخلفية التأريخية لظاهرة التسول والمطلب الرابع أوضحنا نظرة الاسلام لظاهرة التسول.
وفي الفصل الثالث من البحث تناولنا الخصائص والاسباب والحجم وطرق المكافحة، حيث كان المطلب الأول عن خصائص ظاهرة التسول والمطلب الثاني عن أسباب التسول والمطلب الثالث عن حجم التسول اما المطلب الرابع فكان عن طرق مكافحة التسول.
واختتمنا البحث في الفصل الرابع بالحديث عن الآثار والمعالجات في مطلبين الأول منه تحدث عن آثار ظاهرة التسول في انحراف الاطفال والمطلب الثاني اوردنا المعالجات المقترحة لظاهرة التسول.
نرجو أن نكون قد وفقنا في اتمام هذا البحث ..
والله الموفق والمعين..
المراجع
- القرآن الكريم
- صحيح البخاري
- صحيح مسلم
- معجم مصطلحات العلوم الاجتماعيةلأحمد زكي بدوي طباعة مكتبة لبننان ببيروت ص 37 عام 1982م
- معجم المعاني الجامع
- تشريع جاكسونوفيل الاميركية بولاية فلوريدا 1972م
- مسند الإمام أحمد
- البقمي، عيدبن مطلق، ظاهرة التسول في مدينة الرياض- دراسة ماجستير 1421ه
- اليوسف، عبدالله، الاطفال الباعة والمتسولين، المركز الوطني للدراسات والتطوير الاجتماعي بوزارة الشئون الاجتماعية، الطبعة الثانية، 1431ه
- سنن أبي داود
- التقريرالسنوي لوزارة الشئون الاجتماعية للعام 1435هـ
- نظام مكافحة التسول المقدم من وزارة الشئون الاجتماعية لمجلس الشورى للمناقشة 2014م
|